تُوفِّي وليُّ العهدِ السُّعودي الأميرُ سلطان بن عبد العزيز آل سعود رحمه الله في نيويورك. وكان الأميرُ سلطان قد غادر المملكةَ إلى الولايات المتحدة للعلاجِ، وصُلِّي عليه بعد صلاةِ العصرِ يومَ الثلاثاء الموافقَ (27 من ذي القَعدة)، في مسجد الإمامِ تركي بن عبد الله بمدينة الرياض. وكان قد بدأ حياتَه السياسيَّةَ بتولِّي إمارةِ مِنطَقة الرياض عامَ (1947)، وعُيِّن وزيرًا للزراعةِ والمياهِ عامَ (1953) ثم المُواصَلاتِ عامَ (1955). وعُيِّن وزيرًا للدِّفاع في أكتوبر عامَ (1962)، ثم عُيِّن نائبًا ثانيًا لرئيسِ مجلسِ الوُزراء، بالإضافة إلى مسؤوليَّتِه كوزيرٍ للدِّفاع. وبعد وفاةِ الملك فهد عُيِّن وليًّا لعهدِ أخيه الملكِ عبد الله ونائبًا أولَ لرئيسِ مجلسِ الوزراءِ مع احتفاظِه بمَنصبِ وزيرِ الدفاع. وكان أوَّلَ ظُهورٍ له في مَحفِلٍ دوليٍّ بعد تولِّيه ولايةَ العهدِ خلالَ اجتماعاتِ الجمعيَّةِ العامَّةِ للأُمم المتَّحدة، حين ألقى كلمةَ بلادِه أمامَ الجمعيَّةِ في (15 سبتمبر 2005).
بُويِعَ خادمُ الحرَمَين الشريفَين المَلِكُ سَلمان بنُ عبد العزيز آل سعود مَلِكًا للمملكة العربيَّة السعوديَّة، وكان قد قضى أكثرَ من عامَين ونصفٍ وليًّا للعهد ونائبًا لرئيسِ مجلسِ الوُزراء، كما بَقِيَ حِينَها في منصبِهِ وزيرًا للدِّفاع. وُلِد سلمانُ بن عبدِ العزيز في الخامسِ من شوَّال سنةَ (1354هـ) المُوافِق (31 ديسمبر 1935م) في الرِّياض، وهو الابنُ الخامِسُ والعشرون لمؤسِّس المملكة العربيَّة السعودية المَلِك عبد العزيز آل سعود رحمه الله. تَمَّ تعيينُه بدايةً أميرًا لمِنطَقة الرياض بالنيابة وهو في التَّاسعةَ عشرةَ من العمرِ بتاريخ (11 رجب 1373هـ) الموافقِ (16 مارس 1954م)، وبعد عامٍ واحدٍ عُيِّن أميرًا لمنطقة الرياض برُتْبةِ وزيرٍ، وذلك بتاريخِ (25 شعبان 1374هـ) الموافق (18 إبريل 1955م)، واستمرَّ أميرًا لمِنطَقةِ الرِّياض لأكثرَ من خمسةِ عُقُود، ثم عُيِّن وليًّا للعهدِ ونائبًا لرئيسِ مجلسِ الوُزراء ووزيرًا للدِّفاعِ ثم ملكًا للمملكة العربية السعودية.
حَكَم الحَجَّاجُ بن يوسُف بعدَ أن قَضى على ابنِ الزُّبيرِ، حَكَم الحِجازَ كُلَّها ثمَّ وَلَّاهُ عبدُ الملك أَمْرَ العِراق بدلًا مِن خالدِ بن عبدِ الله القَسْريِّ، فصارت العِراق للحَجَّاج، وخُطْبَتُهُ فيها مشهورة، فأَمْسَك زِمامَ الأُمورِ فيها بِشِدَّةٍ فدانَتْ له وخَضَعت.
هو داودُ بنُ السُّلطانِ ملك شاه، جَزَعَ عليه والدُه جَزَعًا شَديدًا، وحَزِنَ حُزنًا عَظيمًا، ومَنعَ مِن أَخْذِهِ وغَسْلِه، حتى تَغيَّرت رائحتُه، وأَرادَ قَتْلَ نَفسِه مَرَّاتٍ، فمَنَعهُ خَواصُّه، وأَمرَ بالنِّياحَةِ عليه في البلدِ، ففُعِلَ ذلك عِدَّةَ أيامٍ، وجَلسَ له وَزيرُ الخَليفةِ في العَزاءِ ببغداد.
لَمَّا زحف الإفرنجُ إلى سواحل الشام جعلوا طريقَهم على القسطنطينية، فمنعهم من ذلك ملك الروم حتى شرَطَ عليهم أن يعطوه أنطاكية إذا ملكوها، فأجابوا لذلك، وعبروا خليجَ القسطنطينية، ومروا ببلاد قلج أرسلان بن سليمان بن قطلمش السلجوقي فلَقِيَهم في جموعه قريبًا من قونية، فهزموه.
خرجَ مِن الرومِ عَسكَرٌ كثير إلى الشَّامِ، فحصروا الفرنجَ بأنطاكيةَ، فخرج صاحِبُها واجتمع بمَلِك الرومِ وأصلَحَ حالَه معه، وعاد إلى مدينةِ أنطاكيةَ ومات في رمضانَ، ثمَّ إنَّ مَلِكَ الرُّومِ بعد أن صالحَ صاحِبَ أنطاكيةَ سار إلى طرابلس فحَصَرَها ثمَّ سار عنها.
اعترف ملك فرنسا هنري الثاني في معاهدة إستانبول بالسلطان العثماني كإمبراطور أوروبا الأوحد، ووضع الأسطولَ الفرنسيَّ رهْنَ الدولة العثمانية في مقابِلِ تقديم تركيا مساعداتٍ بحريةً لفرنسا، وأن تترك فرنسا أسطولها لتركيا في حالة عدمِ تسديدها مصاريفَ الحملة البحرية العثمانية.
قَدِمَ دمرداش بن جوبان بن تلك بن تداون المغولي مصرَ في سابع ربيع الأول، وسَبَبُ ذلك أن القان أبا سعيد بن خربندا المغولي لَمَّا مَلَك أقبلَ على اللهو، فتحَكَّم الأميرُ جوبان بن تلك على الأردو، وقام بأمر المملكة، واستناب ولدَه خواجا رمشتق بالأردو، وبعث ابنَه دمرداش إلى مملكة الروم، فانحصر أبو سعيد بن خربندا إلى أن تحَرَّك بعض أولاد كبك بجهة خراسان، وخرج عن الطاعةِ، فسار جوبان لحَربِه في عسكرٍ كبير، فما هو إلَّا أن بَعُد عن الأردو قليلًا حتى رجع العدوُّ عن خراسان، وقصد جوبان العودَ، وكان قد قبض أبو سعيدٍ على خواجا رمشتق، وقتَلَه بظاهر مدينة السلطانيَّة في شوال من السنة الماضية، وأتبَعَ به إخوتَه ونَهَب أتباعهم، وسَفَك أكثَرَ دمائهم، وكتب إلى من خرج من العسكَرِ مع جوبان بما وقع، وأمَرَهم بقبضه، وكتب إلى دمرداش أن يحضُرَ إلى الأردو، وعَرَّفه شَوقَه إليه، ودَسَّ مع الرسول إليه عِدَّة ملطفات إلى أمراء الروم بالقَبضِ عليه أو قَتْلِه، وعَرَّفَهم ما وقع، وكان دمرداش قد مَلَك بلاد الروم جميعَها وجبالَ ابن قرمان، وأقام على كلِّ دربند جماعةً تحفَظُه، فلا يمُرُّ أحد إلا ويعلم به خوفًا على نفسِه من السلطان الملك الناصر أن يبعَثَ إليه فداويًّا لقتلِه، بسبب ما حصل بينهما من المواحَشةِ التي اقتضت انحصارَ السلطان منه، وأنَّه منع التجارَ وغَيرَهم مِن حَملِ المماليكِ إلى مصر، وإذا سمِعَ بأحد من جهة صاحِبِ مصر أخرق به، فشَرَعَ السلطان يخادِعُه على عادته، ويهاديه ويتَرَضَّاه، وهو لا يلتَفِتُ إليه، فكتب إلى أبيه جوبان في أمْرِه حتى بعث ينكِرُ عليه، فأمسك عمَّا كان فيه قليلًا، ولَبِسَ تشريف السلطان، وقَبِلَ هَدِيَّته وبعث عِوَضَها، وهو مع هذا شديدُ التحَرُّز، فلما قَدِمَت رسل أبي سعيد بطَلَبِه فتَّشَهم الموكَّلون بالدربندات، فوجدوا الملطفات، فحملوهم وما معهم إلى دمرداش، فلما وقف دمرداش عليهما لم يزَلْ يعاقِبُ الرسُلَ إلى أن اعترفوا بأنَّ أبا سعيد قَتَل خواجا رمشتق وإخواته ومن يلوذُ بهم، ونهب أموالَهم، وبعث بقتل جوبان، فقَتَل دمرداش الرسُلَ، وبعث إلى الأمراء أصحابِ الملطفات فقَتَلَهم أيضًا، وكتب إلى السلطانِ الملك الناصر يَرغَبُ في طاعته، ويستأذِنُه في القدوم عليه بعساكر الروم، ليكون نائبًا عنه بها، فسُرَّ السلطان بذلك، وكان قد ورد على السلطانِ كتابُ المجد السلامي من الشرق بقَتلِ خواجا رمشتق وإخوته، وكتاب أبي سعيد بقَتلِ جوبان، وطلب ابنه دمرداش، وأنه ما عاق أبا سعيد عن الحركة إلا كثرةُ الثلج وقُوَّة الشتاء، فكتب السلطانُ الناصر جواب دمرداش يَعِدُه بمواعيد كثيرة، ويُرَغِّبُه في الحضور، فتحَيَّرَ دمرداش بين أن يقيم فيأتيه أبو سعيد، أو يتوجَّه إلى مصر فلا يدري ما يتَّفِقُ له، ثم قَوِيَ عنده المسير إلى مصر، وأعلَمَ أمراءَه أنَّ عسكَرَ مِصرَ سار ليأخُذَ بلاد الروم، وأنه قد كتب إليه المَلِكُ الناصر يأمره أن يكون نائِبَه، فمشى عليهم ذلك وسَرَّهم، فلمَّا قدم دمرداش إلى القاهرة في سابع ربيع الأول أتاه الأميرُ طايربغا وأحضره إلى السلطانِ بالجيزة، فقَبَّل الأرض ثلاثَ مرات، فترحَّبَ السلطان به وأجلَسَه بالقرب منه، وأكرمه وبالغ في ذلك واجتَمَعَ دمرداش بالسلطانِ وفاوضه في أمرِ بلاد الروم، وأن يجهِّزَ إليها عسكرًا، فأشار السلطانُ بالمهلة حتى يَرِدَ البريد بخبر أبيه جوبان مع أبي سعيد، فاستأذن دمرداش في عَودِ مَن قَدِمَ معه إلى بلادِهم، فأذِنَ له في ذلك، فسار كثيرٌ منهم، ثم جاء كتابٌ فيه بيان أحوال دمرداش هذا وأنَّه سفك دماءً كثيرة، وقَتَل من المسلمين عالَمًا عظيمًا، وأنَّه جَسورٌ وما قصد بدخولِه مِصرَ إلا طمعًا في مُلكِها، وبعث ابن قرمان الكتابَ صحبة نجم الدين إسحاق الرومي صاحب أنطالية، وهي القلعة التي أخذها منه دمرداش وقَتَل والِدَه، وأنَّه قَدِمَ ليطالِبَه بدَمِ أبيه، فلما وقف السلطانُ على الكتاب تغيَّرَ، وطلب دمرداش وأعلَمَه بما فيه، وجمع السلطانُ بينه وبين إسحاق، فتحاقَقا بحضرة الأمراء، فظهر أنَّ كُلًّا منهما قتَلَ لصاحِبِه قتيلًا، فكتب جواب ابن قرمان معه وأُعيد، وقد تبَيَّن للسلطان خُبثُ نية دمرداش، فقبضه ومن معه واعتقل دمرداش ببرج السباعِ مِن القلعة، وفَرَّق البقية في الأبراج، وفُرِّقَت مماليكُه على الأمراء، ورُتِّبَ له ما يكفيه، وكان للقبضِ على دمرداش أسباب: منها أنه كان قد أخذ يوقِعُ في الأمراء والخاصكية، ويقول: هذا كان كذا، وهذا كان كذا، وهذا ألماس الحاجب كان حمَّالًا، فما حمل السلطان هذا منه، فلما كان في ليلة الخميس رابع شوال من هذه السنة أُخرِجَ دمرداش من مُعتَقَلِه بالبرج، وفُتِحَ باب السِّرِّ من جهة القرافة وأُخرِجَ منه وهو مُقَيَّدٌ مَغلول، وشاهَدَه رسُلُ الملك أبي سعيد وهو على هذه الحالِ، ثم خُنِقَ دمرداش، وشاهده الرسُلُ بعد موته، وقُطِعَ رأسُه وسُلِخَ وصُبِرَ وحُشِيَ، وأرسل السلطانُ الرأسَ إلى أبي سعيد، ودُفِنَ الجسَدُ بمكانِ قَتْلِه.
بعدَ أن هُزِمَ المسلمون أمامَ البَرْبَر وتَسَلَّط البِيزنطيُّون على قَرْطاجَنَّة بَقِيَ حَسَّان بن النُّعمان في قُصور حَسَّان حتَّى أتاهُ المَدَدُ مِن عبدِ الملك وأَمَرَهُ بالتَّحَرُّك، فتَحَرَّك حَسَّان إلى الكاهِنَة ومَن معها فتَقابَلوا في قابِس وتَغَلَّب عليها حَسَّان وتَمَّ سَيْرُه إلى باقي أنحاءِ أفريقيا.
سقَطَت مدينةُ برشلونة بالأندلُسِ بِيَدِ ملك الفرنج بقيادةِ أذفونش بعد تحالُفِه مع البشكنس- لعَنَهم الله- وأخَذُوها من المسلمينَ، ونقلوا حُماةَ ثغورِهم إليها، وتأخَّرَ المسلمونَ إلى ورائهم. وكان سبَبُ مُلكِهم إيَّاها اشتغال الحَكَم بن هِشامٍ صاحِبِ الأندلس بمحاربةِ عَمَّيه عبد الله وسُليمان.
ورد كتابٌ مِن مَلِكِ الرُّومِ إلى الراضي مكتوبٌ بالروميَّة والتَّفسير بالعربية، فالروميُّ بالذَّهبِ والعربيُّ بالفِضَّة، وحاصِلُه طلب الهُدنة بينه وبينه، ووجَّهَ مع الكتاب بهدايا وألطافٍ كثيرة فاخرة، فأجابه الخليفةُ إلى ذلك، وفودي من المسلمينَ سِتَّة آلافِ أسيرٍ، ما بين ذكَرٍ وأنثى على نهرِ البدندون.
خُلِعَ السُّلطانُ أبو العباس أحمد المستنصر بن إبراهيم بن أبي الحسن المريني مَلِكُ المغرب صاحب فاس ونُفي إلى غرناطة، وبُويع بدلًا منه أبو فارس موسى بن أبي عنان المتوكل على الله، وكان مقيمًا بالأندلس، وتولى الوزير مسعود بن ماساي الأمورَ.
لما استولى السلطان أبو عبد الله محمد الشيخ على مراكش وصَفَت له أعمالها، طَمِحت نفسُه للاستيلاء على بقيةِ بلاد المغرب وأمصاره، وقَطْعِ الوطاسيين من سائر أقطاره، فجمع الجموعَ وتقدَّم بها إلى أعمال فاس، وكان أوَّلُ ما ملك منها مكناسة الزيتون؛ فإنه افتتحها بعد حصارٍ وقتال كبير.
قام الملك أبو العباس أحمد المنصور بن محمد المهدي- سلطانُ دولة السعديين بالمغرب- باجتياح السودان الغربي، الذي أخضع فيه سلطانَ سنغاي وأدخله في طاعته، فكانت هذه العملية في السودان الغربي أول الحقوق التي انتدبت إليها الحكومة المغربية للتحدُّث عن سيادتها على موريتانيا والسنغال والنيجر.
غَزَا مَسلمةُ والعَبَّاس بن الوَليد بن عبدِ الملك الرُّومَ، فافْتَتَح مَسلمةُ حِصْنَ سُورِيَة، وافْتَتَح العَبَّاسُ مَدينَة أذرولية، ثمَّ إنَّ مَسلمةَ قَصَد عَمُّورِيَة فلَقِيَ بها جَمْعًا مِن الرُّوم كثيرًا فهَزَمَهم وافْتَتَح هِرْقَلَة وقَمُونِيَة، وغَزَا العَبَّاس الصَّائِفَة مِن ناحِيَة البَذَنْدُون.