الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 450 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 407 العام الميلادي : 1016
تفاصيل الحدث:

غزا يَمينُ الدَّولةِ بلادَ الهندِ، بعد فراغِه مِن خوارزم، فسار منها إلى غزنةَ، ومنها إلى الهندِ عازمًا على غَزوِ قَشمير (كشمير)؛ إذ كان قد استولى على بلادِ الهِندِ ما بينَه وبين قشمير، فلما بلغ دَربَ قَشميرَ أتاه صاحِبُها وأسلَمَ على يَدِه، وسار بينَ يديه إلى مَقصِدِه، فبلغ ماءَ جون في العشرينَ مِن رَجَب، وفتَحَ ما حولَها مِن الوِلاياتِ الفَسيحةِ والحُصونِ المَنيعةِ، حتى بلغ حِصنَ هودب، وهو آخِرُ مُلوكِ الهِندِ، فنظَرَ هودب من أعلى حِصنِه، فرأى مِن العساكِرِ ما هالَه ورَعَبه، وعَلِمَ أنَّه لا يُنجيه إلَّا الإسلامُ، فخرج في نحوِ عَشرةِ آلافٍ يُنادُونَ بكَلمةِ الإخلاصِ، فقَبِلَه يَمينُ الدَّولة، وسار عنه إلى قلعةِ كلجند، وهو من أعيانِ الهِندِ وشياطينِهم، وكان على طريقِه غِياضٌ مُلتَفَّة لا يَقدِرُ السَّالِكُ على قَطعِها إلَّا بمشَقَّة، فسَيَّرَ كلجند عساكِرَه وفُيولَه إلى أطرافِ تلك الغياضِ يَمنَعونَ مِن سُلوكِها، فتَرَك يمينُ الدَّولة عليهم من يقاتِلُهم، وسلك طريقًا مُختَصَرةً إلى الحِصنِ، فلم يشعُروا به إلَّا وهو معهم، فقاتَلَهم قتالًا شديدًا، فلم يُطيقوا الصَّبرَ على حَدِّ السُّيوفِ، فانهزموا، وغَنِمَ المُسلِمونَ أموالَه، ومَلَكوا حُصونَه، ثمَّ سار نحوَ بَيتِ مُتعَبَّدٍ لهم، وهو مهرة الهند، وهو مِن أحصَنِ الأبنيةِ على نَهرٍ، ولهم به من الأصنامِ كَثيرٌ، منها خمسةُ أصنامٍ مِن الذهَبِ الأحمَرِ المُرَصَّع بالجواهِرِ، وكان به من الأصنامِ المصوغةِ مِن النقرةِ نحو مِئَتي صنَمٍ، فأخذ يمينُ الدَّولة ذلك جميعَه، وأحرق الباقيَ، وسار نحو قنوج، وصاحِبُها راجيال، فوصل إليها في شَعبان، فرأى صاحِبَها قد فارَقَها، فأخَذَها يمينُ الدَّولة، وأخَذَ قلاعَها وأعمالَها، ثمَّ سار إلى قلعةِ البراهمة، فقاتَلوه وثَبَتوا، فلمَّا عَضَّهم السِّلاحُ عَلِموا أنَّهم لا طاقةَ لهم، فاستسلَموا للسَّيفِ فقُتِلوا، ولم ينجُ منهم إلا الشَّريدُ، ثمَّ سار نحو قلعةِ آسي، وصاحِبُها جند بال، فلمَّا قارَبَها هَرَب جند بال، وأخذ يمينُ الدَّولة حِصْنَه وما فيه، ثم سارَ إلى قلعة شروة، وصاحِبُها جندرآي، فلَمَّا قارَبَه نَقَلَ مالَه وفُيولَه نحو جبالٍ هناك منيعةٍ يحتمي بها، وعَمِيَ خَبَرُه فلم يُدْرَ أين هو، فنازَلَ يَمينُ الدَّولة حِصنَه فافتَتَحه وغَنِمَ ما فيه، وسار في طلَبِ جندرآي جريدةٌ -الجريدةُ: خَيْلٌ لا رَجَّالةَ فيها- وقد بلَغَه خبَرُه، فلَحِقَ به في آخِرِ شَعبانَ، فقاتَلَه، فقَتَل أكثَرَ جُندِ جندرآي، وأَسَرَ كثيرًا منهم، وغَنِمَ ما معه من مالٍ وفيلٍ، وهَرَب جندرآي في نفرٍ مِن أصحابِه فنجا، ثمَّ عاد إلى غزنة ظافرًا، ولَمَّا عاد من هذه الغزوةِ أمَرَ ببناءِ جامِعِ غزنة، فبُنِيَ بناء لم يُسمَعْ بمِثلِه، ووُسِّعَ فيه، وكان جامِعُها القديمُ صغيرًا، وأنفَقَ ما غَنِمَه في هذه الغزاةِ في بنائِه.

العام الهجري : 1344 العام الميلادي : 1925
تفاصيل الحدث:

بعد أن استقَرَّ الوضعُ في الحجاز للملك عبد العزيز بدأ بإدخال التنظيمات الحديثة في إدارة مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها، مستفيدًا من بعض الشخصيات العربية الموجودة في الحجاز، كما استقطب شخصياتٍ أخرى من عدد من الدول العربية ذات خبرة إدارية وسياسية وإعلامية؛ فتأسَّست عام 1343هـ إدارة الأمن العام، ثم أصبحت مديرية الشرطة العامة لحماية الأخلاق والتفتيش والمحاسبة ومراقبة الأجانب، ولها إداراتٌ في كل مدينة وناحية،كما تمَّ في هذا العام إنشاء مصلحة الصحة العامة، ثم أصبح في كلِّ مدينة وإقليم إداراتٌ للصحة، وفي عام 1344هـ أنشئت مديرية الشؤون الخارجية، وبلدية مكة المكرمة، ثم إدارة لشؤون الخزانة في الرياض، ويتبع لها في كلِّ مدينة إدارةٌ لجباية الزكاة محاسَبةٌ أمام الملك، ثم في عام 1345هـ أنشئت المديرية المالية العامة، وفي عام 1347هـ أصبحت وكالة، وفي عام 1351هـ تحوَّلت إلى وزارة مالية لها صلاحيات واسعة، ورُبِطَت بالوزارة إداراتُ التموين والحج والزراعة والأشغال العامة والنفط والمعادن الأخرى، وكان فيها خبراءُ مِن عدة جنسيات عربية، وفي عام 1350هـ أنشئت مديرية خفر السواحل في جُدة، وأُوكِلَ لها شؤونُ الموانئ وخفر السواحل، ومكافحة التهريب وتنظيم الملاحة، وفي عامي 1344 و1345 صدرت أوامِرُ مَلَكية لإنشاء نظام قضائي موحَّد للدولة، وتأسَّست في الحجاز ثلاثةُ أنواع من المحاكم: المستعجلة، والكبرى، والاستئناف، وكان أول ظهور لدوائر كتاب العدل في الحجاز عام 1345هـ، وفي عام 1344 تأسَّس في جدة المجلِسُ التجاري الذي تحوَّل في عام 1349ه إلى محاكم تجارية تعمَلُ وَفقَ نظام التجارة الذي وُضِعَ على نمط الدولة العثمانية، واستُثنيَت منه القضايا التي تخضع لأحكام الشرع, وبعد توحيد المملكة عام 1351هـ أصبحت الإدارة في حالِ تشكُّل مؤقَّت إلى حين وضعِ تشكيلات جديدة للمملكة، وقد كُلِّف مجلس الوزراء في الحجاز بوضعِ النظام الأساسي (الدستور) ونظامِ الحُكم والإدارات. وكان يتِمُّ اختيار الأشخاص للمهامِّ السياسية والإدارية حسَبَ المعرفة الشخصية أو الكفاءة والثقة؛ بحيث يظلُّ المسؤولون والوزراء عدَّةَ سنوات، مثل عبد الله السليمان نجدي، ويوسف ياسين:سوري، وحافظ وهبة: مصري، مستشارونَ للملك في الشؤون الخارجية، والأول: سكرتير للملك، ثم وزير للدولة، والثاني: مديرٌ للمعارف، وممثِّلٌ للسعودية في إيطاليا، ثم سفيرٌ في لندن، وعبد الله الدملوجي: عراقي، يجيد التحدث بالإنجليزية والفرنسية، مستشارٌ للملك، ويقوم باستقبال الضيوف في البلاط الملكي، ثم أصبح ممثلًا للملك في جدة، ونائبًا لوزير الخارجية، وفؤاد حمزة: فلسطيني، عمل في وزارة الخارجية كمستشار للملك.

العام الهجري : 255 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 869
تفاصيل الحدث:

بعث المهتدي بكتابٍ إلى سليمان بن عبد الله بن طاهر نائبِ الخليفة في بغداد يأمُرُه بأخذ البيعة له، وكان أبو أحمد بن المتوكل ببغداد، وكان المعتزُّ قد سَيَّرَه إليها، فأرسل سليمانَ إليه، فأخذه إلى داره،  فاجتمع العامَّةُ إلى باب دار سليمان، فقاتَلَهم أصحابه، وقيل لهم: ما يَرِدُ علينا من سامرَّاء خبر، فانصَرَفوا ورَجَعوا الغدَ، وهو يوم الجمعة على ذلك، وخطب للمعتز ببغداد، فانصرفوا وبكَّروا يوم السبت، فهجموا على دار سليمان، ونادَوا باسم أبي أحمد، ودَعَوا إلى بيعته، وسألوا سليمانَ أن يُريَهم أبا أحمد، فأظهَرَه لهم، ووعَدَهم أن يصيرَ إلى محبَّتِهم إن تأخَّرَ عنهم ما يحبُّون، فانصرفوا بعد أن أكَّدوا عليه في حفظ أبي أحمد، وذلك قبل أن يعلم أهلُ بغداد بما وقع بسامرَّا من بيعة المهتدي، فقُتِلَ من أهل بغداد وغَرِق منهم خلق كثيرٌ، ثمَّ لَمَّا بلغهم بيعةُ المهتدي سكَنوا, ثم أُرسِل إليهم من سامراء مالٌ ففُرِّق فيهم، فَرَضُوا وبايعوا للمهتدي لسبعٍ خَلَونَ من شعبان، وسكنت الفتنة، فاستقرت الأمور واستقر المهتدي في الخلافةِ.

العام الهجري : 375 العام الميلادي : 985
تفاصيل الحدث:

ورد إسحاقُ وجعفرٌ البحريان، وهما من الستَّة القرامطة الذين يلقَّبون بالسادة، فمَلَكا الكوفةَ، وخَطَبا لشَرَف الدولة، فانزعج النَّاسُ لذلك؛ لِمَا في النفوس من هيبتِهم وبأسِهم، وكان نائبُهم ببغداد يُعرَفُ بأبي بكر بن شاهويه، يتحَكَّمُ تحكُّمَ الوُزَراء، فقَبَضَ عليه صمصام الدولة، فلما ورد القرامطةُ الكوفة كتب إليهما صمصامُ الدولة يتلَطَّفُهما، ويسألهما عن سبَبِ حَرَكتهما، فذكرا أنَّ قَبضَ نائِبِهم هو السَّبَبُ في قصدهم بلادَه، وبثَّا أصحابَهما، وجَبَيا المالَ، ووصل أبو قيسٍ الحسَنُ بنُ المنذر إلى الجامعين، وهو من أكابِرِهم، فأرسل صمصامُ الدولة العساكِرَ، ومعهم العرب، فعَبَروا الفراتَ إليه وقاتلوه، فانهزم عنهم، وأُسِرَ أبو قيس وجماعةٌ مِن قُوَّادِهم، فقُتِلوا، فعاد القرامطةُ وسَيَّروا جيشًا آخر في عددٍ كثيرٍ وعُدَّة، فالتَقَوا هم وعساكِرُ صَمصامِ الدَّولة بالجامعَينِ أيضًا، فأجْلَت الوقعة عن هزيمةِ القرامطة، وقَتْلِ مُقَدَّمِهم وغيره، وأَسْر جماعة، ونَهْب سوادِهم، فلما بلغ المنهزمون إلى الكوفةِ، رحل القرامطة، وتبِعَهم العسكر إلى القادسيَّة، فلم يدركوهم، وزال مِن حينِئذٍ ناموسُهم.

العام الهجري : 404 العام الميلادي : 1013
تفاصيل الحدث:

سار يَمينُ الدَّولةِ الغزنوي عندما خرج الشِّتاءُ غازيًا إلى الهندِ في جمعٍ عَظيمٍ وحَشدٍ كثيرٍ، وقصَدَ واسِطةَ البلادِ مِن الهند، فسار شَهرينِ، حتى قارَبَ مَقصِدَه، ورتَّب أصحابَه وعساكِرَه، فسَمِعَ عَظيمُ الهند به، فجَمَع مَن عِندَه مِن قُوَّادِه وأصحابِه، وبرز إلى جَبَلٍ هناك، صَعبِ المرتقى، ضَيِّقِ المسلَكِ، فاحتمى به، وكتَبَ إلى الهنودِ يستدعيهم مِن كُلِّ ناحية، فاجتمع عليه منهم كلُّ مَن يحمِلُ سلاحًا، فلمَّا تكامَلَت عِدَّتُه نزل مِن الجَبَل، وتصافَّ هو والمُسلِمونَ، واشتَدَّ القِتالُ وعَظُم الأمرُ، ثمَّ إنَّ الله تعالى منح المسلمينَ أكتافَهم فهَزَموهم، وأكثَروا القَتَل فيهم، وغَنِموا ما معهم من مالٍ وفيلٍ وسلاحٍ، وغير ذلك، وفتَحَ اللهُ نادرين, ووجد المسلمونَ في بَيتِ الصَّنَمِ حَجَرًا عظيمًا منقوشًا عليه، دلَّت كتابتُه على أنَّه مبنيٌّ منذ قرونٍ طويلة، فعَجِبَ المسلمونَ لقِلَّةِ عُقولِهم, فلمَّا فرغ الغزنويُّ مِن غَزوتِه عاد إلى غزنة، وأرسل إلى القادِرِ بالله يطلُبُ منه مَنشورًا، وعهدًا بخراسانَ وما بيده من المَمالِك، فكتب له بذلك، ولُقِّبَ نظامَ الدين.

العام الهجري : 411 العام الميلادي : 1020
تفاصيل الحدث:

زاد شَغبُ الأتراكِ بهَمذانَ على صاحِبِهم شَمسِ الدَّولةِ بنِ فَخرِ الدَّولة، وكان قد تقَدَّمَ ذلك منهم غيرَ مَرَّة، وهو يحلُمُ عنهم بل يَعجِزُ، فقَوِيَ طمَعُهم، فزادوا في التوثُّبِ والشغبِ، وأرادوا إخراجَ القُوَّادِ القوهيَّة الأكرادِ مِن عنده، فلم يُجِبْهم إلى ذلك، فعَزَموا على الإيقاعِ بهم بغيرِ أمْرِه، فاعتَزَل الأكرادُ مع وزيرِه تاجِ الملك أبي نصر بنِ بهرامَ إلى قلعةِ برجين، فسار الأتراكُ إليهم فحَصَروهم، ولم يلتَفِتوا إلى شمسِ الدَّولة، فكتب الوزيرُ إلى أبي جعفرِ بنِ كاكويه، صاحبِ أصبهان، يستنجِدُه، وعَيَّنَ له ليلةً يكونُ قُدومُ العساكِرِ إليه فيها بغتةً، ليخرُجَ هو أيضًا تلك الليلةَ لِيَكبِسوا الأتراك. فعل أبو جعفرٍ ذلك، وسيَّرَ ألفَي فارس، وضَبَطوا الطرقَ لِئَلَّا يسبِقَهم الخبَرُ، وكبسوا الأتراك سَحَرًا على غفلةٍ، ونزل الوزيرُ والقوهيَّةُ من القلعةِ، فوضعوا فيهم السَّيفَ، فأكثَروا القَتلَ، وأخَذوا المالَ، ومَن سلِمَ مِن الأتراكِ نجا فقيرًا، وفعَلَ شَمسُ الدَّولة بمَن عندَه في همذان كذلك، وأخرَجَهم، فمضى ثلاثُمِئَة منهم إلى كرمان، وخدموا أبا الفوارِسِ بنَ بهاء الدَّولة صاحِبَها.

العام الهجري : 465 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1072
تفاصيل الحدث:

لمَّا جُرِحَ السُّلطانُ ألب أرسلان أَوصَى لابنِه ملكشاه، وكان معه، وأَمرَ أن يَحلِف له العَسكرُ، فحَلَفوا جَميعُهم، وكان المُتَوَلِّي للأَمرِ في ذلك نِظامُ المُلْكِ، وأَرسلَ ملكشاه إلى بغداد يَطلُب الخُطبةَ له، فخُطِبَ له على مَنابِرِها، وأَوصَى ألب أرسلان ابنَه ملكشاه أيضًا أن يُعطِي أَخاهُ قاروت بك بن داود أَعمالَ فارس وكرمان، وشَيئًا عَيَّنَهُ من المالِ، وأن يُزَوَّجَ بِزَوجَتِه، وكان قاروت بك بكرمان، وأَوصَى أن يُعطَى ابنَه إياز بن ألب أرسلان ما كان لأَبيهِ داودَ، وهو خمسمائة ألف دِينارٍ، وقال: كلُّ مَن لم يَرضَ بما أَوصَيتُ له فقاتِلُوهُ، واستَعينوا بما جَعلتُه له على حَربِه، وعاد ملكشاه من بِلادِ ما وراءَ النَّهرِ، فعَبرَ العَسكرُ الذي قَطعَ النَّهرَ في نَيِّفٍ وعشرين يومًا في ثلاثة أيامٍ، وقام بوِزارَةِ ملكشاه نِظامُ المُلْكِ، وزاد الأَجنادَ في مَعايِشِهم سبعَ مائةِ ألفِ دِينارٍ، وعادوا إلى خُراسان، وقَصَدوا نَيسابور، وراسَلَ ملكشاه جَماعةَ المُلوكِ أَصحابَ الأَطرافِ يَدعوهُم إلى الخُطبَةِ له والانقِيادِ إليه، وأَقامَ إياز أرسلان بِبَلخ وسار السُّلطانُ ملكشاه في عَساكرِه من نَيسابور إلى الرَّيِّ.

العام الهجري : 648 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1250
تفاصيل الحدث:

لما حلف الأمراء والأجناد واستقرت القاعدة على تملُّك شجرة الدر، نَدَب الأميرُ حسام الدين محمد بن أبي علي للكلامِ مع الملك لويس التاسع في تسليمِ دمياط، فجرى بينه وبين الملك مفاوضاتٌ ومحاورات ومراجعات، آلت إلى أن وقع الاتفاقُ على تسليمها من الفرنجِ، وأن يخلى عنه ليذهَبَ إلى بلاده، بعدما يؤدِّي نصفَ ما عليه من المالِ المقَرَّر، فبعث الملك الفرنسي إلى من بها من الفرنجِ يأمُرُهم بتسليمِها، فأبوا وعاوَدَهم مرارًا، إلى أن دخل العَلَمُ الإسلاميُّ إليها، في يوم الجمعة لثلاث مضينَ مِن صفر، ورفع على السُّورِ وأُعلِنَ بكلمة الإسلام وشهادةِ الحَقِّ، فكانت مدةُ استيلاء الفرنج عليها أحد عشر شَهرًا وتسعة أيام، وأُفرِجَ عن الملك لويس التاسع، بعدما فدى نفسَه بأربعمائة ألف دينار، وأفرج عن أخيه وزوجته ومن بقي من أصحابِه، وسائر الأسرى الذين بمصر والقاهرة، ممَّن أُسِرَ في هذه الواقعة، ومن أيام العادل والكامِلِ والصالح وكانت عِدَّتُهم اثني عشر ألف أسير ومائة أسير وعشر أسارى، وساروا إلى البر الغربي، ثم ركبوا البحرَ في يوم السبت تاليه، وأقلَعوا إلى جهة عكَّا.

العام الهجري : 1018 العام الميلادي : 1609
تفاصيل الحدث:

فخرُ الدين المعني الثاني هو حفيد فخر الدين المعني الأول، الدرزي الأصل الذي قاتل مع السلطان سليم، فتولى بذلك لبنان والجبال المحيطة به، ولما تولى هذا الحفيدُ السلطة في لبنان عام 999هـ وكان درزيًّا وصوليًّا كبيرًا واستطاع أن يجمع المُعادين للإسلام من نصارى ونُصيرية ودروز، وأمثالهم، حتى تمكَّن من جبال لبنان، والسواحل وفلسطين، وأجزاء من سورية، ولما قوِيَ أمره فاوض الطليان فدعموه بالمال وبنى القلاع والحصون، وكوَّن لنفسه جيشًا زاد على الأربعين ألفًا، ثم أعلن الخروجَ على الدولة العثمانية عام 1022هـ غيرَ أنه هُزم وفرَّ إلى إيطاليا، وكان قد تلقَّى الدعم من إمارة فلورنسا الإيطالية، ومن البابا، ورهبان جزيرة مالطة (فرسان القديس يوحنا)، وقد عاد فخر الدين إلى لبنان بعد أن أصدر السلطانُ فرمانًا بالعفو عنه واندفع لتغريب البلادِ، ثم أعلن التمردَ من جديد مستغلًّا الحرب العثمانية الصفوية الشيعية، ولكنه فشِلَ وأُسِر وسيقَ إلى إستانبول، ثم اندلعت الثورة عام 1045هـ ولكنه هذه المرة أُسِر وشُنِق، وفَشِلت الحركة المسلَّحة التي قادها ابن أخيه ملحم للأخذِ بثأره.

العام الهجري : 1202 العام الميلادي : 1787
تفاصيل الحدث:

بعد أن بايع ربيع بن زيد وأخوه بدن الشيخَ محمدًا والإمام عبد العزيز عام 1199, وعادا إلى الوادي بدأا بالدعوة للتوحيد ونبْذِ مظاهر الشرك والبدع، فنفر منهما أهلُ الوادي ودخلا معهم في حربٍ طويلة استعان فيها أهل الوادي بصاحبِ نجران المكرمي ليقضوا على ربيع بن زيد وأتباعه ودعوته، لكِنْ دون جدوى, وقد حصل ربيعٌ على مالٍ وسلاح من الإمام عبد العزيز في حربِه لِقَومِه حتى تمكَّن من أهل الوادي، فأرسلوا إلى ربيع يطلبونَ منه أن يبايعوه على الدِّينِ والسَّمع والطاعة، ثم وفد بهم إلى الشيخِ  محمد والإمام عبد العزيز ليبايعوهما على السمع والطاعة والالتزام بشرائع الدين, فأكرمهم الأميرُ غايةَ الإكرام وطلبوا معلِّمًا لهم يعلِّمُهم التوحيدَ، فأرسل معهم الشيخُ عبدَ الله بن فاضل, بعد ستة أشهُرٍ نقض الرجبان والوداعون العهد فأرسل عبد العزيز لهم سليمان بن عفيصان فدهمهم في بلادِهم، فطلبوا الأمانَ والقدوم على عبد العزيز، فقَدِموا عليه في الدرعية، فبايعوه وشرط عليهم ألفي ريال نكالًا وألفَ بندقٍ فسلَّموها له.

العام الهجري : 1207 العام الميلادي : 1792
تفاصيل الحدث:

لَمَّا بلغ أهلَ الأحساء هزيمةُ بني خالد في الشيط، وقع الرعب في قلوبهم وخافوا خوفًا عظيمًا، ثم سار الأمير سعود بجنوده ناحيةَ الأحساء فنزل الردينية الماء المعروف في الطف فأقام أيامًا وأتته المكاتبات مع رسل أهل الأحساء يدعونه إليهم ليبايعوه، فارتحل منها وسار إلى الأحساء ونزل عينَ النجم خارج البلدِ، فخرج إليه أهلُها وبايعوه على دين الله ورسولِه والسمع والطاعة, ثم دخل جيشُ سعود الأحساءَ فهَدَموا جميع ما فيه من القباب والمشاهِدِ التي على القبور، والمواضِعَ الشركية, ثم أقام سعود قريبًا من شهر رتَّب أئمة المساجِدِ وأمَرَهم بالمواظبة على الصلواتِ وإقامة الجُمَع والجماعات، ونادى بإبطال جميعِ المعاملات الرِّبوية وما خالف الشَّرعَ، ورتب الدروسَ وجعل فيهم علماءَ مِن قَومِه يعلِّمونهم التوحيد, وكان أهلُ الأحساء قد أبطنوا الغدرَ ونَقْضَ العهد، وقَتْلَ العلماء المعَلِّمة وأميرَهم وصاحِبَ بيت المال، وكانوا نحوًا من 30 رجلًا, فأجمعوا على ذلك فقتلوا أميرَهم محمد بن حملي، وقتلوا البقية وجرُّوهم في الأسواقِ، وفعلوا بهم أفعالًا قبيحةً, واستولى  زيدُ بن عريعر على الأحساءِ.

العام الهجري : 1224 العام الميلادي : 1809
تفاصيل الحدث:

عندما تحقَّق للإمام سعود أنَّ آل خليفة أهل البحرين والزبارة يقع منهم بعض المخالفات, فخاف أن يقع أكبَرُ من ذلك, فأرسل إليهم جيشًا واستعمل عليه الأميرَ محمد بن معيقل, ثم أتبعه بعبد الله بن عفيصان واجتمعوا ونزلوا عند الزبارة المعروفة عند البحرين، فأقاموا فيها قريبَ أربعة أشهر حتى رجع الإمام سعود من الحجِّ، فأرسل أمراءَ جيشه إلى آل خليفة يأمرونهم أن يَفِدوا على سعود فساقوهم كرهًا، فقَدِموا عليه في الدرعية، وهم الأمير سلمان بن أحمد بن خليفة، وأخوه عبد الله، وعبد الله بن خليفة وأبناؤهم، ومعهم كليب البجادي وغيره من أعوانهم, ورؤساء رعيتهم، فلما قَدِموا قرَّرَ عليهم سعود ما حدث منهم,  ثمَّ اعتقل رؤساءَهم وردَّ أبناءَهم وبقيَّةَ الرعية إلى بلادهم, وكان سعودٌ لما قبض عليهم أخذ جميعَ خيلهم ونجائبهم وغير ذلك من الشوكة لهم في البحرين، والزبارة، ثم أمر فهدَ بن سليمان بن عفيصان أن يعبر إلى البحرين ضابطًا له، وجعله في بيت المال، ثم إنَّ أبناء آل خليفة نقلوا أكثر نسائِهم وأموالهم في السُّفن، ثم هربوا من الزبارة.

العام الهجري : 1320 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1902
تفاصيل الحدث:

هو عبد الرحمن بن أحمد بن مسعود الكواكبي، ويلقَّب بالسيد الفراتي، مِن رجالِ الأدب والاجتماع والسياسة، وهو من رواد الحركةِ القومية العربيَّة، ولد في 23 شوال سنة 1271هـ في مدينة حلب، وتعَلَّم بها، وكانت له مكانةٌ مرموقة في بلَدِه، يقصدُه أصحابُ الحاجات لقضائِها، ويلجأُ إليه أرباب المشاكلِ لحلِّها، بل كان رجالُ الحكم يستشيرونه أحيانًا فيُبدي رأيَه في جرأة وشجاعة. أنشأ في حلب جريدة (الشهباء) فأغلقَتْها الحكومةُ؛ لهجومه على العثمانيين وطَلَبِه استقلالَ العرب عنهم، ثم أنشأ جريدةَ (الاعتدال) فعُطِّلت كذلك من قِبَل الحكومة، وأُسنِدَت إليه مناصِبَ عديدة. سجنه العثمانيون بسببِ موقِفِه منهم، وتشجيعِه للعرب على الانفصالِ عن الدولة العثمانية، وحكَموا عليه بالقتل إلَّا أن الرأيَ العامَّ جعل العثمانيين يُطلِقون سراحَه، وخَسِرَ جميع ماله، فرحل إلى مصر. وساح إلى بلاد العربِ وشرقي إفريقية وبعض بلاد الهند. واستقَرَّ في القاهرة إلى أن توفي. له من الكتب ((أم القرى))، و ((طبائع الاستبداد))، وكان لهما عند صدورهما دويٌّ كبيرٌ، ألَّف أيضًا كتاب ((العظمة لله))، و((صحائف قريش))، إلى غير ذلك، توفي في القاهرة، ودُفِنَ فيها.

العام الهجري : 13 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 634
تفاصيل الحدث:

هو أبو بكرٍ الصِّدِّيق عبدُ الله بن عُثمانَ بن عامرِ بن كعبِ بن سعدِ بن تَيْمِ بن مُرَّةَ بن كعبِ بن لُؤَيٍّ. وهو أحدُ العشرةِ المُبشَّرين بالجنَّةِ، وأوَّلُ الخُلفاءِ الرَّاشِدين، مِن أَوائلِ المُصَدِّقين للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم والمؤمنين به، بَقِيَ معه في مكَّة حتَّى هاجَر معه فكان صاحِبَه في ذلك، قَدَّمَهُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم للصَّلاةِ بالنَّاس في مَرَضِ مَوتِه، أَنفقَ في سبيلِ الله كُلَّ مالِه، كان وَزيرَ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم وصاحِبَ مَشورَتِهِ، بايَعَهُ المسلمون على الخِلافَةِ بعدَ مَوْتِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم كما هو مَذكور، تُوفِّيَ أبو بكرٍ الصِّدِّيق بعدَ أن بَقِيَ خَليفةً مُدَّةَ سَنتين وثلاثةِ أَشهُر وعشرةِ أيَّام، تُوفِّيَ بعدَ أن مَرِضَ، وقد قام خِلالَ هذه المُدَّةِ القصيرةِ بِرَدِّ المُرْتَدِّين وحَرْبِهِم والتي شَمِلَتْ أجزاءَ الجزيرةِ كلَّها، ثمَّ كانت الحُروبُ مع الفُرْسِ والرُّومِ حيث أظهرت قُوَّةَ المسلمين وإمكاناتِهم القِتاليَّة التي لا يُستهان بها، دُفِنَ بجانِبِ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في حُجْرَةِ عائشةَ، فكان مع صاحِبِه كما كان معه في الدُّنيا، فجزاهُ الله عن الأُمَّةِ الإسلاميَّةِ خيرًا ورضِي الله عنه وأَرضاهُ.

العام الهجري : 325 العام الميلادي : 936
تفاصيل الحدث:

خرج الخليفةُ الراضي وأميرُ الأمراءِ محمَّدِ بن رائق من بغداد قاصدينِ واسِطَ؛ لقتال أبي عبد الله البريدي نائبِ الأهواز، الذي قد تجبَّرَ بها ومنع الخَراج، فلما سار ابنُ رائق إلى واسِط خرجَ الحجريَّةُ فقاتلوه فسَلَّطَ عليهم بجكم فطحَنَهم، ورجع فَلُّهم إلى بغدادَ فتلقَّاهم لؤلؤ أميرُ الشرطة فاحتاط على أكثَرِهم ونُهِبَت دورهم، ولم يبقَ لهم رأسٌ يَرتَفِع، وقُطِعَت أرزاقهم من بيت المال بالكليَّة، وبعث الخليفةُ وابنُ رائق إلى أبي عبد الله البريدي يتهدَّدانه فأجاب إلى حَملِ كُلِّ سَنةٍ ثلاثمائة ألف وستين ألف دينار يقوم بها، تحمَلُ كُلَّ سَنةٍ على حدته، وأنه يجهِّزُ جيشًا إلى قتال عضُدِ الدولة بن بويه، فلما رجع الخليفةُ إلى بغداد لم يَحمِلْ شيئًا ولم يبعَثْ أحدًا، ثم بعث ابنُ رائق بجكم وبدرًا الحسيني لقتال البريدي، فجَرَت بينهم حروب وخطوب، ثم لجأ البريدي إلى عمادِ الدولة واستجار به، واستحوذ بجكم على بلادِ الأهواز، وجعل إليه ابنُ رائق خراجَها، وكان بجكم هذا شجاعًا فاتكًا، وفي ربيع الأول خلع الخليفةُ على بجكم وعقَدَ له الإمارةَ ببغداد، وولَّاه نيابة المشرق إلى خُراسان.