الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 1117 العام الميلادي : 1705
تفاصيل الحدث:

بعد عزل باي تونس إبراهيم الشريف اجتمع أهل الحل والعقد من العلماء وأكابر العسكر بتونس، فنصبوا ديوانًا لتولية من يصلح للقيام بأمر الخلق، فلم يجدوا أصلح من حسين باي بن علي الحسيني، فجددوا بيعته وأبقوه على ما هو عليه من ولايته؛ لِما يعلمون من شفقته وعطفه وحسن عهده وسلامة صدره من المكر والحقد والغدر، ولِما جبله الله عليه من اللين والرفق وحسن التدبير والسياسة، ففرح الخلقُ عامة من أهل تونس وأوطانها وعجمها وعربها وبلدانها بتوليته، وسُقِط في يد أهل الفساد ما كانوا يتمنون، وازداد أهل الخير فرحًا به؛ لِما كانوا منه يرتقبون، وكان عفيف البطن من المسكرات، والفرج من الفواحش والمنكرات، فاستقامت أحواله وانتظمت آماله، وسَعِدت رعيته بسعده، ودافع عنهم بجِدِّه وجهده، وبتوليه انتهى عهد المراديين في تونس، وبدأ عهد البايات الحسينيين، والذي استمر إلى عهد الاستعمار الحديث وتمكين الحبيب أبي رقيبة من رئاسة تونس.

العام الهجري : 1243 العام الميلادي : 1827
تفاصيل الحدث:

وقع سِبابٌ بين سليمان بن عبد الله الصميط من سبيعٍ، ومِن أهلِ حرمة وبين عبد الرحمن بن مبارك بن راشد، رئيس أهل حرمة، فوثب رجلٌ من آل راشد فقتَلَ سليمانَ، فكمن رجلٌ من الصميط لناصر بن راشد أمير الزبير فقتَلَه، وحصل مجاولات بين الفريقين، انضَمَّ إلى آل راشد آلُ زهير، ثم وقع الصلح بينهم واجتمعوا له وحضره العُلَماء والرؤساء والمشايخ، وكتبوا بينهم سِجِلًّا أودعوا فيه شيئًا عظيمًا من المواثيق، وشَهِدَ عليه 28 من المشايخ والعلماء والرؤساء، ثمَّ إن آل زهير وآل رشيد نقضوا الصُّلحَ وتآمروا على قَتلِ جاسر بن فوزان الصميط وهو يومئذٍ رئيسُ القوم، فتفرق قومُه في الكويت وقَدِمَ إلى الزبير أميرًا عليها علي بن يوسف بن زهير وصار له فيها قُوَّةٌ وشُهرةٌ، وتعاظَمَ أمرُه إلى أن هلك في الوباء الذي أصاب الزبير ونواحيَه، ثم صار هلاكُ آل زهير على يدِ أعوانهم آل راشد!

العام الهجري : 1441 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2020
تفاصيل الحدث:

اللِّواء قاسم سُليماني مِن مَواليدِ عامِ 1377هـ / 1957م، كان قائدًا لفَيلَق القُدسِ التابعِ للحرَسِ الثَّوري الإيراني، والمسؤولَ عن العمَليات العسْكريةِ السِّرِّية خارجَ الحدود الإقليميَّةِ لإيرانَ. وهو مِن قُدامى المحاربينَ في الحربِ العراقيةِ الإيرانيةِ في الثَّمانينيَّات، رُقِّيت الرُّتبةُ العسكرية لقاسم سُليماني مِن عقيدٍ إلى لِواء بواسطةِ قائدِ الثَّورة الإيرانية علِي خامنئي. كان سُليماني نشِطًا في العراق والشامِ، وقدَّم مُساعداتٍ عسكريةً للشِّيعةِ والجماعات الكُرْدية المناهِضة للرئيس صدَّام حُسين في العراق، وحِزب الله في لُبنان، وحرَكةِ حَماس في الأراضي الفِلَسطينية. وساعَدَ الحكومةَ السوريةَ بعْد انطلاق الثَّورة عام 2011 م، كما ساعَدَ في قِيادة قوَّات الحكومةِ العراقية والحشْد الشَّعبي الشِّيعي.
قُتِل قاسم سُليماني في غارةٍ جويَّة أمريكيةٍ بطائرةٍ بدونِ طيَّار بالقرْب مِن مَطار بغدادَ، بعْد تصنيفِه قائدًا إرهابيًّا يُهدِّد الجنودَ الأمريكيينَ في العراقِ.

العام الهجري : 88 العام الميلادي : 706
تفاصيل الحدث:

كَتَبَ الوَليدُ إلى عُمَرَ بن عبدِ العزيز في رَبيعٍ الأوَّل يَأمُره بِإدْخال حُجَرِ أَزواجِ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم في مَسجِد رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وأن يَشتَرِي ما في نَواحِيه حتَّى يكون مِائَتَي ذِراع في مِائَتَي ذِراع، ويَقول له: قَدِّم القِبْلَةَ إن قَدَرْتَ، وأنت تَقْدِر لِمَكان أَخوالِك، وإنَّهم لا يُخالِفُونك، فمَن أَبَى منهم فقَوِّمُوا مُلْكَهُ قِيمَةَ عَدْلٍ واهْدِم عليهم وادْفَع الأثمانَ إليهم، فإنَّ لك في عُمَرَ وعُثمان أُسْوَةً. فأَحْضَرَهُم عُمَرُ وأَقْرَأَهم الكِتابَ، فأجابوه إلى الثَّمَنِ، فأَعطاهُم إِيَّاهُ، وأَخَذوا في هَدْمِ بُيوتِ أَزْواجِ رَسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وبَنَى المَسْجِدَ، وقَدِمَ عليهم الفَعَلَةُ مِن الشَّام، أَرْسَلَهم الوَليدُ، وبَعَثَ الوَليدُ إلى مَلِك الرُّوم يُعْلِمُه أنَّه قد هَدَمَ مَسجِدَ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم لِيُعَمِّرَهُ، فبَعَث إليه مَلِكُ الرُّومِ مِائَة ألف مِثْقال ذَهَب، ومِائَة عامِل، وبَعَثَ إليه مِن الفُسَيْفِسَاء بِأَربعين جَمَلًا، فبَعَثَ الوَليدُ بذلك إلى عُمَرَ بن عبدِ العزيز، وحَضَر عُمَرُ ومعه النَّاسُ فوَضَعوا أَساسَه وابْتَدَأوا بِعِمارَتِه.

العام الهجري : 979 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1571
تفاصيل الحدث:

ارتعدت فرائِصُ الأمم الأوروبية النصرانيةِ من الخطر الإسلاميِّ العظيم الذي هدَّد القارة الأوروبية؛ من جرَّاءِ تدفُّق الجيوش العثمانية برًّا وبحرًا, وعندما احتلَّ الأسطول العثماني بقيادة علي باشا قبرص بقرارٍ من السلطان سليم الثاني, أخذ البابا بيوس الخامس يسعى من جديدٍ لجمع شمل البلاد الأوروبية المختلفة، وتوحيد قواها برًّا وبحرًا في تحالف صليبي تحت راية البابوية، اختير لقيادة قوة هذا التحالف (دون خوان) النمساوي، وهو أخٌ غير شقيق للملك فيليب الثاني، سار (دون خوان) إلى البحر الأدرياتيك، حتى وصل إلى الجزء الضيق من خليج كورنث بالقرب من باتراس، وليس ببعيد عن ليبانتو اليونانية، والذي أعطى اسمها للمعركة، ونظَّم علي باشا قواتِه فوضع سفُنَه على نسق واحد من الشمال إلى الجنوب، بحيث كانت ميمنتُها تستند إلى مرفأ ليبانتو، ومسيرتُها في عُرض البحر، وقد قسَّمها علي باشا إلى جناحين وقلب, فكان هو في القلب, وشيروكو في الجناح الأيمن، وبقي الجناح الأيسر بقيادة قلج علي، ومقابل ذلك نظَّمَ دون خوان قواتِه، فوضع سفنه على نسق يقابل النسق الإسلامي، ووضع جناحه الأيمن بقيادة دوريا مقابل قلج علي، وأسند قيادة جناحه الأيسر إلى بربريجو مقابل شيروكو، وجعل (دون) نفسَه لقيادة القلب، وترك أسطولًا احتياطيًّا بقيادة سانت كروز. احتدمت المعركة في 17 جمادي الأولى من هذه السنة, أحاط الأسطول الإسلامي بالأسطول الأوروبي وأوغل العثمانيون بين سفن العدو، ودارت معركة قاسية أظهر فيها الفريقان بطولةً كبيرة وشجاعة نادرة، وشاءت إرادة الله هزيمة المسلمين، ففقدوا ثلاثين ألف مقاتل، وقيل عشرين ألفًا، وخسروا 200 سفينة حربية، منها 93 غرقت، والباقي غنمه العدو وتقاسمته الأساطيل النصرانية المتحدة، وأُسِرَ لهم عشرة آلاف رجل! واستطاع قلج علي إنقاذ سفنه، واستطاع كذلك المحافظة على بعض السفن التي غَنِمَها، ومن بينها السفينة التي تحمل علم البابا، رجع بها إستانبول التي استقبلته استقبال الفاتحين، رغم الشعور بمرارة الهزيمة, وكان لهذه الهزيمة أثرُها الكبير في تراجع الهيمنة العثمانية على غرب البحر المتوسط، ونهاية التمدد العثماني في شرق ووسط أوروبا, ومن أسباب هذه الهزيمة الكارثية على الدولة العثمانية قرارُ سليم الثاني بفتح قبرص، فلم يكن صائبًا؛ لأن قبرص لم تكن مزعجةً للدولة العثمانية، بينما ترتب على فتحها قيامُ هذا التحالف الصليبي الذي أدى إلى هزيمة الدولة في هذه المعركة, فضلًا عن أن قائد الأسطول العثماني علي باشا لم يكن على مستوى قيادة معركة بهذا الحجم، الذي شكله التحالف النصراني, وفي المقابل احتفلت القارة الأوربية بنصر ليبانتو؛ فلأول مرة منذ قرون تحلُّ الهزيمة بالعثمانيين!

العام الهجري : 1342 العام الميلادي : 1923
تفاصيل الحدث:

مصطفى كمال من سلانيك أو سالونيك مدينة يونانية، وهي مهبِطُ اليهود ومقَرُّهم، ومنها خرج وفيها نشأ، لذلك عدَّه كثيرٌ من الكُتَّاب من يهود الدونمة؛ ثمَّ إن أدواره التي لَعِبَها توحي بالعمالة الغربية؛ فقد صنعه الغَربُ ليظهَرَ في صورة البطل؛ وليكونَ مقبولًا عند الأتراك، ويكفي أنَّ أعمالَه تدُلُّ على باطنه؛ فقد منع الخليفةَ مِن الخروج للصلاة، ثم خفض مخصَّصاته للنصف، وحكم مصطفى كمال البلادَ بالحديدِ والنار، وضَمِنَ تأييدَ الدول العظمى لسياستِه التعسفية، وقد نفَّذ مصطفى كمال المخطَّط كاملًا، وابتعد عن الخطوط الإسلامية، ودخلت تركيا لعمليَّات التغريب البَشِعة؛ فألغى الخلافةَ الإسلامية سنة 1342ه، ثم ألغى وزارة الأوقاف سنة 1343هـ/1924م، وعَهِدَ بشؤونها إلى وزارة المعارف. وفي عام 1344هـ أغلق المساجِدَ، وقضت حكومتُه في قسوةٍ بالغة على كلِّ تيَّار ديني، وواجهت كلَّ نقدٍ ديني لتدبيرها بالعُنفِ. أما الشريعة الإسلامية فقد استُبدِلَت وحلَّ محلها قانونٌ مدني أخذته حكومةُ تركيا من القانون السويسري عام 1345هـ/1926م، وغيَّرَ التقويمَ الهجريَّ واستخدم التقويم الجريغوري الغربي، فأصبح عام 1342هـ مُلغًى في كلِّ أنحاء تركيا وحلَّ محله عام 1926م! وفي دستور عام 1347هـ أغفل النصَّ على أن تركيا دولةٌ إسلامية، وغيَّرَ نَصَّ القسم الذي يقسِمُه رجال الدولة عند تولِّيهم لمناصبهم، فأصبحوا يُقسِمون بشَرَفِهم على تأدية الواجبِ بدلًا من أن يحلِفوا بالله كما كان عليه الأمر من قبل!! وفي عام 1348ه بدأت الحكومة تَفرِضُ إجباريًّا استخدامَ الأحرف اللاتينية في كتابة اللغة التركية بدلًا من الأحرُفِ العربية. وبدأت الصُّحُفُ والكتُبُ تَصدُرُ بالأحرف اللاتينية، وحُذِفَ من الكليات التعليمُ باللغة العربية واللغة الفارسية، وحُرِّم استعمال الحرف العربي لطبع المؤلفات التركية، وأما الكتُبُ التي سبق لمطابِعِ استانبول أن طبعتها في العهود السالفة فقد صُدِّرَت إلى مصر، وفارس، والهند، وهكذا قطعت حكومة تركيا ما بين تركيا وماضيها الإسلاميِّ من ناحية، وما بينها وبين المسلمين في سائر البلدان العربية والإسلامية من ناحية أخرى!! وفي عام (1350-1351هـ/1931-1932م) حدَّدَت عددَ المساجِدِ، ولم تسمَحْ بغير مسجد واحدٍ في كل دائرة من الأرض يبلغ محيطُها 500 متر مربع، وأعلن أنَّ الروح الإسلامية تعوقُ التقدُّمَ. وتمادى مصطفى كمال في تهجُّمه على المساجد، فخفض عددَ الواعظين الذين تدفَعُ لهم الدولة أجورَهم إلى ثلاثمائة واعظ، وأمَرَهم أن يفسحوا في خطبة الجمعة مجالًا واسعًا للتحدُّثِ على الشؤون الزراعية والصناعية وسياسة الدَّولة، وكَيْلِ المديحِ له. وأغلق أشهَرَ جامعين في استانبول، وحَوَّلَ أولهما وهو مسجد آيا صوفيا إلى متحف، وحول ثانيهما وهو مسجد الفاتح إلى مستودع، وأهملت الحكومةُ التعليم الديني كليَّةً في المدارس الخاصة، ثم تمَّ إلغاؤه. بل إنَّ كلية الشريعة في جامعة استانبول بدأت تقَلِّلُ من أعداد طلابها حتى أغلقت عام 1352هـ/1933م. وأمعنت حكومة مصطفى كمال في حركة التغريب، فأصدرت قرارًا بإلغاء لبس الطربوش، وأمَرَت بلُبس القبعة تشبهًا بالدول الأوروبية، وفي عام 1935م غيَّرَت الحكومة العطلة الرسمية فلم يعد الجمعة، بل أصبحت العطلة الرسمية للدولة يومَ الأحد، وأصبحت عطلةُ نهاية الأسبوعِ تبدأ منذ ظُهر يوم السبت وتستمر حتى صباح يوم الاثنين، وأخذ أتاتورك ينفُخُ في الشعب التركي روحَ القومية، واستغَلَّ ما نادى به بعضُ المؤرخين من أن لغة السومريين أصحاب الحضارة القديمة في بلاد ما بين النهرين كانت ذات صلةٍ باللغة التركية، فقال: إن الأتراك هم أصحاب أقدم حضارة في العالم؛ ليعَوِّضَهم عما أفقَدَهم إياه من قِيَمٍ، بعد أن حارب كلَّ نشاط إسلامي، وخلع مصطفى كمال على نفسه لقب (أتاتورك) ومعناه أبو الأتراك، وعملت حكومته على إلغاء حجاب المرأةِ وأمرت بالسفور، وأُلغيت قوامةُ الرجل على المرأة، وأُطلِقَ لها العِنان باسم الحرية والمساواة، وشجع الحفلاتِ الراقصة والمسارح المختلطة والرقص. وأمر بترجمة القرآن إلى اللغةِ التركية، ففقد كُلَّ معانيه ومدلولاته، وأمر أن يكونَ الأذان باللغة التركية، ثمَّ عَمِلَ على تغيير المناهج الدراسية، وأعيد كتابةُ التاريخ من أجل إبراز الماضي التركي القومي، وجرى تنقيةُ اللغة التركية من الكلمات العربية والفارسية، واستُبدِل بها كلمات أوروبية أو حثية قديمة.

العام الهجري : 216 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 831
تفاصيل الحدث:

كتب المأمونُ إلى نائِبِه ببغداد إسحاقَ بنِ إبراهيم أن يأخُذَ الجندُ بالتكبيرِ إذا صَلَّوا الجمعةَ، وبعد الصَّلواتِ الخَمسِ إذا قَضَوا الصلاةَ أن يَصيحوا قيامًا ويكَبِّروا ثلاثَ تكبيراتٍ، ففعل ذلك، فقال الناسُ: هذه بدعةٌ ثالثة.

العام الهجري : 279 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 892
تفاصيل الحدث:

خرج المعتَمِدُ على الله، وجلس للقُوَّادِ والقُضاةِ ووجوهِ النَّاس، وأعلَمَهم أنَّه خلع ابنَه المفَوِّضَ إلى الله جعفرًا من ولايةِ العهد، وجعل ولايةَ العَهدِ للمُعتَضِد بالله أبي العباسِ أحمدَ بنِ الموفَّق، وشَهِدوا على المفَوِّض أنه قد تبرَّأ من العهد، وأسقط اسمَه من السِّكَّة، والخِطبة، والطراز، وغير ذلك، وخُطِبَ للمُعتَضِد، وكان يومًا مشهودًا.

العام الهجري : 26 العام الميلادي : 646
تفاصيل الحدث:

هو كعبُ بن زُهيرِ بن أبي سُلْمَى المُزَنِيُّ، أبو المُضَرَّبِ, الشَّاعرُ ابنُ الشَّاعرِ، وأَبُوهُ أَشْعَرُ منه، كان كعبٌ في الجاهِليَّة شاعرًا مَعروفًا ولمَّا ظهَر الإسلامُ هَجا النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم وشَبَّبَ بنِساءِ المسلمين، فأَهْدَر النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم دَمَهُ، فجاء مُسْتَأْمِنًا إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فأَمَّنَهُ وقَبِلَ منه، فأَنشَدهُ لامِيَّتَهُ المشهورة التي مَطلَعُها: بانَتْ سُعادُ فقلبي اليومَ مَتْبولُ، ويُقالُ: إنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم أَعطاهُ البُردَةَ التي اشتراها بعدَ ذلك مُعاويةُ مِن بعضِ وَلَدِه فصارت للخُلفاءِ بعدَ ذلك يَتَوارَثُونَها.

العام الهجري : 334 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 946
تفاصيل الحدث:

هو القائِمُ بأمرِ الله الفاطميُّ العُبَيدي أبو القاسم محمد نزارا بن عبيد الله المهدي صاحب إفريقيَّة، بايع له والِدُه عُبيد الله بولاية العهد بإفريقيَّة وجَهَّزه أبوه لضَمِّ مِصرَ مرتين، لكنَّه لم يُفلِحْ في ضَمِّها. وبعد وفاةِ القائمِ قام بالأمرِ بعده ابنُه إسماعيلُ، وتلقَّب بالمنصور بالله، وكتم موتَه؛ خوفًا أن يعلمَ بذلك أبو يزيد، وهو بالقربِ منه على سوسة، وأبقى الأمورَ على حالها، ولم يتسَمَّ بالخليفة، ولم يغيِّر السِّكَّة، ولا الخُطبة، ولا البنودَ، وبقي على ذلك إلى أن فرغ من أمرِ أبي يزيد، فلمَّا فرغ منه أظهَرَ موتَه، وتسمَّى بالخلافةِ.

العام الهجري : 8 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 630
تفاصيل الحدث:

بعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَمرَو بنَ العاصِ إلى سُواعٍ لِيَهدِمَهُ، وسُواعٌ صَنَمٌ لقومِ نوحٍ عليه السَّلامُ، ثمَّ صار بعدَ ذلك لقَبيلةِ هُذيلٍ المُضَريَّةِ, وظَلَّ هذا الوَثَنُ مَنصوبًا تَعبُدهُ هُذيلٌ وتُعَظِّمُهُ, حتَّى إنَّهم كانوا يَحُجُّون إليه حتَّى فُتِحَتْ مكَّةُ ودخلَت هُذيلٌ فيمَن دخَل في دينِ الله أفواجًا، وكان مَوضعُه بِرُهاطٍ على قُرابةِ 150 كيلو مترًا شمالَ شرقيِّ مكَّةَ، فلمَّا انتهى إليه عَمرٌو قال له السَّادِنُ: ما تُريدُ؟ قال: أمَرني رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أن أَهدِمَهُ. قال: لا تَقدِرُ على ذلك. قال: لِمَ ؟ قال تُمْنَعُ. قال: حتَّى الآنَ أنت على الباطلِ؟ وَيْحَكَ فهل يَسمعُ أو يُبصِرُ؟ ثم دَنا فكسَرهُ، وأمَر أصحابَهُ فهدموا بيتَ خَزانَتِهِ فلم يَجِدوا فيه شيئًا، ثمَّ قال للسَّادِنِ: كيف رأيتَ؟ قال: أَسلمتُ لله.

العام الهجري : 574 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1179
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ شِهابُ الدين، أبو الفوارِسِ سَعدُ بن محمد بن سعد بن صيفي التميمي الأديب الفقيه الشافعي، المعروف بالحيص بيص, ومعنى الحيص بيص: الشِّدَّةُ والاختلاطُ, قيل: إنَّه رأى الناسَ في شدَّة وحركةٍ، فقال: ما للنَّاسِ في حيصَ بَيصَ؟ فلزِمَه ذلك. وكان من فضلاءِ العالَم. كان قد سمع الحديثَ، ومدح الخلفاءَ والسلاطين والأكابر، وشِعرُه مشهورٌ، وله (ديوان) وترَسُّل. كان فصيحًا حسَن الشعر, بليغًا وافِرَ الأدَبِ، عظيمَ المنزلةِ في الدولتين العباسيَّة والسلجوقية. كان بديعَ المعاني، مليحَ الرسائِلِ، ذا خبرةٍ تامةٍ باللغة والبلاغة والأدب، وله يدٌ في المناظرة, وكان يناظِرُ على رأي الجمهور. كان لا يخاطِبُ أحدًا إلا بالكلام العربي. تفقَّه في مذهب الشافعي بالريِّ، وتكلَّم في مسائل الخلاف. ذكره ابن السمعاني في «ذيله» فقال: "له باعٌ في اللغة، وحِفظٌ كثيرٌ للشعرِ، وكان إمامًا في الرأي، حَسَن العقيدة". قال عبد الباقي بن زريق الحلبي الزاهد: "رأيتُه واجتمعتُ به، فكان صدرًا في كل علم، عظيمَ النفس، حسَنَ الشارة، يركَبُ الخيل العربية الأصيلة، ويتقلَّدُ بسيفين، ويحمِلُ حلقة الرمح، ويأخذ نفسَه بمآخِذِ الأمراء، ويتبادى في لفظِه، ويعقِدُ القاف, وكان أفصَحَ مَن رأيت". قال ابن كثير: "لم يكُنْ له في المراسلات بديلٌ، كان يتقعَّرُ فيها ويتفاصح جدًّا، فلا تواتيه إلا وهي مُعجرفة، وكان يزعم أنه من بني تميم، فسُئِل أبوه عن ذلك فقال ما سمعتُه إلَّا منه". توفي يوم الثلاثاء خامس شهر شعبان من هذه السنة، وله ثنتان وثمانون سنة، وصلِّي عليه بالنظامية، ودُفن بباب التبن، ولم يُعْقِب.

العام الهجري : 204 العام الميلادي : 819
تفاصيل الحدث:

كان شَخصٌ مِن بني زيادِ بن أبيه، اسمُه محمد بن إبراهيم بن عبيد الله بن زياد، مع جماعةٍ من بني أمية، قد سَلَّمهم المأمونُ إِلى الفضل بن سهل ذي الرياستين، وقيل إِلى أخيه الحسَن، وبلغ المأمونُ اختلالَ أمر اليمن، فأثنى ابنُ سهلٍ على محمَّد بن زياد الأموي، وأشار بإِرساله أميرًا على اليمن، فأرسل المأمونُ محمَّدَ بن زياد، ومعه جماعةٌ، فحَجَّ ابنُ زياد في سنة ثلاث ومائتين، وسار إِلى اليمَنِ، وفتح تِهامةَ بعد حروب جرت بينه وبين العرَبِ، واستقَرَّت قَدَمُ ابنِ زياد باليمن، وبنى مدينةَ زَبيد، واختَطَّها في سنة أربع ومائتين، وأرسلَ ابن زياد مولاه جعفرًا بهدايا جليلةٍ إِلى المأمون، فسار جعفرٌ بها إِلى العراق، وقَدَّمها إِلى المأمون في سنة خمس ومائتين، وعاد جعفرٌ إِلى اليمن في سنة ست ومائتين، ومعه عسكَرٌ مِن جهة المأمون، بمقدار ألفَي فارس، فعَظُمَ أمرُ ابن زياد، وملَكَ إِقليمَ اليمَنِ بأسرِه وتقَلَّد جعفرٌ الجبال، واختَطَّ بها مدينة يقال لها المديحرة، والبلادُ التي كانت لجعفر تسمَّى إِلى اليوم مخلافَ جَعفرٍ، والمخلاف عبارةٌ عن قُطرٍ واسع، وكان جعفرٌ هذا من الكُفاة الدُّهاة، وبه تمَّت دولةُ بني زياد، حتى قُتِلَ ابنُ زياد بجعفرة، وبقِيَ محمَّد بن زياد كذلك حتى توفِّي. فكان ذلك أوَّلَ قيامِ الدولة الزياديَّة باليمن.

العام الهجري : 398 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1008
تفاصيل الحدث:

سار يَمينُ الدَّولة محمودُ بنُ سبكتكين الغزنوي، إلى شاطئِ نَهرِ هندمند، فلاقاه هناك إبرهمن بال بن إندبال في جيوشِ الهند، فاقتَتَلوا مليًّا، وكادت الهندُ تَظفَرُ بالمُسلمين، ثمَّ إنَّ الله تعالى نصَرَ عليهم، فظَفِرَ بهم المُسلمون، فانهزموا على أعقابِهم، وأخَذَهم المُسلِمونَ بالسَّيفِ، وتَبِعَ يمينُ الدَّولة أثَرَ إبرهمن بال، حتى بلغ قلعةَ بهيم نغر، وهي على جَبَلٍ عالٍ كان الهندُ قد جعلوها خِزانةً لصَنَمِهم الأعظَمِ، ينقُلونَ إليها أنواعَ الذَّخائِرِ قرنًا بعد قَرنٍ، وأعلاقَ الجواهِرِ، وهم يعتَقِدونَ ذلك دينًا وعبادةً، فاجتمع فيها على طُولِ الأزمانِ ما لم يُسمَعْ بمِثلِه، فنازَلَهم يمينُ الدَّولة وحصَرَهم وقاتَلَهم، فلمَّا رأى الهنودُ كثرةَ جَمعِه، وحِرصَهم على القتالِ، وزَحْفَهم إليهم مرَّةً بعدَ أخرى؛ خافوا وجَبُنوا، وطلبوا الأمانَ، وفتحوا بابَ الحِصنِ، ومَلَك المُسلِمونَ القلعةَ، وصَعِدَ يمينُ الدَّولة إليها في خواصِّ أصحابِه وثقاتِه، فأخَذَ منها من الجواهِرِ ما لا يُحَدُّ، ومِن الدراهِمِ تسعينَ ألفَ ألف درهمٍ شاهيَّة، ومن الأواني الذَّهبيَّات والفِضِّيَّات سبعَمئة ألفٍ وأربعَمِئَة مَنٍّ، وكان فيها بيتٌ مملوءٌ مِن فِضَّةٍ طولُه ثلاثون ذراعًا، وعَرضُه خمسة عشر ذراعًا، إلى غيرِ ذلك من الأمتِعةِ، وعاد إلى غزنة بهذه الغَنائِمِ، ففَرَش تلك الجواهِرَ في صَحنِ دارِه، وكان قد اجتمعَ عنده رسُلُ المُلوكِ، فأدخَلَهم إليه، فرأوا ما لم يَسمَعوا بمِثلِه.

العام الهجري : 841 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1437
تفاصيل الحدث:

قدم الخبرُ بأن ملك البرتغال صاحب مدينة شلب من الأندلس سار يريد مدينة طنجة، فنزل على سبتة في المحرم، ومضى منها وهى بيده في البر والبحر، ومعه فيما يقال ثمانية عشر ألف رامٍ، وستة آلاف فارس، حتى نزل على طنجة فحصرها مدة شهر إلى أن أتته جموع المسلمين من فاس ومكناسة وأصيلا في شهر ربيع الآخر، فكانت بينهم وبين البرتغال من النصارى حروب عظيمة، نصر الله فيها المسلمين، وقُتِل نحو الثلثين من النصارى، والتجأ باقيهم إلى محلتهم، فضايقهم المسلمون حتى طلبوا الأمان على أن يسلِّموا للمسلمين مدينة سبتة، ويُفرجوا عن سبعمائة أسير من المسلمين، ويدفعوا ما بأيديهم من آلات الحرب للمسلمين، فأمَّنوهم، وبعثوا برهائنهم على ذلك، فصار المسلمون يأخذون النصارى ويوصلونهم إلى أسطولهم بالبحر، فحسد أحمد اللحيانى القائم بتدبير مكناسة الأزرق، وهو أبو زكريا حي بن زيان بن عمر الوطاسي القائم بتدبير مدينة فاس، وقَتَل عدة من النصارى، ورحل، فحنق النصارى من ذلك، وحطموا على المسلمين حطمةً قُتِلَ فيها جماعة، وخلصوا إلى أسطولهم، وبقي ابن ملكهم في يد المسلمين، فلما وصلوا إلى بلادهم، لم يرضَ أكابرهم بتسليم سبتة للمسلمين، وبعثوا في فداء ابن الملك بمال، فلم يقع بينهم وبين الرسول اتفاق، وسجنوه مع ابن الملك المرتهن عند صالح بن صالح بن حمو، بطنجة، فيقول المكثر: إن الذى قُتِلَ من النصارى في هذه الواقعة خمسة وعشرون ألفًا، وغَنِمَ المسلمون منهم أموالًا كثيرة.