أخَذَت القرامطةُ دِمشقَ وقَتَلوا نائِبَها جعفرَ بنَ فلاح الفاطميَّ، وكان رئيسُ القرامطة وأميرُهم الحُسَين بن أحمد بن بهرام وقد أمَدَّه عِزُّ الدولة البُويهي من بغداد بسِلاحٍ وعُدَدٍ كثيرةٍ، ثمَّ ساروا إلى الرَّملةِ فأخذوها وتحصَّنَ بها مَن كان بها من المغاربةِ نوابا، ثمَّ إن القرامطةَ تركوا عليهم من يحاصِرُها ثم ساروا نحو القاهرةِ في جمعٍ كثيرٍ مِن الأعراب والإخشيديَّة والكافوريَّة، فوصلوا عينَ شمس فاقتتلوا هم وجنودُ القائدِ جوهرٍ الصِّقليِّ قِتالًا شديدًا، وكان الظَّفَرُ للقرامطةِ وحَصَروا المغاربةَ حَصرًا عظيمًا، ثمَّ حَمَلَت المغاربةُ في بعض الأيَّامِ على ميمنةِ القرامطةِ فهَزَمتْها ورجعت القرامطةُ إلى الشام فجَدُّوا في حصارِ باقي المغاربة، فأرسلَ جوهر إلى أصحابِه خمسة عشر مركبًا ميرة، فأخَذَتها القرامطةُ سِوى مركبينِ أخذتهما الإفرنجُ، وجَرَت بينهم خطوبٌ كثيرة، قُتِلَ فيها جعفرٌ الفاطميُّ، ومَلَك القرامِطةُ دمشقَ، ووَلَّوا عليها ظالمَ بنَ موهوب العقيلي، لكنَّه لم يلبَثْ مُدَّةً يسيرةً حتى تركها ولم يلبَثْ فيها.
الخليفةُ أمير المؤمنين المتوكل على الله أبو عبد الله محمد بن المعتضد أبي بكر ابن المستكفي بالله أبي الربيع سليمان بن الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد، وكان عرض عليه الاستقلال بالأمر مرتين فأبى، وكان بويع بالخلافة بعهد من أبيه في سابع جمادى الآخرة سنة 763، وجعله الأمير أينبك البدري بن زكريا بن إبراهيم في ثالث عشرين صفر سنة تسع وسبعين، ثم أعيد في عشرين ربيع الأول، منها، وقبض عليه الظاهر برقوق في أول رجب سنة خمس وثمانين، وقيَّده وسجنه إلى أول جمادى الأولى سنة إحدى وتسعين، ثم أفرج عنه. توفي المتوكل على الله في سابع عشرين شهر رجب. وفي يوم الاثنين أول شعبان استدعى السلطان الملك الناصر أبا الفضل العباس ولد الخليفة المتوكل على الله أبي عبد الله محمد، وبايعه بالخلافة بعد موت أبيه، ولبس العباس التشريف، ولُقِّب بالمستعين بالله، ونزل إلى داره.
هو السلطان سليم الثاني بن سليمان القانوني بن سليم الأول بن بايزيد الثاني بن محمد الفاتح. ولِدَ سليم الثاني في 6 رجب سنة 930 وهو ابن روكسلان الروسية. تولَّى المُلك بعد موت أبيه سليمان القانوني, ولم يكن السلطان سليم متصفًا بما يؤهِّله للقيام بحفظ فتوحات أبيه، فضلًا عن إضافة شيء إليها! وكان لوجود الوزير الطويل محمد باشا صقللي المدرَّب على الأعمال الحربية والسياسية دور كبير في حفظ الدولة، فحُسنُ سياسته وعِظَم اسم الدولة ومهابتها في قلوب أعدائها حَفِظَتْها -بعد فضل الله- من السقوط مرةً واحدة. وفي عهد سليم تكبَّدت الدولة هزيمةً ساحقة أمام التحالف الأوربي الصليبي في معركة ليبانتو سنة 979 فقدت بعدها الدولةُ هيبتها العسكرية في البحر المتوسط. توفِّيَ في السابع والعشرين من شهر شعبان، بعد أن دام في الحكم ثمانية أعوام، ثمَّ تولى ابنه مراد الثالث الخلافة، ثم أمر بقتل إخوته الخمسةِ؛ خوفًا من نزاعِه على الملك.
هو السلطان أبو عبد الله الصغير محمد الثاني عشر بن الحسن بن سعد بن علي بن يوسف بن محمد: آخر حكام بني نصر ابن الأحمر، المنحدرة من قبيلة الخزرج القحطانية في غرناطة، وكان قد تولى الرياسةَ بعد منازعاته مع عمه أبي عبد الله الزغل محمد بن سعد، وكانت دولة بني الأحمر في هذه المدة متماسكةً، والفتنة بين أفرادها متشابكة، والعدو فيما بين ذلك يخادعُهم عمَّا بأيديهم، جاهد أبو عبد الله الصغير النصارى كثيرًا ووصل الأمر إلى أنهم عرضوا عليه التنازل عن غرناطة مقابل أموال جزيلة أسوةً بعمِّه أبي عبد الله الزغل محمد بن سعد صاحب وادي آش، فرفض أبو عبد الله الصغير وواصل جهاده إلى أن شدُّوا عليه الحصار فتنازل كسابقِه، وبعد فترة سافر إلى فاس فاستوطنها تحت كنف السلطان محمد الشيخ الوطاسي؛ حيث عاش فيها حياة لم يعرف أحد عنها شيئًا حتى مات عن عمر يناهز الخمسة والسبعين عامًا متهمًا بالعار والخيانة والتفريط في بلاد المسلمين في الأندلس, وقد دُفن بإزاء المصلَّى خارج باب الشريعة، وخلَّف ذريةً مِن بعده.
وجَّه المعتَصِمُ بالله عجيفَ بن عنبسة لحرب الزطِّ الذين كانوا غلَبوا على طريق البصرةِ، وعاثوا وأخذوا الغَلَّات من البيادر بكسكر وما يليها من البصرة، وأخافوا السبيلَ، ورتَّبَ عجيفٌ الخيلَ في كلِّ سكَّةٍ مِن سِكَكِ البريدِ، تركُضُ بالأخبارِ إلى المعتَصِم، فسار عجيف حتى نزل تحت واسط، وأقام على نهرٍ يقال له بردودا حتى سدَّه وأنهارًا أخَرَ كانوا يخرجون منها ويدخلون، وأخذ عليهم الطرُقَ، ثم حارَبَهم فأسَرَ منهم في معركةٍ واحدةٍ خمسَمائة رجلٍ، وقتل في المعركةِ ثلاثَمائة رجلٍ، فضرب أعناقَ الأَسرى، وبعث الرُّؤوسَ إلى بابِ المُعتَصِم. ثم أقام عجيف بإزاءِ الزطِّ خمسة عشر يوما فظَفِرَ منهم فيها بخلقٍ كثير، وكان رئيسُ الزطِّ رجلًا يقال له محمد بن عثمان، وكان صاحِبُ أمره إنسانًا يقال له سماق، ثم استوطن عجيفٌ وأقام بإزائهم سبعةَ أشهر.
هو أبو عبدالله محمد بن أحمد بن الأغلب، صاحبُ إفريقيَّة، المعروفُ بأبي الغرانيق؛ بسبب اهتمامه بصيد طيور الغرانيق، وُلد عام 237هـ، وكانت ولايته عشرَ سنين وخمسة أشهر وستة عشر يومًا من 250ه إلى 261هـ، كان عهدُه هادئًا زاهرًا, تمَّ في عهده تشييدُ سلسلةٍ من الحصون والمحارس الساحلية، غيرَ أنَّ الأغالبة مُنُوا بهزائمَ في عهده بجزيرة صقلية, وكانت إفريقيةُ في عهد أبي الغرانيق مزدهرةً تعيش نهضةً كاملة، وكانت خزائنُ الأمير عامرةً، وقد كان أبو الغرانيق عادلًا طيبًا نحو رعاياه, فكان غايةً في الجود، مسرفًا في العطاء، حسَنَ السيرة في الرعيَّة، رفيقًا بهم، غيرَ أنه عاش حياةَ عبث ولهو, ولَمَّا حضره الموت عقدَ لابنِه عِقالٍ العَهدَ، واستخلف أخاه إبراهيم لئلَّا ينازِعَه، وأشهَدَ عليه آل الأغلب ومشايخَ القيروان، وأمره أن يتولى الأمرَ إلى أن يكبَرَ ولَدُه.
هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي, ولد سنة 765 بقلقشند إحدى قرى القليوبية قرب القاهرة، وبرع القلقشندي بالعربية والإنشاء، وكان عالِمًا بالأنساب، عَمِلَ بديوان الإنشاء في عهد السلطان المملوكي الظاهر برقوق الشركسي ويعتبر كتابه صبح الأعشى في صناعة الإنشاء من أهم كتبه، بل يعتبر من أهم الكتب التي جمعت عدة معارف يحتاج إليها الكاتب: من الخط، والقلم، والمِداد، والجغرافية، والتاريخ، والأنساب، والبلاغة، والأدب، وفيه يصِفُ ويُعَرِّف بكثير من الأشياء بمصر سواء بالأماكن أو المصطلحات المستخدمة وقتها، وله كتاب: نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب، وله قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان، وغيرها، توفي ليلة السبت عاشر جمادى الآخرة عن خمس وستين سنة.
لَمَّا أخفقت حملة الشريف عبد العزيز في تحقيقِ أيِّ نصر على دولة الدرعية، جهَّز الشريف غالب بن مساعد شريف مكة جنودًا عظيمةً من مكة وغيرها ومعه سبعة مدافِعَ، فقصد هو بنفسِه أخاه عبد العزيز، ثم رحل الشريف غالب وأخوه عبد العزيز بجنودِهما الهائلة، ونزلوا قصر الشعراء، وهي قرية معروفة بأعالي نجدٍ، وحاصروها وضربوها بالمدافِعِ، وكادوا لها بأنواعِ القتالِ، وساقوا عليها الأبطالَ، وأقام الشريفُ غالب يحاصِرُها أكثَرَ من شهر، فرحل منها على فشَلٍ، وقُتل من قومه أكثَرُ من 50 رجلًا ورجع منها إلى أوطانِه، وتفرَّقت عنه جموعُه وعُربانه, ثم أرسل الأميرُ سعود خلفَهم محمد بن معيقل بقوَّةٍ معه يتبعُ أثر الشريف غالب ويُغيرُ عليه من الخَلفِ، فأغار على فريقٍ مِن قحطان وحصل جلادٌ بينهم وغَنِموا منهم إبلًا كثيرةً وخمسة عشر من الخيل الأصايل.
ظهر إسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بمكَّة، فهرب منه نائبُها جعفر بن الفضل بن عيسى بن موسى، فانتَهَبَ مَنزِلَه ومنازلَ أصحابه وقَتَلَ جماعةً من الجند وغيرهم من أهل مكة، وأخَذَ ما في الكعبة من الذَّهَب والفِضَّة والطِّيب وكسوة الكعبة، وأخَذَ من الناس نحوًا من مائتي ألف دينار، ثم خرج إلى المدينةِ النبويَّة فهرب منها نائبُها أيضًا علي بن الحسين بن علي بن إسماعيل، ثم رجع إسماعيل بن يوسف إلى مكَّةَ في رجب فحصر أهلَها حتى هلكوا جوعًا وعَطشًا، فبِيعَ الخُبزُ ثلاثُ أواقٍ بدِرهم، واللَّحمُ الرِّطل بأربعة، وشربة الماء بثلاثة دراهم، ولقي منه أهلُ مكَّة كلَّ بلاء، فترحَّلَ عنهم إلى جُدَّة بعد مُقامِه عليهم سبعة وخمسين يومًا، فانتهب أموال التجَّار هنالك وأخذ المراكِبَ وقطع الميرة عن أهلِ مكَّة، ثم عاد إلى مكَّة لا جزاه الله خيرًا عن المسلمين. فلما كان يومُ عرفة لم يمكِّن النَّاسَ من الوقوف نهارًا ولا ليلًا، وقتَلَ من الحجيج ألفًا ومائة، وسلَبَهم أموالَهم، ولم يقف بعرفةَ عامَئذٍ سواه ومن معه من الحرامية، ثم توفِّي في السنة التالية.
هو عبدُ اللهِ بنُ محمَّدِ بنِ عبد الرحمن بن الحاكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية الداخِل، صاحِبُ الأندلس، وليَ الأمرَ بعد أخيه المُنذِر بن محمد في صفر سنة 275، وطالت أيامُه، وبقي في المُلكِ خمسًا وعشرين سنةً وأحد عشر شهرًا، وكان من الأمراءِ العادلين الذين يَعِزُّ وجودُ مثلهم. كان صالحًا تقيًّا، كثيرَ العبادةِ والتلاوة، رافعًا لِعَلمِ الجِهادِ، مُلتَزِمًا للصَّلواتِ في الجامعِ، وله غَزواتٌ مَشهورةٌ، منها غزوةُ "بلي" التي يُضرَبُ بها المثل. وذلك أنَّ ابنَ حفصونَ حاصرَ حِصنَ بلي في ثلاثين ألفًا. فخرج الأميرُ عبد الله من قُرطُبةَ في أربعة عشر ألف مقاتل، فهَزَم ابنَ حَفصونَ، وتبعه قتلًا وأسرًا، حتى قيل: إنَّه لم ينجُ مِن الثّلاثين ألفًا إلَّا النَّادُّ, وكان عبد الله أديبًا عالِمًا. مات وكان عمُرُه اثنتين وأربعين سنة، وخلَّف أحدَ عشَرَ ولدًا ذكرًا، أحدُهم محمَّد المقتول, وهو والدُ عبد الرحمن الناصر، قتله أخوه المطرف فِي صدرِ دولة أبيهما، ولَمَّا توفِّيَ عبدالله تولى بعده ابنُ ابنِه عبد الرحمن بن محمَّد لمدة خمسينَ سنةً.
عن جابرٍ رضي الله عنه قال: سِرْنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في غَزوةِ بَطْنِ بُواطٍ، وهو يَطلُبُ المَجْدِيَّ بنَ عَمرٍو الجُهَنيَّ، وكان النَّاضِحُ يَعْتَقِبُهُ مِنَّا الخمسةُ والسِّتَّةُ والسَّبعةُ، فَدارتْ عُقْبَةُ رجلٍ مِنَ الأنصارِ على ناضِحٍ له، فأناخَهُ فركِبَهُ، ثمَّ بَعثَهُ فتَلَدَّنَ عليه بَعضَ التَّلَدُّنِ، فقال له: شَأْ، لَعنَك الله. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن هذا اللَّاعِنُ بَعيرَهُ؟». قال: أنا، يا رسولَ الله. قال: «انْزِلْ عنه، فلا تَصْحَبْنا بِمَلعونٍ، لا تَدعوا على أَنفُسِكُم، ولا تَدعوا على أَولادِكُم، ولا تَدعوا على أَموالِكُم، لا تُوافِقوا مِنَ الله ساعةً يُسأَلُ فيها عَطاءٌ، فَيسْتَجيبُ لكم». وبُواطٌ: جبلٌ مِن جبالِ جُهَينةَ، بِقُربِ يَنْبُعَ.
استقَرَّ الأميرُ أَسندمر الطازي في نيابة ملطيَّة فأكثر من الغارات على بلاد الروم، وأسَرَهم وقتَلَهم، فبعث إليه الأمير محمد بن أَرتَنَا صاحِبُ قيصرية الروم عسكرًا مع ابن دُلغَادر، فكبَسَه وهو يتصَيَّد فقاتله قتالًا شديدًا، ونجا بنَفسِه إلى ملطية، فكتب السلطانُ والأمير يلبُغا بخروج عساكِرِ دمشق وطرابلس وحماة وحلب بآلات الحرب والحصار، صحبة الأمير قطْلُوبغا نائب حلب، فخرج من دمشق خمسةُ آلاف فارس، ومن بقيَّة البلاد الشامية سبعة آلاف فارس، وتوجَّه نائب حلب في اثني عشر ألفًا ومعه المجانيق والنقابون، وجميع ما يُحتاج إليه، فشَنُّوا الغاراتِ على بلاد الروم، ثم عادوا بغير طائلٍ!
لمَّا فَرغَ السُّلطانُ طُغرلبك مِن أَمرِ أَخيهِ إبراهيمَ ينال عاد يَطلُب العِراقَ، فأَرسلَ إلى البساسيري وقُريشٍ في إعادةِ الخَليفةِ إلى دارهِ على أن لا يَدخُل طُغرلبك العِراقَ، ويَقنَع بالخُطبةِ والسِّكَّةِ، فلم يُجِب البساسيري إلى ذلك، فرَحلَ طُغرلبك إلى العِراقِ، فانحَدرَ حَرَمُ البساسيري وأَولادُه، ورَحلَ أَهلُ الكَرخِ بنِسائِهم وأَولادِهم في دِجلةَ وعلى الظَّهرِ، وكان دُخولُ البساسيري وأَولادِه بغداد سادِسَ ذي القعدةِ سَنةَ خمسين وأربعمائة، وخَرَجوا منها سادِسَ ذي القعدة سَنةَ إحدى وخمسين وأربعمائة، ووَصلَ طُغرلبك إلى بغداد، ثم قام طُغرلبك على إعادةِ الخَليفةِ إلى بغداد، ثم اعتَذرَ من الخَليفةِ على التَّأَخُّرِ وقال: أنا أمضي خَلفَ هذا الكَلبِ -يعني البساسيري- وأَقصُدُ الشَّامَ، وأَفعلُ في حَقِّ صاحبِ مِصر ما أُجازي به فِعلَه. وقَلَّدَهُ الخَليفةُ بِيَدهِ سَيفًا، وعَبَرَ السُّلطانُ إلى مُعسكَرهِ، وكانت السَّنَةُ مُجْدِبَةً، ولم يَرَ النَّاسُ فيها مَطرًا.
في أعقابِ الحرب العالمية الثانية اتَّفَق قادة خمس دول عربية في مدينة الإسكندرية بمصر على إنشاء منظمةٍ تربطُ العربَ بعضهم ببعض، فتمَّ إنشاء جامعة الدول العربية في العام التالي. وكلُّهم توافقوا على ما يسمى اليوم ببروتوكول الإسكندرية. وكان الهدفُ الرئيسي لهذه المنظمة هو تعزيزَ العلاقات بين الدول العربية والمشاركة بفعاليةٍ في تنسيق الخطَطِ السياسية، والسياسة الخارجية من دونِ التدخُّلِ في استقلاليتها، وإيجاد الوسائل المناسِبة للحماية في حالة العدوان على دولة أو سيادتها. شمِلَ الاجتماع الذي عُقِد في الإسكندرية خمسَ لجان مع ممثِّلي الأعضاء المستقبليين في جامعة الدول العربية من البلدان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وهذه الدول: مصر، والعراق، وسوريا، والأردن، ولبنان. وقد احتوى البروتوكول عددًا من المبادئ، ووقَّع عليه رؤساء الوفود المشارِكة في اللجنة التحضيرية، وذلك في 7 أكتوبر 1944م.
في يوم الاثنين السادس عشر جمادى الأولى خَلَع السلطانُ الظاهر جقمق على الشريف علي بن حسن بن عجلان باستقراره في إمرة مكة، عِوَضًا عن أخيه الشريف بركات بن حسن بحكم عزله؛ لعدم حضوره إلى الديار المصرية، وعيَّن السلطان مع الشريف علي خمسين مملوكًا من المماليك السلطانية، وعليهم الأمير يشبك الصوفي المؤيدي أحد أمراء العشرات ورأس نوبة، لمساعدة الشريف علي على قتال أخيه الشريف بركات، وسافر الشريف علي من القاهرة في يوم الخميس الرابع والعشرين جمادى الآخرة، ثم في يوم الأحد الثاني عشر ربيع الآخر سنة 846 قدم الأمير سودون المحمدي من مكة إلى القاهرة، وهو مجروح في مواضع من بدنه، من قتال كان بين الشريف علي صاحب مكة وبين أخيه الشريف بركات، انتصر فيه الشريف علي، وانهزم بركات إلى البر، ثم في يوم الاثنين ثالث شوال من سنة 846 خلع السلطان على الشريف أبي القاسم بن حسن بن عجلان باستقراره أمير مكة، عوضًا عن أخيه علي، بحكم القبض عليه وعلى أخيه إبراهيم بمكة.