الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3041 ). زمن البحث بالثانية ( 0.011 )

العام الهجري : 926 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1520
تفاصيل الحدث:

بعد قيام العثمانيين بالقضاء على الدولة المملوكية في مصر بدؤوا بالاستعداد لمنازلة البرتغاليين في البحار الشرقية بوجه عام، والبحر الأحمر بوجه خاص؛ ليتصدوا بذلك للمشاكل الاقتصادية والسياسية التي واجهوها بعد قيام البرتغاليين بتحويل طريقِ التجارة البحرية عبر البحرِ الأحمر والخليج العربي إلى رأس الرجاء الصالح من ناحية، ولمواجهة تحالف البرتغاليين مع الدولة الصفوية في إيران- التي كانت علاقتها عدائيَّة بالدولة العثمانية- من ناحية ثانية، ولصد الخطر البرتغالي الذي يهدد الأماكن المقدسة في الحجاز من ناحية ثالثة؛ حيث أصحبت مواجهة العثمانيين للبرتغاليين ضرورةً حتمية. فاتصل السلطان بدر أبو طويرق الكثيري سلطان حضرموت بالعثمانيين بعد أن أصبحوا أكبَرَ قوة إسلامية في ذلك الوقت معلنًا ولاءه للدولة العثمانية واستعدادَه للدخول في طاعتهم؛ بدافع الحصول على الأسلحة النارية وعلى الدعم العسكري منهم؛ لصد الهجمات البرتغالية على اليمن وقهْر خصومه المحليين الذين ينازعونه السلطة والنفوذ في حضرموت، وقد تمكن من تحقيق ذلك بالفعل؛ ففي شهر جمادى الآخرة من هذه السنة وصلت إلى مدينة الشحر بساحل حضرموت فرقةٌ من الجنود العثمانيين بقيادة ضابط كبير يسمى رجب، نجحت في ردع غزو البرتغاليين لليمن, وكان وصول القوات التركية تتويجًا للاتصالات التي أجراها السلطان بدر أبو طويرق مع الضباط العثمانيين خلال مرورهم بالقرب من ساحل مدينة الشحر في أثناء فترة وجودهم ضمن قوة المماليك الموجودة في منطقة زبيد باليمن، والتي أعلنت اعترافها بالسيادة العثمانية بعد سقوط دولة المماليك في مصر.

العام الهجري : 1206 العام الميلادي : 1791
تفاصيل الحدث:

كان السلطانُ سليم الثالث منذ أن تولَّى السلطنةَ سنة 1203هـ يدرِكُ أنَّ البلادَ بحاجة إلى إصلاحاتٍ داخليةٍ في كافةِ المجالات لا سيَّما الحربية؛ حيث إنَّ ضَعفَ سلطات استانبول سبَّب استئثار بعض الولاة بولاياتِهم وامتناعِهم عن دفعِ الأموال المتَّفَق عليها للخزينةِ السلطانية، وبعد هدوء القتالِ على الجبهات الخارجية انصرف السلطانُ سليم للإصلاحات الداخلية، فبدأ بتعيين أحدِ الشبَّان، وهو كوشك حسين باشا قبودانا عاما، وقد كان ملمًّا ودارسًا لأحوال أوروبا، فبذل جهدَه بإخلاص لتنقية الطرقِ التجارية البحرية من القراصنة، وأصلح الثغورَ وأنشأ القلاعَ عليها، وبنى عدَّةَ مراكِبَ حربية على أحدثِ الأنماط الفرنسية والإنجليزية، وجلب العديدَ من المهندسين الأوروبيين المهَرة لِصَبِّ معظم قوالب المدفعية في طوبخانات الدولة، كما قام السلطانُ بإنشاء سفارات دائمة لدى دول أوروبا الكبرى، واستغلَّ انشغال الأوروبيين بمحاربة حكومةِ الثورة الفرنسية لتحديثِ الدولة العثمانية وجيشِه، فاستقدمَ العديدَ مِن الخبراء والضباط الفرنسيين لتدريبِ وتحسين العساكر العثمانيَّة، وعَمِل كوشك على إصلاحِ مدارس البحرية والمدفعية (الطوبجية)، وجهَّز مكتبة لمدرسة المدفعية وضع فيها أحدث ما سُطرَ عن فنِّ الحرب والرياضيات، وترجم كتُبَ المهندس الفرنسي فوبان عن فنون الاستحكامات, كما عَمِل سليم الثالثِ على وَضعِ خطةٍ جادَّةٍ لتوسيع رقعةِ التعليم في الدولة، فافتتح العديدَ مِن المدارس والمعاهد، وكان لهذه التحديثات ردود فعل سلبية جدًّا من الانكشارية؛ ممَّا دفعهم للثورة على السلطان سليم وعزله سنة 1222هـ.

العام الهجري : 1245 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1830
تفاصيل الحدث:

حَكَم المماليكُ في العراق 1189 - 1247هـ، 1775 - 1831م. وأدَّى ضَعفُ السُّلطة المركزية والانحسارُ الفِعليُّ للوجودِ العثماني المباشِر عن أقاليمَ عديدة، إلى قيامِ سُلُطاتٍ محليَّةٍ قوية تمكَّنت مِن ملءِ الفراغ الناجم عن ذلك الانحسارِ، فظهرت سُلطةُ المماليك في العراق. وتميَّزت فَترةُ حكم المماليك بتعاقُبِ وُلاةٍ مماليكَ على السُّلطةِ في بغداد، وظهور دورٍ ملحوظٍ للقُوى الأوروبية في إسنادِ ترشيحِ أحَدِ الأغوات المماليك لولايةِ بغداد، ممن يَجِدون في تعيينه ما يحقِّقُ لهم مزيدًا من المصالحِ في العراقِ؛ الأمرُ الذي أضاف عاملًا جديدًا في إبقاءِ السلطة بيَدِ المماليك، وترسيخِ السيطرة العثمانية غيرِ المباشرة، فكان تعيينُ سليمان باشا الكبير سنة 1194هـ، 1780م بدعمِ كُلٍّ مِن المقيم البريطاني في البصرة، والسفير البريطاني في استانبول. كما جاء تعيينُ خَلَفِه علي باشا سنة 1802م بتدخُّل من المقيم البريطاني في بغداد، بينما وصل سليمانُ باشا الملقَّب بالصغيرِ إلى الحكمِ سنة 1808م بمساندةٍ ودَعمٍ مِن الفرنسيين، وكان آخِرُ الولاة داود باشا. وقد استطاعت الدولةُ العثمانية القضاءَ على المماليك إثرَ معركةٍ وقعت بين الطرفين في رمضان 1225هـ، أكتوبر 1810م وظلَّت الأسَرُ المحلية في العراق تحكُمُ بموجِبِ فرمانات من السلطة العثمانية، كأسرةِ الجليلي في الموصل، وأسرة البابانيين في السليمانية. وقد عَيَّنَت الدولةُ العثمانية الواليَ علي رضا باشا واليًا على بغداد، وعَمِلَ على توطيد نفوذِه في البلاد. وقد عَمِلَت بريطانيا على توطيدِ نفوذِها في العراق، فأوفدت بعثاتٍ تقومُ بأعمال المسحِ والتخطيطِ خلالَ الفترة (1830-1860م).

العام الهجري : 1364 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1945
تفاصيل الحدث:

ما إن انتهت الحربُ العالمية الثانية، وكانت اليابان قد هُزِمَت، بعد أن أُلقِيَت عليها القنبلةُ الذَّرية الأمريكية، وكانت اليابان قد احتَلَّت فيما احتلَّتْه جزرَ أندونيسيا، وبعد يومين من الهزيمة اليابانية أُعلِنَ عن قيام حكومة أندونيسية برئاسة أحمد سوكارنو، ونائبه محمد حتا، وأخذت الحكومةُ تعمَلُ على الحيلولة دون عودة المحتلين الهولنديين، فتحركوا لنزعِ السلاح من اليابانيين، وأُسِّسَت حكومة وسط جزيرة جاوه، عرفت باسم دار الإسلام، وأطلقوا على عاصمتِهم اسمَ المدينة المنورة، وجعلوا من اللغة العربية لغةً رسمية للبلاد، وعَمِلوا على تطبيق الشريعة برئاسة زين العارفين، لكِنَّ الحلفاء أصدروا أوامِرَهم لليابانيين بإبقاء السلاح معهم ريثما تصِلُ قوات التحالف، ثم حضر الإنجليز ومعهم الهولنديون الذين أخذوا باعتقالِ الزعماء الأندونيسيين، ولَمَّا بدا للسكان نواياهم الاستعمارية الجديدة بدأ القتالُ بينهم، وتداعى المسلِمون من أرجاء أندونيسيا لعقد اجتماعٍ بعد أن وجدوا أنَّ الحركات الاستعمارية الصَّليبية والشيوعية الإلحادية والمحلية العلمانية ومَن معهم للمصلحةِ: كُلُّهم يقفون ضدَّ المسلمين. عُقِدَ لقاءٌ في جاكرتا في ذي الحجة 1364هـ / نوفمبر، وكان أكبَرَ مؤتمر إسلامي، وتم الاتفاق على الانضواء في تنظيمٍ إسلاميٍّ واحدٍ سُمِّي مجلس شورى مسلمي أندونيسيا، وعرف باسم ماشومي، وأيقن الاستعماريون قوةَ مِثلِ هذا التحالف، فأخذوا في التفاهم مع العلمانيين الذين عُرِفوا باسم الوطنيين، ونتج عنه توقيعُ اتفاق لنيجار دجاتي الذي اعترفت هولندا بموجِبِه بسلطة الحكومة القائمة الفِعلية على جزر جاوه وسومطرة ومادورا فقط.

العام الهجري : 97 العام الميلادي : 715
تفاصيل الحدث:

هو أبو عبدِ الرَّحمن موسى بن عبدِ الرَّحمن بن زَيْدٍ اللَّخْمِيُّ، صاحِبُ فُتوحات الغَربِ، يُقالُ: إنَّه كان أَعْرَجًا. قِيلَ: أَصلُه مِن عَيْنِ التَّمْرِ، وقِيلَ: هو مَوْلًى لِبَنِي أُمَيَّة، وقِيلَ: لامْرَأَةٍ مِن لَخْمٍ وُلِدَ بِقَريَةِ كفرتُوثا مِن قُرَى الجَزيرَة, كان شُجاعًا مِقْدامًا جَوادًا، أَحَد قادَة الدَّولَة الأُمَويَّة، وَلَّاهُ مُعاوِيَةُ بن أبي سُفيان غَزْوَ البَحرِ، فغَزَا قُبْرُص وبَنَى بها حُصونًا ثمَّ غَزَا غَيرَها؛ وطالَت أيَّامُه وفَتَح الفُتوحات العَظيمَة بِبِلادِ المَغرِب، وغَنِمَ منها أَموالًا لا تُعَدُّ ولا تُوصَف، وله بها مَقامات مَشهورَة هائِلَة، واسْتَطاع أن يُنْهِي نَزَعات البَرْبَر المُتَوالِيَة للخُروج على حُكْم الأُمَويِّين. أَرسَلَ مَوْلاهُ طارِقَ بن زِياد لِفَتْحِ الأندَلُس،ثمَّ شارَكَهُ في إتمام فَتحِها, وهي بِلاد ذات مُدُن وقُرَى ورِيف، فسَبَى منها ومِن غَيرِها خَلْقًا كَثيرًا، وغَنِمَ أَموالًا جَزيلةً، مِن الذَّهَب والجَواهِر النَّفِيسَة والدَّوابِّ والغِلْمان والنِّساء الحِسان شَيْئًا لا يُحْصَى ولا يُعَدُّ، حتَّى قِيلَ: إنَّه لم يُسْبِ أَحَدٌ مِثلَه مِن الأعداء، وأَسلَم أَهلُ المَغرِب على يَديهِ، وبَثَّ فيهم الدِّينَ والقُرآنَ، وكان إذا سار إلى مَكانٍ تُحْمَل الأَموالُ معه على العَجَلِ لِكَثْرَتِها وعَجْزِ الدَّوابِّ عنها. كان موسى بن نُصَير هذا يَفتَح في بِلادِ المَغرِب، وقُتيبَة يَفتَح في بِلادِ المَشرِق، فجَزاهُما الله خيرًا، فكِلاهُما فَتَح مِن الأقاليم والبُلْدان شَيْئًا كَثيرًا.

العام الهجري : 684 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1285
تفاصيل الحدث:

هو الشاعر والناقد أبو الحسن حازم بن محمد بن حازم الأنصاري القرطاجني. ولد سنة 608هـ )1211م) في قرطاجنة وإليها نسب، ونشأ في أسرة ذات علم ودين، فأبوه كان فقيهًا عالِمًا، تولى والده قضاء قرطاجنة أكثر من أربعين عامًا، وقد عني بولده حازم فوجهه إلى طلب العلم مبكرًا. وبعد أن سقطت قرطاجنة ومرسية في أيدي القشتاليين للمرة الأولى سنة 640هـ (1243م) غادر عدد كبير من العلماء والأدباء الأندلس، ووجهوا شطرهم إما إلى بلاد المشرق الإسلامي أو إلى بلاد المغرب، وكان حازم القرطاجني ممن استقر به المقام في مراكش، والتحق بحاشية حاكم الموحدين أبي محمد عبد الواحد الملقب بالرشيد، وكان بلاطه عامرًا بالأدباء والشعراء، ثم ما لبث أن ترك مراكش إلى تونس، واتصل بسلطانها أبي زكريا الحفصي، فعرف له فَضلَه وعِلمَه، فقَرَّبه منه، وعيَّنه كاتبًا في ديوانه. ولما توفِّي أبو زكريا الحفصيُّ خلفه ابنه أبو عبد الله محمد المستنصر، وكان على شاكلة أبيه في احترامِ العلماء والأدباء وتقديرهم؛ ولهذا وجد حازم القرطاجني في ظِلِّ حُكمِه كل عناية وتقدير، وكان المستنصِرُ يثق به وبذوقه الأدبي، فكان يدفع إليه ببعض المؤلفات ليرى فيها رأيه ويقرر مستواها العلمي. وظل حازم القرطاجني في تونس ولم يغادرها، محاطًا بكل عناية من حكام الدولة الحفصية، موزعًا وقته بين العمل في الديوان وعقد حلقات العلم لتلاميذه، حتى تُوفِّي في ليلة السبت 24 من رمضان من هذه السنة.

العام الهجري : 1172 العام الميلادي : 1758
تفاصيل الحدث:

عزم الحاكِمُ الخالدي عريعر بن دجين وحلفاؤه الهجومَ على الدرعية والقضاء على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب التي كانت تحت حمايةِ محمد بن سعود أميرِ الدرعية. فأمر الشيخُ والأمير جميعَ أتباعِهم في بلدان نجدٍ بالاستعداد والتحصُّن، وبنى عبد العزيز بن محمد على الدرعية سورينِ عليهما البروج, فلمَّا بدأ عريعر بالخروجِ ومعه أهل الأحساءِ وبنو خالد وأهل سدير والوشم والرياض والخرج، ويعاوِنُهم في ذلك كلُّ من ناصب الدَّعوةَ أو دولةَ الدرعية العداءَ، فأناخ أهلُ الوشم وسدير والمحمل ورئيسُهم ابن عدوان على حريملاء، وأخذوا يقاتلون أهلها ثلاثة أيام، فقُتِل منهم رجال ولم ينالوا أيَّ نصر, فرحلوا عنها وطلبوا من عريعر أن يمدَّهم بجيوش من عنده فأمَدَّهم بآل عبيد الله من بني خالد وبفريقٍ من عنزة ورئيسهم ابن هذال، فأناخوا جميعًا على حريملاء مرة أخرى وأحاطوا بها ودخَلَها منهم ثلاثُ فِرَقٍ، فخرج إليهم أهل البلد وقاتلوهم وطردوهم مهزومين، وقتلوا منهم عشرة رجالٍ، وأصابوا كثيرين بجراحٍ، ولحقوهم بعد هذا النصر إلى حيث كانوا مُنيخين، فلما رأوهم مُقبلين عليهم ولَّوا على الأعقاب مُدبرين إلى أن وصلوا إلى عريعر بن دجين وجماعته, ثم هجموا جميعًا على الجبيلة فجاء المددُ من الدرعية للجبيلة، وأحاطوا بالمتحالفين حتى ألجؤوهم إلى الفرار بعد أن قتلوا منهم 60 رجلًا، بينما قُتل من أهل الجبيلة والمدد 10 رجال فقط.

العام الهجري : 1181 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1767
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ محمد بن سالم الحفناوي الشافعي الخلوتي الصوفي, شيخُ الأزهر, وهو شَريفٌ حُسيني من جهة أم أبيه، وهي السيدة ترك ابنة السيد سالم بن محمد بن علي بن عبد الكريم بن السيد برطع, وينتهي نسَبُه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه، وكان والده مستوفيًا عند بعض الأمراء بمصر، وكان غايةً من العفاف، ولِدَ على رأس المائة بعد الألف ببلده حفنا بالقصر, وهي قريةٌ من أعمال بلبيس، وبها نشأ، والنسبةُ إليها حفناوي، وغلبت عليه النسبة حتى صار لا يُذكَرُ إلا بها، وقرأ بها القرآن إلى سورة الشعراء، ثم حجزه أبوه بإشارة الشيخ عبد الرؤوف البشبيشي وعمره أربع عشرة سنة بالقاهرة، فأكمل حفظ القرآن، ثم اشتغل بحفظ المتون، فحفظ ألفية ابن مالك، والسلم، والجوهرة، والرَّحَبية، وغير ذلك. وأخذ العلم عن علماء عصره، واجتهد ولازم دروسهم حتى تمهَّر، وأقرأ ودرَّس وأفاد في حياة أشياخه وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فأقرأ الكتب الدقيقة كالأُشموني، وجمْع الجوامع، والمنهج، ومختصر السعد، وغير ذلك من كتب الفقه والمنطق والأصول والحديث, وأصبح شيخًا للطريقة الخلوتية يقصده المريدين, كما تولى مشيخةَ الأزهر عشر سنوات. توفي يوم السبت الموافق 27 من ربيع الأول عام 1181هـ، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، ودُفن في اليوم التالي بعد الصلاةِ عليه في الجامع الأزهر في مشهد حافل.

العام الهجري : 1425 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 2004
تفاصيل الحدث:

وُلِد عبد العزيز علي عبد الحفيظ الرنتيسي عام 1947م في قرية يبنا (بين عسقلان ويافا)، لجأت أسرتُه بعد حرب 1948م إلى قطاع غزَّةَ، واستقرَّت في مخيم خان يونس للاجئين، وكان عمرُه وقتَها ستةَ شهورٍ، التحَقَ وهو في السادسة من عُمره بمدرسةٍ تابعةٍ لوَكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفِلَسْطينيين، واضطر للعمل أيضًا، وهو في هذا العمر ليُسهِم في إعالة أسرته الكبيرة التي كانت تمرُّ بظروف صعبةٍ، أنهى دراسته الثانوية عام 1965م، وتخرَّج من كلية الطب بجامعة الإسكندرية عام 1972م، ونال منها لاحقًا درجة الماجستير في طب الأطفال، ثم عمِلَ طبيبًا مُقيمًا في مستشفى ناصر (المركز الطبي الرئيسي في خان يونس) عام 1976م، شغَل الدكتور الرنتيسي عدةَ مواقعَ في العمل العام منها: عضوية هيئة إدارية في المجمَّع الإسلامي، والجمعية الطبية العربية بقطاع غزَّةَ، والهلال الأحمر الفِلَسْطيني، وعمِلَ في الجامعة الإسلامية في غزَّةَ منذ افتتاحها عام 1978م، محاضِرًا يدرِّسُ علمَ الوراثة وعلمَ الطفيليات.
أسَّس مع مجموعة من نشطاء الحركة الإسلامية في قطاع غزَّةَ تنظيمَ حركةِ المقاومة الإسلامية "حماس" عام 1987م، واعتُقِل عدَّةَ مرَّاتٍ، وتعرَّضَ لمحاولة اغتيالٍ نفَّذتها قوات الاحتلال الصِّهْيَوْني، ونجا منها، وبعد يومَيْنِ من اغتيال الشيخ ياسين، اختير الدكتور الرنتيسي زعيمًا لحركة "حماس" في قطاع غزَّةَ، واغتيل هو مع اثنين من مُرافقيه في 17 نيسان (أبريل) 2004م، بعد أن قَصفَت سيارتَهم طائراتُ الأباتشي الصِّهْيَوْنية في مدينة غزَّةَ، رحمه اللهُ.

العام الهجري : 618 العام الميلادي : 1221
تفاصيل الحدث:

بعد ما فعل المغول في سمرقند ما فعلوه أخذ جنكيزخان يرسِلُ السَّرايا إلى البلدانِ فأرسل سريةً إلى بلاد خراسان وتسميها التتار المغربة، وأرسل أخرى وراء خوارزم شاه، ثم ساروا إلى مازندران وقلاعها من أمنَعِ القلاع، بحيث إن المسلمين لم يفتحوها إلَّا في سنة تسعين من أيام سليمان بن عبد الملك، ففتحها هؤلاء في أيسَرِ مُدَّة ونهبوا ما فيها وقتَلوا أهاليها كلَّهم وسَبَوا وأحرقوا، ثمَّ ترحلوا عنها نحو الريِّ فدخلوها على حينِ غفلةٍ مِن أهلها فقَتَلوهم وسَبَوا وأسروا، ثم ساروا إلى همذان فمَلَكوها ثم إلى زنجان فقتلوا وسبوا، ثم قصدوا قزوين فنهبوها وقَتَلوا من أهلها نحوًا مِن أربعين ألفًا، ثم تيمَّموا بلاد أذربيجان فصالحَهم مَلِكُها أزبك بن البهلوان على مالٍ حَمَله إليهم لشُغلِه بما هو فيه من السُّكرِ وارتكابِ السيئات والانهماك على الشَّهواتِ، فتركوه وساروا إلى موقان فقاتلهم الكرج في عشرة آلاف مقاتل، فلم يقفوا بين أيديهم طرفةَ عين حتى انهزمت الكرج, ثم أقبَلوا إليهم مرَّةً أخرى بحدِّهم وحديدِهم، فكسرَتْهم التتار في وقعة ثانية أقبَحَ هزيمة وأشنَعَها، وانقضت هذه السنةُ وهم في بلاد الكرج، فلما رأوا منهم ممانعةً ومقاتلة يطول عليهم بها المقام عَدَلوا إلى غيرهم، وكذلك كانت عادتهم فساروا إلى تبريز فصالحَهم أهلها بمال، ثم ساروا إلى مراغة فحَصَروها ونصبوا عليها المجانيقَ وتترسوا بالأسارى من المسلمين، وعلى البلد امرأةٌ ففتحوا البلد بعد أيام وقتلوا من أهله خلقًا لا يعلم عدتَهم إلا الله عز وجل، وغنموا منه شيئًا كثيرًا، وسَبَوا وأسروا على عادتهم, ثم قصدوا مدينة إربل فضاق المسلمون لذلك ذرعًا، وقال أهل تلك النواحي هذا أمر عصيب، وكتب الخليفةُ إلى أهل الموصل والمَلِك الأشرف صاحب الجزيرة يقول: إني قد جهَّزتُ عسكرًا فكونوا معه لقتالِ هؤلاء التتار، فأرسل الأشرفُ يعتذر إلى الخليفة بأنه متوجِّه نحو أخيه الكامل إلى الديار المصرية بسبب ما قد دهم المسلمين هناك من الفرنج، وأخْذهم دمياط الذي قد أشرفوا بأخذهم له على أخذ الديار المصرية قاطبة، فكتب الخليفة إلى مظفَّر الدين صاحب إربل ليكون هو المقدم على العساكر التي يبعثها الخليفة وهي عشرة آلاف مقاتل، فلم يَقدَم عليه منهم ثمانمائة فارس ثم تفَرَّقوا قبل أن يجتمعوا، ولكنَّ الله سلم بأن صرف همة التتار إلى ناحية همذان فصالحَهم أهلُها وترك عندهم التتار شحنة، ثم اتفقوا على قتلِ شحنتِهم فرجعوا إليهم فحاصروهم حتى فتحوها قسرًا وقتلوا أهلَها عن آخرهم، ثم ساروا إلى أذربيجان ففتحوا أردبيل ثم تبريز ثم إلى بيلقان فقتلوا من أهلها خلقًا كثيرًا وجمًّا غفيرا، وحرقوها وكانوا يفجُرون بالنساء ثم يقتلونهنَّ ويشقون بطونهنَّ عن الأجنَّة ثم عادوا إلى بلاد الكرج وقد استعدت لهم الكرج فاقتتلوا معهم فكسروهم أيضًا كسرة فظيعة، ثم فتحوا بلدانًا كثيرة يقتلون أهلها ويسبون نساءها ويأسرون من الرجالِ ما يقاتلون بهم الحصون، يجعلونَهم بين أيديهم ترسًا يتقون بهم الرميَ وغيره، ومن سلم منهم قتلوه بعد انقضاء الحرب، ثم ساروا إلى بلاد اللان والقبجاق فاقتتلوا معهم قتالًا عظيمًا فكسروهم وقصدوا أكبَرَ مدائن القبجاق وهي مدينة سوداق وفيها من الأمتعة والثياب والتجائر شيءٌ كثير جدًّا، ولجأت القبجاق إلى بلاد الروس وكانوا نصارى فاتفقوا معهم على قتال التتار فالتَقَوا معهم فكسرتهم التتار كسرةً فظيعةً جدًّا، ثم ساروا نحو بلقار في حدود سنة620, ففرغوا من ذلك كلِّه ورجعوا نحو مَلِكهم جنكيزخان، هذا ما فعلته هذه السرية المغربة، وكان جنكيزخان قد أرسل سرية في هذه السنة إلى كلانة وأخرى إلى فرغانة فملكوها، وجهز جيشًا آخر نحو خراسان فحاصروا بلخ فصالحهم أهلُها، وكذلك صالحوا مدنًا كثيرة أخرى، حتى انتهوا إلى الطالقان فأعجزتهم قلعتها وكانت حصينةً فحاصروها ستة أشهر حتى عجزوا فكتبوا إلى جنكيزخان فقَدِمَ بنَفسِه فحاصرها أربعة أشهر أخرى حتى فتحها قهرًا، ثم قتل كل من فيها وكل من في البلد بكماله خاصةً وعامة، ثم قصدوا مدينةَ مرو مع جنكيزخان فقد عسكر بظاهرها نحو من مائتي ألف مقاتل من العرب وغيرهم فاقتتلوا معه قتالًا عظيمًا حتى انكسر المسلمون، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ثم حصروا البلد خمسة أيام واستنزلوا نائبها خديعةً ثم غدروا به وبأهل البلد فقتلوهم وغَنِموهم وسلبوهم وعاقبوهم بأنواع العذاب، حتى إنهم قتلوا في يوم واحد سبعمائة ألف إنسان، ثم ساروا إلى نيسابور ففعلوا فيها ما فعلوا بأهل مرو، ثم إلى طوس فقتلوا وخربوا مشهدَ علي بن موسى الرضا، وخربوا تربة الرشيد الخليفة فتركوه خرابًا، ثم ساروا إلى غزنة فقاتلهم جلال الدين بن خوارزم شاه فكسَرَهم ثم عادوا إلى ملكهم جنكيزخان، وأرسل جنكيزخان طائفة أخرى إلى مدينة خوارزم فحاصروها حتى فتحوا البلد قهرًا فقتلوا من فيها قتلًا ذريعًا، ونهبوها وسبوا أهلها وكسروا الجسر الذي يمنع ماء جيحون منها فغرقت دورها وهلك جميع أهلها ثم عادوا إلى جنكيزخان وهو مخيم على الطالقان فجهز منهم طائفة إلى غزنة فاقتتل معهم جلال الدين بن خوارزم شاه فكسرهم جلال الدين كسرة عظيمة، واستنقذ منهم خلقًا من أسارى المسلمين، ثم كتب إلى جنكيزخان يطلب منه أن يبرز بنفسِه لقتاله، فقصده جنكيزخان فتواجَها وقد تفَرَّق على جلال الدين بعضُ جيشه ولم يبق بدٌّ من القتال، فاقتتلوا ثلاثة أيام لم يُعهَد قبلها مثلها من قتالهم، ثم ضَعُف أصحاب جلال الدين فذهبوا فركبوا بحر الهند فسارت التتار إلى غزنة فأخذوها بلا كلفة ولا ممانعة.

العام الهجري : 281 العام الميلادي : 894
تفاصيل الحدث:

كان ابتداءُ القرامِطةِ بناحية البحرين أنَّ رجُلًا يُعرفُ بيحيى بن المهدي قصدَ القَطيفَ فنزل على رجلٍ يُعرَفُ بعليِّ بن المعلي بن حمدان، مولى الزياديِّين، وكان مُغاليًا في التشيُّع، فأظهَرَ له يحيى أنَّه رسولُ المهدي، وكان ذلك سنة 281، وذكَرَ أنه خرج إلى شيعتِه في البلاد يدعوهم إلى أمرِه، وأنَّ ظهورَه قد قَرُب، فوجه عليُّ بن المعلي إلى الشيعةِ مِن أهل القطيف فجمَعَهم، وأقرأهم الكتابَ الذي مع يحيى بن المهدي إليهم من المهديِّ، فأجابوه، وأنهم خارجونَ معه إذا أظهر أمرَه، ووجَّه إلى سائر قرى البحرين بمثلِ ذلك فأجابوه، وكان فيمن أجابه أبو سعيدٍ الجنابي. كان يبيعُ للنَّاسِ الطَّعام، ويَحسِبُ لهم بيعَهم، ثم غاب عنهم يحيى بن المهديِّ مُدَّة، ثم رجع ومعه كتابٌ يزعُمُ أنَّه من المهدي إلى شيعته، فيه: قد عرَّفَني رسولي يحيى بن المهدي مسارعتَكم إلى أمري، فليدفَعْ إليه كل رجل منكم ستةَ دنانيرَ وثُلُثَين، ففعلوا ذلك. ثم غاب عنهم، وعاد ومعه كتابٌ فيه أنِ ادفَعوا إلى يحيى خُمسَ أموالِكم، فدفعوا إليه الخُمُس. وكان يحيى يتردَّدُ في قبائل قيس، ويوردُ إليهم كتبًا يزعُمُ أنَّها مِن المهدي، وأنَّه ظاهِرٌ، فكُونوا على أُهبَةٍ. وحكى إنسانٌ منهم يقالُ له إبراهيم الصائغ أنَّه كان عند أبي سعيدٍ الجنابي، وأتاه يحيى، فأكلوا طعامًا، فلما فرغوا خرج أبو سعيدٍ مِن بيتِه، وأمر امرأتَه أن تدخُلَ إلى يحيى، وألَّا تمنَعَه إن أرادها، فانتهى هذا الخبَرُ إلى الوالي، فأخذ يحيى فضرَبَه، وحلق رأسَه ولحيَتَه، وهرب أبو سعيدٍ الجنابي إلى جنابا، وسار يحيى بن المهدي إلى بني كلابٍ، وعَقيل، والخريس، فاجتمعوا معه ومع أبي سعيدٍ، فعَظُمَ أمرُ أبي سعيد.

العام الهجري : 316 العام الميلادي : 928
تفاصيل الحدث:

عاث أبو طاهرٍ سُلَيمانُ بنُ أبي سعيد الجَنابي القرمطي في الأرضِ فسادًا، وحاصَرَ الرحبةَ فدخلها قهرًا وقتل مِن أهلِها خَلقًا، وطلب منه أهلُ قرقيسيا الأمانَ فأمَّنَهم، وبعث سراياه إلى ما حولَها من الأعرابِ، فقتل منهم خلقًا، حتى صار الناسُ إذا سمعوا بذِكرِه يَهربونَ مِن سماع اسمه، وقدَّرَ على الأعرابِ إمارة يحملونَها إلى هجَرَ في كل سنة، عن كل رأسٍ ديناران، وعاث في نواحي الموصِل فسادًا، وفي سنجار ونواحيها، وخَرَّب تلك الديار وقتَلَ وسَلَب ونهب، فقصَدَه مؤنِسٌ الخادم فلم يتواجَها بل رجع إلى بلده هجَرَ فابتنى بها دارًا سَمَّاها دار الهجرة، ودعا إلى المهدي الذي ببلاد المغرب بمدينة المهدية، وتفاقم أمرُه وكثُرَ أتباعُه، فصاروا يكبِسونَ القرية من أرضِ السوادِ فيقتلون أهلَها وينهَبونَ أموالَها، ورام في نفسِه دخولَ الكوفة وأخْذَها فلم يُطِقْ ذلك، ولَمَّا رأى الوزيرُ عليُّ بن عيسى ما يفعَلُه هذا القرمطي في بلادِ الإسلام وليس له دافِعٌ، استعفى من الوزارةِ؛ لضَعفِ الخليفةِ وجَيشِه عنه، وعزل نفسَه منها، فسعى فيها عليُّ بن مقلة الكاتب المشهور، فوَلِيَها بسفارة نصر الحاجب، ثم جهَّزَ الخليفة جيشًا كثيفًا مع مؤنِسٍ الخادم فاقتتلوا مع القرامطةِ، فقتلوا من القرامطة خلقًا كثيرًا، وأسروا منهم طائفةً كثيرة من أشرافِهم، ودخل بهم مؤنِسٌ الخادم بغدادَ، ومعه أعلامٌ مِن أعلامهم مُنكَّسةٌ مكتوبٌ عليها (ونريدُ أن نمُنَّ على الذين استُضعِفوا في الأرض)، ففرح الناسُ بذلك فرحًا شديدًا، وطابت أنفُسُ البغداديَّة، وانكسر القرامطةُ الذين كانوا قد نشؤوا وفَشَوا بأرض العراق، وفوَّضَ القرامِطةُ أمرَهم إلى رجلٍ يقال له حريث بن مسعود، ودَعَوا إلى المهديِّ الذي ظهر ببلاد المغرب جَدِّ الفاطميين، وهم أدعياءُ كَذَبةٌ، كما قد ذكر ذلك غيرُ واحد من العُلَماء.

العام الهجري : 698 العام الميلادي : 1298
تفاصيل الحدث:

لَمَّا رجعت طائفةٌ مِن الجيش من بلاد سيس بسَبَبِ المرض الذي أصاب بعضَهم، فجاء كتابُ السلطان بالعَتبِ الأكيدِ والوعيد الشديد لهم، وأن الجيش يخرج جميعًا صحبةَ نائِبِ السلطنة قبجق إلى هناك، ونصَبَ مَشانِقَ لِمن تأخر بعُذرٍ أو غيره، فخرج نائبُ السلطنة الأميرُ سيف الدين قبجق وصحبته الجيوش، وخرج أهل البلد للفرجة على الأطلابِ على ما جرت به العادة، فبرز نائبُ السَّلطنة في أبَّهة عظيمة، فدعت له العامة وكانوا يحبُّونَه، واستمَرَّ عسكر الجيش سائرين قاصدين بلاد سيس، فلمَّا وصلوا إلى حمص بلغ الأميرَ سيفَ الدين قبجق وجماعةً من الأمراء أنَّ السلطانَ قد تغَلَّت خاطرُه بسببِ سَعيِ منكوتمر فيهم؛ فإن السلطان لاجين لَمَّا تولى السلطنة خلَفَ بوَعدِه للأمراء أنَّه لن يلي مملوكُه منكوتمر شيئًا، ولكنه أمَّرَه بل جعَلَه نائبَه الأوَّلَ، بل انقاد لرأيِه في الأمراءِ؛ حيث إنَّ منكوتمر أمَّلَ أن يكونَ وليَّ عهد السلطان لاجينَ خاصَّةً أن السلطان كان قد مَرِضَ ولم يكن له ولَدٌ ذكَرٌ وليًّا لعهده، فعَمِلَ على إبعاد مُنافِسيه من الأمراء الذين بمصرَ، وتمكَّنَ من السعي بهم والقَبض ِعليهم، وبدا أنَّ السلطانَ يميلُ إلى الاحتجاب وتفويضِ أمورِ السلطنة إلى منكوتمر، وبَقِيَ عليه إزاحةُ أمراء الشامِ وإقامةِ غَيرِهم من مماليك السلطانِ في مصر والشام ليتمكَّنَ مِن مراده، وعَلِموا أن السُّلطانَ لا يخالفه لمحبَّتِه له، فاتفق جماعةٌ منهم على الدخول إلى بلاد التتر والنجاةِ بأنفُسِهم، فساقوا من حمص فيمن أطاعهم، وهم قبجق وبزلي وبكتمر السلحدار (رتبة عسكرية) والأيلي، واستمرُّوا ذاهبين، فرجع كثيرٌ من الجيش إلى دمشق، وتخبَّطَت الأمور وتأسَّفَت العوامُّ على قبجق لحسن سيرته، وذلك في ربيع الآخِر من هذه السَّنة.

العام الهجري : 735 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1335
تفاصيل الحدث:

قُبِضَ على الأمير جمال الدين آقوش الأشرفي المعروفِ بنائب الكرك في يوم الخميس نصف جمادى الآخرة، وهو يومئذٍ نائِبُ طرابلس وسُجِنَ بقلعة صرخد، ثم نقِلَ في مستهل شوال إلى الإسكندرية فسُجِنَ بها، ونزل النشو إلى بيتِه بالقاهرة، وأخذ موجودَه كُلَّه وموجودَ حَريمِه، وعاقَبَ أستادراه، واستقَرَّ عِوَضَه في نيابة طرابلس الأميرُ طينال على عادته، ونُقِلَ بكتمر العلائي إلى نيابة حمص، عوضًا عن بشاش المتوفى، وسبب ذلك كلِّه أنَّه تراءى بطرابلس مرَكبٌ للفرنج في البحر، فرَكِبَ العسكر إلى الميناء، فدفعت الريحُ المركَبَ عن الميناء ثم أخذ الأميرُ آقوش في تجديد عمارة مركب هناك، وأنفق فيه من مالِه أربعينَ ألف درهم، فقَدِمَت مركب الفرنج، فركب العسكَرُ في المركب المستجَدِّ، وقاتلوا الفرنجَ، فقتلوا منهم جماعةً وغَنِموا مركَبَهم بما فيها، فادَّعى صاحِبُها أنَّه تاجِرٌ قَدِمَ بتجارته، فنُهِبَت أموالُه وقُتِلَت رجالُه، وذُكِرَ عنه بعضُ التجَّار أنه متحَرِّم لا تاجر، وأنَّه قَدِمَ في السنة الماضية إلى ميناء طرابلس وأخَذَ منها مركبًا، فكتب آقوش بذلك إلى السلطان، فأجيب بالشُّكرِ وحَمْل الفرنجي إلى السلطان، فحَمَله آقوش مقيدًا على البريد، فأكثَرَ الفرنجيُّ من التظلم، وتبرأ من التحَرُّم في البحر، وأنه قَدِمَ بتجارة وهدية للسُّلطانِ، فظَلَمَه نائب طرابلس وأخذ ما كان معه من التحَفِ وغيرها، فصَدَّقه السلطان، وكتب بإعادة مركَبِه إليه وجميعِ ما أُخِذ له، فأجاب النائبُ بأن المذكور حرامي يقطع الطريقَ على المسلمين، فلا يَسمَع السلطانُ قَولَه، وكتب إليه بالتأكيدِ في رَدِّ المركب عليه، فرَدَّها النائب عليه، وشَقَّ ذلك عليه، ثمَّ طلب آقوش الإعفاءَ من نيابة طرابلس فأُجيبَ بتخييره بين نيابةِ صرخد وبعلبك، وبَعَث السلطان إليه الأمير برسبعا الحاجب، فسار به إلى دمشق، فقَبَض عليه تنكز بدار السعادة، وحَمَلَه إلى صرخد.

العام الهجري : 741 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1341
تفاصيل الحدث:

كتب السُّلطانُ النَّاصِرُ بتَجهيزِ عساكِرِ دمشق وحَلَب وغيرهما للتجريدةِ إلى توريز، صحبة الأمير طشتمر نائب حلب، ويكونُ معه عامَّةُ أمراء التركمان والعربان، فتجَهَّزَ الأمراء والأجناد بمماليك الشام، وبَرَز نائب حلب بمخيَّمِه إلى ظاهر المدينة وأقام ينتَظِرُ قدومَ عساكِرِ مصر، فأصبح السلطان في مستهَلِّ ذي الحجة وبه وَعكٌ من قرف حدث عنه إسهالٌ لزم منه الفِراشَ خمسةَ أيام، فتصَدَّقَ بمال جزيل، وأفرَجَ عن المسجونينَ بسِجنِ القُضاة والولاة بالقاهرة ومصر وسائر الأعمال، ثم قَدِمَ إدريس القاصد بصُحبة مملوك صاحب ماردين بكتابِه يتضَمَّنُ أن أولاد دمرداش بن جوبان بن تلك المغولي لَمَّا بلغهم طلَبُ الشيخ حسن الكبير بن أقبغا أيلخان سبط أرغون المغولي وطغاي بن سونتاي المغولي من السلطان أن يجَهِّزَ لهم عسكرًا ليأخُذَ البلاد، وأنَّهما حلفا له وحلفا أهلُ البلاد وخَطَبا باسمه على منابر بغداد والموصل، وركبوا إلى محاربتِهما، فطَلَب منهم الشيخ حسن الكبير الصُّلحَ، وحلف لهم وسار إليها طائعًا، فأكرموه وكتبوا لطغاي بن سونتاي أمانًا، واتَّفَقوا على أن يعدوا الفرات إلى الشام، وأشار صاحب ماردين ألا تخرُجَ التجريدة إلى توريز؛ فإنَّه ليس لِسَيرِها فائدة، فتفَرَّقت الأجنادُ من القلعة بغيرِ عرض، وبَعَث السلطان من ليلته بجوابِ صاحب ماردين، واقتضى رأيُه أن يكشِفَ عما ذكره، فإنَّ برهشين بن طغاي اتَّهَمه في ذلك، ثم قَدِمَ البريد من حلب بصحَّة الخبر بصُلح الشيخ حسن الكبير وطغاي مع أولاد دمرداش، فانزعَجَ السلطان لذلك انزعاجًا شديدًا، واضطرب مزاجُه.