الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.008 )

العام الهجري : 1171 العام الميلادي : 1757
تفاصيل الحدث:

عزل الشيخُ محمد بن عبد الوهاب والأميرُ ابنُ سعود مباركَ بنَ عدوان عن إمارةِ حريملاء؛ وذلك لأنهما تخوَّفا على أهل حريملاء منه لأمورٍ صدرت ونُسِبت إليه وأمَّرا مكانه أحمد بن ناصر, فاستأذن ابن عدوان من الشيخ ومن الأمير أن يذهَبَ إلى عُيينة ثم يعود اليهما في الدرعية، فأذنا له فلما خرج متظاهِرًا بالذهاب إلى العيينة التقى في الطريق بأناسٍ من أهل حريملاء فأغراهم بالرجوعِ عن طاعة الشيخ والأمير، فأطاعه فريقٌ منهم، ثم سار يريد الاستيلاءَ على حريملاء، فاستولى على قصرِ الإمارة، ثم دعا أهل البلد لنصرتِه ومعونته فلم يجِبْه أحدٌ فولى هاربًا.

العام الهجري : 1252 العام الميلادي : 1836
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ محمد بن إبراهيم بن ثاقب بن وطبان أمير الزبير، كان من أعظَمِ أهلِ ناحيته عقلًا ومعرفةً ودهاءً، وكان متحفِّظًا على نفسه، يعرِفُ الحِيَل ويخافُ منها، وكانوا يسمونه "البلم يغرق غيره ويَسلَم" كان أبوه إبراهيمُ أمير الزبير، فلما مات صار مكانَه، فحصل بينه وبين آل زهير وأهلِ حرمة الجالين في الزبير ضغائِنُ عظيمة، فأخرجوه بسببها من الزبير، فانتقل مع أهله وعياله ونزل بلد الكويت، ثم عاد لحُكمِ الزبير والبصرة ولم يزَلْ فيها حتى قتَلَه متسلِّم البصرة على الرغمِ مِن شِدَّةِ تحفُّظِه على نفسه، وفِطنتِه وكثرةِ عَدَدِه وعُدَّتِه!

العام الهجري : 72 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 692
تفاصيل الحدث:

سَيَّرَ عبدُ الملك بن مَرْوان الحَجَّاج بن يوسُف الثَّقفيَّ إلى عبدِ الله بن الزُّبير رضي الله عنه، وبعَث معه له أمانًا إنْ هو أطاعَ، فبَقِيَ الحَجَّاج مُدَّةً في الطَّائفِ يَبعَثُ البُعوثَ تُقاتِل ابنَ الزُّبير وتَظْفَرُ عليه. فكتَب الحَجَّاجُ إلى عبدِ الملك يُخبِرُه: بأنَّ ابنَ الزُّبير قد كَلَّ وتَفَرَّق عنه أَصحابُه, ويَسْتَأذِنُه بمُحاصَرةِ الحَرَمِ ثمَّ دُخولِ مكَّة، فأَمَدَّهُ عبدُ الملك بطارِقِ الذي كان يُحاصِر المدينةَ، ولمَّا حَصَرَ الحَجَّاجُ ابنَ الزُّبير نَصَبَ المَنْجَنيقَ على أبي قُبَيْسٍ ورَمَى به الكَعبةَ، وكان عبدُ الملك يُنْكِر ذلك أيَّامَ يَزيدَ بن مُعاوِيَة، ثمَّ أَمَرَ به، وحَجَّ ابنُ عُمَرَ رضِي الله عنهما تلك السَّنةَ فأَرسَل إلى الحَجَّاجِ: أنِ اتَّقِ الله، واكْفُفْ هذه الحِجارةَ عن النَّاسِ؛ فإنَّك في شَهْرٍ حَرامٍ وبَلَدٍ حَرامٍ، وقد قَدِمَت وُفودُ الله مِن أَقطارِ الأرضِ لِيُؤَدُّوا فَريضةَ الله ويَزْدادوا خيرًا، وإنَّ المَنْجنيق قد منعهم عن الطَّوافِ، فاكْفُفْ عن الرَّمْيِ حتَّى يَقْضوا ما يجب عليهم بمكَّة. فبَطَّلَ الرَّمْيَ حتَّى عاد النَّاسُ مِن عَرَفات وطافوا وسَعَوْا، ولم يَمْنَعْ ابنُ الزُّبير الحاجَّ مِن الطَّوافِ والسَّعْيِ، فلمَّا فرَغوا مِن طَوافِ الزَّيارةِ نادَى مُنادِي الحَجَّاجِ: انْصَرِفوا إلى بِلادِكم، فإنَّا نَعودُ بالحِجارَةِ على ابنِ الزُّبيرِ المُلْحِدِ. فأصاب النَّاسَ بعد ذلك مَجاعةٌ شديدةٌ بسَببِ الحِصارِ، فلمَّا كان قُبَيْلَ مَقْتَلِه تَفَرَّقَ النَّاسُ عنه، وخَرجوا إلى الحَجَّاجِ بالأمانِ، خرَج مِن عنده نحو عشرةِ آلاف، وكان ممَّن فارَقَه ابْناهُ حَمزةُ وخُبيبٌ، وأَخَذا لِأَنْفُسِهما أَمانًا، فقال عبدُ الله لابْنِه الزُّبيرِ: خُذْ لِنَفسِك أمانًا كما فعل أَخَواك، فَوَالله إنِّي لأُحِبُّ بَقاءَكُم. فقال: ما كنتُ لِأَرْغَبَ بِنَفسِي عنك. فصَبَر معه فقُتِلَ وقاتَلهم قِتالًا شديدًا، فتَعاوَرُوا عليه فقَتَلوهُ يومَ الثُلاثاءِ مِن جُمادَى الآخِرة وله ثلاثٌ وسبعون سَنةً، وتَوَلَّى قَتْلَهُ رجلٌ مِن مُرادٍ، وحمَل رَأسَهُ إلى الحَجَّاج، وبعَث الحَجَّاجُ بِرَأسِه، ورَأسِ عبدِ الله بن صَفوان، ورَأسِ عُمارةَ بن عَمرِو بن حَزْمٍ إلى المدينةِ، ثمَّ ذهَب بها إلى عبدِ الملك بن مَرْوان، وأخَذ جُثَّتَهُ فصَلَبَها على الثَّنِيَّةِ اليُمْنَى بالحُجُونِ، ثمَّ بعدَ أن أَنْزَلَهُ الحَجَّاجُ عن الخَشبةِ بعَث به إلى أُمِّه، فغَسَّلَتْهُ، فلمَّا أَصابَهُ الماءَ تَقَطَّعَ، فغَسَّلَتْهُ عُضْوًا عُضْوًا فاسْتَمْسَك، وصلَّى عليه أخوه عُروةُ، فَدَفَنَتْهُ.

العام الهجري : 187 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 803
تفاصيل الحدث:

كان لآلِ بَرْمَك نفوذٌ كبيرٌ في دولة الرشيد؛ إذ كان يحيى بن خالدٍ مُربِّيًا للرشيدِ، وكان أولادُه جعفر والفضل وموسى ومحمَّد أترابَ الرَّشيد، ثمَّ تغيَّرَت أحوالُ البرامكة وتبدَّلَ لهم الرشيدُ فجأةً، فقتل جعفرَ بنَ يحيى وسجَنَ يحيى وابنَه الفضلَ، وصادرَ أملاكَهم، وقد قيل في سبب ذلك أشياءُ؛ منها: أنهم- يعني البرامِكةَ- زاد نفوذُهم كثيرًا، وزادت مصروفاتُهم كثيرًا، حتى فاقوا الخليفةَ بذلك؛ ممَّا جعل أمرَهم مُريبًا مُخيفًا؛ فقد بنى جعفرٌ بيتًا له كلَّفَه عشرينَ مليونَ درهم، وعندما عاد الفضلُ بن يحيى مِن حَربِه في الديلم أطلق لمادِحيه ثلاثةَ ملايين درهم. وهذا السَّرفُ جعل الرشيدَ يتابِعُهم في الدواوينِ والكتاباتِ، فاكتشفَ وُجودَ خَلَلٍ كبير في مصاريفِ الدولة. وقيل: لتشَيُّعِهم وتعاطُفِهم مع العَلَويِّينَ؛ فقد حمل يحيى بن خالد البرمكي إلى يحيى بن عبد الله الطالبي في أثناء ثورتِه بالديلم مئتي ألفِ دينارٍ، كما أنَّ جعفرًا أطلَقَه بعد سَجنِه مِن دونِ عِلمِ الخليفة. وقد أحضر الخليفةُ جعفرًا وسأله، فأقرَّ بالأمرِ، فأظهرَ الرَّشيدُ أنَّه راضٍ عن عَمَلِه، فلمَّا خرج مِن مجلِسِه قال: "قتلني اللهُ بسَيفِ الهُدى على عمَلِ الضَّلالةِ إنْ لم أقتُلْك", وقد يُعدُّ هذا من أقوى أسبابِ نِقمةِ الرشيدِ عليهم، وقيل: لتعصُّبِهم للفُرسِ ومحاولةِ إقصاءِ العَرَب عن المناصبِ المُهِمَّة؛ فقد أبدَوا كراهيَتَهم لمحمَّد بن الليث لِمَيله عن العجَم، وسَعَوا لدى الرشيدِ للإيقاع بيزيدَ بن مزيد الشيباني، واتَّهَموه بالتراخي في قتالِ الخوارج. وقيل: بل لأنَّ الرشيدَ لَمَّا كان يحِبُّ أن يجتَمِعَ مع جعفر وأختِه العبَّاسة (أخت الرشيد) وهي مُحَرَّمة على يحيى، فزَوَّجَها الرشيدُ مِن جَعفرٍ على ألا يقرَبَها، بل فقط ليجتَمِعوا ويَسمُروا سويًّا، ولكِنَّ جعفرًا أتاها فحَمَلت العبَّاسةُ منه، ولَمَّا ولَدَت وجَّهَته إلى مكَّةَ، ثمَّ عَلِمَ الرشيدُ بذلك من بعضِ حواضِنِ العبَّاسة، فعَدَّ ذلك خيانةً مِن جعفرٍ،  وقد تناقل المؤرِّخونَ قِصَّةَ عبَّاسة وجعفرٍ البرمكيِّ، وكأنَّها أحدَثَت فِعلًا، بينما عليَّةُ بنتُ المهدي تقولُ للرَّشيدِ بعد إيقاعِه بالبرامكة: ما رأيتُ لك يومَ سرورٍ تامًّا منذ قتَلْتَ جعفرًا، فَلأيِّما شيءٍ قَتَلْتَه؟ فقال: لو عَلِمتُ أنَّ قَميصي يعلمُ السَّببَ الذي قتلْتُ به جعفرًا لأحرقتُه. فهل كانت عليَّة بنت المهدي جاهلةً السَّبَبَ لو كان هناك مِثلُ هذه الفضيحة (قِصَّة عبَّاسة وجعفر البرمكيِّ) في قصرِ الخلافة؟!

العام الهجري : 569 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1174
تفاصيل الحدث:

لما عاد صلاحُ الدين إلى مصرَ بلَغَه أنَّ باليمن إنسانًا يسمَّى عبدَ النبي بن مهدي صاحِبَ زبيد يزعُمُ أنه ينتشر ملكُه حتى يملِكَ الأرضَ كُلَّها، وكان قد ملك كثيرًا من بلادِ اليمَنِ, واستولى على حصونِها وخطب لنَفسِه، وقطع الخطبةَ للخليفةِ العباسي, وكان السُّلطانُ قد ثبتت قواعِدُه وقَوِيَ عسكرُه، فاستأذن السلطان نور الدين محمود في أن يسيرَ إلى اليمن لقصدِ عبد النبي، فأذِنَ له في ذلك، فجهَّز أخاه شمس الدولة توران شاه بجيش اختاره، وتوجَّه إليها من الديار المصرية في مستهَلِّ رجب، فوصل إلى مكَّةَ، ومنها إلى زبيد، وفيها صاحِبُها المتغَلِّبُ عليها المعروفُ بعبد النبي، فلما قرُبَ منها رآه أهلُها، فاستقَلُّوا من معه، فقاتلهم شمس الدولة ومن معه، فلم يثبُت أهلُ زبيد وانهزموا، ووصل المصريونَ إلى سور زبيد، فلم يجدوا عليه من يمنَعُهم، فنصبوا السلالم، وصَعَدوا السور، فملكوا البلدَ عَنوةً ونَهَبوه وأكثروا النَّهبَ، وأخذوا عبد النبيِّ أسيرًا وزوجتَه المدعوة بالحُرَّة، وسَلَّمَ شمسُ الدولة عبد النبي إلى أحد أمرائه، يقال له سيف الدولة مبارك بن كامل من بني منقذ، أصحاب شيزر، وأمره أن يستخرجَ منه الأموالَ، وبذلك انتهت الدولة المهديَّة باليمن، ولَمَّا ملكوا زبيدَ واستقَرَّ الأمر لهم بها ودان أهلُها، وأقيمت فيها الخُطبةُ العباسيَّة، أصلحوا حالها، وساروا إلى عدن، وصاحِبُها ياسرُ بنُ بلال، فسار إليهم وقاتَلَهم، فانهزم ياسِرٌ ومن معه، وسبقهم بعضُ عسكر شمس الدولة، فدخلوا البلدَ قبل أهله، فملكوه، وأخذوا صاحِبَه ياسرًا أسيرًا، وأرادوا نهبَ البلد، فمنعهم شمسُ الدولة، وقال: ما جئنا لنخربَ البلاد، وإنما جئنا لنَملِكَها ونُعَمِّرَها وننتفع بدخلها؛ فلم ينهب منها أحدٌ شيئًا، فبقيت على حالها وثبَت مُلكُه واستقَرَّ أمرُه، وبذلك انتهت دولة بني زريع في اليمن، وآل الزريع هم أهل عدن، وهم شيعةٌ إسماعيليَّةٌ من همذان بن جشم، ولَمَّا فرغ شمس الدولة مِن أمْرِ عدن عاد إلى زبيد، وملك أيضًا قلعة التعكر والجند وغيرها من المعاقل والحصون، واستناب بعدن عزَّ الدين عثمان بن الزنجيلي، وبزبيد سيفَ الدولة مبارك بن منقذ، وجعَلَ في كل قلعةٍ نائبًا من أصحابه، وألقى مُلكُهم باليمن جِرانَه ودام، وأحسَنَ شمسُ الدولة إلى أهالي البلاد، واستصفى طاعتَهم بالعدل والإحسان، وعادت زبيد إلى أحسنِ أحوالها من العمارة والأمن.

العام الهجري : 1291 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1875
تفاصيل الحدث:

هو الأمير سعود بن فيصل بن تركي بن عبد الله آل سعود، ثاني أبناء الإمام فيصل، لقِّبَ بـ (أبو هلا) لكرمِه وكثرة ترحيبِه بالضيف. وقد حكم في الدولة السعودية الثانية من 1288 إلى1291هـ (1871- 1875م) كان أبوه قد ولَّاه أميرًا على الخرج عام 1263هـ/ 1846م واستمرَّ في هذه الإمارة مدةً طويلة، وقد أكسبه ذلك قاعدةً شعبية في تلك المنطقة. أما أخوه عبد الله، الذي يكبرُه في السن، فقد كان أبوه قد عيَّنه وليًّا للعهد، وكان ساعِدَه الأيمن في قيادة المعارك وإدارة شؤون البلادِ، وفي أواخرِ حياة والده تسلَّمَ العبءَ الأكبر من السلطة؛ نتيجة مرض والده وكِبَر سِنِّه، وكان أخوه محمد بن فيصل يعاونُه في ذلك، أمَّا سعود فكان ينافِسُ أخاه دائمًا في حياةِ أبيهما، واستمَرَّ على هذا الحال حتى بعد وفاة والدهم الإمام فيصل. فعندما بويع عبدُ الله بن فيصل بعد وفاة والدِه في رجب 1282هـ/ نوفمبر 1865م خالفه سعود بعد عامٍ مِن توليه الحكمَ، وكان يرغَبُ في إزاحة أخيه وتولِّي الحكمِ بدلًا منه، وقد كان كثيرٌ من الحاضرة، وخاصةً علماء الدين، يقفون إلى جانب عبد الله؛ لأنَّه الوارِثُ الشرعي للإمامة سنًّا وعهدًا. وعلى الرغمِ مِن أن عبد الله يتمتَّعُ بشعبيةٍ كبيرة بين القبائل النجدية وتأييدِ العلماء له، فإن سعودًا تمكَّنَ مِن جمع أتباع له ومؤيدين، وكانت قبيلةُ العجمان، التي كان بينها وبين سعود صلة رحم، تكِنُّ لعبد الله العداءَ بسبب ضرباته الموجعة لهم في عهد أبيه، فاستغَلَّ سعود ذلك في حربه ضِدَّ أخيه، ونشبت بينهما بعضُ المعارك، واستفاد آلُ رشيد من تلك الفتنة الأهلية بين سعود وعبد الله فأخذوا يوسِّعون دائرة نفوذهم في البلدان النجدية. وبعد وفاة سعود بن فيصل، تولَّى بعده أخوه عبدالرحمن بن فيصل الحُكمَ، وكان سعود خلَّف أربعةً مِن الأبناء الذكور، وهم: محمد، وعبد الله، وسعد، وعبد العزيز، والثلاثة الأُوَل قتلهم ابن سبهان حاكِمُ الرياض من قِبَلِ محمد ابن رشيد، أما عبد العزيز فكان منفيًّا وقت قَتْلِهم، في حائلٍ مع عمِّه الإمام عبد الله، وعبد العزيز هذا هو والد سعود العرافة زوج نورة أخت الملك عبد العزيز، ويلقَّبُ أيضا بسعود الكبير، فيكون سعود بن فيصل هو جدُّ أبناء العرافة، رحمهم الله جميعا وغفر لهم.

العام الهجري : 1373 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1953
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود آل مقرن: مَلِكُ المملكة العربية السعودية، ومؤسِّسُ الدولة السعودية الثالثة، وأحدُ رجالاتِ العَصرِ. وُلِدَ في الرياض عام 1293هـ / 1876م، ودَولةُ آبائِه في ضَعفٍ وانحلال، وصَحِبَ أباه في رحلته إلى البادية، يطارده محمد بن عبد الله ابن رشيد، واستقَرَّ مع أبيه في "الكويت" سنة 1309ه (1891 م) وشبَّ فيها. وشنَّ الغارات على آل رشيد وأنصارهم. وفاجأ عامِلَ ابن رشيد في الرياض بوثبةٍ فاستولى عليها سنة 1319ه / 1902م، وضَمَّ إلى الرياض الخرج، والمحمل، والشعيب، والوشم، والحوطة والأفلاج ووادي الدواسر. واستولى على بلاد القصيم سنة 1324هـ, شَكَّل قواتِ الإخوان (إخوان من أطاع الله) العسكرية من خلال نظامِ الهجر التي كان لها أكبَرُ الأثر في إتمامه لتوحيد الجزيرة العربية، فأخضَعَ آل عائض أمراء عسير في الجنوب، وأزال إمارة آل رشيد في الشمال سنة 1340هـ. وكانت بينه وبين الشريف حسين بن علي أحداثٌ انتهت بالقضاء على دولة الهاشميين في الحجاز سنة 1343ه / 1925م فنودي به مَلِكًا على الحجاز وسلطانًا لنَجدٍ، وكان مِن قَبلُ يلقَّب بالأمير أو السلطان والإمام. ثار عليه بعضُ كبار قادة الإخوان فقضى على قوَّتِهم في معركة السبلة، ثم برزت فتنة "ابن رفادة" في الشمال فتمَكَّنَ مِن القضاء عليها. وفي سنة 1351ه / 1932م أعلن توحيدَ الأقطار الخاضعة له، وتسميتها "المملكة العربية السعودية"، ولم يشغَلْه خوضُ المعارك وتجهيزُ الجيوش وقمع الفتن عن تنظيم بلاده، وسنِّ ما يلائِمُها من النظم الحديثة، وإنشاء العلاقات السياسية والاقتصادية مع الدول العربية والأجنبية. واكتُشِف البترول في عهده، وكانت الدولة محدودةَ الموارد، فانتعَشَت واتجهت إلى العمران، وحلَّ الأمنُ محَلَّ الخوف في الصحاري والحواضر. وحوَّل كثيرًا من أهل الخيام إلى سكَّان قرى، وأوصل مملكتَه المترامية الأطراف بشبكاتٍ لاسلكيةٍ. وأتى بكثير من الطائرات التي سهَّلت على الناس التنقُّل، وأنشأ موانئَ وعبَّد طرُقًا. وأعفى الحجَّاجَ مِن الرُّسوم. واستكثَرَ من الأطباء والزراعيين والمدرسين، وأرسل بعثاتٍ من أبناء الحجاز ونجد إلى البلدان القريبة والبعيدة؛ لتلَقِّي العِلمِ في جامعاتها, ثم وافاه الأجَلُ رحمه الله بعد أن قضى في الملك قرابة 54 سنة، وكان قد عيَّنَ ابنَه الكبير سعودًا وليًّا للعهد، فتسَلَّمَ زِمامَ المُلكِ بعد وفاة أبيه.

العام الهجري : 273 العام الميلادي : 886
تفاصيل الحدث:

ثار السودانُ بمصر وحصروا صاحِبَ الشُّرطة، فسَمِعَ خِمارَوَيه بن أحمد بن طولون الخبَرَ، فركب، وفي يده سيفٌ مسلولٌ، وقصد دارَ صاحِبِ الشرطة، وقتل كلَّ مَن لَقِيَه من السودان، فانهزموا منه، وأكثَرَ القتلَ فيهم، وسكنت مصرُ وأمِنَ النَّاسُ

العام الهجري : 297 العام الميلادي : 909
تفاصيل الحدث:

افتتح القائدُ أحمدُ بنُ محمد بن أبي عبدة حصنَ الزبيب، وابتنى حصنَ ترضيض؛ تضييقًا على ابن هُذَيل، وحَصَّن قلعة الأشعث، ووضَعَ فيه ندبًا من الرجال. وشتَّى هذه السنة بجبل أرنيش من كورة قبرة. وكانت له في هذه الشتوة حركات بالغت في نكايةِ أهلِ النفاق.

العام الهجري : 383 العام الميلادي : 993
تفاصيل الحدث:

ابتاع أبو نصرٍ سابورُ بن أردشير وزيرُ بهاءِ الدَّولةِ بنِ بُوَيه دارًا بالكرخ غرب بغداد وجَدَّد عِمارَتَها، ونقل إليها كتبًا كثيرة، ووقَفَها على الفُقَهاء، وسَمَّاها دارَ العلم، فكانت أوَّلَ مَدرسةٍ وُقِفَت على الفُقَهاءِ، وكانت قبل النظاميَّة بمدَّةٍ طويلةٍ.

العام الهجري : 573 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1178
تفاصيل الحدث:

أمر المَلِكُ الناصر صلاحُ الدين ببناء قلعة الجبلِ، وإحاطة السور على القاهرة ومصر، فعَمرَ قلعة للملك لم يكُنْ في الديار المصرية مثلُها ولا على شكلها، ووليَ عمارة ذلك الأميرُ بهاء الدين قراقوش مملوكُ تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب.

العام الهجري : 1175 العام الميلادي : 1761
تفاصيل الحدث:

تولَّى حكمَ الكويت الشيخُ عبد الله الأول بن صباح الأول بن جابر، وكان ذلك بعد وفاة أبيه، وقد حَسُنت سيرته، وكان عاقلًا يوصَفُ بالشجاعة والكرم، وانتعشت الكويتُ في عهده، واستمَرَّ في الحكم إلى أن توفي، وفي أيامه هاجَرَ آل خليفة (حكام البحرين) إلى الكويت.

العام الهجري : 1305 العام الميلادي : 1887
تفاصيل الحدث:

ضجَّ الناسُ في الرياض من سياسةِ ابنِ سبهان، ومما زاد غضَبَهم عليه قتلُه لأبناءِ سعودٍ الثلاثة: محمد، وعبد الله، وسعد، الأمر الذي أغضب أيضًا آل سعود وابن رشيد، فقام بعزلِه، وعيَّنَ بدلًا عنه فهَّاد بن عبادة بن رخيص.

العام الهجري : 4 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 625
تفاصيل الحدث:

عن أبي هُريرةَ رضي الله عنه قال: «بعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عشرةَ رَهْطٍ سَرِيَّةً عينًا، وأَمَّرَ عليهم عاصمَ بنَ ثابتٍ الأَنصاريَّ، جَدَّ عاصمِ بنِ عُمَرَ بنِ الخطاَّبِ، فانطلقوا حتَّى إذا كانوا بالهَدَأَةِ، وهو بين عُسْفانَ ومكَّةَ، ذُكِروا لِحَيٍّ مِن هُذيلٍ يُقالُ لهم: بنو لَحْيانَ، فنَفَروا لهم قريبًا مِن مائتي رجلٍ كُلُّهم رامٍ، فاقْتَصُّوا آثارَهُم حتَّى وجدوا مَأكلَهُم تمرًا تَزوَّدوهُ مِنَ المدينةِ، فقالوا: هذا تمرُ يَثْرِبَ. فاقْتَصُّوا آثارَهُم، فلمَّا رآهُم عاصمٌ وأصحابُه لَجَئُوا إلى فَدْفَدٍ وأحاط بهم القومُ، فقالوا لهم: انزلوا وأَعْطونا بِأَيديكُم، ولكم العهدُ والميثاقُ، ولا نقتُل منكم أحدًا، قال عاصمُ بنُ ثابتٍ أَميرُ السَّرِيَّةِ: أمَّا أنا فَوَالله لا أنزِلُ اليومَ في ذِمَّةِ كافرٍ، اللَّهمَّ أَخبِرْ عَنَّا نَبِيَّكَ، فرَمَوْهُم بالنَّبْلِ فقَتلوا عاصمًا في سَبعةٍ، فنزل إليهِم ثلاثةُ رَهْطٍ بالعهدِ والميثاقِ، منهم خُبَيْبٌ الأَنصاريُّ، وابنُ دَثِنَةَ، ورجلٌ آخرُ، فلمَّا اسْتمكَنوا منهم أطلقوا أَوتارَ قِسِيِّهِم فأَوثَقوهُم، فقال الرجلُ الثَّالثُ: هذا أوَّلُ الغَدْرِ، والله لا أَصحَبُكُم، إنَّ لي في هؤلاءِ لِأُسْوَةً يُريدُ القَتلى، فجَرَّروهُ وعالَجوهُ على أن يَصحبَهُم فأَبى فقَتلوهُ، فانطلقوا بخُبَيْبٍ، وابنِ دَثِنَةَ حتَّى باعوهُما بمكَّةَ بعدَ وَقعةِ بدرٍ، فابتاع خُبَيْبًا بنو الحارثِ بنِ عامرِ بنِ نَوفلِ بنِ عبدِ مَنافٍ، وكان خُبَيْبٌ هو قَتَلَ الحارثَ بنَ عامرٍ يومَ بدرٍ، فلَبِثَ خُبَيْبٌ عندهم أَسيرًا، فأخبرني عُبيدُ الله بنُ عِياضٍ، أنَّ بنتَ الحارثِ أخبرتْهُ: أنَّهم حين اجتمعوا اسْتَعار منها موسى يَسْتَحِدُّ بها، فأعارتْهُ، فأخذ ابنًا لي وأنا غافلةٌ حين أتاهُ قالت: فوجدتُه مُجْلِسَهُ على فَخِذِهِ والموسى بيدِه، ففَزِعْتُ فَزْعَةً عرَفها خُبَيْبٌ في وجهي، فقال: تَخْشَيْنَ أن أَقتُلَهُ؟ ما كنتُ لأَفعلَ ذلك. والله ما رأيتُ أَسيرًا قَطُّ خيرًا مِن خُبَيْبٍ، والله لقد وجدتُهُ يومًا يأكلُ مِن قِطْفِ عِنَبٍ في يدِه، وإنَّه لَمُوثَقٌ في الحديدِ، وما بمكَّةَ مِن ثَمَرٍ، وكانت تقولُ: إنَّه لَرزقٌ مِنَ الله رَزَقَهُ خُبَيْبًا، فلمَّا خرجوا مِنَ الحَرَمِ لِيقتُلوه في الحِلِّ، قال لهم خُبَيْبٌ: ذَروني أَركعُ رَكعتينِ. فتركوه، فركَع رَكعتينِ، ثمَّ قال: لولا أن تَظنُّوا أنَّ ما بي جَزَعٌ لَطَوَّلْتُها، اللَّهمَّ أَحْصِهم عددًا، ثمَّ ارْتَجز يقولُه: لا أُبالي حين أُقتَلُ مُسلمًا... على أيِّ شِقٍّ كان لله مَصرعي، وذلك في ذاتِ الإلهِ وإن يشأْ... يُبارِك على أَوصالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ. فقتَله ابنُ الحارثِ، فكان خُبَيْبٌ هو سَنَّ الرَّكعتينِ لِكُلِّ امرئٍ مُسلمٍ قُتِلَ صَبرًا، فاستجاب الله لعاصمِ بنِ ثابتٍ يومَ أُصيبَ، فأَخبرَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه خبرَهُم، وما أُصيبوا، وبعَث ناسٌ مِن كُفَّارِ قُريشٍ إلى عاصمٍ حين حُدِّثوا أنَّه قُتِلَ، لِيُؤْتَوْا بشيءٍ منه يُعرفُ، وكان قد قتَل رجلًا مِن عُظمائهِم يومَ بدرٍ، فبُعِثَ على عاصمٍ مِثْلُ الظُّلَّةِ مِنَ الدَّبْرِ، فحَمَتْهُ مِن رسولهِم، فلم يَقدِروا على أن يَقطعَ مِن لَحمِه شيئًا.

العام الهجري : 443 العام الميلادي : 1051
تفاصيل الحدث:

تَجدَّدت الفِتنةُ ببغداد بين السُّنَّةِ والشِّيعَة، وعَظُمَت أضعافَ ما كانت عليه قديمًا، وكان سببُ هذه الفِتنَة أنَّ أهلَ الكَرخ عَمِلوا أَبراجًا كَتَبوا عليها بالذَّهَبِ: محمدٌ وعَلِيٌّ خَيرُ البَشَرِ. وأَنكرَ السُّنَّةُ ذلك، وادَّعوا أنَّ المكتوبَ: محمدٌ وعَلِيٌّ خَيرُ البَشَرِ، فمَن رَضِيَ فقد شَكَر، ومَن أَبَى فقد كَفَر. وأَنكَر أهلُ الكَرخ الزِّيادةَ وقالوا: ما تَجاوَزنا ما جَرَتْ به عادتُنا فيما نَكتُبه على مساجِدِنا. فأَرسَل الخليفةُ القائمُ بأَمرِ الله أبا تَمَّام، نَقِيبَ العبَّاسِيِّين ونَقِيبَ العَلَوِيِّين، وهو عَدنان بن الرَّضي، لِكَشفِ الحالِ وإنهائِه، فكَتَبا بِتَصديقِ قَولِ الكَرخِيِّين، فأَمَرَ حينئذ الخليفةُ ونُوَّابُ المَلِكِ الرَّحيم البويهي بِكَفِّ القِتالِ، فلم يَقبَلوا، فأَمسَك نُوَّابُ المَلِكِ الرَّحيم عن كَفِّهِم غَيْظًا من رَئيسِ الرُّؤساءِ لِمَيْلِه إلى الحَنابِلَة، وتَشَدَّدَ رَئيسُ الرُّؤساءِ على الشِّيعَةِ، فمَحَوْا: خَيرَ البَشَر. وكتبوا: عليهما السَّلامُ. فقالت السُّنَّةُ: لا نرضى إلا أن يُقلَع الآجُرُّ، وأن لا يُؤَذَّنَ: حَيَّ على خَيرِ العَمَل. وامتَنَع الشِّيعَةُ من ذلك، ودام القِتالُ إلى ثالِثِ ربيعٍ الأوَّل، وقُتِلَ فيه رَجلٌ هاشِمِيٌّ مِن السُّنَّةِ، فحَمَلهُ أَهلُه على نَعْشٍ، وطافوا به في الحربِيَّة، وبابِ البَصرَةِ، وسائرِ مَحالِّ السُّنَّةِ، واسْتَنْفَروا النَّاسَ للأَخْذِ بِثَأْرِهِ، ثم دَفنوهُ عند أحمد بن حَنبل، وقد اجتمع معهم خَلْقٌ كَثيرٌ أضعافَ ما تَقدَّم. فلمَّا رجعوا من دَفنِه قَصَدوا مَشهدَ بابِ التِّبْنِ فأُغْلِقَ بابُه، فنَقَبوا في سُورِهِ وتَهَدَّدوا البَوَّابَ، فخافَهُم وفَتحَ البابَ فدخلوا ونَهَبوا ما في المَشهَدِ من قَناديلَ ومَحارِيبَ ذَهَبٍ وفِضَّةٍ وسُتُورٍ وغيرِ ذلك، ونَهَبوا ما في التُّربِ والدُّورِ، وأَدرَكهم اللَّيلُ فعادوا، فلمَّا كان الغَدُ كَثُرَ الجَمْعُ، فقَصَدوا المَشهَد، وأحرقوا جميعَ التُّربِ والآزاجِ، واحتَرقَ ضَريحُ موسى، وضَريحُ ابنِ ابنِه محمدِ بن عَلِيٍّ، والجوار، والقُبَّتانِ السَّاج اللَّتانِ عليهما، واحتَرَق ما يُقابِلهما ويُجاوِرهما من قُبورِ مُلوكِ بني بُويه الشِّيعَة، مُعِزِّ الدَّولَة، وجَلالِ الدَّولَة، ومن قُبورِ الوُزراءِ والرُّؤساءِ، وقَبرُ جَعفرِ بن أبي جَعفرِ المنصور، وقَبرُ الأمير محمدِ بن الرَّشيد، وقَبرُ أُمِّهِ زُبيدَة، فلمَّا كان الغَدُ خامِس الشَّهر عادوا وحَفَروا قَبرَ موسى بن جَعفرِ ومحمدِ بن عَلِيٍّ لِيَنقُلوهما إلى مَقبرَة أحمد بن حَنبل، فحال الهَدْمُ بينهم وبين مَعرفَة القَبرِ، فجاء الحَفرُ إلى جانِبِه، وسَمِعَ أبو تَمَّام نَقيبُ العبَّاسِيِّين وغَيرُه من الهاشِمِيِّين السُّنَّة الخَبَرَ، فجاؤوا ومَنَعوا عن ذلك، وقَصَد أهلُ الكَرخِ الشِّيعَة إلى خان الفُقهاءِ الحَنفِيِّين فنَهَبوه، وقَتَلوا مُدَرِّسَ الحَنفِيَّة أبا سعد السَّرخسي، وأحرقوا الخانَ ودُورَ الفُقهاءِ، وتَعَدَّت الفِتنةُ إلى الجانبِ الشَّرقيِّ، فاقْتَتَلَ أهلُ بابِ الطَّاقِ وسُوق بَجٍّ، والأساكِفَةُ -صُنَّاع الأحذية- وغَيرُهم، ولمَّا انتهى خَبَرُ إحراقِ المَشهَد إلى نُورِ الدَّولة دُبَيْسِ بن مَزْيَد عَظُم عليه واشتَدَّ وبَلَغ منه كُلَّ مَبلَغ؛ لأنَّه وأهلَ بَيتِه وسائِرَ أَعمالِه من النيل وتلك الوِلايَة كُلُّهم شِيعَة، فقُطِعَت في أَعمالِه خُطبةُ الإمامِ القائمِ بِأَمرِ الله، فرُوسِلَ في ذلك وعُوتِبَ، فاعتَذرَ بأنَّ أهلَ وِلايتِه شِيعَة، واتَّفَقوا على ذلك، فلم يُمكِنهُ أن يَشُقَّ عليهم، كما أنَّ الخليفةَ لم يُمكِنهُ كَفُّ السُّفَهاء الذين فعلوا بالمَشهدِ ما فعلوا، وأعاد الخُطبةَ إلى حالِها، ثم تَجدَّدَت هذه الفِتنةُ في السَّنَةِ التَّاليةِ في ذي القعدة.