الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2508 ). زمن البحث بالثانية ( 0.013 )

العام الهجري : 559 العام الميلادي : 1163
تفاصيل الحدث:

كان خان خانان الصيني ملك الخطا قد فوَّض ولاية سمرقند وبخارى إلى الخان جغري خان بن حين تكين، واستعمله عليها، وهو مِن بيت الملك، قديم الأبوة، فبقي فيها مدبِّرًا لأمورها، فلما كان الآن أرسل إليه ملك الخطا بإجلاء الأتراك القارغلية من أعمال بخارى وسمرقند إلى كاشغر، وأن يتركوا حمل السلاح ويشتغلوا بالزراعة وغيرها من الأعمال، فتقدم جغري خان إليهم بذلك، فامتنعوا، فألزمهم وألحَّ عليهم بالانتقال، فاجتمعوا وصارت كلمتُهم واحدة، فكثُروا وساروا إلى بخارى، فأرسل الفقيهُ محمد بن عمر بن برهان الدين عبد العزيز بن مازة، رئيس بخارى، إلى جغري خان يعلمه ذلك ويحثه على الوصول إليهم بعساكره قبل أن يَعظُم شَرُّهم، وينهبوا البلاد، وأرسل إليهم ابن مازة يقول لهم: إن الكُفَّار بالأمس لما طَرَقوا هذه البلاد امتنعوا عن النهب والقتل، وأنتم مسلمون غزاة، يَقبُح منكم مدُّ الأيدي إلى الأموال والدماء، وأنا أبذلُ لكم من الأموال ما تَرضَون به لتكفوا عن النَّهبِ والغارة؛ فترددت الرسلُ بينهم في تقرير القاعدة، وابن مازة يطاوِلُ بهم ويمادي الأيام إلى أن وصل جغري خان، فلم يشعُر الأتراك القارغلية إلا وقد دهمَهم جغري خان في جيوشه وجموعه بَغتةً ووضع السيف فيهم، فانهزموا وتفَرَّقوا، وكثر القتلُ فيهم والنهب، واختفى طائفةٌ منهم في الغياض والآجام، ثم ظفر بهم أصحابُ جغري خان فقَطَعوا دابرهم، ودفعوا عن بخارى وضواحيها ضَرَرَهم، وخَلَت تلك الأرضُ منهم.

العام الهجري : 564 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1169
تفاصيل الحدث:

هو الملك المنصور أبو الحارث أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مروان عم صلاح الدين, وأصلُه من الأكراد الروادية، وهذا النَّسلُ هم أشرف الأكراد. كان شاوِر وزيرَ العاضد العُبيدي, فقدم إلى الشام يستنجِدُ بنور الدين سنة 559 على خَصِمه ضرغام. فسير معه جماعة من عسكره، وجعل مُقَدَّمَهم أسدَ الدين شيركوه، وقَدِموا مصر، وغدر بهم شاوِر ولم يفِ بما وعدهم به، فعادوا إلى دمشق، ثم عاد شيركوه إلى مصر في شهر ربيع الأول سنة 562، وكان توجهه إليها رغبةً في مِلكِها, فجَرَت عدة وقائع مع شاور. توجَّه خلالها صلاح الدين إلى الإسكندرية وحَكَمها، ثمَّ جرى صلحٌ بين شيركوه وبين المصريين، وسَيَّروا له صلاح الدين، وعاد إلى الشام، ولَمَّا وصل الفرنج إلى بلبيس وملكوها وقتلوا أهلها سنة 564، سيَّروا إلى أسد الدين وطلبوه ومنَّوه ودخلوا في مرضاته لأن يُنجِدَهم، فمضى إليهم وطرَدَ الفرنج عنهم. وكان وصولُه إلى مصر في شهر ربيع الأول، وعزم شاوِر على قتله وقتلِ الأمراء الكبار الذين معه، فبادروه وقتَلوه, فتولى أسدُ الدين الوزارة يوم الأربعاء سابع عشر شهر ربيع الآخر سنة 564، ولما ثبتت قدَمُه بمصر، وظنَّ أنه لم يبقَ له مُنازِع، أتاه أجَلُه فجأةً، فتوفي يوم السبت الثاني والعشرين من جمادى الآخرة، بالقاهرة، ودُفِنَ بها، ثم نقل إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد مدة بوصية منه، وكانت ولايتُه شهرين وخمسة أيام، وتولى مكانَه صلاح الدين, ولم يُخَلِّف ولدًا سوى ناصر الدين محمد بن شيركوه الملقب بالملك القاهر.

العام الهجري : 686 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1287
تفاصيل الحدث:

توجَّه الأميرُ حُسام الدين طرنطاي نائبُ السُّلطة على عسكرٍ كثيرٍ لقتالِ الأمير شمسِ الدين سنقر الأشقر بصهيون، وسَبَبُ ذلك أنَّ السُّلطانَ لَمَّا نازَل المرقب وهي بالقربِ من صهيون، لم يحضُرْ إليه سنقر الأشقر، وبعث إليه ابنَه ناصرَ الدين صمغار، فأسَرَّها السلطانُ في نفسِه، ولم يمكِّنْ صمغار من العودِ إلى أبيه وحَمَله معه إلى مصر، واستمَرَّ الحالُ على ذلك حتى هذه السنة، فسار طرنطاي ونازل صهيونَ حتى بعث الأشقر يطلُبُ الأمانَ فأمَّنَه، ونزل سنقر إليه ليسَلِّمَ الحصن، فخرج طرنطاي إلى لقائِه ماشيًا، فنزل سنقر عندما رآه وتعانقا، وسار سنقر إلى مخيم طرنطاي، وقد خلع طرنطاي قباءَه وفَرَشه على الأرض ليمشيَ عليه سنقر، فرفع سنقر القباءَ عن الأرض وقَبَّله ثمَّ لَبِسَه، فأعظم طرنطاي ذلك من فِعلِ سنقر، وشَقَّ عليه وخَجِلَ، وأخذ يعامل سنقر من الخدمة بأتمِّ ما يكون، وتسَلَّمَ طرنطاي حصن صهيون، ورتَّبَ فيه نائبًا وواليًا وأقام به رجالًا، بعد ما أنفق في تلك المدَّة أربعَمائة ألف درهم في العسكر الذي معه، فعتب عليه السلطانُ، ثم سار طرنطاي إلى مصر ومعه سنقر الأشقر حتى قَرُب من القاهرة، فنزل السلطان من قلعة الجبل، وهو وابنُه الملك الصالح علي، وابنُه الملك الأشرف خليل، وأولاد الملك الظاهر، في جميعِ العساكر إلى لقاءِ سنقر الأشقر، وعاد به إلى القلعةِ، وبعث إليه الخِلَع والثيابَ وحوائِصَ الذَّهَب والتُّحَف والخيولَ، وأنعم عليه بإمرةِ مائة فارس وقَدَّمَه على ألف، فلازم سنقر الخِدمةَ مع الأمراءِ إلى سابع عِشْرِي شهر رجب، وخرج السلطان من قلعة الجبل سائرًا إلى الشام، فأقام بتل العجول ظاهِرَ غَزَّة.

العام الهجري : 887 العام الميلادي : 1482
تفاصيل الحدث:

كان الأمير أبو الحسن علي بن سعد ملك غرناطة متزوجًا بعائشة الحرة ابنة عمه الأمير محمد الأيسر وله منها ولدان محمد ويوسف, وكان من جملة انهماك الأمير أبي الحسن في الملذات أنه اصطفى على زوجته رومية اسمُها ثريا وهجر ابنة عمه وأولادها منه، فأدرك ابنة عمه من الغيرة ما يدرك النساء على أزواجهن، ووقع بينهما نزاع كثير وقام الأولاد محمد ويوسف مع أمهما وغلظت العداوة بينهم، وكان الأمير أبو الحسن شديد الغضب والسطوة، فكانت الأم تخاف على ولديها منه، فبقيت الحال كذلك مدة والأمير مشتغل باللذات منهمك في الشهوات، ووزيره يضبط المغارم, وفي يوم انتصار المسلمين على النصارى في موقعة لوشة بلغ الخبر لمن كان فيها أن ابني الأمير أبي الحسن محمد ويوسف هربا من القصبة خوفًا من أبيهما؛ وذلك أن شياطين الإنس صاروا يوسوسون لأمهما عائشة ويخوفونها عليهما من سطوة أبيهما ويغوونها مع ما كان بينها وبين مملوكة أبيهما الرومية ثرية من الشحناء، فلم يزالوا يغوونها حتى سمحت لهم بهما فاحتالت عليهما بالليل وأخرجتهما إليهم وساروا بهما إلى وادي آش، فقام أهل وادي آش بدعوتهما ثم قامت غرناطة أيضًا بدعوتهما واشتعلت نار الفتنة ببلاد الأندلس، ووقعت بينهم حروب بينهم إلى أن قتل الوالد ولَدَه ولم تزل نار الفتنة مشتعلة وعلاماتها قائمة في بلاد الأندلس، والعدو مع ذلك كله مشتغل بحيلته في أخذ الأندلس, ويعمل على اتحاد كلمتهم حتى تزوج فرناندو ملك أراجون من إيزابيلا ملكة قشتالة، واتحدت الممالك الصليبية في إسبانيا لأول مرة في تاريخها ضد المسلمين.

العام الهجري : 73 العام الميلادي : 692
تفاصيل الحدث:

في عَهدِ عبدِ الملك بن مَرْوان ثار الخَوارِجُ في البَحرينِ بزَعامَةِ عبدِ الله بن قيسٍ المعروف بأبي فُدَيْكِ, وأَخرَجَهم منها المُغيرةُ بن المُهَلَّب بن أبي صُفْرَة بعدَ مَعركةٍ قُتِلَ فيها أبو فُدَيكٍ.

العام الهجري : 424 العام الميلادي : 1032
تفاصيل الحدث:

ثارت الأتراك بالمَلِك جلالِ الدَّولة البويهي ليأخُذوا أرزاقَهم، وأخرجوه من دارِه، ورسَموا عليه في المسجِدِ، وأُخرِجَت حريمُه، فذهب في اللَّيلِ إلى دار الشَّريفِ المرتضى فنزلها، ثمَّ اصطلحت الأتراكُ عليه وحَلَفوا له بالسَّمعِ والطاعة، وردُّوه إلى دارِه.

العام الهجري : 540 العام الميلادي : 1145
تفاصيل الحدث:

سار أسطول الفِرنجِ مِن صقليَّةَ، فاحتَلُّوا جزيرةَ قرنةَ مِن إفريقيَّة، فقتَلُوا رجالَها، وسَبَوا حَريمَهم، فأرسل الحسَنُ صاحِبُ إفريقيَّةَ إلى رجار مَلِك صقليَّة يُذَكِّرُه العُهودَ التي بينهم، فاعتذَرَ بأنَّهم غيرُ مُطيعينَ له.

العام الهجري : 652 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1254
تفاصيل الحدث:

وقع الصُّلحُ بين الملك الناصر صاحِبِ دمشق وبين الفرنجِ أصحابِ عكَّا، لمدة عشر سنين وستة أشهر وأربعين يومًا أولُها مُستهَلَّ المحرم، على أن يكونَ للفرنجِ مِن نهر الشريعة مغربًا، وحلف الفريقانِ على ذلك.

العام الهجري : 950 العام الميلادي : 1543
تفاصيل الحدث:

بعد طردِ خيرِ الدين بربروسا الإسبانَ من مدينة نيس وتسليمِها للفرنسيين استقَرَّ بأسطوله في مدينة طولون الفرنسية، وجعلَها قاعدةً للجيشِ الإسلاميِّ وأسطولِه، بعد أن غادرَها معظَمُ سكانِها بأمرِ ملك فرنسا وتركوها في أيدي المسلمين.

العام الهجري : 1431 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 2010
تفاصيل الحدث:

شَنَقت السلطاتُ الإيرانيةُ عبدَ الملك ريغي رحمه الله زعيمَ حركة جُندِ الله السنيةِ، بتُهمة الإرهابِ، وكانت السلطاتُ الإيرانيةُ أعدَمَت أيضًا شقيقَ ريغي شنقًا في جنوب شرق إيران قبل ذلك بشهرٍ بالتُّهمةِ نَفسِها.

العام الهجري : 407 العام الميلادي : 1016
تفاصيل الحدث:

اقتَسَم أصحابُ الأطرافِ والرُّؤَساءُ حُكمَ بلادِ الأندلُسِ، وصاروا طوائِفَ مُتناحِرةً، فقُرطبةُ استولى عليها أبو الحَسَنِ بنُ جهور، وكان مِن وزراء الدَّولة العامريَّة، وبقِيَ كذلك إلى أن مات سنةَ خمسٍ وثلاثين وأربعِمِئَة، وقام بأمِرِ قُرطبةَ بَعدَه ابنُه أبو الوليد مُحمَّدُ بنُ جهور، وأمَّا إشبيليَّةُ فاستولى عليها قاضيها أبو القاسمِ مُحمَّدُ بنُ إسماعيلَ بنِ عَبَّاد اللخمي. لَمَّا انقَسَمَت مملكةُ الأندلُسِ، شاع أنَّ المؤيَّدَ هشامَ بنَ الحَكَمِ الذي اختفى خبَرُه قد ظهر وسار إلى قلعةِ رباح، وأطاعه أهلُها، فاستدعاه ابنُ عَبَّاد إلى إشبيليَّة، فسار إليه وقام بنَصرِه، وأمَّا بطليوس فقام بها سابورُ الفتى العامريُّ، وتلقَّبَ سابور بالمنصورِ، ثم انتَقَلت من بعدِه إلى أبي بكر مُحمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ مَسلَمةَ، المعروفِ بابنِ الأفطس، وتلَقَّبَ بالمظَفَّر، وأصلُ ابنِ الأفطَسِ مِن بربر مِكناسة، وأمَّا طُلَيطِلةُ فقام بأمْرِها ابنُ يعيشَ، ثمَّ صارت إلى إسماعيلَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عامر بنِ ذي النون، وتلَقَّب بالظَّافِرِ بحَولِ الله، وأصلُه من البربَرِ، ثمَّ ملَكَ بعدَه ولَدُه يحيى بنُ إسماعيلَ، ثُمَّ أخَذَت الفِرنجُ منه طُلَيطِلةَ في سنة 477، وصار هو ببلنسيَّة، وأقام هو بها إلى أن قتَلَه القاضي ابنُ جحاف الأحنف. وأمَّا سَرقَسطة والثَّغرُ الأعلى، فصارت في يدِ مُنذِرِ بنِ يحيى، ثمَّ صارت سَرقَسطة وما معها بعدَه لوَلَدِه يحيى بنِ مُنذِر بن يحيى، ثم صارت لسُليمانَ بنِ أحمَدَ بنِ مُحمَّد بن هود الجذاميِّ، وتلقَّبَ بالمُستعين بالله، وأمَّا طرطوشة فوَلِيَها لَبيبُ بنُ الفتى العامريِّ. وأمَّا بلنسيَّة فكان بها المنصورُ أبو الحَسَنِ عبدُ العزيز المغافري، ثم انضاف إليه المريةُ، ثمَّ مَلكَ بعدَه ابنُه مُحمَّدُ بنُ عبدِ العزيز، ثم غَدَرَ به صِهرُه المأمونُ بنُ ذي النُّون، وأخَذَ المُلكَ مِن محمَّدِ بنِ عبدِ العزيز في سنة 457. وأمَّا السَّهلةُ فمَلَكَها عَبُّود بنُ رزين، وأصلُه بربري. وأمَّا دانية والجزائرُ فكانت بيَدِ المُوفَّقِ بنِ أبي الحُسَينِ مُجاهِد العامريِّ. وأمَّا مرسيَّةُ فوَلِيَها بنو طاهرٍ، واستقامت لأبي عبدِ الرَّحمنِ منهم، إلى أن أخَذَها منه المُعتَمِدُ بنُ عباد. ثمَّ عصى بها نائبُها عليه، ثمَّ صارت للمُلَثَّمين. وأمَّا المرية فمَلَكَها خيران العامريُّ، ثم ملك المريةَ بعدَه زُهَيرٌ العامريُّ، واتسَعَ مُلكُه إلى شاطبة، ثمَّ قُتِلَ وصارت مملكَتُه إلى المنصورِ عبدِ العزيز بن عبد الرَّحمنِ المنصورِ بنِ أبي عامر، ثمَّ انتقَلَت حتى صارت للمُلَثَّمينَ, وأمَّا غِرناطةُ فمَلَكَها حبوسُ بنُ ماكس الصِّنهاجيُّ, وأمَّا مالقة فمَلَكَها بنو عليِّ بنِ حَمُّود العَلَويُّ، فلم تَزَلْ في مَملكةِ العَلَويِّينَ يُخطَبُ لهم فيها بالخِلافةِ، إلى أن أخَذَها منهم باديسُ بنُ حبوس صاحِبُ غرناطة. فهذه صورةُ تَفَرُّقِ ممالكِ الأندلُسِ، بعد ما كانت مُجتَمِعةً لخُلَفاءِ بني أمَيَّةَ.

العام الهجري : 4 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 625
تفاصيل الحدث:

كان سببُها أنَّه لمَّا قُتِلَ أصحابُ بِئرِ مَعونةَ مِن أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا سبعين، وأَفْلَتَ منهم عَمرُو بنُ أُميَّةَ الضَّمريُّ، فلمَّا كان في أَثناءِ الطَّريقِ راجعًا إلى المدينةِ قَتَلَ رجُلينِ مِن بني عامرٍ، وكان معهما عهدٌ مِن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأَمانٌ لم يَعلَمْ به عَمرٌو، فلمَّا رجَع أَخبرَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم... فخرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى بني النَّضيرِ يَستَعينُهم في دِيَةِ ذَيْنِكَ الرَّجلينِ، وكانت مَنازِلُ بني النَّضيرِ ظاهِرَ المدينةِ على أَميالٍ منها شَرقِيَّها. قال محمَّدُ بنُ إسحاقَ بنِ يَسارٍ في كتابِه السِّيرة: ثمَّ خرج رسولُ الله إلى بني النَّضيرِ، يَستَعينُهم في دِيَةِ ذَيْنِكَ القَتيلَينِ مِن بني عامرٍ، اللَّذينِ قَتَلَ عَمرُو بنُ أُميَّةَ الضَّمريُّ؛ للجِوارِ الذي كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عقَد لهما.... فلمَّا أتاهُم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يَستَعينُهم في دِيَةِ ذَيْنِكَ القَتيلينِ قالوا: نعم، يا أبا القاسمِ، نُعينُك على ما أَحببتَ، ممَّا اسْتعَنتَ بِنا عليه. ثمَّ خلا بعضُهم ببعضٍ فقالوا: إنَّكم لن تَجِدوا الرَّجلَ على مِثلِ حالِه هذه -ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى جَنبِ جِدارٍ مِن بُيوتِهم- فَمَن رجلٌ يَعلو على هذا البيتِ، فيُلقي عليه صَخرةً، فيُريحُنا منه؟ فانْتدَب لذلك عَمرُو بنُ جَحَّاشِ بنِ كعبٍ أحدُهم، فقال: أنا لذلك. فصعَدَ ليُلقِيَ عليه صَخرةً كما قال، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في نَفَرٍ مِن أصحابِه، فيهم أبو بكرٍ وعُمَرُ وعليٌّ رضي الله عنهم. فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم الخبرُ مِن السَّماءِ بما أراد القومُ، فقام وخرج راجعًا إلى المدينةِ، فلمَّا اسْتَلْبَثَ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أصحابُه قاموا في طَلبِه فلَقوا رجلًا مُقبِلًا مِنَ المدينةِ، فسألوهُ عنه، فقال: رأيتُه داخلًا المدينةَ. فأقبل أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم حتَّى انتهوا إليه، فأخبرَهُم الخبرَ بما كانت يَهودُ أرادت مِنَ الغَدْرِ به، وأمَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بالتَّهَيُّؤِ لِحربِهم والمَسيرِ إليهم. ثمَّ سار حتَّى نزل بهم فتَحصَّنوا منه في الحُصون، فأمَر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقطعِ النَّخلِ والتَّحريقِ فيها. فنادوهُ: أن يا محمَّدُ، قد كنتَ تَنهى عن الفسادِ وتَعيبُه على مَن صنَعه، فما بالُ قطعِ النَّخلِ وتَحريقِها؟! وقد كان رَهْطٌ مِن بني عَوفِ بنِ الخَزرجِ، منهم عبدُ الله بنُ أُبَيٍّ بن ابنُ سَلولَ، ووَديعَةُ، ومالكُ بنُ أبي قَوْقَلٍ، وسُوَيدٌ، وداعِسٌ، قد بعثوا إلى بني النَّضيرِ: أنِ اثْبُتوا وتَمَنَّعوا فإنَّا لن نُسْلِمَكُم، إن قوتِلْتُم قاتلنا معكم، وإن أُخرِجتُم خَرَجنا معكم فتَرَبَّصوا ذلك مِن نَصرِهم، فلم يفعلوا، وقذف الله في قلوبهم الرُّعبَ، فسألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أن يُجْلِيَهم ويَكُفَّ عن دِمائهِم، على أنَّ لهم ما حمَلتِ الإبلُ مِن أموالهِم، إلَّا الحَلَقَةَ، ففعَل، فاحتملوا مِن أموالهم ما اسْتقلَّتْ به الإبلُ، فكان الرَّجلُ منهم يَهدِم بيتَه عن نِجافِ بابِه، فيضَعُه على ظهرِ بَعيرهِ فينطلِقُ به، فخرجوا إلى خيبر، ومنهم مَن سار إلى الشَّامِ، وخَلَّوْا الأموالَ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فكانت لِرسولِ الله خاصَّةً)، وقد ثبَت في البُخاريِّ أنَّ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قد أَجلى بني النَّضيرِ. وفيهم نزلت سورةُ الحَشْرِ.

العام الهجري : 862 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1458
تفاصيل الحدث:

وقع حريق عظيم بساحل بولاق لم يُسمَعْ بمثله في سالف الأعصار إلا قليلًا، بحيث إنَّه أتى على غالب أملاك بولاق من ساحل النيل إلى خط البوصة التي هي محل دفن أموات أهل بولاق، وعجز الأمراء والحكام عن إخماده، وكان من أمر هذا الحريق أنه لما كان صبيحة يوم الجمعة سادس رجب هبت ريح عظيمة وعظمت حتى اقتلعت الأشجار وألقت بعض المباني، واستمرت في زيادة ونمو إلى وقت صلاة الجمعة، فلما كان وقت الزوال أو بعده بقليل احترق ربع الحاج عبيد البرددار بساحل البحر، وذهب الربع في الحريق عن آخره ومات فيه جماعة من الناس، كل ذلك في أقل من ساعة رمل، ثم انتقلت النار إلى ربع القاضي زين الدين أبي بكر بن مزهر وغيره، وهبت الرياح وانتشرت النيران على الأماكن يمينًا وشمالًا، وحاجب الحجَّاب وغيره من الأمراء والأعيان وكل أحد من الناس في غاية الاجتهاد في تخميد النار بالطفي والهدم، وهي لا تزداد إلا قوة وانتشارًا على الأماكن، إلى أن وصلت النار إلى ربع الصاحب جمال الدين ناظر الجيش والخاص، وإلى الحواصل التي تحته، وأحرقت أعلاه وأسفله، وذهب فيه من بضائع الناس المخزونة فيه ما لا ينحصر كثرة، وسارت النار إلى الدور والأماكن من كل جهة، هذا وقد حضر الحريق جميع أمراء الدولة بمماليكهم وحواشيهم، شيئًا بعد شيء، والأمر لا يزداد إلا شدة، إلى أن صار الذي حضر من الناس لأجل طفي النار كالمتفرِّج من عِظَم النار والعجز عن إخمادها، وصارت النار إذا وقعت بمكان لا تزال به حتى يذهب جميعه، ويضمحل عن آخره، فعند ذلك فطن كل أحد أن النار تسير من دار إلى دار إلى أن تصل إلى القاهرة؛ لعِظَم ما شاهدوا من هولها، والريح يتداول هبوبها من أول النهار إلى نصف الليل؛ ولشدة هبوب الريح صارت رياحًا؛ لأنها بقيت تهب من سائر الجهات، فيَئِس كل من كان له دار تحت الريح، وتحقق زوالها، وشرع في نقل متاعه وأثاثه، واستمر الأمراء والأعيان يشاهدون الحريق، ويطفئون ما قدروا عليه من أطراف المواضع المنفردة؛ وأما الحريق العظيم فلا يستجرئ أحد أن يقربه لعِظَمِه، بل يشاهدونه من بعيد، واستمروا على ذلك إلى بعد أذان عشاء الآخرة، ثم ذهب كل واحد إلى داره والنار عمالة إلى نصف الليل، فأخذ أمر الريح في انحطاط، فعند ذلك اجتهد كل أحد في إخمادها، وأقاموا على ذلك أيامًا كثيرة، والنار موجودة في الأماكن والجُدُر والحيطان، والناس تأتي لبولاق أفواجًا للفرجة على هذا الحريق العظيم، فكان عدة ما احترق فيه من الأرباع زيادة على ثلاثين رَبْعًا، كل رَبْع يشتمل على مائة سكن وأكثر، وما به من الحوانيت والمخازن ما خلا الدور والأماكن والأفران والحوانيت وغير ذلك، وقد اختُلِفَ في سبب هذا الحريق على أقوال كثيرة، منهم من قال: إنها صاعقة نزلت من السماء، ومنهم من قال: إن الأرض كأن النار تنبع منها، ثم بعد ذلك بأيام أشيع أن الذي كان يفعل ذلك ويلقي النار في الأماكن هم جماعة من القرمانية ممن أحرق العسكر المصري أمكنَتَهم لما توجهوا إلى تجريدة ابن قرمان، وشاع القولُ في أفواه الناس، ثم ظهر للناس بعد ذلك أن الذي صار يحرق من الأمكنة بالقاهرة وغيرها بعد حريق بولاق إنما هو مِن فِعلِ المماليك الجلبان، لينهبوا ما في بيوت الناس عندما تُحرق، فإنه تداول إحراق البيوت أشهرًا، ثم تداول الحريق بعد ذلك بخط بولاق والقاهرة، وقوي عند الناس أن الذي يفعل ذلك إنما هو من تركمان ابن قرمان، ثم وقع الحريق أيضًا في شعبان بأماكن كثيرة، وتداول الحريق بالقاهرة وظواهرها، وضرَّ ذلك كثيرًا بحال الناس، وقد قوي عندهم أن ذلك من فعل القرمانية والمماليك الأجلاب: يعنون بالقرمانية والأجلاب أن القرمانية إذا فعلوا ذلك مرةً ويقع الحريق، فتَنهَبُ المماليك الأقمشة وغيرها لِما يطلبون الدور المحروقة للطفي، فلما حسن ببال المماليك ذلك صاروا يفعلون ذلك.

العام الهجري : 101 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 720
تفاصيل الحدث:

دامَت خِلافَةُ عُمَر بن عبدِ العزيز سَنَتينِ وخَمسة أَشهُر، فلمَّا تُوفِّي صارت الخِلافَةُ إلى يَزيد بن عبدِ الملك بِناءً على الكِتاب الذي كَتبَه سُليمانُ أن يَلِيَ الأمْرَ بعدَ عُمَر يَزيدُ فصار بذلك الخَليفَة.

العام الهجري : 201 العام الميلادي : 816
تفاصيل الحدث:

افتتح عبدُ الله بن خرداذبة والي طبرستان البلاذرَ، والشيزرَ، من بلاد الديلم، وافتتح جبالَ طبرستان، فأنزل شهريار بن شروين عنها، وأشخَصَ مازيار بن قارن إلى المأمون، وأسَرَ أبا ليلى ملكَ الديلم.