الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1781 ). زمن البحث بالثانية ( 0.01 )

العام الهجري : 1282 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1865
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، أحَدُ حكَّامِ الدولة السعودية الثانيةِ، وكان إمامًا شجاعًا حازمًا، عُرِف بحسن التدبير والعَدلِ في الرعيَّة، كان مِن ضمنِ مَن نفاهم إبراهيم باشا لمصر بعد تدميرِ الدرعية، وتمكَّن فيصل من مغادرة مصر والعودة إلى نجد عام 1242هـ وأصبح ساعِدَ والده الأيمنَ في توطيد دعائم الدولة وتوسيع رقعتها. ثم وليَ الحكم بعد مقتَلِ أبيه سنة 1249هـ، إلى أن نفِيَ إلى مصر مرة ثانية سنة 1254وبقي فيها إلى أن غادرها للمرَّة الثانية وعاد إلى نجدٍ، وتمكَّن من انتزاع الحُكمِ من عبد الله بن ثنيان عام 1259 واستطاع أن يُخضِعَ البلادَ التي كانت تحت حكم والده ويصِلَ إلى عمان وقطر والبحرين وأطراف الكويت، وفي عهده برزت مشكلةُ القصيم التي كان النزاعُ فيها بين أمراءِ القصيم على الحُكمِ مِن جهةٍ، واختلافِهم مع الإمامِ فيصل من جهة أخرى، وخروجهم عن طاعته أكثَرَ مِن مرة؛ ممَّا أدى إلى نشوبِ حَربٍ مستَمرَّة معهم معظمَ فترة حكم الإمام فيصل، وكان غالب من يقود الحربَ ضِدَّهم عبد الله بن فيصل الذي تولى معظَمَ مقاليد الحكم في آخر عهد والده، خاصةً بعد أن ضَعُف بصر والده. توفِّيَ الإمام فيصل في الرياض وترك أربعةً من الأبناء الذكور، هم: عبد الله وليُّ عهده، ومحمد، وسعود، وعبد الرحمن، فتولى بعد وفاتِه ابنه عبد الله, وبموتِ فيصل بدأ الصراعُ بين أولاده على السلطةِ، فنشبت بينهم حروبٌ دامية أضعفت الأسرةَ, وأدَّت إلى سقوط دولتِهم على يدِ ابنِ رشيد حاكِمِ حائل سنة 1309هـ.

العام الهجري : 1298 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:

بعد أن احتَلَّت فرنسا الجزائِرَ سنة 1246هـ عَزَمت على احتلالِ تونس وقامت مقابِلَ ذلك بالتنازُلِ لإنكلترا عن مصرَ، فبدأت بالتدخُّل أولًا في أمورِ الدولة بحجَّة الديون، ثمَّ قامت باستغلالِ خلافٍ افتعلَتْه على الحدودِ مع الجزائِرِ، واتَّهَمت تونس بإيواء المجاهدين الجزائريين في أراضيها، وأنَّها لا بدَّ لها من التدخُّل لقمع هؤلاء المجاهدين وجيوبهم، فقامت بحملةٍ عسكرية، ودخلت الأراضيَ التونسية، ثمَّ لم تلبَثْ أن وصَلَت إلى قصرِ باردو الذي كان فيه حاكِمُ تونس الباي محمد الصادق، وفَرَضت عليه معاهدة الحماية، فاجتمع الباي بكبار رجالِ دولته، وعرض عليهم الأمرَ، وكان الحاضِرون يميلون إلى رَفضِ الحماية وإعلان المقاوَمةِ والجهادِ وتعبئة الأمَّة لذلك، لكِنَّ ذلك لم يجِدْ آذانًا مُصغية أمام تهديد الفرنسيين بخلعِ الباي محمد الصادق عن العَرشِ وتنصيب أخيه "الطيب باي" مكانَه إذا رفضَ التوقيعَ على المعاهدة، وكان ممثِّلو الاحتلال الفرنسي ينتَظِرون في غرفةٍ مجاورة للحجرةِ التي اجتمع فيها السلطانُ برجاله، وبعد ساعتين من الاجتماع خرج باي تونس حاملًا نسخَتَي المعاهدة وقد وقَّع عليهما! وبذلك انتهى الاستقلالُ الفعلي لتونس بعد توقيع المعاهدة التي عُرِفَت بمعاهدة "باردو" وتضَمَّنت هذه المعاهدة تقييدَ سلطة الباي، ووضْعَه تحت حماية فرنسا، وسلَبَت تونسَ كُلَّ مقومات الدولة المستقِلَّة. وغدا المقيم العام الفرنسي في تونس الحاكِمَ الحقيقيَّ للبلاد! ثم لم تلبث أن زادت القواتُ الفرنسيَّةُ، وأصبحت تفرِضُ نفسَها كالاحتلالِ العسكريِّ تمامًا، فأصبحت تونس تحت النفوذِ الفرنسي واحتلالِه، ثم بدأت بفَرْنَسةِ تُونسَ، بتنفيذِ عِدَّة إجراءاتٍ ثقافية واقتصادية واجتماعية، ثم عَدَّلت معاهدةَ الحماية السابقة قسرًا سنة 1300هـ فصارت بذلك تونس تحت يد المقيم العام الفرنسي والحماية العسكرية الفرنسية!!

العام الهجري : 1325 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1907
تفاصيل الحدث:

ساءت أحوالُ المحاكم الشرعيةِ في مصر، بعد أن بدأ محمد علي باشا وخلفاؤه في تغييرِ الوضع القضائي المستقِرِّ في البلاد منذ مئات السنين، بإيجاد كيانٍ جديدٍ لا يعتَمِدُ على القضاء الشرعيِّ، بل يتَّجِهُ إلى التَّقنين الأوربيِّ الحديث، وانحصر دورُ المحاكم الشرعية في نظَرِ قضايا الأحوال الشخصيَّة والمواريث والوقفِ، وتسلَّل إليها الفسادُ بعد أن أدارت لها الدولةُ ظَهرَها ولم تقَدِّمْ إليها يدَ العون. وظل الأمرُ على هذا النحو من الإهمال إلى أن قامت نظارةُ الحقانية (العدل) بانتدابِ محمد عبده لتفَقُّد أحوال المحاكِمِ الشرعية، ومعرفة أدوائها، ووضْعِ أفضلَ السبل لعلاجِها. فقدَّم تقريرًا لِما وصلت إليه أحوالُ تلك المحاكِمِ من سوء الحال في الأماكِنِ والمباني والأثاث، وضَعْف في مستوى القُضاة والكَتَبة، وقصورِ المرافعاتِ فيها. وفي الوقتِ نفسِه كشَفَ التقريرُ عن تقصير الحكومةِ تجاه هذه المحاكِمِ، وإهمالها لشأنها حتى وصلت إلى ما هي عليه من ضَعفٍ وفسادٍ. وتضَمَّن التقريرُ وسائل النهوض بتلك المحاكِمِ مِن توسيع اختصاصاتِها، وعدمِ تقييدها في إصدارِ الأحكامِ بالمذهبِ الحنفيِّ، والنهوض بمستوى القُضاة وتحسين مرتَّباتهم، وانتقاء العناصِرِ الجيدة للعمل في هذا الميدان، وتسهيلِ إجراءات التقاضي، وخُتِمَ التقريرُ بطلب إنشاء معهدٍ خاص يُختارُ طَلَبتُه ممن يدرسونَ في الأزهر، ويُعَدَّوُن إعدادا خاصا لتولي منصب القضاء. ثمَّ تشكَّلت لجنةٌ برئاسة ناظر الحقانية (وزير العدل) وعضوية قاضي البلاد، وشيخ الجامع الأزهر، والمفتي، وأحد أعضاء محكمة مصر العليا؛ للنظر في التقرير, فصدر منشورٌ في 16 صفر بإنشاء مدرسةِ القضاء الشرعي، وانقسمت المدرسةُ إلى قسمين: الأول: لتخريج الكَتَبة، والثاني: لتخريجِ القُضاة والمحامين. وظلت المدرسةُ قائِمةً حتى ألغيت في سنة (1347هـ / 1928م) وأُلحِقَت بالجامعة الأزهرية الناشئة.

العام الهجري : 1347 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1929
تفاصيل الحدث:

لَمَّا بلغ عبد العزيز أنَّ ابن بجاد زعيم عتيبة وأمير الغطغط -أول هجرة لقبيلة عتيبة- التقى بجماعةٍ مِن تجار القصيم فقتَلَهم واستباح أموالَهم، أذن بالزَّحفِ على الإخوان العصاةِ، فاجتمع مع عبد العزيز على حَربِ المتمرِّدين من الإخوان (إخوان من أطاع الله) حَضَرُ نجدٍ وبوادي حرب وقحطان وسبيع من الإخوان، وقِسْم من عتيبة المعارضين للدويش وابن بجاد، وخرج بهم عبد العزيز في 22 رمضان من هذا العام، وقد تجمَّعت قواتُ فيصل الدويش وابن بجاد في مكانٍ يقال له روضة السبلة -بين الزلفي والأرطاوية- وفي يوم 18 شوال 30 مارس هاجم الإخوانُ بقيادة فيصل الدويش زعيم مطير جيوشَ الملك عبد العزيز، وحملت عليهم قواتُ الملك عبد العزيز حملةً عنيفة لم يقدِروا على رَدِّها، ولم ينتصف النهار حتى ولَّى الإخوانُ الأدبارَ، ففَرَّ ابنُ بجاد من المعركة، وجُرِحَ الدويش فتمكَّنَ أحدُ أتباعه أن ينجوَ به إلى الأرطاوية، ثم حُمل جريحًا إلى الملك يحوطُ به بناتُه وزوجته وهنَّ يبكين يستشفِعْنَ فيه، وأُنزِلَ بين يديه فالتفت إليه الملك قائلًا: هذا فِعلُك بيدك، فأجاب الدويش: يا الإمامُ إن عاقَبْتَ فبذنوبنا، وإن عفَوْتَ فأنت أهلُ العفو، فعفا عنه، وبعد ثلاثة أيام استسلم ابن بجاد في مدينة شقراء، فأمر بسَجنِه في الأحساء؛ لأنَّه كان أكثر قادة الإخوان قناعةً بمبادئه وإيمانه بها؛ ولذلك لم يأمن الملك عبدالعزيز أن يعاوِدَ ابن بجاد انتفاضته لاحقًا ضد الدولة، كما أمر بتدمير بيوتِ الغطغط وأخْذ أسلحتهم؛ لإنهاء مقاومة ابن بجاد تمامًا، ثم أمر الملك ولده وأخاه بتأديبِ العصاة من الإخوان حَسَبَ درجاتِهم، كما أمر ابن جلوي بتأديبِ العجمان في شرق البلاد.

العام الهجري : 1352 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1934
تفاصيل الحدث:

قامت في اليمن حركةٌ بقيادة الإمام يحيى حميد الدين واجه فيها الدولةَ العثمانية التي انسحبت من اليمن في أعقاب الحرب العالمية الأولى فصفا له الجوُّ فيها. ويفصل بينه وبين مُلك الملك عبدالعزيز إمارة آل عائض في أبها، وإمارة آل إدريس في جازان، وقد قامت فيهما فِتَنٌ وأحداث انتهت بانضمامِهما إلى حكم الملك عبدالعزيز، وقد لجأ الحسَنُ الإدريسي وجمَعَ من أقاربه وخاصته إلى اليمن في ضيافة الإمام يحيى، وكان الملك عبد العزيز يصِلُهم بالإنفاق عليهم وهم هناك, وفي هذا العام تقدَّم جندٌ من جيش الإمام يحيى إلى جبال جازان بتحريضٍ من الحسن الإدريسي حتى وصلوا نجران, فلما علِمَ الملك عبد العزيز استعظمه وكتب للإمام يحيى يدعوه للاتفاق على رسمِ الحدود، فاجتمع مندوبو الطرفين دون أن يتمَّ الاتفاق على الحدود، فوجه الملك عبد العزيز إنذارًا للإمام يحيى لسَحبِ قوَّاتِه من نجران، ولَمَّا مضت مدة الإنذار ولم يكن له أثرٌ وجَّه الملك عبد العزيز جيشين في ذي الحجة أحدُهما بقيادة الأمير سعود بن عبد العزيز إلى الشمال ووجهته الجبل، فكانت وقعة حرض، وتوغَّل سعود في جبل السراة واقترب من غمدان، والجيشُ الثاني بقيادة الأمير فيصل بن عبد العزيز اتجه إلى الجنوب على الشاطئ، فاستولى على الحُديدة وبيت الفقيه وغيرهما، وبدَّد كل مقاومةٍ اعترضَتْه، وانهار جيش الإمام يحيى في أقل من شهر، فأبرق إلى مصر يستنجِدُ بالملك فؤاد فاعتذر منه لعدم استطاعته، فأُسقِطَ في يد الإمام يحيى، وانسحب من نجران، فأمر الملك عبدالعزيز بوَقفِ الزحف في 11 محرم 1353ه، وبدأت إجراءات التفاوض التي انتهت بمعاهدة الطائف.

العام الهجري : 1366 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1947
تفاصيل الحدث:

تأسَّس في أربعينات القرن الماضي بدمشق على يَدِ كُلٍّ من ميشيل عفلق (نصراني) وصلاح الدين البيطار (مسلم سني) وزكي الأرسوزي (علوي سوري الأصل فرنسي الهوية ولم يتحدَّث بالعربية إلا في آخر أيامه), اندمج حزبُ البعث العربي الذي أسَّسه الأرسوزي مع حركة البعث العربي الذي أسَّسه عفلق، وتولى عفلق قيادته، وفي عام 1952م اندمج حزبُ البعث مع حزب أكرم الحوراني (الحزب الاشتراكي العربي)، فصار اسمُ الحزب حزبَ البعث العربي الاشتراكي، وتبنى الحزبُ القوميَّةَ العربية، فلما تسلَّم قيادة الحركة العربية نادى بالوحدة العربية، فأصبحت الاشتراكية في نظر حزب البعث جزءًا جوهريًّا من القومية العربية، وقد لعب حزبُ البعث العربي الاشتراكي دورًا مهمًّا في لبنان والأردن والعراق، فضلًا عن سوريا. ومن أبرز مبادئ الحزب: 1/ الأمة العربية وَحدة ثقافية جميعُ الفوارق القائمة بين أبنائها عُرضةٌ زائفة عَرَضية تزول جميعها بيقظة الوجدان العربي. 2/ الأمة العربية ذات رسالة خالدة تظهَرُ بأشكال متجددة متكاملة في مراحل التاريخ، وترمي إلى تجديد القِيَم الإنسانية وحَفْز التقدم البشري، وتنمية الانسجام والتعاون بين الأمم. 3/ حزب البعث العربي الاشتراكي قومي يؤمنُ بأن القومية حقيقة حية خالدة، وبأن الشعور القومي الواعي الذي يربط الفرد بأمته رباطًا وثيقًا هو شعور مقدَّس حافل بالقوى الخالقة، وحافز على التضحية، وباعث على الشعور بالمسؤولية، وعامل على توجيه إنسانية الفرد توجيهًا عمليًّا مُجديًا. 4/ حزب البعث العربي الاشتراكي يؤمِنُ بأن الاشتراكية ضرورة منبعثة من صميم القومية العربية؛ لأنها النظام الذي يسمح للشعب العربي بتحقيق إمكانياته وتفتُّح عبقريته.

العام الهجري : 1432 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 2011
تفاصيل الحدث:

تُوفِّي الشيخُ صالح بن عبد العزيز بن صالحٍ الراجحي، بسكتةٍ قلبيَّةٍ، في مستشفى الحبيبِ بمدينة الرِّياض عن عمرٍ ناهَزَ (88) عامًا، وصُلِّي عليه في جامِعِ الراجحي، وُلِد الشيخُ صالحٌ عامَ (1344هـ) في محافظة البكيرية بالقَصيم، وانتَقَل مع والِدِه إلى الرِّياض لطلبِ العلمِ والرِّزق، وكانت الرياضُ آنَذاك عامرةً بالحركةِ العِلميَّة والتُّجارية. وفي الرِّياض دَرَس على يدِ سَماحةِ الشيخِ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مُفتي المملكةِ آنذاك، والشَّيخِ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ؛ حيث كان يقرَأُ عليهما في منزلِهما، وكان مَحبوبًا بين مشايِخه وأقرانِه، وممَّن زامَلَهم الشيخُ عبد الله السديس، والشيخُ عبد الله الوابل. وقد بَدَأ أوَّلَ أعمالِهِ كتاجِرِ خردةٍ، ثم انتَقَل إلى الرياضِ وأصبَحَ مبدِّلًا للعُملةِ فيها، وعُرِف عن الشيخ الراجحيِّ ذَهابُه للمسجِدِ قبلَ رُبُعِ ساعةٍ من وَقتِ الصَّلاةِ منذ صِغَرِ سِنِّه وحتى أَقعَدَه المرض، وكان مع مُلازَمَتِه للعُلماءِ يُزاوِلُ التِّجارةَ منذ أن كان عمرُه (13) سنةً، وقد وَجَد نفسَه فيها حتى وَفَّقه الله عامَ (1366هـ) بافتِتاحِ أوَّلِ دُكَّان يُزاوِل فيه مهنةَ الصِّرافة التي نَمَت وتطوَّرت حتى أصبَحَت صَرحًا من صُروحِ الاقتِصادِ، وأصبح مَصرِفُ الراجحي أوَّلَ مصرِفٍ إسلاميٍّ في المملكة أسَّسَه مع إخوانِه. وتوسَّعَت أعمالَ الشيخ صالحٍ حتى لم يتركْ مجالًا من المجالاتِ التجاريَّة والعَقارية والزراعيَّة إلا وضَرَب فيه بسَهمٍ. وللرجلِ كثيرٌ من الأبناءِ والبناتِ، وفي آخِرِ سِنِي عمرِه عانَى من الهَرَم ورَقَد في مشفًى صغيرٍ في قصرِه في الرياض، ويُديرُ أموالَه مجلسُ وصايةٍ عيَّنَتْه المحكمةُ، ويُعرَف الرجلُ بأعمالِ الخير وكثرةِ عِمارتِه للمساجدِ وحِلَق القُرآنِ والوَقفِ الخيريِّ الكبيرِ الذي رَصَده لأعمال البِرِّ رحمه الله.

العام الهجري : 1438 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 2016
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ شُعيبُ بنُ مُحرَّمٍ الألبانيُّ الأرناؤوطُ، وُلِدَ عامَ 1928 في العاصمةِ السوريةِ دمشقَ، وهو يَنحدِرُ من أسرةٍ ألبانيَّةِ الأصلِ، هاجرَتْ إلى دِمَشقَ سنةَ 1926، وكان والدُه من أهلِ العِلمِ. درَسَ اللغةَ العربيةَ في سِنٍّ مُبكِّرةٍ، وتعلَّم مبادئَ الإسلامِ، وحفِظَ أجزاءً كثيرةً من القرآنِ الكريمِ. تتلمَذَ في علومِ العربيةِ على كِبارِ أساتِذَتِها وعُلمائِها في دمشقَ آنَذاكَ، منهم الشيخُ صالحٌ الفَرفورُ، والشيخُ عارفٌ الدوجيُّ اللذان كانا من تلاميذِ علَّامةِ الشامِ في عَصرِه الشيخِ بَدرِ الدينِ الحَسَنيِّ. وبعدها اتَّجَهَ لدراسةِ أصولِ الفقهِ، خاصَّةً فيما يتعلَّقُ بالمذهَبِ الحَنَفيِّ، إضافةً إلى دراستِه تفسيرَ القرآنِ الكريمِ، والحديثَ، وكُتُبَ الأخلاقِ، إلى أنْ تخصَّصَ في عِلمِ السُّنَّةِ والحديثِ، واشتغَلَ بتحقيقِ التُّراثِ العربيِّ الإسلاميِّ، وكانت بِدايتُه الأولى في المكتَبِ الإسلاميِّ بدِمَشقَ عامَ 1958؛ حيثُ ترأَّسَ فيه قِسمَ التحقيقِ والتصحيحِ مُدَّةَ عِشرين عامًا، حقَّق فيها أو أَشرَفَ على تحقيقِ عشَراتِ المُجَلَّداتِ من أُمَّهاتِ كُتبِ التراثِ في شتَّى العلومِ. ومن أهمِّ أعمالِه تحقيقُ الكتُبِ التاليةِ: ((شَرحِ السُّنَّةِ للبَغَويِّ))، و((رَوضةِ الطَّالِبِينَ)) للنَّوَويِّ، بالاشتراكِ مع الشيخِ عبدِ القادرِ الأَرنَؤُوط، و((سِيَرِ أَعلامِ النُّبَلاءِ)) للذَّهَبيِّ، و((الإحسانِ في تقريبِ صَحيحِ ابنِ حِبَّانَ))، و((سُنَنِ النَّسائيِّ الكُبرى))، بالاشتراكِ مع حسن شلبي، و((مُسنَدِ الإمامِ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ)). وقد تخرَّجَ على يدِ الشيخِ شُعَيبٍ في التحقيقِ عَددٌ من طَلَبةِ العلمِ، منهم: محمد نعيم العرقسوسي، وإبراهيم الزيبق، وعادل مرشد، وأحمد برهوم، ورضوان العرقسوسي، وغيرُهم. تُوفِّي الشيخُ شُعَيبٌ -رَحِمَه اللهُ- في العاصمةِ الأُردنيَّة عَمَّانَ عن عُمرٍ تجاوزَ 90 سنةً.

العام الهجري : 303 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 916
تفاصيل الحدث:

هو أحمدُ بنُ عليِّ بنِ شُعَيبِ بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النَّسائيُّ، صاحِبُ السُّنَن، كان إمامًا في الحديثِ ثِقةً ثبتًا حافِظًا. ولد سنة 215 كان مليحَ الوجهِ، مع كِبَرِ السِّنِّ. وكان يؤثِرُ لباسَ البرود النوبيَّة الخُضر، وكان له أربعُ زوجاتٍ يَقسِمُ لهن، ولا يخلو مع ذلك مِن سُرِّيَّة. وكان يُكثِرُ أكلَ الدُّيوكِ الكِبارِ تُشترى له وتُسمَّن. كان الإمامَ في عصرِه والمُقَدَّمَ على أضرابِه وأشكالِه وفُضَلاءِ دَهرِه، رحل إلى الآفاقِ، واشتغل بسَماعِ الحديثِ والاجتماعِ بالأئمَّةِ الحُذَّاق ومشايخِه الذين روى عنهم مُشافهةً، وقد أبان في تصنيفِه عن حفظٍ وإتقانٍ وصِدقٍ وإيمانٍ، وعلمٍ وعرفانٍ، قال الدارقطني: "أبو عبد الرَّحمنِ النَّسائي مُقَدَّمٌ على كلِّ من يُذكَرُ بهذا العِلمِ مِن أهلِ عَصرِه"، وكان يسمِّي كتابَه (الصَّحيحَ)، وقال أبو عليٍّ الحافِظُ "هو الإمامُ في الحديثِ بلا مدافعةٍ"، وقال أبو الحُسَين محمَّد بن مظفَّر الحافظ: "سمعتُ مَشايخَنا بمِصرَ يعترفون له بالتقَدُّمِ والإمامةِ، ويَصِفونَ مِن اجتهادِه في العبادةِ باللَّيلِ والنَّهارِ ومواظبته على الحَجِّ والجهاد"، وقيل: كان يصومُ يومًا ويُفطِرُ يومًا، وقال ابن يونس: "كان النَّسائيُّ إمامًا في الحديث ثقةً ثَبتًا حافِظًا"، وقال ابنُ عَدِيٍّ: سمعتُ منصورًا الفقيه وأحمدَ بنَ محمد بن سلامة الطحاويَّ يقولان: "أبو عبدِ الرَّحمنِ النَّسائي إمامٌ مِن أئمة المسلمين، وكذلك أثنى عليه غيرُ واحد من الأئمَّة، وشهدوا له بالفضلِ والتقَدُّمِ في هذا الشأنِ"، وقد قيل عنه: إنَّه كان يُنسَبُ إليه شيءٌ مِن التشيُّع، لكنْ نَقَلَ المِزِّيُّ في تهذيبِ الكمال ما يُبَرِّئُه من ذلك، فقال: "روى الحافِظُ أبو القاسم بإسنادِه عن أبي الحسين علي بن محمد القابسي قال: سمعتُ أبا عليٍّ الحسَنَ بنَ أبي هلال يقول: سُئِلَ أبو عبد الرَّحمنِ النَّسائيُّ عن معاويةَ بنِ أبي سفيانَ صاحِبِ رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم فقال: إنما الإسلامُ كدارٍ لها بابٌ، فبابُ الإسلامِ الصَّحابةُ، فمن آذى الصحابةَ إنما أراد الإسلامَ، كمن نقر البابَ إنَّما يريد دخولَ الدَّارِ، قال: فمن أراد معاويةَ فإنَّما أراد الصَّحابةَ".

العام الهجري : 755 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1354
تفاصيل الحدث:

بعد أن اتَّفَق الأمراءُ بأن يكون الأمرُ كُلُّه للسلطان وأنَّه هو الذي يديرُ السَّلطنةَ بنَفسهِ مِن رأيه، استبَدَّ بالأمر وقَرَّبَ إليه الأمير طاز، وكان قد شُغِفَ بأخيه جنتمر كثيرًا، واستبعد الأميرَ شيخون كليًّا، بل زاد الأمرُ أنَّ السلطان قد اتفق مع إخوة طاز على أن يقبِضَ عليه وعلى صرغتمش يومَ العيد، وكان طاز قد توجَّه إلى البُحيرة في هذه الأيام للصيدِ، بعد ما قرر مع السلطان ما ذُكر، فركب السلطانُ في يوم الأحد أوَّلَ شوال لصلاة العيد في الإسطبل على العادةِ، وقَرَّر مع كلتاي وجنتمر وأصَرَّ على ما يفعلونَه، وأمَرَ بمائة فرس فشُدَّت وأوقِفَت، فلم يحضُرْ شيخو صلاةَ العيد، وكان قد بلغه جميعُ ما تقرر من نيَّة السلطان القبضَ عليه، فباتوا ليلة الاثنين على حَذَر، وأصبحوا وقد اجتمع مع الأميرِ شيخو من الأمراء صرغمتش وطقطاي، ومَن يلوذ بهم، وركبوا إلى تحت الطبلخاناه، ورسموا للآصر علم بضَرب الكوسات، فضُرِبت حربيًّا، فركب جميعُ العسكر تحت القلعة بالسلاحِ وصَعِدَ الأمير تنكربغا والأمير أسنبغا المحمودي إلى القلعة، وقبضا على السلطانِ الصالح صلاح الدين وسَجَناه مقيَّدًا، فزال ملكُه في أقل من ساعةٍ، وصَعِدَ الأمير شيخو ومن معه من الأمراء إلى القلعة، وأقامت أطلابُهم على حالها تحت القلعة، وقَبَضَ الأميرُ شيخو على إخوة الأمير طاز، واستشار فيمن يقيمُه للسلطنة، وصَرَّح هو ومن معه بخلع المَلِك الصالح صلاح الدين، فكانت مدة سلطنته ثلاث سنين وثلاثة أشهر وثلاثة أيام، فاقتضى رأي الأمير شيخو وسائر الأمراء إعادة السلطان الناصر حسن؛ لِما كان يبلغُهم عنه من ملازمتِه في مُدَّةِ حَبسِه للصلوات الخمس والإقبال على الاشتغالِ بالعِلم ِ،حتى إنَّه كتب بخَطِّه كِتابَ دلائل النبوة للبيهقي، فاستدَعَوا الخليفة وقُضاة القضاة، وأحضَروا السلطان من مَحبَسِه، وأركَبوه بشعار المملكة، ومشى الأمراء كلهم وسائر أرباب الدولة في رِكابِه، حتى جلَسَ على تخت الملك، وبايعه الخليفةُ، فقَبَّلوا له الأرضَ على العادة، وذلك في يوم الاثنين ثاني شهر شوال، وبات الأمراءُ في الأشرفية من القلعة، وسُجِنَ المَلِكُ الصَّالِحُ صلاح الدين حيث كان أخوه الملك الناصر حسن مَسجونًا!!

العام الهجري : 1214 العام الميلادي : 1799
تفاصيل الحدث:

بعد رحيلِ نابليون بونابرت إلى فرنسا أقبلَ كليبر على تصريفِ الأمورِ بكُلِّ همَّةٍ، فأعَدَّ تنظيمَ الحكومةِ وقَسَّم القُطرَ المصريَّ إلى ثمانية أقاليم إدارية، وبادر بالكتابةِ إلى الصدر الأعظم ينفي رغبةَ فرنسا في انتزاعِ مِصرَ مِن تركيا، ويذكُرُ الأسبابَ التي جعلت فرنسا تُرسِلُ حَملتَها إلى مصرَ، وهي محاولةُ إلقاء الرُّعبِ في قلوبِ الإنجليز، وتهديدُ ممتلكاتهم في الهندِ، وإرغامُهم على قَبولِ الصلح مع فرنسا، بالإضافةِ إلى الانتقامِ ممَّا لحِقَ بالفرنسيين من أذًى على أيدي المماليك، وتخليصِ مِصرَ مِن سيطرة البكوات وإرجاعِها إلى تركيا، ثمَّ طلبَ كليبر من الصدر الأعظم فتحَ باب المفاوضات من أجلِ جلاء الفرنسيين عن مصر، وقد جرت هذه المفاوضاتُ بالفعل في مدينة العريش، وأسفَرَت عمَّا يسمَّى باتفاقية العريش (24 يناير 1800م) التي نصَّت على: جلاء الفرنسيين عن مصر بكامِلِ أسلحتِهم وعَتادِهم، وعودتهم إلى فرنسا. هدنةٌ ثلاثةَ شهور قد تطولُ مدتها إذا لزم الأمر، ويتم خلالَها نقلُ الحملة. الحصولُ من الباب العالي أو حلفائه- أي الإنجليز وروسيا- على بلادِه على أن تتعهَّدَ تركيا وحلفاؤُها بعدم التعرُّضِ لهذا الجيش بأيِّ أذًى. غيرَ أن الحكومة البريطانية عندما بلغَتْها أنباءُ مفاوضات العريش كانت قد اتخَذَت موقفًا من شأنِه تعطيلُ اتفاقية العريش عن إبرامِها؛ إذ كانت تخشى من أن يعودَ جيشُ فرنسا المحاصَر في مصر إلى ميادين القتالِ في أوروبا، فترجَحَ كِفَّةُ الجيوش الفرنسية ويختَلَّ ميزان الموقِفِ العسكري في القارة. ولَمَّا كان من المعتقد في ضوء رسائِلِ الضباط والجنود الفرنسيين إلى ذويهم في فرنسا- والتي وقعت في أيدي رجالِ البحرية البريطانية- أنَّ الحملةَ الفرنسيَّةَ تمضي ببطء داخِلَ الأراضي المصرية؛ فقد فضَّلت حكومة لندن أن يبقى الفرنسيون في مصرَ أو يُسَلِّموا أنفُسَهم كأسرى حرب؛ ولذلك أصدرت في 15 ديسمبر 1799م أوامِرَ صريحة إلى اللورد سدني سميث القائِدِ العام للأسطول البريطاني في البحر المتوسط برَفضِ أي اتفاق أو معاهدة بشأن الجلاءِ عن مصر، طالما كان هذا الاتفاقُ لا ينصُّ على ضرورة أن يسلِّمَ الفرنسيون أنفسهم كأسرى حرب تسليمًا مُطلقًا دون قيدٍ أو شرط، فأعَدَّ سدني سميث رسالةً بهذا المعنى إلى كليبر وصَلَتْه في أوائل مارس 1800م.

العام الهجري : 1280 العام الميلادي : 1863
تفاصيل الحدث:

ينقَسِمُ التلمود إلى جزئين هامَّين: 1- المشناه Mishnah، وهو الأصل (المتن) 2- جمارا Gamara، وهو شرح المشناه. ومشناه أولُ لائحة قانونية وضعها اليهودُ لأنفسهم بعد التوراة، جمعها يهوذا هاناسي Judah Hanasi فيما بين 190 و200 م، أي: بعد قرن تقريبًا من تدميرِ تيطس الروماني الهيكل. أمَّا جمارا فاثنان: جمارا أورشليم (فلسطين). وجمارا بابل. جمارا أورشليم (أو فلسطين) هو سجِلٌّ للمناقشات التي أجراها حاخامات فلسطين (أو بالأخص علماء مدارس طبرية) لشرح المشناه. ومن الطبعات للمنشاه طبعة Romm التي نُشِرَت في فيلنه نشرت سنة 1927م في مجلَّدين من فرانكفورت، وترجم هربرت داوبي H.Dauby المشناه إلى الإنجليزية مع الحواشي، ونشره في أكسفورد سنة 1933م. وقد طُبِعَ تلمودُ أورشليم لأول مرة في البندقية (فينيسيا) في سنتي 1522 – 1523م، وظهرت الطبعة الثانية في كراكوو Cracom فيما بين 1602 – 1605م، مع بعض الحواشي والشروح. بسبب الاهتمام المتزايد بالتلمود في بولندا أُعيدَ طبع كراكوو في كروتوتشين krotoschin سنة 1886 م، ثم ظهرت طبعة زيتومير Zhitomir. في 1860 – 1867م، ثم طبعتا Piotrkew  سنة 1899 – 1900م) وروم Romm في فيلنا سنة 1922م. وقد طُبِعَت هذه الأخيرة مع بعض الحواشي سنة 1929 باسم تشلوم يروشلمي Tashlum Yerushalmi وظهرت طبعةٌ مصوَّرة لنسخة البندقية (1523) في ليبزيج سنة 1925، تبعته طبعة برلين سنة 1929م. وقد طُبِعَت بعض فصول تلمود بابل سنة 1484، إلا أنَّ الطبعة الكاملة نُشِرَت في البندقية فيما بين 1520 و1523م، أما نسخة بازل Basel فقد خضعت للرقابة الكَنَسية التي حذفت منها أشياءَ كثيرةً. وطبعة أمستردام 1644 – 1648م Romm المنشورة في فيلنا Vina سنة 1886م في عشرين مجلدًا، وهناك طبعة لتلمود بابل نشرها ستراك Strack سنة 1912م عن نسخة أُعِدَّت في ميونيخ في أواسط القرن الرابع عشر. وأول ترجمة كاملة لتلمود بابل نشرتها مطبعة سونكينوSoncino بلندن، وقد ترجم إبراهام كوهين كتابَ براخوت Berachoth إلى الإنجليزية سنة 1921م، وظهرت عدة كتب تتناول ملخص تلمود بابل باللغات الأخرى.

العام الهجري : 1338 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1920
تفاصيل الحدث:

صدر قرارٌ بإنشاء المجمَع العِلميِّ العربي بدمشق، والذي عُرِفَ فيما بعد بـ "مجمع اللغة العربية". وقد نهض المجمَعُ بأمور اللغة في سوريا، وأحياها في دواوين الحكومة، وقام بجَمعِ الكتب والمخطوطات، وقد ضَمَّ المجمَعُ بين صفوفه عددًا من أعيان اللغة في العالم العربي. كانت الدولُ الاستعمارية منذ الوهلة التي يضعُ المستعمِرُ قدمَه في أي بلدٍ يستعمِرُه يبدأ بالتنقيب عن آثار البلد لربطِ سكانه بتاريخهم القومي بدَلَ دينِهم وعقيدتِهم التي يمكِنُ أن يكونَ لها أعظَمُ الأثر في مواجهة مخطَّطاته الاستعمارية؛ لذلك عمل الفرنسيون على تشجيع السوريين من خلال هذا المجمَعِ العلمي على الاهتمام باللغة العربية والآثار التاريخية؛ ففي مجال اللغة أخذ المجمَعُ على نفسه في إصلاحِ اللغة العربية، ووضْعِ ألفاظ للمستحدثات العصرية، وتنقيحِ الكتب، وإحياء المهمِّ مما خلَّفه الأسلاف منها، والتنشيط على التأليف والترجمة، وشراء الكتب، وجلْب كتب بلغة المستعمِر سواء كانت فرنسية أو إنجليزية أو ألمانية، وأما في مجال الآثار فلم تكن عنايةُ المجمع بجمع الآثار للمتحف بأقَلَّ من اهتمامه باللغة. فجمع أُلوفًا ما بين تماثيل حجرية وأوانٍ معدنية وزجاجية وخزفية، ومجاميع نقود ذهبية وفضية ونحاسية، وأسلحة وصفائح حجارة عليها كتابات، وأدواتٌ أخرى مختَلِفة. ومن هذه الآثار ما هو ذو شأنٍ عظيم قد لا يوجَدُ نظيره في كثيرٍ مِن المتاحف، وقد ألَّفَ المجمَعُ من أعضائه لجنتين: لجنة لُغَوية أدبية تبحَثُ في لغة العرب وآدابها وطرُقِ ترقيتها، ولجنة علمية فنية تبحث في توسيعِ دائرة العلوم والفنون في البلاد السورية. وألَّف أيضًا لجنة من المختصِّين في معرفة الآثار، ولجنتين أخيرتين، إحداهما لتتَبُّع الآثار القديمة والبحث عنها خارج دمشق من جهات سورية، وجلْب ما يمكِنُ جلبه منها، فذهبت إلى تدمر وجلبت منها ومن حمص بعضَ القِطَع الحجرية القديمة. وكتبت تقريرًا بشأن الآثار والملاحظات التي رأتها في رحلتها. أما اللجنة الأخرى فلتتبُّعِ الآثار القديمة في دمشق، وكتَبَ المجمَعُ منشورًا باللغتين العربية والفرنسية ضمَّنه ملخَّصًا من أخباره وأعماله في هذه المدة، ووزَّعه على المجامِعِ العلمية ودُورِ الكتب والجامعات وأمَّهات المجلات في أوروبا وأمريكا وغيرهما.

العام الهجري : 1386 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1966
تفاصيل الحدث:

هو سيد قطب بن إبراهيم؛ ولد في قرية موشا في أسيوط سنة 1324هـ / 1906م. نشأ سيد في مجتمعٍ قُروي صعيدي. حفظ القرآنَ الكريمَ كاملًا من نفسِه وهو في سن العاشرة؛ ذهب إلى القاهرة في سن الرابعة عشرة وعاش عند خاله، والْتَحَق أوَّلًا بإحدى مدارس المعلِّمين الأوَّليَّة وعمل مدرسًا ابتدائيًّا. بدت في القاهرة في هذه المدَّة سوءاتُ الاحتلالِ الأجنبي ومفاسدُه؛ حيث سادت عوامِلُ التمزُّق الطَّبَقي والصِّراع الحزبي، واختار سيد حزبَ الوفد؛ ليستأنسَ بقيادته في المواجهة، وكان يضمُّ وقتذاك عباس محمود العقاد وزملاءه من كُتَّاب الوفد، وارتفعت الصلةُ بينه وبين العقَّاد إلى درجة عالية من الإعجاب؛ لما في أسلوبِ العقَّاد من قوة التفكير ودقة التعبير. تخرَّج من كلية دار العلوم بالقاهرة سنة 1352 هـ / 1933 م وعمل في جريدة الأهرام. وكتب في مجلَّتَيِ الرسالة والثقافة، وعُيِّن مدرسًا للعربية، فمُوظَّفًا في ديوان وزارة المعارف، ثمَّ مراقبًا فنيًّا للوزارة. وأُوفِدَ في بعثةٍ لدراسة برامج التعليم في أمريكا. عاد سيد قطب من أمريكا في 23 أغسطس 1950 ليعمَلَ بمكتب وزير المعارف، فأخذ ينتقِدُ البرامجَ المصرية، وكان يراها من وضْعِ الإنجليز، وطالب ببرامِجَ إسلامية، إلَّا أنه تمَّ نقلُه أكثَرَ من مرة حتى اضطرَّ أن يقَدِّمَ استقالته في 18 أكتوبر 1952، ومنذ عودتِه من أمريكا تأكَّدت صلته بالإخوان المسلمين إلى أن دُعِيَ في أوائل عام 1953 ليشارك في تشكيلِ الهيئة التأسيسيَّة للجماعة؛ تمهيدًا لتولِّيه قِسمَ الدعوة، حاول جمال عبد الناصر أن يحتويَ سيد قطب قبل انضمامِه للإخوان، وعندما انشَقَّ سيد عن الإخوان انضَمَّ لهيئةِ التحرير التي أسَّسها الضبَّاطُ الأحرار بعد عام من ثورة يوليو، فأقامت الهيئةُ لسيد قطب احتفالًا كبيرًا، ثمَّ تمَّ اعتقاله بعد حادث المنشية عام 1954م؛ وحُكِمَ عليه بالسجن 15 سنة، كتب فيه عددًا من كتبه ثم أُفرِجَ عنه بعفوٍ صحيٍّ في مايو 1964، ثم قُبِضَ عليه مرةً أخرى، وقُدِّم مع كثير من الإخوان للمحاكمة، وحُكِمَ عليه وعلى 7 آخرين بالقتل، ونُفِّذ فيه الحُكمُ في فجر الاثنين 13 جمادى الأولى 1386هـ.

العام الهجري : 767 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1365
تفاصيل الحدث:

كان الكنزُ أمير العرب بنواحي أسوان، وهو من الشيعة العَلَوية بمصر، فعصى الكنز الدولةَ واجتمَعَ إليه العرب والسودان، وطالت أيَّامُه واشتهر منذ أيام صلاح الدين، وفي هذا العام كثُرَ فسادُ أولاد الكنز وطائفة العكارمة بأسوان وسواكن، ومَنَعوا التجارَ وغَيرَهم من السفر؛ لِقَطعِهم الطريق، وأخْذِهم أموالَ الناس، وأنَّ أولاد الكنز قد غلبوا على ثغر أسوان، وصحراء عيذاب وبرية الواحات الداخلة، وصاهَروا ملوك النوبةِ، وأمراء العكارمة، واشتَدَّت شوكتُهم، ثم قَدِمَ ركن الدين كرنبس من أمراء النوبةِ، والحاج ياقوت ترجمانُ النوبة، وأرغون مملوك فارس الدين، برسالة متملك دنقلة بأن ابنَ أخته خرج عن طاعته، واستنجد ببني جعد من العرب، وقصدوا دنقلةَ فاقتتلا قتالًا كثيرًا، قُتِلَ فيه الملك وانهزم أصحابُه، ثم أقاموا عِوَضَه في المملكة أخاه، وامتَنَعوا بقلعة الدو فيما بين دنقلة وأسوان، فأخذ ابنُ أخت المقتول دنقلةَ، وجلس على سرير المملكة، وعمل وليمةً جمع فيها أمراء بني جعد وكبارَهم، وقد أعَدَّ لهم جماعةً مِن ثقاته ليفتِكوا بهم، وأمر فأُخلِيَت الدور التي حول دارِ مُضَيِّفِهم، وملأها حَطَبًا، فلما أكَلوا وشَرِبوا، خرجت جماعةٌ بأسلِحَتِهم، وقاموا على باب الدار، وأضرم آخرونَ النَّارَ في الحطب، فلما اشتعلت بادر العُربان بالخروج من الدار، فأوقع القومُ بهم، وقتلوا منهم تسعةَ عشر أميرًا في عِدَّةٍ مِن أكابرهم، ثم ركب إلى عَسكَرِهم، فقَتَل منهم مقتلةً كبيرة، وانهزم باقيهم، فأخذ جميعَ ما كان معهم واستخرج ذخائِرَ دنقلة وأموالها، وأخلاها من أهلِها، ومضى إلى قلعة الدو، وسألا أن ينجِدَهما السلطان على العَرَب، حتى يستردُّوا مُلكَهما، والتزما بحَملِ مال في كل سنة إلى مصر، فرسم السُّلطانُ بنجدتهم وأخَذَ في تجهيز العسكر من سادس عشر شهر ربيع الأول، وساروا في الرابعِ والعشرين، وهم نحوُ الثلاثة آلاف فارس، فأقاموا بمدينةِ قوص ستة أيام، واستدعوا أمراءَ أولاد الكنز من ثغر أسوان ورغَّبوهم في الطاعة، وخَوَّفوهم عاقِبةَ المعصية، وأمَّنوهم، ثم ساروا من قوص، فأتَتْهم أمراء الكنوز طائعينَ عند عقبة أدفو، فخلع عليهم الأميرُ أَقتمر عبد الغني وبالغَ في إكرامهم، ومضى بهم إلى أسوان، وسارت العساكِرُ تريدُ النوبة على محاذاتها في البَرِّ يومًا واحدًا، وإذا برُسُل متمَلِّك النوبة قد لاقَتْهم، وأخبروهم بأنَّ العَرَب قد نازلوا المَلِكَ وحصروه بقلعة الدو، فبادر الأمير أقتمر عبد الغني لانتقاء العسكر، وسار في طائفةٍ منهم جريدة، وترك البقيَّةَ مع الأثقال، وجَدَّ في سيره حتى نزل بقلعة أبريم، وبات بها ليلَتَه، وقد اجتمع بمَلِك النوبة وعرب العكارمة، وبقية أولاد الكنز، ووافاه بقية العسكر فدَبَّرَ مع مَلِكِ النوبة على أولاد الكنز، وأمراء العكارمة، وأمسكهم جميعًا، ورَكِبَ مُتَمَلِّك النوبة في الحالِ، ومعه طائفةٌ من المماليك، ومضى في البَرِّ الشَّرقيِّ إلى جزيرة ميكائيل؛ حيث إقامة العكارمة، وسار الأمير خليل بن قوصون في الجانب الغربي ومعه طائفة، فأحاطوا جميعًا بجزيرة ميكائيل عند طلوع الشمس، وأسَرُوا من بها من العكارمة، وقَتَلوا منهم عِدَّةً بالنشَّاب والنفط، وفَرَّ جماعة نجا بعضُهم وتعلق بالجبال وغرق أكثرهم، وساق ابن قوصون النساء والأولاد والأسرى والغنائم إلى عند الأمير أَقتمر، ففَرَّقَ عِدَّة من السَّبيِ في الأمراء، وأطلق عِدَّةً، وعين طائفةً للسُّلطانِ، ووقع الاتفاقُ على أن يكون كرسي ملك النوبة بقلعة الدو؛ لخراب دنقلة، ولأنَّه يخافُ من عرب بني جعد أيضًا إن نزل المَلِك بدنقلة أن يأخذوه، فكتب الأمير أقتمر عبد الغني محضرًا برضاء مَلِك النوبة بإقامته بقلعةِ الدو، واستغنائه عن النجدة، وأنَّه أذِنَ للعسكر في العود إلى مصر، ثم ألبَسَه التشريف السلطاني، وأجلسه على سرير الملك بقلعة الدو، وأقام ابنَ أخته بقلعة أبريم، فلمَّا تَمَّ ذلك جَهَّزَ مَلِكُ النوبة هديةً للسلطان، وهديةً للأمير يَلْبُغا الأتابك، ما بين خيل وهجن ورقيقٍ وتُحَف، وعاد العسكَرُ ومعهم أمراء الكنز، وأمراء العكارمة في الحديد، فأقاموا بأسوان سبعة أيام، ونودي فيها بالأمانِ والإنصاف من أولاد الكنز، فرُفِعَت عليهم عِدَّةُ مُرافعات، فقُبِضَ على عدة مِن عبيدهم وقُتلوا، ورحل العسكَرُ من أسوان، ومرُّوا إلى القاهرة، فقَدِموا في ثاني شهر رجب، ومعهم الأسرى، فعُرِضوا على السُّلطانِ، وقُيِّدوا إلى السجن، وخُلِعَ على الأمير عبد الغني، وقُبِلَت الهديَّةُ.