الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2497 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 381 العام الميلادي : 991
تفاصيل الحدث:

لَمَّا مات سعدُ الدَّولةِ الحَمدانيُّ صاحِبُ حَلَب، سار الوزيرُ أبو الحسن المغربي من مَشهدِ عليٍّ إلى العزيز بمصرَ، وأطمَعَه في حلب، فسيَّرَ جيشًا وعليهم منجوتكين أحدُ أمرائه إلى حلب، فسار إليها في جيش ٍكثيفٍ فحَصَرها، وبها أبو الفضائلِ ولؤلؤٌ، فكتبا إلى بسيل مَلِكِ الرومِ يستَنجِدانِه، وهو يقاتِلُ البلغار، فأرسل بسيل إلى نائِبِه بأنطاكيةَ يأمُرُه بإنجاد أبي الفضائل، فسار في خمسينَ ألفًا، حتى نزل على الجسرِ الجديدِ بالعاصي، فلمَّا سَمِعَ منجوتكين الخبَرَ سار إلى الرومِ؛ ليلقاهم قبل اجتماعِهم بأبي الفضائلِ، وعبَرَ إليهم العاصي، وأوقعوا بالرُّومِ فهزموهم ووَلَّوا الأدبارَ إلى أنطاكيةَ، وكثُرَ القتلُ فيهم، وسار منجوتكين إلى أنطاكيةَ، فنهب بلَدَها وقُراها وأحرَقَها، وأنفذ أبو الفضائِلِ إلى بلَدِ حَلَب، فنَقَل ما فيه من الغِلالِ، وأحرق الباقيَ إضرارًا بعساكِرِ مِصرَ، وعاد منجوتكين إلى حلب فحصرها، فأرسل لؤلؤٌ إلى أبي الحسَنِ المغربي فبذل لهم مالًا ليَرُدُّوا منجوتكين عنهم هذه السَّنَة، بعِلَّةِ تَعَذُّرِ الأقوات، ففعلوا ذلك، وكان منجوتكين قد ضَجِرَ مِن الحرب، فأجابهم إليه وسار إلى دمشق، ولَمَّا بلغ الخبَرُ إلى العزيز، غَضِبَ وكتب بعَودِ العَسكرِ إلى حلب، وإبعاد المغربيِّ، وأنفذ الأقواتَ مِن مِصرَ في البحرِ إلى طرابلس، ومنها إلى العَسكرِ، فنازل العسكَرُ حَلَب، وأقاموا عليها ثلاثةَ عشَرَ شهرًا، فقَلَّت الأقواتُ بحَلَب، وعاد أبو الفضائِلِ إلى مراسلةِ مَلِك الرومِ والاعتضاد به، وقال له: متى أخِذَت حلب أخِذَت أنطاكية وعَظُم عليك الخَطبُ، وكان قد توسَّطَ بلادَ البلغار، فعاد وجَدَّ في السَّيرِ، وكان الزَّمانُ ربيعًا، وعسكَرُ مِصرَ قد أرسل إلى منجوتكين يعَرِّفُه الحال، وأتَتْه جواسيسُه بمِثلِ ذلك، فسار كالمنهَزِم عن حَلَب، ووصل مَلِكُ الرُّومِ، فنزل على باب حَلَب، وخرج إليه أبو الفضائلِ ولؤلؤ، وعاد إلى حَلَب، ورحَلَ بسيل إلى الشام، ففتح حِمصَ وشيزر ونهبَهما، وسار إلى طرابلس فنازَلَها، فامتنعت عليه، وأقام عليها نيفًا وأربعينَ يومًا، فلما أيِسَ منها عاد إلى بلادِ الروم، ولَمَّا بلغ الخبَرُ إلى العزيز عَظُم عليه، ونادى في النَّاسِ بالنَّفيرِ لِغَزوِ الروم، وبرز من القاهرةِ، وحدث به أمراضٌ مَنَعتْه، وأدركه الموتُ.

العام الهجري : 459 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1067
تفاصيل الحدث:

كان الشُّروعُ ببِناءِ المَدرسَةِ النِّظامِيَّة نِسبةً إلى الوَزيرِ نِظامِ المُلْكِ، وَزيرِ ملكشاه في مَدينةِ بغداد، في ذي الحجَّةِ من عام 457هـ ونُقِضَ لأَجلِها دُورٌ كَثيرةٌ مِن مَشرعَةِ الزَّوايا وبابِ البَصرةِ، ثم في ذي القَعدةِ من سَنةِ 459هـ، فَرغَت عِمارةُ المَدرسَةِ النِّظامِيَّة، وتَقرَّر التَّدريسُ بها للشيخِ أبي إسحاقَ الشِّيرازيِّ الشافعيِّ، فجَمعَ العَميدُ أبو سعدٍ القاضي الناسَ على طَبقاتِهم إلى المَدرسةِ، وجَعَلَها بِرَسْمِ أبي إسحاقَ الشيرازيِّ الفيروزآبادي، صاحبِ كِتابِ ((التَّنْبيهُ)) في الفِقهِ على مَذهبِ الإمامِ الشافعيِّ بعدَ أن وَافَقَهُ على ذلك، فلمَّا كان يومُ اجتِماعِ الناسِ فيها وتَوقَّعوا مَجيءَ أبي إسحاقَ فلم يَحضُر، فطُلِبَ فلم يَظهَر، وكان السببُ أن شابًّا لَقِيَه فقال: يا سيدنا، تُريدُ تُدَرِّسُ في المدرسةِ؟ فقال: نعم. فقال: وكيف تُدَرِّسُ في مَكانٍ مَغصُوبٍ؟ فغَيَّرَ نِيَّتَه فلم يَحضُر، فلمَّا ارتَفعَ النَّهارُ، وأَيِسَ الناسُ مِن حُضورِه، أشارَ الشيخُ أبو منصورِ بن يُوسُف بأبي نَصرِ بن الصَّبَّاغِ، صاحبِ كتابِ ((الشامل))، وقال: لا يجوزُ أن يَنفَصِلَ هذا الجَمْعُ إلَّا عن مُدَرِّسٍ، ولم يَبقَ ببغداد مَن لم يَحضُر غيرَ الوَزيرِ، فجلسَ أبو نَصرٍ للدَّرْسِ، ثم ظَهرَ الشيخُ أبو إسحاقَ بعدَ ذلك، ولمَّا بَلغَ نِظامَ المُلْكِ الخَبَرُ أَقامَ القِيامةَ على العَميدِ أبي سعدٍ، ولم يَزَل يُرفِق بالشيخِ أبي إسحاقَ حتى دَرَّسَ بالمدرسةِ، وكانت مُدَّةُ تَدريسِ ابنِ الصَّبَّاغِ عشرين يومًا فقط. أَجرَى نِظامُ المُلْكِ للمُتَفَقِّهَةِ لِكلِّ واحدٍ أَربعةَ أَرطالِ خُبزٍ كلَّ يَومٍ, وقد أَشارَ ابنُ الجوزيِّ الى وَقْفِ هذه المدرسة ومُسْتَحِقِّيهِ بقَولِه: "هذه المَدرسةُ وسُقوفُها المَوقُوفُ عليها، وفي كِتابِ شَرْطِها أنَّها وُقِفَت على أَصحابِ الشافعيِّ أَصلًا، وكذلك الأَملاكُ المَوقوفةُ عليها شَرطٌ فيها أن تكونَ على أَصحابِ الشافعيِّ أَصلًا، وكذلك شَرْطٌ في المُدَرِّسِ الذي يكون فيها، والواعِظِ الذي يَعِظُ فيها ومُتَوَلِّي الكُتُبِ, وشَرْطٌ أن يكونَ فيها مُقرئٌ يَقرأُ القُرآنَ، ونَحْوِيٌّ يُدَرِّس العَربيَّةَ، وفُرِضَ لِكلٍّ قِسْطٌ مِن الوَقْفِ" ووَصفَها المَقرِيزيُّ بقَولِه: "أَشهَرُ ما بُنِيَ في القَديمِ المَدرسةُ النِّظامِيَّة ببغداد، لأنَّها أوَّلُ مَدرسةٍ قُرِّرَ بها للفُقهاءِ مَعاليمُ – أي مِقدار مِن المالِ-"

العام الهجري : 578 العام الميلادي : 1182
تفاصيل الحدث:

كان عِزُّ الدين مسعود بن مودود بن زنكي صاحِبُ الموصل قد أقطَعَ مظفر الدين كوكبري بن زين الدين كجك مدينةَ حران وقلعَتَها، ولما سار صلاح الدين لحصار البيرة جنحَ اليه مظفر الدين ووعَدَه النصر واستحَثَّه للقدوم على الجزيرةِ، فجَدَّ صلاح الدين السيرَ مُظهِرًا أنه يريد حَصْرَ حلب سترًا للحالِ، فلما قارب الفراتَ سار إليه مظفر الدين فعبَرَ الفرات واجتمع به وعاد معه فقصدَ البيرة، وهي قلعةٌ منيعة على الفرات، من جانب الجزيرة، وكان صاحِبُها قد سار مع صلاح الدين، وفي طاعته، فعبَرَ هو وعسكره الفراتَ على الجسر الذي عند البيرة، وكان عزُّ الدين صاحِبُ الموصل ومجاهِدُ الدين لما بلغهما وصولُ صلاح الدين إلى الشام قد جمعا العسكر وسارا إلى نصيبين؛ ليكونا على أُهبةٍ واجتماعٍ لئلا يتعَرَّض صلاح الدين إلى حلب، ثمَّ تقدما إلى دارا، فنزلا عندها، فجاءهما أمرٌ لم يكن في الحساب، فلما بلغهما عبورُ صلاح الدين الفرات، عادا إلى الموصِل وأرسلا إلى الرَّها عسكرًا يحميها ويمنَعُها، فلما سمع صلاح الدين ذلك قَوِيَ طمعه في البلاد، فكاتب الملوكَ أصحابَ الأطراف ووعدهم، وبذل لهم البذولَ على نصرته، فأجابه نور الدين محمد بن قرا أرسلان، صاحِبُ الحصن، إلى ما طلب منه، وسار صلاحُ الدين إلى مدينة الرها، فحصرها في جمادى الأولى، وقاتلها أشدَّ قِتالٍ، حتى مَلَك المدينة ثم زحف إلى القلعة، فسَلَّمَها إليه الدزدار الذي بها على مالٍ أخذه، فلما ملَكَها سلمها إلى مظفر الدين مع حران، ثم سار عنها، على حران، إلى الرقَّة، فلما وصل إليها كان بها مقطعُها قطب الدين ينال بن حسان المنبجي، فسار عنها إلى عزِّ الدين مسعود، ومَلَكَها صلاح الدين، وسار إلى الخابور، قرقيسيا، وماكسين وعابان، فملك جميعَ ذلك، فلما استولى على الخابور جميعِه سار إلى نصيبين، فملك المدينةَ لوقتها، وبَقِيَت القلعة فحصرها عِدَّةَ أيام، فملكها أيضًا، وأقام بها ليُصلِحَ شأنَها، ثم أقطعها أميرًا كان معه يقال له أبو الهيجاء السمين، وسار عنه ومعه نور الدين صاحب الحِصن.

العام الهجري : 586 العام الميلادي : 1190
تفاصيل الحدث:

قامت الحملةُ الصَّليبيَّةُ الثالثة من سنة 586 إلى سنة 588، واشترك فيها بوجهِ الخصوص الإقطاعيُّون الكبار والفُرسان من بلدان أوروبا الغربية، قاد الجيوشَ الصليبية كُلٌّ مِن ملكِ فرنسا: فيليب أوغست الثاني، ملك إنجلترا: ريتشارد الذي لُقِّبَ لاحقًا بقلب الأسد، وملك الجرمان (ألمانيا): فريدريك الأول بربروسا، وصلت  القوات الألمانية قبل غيرها سنة 585, لكن بربروسا غَرِقَ في نهر اللامس؛ مِمَّا أحدث ربكةً في صفوف الصليبيين، فعاد بعضُهم وجحد بعضهم الآخَرُ بالمسيحيَّة فاعتنق الوثنيَّة، وأكمل الباقون حتى هلك معظم جيشه. أما الفرنسيون والإنجليز، فلم ينتهوا من الاستعدادِ للحملة حتى سنة 586، فعبَرَ ريتشارد وحاشيته مضيقَ المانش، واجتمعت الفصائِلُ الإنجليزية والفرنسية في مدينةِ فيزليه، ولكن القواتِ انفصَلَت وتوجَّه الفرنسيون إلى جنوة والإنجليز إلى مرسيليا حيث كان أسطول ريتشارد المكون من 200 سفينة ينتَظِرُ بعد التفافه حول إسبانيا، ومن هناك انطلق الجيشان إلى صقلية، حيث وصلوا شتاء، فقَرَّروا قضاء الشتاء هناك، وفي تلك الفترة، كان ريتشارد يعمَلُ لأجل توسيع نفوذِه بالسيطرة على صقليَّة؛ مما أدى إلى تردِّي العلاقات بين قائدي الجيشين. بعد حوالي ستة أشهر في صقلية أبحر فيليب الثاني من مسينا, ولحق به حليفُه الذي لم يعُدْ رفيق طريقه بعد 10 أيام، فمضى الفرنسيون إلى صور، أما ريتشارد فاحتَلَّ في طريقه جزيرة قبرص، الأمر الذي أصبح ذا أهميَّة كبرى فيما بعد، فإنَّ ممالك الصليبيين لم تكُنْ لتصمُدَ لِمِئة سنة أخرى إلا بفَضلِ الدعم العسكري من قُبرُص. قام الصليبيون بحصار عكَّا، فكان الفرنسيون وفصائل الأسياد المحليِّين والألمان والدينماركيون والفلمنكيون الإيطاليون، واستمر حصار هذه القلعة المنيعة أشهُرًا، ساهم في طولِ هذا الحصار الخلافُ الداخلي في صفوف الصليبيِّين، ووصل ريتشارد إلى عكَّا، فبدأ الصليبيُّونَ بهجوم عام، كان ريتشارد من اقترحه، وفي اليوم التالي استسلمت المدينةُ التي أنهكها الحصارُ المديد، وجَرَت مذبحةٌ بأمر ريتشارد وتحت قيادتِه في عكَّا، قتل فيها رجالُه أكثَرَ مِن ألفي مسلم أخذوهم مِن صلاح الدين بعد فَتحِ عكا كرهائِنَ. وتلا ذلك محاولاتٌ قادها ريتشارد لاحتلالِ مُدُن أخرى، باءت بالفَشلِ وجسَّدت ريتشارد في صورةٍ بنَزعِه إلى سَفكِ الدماء.

العام الهجري : 594 العام الميلادي : 1197
تفاصيل الحدث:

عبَرَ كُفَّارُ الخطا الترك نهرَ جيحون إلى ناحية خراسان، فعاثُوا في البلاد وأفسَدوا، فلَقِيَهم عسكر غياث الدين الغوري وقاتلَهم فانهزم الخطا، وكان سَبَبُ ذلك أنَّ خوارزم شاه تكش كان قد سار إلى بلد الري، وهمذان وأصفهان وما بينهما من البلادِ، ومَلَكَها وتعرض إلى عساكر الخليفة، وأظهر طَلَبَ السلطنة والخطبة ببغداد، فأرسل الخليفةُ إلى غياث الدين ملك الغور وغُزنة يأمُرُه بقَصدِ بلاد خوارزم شاه ليعودَ عن قَصدِ العراق، وكان خوارزم شاه قد عاد إلى خوارزم، فراسَلَه غياث الدين يُقَبِّحُ له فِعْلَه، ويتهَدَّدُه بقَصدِ بلاده وأخْذِها، فأرسل خوارزم شاه إلى الخطا الكُفَّار يشكو إليهم من غياثِ الدين، فساروا وعبروا جيحون في جمادى الآخرة، وكان الزمان شتاءً، وكان شهاب الدين الغوري أخو غياث الدين ببلاد الهند، والعساكِرُ معه، وغياث الدين به من النقرسِ ما يمنَعُه من الحركة، إنما يُحمَلُ في محفَّة، والذي يقود الجيشَ ويباشِرُ الحروب أخوه شهاب الدين، فلما وصل الخطا الترك إلى جيحون سار خوارزم شاه إلى طوس، عازمًا على قَصدِ هراة ومحاصَرتِها، وعبَرَ الخطا النهر، ووصلوا إلى بلاد الغور وقَتَلوا وأسروا ونهبوا وسَبَوا كثيرًا لا يحصى، فاستغاث النَّاسُ بغياث الدين، فلم يكُنْ عنده من العساكر ما يلقاهم بها، فراسل الخطا بهاء الدين سام ملك باميان يأمرونَه بالإفراج عن بلخ، أو أنَّه يَحمِلُ ما كان مِن قبَلِه يحمِلُه من المالِ، فلم يجِبْهم إلى ذلك، وعظُمَت المصيبة على المسلمين بما فعله الخطا، فانتدبَ الأمير محمد بن جربك الغوري، وهو مقطع الطالقان من قِبَل غياث الدين، وكان شجاعًا، وكاتب الحُسَين بن خرميل، وكان بقلعة كرزبان، واجتمع معهما الأميرُ حروش الغوري، وساروا بعساكِرِهم إلى الخطا، فبَيَّتوهم، وكبسوهم ليلًا، فأتاهم هؤلاء الغوريَّة وقاتلوهم، وأكثروا القتلَ في الخطا، وانهزم مَن سَلِمَ منهم من القتل، ثم قَوِيَت قلوبهم، وثَبَتوا واقتتلوا عامَّةَ نَهارِهم، فقتل من الفريقين خلقٌ عظيم، ولَحِقَت المتطوعة بالغوريِّينَ، وأتاهم مَدَدٌ من غياث الدين وهم في الحرب، فثبت المسلمونَ، وعَظُمَت نكايتُهم في الكفار.

العام الهجري : 602 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1206
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ شِهابُ الدين أبو المظفَّر محمَّد بن سام الغوري، مَلِكُ غزنة وبعض خراسان. كان ملكًا شجاعًا غازيًا، عادلًا حَسَنَ السيرة، يحكُمُ بما يوجِبُه الشرع، يُنصِفُ الضعيفَ والمظلوم، وكان يَحضُرُ عنده العُلَماءُ. لما مات أخوه السلطان غياث الدين، قَبَضَ شهاب الدين على جماعةٍ مِن خواصِّ أخيه وأتباعه وصادرهم. قُتِلَ شهاب الدين بعد عودته من لهاوور، بمنزلٍ يقال له دميل، وقتَ صلاة العشاء، وكان سبَبُ قتله أن نفرًا من الكُفَّار الكوكرية لَزِموا عسكره عازمينَ على قتله، كما فعَلَ بهم من القَتلِ والأسر والسَّبيِ، فلما كان هذه الليلة تفَرَّق عنه أصحابُه، وكان معه من الأموالِ ما لا يُحصى، فإنَّه كان عازمًا على قصد الخطا والاستكثار مِن العساكِرِ، وتفريق المال فيهم، وكان على نيَّةٍ جيدة من قتال الكُفَّار، وبقي وحده في خركاه، فثار أولئك النفر، فقَتَل أحَدُهم بعضَ الحُرَّاس بباب سرادق شهاب الدين، فلما قَتَلوه صاح، فثار أصحابُه من حول السرادق لينظُروا ما بصاحِبِهم، فأخلَوا مواقِفَهم، وكَثُرَ الزحام، فاغتَنَم الكوكرية غفلَتَهم عن الحفظ، فدخلوا على شهابِ الدين وهو في الخركاه، فضَرَبوه بالسكاكين اثنتين وعشرين ضربةً فقتلوه، فدخل عليه أصحابُه، فوجدوه على مصلَّاه قتيلًا وهو ساجِدٌ، فأخذوا أولئك الكُفَّار فقتلوهم، وقيل: إنما قتَلَه الإسماعيليَّةُ؛ لأنهم خافوا خروجه إلى خراسان، فلمَّا قُتِلَ اجتمع الأمراء عند وزيره مؤيد الملك بن خوجا سجستان، فتحالَفوا على حِفظِ الخزانة والملك، ولزوم السَّكينة إلى أن يظهَرَ من يتولاه، وتقَدَّمَ الوزير إلى أمير داذ العسكر بإقامةِ السياسة، وضَبط العسكر.  وصيَّروا السلطان في محفَّة، وحَفُّوها بالجسم والصناجق يوهمون أنه حيٌّ, وكانت الخزانةُ على ألفين ومائتي جَمَل، وساروا إلى أن وصلوا إلى كرمان، وكاد يتخَطَّفُهم أهلُ تلك النواحي، فخرج إليهم الأميرُ تاج الدين ألدز، فجاء ونزل وقَبَّل الأرض، وكَشَف المحَّفة، فلما رأى السلطان ميتًا، شَقَّ ثيابه وبكى، وبكى الأمراءُ وكان يومًا مشهودًا. وكان ألدز من أكبَرِ مماليكه وأجَلِّهم، فلمَّا قُتِلَ شهاب الدين طَمِعَ أن يَملِكَ غزنة، وحُمِل السلطان إلى غزنة، فدُفِن في التربة التي أنشأها.

العام الهجري : 1276 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1860
تفاصيل الحدث:

هو سليمان باشا الفرنساوي، أو الكولونيل سيف، اسمه "الكولونيل أوكتاف جوزيف انتلم سيف" ولِدَ عام 1788م في مدينة ليون بفرنسا وهو ضابطٌ فرنسي جاء إلى مصر مع الحملةِ الفرنسية، وبقي بها واعتنق الإسلامَ، وهو من بقايا حروب نابليون. عندما فكر محمد علي في بناء جيشٍ مصريٍّ حديث يحافِظُ على إنجازاته عَهِدَ إليه بتكوينِ النواة الأولى من الضباط، واختار له أسوانَ حتى يبتَعِدَ الطلاب عن القاهرة ومؤثِّراتها والمؤامَرات التي كانت تحاكُ فيها. وقد لاقى "الكولونيل سيف" متاعبَ جمةً خلال تدريب طلابِ هذه المدرسة، خاصةً وأنهم لم يعتادوا الطاعةَ المُطلقةَ لرؤسائهم, كما لم يتعودوا أن يتعَلَّموا فنون الحرب الحديثة، وكان "سليمان الفرنساوي" شديدَ الإعجاب بالجندي المصري، ويُؤثَرُ في ذلك قوله: "إن المصريين هم خيرُ من رأيتُهم من الجنود؛ فهم يجمعون بين النشاط والقناعة والجَلَد على المتاعب، مع انشراحِ النَّفسِ وتوطينها على احتمالِ صُنوف الحِرمان، وهم بقليلٍ مِن الخبز يسيرون طوالَ النهار يحدوهم الشَّدوُ والغناءُ. ولقد رأيتُهم في معركة "قونية بالشام" يبقون ساعاتٍ متوالية في خطِّ النار محتفظين بشجاعةٍ ورباطةِ جأشٍ تدعوان إلى الإعجابِ، دون أن تختلَّ صُفوفُهم، أو يسري إليهم المَلَل أو يبدو منهم تقصيرٌ في واجباتهم وحركاتهم الحربية". وظل سليمان باشا في خدمةِ الجيش المصري بعد وفاة محمد علي حتى صار القائِدَ العام للجيش المصري في عهد الخديوي عباس، واستمَرَّ في عمله أيامَ عباس الأول وسعيد باشا، وعاش بين المصريين وقام بمصاهرتِهم، فتزوَّج إحدى بناتِه "محمد شريف باشا" الذي يُطلَق عليه المصريون أبو الدستور، وأنجب منها فتاةً تزوجت من "عبد الرحيم صبري باشا" وأثمر هذا الزواجُ فتاةً أصبحت ملكةً على مصر وهي "الملكة نازلي" أم الملك الراحل" فاروق الأول". وتقديرًا من المصريين أقاموا لسليمان الفرنساوي تمثالًا في ميدان أطلق عليه اسمه، كما أطلقوا اسمه على أحد شوارع القاهرة الرئيسية حتى قامت ثورة يوليو فأطاحت بالتمثال، وغيَّرَت اسم الميدان والشارع، وأطلقت عليهما اسم "طلعت حرب" رجل الاقتصاد المصري الشهير. ومع ذلك لا يزالُ المصريون يفَضِّلون استعمال اسم (شارع سليمان) ربما وفاء منهم لذكرى رجل كانت له اليدُ الطولى في بناءِ أوَّلِ جَيشٍ مصريٍّ حديثٍ.

العام الهجري : 1361 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1942
تفاصيل الحدث:

بعد فَشَلِ حركة رشيد عالي الكيلاني في العراق بمناهضة الاحتلالِ الإنجليزي هرب إلى إيران، فلما دخلَتْها الجيوش البريطانية والروسية فرَّ إلى تركيا، والتقى هناك بعددٍ من الزعماء العرب الذين طالبوه بالعمَلِ السريع من أجل العرب، وحرَّر المجتَمِعون وثيقةً تتضَمَّنُ اعتراف الحكومة الألمانية بأنَّه رئيس وزراء العراق لتكونَ لمحادثاتِه صِفةٌ رسمية، وأن يحصُلَ على تصريح رسمي من الحكومتين الإيطالية والألمانية باحترام استقلال الدول العربية المستقِلَّة، وتأييد استقلال البلدان الواقعة تحت سيطرة الاستعمار البريطاني والفرنسي، ومنها فلسطين، ونَسْف وعد بلفور، كما عليه العمَلُ على الحصول على تصريحٍ رسمي من دول المحور لاحترام اتحاد البلدان العربية الذي سيعملون على تنفيذه بعد الحرب. وقابل الكيلاني وزيرَ الخارجية الألمانية، كما قابل هتلر، وسافر الكيلاني ومفتي فلسطين إلى إيطاليا، وقابلا وزيرَ الخارجية (تشيان) وموسوليني والملك. بعد هزيمة ألمانيا اتجه رشيد الكيلاني إلى سويسرا غير أنها رفضت دخوله، فاتجه إلى بلجيكا، ثم فرنسا، ومن مرسيليا هرب إلى بيروت، ومنها إلى دمشق، ومن دمشق سار إلى الرياض حيث حصل على حقِّ اللجوء السياسي، ورفض الملك عبد العزيز تسليمَه إلى العراق رغم ضغط إنجلترا الشديد، ثم انتقل الكيلاني إلى مصر، ومُنِحَ حق اللجوء السياسي، وبَقِيَ فيها حتى قُضِيَ على العهد الملكي في العراق في 37 ذي الحجة 1377هـ 14 تموز 1958م وأُعلِنَ النظام الجمهوري، فانتقل الى العراق حيث استُقبِل استقبال الأبطال، ما أزعج السفير الإنجليزي الذي طلب من عبد الكريم قاسم قَتْلَه بأي ثمن، وأشيعَ أن الكيلاني يُدبِّر انقلابًا للإطاحة بحكم عبد الكريم قاسم، فألقِيَ القبض عليه، وقُدِّم للمحكمة التي قضت بقتله شنقًا بتهمة العمل لتغيير نظام الحكم لصالح الجمهورية العربية المتحدة، ولم ينفَّذْ فيه حكم القتل، ولكِنْ بقي في السجن، ثم أفرِجَ عنه يوم 1 صفر 1381هـ 14 تموز 1961م، فسافر إلى بيروت، ومنها إلى القاهرة، وبعد زوال حكم عبد الكريم قاسم في 15 رمضان 1383هـ 8 شباط 1963م رجع إلى بغداد، ومنها انتقل إلى بيروت، وبقي فيها إلى أن توفي عام 1385ه

العام الهجري : 1404 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1984
تفاصيل الحدث:

مُحمَّد نجيب يوسف نجيب قُطب القشلانُ سياسيٌّ وعَسكريٌّ مِصريٌّ، وُلد بالخُرطوم، والتحَقَ بالكُليَّة الحربيَّةِ في مِصرَ في إبريل عام 1917م وتخرَّج فيها في 23 يناير 1918م، ثم سافَرَ إلى السُّودان في 19 فبراير 1918م، والتحَقَ بذات الكَتيبةِ المِصريَّةِ التي كان يعملُ بها والدُهُ؛ ليبدأ حياتَهُ كضابطٍ في الجيش المِصريِّ، حصل على شَهادةِ الكفاءةِ، ودخَلَ مدرسةَ البوليسِ لمُدَّةِ شهرَينِ، واحتكَّ بمُختلِف فِئات الشَّعبِ المِصري، وتخرَّج وخدَمَ في مِصرَ القديمةِ، وعاد مرَّة أخرى إلى السودان عام 1922م.
انتقل بعد ذلك إلى الحَرَس المَلَكيِّ بالقاهرة في 28 إبريل 1923م، ثم انتقل إلى الفِرقةِ الثامنةِ بالمعادي بسبب تأييدِهِ للمُناضِلينَ السُّودانيينَ. حصَلَ على شَهادةِ البكالوريا عام 1923م، والتحَقَ بكُليَّةِ الحُقوقِ، ورُقِّيَ إلى رُتبة الملازِمِ أوَّل عام 1924م.
في عام 1927 كان مُحمَّد نجيب أوَّلَ ضابطٍ في الجيش المِصريِّ يحصُلُ على ليسانس الحُقوقِ، ودُبلوم الدراساتِ العُليا في الاقتصاد السياسيِّ عام 1929م ودُبلوم آخَرَ في الدراسات العُليا في القانون الخاصِّ عام 1931م.
رُقِّيَ إلى رُتبة اليوزباشي (نقيب) في ديسمبر 1931م، ونُقل إلى سِلاح الحُدودِ عام 1934م، ثم انتقَلَ إلى العريشِ. كان ضِمنَ اللجنة التي أشرفت على تنظيم الجيشِ المِصريِّ في الخُرطومِ بعد مُعاهدةِ 1936م، ورُقِّيَ لرُتبةِ الصاغ (رائد) في 6 مايو 1938م، ورفَضَ في ذلك العام القيام بتدريباتٍ عسكريَّةٍ مُشتركةٍ مع الإنجليز في مرسى مطروح. قاد ثَورة 23 يوليو 1952م وعرَضَ عليه المَلِك فاروق منصبَ وزير الحربيَّةِ، ومنحه رُتبة فريقٍ مع مُرتَّبِ وزيرٍ، لكنَّه تنازل عنها بعد خُروج المَلِك فاروق إلى المنفى.
وهو أوَّلُ رئيسٍ لجُمهورية مِصرَ العربيَّةِ (1953 - 1954)، لم يستمرَّ في سُدَّة الحُكم سوى فترةٍ قليلةٍ بعد إعلانِ الجُمهوريَّةِ (يونيو 1953 - نوفمبر 1954)، حيث أُقيل من جميع مناصِبِهِ في 14 نوفمبر 1954م وعزله مجلسُ قيادةِ الثَّورةِ، ووضَعَهُ تحت الإقامةِ الجَبْريَّةِ بقَصرِ زينب الوكيل حَرَمِ مُصطفى النَّحَّاس باشا بضاحية المَرْجِ شرق القاهرة. تُوُفِّيَ مُحمَّد نجيب في هُدوءٍ عن عُمر يُناهز 82 عامًا بتاريخ 28 أغسطس 1984م في مُستشفى المعادي العسكري بالقاهرة، لم يكن يعاني من أمراضٍ خطيرةٍ، لكنها كانت أمراضَ الشَّيخوخةِ.

العام الهجري : 463 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1071
تفاصيل الحدث:

هو الحافِظُ أبو بكرٍ أَحمدُ بن عليِّ بن ثابتِ بن أَحمدَ بن مَهدِيٍّ، الخَطيبُ البغداديُّ، أَحدُ الحُفَّاظِ الأَعلامِ المَشهورِينَ، صاحبُ ((تاريخ بغداد)) وغَيرِه من المُصنَّفاتِ العَديدةِ المُفيدةِ، وُلِدَ سَنةَ 392هـ، وكان أبوه أبو الحَسنِ الخَطيبُ قد قَرأَ على أبي حَفصٍ الكِتَّانيِّ، وصار خَطيبَ قَريةِ درزيجان، إحدى قُرى العِراقِ، فحَضَّ وَلدَه أبا بكرٍ على السَّماعِ في صِغَرِه، فسَمِعَ وله إحدى عشرة سَنةً، نَشأَ ببغداد، وتَفَقَّهَ على أبي طالبٍ الطَّبريِّ وغَيرِه من أَصحابِ الشيخِ أبي حامدٍ الأسفراييني، وسَمِعَ الحَديثَ الكَثيرَ، ورَحلَ إلى البَصرةِ, ونيسابور, وأصبهان، وهمذان, والشامِ, والحِجازِ. وسُمِّيَ الخَطيبَ لأنه كان يَخطُب بدرزيجان، ولمَّا وقعت فِتنةُ البساسيري ببغداد سَنةَ 450هـ خَرجَ الخَطيبُ إلى الشامِ فأَقامَ بدِمشقَ بالمأذَنةِ الشرقيَّةِ مِن جامِعِها، وكان يَقرأُ على الناسِ الحَديثَ، وكان جَهورِيَّ الصوتِ، يُسمَع صَوتُه من أَرجاءِ الجامعِ كُلِّها، فاتَّفَق أنه قَرأَ على الناسِ يومًا فَضائلَ العبَّاسِ فثَارَ عليه الرَّوافِضُ من أَتباعِ الفاطِميِّين، فأَرادوا قَتْلَه فتَشَفَّعَ بالشَّريفِ الزَّينبيِّ فأَجارَهُ، وكان مَسكَنُه بدارِ العقيقي، ثم خَرجَ من دِمشقَ فأَقامَ بمَدينةِ صور، فكَتبَ شَيئًا كَثيرًا من مُصنَّفاتِ أبي عبدِ الله الصوري بِخَطِّهِ كان يَستَعيرُها من زَوجَتِه، فلم يَزَل مُقيمًا بالشامِ إلى سَنةِ 462هـ، ثم عاد إلى بغداد فحَدَّثَ بأَشياءَ من مَسمُوعاتِه، وله مُصنَّفاتٌ كَثيرةٌ مُفيدةٌ، نحو من سِتِّينَ مُصَنَّفًا، ويُقالُ: بل مائة مُصَنَّف، منها كتاب ((تاريخ بغداد))، وكتاب ((الكفاية))، و((الجامع))، و((شرف أصحاب الحديث))، و((المتفق والمفترق))، و((السابق واللاحق))، و((تلخيص المتشابه في الرسم))، و((اقتضاء العلم للعمل))، و((الفقيه والمتفقه))، وغير ذلك، ويُقال: إن هذه المُصَنَّفات أَكثرُها لأبي عبدِ الله الصوري، أو ابتَدأَها فتَمَّمَها الخَطيبُ، وجَعَلَها لِنَفسِه، قال الذهبيُّ: "ما الخَطيبُ بِمُفْتَقِرٍ إلى الصوري، هو أَحْفَظُ وأَوْسَعُ رِحلةً وحَديثًا ومَعرِفةً" كان الخَطيبُ أولا أَوَّلَ أَمرِهِ يَتكلَّم بمَذهبِ الإمامِ أَحمدَ بن حَنبلٍ، فانتَقلَ عنه إلى مَذهبِ الشافعيِّ. كان مَهيبًا وَقورًا، ثِقَةً مُتَحَرِّيًا، حُجَّةً، حَسَنَ الخَطِّ، كَثيرَ الضَّبْطِ، فَصيحًا، خُتِمَ به الحُفَّاظِ، قال ابنُ ماكولا: "كان أبو بكرٍ آخِرَ الأَعيانِ، ممَّن شاهَدناه مَعرِفةً، وحِفظًا، وإتقانًا، وضَبطًا لِحَديثِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وتَفَنُّنًا في عِلَلِهِ وأَسانيدِه، وعِلمًا بصَحيحِه وغَريبِه، وفَرْدِه ومُنكَرِه ومَطروحِه، ولم يكُن للبَغداديِّينَ بعدَ أبي الحَسنِ الدَّارقطنيِّ مِثلُه". كان الخَطيبُ يقول: "مَن صَنَّفَ فقد جَعلَ عَقلَهُ على طَبَقٍ يُعرِضُه على الناسِ", "كان للخَطيبِ ثَروةٌ من الثِّيابِ والذَّهبِ، وما كان له عَقِبٌ، فكَتبَ إلى القائمِ بأَمرِ الله قال له: إنَّ مالي يَصيرُ إلى بَيتِ مالٍ، فَأْذَنْ لي حتى أُفَرِّقَهُ فيمَن شِئتُ. فأَذِنَ له، ففَرَّقَها على المُحَدِّثين". تُوفِّيَ يومَ الاثنين ضُحًى، وله ثِنتانِ وسَبعون سَنةً، في حُجرَةٍ كان يَسكُنها بِدَربِ السلسلةِ، جِوارَ المَدرسةِ النِّظاميَّةِ، واحتَفلَ الناسُ بجِنازَتِه، وكان فيمَن حَملَ نَعشَه الشيخُ أبو إسحاقَ الشِّيرازيُّ، ودُفِنَ إلى جانبِ قَبرِ بِشْرٍ الحافيِّ.

العام الهجري : 1323 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1905
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ محمد عبده بن حسن خير الله مِن آلِ التركماني، مفتي الدِّيارِ المصريَّةِ، وأحَدُ دُعاةِ ما يسمى بالنهضة والإصلاح في العالمِ العربي والإسلاميِّ، وأحدُ رموزِ دعاةِ التجديدِ في الفِقهِ الإسلاميِّ، ساهمَ بعد التقائه بأستاذِه جمال الدين الأفغاني في إنشاءِ حركة فكريةٍ تجديديةٍ في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، تهدفُ إلى القضاء على الجُمودِ الفِكريِّ والحضاريِّ، وإعادةِ إحياء الأمَّة الإسلاميَّة لِتُواكِبَ مُتطلباتِ العصرِ. ولِدَ محمد عبده سنة 1849م مِن أبٍ تركماني وأم مصريةٍ في قرية محلة نصر بمركز شبراخيت في محافظة البحيرة, ونشأ في محلةِ نصر (بالبحيرة) وأحَبَّ في صباه الفروسيَّةَ والرمايةَ والسباحة. وتعلَّمَ بالجامِعِ الأحمدي بطنطا، ثم بالأزهرِ. تصَوَّف وتفلسَفَ، وعَمِلَ في التعليم، وكتَبَ في الصُّحُفِ. في سنة 1866م التحق بالجامِعِ الأزهر، وفي سنة 1877م حصل على الشهادة العالمية، وفي سنة 1879م عَمِلَ مدرسًا للتاريخِ في مدرسة دار العلوم، وفي سنة 1882 م اشترك في ثورة أحمد عرابي ضِدَّ الإنجليز، وبعد فَشَلِ الثورة حُكِمَ عليه بالسجنِ ثمَّ بالنفي إلى بيروتِ لِمدة ثلاث سنوات، ثم سافر بدعوةٍ مِن أستاذه جمال الدين الأفغاني إلى باريس سنة 1884 م، وأسَّسا صحيفةَ العروة الوثقى، وفي سنة 1885 م غادر باريسَ إلى بيروت، وفي ذات العام أسَّسَ جمعية سرِّية بنفس الاسم: العروة الوثقى. قيل إنَّها ذات صلة بالمحافلِ الماسونية العالمية تحت زعمِ التقريبِ بين الأديان. وفي سنة 1886م اشتغل بالتدريسِ في المدرسة السُّلطانية في بيروت، وفي سنة 1889م-1306هـ عاد محمد عبده إلى مصر بعفوٍ مِن الخديوي توفيق، ووساطةِ تلميذه سعد زغلول، وبعد إلحاحِ الأميرة نازلي فاضل على اللورد كرومر كي يعفوَ عنه ويأمُرَ الخديوي توفيقًا أن يُصدِرَ العَفوَ عنه، أصدر الخديوي قرارَ العفوِ بعد أن اشترط اللورد كرومر على محمَّد عبده ألَّا يعمَلَ في السياسة، فقَبِلَ. وفي سنة 1889م عُيِّنَ قاضيًا بمحكمة بنها، ثم انتقل إلى محكمة الزقازيق، ثم محكمة عابدين، ثم ارتقى إلى منصبِ مُستشار في محكمةِ الاستئنافِ عام 1891م، وفي 3 يونيو عام 1899م (24 محرم عام 1317هـ) عيِّنَ في منصِبِ المفتي، وتبعًا لذلك أصبح عُضوًا في مجلس الأوقافِ الأعلى. وفي 25 يونيو عام 1890م عين عضوًا في مجلسِ شورى القوانين. وفي سنة 1900م (1318هـ) أسَّس جمعيةَ إحياء العلوم العربية لنشر المخطوطاتِ. وزار العديدَ من الدول الأوروبية والعربية. وقد تأثَّر به عددٌ من قادةِ النهضةِ الحديثةِ في الفكر والسياسة والعلم، منهم: محمد رشيد رضا، وسعد زغلول، وعبد الحميد بن باديس، وعبد الرحمن الكواكبي، وغيرهم, وفي الساعة الخامسة مساء يوم 7 جمادى الأولى توفِّي الشيخ بالإسكندرية بعد معاناةٍ مِن مرض السرطان عن سبع وخمسين سنة، ودُفِنَ بالقاهرة.

العام الهجري : 478 العام الميلادي : 1085
تفاصيل الحدث:

قام ابنُ جَهيرٍ بإنهاءِ دَولةِ بَنِي مَروان في كلٍّ مِن آمد التي سَلَّمَها أَهلُها إليه بعدَ حِصارِها وكانوا قد سَئِموا مِن المُعامَلَةِ السَّيِّئَةِ من وُلاتِها وكان بينهم كَثيرٌ من النَّصارَى المتحكمين، كما تَمَلَّكَ ميافارقين وأَنهَى فيها حُكمَ بَنِي مَروان، وهي أيضًا سَلَّمَها أَهلُها، ثم مَلَكَ جَزيرةَ ابنِ عُمرَ وهي أيضا لبَنِي مَروان فحاصَروها ودَخَلوا حِصنَها عُنوةً ومَلَكوها، فكان هذا إنهاءً لدَولةِ بَنِي مَروان.

العام الهجري : 490 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1097
تفاصيل الحدث:

وصل عسكرٌ كثيرٌ من مصر إلى ثغر صور بساحل الشام، فحصرها وملَكَها، وسبب ذلك أنَّ الواليَ بها -ويعرف بكتيلة- أظهر العصيانَ على المستعلي الفاطمي العبيدي صاحب مصر، والخروجَ عن طاعته؛ فسيَّرَ إليه جيشًا، فحصروه بها وضيقوا عليه وعلى من معه من جنديٍّ وعامي، ثم افتتحها عَنوةً بالسيف، وقُتِل بها خلقٌ كثير، ونُهِب منها المال الجزيل، وأُخذ الوالي أسيرًا بغير أمان، وحُمِل إلى مصر فقُتِل بها.

العام الهجري : 512 العام الميلادي : 1118
تفاصيل الحدث:

كان أتابك طغتكين قد سار عن دمشق لقتال الفرنج، فنزل بين دير أيوب وكفر بصل باليرموك، فخفيت عنه وفاة بغدوين، حتى سمع الخبر بعد ثمانية عشر يومًا، وبينهم نحو يومين، فأتته رسل ملك الفرنج يطلب المهادنة، فاقترح عليه طغتكين ترك المناصفة التي بينهم من جبل عوف، والحنانة، والصلت، والغور، فلم يُجِبْ إلى ذلك، وأظهر القوة؛ فسار طغتكين إلى طبرية فنهبها وما حولها، وسار منها نحو عسقلان.

العام الهجري : 692 العام الميلادي : 1292
تفاصيل الحدث:

قَدِم رسُلُ كيختو ملك التتار بكتابِه يتضَمَّنُ أنه يريدُ الإقامة بحلب؛ فإنَّها مما فتحه أبوه هولاكو، وإن لم يُسمَحْ له بذلك أخَذَ بلادَ الشامِ، فأجابه السلطانُ بأنَّه قد وافق القان ما كان في نفسي، فإني كنتُ على عزمٍ مِن أخذ بغداد، وقَتْلِ رجاله، فإني أرجو أن أردَّها دارَ إسلامٍ كما كانت، وسينظُرُ أيُّنا يَسبِقُ إلى بلادِ صاحِبِه، وكتب إلى بلاد الشامِ بتجهيز الإقاماتِ وعرْضِ العساكِرِ.