الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 2999 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 1 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 623
تفاصيل الحدث:

بَعثَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على رأسِ تِسعةِ أشهُرٍ من الهِجرةِ سعدَ بنَ أبي وقَّاصٍ رَضي اللهُ عنه في عِشرين من المُهاجِرين. وقيل: ثَمانيةٍ إلى الخَرَّارِ. وعَقَد له لواءً أبيضَ حَمَلَه المِقدادُ بنُ عَمرٍو رَضي اللهُ عنه. والخَرَّارُ: وادٍ يُتَوَصَّلُ منه إلى الجُحفةِ، وقد عَهِدَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليه ألَّا يُجاوِزَه؛ ليَعتَرِضَ عيرًا لقُريشٍ تَمرُّ بِهِم، فخَرَجوا يَمشون على أقدامِهِم، يَكمُنون النَّهارَ ويَسيرون اللَّيلَ حتى صَبَّحوا المكانَ المَذكورَ في صُبحِ خمسٍ؛ فوَجدوا العِيرَ قد مرَّت بالأمسِ؛ فضَرَبوا راجِعين إلى المدينةِ من غيرِ حربٍ.

العام الهجري : 40 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 661
تفاصيل الحدث:

بعدَ أن قُتِلَ الخليفةُ الرَّاشدُ عَلِيُّ بن أبي طالبٍ رضِي الله عنه وأَرضاهُ اتَّجهَ أهلُ الكوفةِ إلى الحسنِ بنِ عَلِيٍّ فبايَعوهُ بالخِلافةِ، وكان أوَّلَ مَن بايَعهُ قيسُ بن سعدٍ، وبَقِيَ في الخِلافةِ سِتَّةَ أَشهُرٍ، رأى خِلالَها تَخاذُلَ أصحابِه، فرأى ضَرورةَ اتِّفاقِ الأُمَّةِ فآثَر الصُّلْحَ وتَنازَل لِمُعاويةَ بالخِلافةِ، وسُمِّيَ ذلك العامُ بعامِ الجَماعةِ، وكان كما قال عنه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (ابْنِي هذا سَيِّدٌ، وسَيُصْلِح الله به بين فِئَتَيْنِ عَظيمتَين مِن المسلمين). فجَزاهُ الله خيرًا ورضي الله عنه وأَرضاهُ.

العام الهجري : 520 العام الميلادي : 1126
تفاصيل الحدث:

في هذه السنة عَظُم أمر الإسماعيلية بالشام، وقَوِيت شوكتهم، وملكوا بانياس في ذي القعدة منها، وسببُ ذلك أن بهرام بن أخت الأسداباذي، داعيَ الباطنية بحلب والشام، لَمَّا قُتِل خالُه ببغداد هرب إلى الشام، وصار داعيَ الإسماعيلية فيه، وكان يتردد في البلاد، ويدعو أوباش الناس وطغامَهم إلى مذهبه، فاستجاب له منهم من لا عقلَ له، فكثُر جمعه، إلا أنه يُخفي شخصَه فلا يُعرَف، وأقام بحلب مدة، ونفر إلى إيلغازي صاحبها، وأراد إيلغازي أن يعتَضِدَ به لاتقاء الناس شَرَّه وشر أصحابه؛ لأنهم كانوا يقتلون كل من خالفهم، وقصد من يتمسَّك بهم، وأشار إيلغازي على طغتكين، صاحب دمشق، بأن يجعلَه عنده لهذا السبب، فقبل رأيه، وأخذه إليه، فأظهر حينئذ شخصه -بهرام داعية الباطنية الإسماعيلية- وأعلن دعوته، فكثر أتباعُه من كل من يريد الشرَّ والفساد، ووافقه الوزيرُ طاهر بن سعد المزدقاني، وإن لم يكن على عقيدته؛ قصدًا للاعتضاد به على ما يريد، فعَظُم شَرُّه واستفحل أمره، وصار أتباعه أضعافَ ما كانوا، فلولا أن عامة دمشق يغلب عليهم مذهب أهل السنة، وأنهم يشدِّدون عليه فيما ذهب إليه، لَمَلَك البلدَ، ثم إن بهرام رأى من أهل دمشق فظاظةً وغلظةً عليه، فخاف عاديتَهم، قال الذهبي: "كان طغتكين سيفًا مسلولًا على الفرنج، ولكن له خرمة كان قد استفحل البلاءُ بداعي الإسماعيلية بهرام بالشام، وكان يطوف المدائنَ والقلاع متخفيًا، ويُغوي الأغتام والشطَّار، وينقاد له الجهَّال، إلى أن ظهر بدمشق بتقرير قرَّره صاحب ماردين إيلغازي مع طغتكين، فأخذ يُكرِمُه، ويبالِغُ اتقاء لشَرِّه، فتَبِعه الغوغاء والسفهاء والفلاحون، وكثُروا، ووافقه الوزير طاهر المزدقاني، وبث إليه سره، ثم التمس من الملك طغتكين قلعةً يحتمي بها، فأعطاه بانياس سنة 520، فعَظُم الخطب، وتوجَّع أهلُ الخير، وتستَّروا مِن سَبِّهم، وكانوا قد قتلوا عدةً من الكبار، فتصدى لهم تاج الملوك بوري بن طغتكين، فقتل الوزير كمال الدين طاهر بن سعد المزدقاني، ونصب رأسه، وركب جندَه، فوضعوا السيفَ بدمشق في الملاحدة الإسماعيلية، فكبسوا منهم في الحال نحوًا من ستة آلاف نفس في الطرقات، وكانوا قد تظاهروا، وتفاقم أمرهم، وراح في هذه الكائنة الصالحُ بالطالح. وأما بهرام فتمرَّد وعتا وقَتَل شابًّا من أهل وادي التيم اسمه برق، فقام عشيرته، وتحالفوا على أخذ الثأر، فحاربهم بهرام، فكَبَسوه وذبحوه، وسَلَّمَت الملاحِدةُ بانياس للفرنج، وذَلُّوا. وقيل: إن المزدقاني كان قد كاتب الفرنج ليُسَلِّمَ إليهم دمشق، ويعطوه صور، وأن يهجموا البلد يوم جمعة، ووكل الملاحدةَ تغلق أبواب الجامع على الناس، فقتله لهذا تاج الملوك، وقد التقى الفرنجَ وهزمهم، وكانت وقعةً مشهودة. وفي سنة 520 أقبلت جموع الفرنج لأخذ دمشق، ونزلوا بشقحب، فجمع طغتكين التركمانيين وشطار دمشق، والتقاهم في آخر العام، وحَمِيَ القتال، ثم فرَّ طغتكين وفرسانه عجزًا، فعطفت الرجَّالةُ على خيام العدو، وقَتَلوا في الفرنج، وحازوا الأموالَ والغنائم، فوقعت الهزيمةُ على الفرنج، ونزل النصرُ".

العام الهجري : 28 ق هـ العام الميلادي : 595
تفاصيل الحدث:

اختلفتْ الأقوالُ في عُمُرِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وعُمُرِ خَديجةَ حين زَواجهِما، فقِيل: كان خمسًا وعِشرين. وقِيل: سبعًا وعِشرين. وقِيل: ثلاثين. وقِيل: غيرَ ذلك، وأمَّا عُمُرُ خَديجةَ فكذلك تضاربتِ الأقوالُ بين خمسٍ وثلاثين وأربعين وغيرِ ذلك، لمَّا سمِعتْ خَديجةُ رضي الله عنها بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وبأمانتِه و أخلاقِه الكريمةِ، فقد جاء في رِوايةٍ: أنَّ أُختَ خَديجةَ قد اسْتَكْرَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وشَريكَه، فلمَّا قَضَوْا السَّفرَ بقِي لهم عليها شيءٌ، فجعل شَريكُه يأتيهِم ويتقاضاهُم، ويقولُ لمحمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم): انطلقْ. فيقولُ: اذهبْ أنت، فإنِّي أستحيي. فقالتْ مَرَّةً -وقد أتاهُم شَريكُه-: أين محمَّدٌ لا يجيءُ معك؟ قال: قد قلتُ له، فزعَم أنَّه يَستحيي، فذكرتْ ذلك لأختِها خَديجةَ، فقالتْ: ما رأيتُ رجلًا قَطُّ أشدَّ حياءً، ولا أَعَفَّ ولا......من محمَّدٍ (صلى الله عليه وسلم). فوقع في نَفْسِ أختِها خَديجةَ، فبعثتْ إليهِ، فقالتْ: ائْتِ أبي فاخطُبْ إليهِ. فقال: أبوكِ رجلٌ كثيرُ المالِ وهو لا يفعلُ. قالتْ: انطلقْ فالقِه وكَلِّمْهُ، ثمَّ أنا أَكفيكَ. وقد تزوَّجها النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وهي ثَيِّبٌ.

العام الهجري : 355 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 966
تفاصيل الحدث:

بعد أن تولى عليُّ بنُ الإخشيد حُكمَ مِصرَ بعد موت أخيه أنوجور، فسَدَ ما بينه وبين مدبِّر مملكته كافور الإخشيدي، فمنع كافور النَّاسَ مِن الاجتماعِ بعَليِّ بنِ الإخشيد حتى اعتَلَّ بعِلَّةِ أخيه أنوجور ومات لإحدى عشرة خَلَت من المحَرَّم وحُمِلَ إلى المقدس ودفن عند أبيه الإخشيد وأخيه أنوجور، وبَقِيَت مصر من بعده أيامًا بغير أميرٍ، وكافور يدبِّرُ أمرَها على عادته في أيَّامِ أولاد الإخشيد ومعه أبو الفضل جعفرُ بنُ الفرات. ثم وليَ كافور إمرةَ مصرَ باتِّفاقِ أعيان الدِّيارِ المِصريَّة وجُندِها، وكانت مُدَّة سلطنةِ علي بن الإخشيد المذكور على مصر خمس سنين وشهرين ويومين.

العام الهجري : 525 العام الميلادي : 1130
تفاصيل الحدث:

لما علم ابن صباح صاحب قلعة ألموت بما جرى على أشياعه الإسماعيلية بدمشق، تنمَّر وندب طائفة لقتل تاج الملوك بوري بن طغتكين، صاحب دمشق، فعيَّن اثنين في زي الجند، ثم قدما فاجتمعا بناس منهم أجناد، وتحيلا على أن صارا من السلحدانة وضمنوهما، ثم وثبا عليه في خامس جمادى الآخرة، فضربه أحدهما بالسيف قَصَد رأسه، فجرحه في رقبته جرحًا سليمًا، وضربه الآخر بسكين في خاصرته، فمرت بين الجلد واللحم, فتعلَّل من ذلك بجرحين، برأ من أحدهما، ولم يبرأ من الآخر، وبقي فيه ألمه، إلا أنه يجلس للناس، ويركب معهم على ضعف فيه، ثم اشتد عليه جرحه وأضعفه، وأسقط قوته إلى أن توفي في رجب سنة 526.

العام الهجري : 608 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1212
تفاصيل الحدث:

قدم إيدغمش، صاحب همذان وأصفهان والري وما بينهما من البلاد إلى بغداد، هاربًا من منكلي، وسببُ ذلك أن إيدغمش كان قد تمكَّنَ في البلاد، وعظم شأنُه، وانتشر صيتُه، وكثُرَ عَسكَرُه، حتى إنَّه حصر صاحبه أبا بكر البهلوان، صاحب هذه البلاد: أذربيجان وأران، فلما كان هذا العام خرج عليه مملوكٌ اسمه منكلي، ونازعه في البلادِ، وكثر أتباعه، وأطاعه المماليكُ البهلوانية، فاستولى عليها، وهرب منه شمس الدين إيدغمش إلى بغداد، فلما وصل إليها أمر الخليفة بالاحتفالِ له في اللقاء، فخرج الناسُ كافة، وكان يومُ وصوله مشهودًا، ثمَّ قَدِمَت زوجتُه في رمضان في محمل، فأُكرِمَت وأُنزِلَت عند زوجها، وأقام ببغدادَ إلى سنة عشر وستمائة، فسار عنها.

العام الهجري : 1338 العام الميلادي : 1919
تفاصيل الحدث:

عندما اندلعت الحرب العظمى انسحب الأتراك من عسيرٍ، أصبح الأمير حسن آل عائض حاكمًا لعسير، لكِنَّ قبائل قحطان وزهران نفرت منه بسبب استبداده، فأرسلوا إلى الملك عبدالعزيز يستعينون به عليه، فأرسل لهم علماء يعلِّمون الناس العلم وينشرون التوحيد، لكنَّ ابن عائض لم يحسِنْ استقبالهم واستمَرَّ في سياسته، فأرسل الملك عبدالعزيز حملةً بقيادة ابن عمه عبد العزيز بن مساعد بن جلوي أمير حائل ومعه قحطان وزهران، فهزموا ابن عائض وابن عمه محمد آل عائض في معركة حجلا؛ فأُسِرَا وأرسلا إلى الرياض، ثم أفرج عنهما وعادا إلى عسير كعمَّال للملك عبدالعزيز.

العام الهجري : 13 ق هـ الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 610
تفاصيل الحدث:


فَتَرَ الوحيُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَترةً مِنَ الزَّمنِ, حتَّى شَقَّ ذلك عَليهِ فأحزنهُ، فجاءهُ جبريلُ بسورةِ الضُّحى يُقسِمُ له رَبُّهُ -وهو الذي أكرمهُ بما أكرمهُ بهِ- ما وَدَعَهُ, فقد روى البخاري في صحيحه من حديث جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: احْتَبَسَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالتِ امْرَأَةٌ مِن قُرَيْشٍ -وهي أمُّ جميلٍ أَرْوى بنتُ حَرْبٍ أُخْتُ أبي سُفيانَ وزوجُ أبي لَهَبٍ-: أَبْطَأَ عليه شيطَانُهُ، فَنَزَلَتْ: {وَالضُّحَى واللَّيْلِ إذَا سَجَى، ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلَى}.

العام الهجري : 3 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 624
تفاصيل الحدث:

غزا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُريدُ قُريشًا، واستَعمَلَ على المدينةِ عبدَ الله بنَ أُمِّ مَكتومٍ رَضي اللهُ عنه، حتى بَلَغ بُحرانَ مِن ناحيةِ الفُرْعِ. وسَبَبُها: أنَّه بَلَغَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ بها جَمعًا كثيرًا من بني سُلَيمِ بنِ مَنصورٍ؛ فخَرَج في ثَلاثِمئةِ رجلٍ من أصحابِه، ولم يُظهِر وَجهًا للسَّيرِ؛ حتى إذا كان دونَ بُحرانَ بليلةٍ لَقيَ رجلًا من بني سُلَيمٍ فأخبَرَهم أنَّ القَومَ افتَرَقوا فحَبَسَه مع رَجلٍ، وسار حتى وَرَد بُحرانَ وليس به أحدٌ، فأقام أيامًا ثم رَجَع ولم يَلْقَ كيدًا وأرسل الرَّجُلَ. ثم انصرف راجعًا إلى المدينةِ.

العام الهجري : 6 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 627
تفاصيل الحدث:

بَعَث رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عُكَّاشةَ بنَ مِحصَنٍ رَضي اللهُ عنه إلى الغَمْرِ -ماءٍ لبني أسَدٍ- في أربعين رَجلًا، فيهم: ثابِتُ بنُ أقرَمَ، وشُجاعُ بنُ وَهبٍ؛ فخَرَج سَريعًا ونَذِرَ به القَومُ فهَرَبوا فنَزَلوا عَلياءَ بلادِهِم، ووَجَد ديارَهم خُلوفًا -أي: أهلُها غائِبون-، فبَعَث شُجاعَ بنَ وَهبٍ طَليعةً؛ فرَأى أثَرَ النَّعَمِ، فتَحمَّلوا فأصابوا مَن دَلَّهم على بَعضِ ماشيَتِهِم، فأمَّنوه، فدَلَّهم على نَعَمٍ لبني عمٍّ له، فأغاروا عليها، فاستاقوا مِائتَي بَعيرٍ؛ فأرسَلوا الرَّجلَ، وساقوا النَّعَمَ إلى المدينةِ، وقَدِموا على رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولم يَلقَوا كَيدًا.

العام الهجري : 1 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 623
تفاصيل الحدث:

أرسل النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سَريَّةً إلى سِيفِ -ساحِلِ- البحرِ، أمَّر عليها حمزةَ بنَ عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين راكبًا مِن المُهاجِرين، وكان لِواءُ حَمزةَ أولَ لواءٍ عَقَده رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وكان أبيضَ، وكان حامِلُه أبا مِرثَدٍ كَنَّازَ بنَ حُصينٍ الغَنويَّ رَضي اللهُ عنه، وكان هدفُ هذه السَّريَّةِ اعتِراضَ عِيرٍ لقُريشٍ جاءتْ من الشامِ، وفيها أبو جهلِ بنُ هشامٍ في ثلاثِ مئةِ رجلٍ، فبَلَغوا سِيفَ البحرِ من ناحيةِ العيصِ -اسمُ موضِعٍ قُربَ المدينةِ على ساحِلِ البحرِ- فالْتَقَوا واصطَفُّوا للقتالِ، فمَشَى مَجْديُّ بن عَمرٍو الجُهنيُّ -وكان حليفًا للفَريقَينِ جميعًا- بين هؤلاءِ وهؤلاءِ، حتى حَجَز بينهم، فلم يَقتَتِلوا. وقد كانتْ سريَّةُ حمزةَ رَضي اللهُ عنه في وَقتٍ واحدٍ مع سريَّةِ عُبيدةَ بنِ الحارِثِ رَضي اللهُ عنه إلى رابِغٍ.

العام الهجري : 3 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 624
تفاصيل الحدث:

أَصبحَ مُشرِكو مكَّةَ بعدَ هَزيمَتِهم في غَزوةِ بدرٍ، يَبحَثون عن طريقٍ أُخرى لِتِجارتِهم للشَّامِ، فأشارَ بعضُهم إلى طريقِ نَجْدِ العِراقِ، وقد سَلكوها بالفعلِ، وخرج منهم تُجَّارٌ، فيهم أبو سُفيانَ بنُ حَربٍ، وصَفوانُ بنُ أُميَّةَ، وحُوَيْطِبُ بنُ عبدِ العُزَّى، ومعهم فِضَّةٌ وبضائعُ كثيرةٌ، بما قيمتُه مائةُ ألفِ دِرهمٍ؛ فبلغ ذلك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بواسطةِ سَليطِ بنِ النُّعمانِ رضي الله عنه، فبعَث زيدَ بنَ حارِثةَ في مائةِ راكبٍ لِاعتِراضِ القافلةِ، فلَقِيَها زيدٌ عند ماءٍ يُقالُ له: القَرَدَةُ، وهو ماءٌ مِن مِياهِ نَجْدٍ، فَفَرَّ رجالُها مَذعورين، وأصاب المسلمون العِيرَ وما عليها، وأَسَروا دَليلَها فُراتَ بنَ حيَّانَ الذي أَسلمَ بين يَدي النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعادوا إلى المدينةِ، فخَمَّسَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ووَزَّعَ الباقيَ بين أَفرادِ السَّرِيَّةِ.

العام الهجري : 7 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 628
تفاصيل الحدث:

لمَّا اطْمأنَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بخَيبرَ بعدَ فَتحِها أَهدَتْ له زَينبُ بنتُ الحارثِ -امرأةُ سَلاَّمِ بنِ مِشْكَمٍ- شاةً مَصْلِيَّةً، وقد سَألتْ أيَّ عُضْوٍ أَحَبُّ إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقِيلَ لها: الذِّراعُ، فأَكثرتْ فيها مِنَ السُّمِّ، ثمَّ سَمَّتْ سائرَ الشَّاةِ، ثمَّ جاءت بها، فلمَّا وَضعتْها بين يَدي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم تناوَلَ الذِّراعَ، فَلاكَ منها مُضغةً فلم يسغْها، ولَفَظَها، ثمَّ قال: (إنَّ هذا العَظمُ لَيخبِرُني أنَّه مَسمومٌ). ثم دَعا بها فاعْترَفتْ، فقال: (ما حمَلكِ على ذلك؟). قالتْ: قلتُ إن كان مَلِكاً استَرحتُ منه، وإن كان نَبِيًّا فسيُخبَرُ، فتجاوَز عنها. وكان معه بِشْرُ بنُ البَراءِ بنِ مَعْرورٍ، أخَذ منها أَكلةً فأَساغَها، فمات منها, واخْتلفَتِ الرِّواياتُ في التَّجاوُزِ عنِ المرأةِ وقَتْلِها، وأجمعوا بأنَّه تَجاوَز عنها أوَّلًا، فلمَّا مات بِشْرُ قَتَلَها قِصاصًا.

العام الهجري : 767 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1365
تفاصيل الحدث:

كان الكنزُ أمير العرب بنواحي أسوان، وهو من الشيعة العَلَوية بمصر، فعصى الكنز الدولةَ واجتمَعَ إليه العرب والسودان، وطالت أيَّامُه واشتهر منذ أيام صلاح الدين، وفي هذا العام كثُرَ فسادُ أولاد الكنز وطائفة العكارمة بأسوان وسواكن، ومَنَعوا التجارَ وغَيرَهم من السفر؛ لِقَطعِهم الطريق، وأخْذِهم أموالَ الناس، وأنَّ أولاد الكنز قد غلبوا على ثغر أسوان، وصحراء عيذاب وبرية الواحات الداخلة، وصاهَروا ملوك النوبةِ، وأمراء العكارمة، واشتَدَّت شوكتُهم، ثم قَدِمَ ركن الدين كرنبس من أمراء النوبةِ، والحاج ياقوت ترجمانُ النوبة، وأرغون مملوك فارس الدين، برسالة متملك دنقلة بأن ابنَ أخته خرج عن طاعته، واستنجد ببني جعد من العرب، وقصدوا دنقلةَ فاقتتلا قتالًا كثيرًا، قُتِلَ فيه الملك وانهزم أصحابُه، ثم أقاموا عِوَضَه في المملكة أخاه، وامتَنَعوا بقلعة الدو فيما بين دنقلة وأسوان، فأخذ ابنُ أخت المقتول دنقلةَ، وجلس على سرير المملكة، وعمل وليمةً جمع فيها أمراء بني جعد وكبارَهم، وقد أعَدَّ لهم جماعةً مِن ثقاته ليفتِكوا بهم، وأمر فأُخلِيَت الدور التي حول دارِ مُضَيِّفِهم، وملأها حَطَبًا، فلما أكَلوا وشَرِبوا، خرجت جماعةٌ بأسلِحَتِهم، وقاموا على باب الدار، وأضرم آخرونَ النَّارَ في الحطب، فلما اشتعلت بادر العُربان بالخروج من الدار، فأوقع القومُ بهم، وقتلوا منهم تسعةَ عشر أميرًا في عِدَّةٍ مِن أكابرهم، ثم ركب إلى عَسكَرِهم، فقَتَل منهم مقتلةً كبيرة، وانهزم باقيهم، فأخذ جميعَ ما كان معهم واستخرج ذخائِرَ دنقلة وأموالها، وأخلاها من أهلِها، ومضى إلى قلعة الدو، وسألا أن ينجِدَهما السلطان على العَرَب، حتى يستردُّوا مُلكَهما، والتزما بحَملِ مال في كل سنة إلى مصر، فرسم السُّلطانُ بنجدتهم وأخَذَ في تجهيز العسكر من سادس عشر شهر ربيع الأول، وساروا في الرابعِ والعشرين، وهم نحوُ الثلاثة آلاف فارس، فأقاموا بمدينةِ قوص ستة أيام، واستدعوا أمراءَ أولاد الكنز من ثغر أسوان ورغَّبوهم في الطاعة، وخَوَّفوهم عاقِبةَ المعصية، وأمَّنوهم، ثم ساروا من قوص، فأتَتْهم أمراء الكنوز طائعينَ عند عقبة أدفو، فخلع عليهم الأميرُ أَقتمر عبد الغني وبالغَ في إكرامهم، ومضى بهم إلى أسوان، وسارت العساكِرُ تريدُ النوبة على محاذاتها في البَرِّ يومًا واحدًا، وإذا برُسُل متمَلِّك النوبة قد لاقَتْهم، وأخبروهم بأنَّ العَرَب قد نازلوا المَلِكَ وحصروه بقلعة الدو، فبادر الأمير أقتمر عبد الغني لانتقاء العسكر، وسار في طائفةٍ منهم جريدة، وترك البقيَّةَ مع الأثقال، وجَدَّ في سيره حتى نزل بقلعة أبريم، وبات بها ليلَتَه، وقد اجتمع بمَلِك النوبة وعرب العكارمة، وبقية أولاد الكنز، ووافاه بقية العسكر فدَبَّرَ مع مَلِكِ النوبة على أولاد الكنز، وأمراء العكارمة، وأمسكهم جميعًا، ورَكِبَ مُتَمَلِّك النوبة في الحالِ، ومعه طائفةٌ من المماليك، ومضى في البَرِّ الشَّرقيِّ إلى جزيرة ميكائيل؛ حيث إقامة العكارمة، وسار الأمير خليل بن قوصون في الجانب الغربي ومعه طائفة، فأحاطوا جميعًا بجزيرة ميكائيل عند طلوع الشمس، وأسَرُوا من بها من العكارمة، وقَتَلوا منهم عِدَّةً بالنشَّاب والنفط، وفَرَّ جماعة نجا بعضُهم وتعلق بالجبال وغرق أكثرهم، وساق ابن قوصون النساء والأولاد والأسرى والغنائم إلى عند الأمير أَقتمر، ففَرَّقَ عِدَّة من السَّبيِ في الأمراء، وأطلق عِدَّةً، وعين طائفةً للسُّلطانِ، ووقع الاتفاقُ على أن يكون كرسي ملك النوبة بقلعة الدو؛ لخراب دنقلة، ولأنَّه يخافُ من عرب بني جعد أيضًا إن نزل المَلِك بدنقلة أن يأخذوه، فكتب الأمير أقتمر عبد الغني محضرًا برضاء مَلِك النوبة بإقامته بقلعةِ الدو، واستغنائه عن النجدة، وأنَّه أذِنَ للعسكر في العود إلى مصر، ثم ألبَسَه التشريف السلطاني، وأجلسه على سرير الملك بقلعة الدو، وأقام ابنَ أخته بقلعة أبريم، فلمَّا تَمَّ ذلك جَهَّزَ مَلِكُ النوبة هديةً للسلطان، وهديةً للأمير يَلْبُغا الأتابك، ما بين خيل وهجن ورقيقٍ وتُحَف، وعاد العسكَرُ ومعهم أمراء الكنز، وأمراء العكارمة في الحديد، فأقاموا بأسوان سبعة أيام، ونودي فيها بالأمانِ والإنصاف من أولاد الكنز، فرُفِعَت عليهم عِدَّةُ مُرافعات، فقُبِضَ على عدة مِن عبيدهم وقُتلوا، ورحل العسكَرُ من أسوان، ومرُّوا إلى القاهرة، فقَدِموا في ثاني شهر رجب، ومعهم الأسرى، فعُرِضوا على السُّلطانِ، وقُيِّدوا إلى السجن، وخُلِعَ على الأمير عبد الغني، وقُبِلَت الهديَّةُ.