الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1937 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 284 العام الميلادي : 897
تفاصيل الحدث:

ظهر اختلالُ حالِ هارونَ بنِ خِمارَوَيه بنِ أحمد بن طولون بمصر، واختلَفَت القوَّاد، وطَمِعوا فانحَلَّ النظام، وتفَرَّقَت الكلمة، فأقاموا له أحدَ أمراءِ أبيه يديرُ الأمورَ ويُصلِحُ الأحوال، وهو أبو جعفرِ بن أبان، وكان عند والدِه وجَدِّه مُقَدَّمًا كبيرَ القَدرِ، فأصلحَ مِن الأحوالِ ما استطاع، وكان مَن بدمشق من الجُندِ قد خالفوا على أخيه جيشِ بنِ خِمارَوَيه، فلما تولى أبو جعفرٍ الأمورَ سَيَّرَ جيشًا إلى دمشق عليهم بدرُ الحمامي، والحسينُ بن أحمد الماذرائي، فأصلحا حالَها وقرَّرا أمور الشامِ، واستعملا على دمشقَ طغج بن جف واستعملا على سائر الأعمال، ورجعا إلى مصرَ والأمور فيها اختلالٌ، والقُوَّاد قد استولى كلُّ واحدٍ منهم على طائفةٍ مِن الجند وأخذَهم إليه، وهكذا يكون انتقاضُ الدُّوَل، وإذا أراد الله أمرًا فلا مَرَدَّ لحُكمِه، وهو سريعُ الحِسابِ.

العام الهجري : 17 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 639
تفاصيل الحدث:

أرسَل سعدُ بن أبي وَقَّاص العَساكِرَ إلى الجَزيرةِ، فخرَج عِياضُ بن غَنْمٍ إليها وفي صُحبَتِه أبو موسى الأشعريُّ, وعُمَرُ بن سعدِ بن أبي وَقَّاص -وهو غُلامٌ صغيرُ السِّنِّ ليس إليه مِن الأمر شيءٌ- وعُثمانُ بن أبي العاصِ، فنزَل الرُّها, فصالَحهُ أهلُها على الجِزيَة, وصالَحَت حَرَّانُ على ذلك, ثمَّ بعَث أبا موسى الأشعريَّ إلى نَصِيبِين, وعُمَرَ بن سعدٍ إلى رَأْسِ العَيْنِ, وسار بنفسه إلى دارا, فافْتُتِحَت هذه البُلدان، وبعَث عُثمانَ بن أبي العاصِ إلى أرْمِينِيَة, فكان عندها شيءٌ مِن قِتالٍ قُتِلَ فيه صَفوانُ بن المُعَطَّلِ السُّلَميُّ, ثمَّ صالَحهُم عُثمانُ بن أبي العاصِ على الجِزيَةِ، على كلِّ أهلِ بيتٍ دينارٌ.

العام الهجري : 712 العام الميلادي : 1312
تفاصيل الحدث:

قدم البريدُ مِن حَلَب بعبور قرا سنقر ومن معه من الأمراء إلى بلاد التتار، وأنهم بَعَثوا بأولادهم وحريمهم إلى مصر، فكان مِن خَبَرِهم أنهم لما وصلوا إلى الرحبة انقطع كثيرٌ ممن تَبِعَهم من المماليك والتركمان، فبعث قرا سنقر ولَدَه الأمير فرجًا، وبعث الأفرم ولده موسى مع بعض من يُوثَقُ به، وأُمِرَا بتقبيلِ الأرض بين يَدَيِ السلطان، وأنْ يُبَلِّغاه أنَّ الأمراء ما حملَهم على دخولِ بلاد العدو إلَّا الخوفُ، وأن الأولادَ والحريمَ وداعه، فلْيَفعَلِ السلطان معهم ما يليقُ به، فقَدِما إلى القاهرة، وبَقِيَا في الخدمة، وسار الأمراءُ إلى ماردين، وكتبوا إلى خربندا بقُدومِهم، فبعث أكابِر المغول إلى لقائهم، وتقَدَّم إلى ولاة الأعمال بخِدمتِهم والقيامِ لهم بما يليق بهم، فلما قاربوا الأرد وركب خربندا وتلقاهم، وترجَّل لهم لَمَّا ترجلوا له، وبالغ في إكرامِهم وسار بهم إلى مخيَّمِه، وأجلسهم معه على التخت، وضَرَبَ لكُلٍّ منهم خركاه- خيمة- ورَتَّب لهم الرواتب السَّنيَّة، ثم استدعاهم بعد يومين، واختلا بقرا سنقر، فحَسَّنَ له عبورَ الشَّام، وضَمِنَ له تسليمَ البلاد بغير قتال، ثم خلا بالأفرم فحَسَّنَ له أيضًا أخْذَ الشام، إلَّا أنَّه خَيَّلَه من قوة السلطان وكثرةِ عساكره، فأقطع خربندا مراغة لقرا سنقر، وأقطع همذان للأفرم، واستمَرُّوا هكذا.

العام الهجري : 93 العام الميلادي : 711
تفاصيل الحدث:

بعدَ أن تَوَغَّل طارِقُ بن زِياد في الأَندَلُس وفَتَحَ الله على يَديهِ ما شاء الله كَتَبَ بذلك إلى موسى بن نُصَير فأَمَرَهُ أن يَبْقى مَكانَه حتَّى يَأتِيَه.

العام الهجري : 381 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 992
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الكبيرُ, قائِدُ الجُيوشِ, أبو الحسَنِ جَوهرُ بنُ عبد الله الروميُّ الصقلِّيُّ، قائد المعِزِّ الفاطميِّ, مِن نُجَباء الموالي. كان عاليَ الهِمَّة, نافِذَ الأمر. فتح مِصرَ للفاطميِّينَ فأنهى الحُكمَ الإخشيديَّ عليها لَمَّا تهيَّأَ له أخذُ البلاد بمُكاتبةٍ مِن أمراء مصر, عندما قَلَّت عليهم الأموالُ, اختَطَّ القاهِرةَ في اللَّيلةِ التي دخل فيها مِصرَ, والجامِعَ الأزهَرَ، كُلُّ ذلك قبلَ مجيءِ المعِزِّ الفاطميِّ إليها، ثمَّ لَمَّا تَمَلَّك العزيزُ أرسَلَه إلى فتح دمشق، لكنَّه انسحب لاستنجادِهم بالقرامِطةِ، فعُزِلَ عن القيادةِ إلى أن توفِّيَ. قال الذهبي: "كان جوهرٌ حسَنَ السيرةِ في الرَّعايا, عاقِلًا أديبًا, شُجاعًا مَهيبًا, لكِنَّه على نِحلةِ بَني عُبَيدٍ، التي ظاهِرُها الرَّفضُ, وباطِنُها الانحلالُ. وعُمومُ جُيوشِهم من البربَرِ، وأهلُ زعارةٍ وشَرٍّ لا سيَّما مَن تَزَندقَ منهم, فكانوا في معنى الكَفَرةِ, فكم ذاقَ المُسلِمونَ منهم من القَتلِ والنَّهبِ وسَبيِ الحريمِ، ولا سيَّما في أوائِلِ دَولتِهم, حتى إنَّ أهلَ صور استنجدوا بنصارى الرُّومِ لَمَّا لَحِقَهم من المغاربةِ مِن الظُّلمِ والجَورِ وأخْذِ الحَريمِ مِن الحَمَّامات والطُّرُقِ أمرٌ كبيرٌ"، فقاموا عليهم, وقَتَلوا فيهم فهربوا. توفِّيَ جَوهرٌ في هذه السَّنةِ في القاهرةِ، ودفن في الجامعِ الأزهر.

العام الهجري : 97 العام الميلادي : 715
تفاصيل الحدث:

جَهَّزَ سُليمانُ بن عبدِ الملك أَميرُ المؤمنين أَخاهُ مَسلمَة بن عبدِ الملك لِغَزْوِ القُسطنطينيَّة وَراء الجَيْش الذين هُم بها، فسار إليها ومعه جَيْشٌ عَظيمٌ.

العام الهجري : 261 العام الميلادي : 874
تفاصيل الحدث:

كان جدُّ السامانيين أسدُ بن سامان من أهل خراسان، وينتسبونَ إلى الفُرس تارة وإلى سامة بن لؤيِّ بن غالب أحيانًا, وكان لأسدِ بن سامان أربعةُ بنين: نوح وأحمد ويحيى وإلياس، وكان في خراسان حين استولى عليها المأمونُ، فأكرمهم المأمونُ أربعَتَهم وقَدَّمَهم واستعملهم، فتولى أحمدُ بن أسد فرغانةَ في سنة أربع ومائتين، ويحيى بن أسد الشاشَ مع أسروشنه، وإلياس بن أسد هراةَ، ونوح بن أسد سمرقندَ، ولَمَّا تولى طاهرُ بن الحسين خراسان أقرَّهم على الأعمال، ثم مات نوح ثم مات إلياس بهراة, وكان لأحمد بن أسدٍ سبعةُ بنين: نصر ويعقوب ويحيى وأسد وإسماعيل وإسحاق وحميد، ثم مات أحمد بن أسد، واستخلف ابنه نصرًا على أعمالِه بسمرقند وما وراءها، فبقي عاملًا عليها إلى آخِرِ أيام الطاهريَّة, وفي هذه السَّنة ولى الخليفةُ المعتمِد نصرَ بن أحمد بلادَ ما وراء النهر، فجعل سمرقند قاعدةَ مُلكِه، وكان إسماعيلُ بن أحمد يخدُم أخاه نصرًا، فولَّاه بُخارى.  

العام الهجري : 451 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1059
تفاصيل الحدث:

كان السُّلطانُ طُغرلبك في قِلَّةٍ مِن العَسكرِ، بينما إبراهيمُ ينال كان قد اجتَمعَ معه كَثيرٌ من الأَتراكِ، وحَلفَ لهم أنَّه لا يُصالِح أَخاهُ طُغرلبك، ولا يُكَلِّفُهم المَسيرَ إلى العراقِ، وكانوا يَكرهونَه لِطُولِ مَقامِهم وكَثرةِ إخراجاتِهم، فلم يَقوَ به طُغرلبك، وأتى إلى إبراهيمَ محمدٌ وأَحمدُ ابنا أَخيهِ أرتاش في خَلْقٍ كَثيرٍ، فازداد بهم قُوَّةً، وازداد طُغرلبك ضَعْفًا، فانزاحَ من بين يَديهِ إلى الرَّيِّ، وكاتَبَ ألبَ أرسلان وإخوتَه وهُم أولادُ أَخيهِ داودَ، يَستَدعِيهم إليه، فجاؤوا بالعَساكِر الكَثيرةِ، فلَقِيَ إبراهيمَ بالقُربِ مِن الرَّيِّ، فانهزَمَ إبراهيمُ ومن معه وأُخِذَ أَسيرًا هو ومحمدٌ وأَحمدُ وَلَدا أَخيهِ، فأَمَرَ به فخُنِقَ بِوَتَرِ قَوسِه تاسعَ جُمادى الآخِرة، وقَتَلَ وَلَدا أَخيهِ معه، وكان إبراهيمُ قد خَرجَ على طُغرلبك مِرارًا، فعَفَا عنه، وإنَّما قَتلهُ في هذه الدَّفعةِ لأنَّه عَلِمَ أنَّ جميعَ ما جَرى على الخَليفةِ كان بِسَببهِ، فلهذا لم يَعْفُ عنه، ولمَّا قَتَلَ إبراهيمَ أَرسلَ طُغرلبك إلى هزارسب بالأهوازِ يُعرِّفهُ ذلك، وعنده عَميدُ المُلْكِ الكندرِيُّ، فسار إلى السُّلطانِ.

العام الهجري : 490 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1097
تفاصيل الحدث:

هو صاحبُ خراسانَ أرسلان أرغون بن ألب أرسلان السلجوقي: أخو السلطان ملكشاه. لما مات أخوه السلطان ملكشاه بادر أرسلان أرغون واستولى على خراسان، وتمكَّن من تملُّك بلخ ومرو وترمذ، وخرَّبَ سورَ نيسابور وغيرَها من المدائن، ووزَر له عمادُ الملك بن نظام الملك، ثم قَبَض عليه وأخذ منه ثلاثمائة ألف دينار وذبحه. وكان ظالِمًا شرس الأخلاق, قتل أرسلان أرغون بمرو، وكان سبب قتله أنه كان شديدًا على غلمانه، كثيرَ الإهانة لهم والعقوبة، وكانوا يخافونه خوفًا عظيمًا، فاتفق أنَّه طلب غلامًا له فدخل عليه وليس معه أحدٌ، فأنكر عليه تأخُّرَه عن الخدمة فاعتذَرَ، فلم يقبَلْ عُذرَه وضربه، فأخرج الغلامُ سكينًا معه وقتَلَه، وأُخِذَ الغلام، فقيل له: لمَ فعلتَ هذا؟ فقال: لأريحَ الناسَ مِن ظُلمِه. وكانت دولته أربع سنين، فلما عَلِمَ بمقتله السلطان بركيارق بن ملكشاه سار إلى خراسان واستولى عليها، وخطب لبركيارق أيضًا ببلاد ما وراء النهر، واستناب على خراسان أخاه الملك سنجر الذي امتدَّت أيامه.

العام الهجري : 630 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1232
تفاصيل الحدث:

قام الملك الكامِلُ الأيوبي صاحِبُ مصر بفتح آمد، وأخرجَ منها صاحبها الملك المسعود بن مودود بعد حصار طويل، وتسلم منه جميعَ القلاع التي كانت بيده، وبَقِيَ حِصنُ كيفا عاصيًا، فبعث الكامل أخاه الأشرف وأخاه شهاب الدين غازي، ومعهما صاحب آمد تحت الحوطة، فسألهم صاحِبُ آمد في تسليمِ الحصن فلم يسَلِّموا البلد، فعذَّبَه الأشرفُ عذابًا عظيمًا، وكان يُبغِضُه، ولا زال الأشرف يحاصر حصن كيفا حتى تسَلَّمَها، ووجد عند مسعود المذكور خمسمائة بنت من بنات الناس للفِراش، وكان الملك المسعود هو آخِرُ ملوك بني الأرتق، ثمَّ قام الملك الكامل بتوليةِ ابنه نجم الدين أيوب آمد وحصن كيفا، وأبقى الملك المسعود عنده في مصر، حبسه مدةً ثم أفرج عنه وأقطعه إمرةً في مصر.

العام الهجري : 91 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 709
تفاصيل الحدث:

افتتح موسى بن نصير جزيرتي مَيُورْقَة ومَنُورْقَة، وهما جَزيرَتان في البَحر بين جَزيرَة صِقِلِّيَّة وجَزيرَة الأَندَلُس؛ وتُسَمَّى هذه الغزوة غَزوَة الأَشْراف لِكَثرَة الأَشْراف الذين كانوا بها مِن أَشْراف العَرَب.

العام الهجري : 502 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1109
تفاصيل الحدث:

اصطلح عامةُ بغداد السُّنَّة والشيعة، وكان الشرُّ منهم على طول الزمان، وقد اجتهد الخلفاء والسلاطين والشُحن -المسؤولون عن ضبط الأمن- في إصلاح الحال، فتعذر عليهم ذلك إلى أن أذن الله تعالى فيه، وكان بغير واسطة، وكان السبب في ذلك أن السلطان محمدًا لما قَتَل ملك العرب صدقة خاف الشيعة ببغداد أهل الكرخ وغيرهم؛ لأن صدقة كان يتشيَّع هو وأهل بيته، فشنَّع أهل السُّنَّة عليهم بأنهم نالهم غمٌّ وهَمٌّ لقتله، فخاف الشيعة وأغضوا على سماع هذا، ولم يزالوا خائفين إلى شعبان، فلما دخل شعبان تجهَّز السُّنَّة لزيارة قبر مصعب بن الزبير، وكانوا قد تركوا ذلك سنين كثيرة، ومنعوا منه لِتُقطَعَ الفِتَنُ الحادثة بسببه، فلما تجهزوا للمسير اتفقوا على أن يجعلوا طريقهم في الكرخ، فأظهروا ذلك، فاتفق رأيُ أهل الكرخ على ترك معارضتهم، وأنهم لا يمنعونهم، فصارت السُّنة تسير أهل كل محلة منفردين، ومعهم من الزينة والسلاح شيءٌ كثير، وجاء أهل باب المراتب ومعهم فيل قد عُمِل من خشب، وعليه الرجال بالسلاح، وقصدوا جميعهم الكرخ ليعبروا فيه، فاستقبلهم أهله بالبخور والطيب، والماء المبرد، والسلاح الكثير، وأظهروا بهم السرور، وشيَّعوهم حتى خرجوا من المحلة، وخرج الشيعة ليلة النصف منه إلى مشهد موسى بن جعفر وغيره، فلم يعترضهم أحد من السُّنة، فعجب الناس لذلك، ولما عادوا من زيارة مصعب لقيهم أهل الكرخ بالفرح والسرور.

العام الهجري : 815 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1412
تفاصيل الحدث:

دار الأمرُ بين السلطان والأمراء العصاة عليه، وفي هذه الأثناء وفي يوم السبت خامس عشرين المحرم خلع الخليفة المستعين بالله الملكَ الناصر فرج من السلطنة، واتفق الأمراء على إقامة الخليفة المستعين بالله أبي الفضل العباس ابن الخليفة المتوكل على الله أبي عبد الله محمد ابن الخليفة المعتصم بالله أبي بكر ابن الخليفة المستكفي بالله أبي الربيع سليمان ابن الخليفة الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن الحسين في السلطنة؛ لتستقيم بسلطنته الأحوال، وتنفذ الكلمة، وتجتمع الناس على سلطان، وثبت خَلعُ الملك الناصر على القضاة، وأجمعوا على إقامة الخليفة سلطانًا، فامتنع الخليفة من ذلك غايةَ الامتناع، وخاف ألا يتمَّ له ذلك فيَهلِك، وصمم على الامتناع، وخاف من الملك الناصر خوفًا شديدًا، فلما عجز عنه الأمراء دبَّروا عليه حيلةً، وطلبوا الأمير ناصر الدين محمد بن مبارك شاه الطازي أخا الخليفة المستعين بالله لأمِّه، فندبوه بأن يركب ومعه ورقة تتضمن مثالب الملك الناصر ومعايبه، وأن الخليفة قد خلعه من المُلكِ وعزله من السلطنة، ولا يحل لأحد معاونته ولا مساعدته، فلما بلغ الخليفة ذلك لام أخاه ناصر الدين بن مبارك شاه على ذلك، وأيس الخليفة عند ذلك من انصلاح الملك الناصر له، فأذعن لهم حينئذ بأن يتسلطن؟ فبايعوه بأجمعهم، وحلفوا له بالأيمان المغلظة والعهود على الوفاء له وعلى القيام بنصرته ولزوم طاعته، وأما الملك الناصر فإنه لما تسلطن الخليفة، وخُلِعَ هو من المُلك، نفر الناس عنه وصاروا حزبين: حزبًا يرى أن مخالفة الخليفة كُفر، والناصر قد عُزِل من الملك، فمن قاتل معه فقد عصى اللهَ ورسوله، وحزبًا يرى أن القتال مع المَلِك الناصر واجب، وأنه باقٍ على سلطنته، ومن قاتله إنما هو باغٍ عليه وخارج عن طاعته، ومن حينئذٍ أخذ أمر الملك الناصر في إدبار.

العام الهجري : 783 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1381
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ المَلِكُ المنصور علي ابن الأشرف شعبان بن حسين الناصر بن المنصور قلاوون. مَرِضَ السلطان المنصور ولزم الفراش، حتى مات بين الظُّهرِ والعصر من يوم الأحد الثالث والعشرين صفر، ودفن من ليلته بعد عشاء الآخرة في تربةِ جَدَّتِه لأبيه خوند بركة بالقُبَّة التي بمدرستها بالتبانة، وكان الذي تولَّى تجهيزه وتغسيلَه ودَفْنَه الأميرَ قطلوبغا الكوكائي، وكانت مُدَّة سلطنته على ديار مصر خمس سنين وثلاثة أشهر وعشرين يومًا، ومات وعُمُرُه اثنتا عشرة سنة، ولم يكن في سلطنته سوى مجرَّد الاسم فقط، وإنما كان أمرُ المملكة في أيام سلطنته إلى قرطاي أولًا ثم إلى برقوق آخِرًا، وهو كالآلة معهم لصِغَرِ سنه ولغَلَبَتِهم عليه، وتسَلْطَنَ مِن بعده أخوه أمير حاج ابن الملك الأشرف شعبان بن حسين، ولم يَقدِرْ برقوق- مع ما كان عليه من العظمة- أن يتسلطَنَ، وتلَقَّبَ بالمَلِك الصالح، ولما تمَّ أمرُ الملك الصالح هذ،ا ألبسوه خِلعةَ السلطنة، وركب من باب الستارة بأُبَّهة الملك، وبرقوقٌ والأمراءُ مُشاةٌ بين يديه، إلى أن نزل إلى الإيوان بقلعة الجبل، وجلس على كرسيِّ المُلك، وقَبَّلَت الأمراءُ الأرض بين يديه، ثم مُدَّ السِّماطُ وأكَلَت الأمراء، ثم قام السلطانُ الملك الصالح ودخل القصر، وخلع على الخليفةِ المتوكِّلِ على اللهِ خِلعةً جميلة، ونودي بالقاهرةِ ومصر بالأمانِ والدعاء للملك الصالح حاجي، وخلع السُّلطانُ على الأتابك برقوق، واستقر على عادته أتابكَ العساكِرِ ومُدَبِّرَ الممالك؛ لصغر سن السلطان، وكان سن السلطان يوم تسلطن نحو تسع سنين تخمينًا.

العام الهجري : 202 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 817
تفاصيل الحدث:

بايع أهلُ بغداد إبراهيمَ بن المهدي بالخلافة، ولقَّبوه المبارك، وخلعوا المأمون، وبايعه سائِرُ بني هاشم، فكان المتولِّي لأخذ البيعةِ المطَّلِب بن عبدالله بن مالك، فكان الذي سعى في هذا الأمر السِّندي، وصالحًا صاحِبَ المصلَّى، ونَصيرًا الوصيفَ، وغيرَهم؛ غضبًا على المأمونِ حين أراد إخراجَ الخلافة من ولَدِ العباس، ولِتَركِه لباسَ آبائِه من السَّواد. فلما فرغَ مِن البيعةِ وعد الجُندِ رِزقُ سِتَّة أشهر، ودافَعَهم بها فشَغَّبوا عليه، فأعطاهم لكلِّ رجلٍ مائتي درهم، وكتب لبعضِهم إلى السَّوادِ بقيَّة مالهم حنطةً وشعيرًا فخرجوا في قبضها فانتهبوا الجميعَ، وأخذوا نصيبَ السُّلطانِ وأهلِ السواد، واستولى إبراهيمُ على الكوفة والسوادِ جميعِه، وعسكَرَ بالمدائن، واستعمل على الجانبِ الغربيِّ مِن بغداد العباسَ بنَ موسى الهادي، وعلى الجانب الشرقيِّ منها إسحاقَ بن موسى الهادي.