الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2161 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 962 العام الميلادي : 1554
تفاصيل الحدث:

بعد عودة فاس للسعديين ظهر السلطان محمد الشيخ السعدي كخصم عنيد للعثمانيين، ومن المعارضين لسياستهم التوسعيَّةِ في بلاد المغرب، بل والأكثر من ذلك أنه أعلن إثرَ دخوله فاس بأنه عازمٌ على الذهاب إلى الجزائر لمنازلة العثمانيين هناك، فهذا التنافسُ السعديُّ العثماني على شمال إفريقيا، بل وعلى الخلافةِ الإسلامية كان في صالحِ الإسبان والبرتغال، ولا عجب إذا رأينا بعد ذلك تقاربًا بين هؤلاء جميعًا ضد العثمانيين حيث بعث الملك البرتغالي جون الثالث رسالةً إلى حاكم مازكان البرتغالي الفارودي كالفولو ردًّا على الطلب الذي تقدم به السلطانُ محمد الشيخ إلى كلٍّ من مدريد ولشبونة لتزويده بقوات عسكرية ضد العثمانيين، كما حددت الرسالةُ بعض الشروط التي يراها البرتغاليون لمساعدة السعديين، كتسليم بعض المراكز البحرية المغربية، مثل: بادس بنيون والعرائش، بالإضافة إلى تموين القوات التي سيرسلها لمساعدته، وأخيرًا يختتمُ الملك جون الثالث بضرورة إخبار الإمبراطور الإسباني بذلك للتنسيق في عمل مشترك ضِدَّ العثمانيين؛ ونتيجة لهذا التقارب فقد عُقِدت هدنةٌ بين السعديين والبرتغال بواسطة حاكم مازكان لمدة ستة أشهر, وظلَّ مفعول هذه الهدنة زمنًا طويلًا.

العام الهجري : 1202 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1788
تفاصيل الحدث:

انتصر الجيشُ العثماني بقيادة السلطانِ عبد الحميد الأول على الجيشِ النمساوي الذي يقودُه الإمبراطور جوزيف الثاني، وذلك في معركة "شبش" داخِلَ حدود النمسا. قامت مجموعةٌ مِن كشَّافة الجيش النمساوي بالتقَدُّم؛ لاستطلاعِ موقِفِ الجيش العثماني. وفي طريقِهم وجدوا تجمُّعًا للغجرِ حيث يباعُ الخمرُ، فجَلَسوا وسَكِروا حتي الثمالة. بعد قليلٍ جاءت مجموعةٌ مِن المشاة النمساويين للانضمامِ للمجموعةِ الأولى فرفَضوا انضمامَهم لهم واتَّخذوا وضعَ الدِّفاعِ, ثمَّ عمَّت حالةٌ من الفوضى وصلت إلى المعسكَرِ، وحدث قتالٌ بينهم. كلُّ طرفٍ منهم يظُنُّ أنَّ الطرفَ الآخِرَ هم الأتراكُ، فوقعت حربٌ شديدةٌ بينهم، قُتِلَ منهم أعدادٌ كبيرة، قيل بلغ عددُ القتلى 10 آلاف قتيل, فلما وصل الجيشُ العثماني بقيادة السلطان عبد الحميد الأوَّلِ ومعه الصدرُ الأعظمُ قوجا يوسف باشا تمكَّنَ مِن أسرِ 50 ألفَ نمساوي في هذه المعركةِ التي تعتبر أكبَرَ انتصارٍ حَقَّقه السلطانُ في عهدِه، والذي توفِّيَ بالسكتة القلبية في طريقِ عودتِه قبل وصولِه إسطنبول.

العام الهجري : 1215 العام الميلادي : 1800
تفاصيل الحدث:

قال الإمام الشوكاني: "وفي سنة 1215 وصل من صاحِبِ نجدٍ الإمامِ عبد العزيز مجلَّدان لطيفان، أرسل بهما إلى حضرة مولانا الإمام حَفِظه الله، أحدُهما يشتَمِلُ على رسائل لمحمد بن عبد الوهاب كلُّها في الإرشاد إلى إخلاص التوحيد والتنفير من الشرك الذي يفعله المعتَقِدون في القبور، وهي رسائلُ جيدة مشحونة بأدلَّة الكتاب والسنة، والمجلَّد الآخر يتضمَّنُ الردَّ على جماعةٍ مِن المقصِّرين من فقهاءِ صَنعاءَ وصَعدة ذاكروه في مسائِلَ متعلقة بأصولِ الدين وبجماعة من الصحابة، فأجاب عليهم جواباتٍ مُحَرَّرة مقَرَّرة محَقَّقة تدُلُّ على أنَّ المُجيبَ مِن العلماء المحقِّقين العارفين بالكتابِ والسنَّة، وقد هدَمَ عليهم جميعَ ما بَنَوه، وأبطل جميعَ ما دَوَّنوه؛ لأنهم مقصِّرون متعَصِّبون، فصار ما فعلوه خزيًا عليهم وعلى أهل صنعاء وصعدة، وهكذا من تصَدَّرَ ولم يعرف مقدارَ نَفسِه، وأرسل صاحبُ نجد مع الكتابين المذكورين بمكاتبةٍ منه إلى سيدي المولى الإمام، فدفع- حَفِظه الله جميعَ ذلك إليَّ- فأجبت عن كتابه الذي كتب إلى مولانا الإمام- حفظه الله- على لسانِه".

العام الهجري : 1255 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1839
تفاصيل الحدث:

حدَثَت ثوراتٌ في بلاد الشام ضِدَّ حُكمِ إبراهيم باشا فأخضَعَها بكُلِّ شِدَّةٍ، فهدأت، وفاتَحَ محمد علي وكلاءَ الدول الأوربية في مصرَ بأنه يريد ولايةَ مصر والشام وجزيرة العرب له ولأولاده من بعدِه، ونُقِلَت هذه الرغبات إلى الدولة العثمانية التي أرسلت له مندوبًا اتَّفَق معه على أن تكون مصرُ وجزيرة العرب مِلكًا متوارثًا لأسرة محمد علي باشا وبلاد الشام لمحمد علي مدَّةَ حياتِه، وأما جبال طوروس فتكون كُلُّها للعثمانيين، وتكون هي الحدَّ الفاصل بين الدولتين، ولكِنَّ محمد علي أصرَّ على أن تكون الجبالُ له، وسار حافظ باشا على رأس جيشٍ مِن أرمينيا وسيواس وتقَدَّم إلى بلاد الشام، وفي الحادي عشر من ربيع الثاني من هذا العام التقى مع إبراهيم باشا في بلدة نزيب (نصيبين) الواقعة اليوم في تركيا إلى الغربِ مِن نهر الفرات قريبًا من الحدود السورية، فانهزم الجيشُ العثماني تاركًا عَتادَه في ساحةِ القتال، فأخذ المصريون مائة وستة وستين مدفعًا وعشرين ألف بندقية! ويذكر أنه كان في الجيشِ العثماني القائِدُ الألماني المشهور فون مولتكه، وتوفِّيَ الخليفةُ قبل أن تَصِلَه أنباءُ المعركةِ.

العام الهجري : 1276 العام الميلادي : 1859
تفاصيل الحدث:

هو محمد بن علي السنوسي الكبير صاحِبُ الدعوة السنوسية، وواحِدٌ من كبار المُصلِحين في العالم الإسلامي في العصر الحديث. ولِدَ بمقاطعة وهران بالجزائر سنة 1202 هـ / 1798م، ورحل إلى فاس سنة 1812م، والتحق بجامِعِ القرويين وبعد تخرُّجِه فيها عُيِّن مدرسًا بالجامعِ الكبير بفاس. عاصرَ دخولَ الدولةِ السعودية الأولى للحجازِ واختلط بعُلَمائِها وأخذ عنهم، ثم عاد إلى ليبيا وقام بدعوته الإصلاحية التي اتخذت الإسلامَ طريقًا لها في العمَلِ، فدعا المجتمَعَ الليبي إلى العودةِ إلى الإسلام والاعتماد على الكتابِ والسنَّةِ ومحاربة الاختلافِ والتفَرُّق في الدينِ، ومواجهة المبشِّرين بالنصرانية، ومحاربة الاستعمار الإيطالي المتسَلِّط. لَقِيَت الدعوة التي أسَّسها السنوسي صدًى في نفوس سكان الصحراء في الشمال الإفريقي كله والسودان، وكسب صاحبُها من النفوذ والسُّمعة, وقد حقَّقت قدرًا كبيرًا من النجاح، فكَوَّن دولة إسلامية امتدَّت آثارها إلى أفريقيا الغربية. وأقام مدرسةً عِلميةً إسلاميةً خرَّجت العلماءَ والقضاة والدعاة، وله عددٌ من المؤلَّفات بلغت نحو 40 كتابًا. توفي السنوسي في الجغبوب، وخلفه ابنه أحمد المهدي في قيادة الحركة السنوسية.

العام الهجري : 1302 العام الميلادي : 1884
تفاصيل الحدث:

طلب اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني بمصرَ مِن الضابط تشارلز جورج غوردون الإشرافَ على إخلاء السودان من القواتِ المصرية تمهيدًا لاحتلالها، ولكن غوردون رفض ذلك الطلبَ وأعلن أنَّ القواتِ الإنجليزيةَ والمصريةَ المشتركة بالخرطوم سوف تتحَرَّكُ للقضاء على الثورة المهدية، وكان ذلك منه غطرسةً وتكبُّرًا دفع ثمنَهما حياتَه؛ تحرَّكت قواتُ المهدي باتجاه الخرطوم أواخِرَ سنة 1301هـ 1884م، وأرسل المهديُّ مندوبًا من عنده يطلُبُ من غوردون تسليمَ الخرطوم، فرفض وأبى واستكبر بشدة، فضرب المهديون حصارًا شديدًا على المدينة، وعندها تحرَّكت الحكومة الإنجليزية برئاسةِ جلادستون وأرسلت قواتٍ لنجدة الحاميةِ المصرية في السودانِ، وذلك في أوائل سنة 1302هـ 1885م، وعندها قرَّر المهديون اقتحامَ المدينة فاقتحموها في 12 ربيع الآخر سنة 1302هـ، وكان رأسُ غوردون هو أوَّلَ رأسٍ قُطِعَ في هذه المعركة التي أصبحت بعدها السودان كلُّها خاضعةً للحركة المهدية، وكان لسقوطِ الخرطوم ومقتَل غوردون صدًى عظيمًا في إنجلترا، ولكِنَّ ثمار الحركة لم تكتَمِلْ؛ إذ مات زعيمُها بعد ذلك بقليلٍ.

العام الهجري : 1330 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1912
تفاصيل الحدث:

جرت عِدَّةُ معاهدات بشأن الحدود بين الدولتين العثمانية والإيرانية، ومنها: معاهدة أرضروم الثانية 1263هـ غير أنَّها فشلت واستمَرَّت الاشتباكات على الحدود، وفشلت لجنة التخطيط بناءً على المعاهدة المذكورة في إنهاء المشكلة، كما بدأ الخلاف في تفسير نصوص المعاهدة، وكانت كلٌّ من إنجلترا وروسيا ترغبان في إنهاء هذا الموضوع؛ حيث أصبحت المنطقة ساحةَ نفوذ لكلٍّ مِن الدولتين، فدعا ذلك لإجراء مفاوضات مباشِرة بتوسط إنجلترا وروسيا، وانتهت باتفاق طهران في اليوم الأول من عام 1330هـ/ 21 ديسمبر، وتضَمَّن خمس نقاط: تعيين لجنة مشتركة لتثبيت الحدود. تزويد أعضاء اللجنة بجميع الوثائق والبيانات المطلوبة. في حال الفشل في تفسير النصوص وحَلِّ القضايا تحالُ إلى محكمة التحكيم في لاهاي. تكون معاهدة أرضروم الثانية الأساسَ الذي تستند إليه قرارات اللجنة. لا يتخذ أي من الطرفين من احتلال الأراضي المتنازع عليها حجة قانونية للاحتفاظ بها والسيطرة عليها. واستمرَّت المفاوضات أكثرَ مِن خمسة أشهر دون الوصولِ إلى اتفاق، وتقرر استمرارُ المباحثات في استانبول، ولكن الأحداث الجارية من الحرب العالمية وغيرها أوقفت الموضوع.

العام الهجري : 1365 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1946
تفاصيل الحدث:

بعد استقرارِ الأحوال في ألبانيا، أُجريت انتخابات عامة وعلى إثر فوز أنور خوجا بها أُعلنت ألبانيا جمهوريةً شعبية، وأُلغيت الملكية رسميًّا، وأصبح أنور خوجا رئيسًا للبلاد، وما إن أمسك بمقاليد الأمور حتى بادر إلى قطعِ العلاقات مع كلٍّ مِن بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. وكان أنور خوجا من المعجَبين بستالين: دكتاتور الاتحاد السوفيتي الشيوعي، فوقف إلى جانِبِه حين نشب خلافٌ سنة 1367هـ / 1948م بينه وبين "تيتو" الرئيس اليوغسلافي، على الرغم من مساندة الحزب الشيوعي اليوغسلافي للشيوعيين الألبان في أثناء الاحتلال الإيطالي لبلادِهم، غير أنَّ هذا التأييد الذي أبداه أنور خوجا للسياسة السوفيتية توقَّفَ بعد وفاة ستالين سنة 1373هـ / 1953م، وانتهاج خلفائِه سياسةً مغايرة؛ فتحوَّل التأييد إلى عداءٍ مُستحكم، انتهى بقطع العلاقات بين البلدين في سنة 1381هـ / 1961م، وكان من الأسباب التي أدَّت إلى هذه النتيجة وقوف "خوجا" إلى جانب الصين في صراعها الأيديولوجي المذهبي ضِدَّ الاتحاد السوفيتي، ثم أعقب ذلك انسحابُ ألبانيا من حلف "وارسو" سنة 1388هـ / 1968م، والتوقُّف عن المشاركة في "الكوميكون"، وهو المجلس المشترك لمساعدة دولة الكتلة الشرقية.

العام الهجري : 1389 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1969
تفاصيل الحدث:

تأزَّم الأمرُ في باكستان كثيرًا -وخاصةً بعد الحربِ مع الهند- وزادت المعارَضةُ، وبدأت المطالَبةُ بتقسيم باكستان إلى إقليمين، وفُصِلَ الإقليمُ الشرقي، وزادت الاضطراباتُ، وكانت مكانةُ أيوب خان (سُنِّي) في باكستان بدأت تَضعُفُ؛ بسَبَبِ ازدياد المعارِضين لسياسته، وزاد من قوَّتِها انتقادُ وزير الخارجية ذي الفقار علي بوتو (شيعي) للمعاهدة، وفي هذه الأوضاع تأسَّس حزبُ الشعب الاشتراكي بهدف إقصاءِ أيوب خان عن السلطة، وتكَوَّنت أحزابٌ سياسيَّةٌ أخرى اجتمعت كلُّها على إسقاط حكومة أيوب خان، وأخذت شعبيَّةُ أيوب خان في الانهيارِ عندما أحسَّت قطاعاتٌ عريضةٌ من الشعب الباكستاني بفشلِه في الحُصولِ على تأييد عددٍ مِن الدول الإسلامية ذاتِ الثِّقلِ الدولي، وتدهور الموقِفُ السياسي الداخلي بسبب اشتدادِ المعارضة واندلاع المظاهراتِ الطُّلَّابية الحاشدة، فلم يجِدِ الرئيسُ أيوب خان بدًّا من اعتزالِ الحكم، فتركه وسلَّمه إلى رئيسِ هيئة أركان الحرب في الجيش الباكستاني الجنرال يحيى خان الذي تسلَّم السلطة، فشَكَّل حكومةً عَسكريةً، وفرَضَ الأحكامَ العُرفية، وحَلَّ الهيئاتِ النيابيَّة، ومَنَع الإضراباتِ والمظاهراتِ.

العام الهجري : 1397 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1977
تفاصيل الحدث:

كانت جيبوتي (الصُّومال الفرنسي) تحت الاحتلال الفَرَنْسي الذي سامها سوءَ العذاب، ثم بعد الحرب العالمية الثانية جرى التَّصويت على دستور ديغول الخاصِّ بالمستعمرات الفرنسية، وتدخلت فرنسا بالاستفتاء لصالح قَبول الدُّستور، فأصبحت جيبوتي ضمن المجموعة الفرنسيَّة، وفي منتصف عام 1378هـ قامت مظاهراتٌ تطالب بالاستقلال الكُلِّي وتندِّد بالاستفتاء الذي لم يكن حرًّا، وجرى إضراب عامٌّ للعمال، ولكنْ قُمِع بالبطش وبقي أمرُ البلاد تحت النفوذ الفرنسي، وأُعيد تسمية المنطقة من الصومال الفرنسي إلى المنطقة الفرنسية عفر وعيسى (وهما اسما قبيلتينِ فيها)، ثم تمَّ الاتفاق أخيرًا على إجراء استفتاء شَعْبي على الاستقلال، وفي الوقت نفسه تجري انتخاباتٌ لمجموعة من النُّوَّاب في جمادى الأولى 1379هـ / أيار 1977م، وأن الاستقلال يجب أن يتبع ذلك، وبعد شهر اتَّفقت الأحزاب جميعُها على أن يضمَّها حزب واحد يحمل اسمَ التجمُّع الشَّعبي من أجل الاستقلال، وجرى الاستفتاءُ الذي أظهر التأييد التامَّ للاستقلال، وانتُخِب حسن جوليد أبتدون رئيسًا للجمهورية، وأصبحت جيبوتي مستقلة بدءًا من 11 رجب / 27 حزيران.

العام الهجري : 86 العام الميلادي : 704
تفاصيل الحدث:

قَدِمَ قُتيبةُ خُراسان أميرًا عليها للحَجَّاج، فقَدِمَها والمُفَضَّل يَعرِض الجُنْدَ للغَزَاةِ، فخَطَب قُتيبةُ النَّاسَ وحَثَّهُم على الجِهاد، ثمَّ عَرَضَهم وسَارَ، وجَعَل بِمرو على حَرْبِها إياس بن عبدِ الله بن عَمرٍو، وعلى الخَراجِ عُثمان السعيدي. فلمَّا كان بالطَّالقان أتاهُ دَهاقِين بَلْخ وساروا معه، فقَطَع النَّهْر، فتَلَقَّاه مَلِكُ الصَّغَانِيَان بِهَدايا ومَفاتِيح مِن ذَهَبٍ، ودَعاهُ إلى بِلادِه فمضى معه، فسَلَّمَها إليه لأنَّ ملك آخْرُونَ وشُومان كان يُسيءُ جِوارَه. ثمَّ سَارَ قُتيبةُ منها إلى آخْرُون وشُومان، وهما مِن طخارستان، فصالَحَهُ مَلِكُهُما على فِدْيَة أَدَّاها إليه فَقَبِلَها قُتيبةُ ثمَّ انْصَرف إلى مرو واسْتَخْلف على الجُنْدِ أَخاهُ صالحَ بن مُسلِم، ففَتَح صالحٌ بعدَ رُجوعِ قُتيبةَ كاشان وأورشت، وهي مِن فَرْغانَة، وفَتَح أخشيكت، وهي مدينة فَرْغانَة القديمة، وكان معه نَصرُ بن سِيار فأَبْلَى يَومئذٍ بلاءً حسنًا.

العام الهجري : 201 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 817
تفاصيل الحدث:

أبو العبَّاسِ عبد الله الأول بن إبراهيم أحدُ حكَّام الأغالبة، تولَّى بعد وفاة والده إبراهيمَ بنِ الأغلب سنة 196هـ. وكان أبو العباس يلي طرابلُس لأبيه، فأخذ أخوه زيادةُ الله البيعةَ له من رؤساء الجند، ثم دخل القيروان سنة 197هـ, وأقَرَّه الخليفةُ المأمون على ما بيده من إفريقيَّة. عامَلَ أبو العباس سكَّانَ البلاد معاملةً تنطوي على الكثيرِ مِن العنَتِ والجَور، ولم يُصغِ إلى نصائحِ أهل الرأي فيها. وعدَّل نظامَ الضرائبِ فجعل العُشرَ ضريبةً ماليةً ثابتة، حتى لا يتأثَّرَ الدخلُ السَّنويُّ بالخِصب والجَدب، فسَخِطَ الناس عليه، وطالبوا بإلغائِها والعودة إلى نظامِ العُشرِ الذي اعتادوه، كما عاملَ أخاه زيادةَ الله وليَّ عهدِه معاملةً سيئة، وكذلك فعَلَ مع أهلِ بيته. وكان أبو العباسِ أفصحَ أهلِ بيته لسانًا وأكثَرَهم أدبًا، وكان يقولُ الشعر، ويرعى الشعراء. وكانت إمارتُه خمس سنين ونحو شهرين.

العام الهجري : 214 العام الميلادي : 829
تفاصيل الحدث:

خرج هاشم الضرَّابُ بمدينة طليطلة، من الأندلس، على صاحِبِها عبد الرحمن، وكان هاشِمٌ قد خرج من طليطِلة لَمَّا أوقع الحكَمُ بأهلِها، فسار إلى قُرطُبةَ، ثم سار إلى طليطِلة، فاجتمع إليه أهلُ الشرِّ وغَيرُهم، فسار بهم إلى وادي نحوييه وأغار على البربر وغيرهم، فطار اسمُه واشتَدَّت شَوكتُه، واجتمع له جمعٌ عظيم، وأوقع بأهلِ شنت برية. وكان بينه وبين البربرِ وقعاتٌ كثيرة، فسيَّرَ إليه عبد الرحمن جيشًا فقاتلوه، فلم تستظهِرْ إحدى الطائفتينِ على الأخرى، وبقِيَ هاشِمٌ كذلك، وغلَبَ على عدَّةِ مواضِعَ، فسيَّرَ إليه عبد الرحمن جيشًا كثيفًا سنةَ سِتَّ عشرة ومائتين، فلَقِيَهم هاشم بالقُربِ مِن حِصنِ سمسطا بمجاورة رورية، فاشتدَّت الحربُ بينهم، ودامت عدَّةَ أيَّامٍ، ثم انهزم هاشِمٌ، وقُتِلَ هو وكثيرٌ ممَّن معه من أهل الطَّمَعِ والشَّرِّ وطالبي الفِتَن، وكفى الله النَّاسَ شَرَّهم.

العام الهجري : 296 العام الميلادي : 908
تفاصيل الحدث:

لَمَّا كان مِن أمْرِ انتهاءِ دَولةِ الأغالِبةِ واستحواذِ أبي عبدالله الشيعيِّ على البلادِ، واستقَرَّت له القيروانُ ورقادة، سار إلى سجلماسة، وكان المهديُّ وابنه أبو القاسم محبوسينِ عند اليسَع بن المدرار أميرِ سجلماسة، فلاطفه أبو عبدِالله ليُخَلِّصَ المهديَّ منه دون أذًى، وكان المهدي قد حاول الحضورَ إلى المغربِ بعد أن راسله أبو عبدالله بما فتح من البلادِ وغلبَ، وأن الأمرَ قد استتَبَّ له فلْيَحضُرْ، ولكنَّه قُبِضَ عليه في الطريقِ وأُسِرَ حتى صار أمرُه عند اليسَع بن مدرار أميرِ الخوارج الصفريَّة، لكنَّ اليسع لم يتلطَّفْ له بل حاربه، ثمَّ لَمَّا أحس بقوة أبي عبدالله الشيعي هرب من الحِصنِ فدخله أبو عبدالله وأخرج المهديَّ منه واستخرجَ ولَدَه، فأركَبَهما، ومشى هو ورؤساءُ القبائِلِ بين أيديهما، وأبو عبد الله يقول للنَّاسِ: هذا مولاكم، (وهو يبكي) من شِدَّةِ الفَرَح، حتى وصل إلى فسطاطٍ قد ضُرِبَ له فنزل فيه، وأمر بطَلَبِ اليسع (فطُلِبَ)، فأُدرِكَ، فأُخِذَ وضُرِبَ بالسِّياطِ ثمَّ قُتِل.

العام الهجري : 338 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 950
تفاصيل الحدث:

هو أحمدُ بنُ مُحمَّد بن إسماعيلَ بنِ يونُسَ أبو جعفر المراديُّ المصريُّ النحويُّ، المعروف بالنَّحَّاس، والنَّحَّاس: نسبة إلى من يعمَلُ النَّحاسَ. لُغويٌّ مُفَسِّرٌ أديبٌ، له مُصَنَّفاتٌ كثيرةٌ في التفسيرِ وغيره، وقد سَمِعَ الحديثَ ولقي أصحابَ المُبَرِّد، أخذ النحوَ عن عليِّ بن سليمانَ الأحوص، وأبي بكر الأنباري، وأبي إسحاق الزَّجَّاج، ونِفطَوَيه، وغيرهم، وله مصنفاتٌ كثيرة مفيدة، منها (تفسير القرآن) و(الناسخ والمنسوخ) و(شرح أبيات سيبويهِ)، ولم يُصنَّفْ مِثلُه، وشَرح المُعَلَّقات والدواوين العشرة، وغير ذلك, وروى الحديثَ عن النَّسائي، وانتفع الناس به. كان مُقَتِّرًا على نفسه, يَهَبونَه العِمامةَ فيقطعُها ثلاثَ عمائِمَ، وكان سببُ وفاته: أنَّه جلس على درجِ المقياسِ في شاطئِ النِّيلِ، وهو في أيَّام زيادتِه، يقطِّعُ شيئًا من العروض، فسَمِعَه جاهِلٌ مِن العامَّة فظَنَّه يَسحَرُ النِّيلَ حتى لا يزيدَ ماؤه، فتغلو الأسعارُ، فرَفَسَه برجلِه فسَقَط فغَرِقَ، فلم يوُقَفْ له على خبَرٍ, ولم يُدرَ أين ذهب.