الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3316 ). زمن البحث بالثانية ( 0.006 )

العام الهجري : 78 العام الميلادي : 697
تفاصيل الحدث:

كان لِسُقوط قَرْطاجَنَّة بِيَدِ المسلمين أثرٌ بالغٌ على البِيزنطيِّين، ووجدوا في خُروج حسَّان مِن أفريقيا بعدَ هَزيمتِه على يَدِ الكاهنة مَلِكَة البَرْبَر والفَوضى التي عَمَّت البلادَ بِسَبب سِياسَة الكاهنة التَّخريبيَّة مَجالًا لِإعادَة نُفوذِهم في الشَّمال الإفريقي، فجَهَّز الإمبراطور لِيونتوس الذي خَلَفَ جستنيان الثاني حَملةً كبيرةً بِقيادة البَطْريق يُوحَنَّا إلى أفريقيا وأَعَدَّ أُسطولًا كبيرًا لِنَقْل الجُنْد إليها، فتَمَكَّنَت القُوَّة البِيزنطيَّة مِن اسْتِعادَة قَرْطاجَنَّة، دون مُقاوَمة، واضْطَرَّ أبو صالح نائبُ حسَّان عليها أن يَنسحِب منها مع مَن كان معه مِن المسلمين، ودَخَلها البَطريقُ يُوحَنَّا, وأقام حسَّان في مِنطقَة طرابلس قُرْبَ سُرْت في المكان المُسَمَّى قُصور حسَّان خمسَ سِنين.

العام الهجري : 107 العام الميلادي : 725
تفاصيل الحدث:

هو أبو أَيُّوب سُليمانُ بن يَسارٍ، وُلِدَ في خِلافَة عُثمان سَنة أربع وثلاثين, مَوْلَى أُمِّ المؤمنين مَيْمونَة بِنتِ الحارِث، أَحَدُ الفُقَهاء السَّبْعَة بالمَدينَة، كان عالِمًا ثِقَةً عابِدًا وَرِعًا حُجَّةً، كَثيرَ الصِّيام، فَقيهًا كَبيرًا، أَبوهُ فارِسِيٌّ، رَوَى عن مَولاتِه مَيْمونَة، وعن عائِشَة، وأبي هُريرةَ، وغَيرِهم مِن الصَّحابَة، كان مِن أَوْعِيَة العِلْم بحيث إنَّ بَعضَهم قد فَضَّلَه على سَعيدِ بن المُسَيِّب، وكان سَعيدُ بن المُسيب يُحِيلُ عليه المُسْتَفْتِين, ويقول عنه: "إنَّه أَعلَم مَن بَقِيَ اليومَ"، يقول الإمامُ مالِكٌ عنه: "كان سُليمان بن يَسار مِن عُلَماء النَّاسِ بعدَ سَعيدِ بن المُسَيِّب، وكان كَثيرًا ما يُوافِقُه"، وتُوفِّي في المَدينَة.

العام الهجري : 0 العام الميلادي : 622
تفاصيل الحدث:

عن عبدِ الله بنِ مَسعودٍ رضي الله عنه، قال: انشقَّ القَمرُ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم شِقَّتينِ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اشْهَدوا». وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه، «أنَّ أهلَ مكَّة سألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُرِيَهُم آيةً، فأراهُم القَمرَ شِقَّتينِ، حتَّى رَأَوْا حِراءً بينهُما» وفي صحيحِ مُسلمٍ عن عبدِ الله بنِ مَسعودٍ قال: انشقَّ القَمرُ على عهدِ رسولِ الله صلَّى الله عَليهِ وسلَّم فِلقَتَينِ، فسَترَ الجبلُ فِلْقَةً، وكانتْ فِلْقَةٌ فوقَ الجبلِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اشْهدْ». والمشهورُ أنَّ انشِقاقَ القَمرِ حصلَ مَرَّةً واحدةً، أمَّا ما وردَ في إِحدى رِواياتِ مُسلمٍ: (.. فأَراهُم انشِقاقَ القَمرِ مَرَّتَينِ). فقد أجاب عنها العُلماءُ. ورَجَّحَ ابنُ القَيِّمِ وابنُ حَجَرْ وغيرُهما أنَّه وقع مَرَّةً واحدةً.

العام الهجري : 169 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 785
تفاصيل الحدث:

هو محمَّدُ بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، أبو عبدِ الله المهدي، أميرُ المؤمنين، لُقِّبَ بالمهدي رجاءَ أن يكون الموعودَ به في الأحاديثِ، فلم يكُنْ به. وُلِدَ بالحميمة من أرض البلقاء سنة 126هـ، وقيل 127هـ، ووليَ الخلافةَ بعد أبيه سنة 158هـ في ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة، وعمُره إذ ذاك 33 سنة، وكان أسمرَ طويلًا جَعْدَ الشَّعرِ. وكان من مآثِره تتبُّعُه للزنادقة في عهدِه، حتى قُتِلَ عددٌ منهم صبرًا بين يديه, وقيل: إنَّ سبب وفاته أنَّه خرج إلى ماسبذان، بعد أن عزم على خلعِ ابنِه موسى الهادي والبيعة للرَّشيد بولايةِ العهد وتقديمه على الهادي، فبعث إليه فلم يأتِ فخرج المهديُّ إليه فمات في الطريق, بسبب إصابةٍ في ظَهرِه وهو يَلحَقُ الصيدَ، وقيل: بل مات مسمومًا، وكانت خلافتُه عشر سنين وشهرًا؛ ودُفِنَ تحت جوزة كان يجلِسُ تحتها، وصلى عليه ابنُه الرشيد.

العام الهجري : 235 العام الميلادي : 849
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ العَلَمُ, سَيِّدُ الحفَّاظ, أبو بكر عبدُالله بن محمد بن القاضي أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خُوَاستَى العبسي مولاهم, الكوفي. ولد بالكوفةِ عام 159هـ. أحدُ أعلام الحديثِ، صاحِبُ المصَنَّف المعروف. أخو الحافظ عثمانَ بنِ أبي شيبة، والقاسمِ بن أبي شيبة الضَّعيف. فالحافظ إبراهيمُ بن أبي بكر هو ولَدُه, والحافِظُ أبو جعفر محمد بن عثمان هو ابنُ أخيه, فهُم من بيتِ علم, وأبو بكر: أجَلُّهم. قال أبو عُبيدٍ: انتهى عِلمُ الحديثِ إلى أربعةٍ: أحمدَ بنِ حنبل، وأبي بكرِ بنِ أبي شيبة، ويحيى بنِ مَعين، وعليِّ بنِ المَديني؛ فأحمدُ أفقَهُهم فيه، وأبو بكرٍ أسرَدُهم، ويحيى أجمَعُ له، وابنُ المَديني أعلَمُهم به. قَدِمَ ابنُ أبي شيبة بغداد وحَدَّثَ بها، وله كتاب التفسيرِ، والأحكام، والمُسنَد المصَنَّف.

العام الهجري : 248 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 862
تفاصيل الحدث:

خُلِعَ المعتَزُّ والمؤيَّدُ ابنا المتوكِّل من ولاية العهد؛ وكان سببُ خَلعِهما أنَّ المنتصرَ لَمَّا استقامت له الأمور، قال أحمد بن الخصيب لوصيف بغا: إنَّا لا نأمَنُ الحَدَثانَ وأن يموتَ أميرُ المؤمنين، فيلي المعتزُّ الخلافةَ، فيُبيدُ خَضراءَنا ولا يُبقي منا باقيةً؛ والآنَ الرأيُ أن نعمل في خلعِ المعتَزِّ والمؤيَّد، فجدَّ الأتراك في ذلك، وألحُّوا على المنتصر، وقالوا نخلَعُهما من الخلافة، ونبايِعُ لابنك عبد الوهاب؛ فلم يزالوا به حتى أجابَهم، وأُحضر المعتَزُّ والمؤيَّدُ بعد أربعين يومًا من خلافةِ المنتصِر، وجُعِلا في دارٍ وأُبقِيا وأُكرِها على خَلعِ أنفُسِهما، وكتبا بذلك كتابًا، قال فيه المعتزُّ: «إنَّ أبي عقدَ البيعةَ لي بعد أخي، وكنتُ صغيرَ السِّنِّ، والآن فحيثُ تبيَّنتُ رُشدي وعَقَلتُ، علمتُ أنى لا أصلُحُ لهذا الأمرِ ولا أقومُ به، واشهدوا عليَّ أنَّني قد خلعتُ نفسي عمَّا كان رشَّحَني له أبى» وأُلزِمَ المؤيَّدُ بمثل ذلك، وأُمِرَ بالكتابِ أن يُنشَرَ في الآفاقِ ليُعلَمَ بأمرِه.

العام الهجري : 314 الشهر القمري : جمادى الآخرة العام الميلادي : 926
تفاصيل الحدث:

لَمَّا استدعى المقتَدِرُ يوسفَ بنَ أبي الساج إلى واسط كتبَ إلى السعيدِ نصرِ بنِ أحمد السامانيِّ بولاية الرَّيِّ، وأمَرَه بقَصدِها، وأخذها من فاتك، غلامِ يوسُف، فسار نصر بن أحمد إليها، أوائِلَ هذا العام، فوصل إلى جبلِ قارن، فمنعه أبو نصرٍ الطبريُّ من العبورِ، فأقام هناك، فراسله وبذل له ثلاثين ألف دينارٍ حتَّى مكَّنَه من العبور، فسار حتَّى قارب الرَّيَّ، فخرج فاتك عنها، واستولى نصر بن أحمد عليها في جمادى الآخرة، وأقام بها شهرَينِ، وولَّى عليها سيمجور الدواتيَّ وعاد عنها. ثمَّ استعمل عليها محمَّد بن عليٍّ صعلوك، وسار نصر إلى بُخارى، ودخل صعلوك الرَّيَّ، فأقام بها إلى أوائِلِ شعبان سنة ست عشرة وثلاثمائة فمَرِضَ، فكاتب الحسنَ الدَّاعي، وماكان بن كالي في القدومِ عليه ليسلِّمَ الريَّ إليهما، فقَدِما عليه، فسلَّم َالريَّ إليهما وسار عنها، فلمَّا بلغ الدامغان مات.

العام الهجري : 333 العام الميلادي : 944
تفاصيل الحدث:

كان سَيفُ الدَّولة عليُّ بنُ أبي الهيجاء عبدالله بن حمدان مع المتَّقي لله بالرقَّة، فلما عاد المتَّقي إلى بغداد، وانصرف الإخشيدُ إلى الشام، بقِيَ يأنس المؤنسي بحلبٍ، فقَصَدها سيفُ الدولة، فلما نازلها فارقها يأنسُ وسار إلى الإخشيد، فمَلَكها سيفُ الدولة، ثم سار منها إلى حمصٍ، فلَقِيَه بها عسكرُ الإخشيد محمَّد بن طغج، صاحب الشام ومصر، مع مولاه كافور، واقتتلوا، فانهزم عسكَرُ الإخشيد وكافور، وملَكَ سَيفُ الدولة مدينةَ حمص، وسار إلى دمشقَ فحَصَرها، فلم يفتَحْها أهلُها له فرجَعَ، وكان الإخشيدُ قد خرج من مصر إلى الشام وسار خلفَ سَيفِ الدولة، فالتقيا بقِنَّسرين، فلم يظفَرْ أحدُ العسكرين بالآخر، ورجع سيفُ الدولة إلى الجزيرةِ، فلما عاد الإخشيدُ إلى دمشقَ رجع سيفُ الدولة إلى حَلَب، ولَمَّا مَلَك سيفُ الدولة حلَبَ سارت الرومُ إليها، فخرج إليهم فقاتلهم بالقُربِ منها، فظَفِرَ بهم وانتصَرَ عليهم, فاستقَرَّ مُلكُه في حلبٍ.

العام الهجري : 414 العام الميلادي : 1023
تفاصيل الحدث:

هو أبو حيَّانَ عليُّ بن محمَّد بن العبَّاس البغدادي، الصوفي، صاحِبُ التَّصانيفِ، له مصنَّفاتٌ عديدةٌ في الأدبِ والفصاحةِ والفلسفةِ، له مصنَّفٌ كبيرٌ في تصوُّفِ الحكماءِ، وزهَّاد الفلاسفة، وكتابٌ سمَّاه البصائرَ والذخائرَ, وكان سيئَ الاعتقادِ، نفاه الوزيرُ أبو محمد المهلبي. ذكر ابن بابي في كتاب الخريدة والفريدة: "كان أبو حيان كذَّابًا، قليلَ الدين والوَرَع عن القَذفِ والمجاهَرة بالبُهتان، تعرَّضَ لأمور جِسامٍ من القَدحِ في الشريعة والقَولِ بالتعطيل، ولقد وقف سيدُنا الصاحِبُ كافي الكُفاة على بعضِ ما كان يدغلُه ويُخفيه من سوء الاعتقادِ، فطلبه ليقتُلَه، فهرب والتجأ إلى أعدائه، ونفَق عليهم بزُخرفه وإفكِه، ثم عثَروا منه على قبيحِ دخلته وسوء عقيدته وما يُبطِنُه من الإلحاد ويرومُه في الإسلام من الفساد، وما يُلصِقُه بأعلام الصَّحابة من القبائِحِ، ويضيفُه إلى السلف الصالح من الفضائح، فطلبه الوزيرُ المهلبي فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح الله منه، ولم تؤثَرْ عنه إلا مَثلبةٌ أو مخزيةٌ. "

العام الهجري : 458 العام الميلادي : 1065
تفاصيل الحدث:

سَيَّرَ تَميمٌ، صاحبُ إفريقية، عَسكرًا كَثيفًا إلى مَدينةِ قابس، وبها أحمدُ بن خُراسان قد أَظهرَ عليه الخِلافُ، وسَببُ ذلك أنَّ المُعِزَّ بن باديس، أبا تَميمٍ، لمَّا فارَقَ القَيروانَ والمَنصوريَّةَ ورَحلَ إلى المَهديَّة، استَخلفَ على القَيروان وعلى قابس قائدَ بنَ مَيمونٍ الصنهاجيَّ، وأَقامَ بها ثلاثَ سنين، ثم غَلبَتهُ هوارةُ عليها، فسَلَّمَها إليهم وخَرجَ إلى المَهدِيَّة، فلمَّا وَلِيَ المُلْكَ تَميمُ بن المُعِزِّ بعدَ أَبيهِ رَدَّهُ إلى قائدِ بنِ ميمونٍ، وأَقامَ عليها، ثم أَظهرَ الخِلافُ على تَميمٍ والْتَجأَ إلى طَاعةِ الناصرِ بن علناس بن حمَّادٍ، فسَيَّرَ إليه تَميمٌ عَسكرًا كَثيرًا، فلمَّا سَمِعَ بهم قائدُ بن مَيمونٍ عَلِمَ أنَّه لا طَاقةَ له بهم، فتَركَ القَيروانَ وسار إلى الناصرِ، فدَخلَ عَسكرُ تَميمٍ القَيروانَ، وخَرَّبوا دُورَ قائدٍ، وسار العَسكرُ إلى قابس، وبها ابنُ خُراسان، فحَصَروهُ بها سَنةً وشَهرينِ، ثم أَطاعَ ابنُ خُراسان تَميمًا وصالَحهُ.

العام الهجري : 503 العام الميلادي : 1109
تفاصيل الحدث:

لما فرغ الفرنج من طرابلس سار طنكري، صاحب أنطاكية، إلى بانياس وحَصَرها وافتتحها، وأمَّن أهلها، ونزل مدينة جبيل، وفيها فخر الملك بن عمار الذي كان صاحب طرابلس، وكان القوت فيها قليلًا، فقاتلها إلى أن ملكها في الثاني والعشرين من ذي الحجة من السنة بالأمان، وخرج فخر الملك بن عمار سالِمًا، ووصل عَقيبَ ملك طرابلس الأسطولُ المصري بالرجال والمال والغلال وغيرها ما يكفيهم سنة، فوصل إلى صور بعد أخذ طرابلس بثمانية أيام، وفُرِّقت الغلال التي فيه والذخائِرُ في الجهات المنفذة إليها صور وصيدا وبيروت، وأما فخر الملك بن عمار فإنه قصد شيزر، فأكرمَه صاحبها الأمير سلطان بن علي بن منقذ الكناني، واحترمه، وسأله أن يقيم عنده، فلم يفعل، وسار إلى دمشق، فأنزله طغتكين صاحبها، وأجزل له في الحمل والعطية، وأقطعه أعمال الزبداني، وهو عمل كبير من أعمال دمشق.

العام الهجري : 525 العام الميلادي : 1130
تفاصيل الحدث:

رتَّب الوزير أبو علي بن الأفضل وزير الحاكم الفاطمي الحافظ لدين الله، في الحُكم أربعة قضاة، فصار كل قاض يحكم بمذهبِه ويُوَرِّث بمذهبه، "فكان قاضي الشافعية سلطان بن إبراهيم بن المسلم بن رشا، وقاضي المالكية أبو عبد الله محمد بن أبي محمد عبد المولى بن أبي عبد الله محمد بن عبد الله اللبني المغربي، وقاضي الإسماعيلية أبو الفضائل هبة الله بن عبد الله بن حسن بن محمد القاضي فخر الأمناء الأنصاري المعروف بابن الأزرق، وقاضي الإمامية القاضي المفضل أبو القاسم ابن هبة الله بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن أبي كامل. ولم يُسمَع بمثل هذا في الملة الإسلامية قبل ذلك"، ولم يكن بمصر منتشرًا مذهب أبي حنيفة ولا مذهب أحمد بن حنبل؛ لذا لم يكن لهما قضاة.

العام الهجري : 561 العام الميلادي : 1165
تفاصيل الحدث:

هو الشَّريفُ أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن يحيى بن علي الحمودي الحَسني الطالبي الإدريسي. ولد بمدينة سبتة وتعلَّم بقُرطبة، خرج إلى المشرق وطاف البلاد، أقام في بلاد الإسلام وعاد إلى المغربِ. كان أديبًا ظريفًا شاعرًا مُغرمًا بعلم الجغرافيا. أقام بصقليَّةَ في بلاط الملك النورماندي روجيه الثاني الذي كان من هواة الفلك، فألَّفَ له الإدريسي كتابَ نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، وهو في وصفِ بلاد أوربا, ثم قضى الإدريسي شطرًا من حياته في رسم أوَّلِ خريطة للعالم، بناها على القواعد العلمية الصحيحة، وقد صنع الملك النورماندي هذه الخريطة على كُرةٍ فِضِّية بإشراف الإدريسي، وللإدريسي مؤلفات أخرى منها صفة بلاد المغرب، وروضة الأندلس ونزهة النفس، وله مشاركات في علوم النبات، ويعتبر الإدريسي أكبَرَ جغرافي عربي بل وأشهرهم على الإطلاق، توفي الإدريسي عن 71 عامًا، ويغلب على الظن أنه توفي في صقليَّةَ.

العام الهجري : 823 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1420
تفاصيل الحدث:

هو السلطان أبو سعيد عثمان بن السلطان أبي العباس أحمد ابن السلطان أبي سالم إبراهيم ابن السلطان أبي الحسن علي بن عثمان بن يعقوب بن عبد الحق المريني الفاسي ملك الغرب وصاحب فاس. توفي قتيلًا في ليلة الثالث عشر شوال، قتله وزيره عبد العزيز اللباني، وكانت مدته ثلاثًا وعشرين سنة وثلاثة أشهر، وأقيم ولده عبد الحق خلفًا له مع أنه ما يزال صبيًّا، وكان الوصيُّ عليه الوزير أبا زكريا يحيى الوطاسي، فكان هو الحاكم، ويعتبر أبو سعيد آخر ملوك بني مرين؛ ففي ذي الحجة سار أبو زيان محمد بن أبي طريق محمد ابن السلطان أبي عنان من تازي، وكان ابن الأحمر قد بعث به من الأندلس لأخذ فاس، فنزل عليها وبايعه الشيخ يعقوب الحلفاوي الثائر بمدينة فاس، بمن اجتمع معه من أهل البلد، وقاتلوا اللباني أربعة أشهر.

العام الهجري : 1117 العام الميلادي : 1705
تفاصيل الحدث:

بعد عزل باي تونس إبراهيم الشريف اجتمع أهل الحل والعقد من العلماء وأكابر العسكر بتونس، فنصبوا ديوانًا لتولية من يصلح للقيام بأمر الخلق، فلم يجدوا أصلح من حسين باي بن علي الحسيني، فجددوا بيعته وأبقوه على ما هو عليه من ولايته؛ لِما يعلمون من شفقته وعطفه وحسن عهده وسلامة صدره من المكر والحقد والغدر، ولِما جبله الله عليه من اللين والرفق وحسن التدبير والسياسة، ففرح الخلقُ عامة من أهل تونس وأوطانها وعجمها وعربها وبلدانها بتوليته، وسُقِط في يد أهل الفساد ما كانوا يتمنون، وازداد أهل الخير فرحًا به؛ لِما كانوا منه يرتقبون، وكان عفيف البطن من المسكرات، والفرج من الفواحش والمنكرات، فاستقامت أحواله وانتظمت آماله، وسَعِدت رعيته بسعده، ودافع عنهم بجِدِّه وجهده، وبتوليه انتهى عهد المراديين في تونس، وبدأ عهد البايات الحسينيين، والذي استمر إلى عهد الاستعمار الحديث وتمكين الحبيب أبي رقيبة من رئاسة تونس.