الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2508 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 1344 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1926
تفاصيل الحدث:

انتقل المَلِكُ علي بن الحسين إلى جُدَّة قبل دخول قوات الإخوان (إخوان من أطاع الله) مكة، واتخذها عاصمة لمملكته، ولَمَّا استقر الملك عبدالعزيز في مكة حاول أن ينهيَ قضية جُدَّة مع علي بن الحسين بالسِّلمِ، لكِنَّه رفض، ففرض السلطانُ الحصارَ عليه في الوقت الذي كان قادة الإخوان (إخوان من أطاع الله) يطالبون وبشدةٍ اقتحام جدة مع تقديم الضمانات بالمحافظة على سلامة الرعايا الأجانب وقناصِلِهم، لكِنَّه رُفِض طلبُهم، واستمر الحصار سنةً إلى أن قبِلَ علي بن الحسين الاستسلامَ بوساطة بريطانية، وتم التوقيعُ على شروط الاستسلام والذي يتضمَّنُ تسليمَ علي بن الحسين جدَّة للسلطان عبد العزيز، والاعتراف به سلطانًا على نجد ومكة مقابِلَ أن يخرج منها مع أسرته وأمواله ورجالِه وحاشيته سالِمين، وضمان سلامة الرعية، وإصدار عفوٍ عام لهم، ويمثِّلُ هذا الاستسلام نهايةَ حكم الهاشميين في الحجاز.

العام الهجري : 1352 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1933
تفاصيل الحدث:

على الرغمِ من الجُهودِ المُضنية والإغراءاتِ المتعَدِّدة التي بذلَتْها الحكومةُ البريطانية؛ من أجل حصولِ الشركات البريطانية على حقِّ امتياز التنقيبِ عن النفط إلَّا أن الملك عبد العزيز كان يدفَعُ المفاوضات باتجاه الشركات الأمريكية؛ وذلك للتخَلُّصِ من سيطرة وتحكُّم الحكومة البريطانية في الجانبِ الاقتصادي في بلادِه؛ ولذلك مَنَح إحدى الشركاتِ الأمريكية، وهي شركة سوكال "ستاندر أويل أوف كاليفورنيا" حقًّا استثنائيًّا لمدة 60 سنة؛ حيث وقِّعَ العقدُ معها في تاريخ 29 مايو 1933م. مثَّل الجانِبَ السعوديَّ وزيرُ المالية عبد الله السليمان، بينما مثَّل جانِبَ شركةِ سوكال هاملتون، وأقرت الحكومةُ السعودية الاتفاقيةَ بمرسومٍ ملكي في 27 يوليو 1933م، وفي عام 1936 أصبح للشركة قُدرات إنتاجية نفطية كبيرة، وفي عام 1944م تغيَّرَ اسم الشركة إلى " أراب، أمريكانا أويل كومباني" (أرامكو).

العام الهجري : 1344 العام الميلادي : 1925
تفاصيل الحدث:

لَمَّا رأى المَلِكُ نمطَ التعليم المنتَشِر في الحجاز أُعجِبَ به، فأُنشِئَت في مكة إدارةُ المعارف العامة، وربَطَها بالنائب العام، ويديرُ أعمالَها مديرٌ عام، وكان من أبرز المشاكِلِ التي واجهت إدارةَ المعارف خلوُّ المدارس الابتدائية من المعلِّمين (المتعلِّمين) فأنشأت الإدارةُ في مكَّةَ المعهدَ العلميَّ السعوديَّ لإعداد معلِّمي المرحلة الابتدائية، بالإضافةِ إلى إرسال أوَّلِ بَعثةٍ مِن الطلاب إلى الخارج عام 1346هـ، وفي عام 1354هـ أُنشِئَت مدرسة تحضير البعثات، ووضِعَ لها منهجٌ خاصٌّ أُخِذَ مِن مصر، مدَّةُ الدراسة فيها 4 سنوات للقسم العام، و5 سنوات للقسم الخاص، بحيث يضمَنُ حامِلُ شهادة المدرسة التحضيرية للبعثات القبولَ في المعاهِدِ العالية وكليات الجامعة في مصر وغيرها، وأمَّا المطاوعة أو المرشِدون في الهجر والقبائل فهم غالبًا يُختارون من متعلِّمي الهجر والمدن القريبة من القبائل، وأوَّلُ ما عليهم تعلُّمُ القرآن، وأركان الإسلام، والعبادات، ومبادئ القراءة والكتابة، ولا يقتَصِرُ عملُ المطوع والمرشِد على التعليم، بل هو واعِظُ القبيلة وخطيبُ المسجد والإمامُ في الصلوات، وقد يكون المرجِعَ الديني في كل شيءٍ، وله رأيٌ مسموعٌ في شؤون القبيلة العامة والخاصة. كما أنَّ للتعليم الأهلي دورَه في نهضة البلاد الحديثة في ذلك العهدِ، بحيث إنَّ مُعظَمَ القائمين بالأعمال في الدوائر الحكومية من خرِّيجي المدارس الأهلية التي أُنشِئَت في الحجاز قبل عهد الملك عبد العزيز وفي عهده. كما أنشأ الملكُ عبد العزيز مدرسةَ الأمراء في قَصرِه لتعليم الأمراء من أبنائِه وأحفادِه وأبناء إخوانِه، ومن يليهم من الأُسَر السعودية، وأنشأ مثلها مدرسةَ للأيتام تابعة لإدارة القصر الملكي في بناية خاصة، ولَمَّا عاد الملِكُ من زيارته لمصر أراد أهلُ الرياض إقامةَ حفلة استقبال له، فأمرهم أن يصرفوا الأموالَ التي جمعوها على ما فيه مصلحةٌ للبلدِ، فاتفقوا على إنشاء مدرسةٍ في حي البطحاء في الرياض، سُمِّيَت المدرسة التذكارية، وأنشأ الأمير فيصل في الطائف المدرسةَ النموذجية لأولاد الأمراء وغيرهم، ثمَّ نُقِلَت إلى جُدَّة وسُمِّيَت مدارسَ الثغر النموذجية، أمَّا في نجد وشرق البلاد فلم تظهَرِ المدارس النظامية الحديثة فيها إلا بعد عام 1350هـ، وكان فتحُ المدارس في بعض المدن يتدرَّجُ نمو التعليم فيها ببطءٍ؛ لقلة المعلِّمين المتعلمين أولًا، ولِضَعفِ رغبة الأهالي في الإقبال على هذا النظام التعليميِّ الحديث، لكنْ ما إن دخلت سنة 1369هـ/ 1950م حتى كان عددُ مدارس نجد 84 مدرسة يَدرُسُ فيها أكثر من 8 آلاف طالب. وكان أعلى رقم لميزانية المعارِف في آخر ميزانية وُضِعَت في عهد الملك عبد العزيز سنة 1373هـ 20 مليون ريال سعودي يعادل 4.5 مليون دولار. كان التعليمُ في جميع المراحل مجانيًّا: تدريسًا وكتبًا ودفاترَ وأقلامًا، فضلًا عن أن الدولة كانت تنفق على نحو 30 % من التلاميذ على المأوى والطعام والملبس قياسًا على طلبة البعثات في الخارجِ، ويكثُرُ هذا النوع على الخصوص في المُدُن والقرى القريبة من البادية، حيث يؤتى بالطلابِ من خيامِ قبائِلِهم ومِن رعيِ إبلِهم، وربما دفعت الدولةُ لآبائهم مكافأةً عن عمل البنين في الرَّعيِ أو الزراعة، وكانت تُصرَفُ مثل هذه التعويضات لآباء بعض المبتَعَثين إلى الخارج، وقد تُصرَفُ مكافأة لبعض الطلاب الذين يظهر للحكومة أنَّ مقدرتهم المالية لا تساعِدُهم على الاستمرار في الدراسة، وقد تولى إدارةَ المعارف قبل أن تصبِحَ وزارةً: صالح شطا، ومحمد كامل قصاب، وماجد الكردي، وحافظ وهبة، ومحمد أمين فودة، وطاهر الدباغ، وآخِرُهم محمد بن عبد العزيز بن مانع.

العام الهجري : 350 العام الميلادي : 961
تفاصيل الحدث:

أخذ مَلِكُ الرومِ رومانوس بن قُسطَنطين من المسلمين جزيرةَ أقريطش (كريت) من بلادِ المغرب، وكان الذي افتتح أقريطشَ عُمَرَ بنَ شُعَيبٍ، غزاها وافتتحها في حدودِ سنةِ ثلاثين ومائتين، وصارت في يدِ أولادِه إلى هذا الوقتِ.

العام الهجري : 552 العام الميلادي : 1157
تفاصيل الحدث:

تَحالَفَ بودان الثالثُ مَلِكُ بَيتِ المَقدِس مع الإمبراطورِ البِيزنطيِّ مانويل كومنين ضِدَّ نورِ الدينِ مَحمودٍ مُقابِلَ إطلاقِ يَدِ الإمبراطورِ البِيزنطي في أنطاكية, وزَواجِ بودان الثالثِ من تيودورا ابنَةِ أخي الإمبراطور.

العام الهجري : 667 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 1269
تفاصيل الحدث:

أمَرَ السلطان الملك الظاهر بإراقةِ الخمور وتبطيل المُفسِدات وبيوت الخنا بالبلاد كلها، فنُهِبَت الزواني وسُلِبنَ جميعَ ما كان معهن حتى يتزوَّجنَ، وكُتِبَ إلى جميع البلاد بذلك، وأسقَطَ المكوسَ التي كانت مرتَّبةً على ذلك، وعوَّضَ من كان محالًا على ذلك بغيرِها.

العام الهجري : 977 العام الميلادي : 1569
تفاصيل الحدث:

بعد أن قُمِعت ثورة الموريسكيين في غرناطة وانتهت، أصدر الملك الإسباني فيليب الثاني مرسومًا بطرد الأندلسيين الموريسكيين من مملكة غرناطة، وتوزيعهم في الأقاليم الأندلسية بعد مصادرة أملاكهم، وإجبارهم على التنصر، وإحالة من يأبى على محاكم التفتيش.

العام الهجري : 1343 العام الميلادي : 1924
تفاصيل الحدث:

عندما قرَّر الملك عبدالعزيز التقدُّمَ نحو الحجاز أرسل قوةً عسكرية إلى حدودِ نجد مع العراق، وأخرى على حدود نجد مع شرق الأردن؛ خوفًا من تدخُّل فيصل وعبد الله -نجلَي الشريف حسين- في حَسمِ الصراعِ على الحجاز.

العام الهجري : 72 العام الميلادي : 691
تفاصيل الحدث:

كان المُهَلَّب يُحارِب الأزارِقَة، فجَعلَهُ عبدُ المَلِك بن مَرْوان على خَراجِ الأهوازِ ومَعونَتِها، وسَيَّرَ أخاهُ عبدَ العزيز بن عبدِ الله إلى قَتْلِ الخَوارِج، وسَيَّرَ معه مُقاتِلَ بن مِسْمَع، فخَرَجا يَطلُبان الأزارِقَة، فأتت الخَوارِج مِن ناحِيَة كِرْمان إلى دارِ أبجرد، فأَرسَل قَطَرِيُّ بن الفُجاءَةِ المازنيُّ مع صالحِ بن مُخارِق تسعَمائة فارِسٍ، فأقبلَ يَسيرُ بهم حتَّى اسْتَقْبَل عبدَ العزيز وهو يَسيرُ مَهْلًا على غيرِ تَعْبِيَةٍ، فانْهزَم بالنَّاسِ، ونزَل مُقاتِلُ بن مِسْمَع فقاتَل حتَّى قُتِلَ، وانْهزَم عبدُ العزيز إلى رامَهُرْمُز، فأمَرَ عبدُ الملك أن يَسيرَ إليهم المُهَلَّبُ، وكتَبَ إلى بِشْرِ بن مَرْوان أن يَنْفُذَ له خمسةُ آلافِ رجلٍ، وجاءت الأزارِقةُ إلى الأهوازِ، وسار خالدٌ والمُهَلَّبُ وغيرُهم إليهم، وبقوا عِشرين ليلةً ثمَّ زَحَف خالدٌ إليهم بالنَّاسِ، فرأوا أَمْرًا هالَهُم مِن كَثْرَةِ النَّاسِ، فكَثُرَتْ عليهم الخَيْلُ وزَحَفت إليهم، فانْصَرفوا كأنَّهم على حامِيَةٍ وهُم مُوَلُّون لا يَرَوْن طاقةً بِقَتْلِ جَماعةِ النَّاسِ. فأَرسَل خالدٌ داودَ بن قَحْذم في آثارِهم، وانْصَرف خالدٌ إلى البَصْرَة، وسار عبدُ الرَّحمن إلى الرَّيِّ، وأقام المُهَلَّبُ بالأهوازِ، وكتَب خالدٌ إلى عبدِ الملك بذلك، وبعَث بِشْرٌ عَتَّابَ بن وَرْقاء في أربعةِ آلافِ فارِسٍ مِن أهلِ الكوفَةِ، فساروا حتَّى لَحِقوا داودَ فاجتمعوا، ثمَّ اتَّبَعوا الخَوارِجَ حتَّى هَلَكَتْ خُيولُ عامَّتِهم وأصابَهُم الجوعُ والجُهْدُ، ورجَع عامَّةُ الجَيْشَيْنِ مُشاةً إلى الأهوازِ.

العام الهجري : 338 العام الميلادي : 949
تفاصيل الحدث:

هو أبو الحسَنِ عليُّ بنُ بُوَيه، وهو أكبر أولاد بُوَيه، وأوَّلُ مَن تمَلَّك منهم، وكان عاقلًا حاذقًا حميد السيرة رئيسًا في نفسه. كان أولُ ظهورِه في سنة 322, فلما كان في هذا العام 338 قَوِيَت عليه الأسقامُ وتواترت عليه الآلامُ، فأحسَّ من نفسه بالهلاك، ولم يُفادِه ولا دفَعَ عنه أمرَ اللهِ ما هو فيه من الأموالِ والمُلك وكثرةِ الرِّجال والأموالِ، ولا رَدَّ عنه جيشُه من الديلم والأتراك والأعجام، مع كثرةِ العَدَد والعُدد، بل تخَلَّوا عنه أحوجَ ما كان إليهم، فسُبحانَ اللهِ المَلِك القادِرِ، القاهرِ العلَّام! ولم يكن له ولدٌ ذكَرٌ، فأرسل إلى أخيه ركن الدولةِ يستدعيه إليه ووَلَده عَضُد الدولة، ليجعَلَه وليَّ عَهدِه من بعده، فلمَّا قدم عليه فرِحَ به فرحًا شديدًا، وخرج بنفسِه في جميع جيشِه يتلقَّاه، فلمَّا دخل به إلى دار المملكة أجلسَه على السريرِ وقام بين يديه كأحدِ الأُمَراء؛ ليرفَعَ مِن شأنه عند أمرائِه ووزرائِه وأعوانه. وكان يومًا عظيمًا مشهودًا. ثم عقَدَ لعَضُد الدولة البيعةَ على ما يملِكُه من البلدان والأموال، وتدبيرِ المَملكة والرجال. وفيهم مِن بعضِ رُؤوسِ الأمراءِ كراهةٌ لذلك، فشَرَعَ في القبضِ عليهم، وقَتَلَ مَن شاء منهم وسَجَنَ آخرين، حتى تمهَّدَت الأمورُ لعضد الدولة. ثم كانت وفاةُ عماد الدولة بشيراز في هذه السنة، عن سبعٍ وخمسين سنةً، وكانت مُدَّةُ مُلكِه ست عشرة سنة، وكان من أقوى الملوك في زمانِه، وكان ممن حاز قَصَبَ السَّبقِ دون أقرانه، وكان هو أميرَ الأمراء، وبذلك كان يكاتِبُه الخلفاءُ، ولكِنَّ أخاه معز الدولة كان ينوبُ عنه في العراق والسواد.

العام الهجري : 366 العام الميلادي : 976
تفاصيل الحدث:

جمعَ العساكِرَ وسار نحوَ الهِندِ مجُاهدًا، وجرى بينه وبين الهنودِ حُروبٌ يَشيبُ لها الوليدُ، وكشَفَ بلادَهم، وشَنَّ الغاراتِ عليها، وطَمِعَ فيها، وخافه الهنودُ، ففتح من بلادهم حصونًا ومعاقِلَ، وقتل منهم ما لا يدخُلُ تحت الإحصاءِ، ولَمَّا رأى جيبال ملِكُ الهند ما دهاه، وأنَّ بلاده تُملَكُ من أطرافها، أخذه ما قَدُم وحَدَث، فحشد وجمعَ واستكثَرَ مِن الفِيَلة، وسار حتى اتَّصَل بولايةِ سبكتكين، فسار سبكتكين عن غزنة إليه ومعه عساكِرُه وخلقٌ كثيرٌ مِن المتطوِّعة، فالتَقَوا واقتتلوا أيامًا كثيرةً، وصبَرَ الفريقان، وأرسل ملِكُ الهند إلى سبكتكين يطلبُ الصُّلحَ، وترَدَّدَت الرسل، فأجابهم إليه بعد امتناعٍ مِن ولَدِه محمود، على مالٍ يؤديه، وبلادٍ يُسَلِّمُها، وخمسين فيلًا يحمِلُها إليه، فاستقَرَّ ذلك، ورهنَ عنده جماعةً من أهلِه على تسليمِ البلادِ، وسَيَّرَ معه سبكتكين من يتسَلَّمُها، فلما أبعد جيبال ملك الهند قبَضَ على من معه من المُسلِمينَ وجعَلَهم عنده عِوَضًا عن رهائِنِه، فلمَّا سَمِعَ سبكتكين بذلك جمَعَ العساكِرَ وسار نحو الهند، فأخربَ كُلَّ ما مَرَّ عليه من بلادهم، وقصد لمغان، وهي مِن أحصَنِ قلاعِهم، فافتَتَحَها عَنوةً وهدمَ بُيوتَ الأصنامِ، وأقام فيها شعارَ الإسلامِ، وسار عنها يفتَحُ البلاد، ويقتُلُ أهلَها، فلمَّا بلغ ما أراده عاد إلى غزنة، فلما بلغ الخبَرُ إلى جيبال سُقِطَ في يده، وجمع العساكِرَ وسار في مائةِ ألفِ مُقاتلٍ، فلقيه سبكتكين، فانهزم الهنودُ، وذَلُّوا بعد هذه الوقعة، ولم يكُنْ لهم بعدها راية، ورَضُوا بأن لا يطلبوا في أقاصي بلادهم، ولَمَّا قَوِيَ سبكتكين بعد هذه الوقعة، أطاعه الأفغانيَّة والخلج وصاروا في طاعتِه.

العام الهجري : 392 العام الميلادي : 1001
تفاصيل الحدث:

أوقَعُ يمينُ الدَّولةِ محمودُ بنُ سبكتكين بجيبال ملِكِ الهند وقعةً عَظيمةً، وسببُ ذلك أنَّه لَمَّا اشتغَلَ بأمر خراسان ومَلِكِها، وفرغ منها ومِن قتال خلَفِ بنِ أحمد، وخلا وجهُه مِن ذلك؛ أحَبَّ أن يغزوَ الِهندَ غزوةً تكونُ كَفَّارةً لِما كان منه من قتالِ المُسلِمينَ، فثنى عنانَه نحو تلك البلادِ، فنزل على مدينة برشور، فأتاه عدوُّ الله جيبال مَلِكُ الهند في عساكِرَ كثيرةٍ، فالتَقَوا في المحرَّمِ مِن هذه السنة، فاقتتلوا، وصبَرَ الفريقان، فلما انتصَفَ النَّهارُ انهزم الهندُ، وقُتِلَ فيهم مقتلة عظيمة، وأُسِرَ جيبال ومعه جماعةٌ كثيرة من أهلِه وعَشيرتِه، وغَنِمَ المسلمون منهم أموالًا جليلةً، وغَنِموا خمسَمئة ألف رأسٍ من العبيد، وفَتَح من بلادِ الهند بلادًا كثيرةً، فلَمَّا فرغ من غزواته أحَبَّ أن يُطلِقَ جيبال ليراه الهنودُ في شِعارِ الذُّلِّ، فأطلقه بمالٍ قرَّرَه عليه، فأدَّى المال، ومن عادةِ الهندِ أنَّهم مَن حصَلَ منهم في أيدي المُسلِمينَ أسيرًا لم ينعَقِدْ له بعدها رئاسةٌ، فلما رأى جيبال حالَه بعد خلاصِه حلَق رأسَه، ثم ألقى نفسَه في النَّارِ، فلمَّا فرَغَ يمينُ الدولة مِن أمرِ جيبال رأى أن يغزوَ غَزوةً أخرى، فسار نحو ويهند، فأقام عليها مُحاصِرًا لها، حتى فتحها قهرًا، وبلغَه أنَّ جماعةً مِن الهند قد اجتمعوا بشِعابِ تلك الجبال عازِمينَ على الفسادِ والعناد، فسيَّرَ إليهم طائفةً مِن عَسكَرِه، فأوقعوا بهم، وأكثَروا القتلَ فيهم، ولم ينجُ منهم إلَّا الشَّريدُ الفريدُ، وعاد إلى غزنةَ سالِمًا ظافِرًا.

العام الهجري : 456 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1064
تفاصيل الحدث:

سَمِعَ ألب أرسلان أن شهابَ الدَّولةِ قُتلمش السلجوقي، قد عَصَى عليه، وجَمعَ جُموعًا كَثيرةً، وقَصدَ الرَّيَّ ليَستَولي عليها، فجَهَّزَ ألب أرسلان جَيشًا عَظيمًا وسَيَّرَهُم على المَفازَةِ إلى الرَّيِّ، فسَبَقوا قُتلمش إليها، وسار ألب أرسلان من نيسابور أَوَّلَ المُحرَّم من هذه السَّنَةِ، فلمَّا وَصلَ إلى دامغان أَرسَل إلى قُتلمش يُنكِر عليه فِعلَه، ويَنهاهُ عن ارتكابِ هذا الحالِ، ويَأمرُه بِتَركِها، فإنَّه يَرعَى له القَرابةَ والرَّحِمَ، فأجابَ قُتلمش جوابَ مُغْتَرٍّ بمَن معه مِن الجُموعِ، ونَهَبَ قُرَى الرَّيِّ، وأَجرَى الماءَ على وادي المِلْحِ، وهي سَبِخَةٌ، فتَعَذَّرَ سُلوكُها، وقَرُبَ السُّلطانُ من قُتلمش، فلَبِسَ المَلِكُ السِّلاحَ، وعَبَّأَ الكتائِبَ، واصطَفَّ العَسكرانِ فقَصدَ قُتلمش المحاجزة، وجَعلَ السَّبِخَة بينه وبين ألب أرسلان لِيَمتَنِعَ من اللِّقاءِ, فسَلكَ ألب أرسلان طَريقًا في الماءِ، وخاضَ غَمْرَتَهُ، وتَبِعَهُ العَسكرُ، فطَلَعَ منه سالِمًا هو وعَسكرُه، فصاروا مع قُتلمش واقتَتَلوا، فلم يَثبُت عَسكرُ قُتلمش لِعَسكرِ السُّلطانِ، وانهَزَموا لِساعَتِهم، ومَضَى مُنهَزِمًا إلى قَلعةِ كردكوه، وهي مِن جُملةِ حُصونِه ومَعاقِلِه، وكَثُرَ القَتلُ والأَسْرُ في عَسكرِه، وأراد السُّلطانُ قَتلَ الأَسْرَى، فشَفَعَ فيهم نِظامُ المُلْكِ فعَفَا عنهم وأَطلقَهم، ولمَّا سَكَنَ الغُبارُ، ونَزلَ العَسكرُ، وُجِدَ قُتلمش مَيِّتًا مُلقًى على الأرضِ لا يُدرَى كيف كان مَوتُه، قيلَ: إنَّه مات من الخَوفِ، والله أَعلمُ، فبَكَى السُّلطانُ لِمَوتِه، وقَعَدَ لِعَزائِه، وعَظُمَ عليه فَقْدُهُ، فسَلَّاهُ نِظامُ المُلْكِ، ودَخلَ ألب أرسلان إلى مدينة الرَّيِّ آخرَ المُحرَّم من السَّنَةِ.

العام الهجري : 488 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1095
تفاصيل الحدث:

هو المَلِكُ أبو سَعيدٍ تاجُ الدَّولةِ تتش بنُ محمد ألب أرسلان بن داود بن ميكال بن سلجوق بن دقاق السلجوقي، وَلَدُ سُلطانٍ وأَخو سُلطانٍ. صاحِبُ البِلادِ الشرقيَّةِ. وُلِدَ في رمضان سَنةَ 458هـ. تُركِيٌّ مُحتَشِمٌ، شُجاعٌ، مَهِيبٌ جَبَّارٌ، ذا سَطْوَةٍ، مِن بَيتِ مُلْكٍ، وله فُتوحاتٌ ومصافاتٌ، وتَمَلَّكَ عِدَّةَ مَدائنَ، وخُطِبَ له ببغداد، وصار مِن كِبارِ مُلوكِ الزَّمانِ وتقدم. مَرَّ كَثيرٌ مِن سِيرَتِه وفُتوحاتِه العَظيمةِ في الحَوادثِ.  تَمَلَّكَ بِضعَ عَشرةَ سَنةً. وكان يُغالِي في حُبِّ شَيخِ الإسلامِ أبي الفَرجِ الحَنبليِّ، ويَحضرُ مَجلِسَه، فعَقَدَ له ولِخُصومِه في مَسألَةِ القُرآنِ مَجلِسًا، قَدِمَ لبِلادِ الشامِ لمَّا حاصَرَ أَميرُ الجُيوشِ بَدرٌ الجماليُّ مَدينةَ دِمشقَ مِن جِهَةِ صاحبِ مصر العُبيديِّ, وكان صاحِبُ دِمشقَ يَومئذٍ أتسز بن أوق بن الخوارزميَّ التركيَّ, فاستَنجَدَ بتتش فأَنجَدَه وسار إليه بنَفسِه، فلمَّا وَصلَ إلى دِمشقَ خَرجَ إليه أتسز، فقَبَضَ عليه تتش وقَتلَه واستَولَى على مَملَكَتِه وذلك في سَنةِ 471هـ، ثم مَلَكَ حَلَب بعدَ ذلك في سَنةِ 478هـ، ثم استَولَى على مُعظَمِ البلادِ الشاميَّةِ، وجَرَت له أُمورٌ وحُروبٌ مع المِصريِّينَ، ثم جَرَى  بينه وبين ابنِ أَخيهِ بركياروق مُنافراتٌ ومُشاجراتٌ بعدَ وَفاةِ ملكشاه أَدَّت إلى المُحارَبَةِ بينهما، فتَوجَّه إليه تتش وتَصافَّا بالقُربِ من مَدينةِ الرَّيِّ في يَومِ الأَحدِ سابع عشر صَفَر سَنةَ 488هـ، فانكَسرَ تتش، وقُتِلَ في المَعركةِ ذلك النهارَ.

العام الهجري : 556 العام الميلادي : 1160
تفاصيل الحدث:

لما تخلص الخادم كردبازو من السلطان سليمان شاه بسَجنه ثم قتله، أرسل إلى إيلدكز، صاحب آران وأكثر بلاد أذربيجان، يستدعيه إليه ليخطُبَ للملك أرسلان شاه الذي معه، وبلغ الخبر إلى إينانج صاحب بلاد الري، فسار ينهب البلادَ إلى أن وصل إلى همذان، فتحصن كردبازو، فطلب منه إينانج أن يعطيه مصافًا، فقال: أنا لا أحاربك حتى يصل الأتابك الأعظم إيلدكز. وسار إيلدكز في عساكره جميعًا يزيد على عشرين ألف فارس، ومعه أرسلان شاه بن طغرل بن محمد بن ملكشاه، فوصل إلى همذان، فلقِيَهم كردبازو، وأنزله دار المملكة، وخطب لأرسلان شاه بالسَّلطنة بتلك البلاد، وكان إيلدكز قد تزوَّجَ بأم أرسلان شاه، وهي أم البهلوان بن إيلدكز، وكان إيلدكز أتابكَه، والبهلوان حاجبَه، وهو أخوه لأمه، وكان إيلدكز هذا أحدَ مماليك السلطان مسعود، واشتراه في أول أمره، فلما ملك أقطعَه أران وبعض أذربيجان، واتفق الحروب والاختلاف، فلم يحضر عنده أحد من السلاطين السلجوقية، وعظُمَ شأنُه وقَوِيَ أمرُه، وتزوج بأم الملك أرسلان شاه، فولدت له أولادًا منهم البهلوان محمد، وقزل أرسلان عثمان، فلما خطَبَ له بهمذان أرسل إيلدكز إلى بغداد يطلب الخطبة لأرسلان شاه أيضًا، وأن تعاد القواعِدُ إلى ما كانت عليه أيام السلطان مسعود، فأُهين رسوله وأعيد إليه على أقبح حالة، وأما إينانج صاحب الري فإن إيلدكز راسله ولاطفه فاصطلحا وتحالفا على الاتفاق، وتزوج البهلوان بن إيلدكز بابنة إينانج ونُقِلَت إليه بهمذان.