الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1781 ). زمن البحث بالثانية ( 0.007 )

العام الهجري : 7 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 629
تفاصيل الحدث:

بلَغ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنَّ يَسيرَ بنَ رِزامٍ اليَهوديَّ يَجمعُ غَطَفانَ لِيَغزو بهم المدينةَ، فبعَث رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عبدَ الله بنَ رَواحةَ في ثلاثين راكبًا إلى يَسيرِ بنِ رِزامٍ حتَّى أَتَوْهُ بِخَيبرَ، فقالوا: أَرسلَنا إليك رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لِيَستعمِلَك على خَيبرَ, فلم يزالوا به حتَّى تَبِعَهُم في ثلاثين رجلًا مع كُلِّ رجلٍ منهم رَديفٌ مِنَ المسلمين، فلمَّا بلغوا قَرْقَرَةَ نِيارٍ نَدِمَ يَسيرُ بنُ رِزامٍ فأَهوى بيدِه إلى سَيفِ عبدِ الله بنِ رَواحةَ، ففَطِنَ له عبدُ الله بنُ رَواحةَ فزَجَر بَعيرَهُ ثمَّ اقْتَحَم يَسوقُ بالقَومِ، حتَّى اسْتمكَن مِن يَسيرٍ فضرَب رِجلَهُ فقطَعها، واقْتحَم يَسيرٌ وفي يدِه مِخْراشٌ مِن شَوْحَطٍ فضرَب به وَجْهَ عبدِ الله بنِ رَواحةَ فشَجَّهُ شَجَّةً مَأمومةً, وانْكفَأ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ المسلمين على رَديفِه فقَتلهُ، غَيرَ رَجُلٍ واحدٍ مِنَ اليَهودِ أعَجزَهُم شَدًّا ولم يُصِبْ مِنَ المسلمين أحدًا، فبَصَقَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في شَجَّةِ عبدِ الله بنِ رَواحةَ فلم تُقَيَّحْ ولم تُؤْذِهِ حتَّى مات.

العام الهجري : 200 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 816
تفاصيل الحدث:

لَمَّا هزَمَ هَرثمةُ بنُ أعين أبا السرايا ومن كان معه من وُلاة الخلافة، وهو محمد بن محمد، وشَى بعضُ الناس إلى المأمون أنَّ هرثمة راسلَ أبا السرايا وهو الذي أمره بالظُّهور، فاستدعاه المأمونُ إلى مروٍ فأمر به فضُرِبَ بين يديه ووُطِئَ بطنُه، ثمَّ رفع إلى الحبس ثم قُتِلَ بعد ذلك بأيام، وانطوى خبَرُه بالكلية. ولَمَّا وصل بغدادَ خبَرُ قتلِه عَبَثَت العامَّة والحربيَّة بالحسن بن سهل نائب العراق، وقالوا: لا نرضى به ولا بعمَّاله ببلادنا، وأقاموا إسحاقَ بن موسى المهدي نائبًا، واجتمع أهلُ الجانبين على ذلك، والتفَّتْ على الحسَنِ بن سهل جماعةٌ من الأمراء والأجناد، وأرسل من وافق العامَّةَ على ذلك من الأمراء يحرِّضُهم على القتال، وجرت الحروبُ بينهم ثلاثةَ أيام في شعبان من هذه السنة، ثم اتفق الحالُ على أن يعطيهم شيئًا من أرزاقهم يُنفِقونها في شهرِ رمضان، فما زال يَمطُلُهم إلى ذي القعدة حتى يُدرِك الزرع، فخرج في ذي القَعدة زيدُ بن موسى الذي يقال له زيدُ النَّار، معه أخو أبي السرايا، وقد كان خروجُه هذه المرة بناحية الأنبار، فبعث إليه عليُّ بنُ هشام نائبُ بغداد عن الحسَنِ بن سهل- والحسَنُ بالمدائن إذ ذاك- فأُخِذَ وأُتِيَ به إلى عليِّ بنِ هشام، وأطفأ اللهُ ثائِرتَه.

العام الهجري : 252 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 866
تفاصيل الحدث:

هو المؤيَّدُ إبراهيمُ بن جعفر المتوكِّل على الله، أحدُ وُلاةِ العهد الثلاثة بعد الخليفةِ المتوكِّل: وهم المنتصر بالله، والمعتَزُّ بالله، والمؤيَّد، تمَّ خَلْعُه من ولاية العهد مرتين؛ الأولى: في عهد أخيه المنتصِر؛ حيث قام بخلعِه مع المعتز بضَغطٍ من قادة الأتراك, والثانية: على يد أخيه المعتزِّ بالله؛ حيث تمَّ إجبارُه على خَلعِ نَفسِه من ولاية العهدِ، ومن ثمَّ تمَّ قتلُه في ظروف غامضة, وكانت امرأةٌ من نساء الأتراك قد جاءت إلى محمَّد بن راشد المغربي فأخبَرَته أنَّ الأتراك يريدون إخراج إبراهيمَ المؤيَّد من الحبس، وركب محمد بن راشد إلى المعتز فأعلَمَه ذلك، فدعا بموسى بن بغا فسأله فأنكر، وقال: يا أمير المؤمنين إنما أرادوا أن يُخرِجوا أبا أحمد بن المتوكِّل لأُنسِهم به، وأما المؤيَّد فلا، فلما كان يومُ الخميس لثمانٍ بَقِين من رجبٍ دعا المعتزُّ القضاةَ والفقهاء والشهودَ والوجوه، فأُخرِجَ إليهم إبراهيمُ المؤيَّد ميتًا لا أثر به ولا جُرحَ، وحُمِلَ إلى أمه على حمارٍ، وحُمِلَ معه كفَنٌ وحَنوطٌ، وأُمِرَ بدَفنِه، وحول أبو أحمد إلى الحجرة التي كان فيها المؤيَّد، فيقال غُطِّي على أنفِه فمات، وقيل: أُقعِدَ في الثلج ووُضِعَ على رأسه، وقيل في سبب موتِه أشياء أخرى.

العام الهجري : 260 العام الميلادي : 873
تفاصيل الحدث:

كان المعتمِد قد ولَّى على الموصِل أساتكين من قوَّاد الأتراك، فبعث عليها ابنَه اذكوتكين وسار إليها سنة تسع وخمسين، فأساء السيرةَ وأظهر المُنكَر وعسَفَ بالنَّاسِ في طلب الخَراجِ، وتعرَّضَ أحد الأيام رجلٌ من حاشيته إلى امرأةٍ في الطريقِ، وتخلَّصها من يده بعضُ الصالحين، فأحضره أذكوتكين وضربه ضربًا شديدًا، فاجتمع وجوهُ البلد وتآمروا في رَفعِ أمرهم إلى المعتمِد، فركب إليهم ليوقِعَ بهم فقاتلوه وأخرجوه واجتَمَعوا على يحيى بن سليمان، وولَّوه أمْرَهم، ولَمَّا كانت سنة إحدى وستين ولَّى أستاكين عليها الهيثم بن عبد الله بن العمد الثعلبي العدوي وأمَرَه أن يزحَفَ لِحَربِهم ففعل، وقاتلوه أيامًا وكَثُرت القتلى بينهم، ورجع عنهم الهيثم وولَّى أستاكين مكانه إسحاق بن أيوب الثعلبي، وحاصرها مدَّةً ومرض يحيى بن سليمان الأمير، فطَمِع إسحاقُ في البلد وجدَّ في الحصار، واقتحمها من بعضِ الجهات فأخرجوه، وحملوا يحيى بن سليمان في قبَّة وألقوه أمام الصفِّ، واشتدَّ القتال ولم يزَل إسحاق يراسِلُهم ويَعِدُهم حُسنَ السيرة إلى أن أجابوه على أن يقيمَ بالربض فأقام أسبوعًا، ثم وقع بين بعض أصحابِه وبين قومٍ من أهلِ الموصل شر، فرجعوا إلى الحَرب, وأخرجوه عنها، واستقرَّ يحيى بن سليمان بالموصِل.

العام الهجري : 288 العام الميلادي : 900
تفاصيل الحدث:

كان يعقوبُ بنُ اللَّيثِ الصَّفَّار قد قضى على الدَّولةِ الطاهريَّة، وأقام دولتَه على أنقاضِها، فأمر الخليفةُ أن يجهِّزَ جيشًا بقيادةِ أخيه الموفَّقِ؛ لِمُواجهة يعقوب، وذلك في عام 262هـ / 876م، ويشاءُ اللهُ أن تدور الدائرةُ على يعقوبَ فيُهزَم، ولكِنَّ المُعتَمِد يرى الاحتفاظَ بولائه للخلافةِ، فمِثلُه يمكِنُ الاعتماد عليه في مواجهةِ الثَّوراتِ والانتفاضات، فبعث إليه يستميلُه ويتَرضَّاه، ويقَلِّدُه أعمال فارس وغيرِها ممَّا هو تحت يديه، ويصِل رسولُ الخليفة إليه، وهو في مرَضِ الموت، ولكِنْ بعد أن كَوَّنَ دولةً، وبسط سلطانَه عليها. ويُظهِرُ أخوه (عمرو) من بعدِه ولاءَه للخليفة، فيولِّيه الخليفةُ خُراسان، وفارِسَ، وأصبهان، وسجستان، والسِّند، وكرمان، والشرطة ببغداد، وكان عمرٌو كأخيه ذا أطماعٍ واسعةٍ، فانتهز فرصةَ تحسُّن العلاقة بينه وبين الخليفةِ وراح يتَمِّمُ رسالة أخيه. فاتَّجَه بنظره إلى إقليم ما وراءَ النهر الذي كان يحكُمُه السامانيون، ولكِنَّ قُوَّتَهم لا يستهان بها، فكتب إلى الخليفة المعتَضِد ليساعِدَه على تملُّكِ هذا الإقليم، فهُزِمَ عمرُو بن الليث الصفار هزيمةً ساحقةً، ووقع أسيرًا في أيدي السامانيِّين، وأُرسل إلى بغداد ليُقضى عليه، فيقتل سنة 289هـ / 902م. ولم تكَدْ تمرُّ ثماني سنوات حتى كان السامانيُّون قد قَضَوا نهائيًّا على الصفاريِّين، واستولَوا على أملاكِهم

العام الهجري : 403 العام الميلادي : 1012
تفاصيل الحدث:

تأسَّست إمارةُ بَني نجاح على أنقاضِ دولةِ بَني زيادٍ، أسَّسَها الأميرُ نجاحٌ، مَولى مُرجانَ الحَبشيِّ، حاجِبِ أميرِ بَني زيادٍ بعدَ انتهاءِ دولةِ بَني زيادٍ، فقَضى على مَولاه مُرجانَ وعلى مُنافِسِه نَفيسٍ، اللَّذيْنِ قتَلَا الأميرَ عبدَ اللهِ بنَ أبي الجيشِ آلَ زيادٍ. فأعلنَ نَفْسَه سُلطانًا على تِهامةَ، وضَبطَ الأميرُ نجاحٌ تِهامةَ ضَبطًا تامًّا، أمَّا الجبالُ التي كانت خاضِعةً لِأسلافِه فإنَّها أفلتت مِن يَدِه. وقامت صِراعاتٌ بينَ النَّجاحيِّينَ والصُّلَيحيِّينَ كثيرًا، وشرعَ نجاحٌ في مُراسلةِ الخَليفةِ العباسيِّ القادرِ باللهِ ببغدادَ مُعلنًا ولاءَه وطاعتَه لِلدولةِ العباسيةِ، فأجازَه بذلك ونعَتَه بالمُؤيَّدِ نَصيرِ الدِّينِ. وساعدَه في مُقاومةِ الصُّلَيحيِّينَ في الحُروبُ الطويلةِ والتقليديةِ التي قامت بينَ الدَّولتيْنِ طيلةَ عَهدَيْهما تقريبًا. وبعدَ مَقتَلِه بالسُّمِّ عامَ 452هـ عن طريقِ جاريةٍ جميلةٍ أهداها إليه علِيُّ بنُ محمدٍ الصُّلَيحيُّ استَولى بَنو صُلَيحٍ على المَدينةِ، وضَمُّوها إليهم حتى استرَدَّها سعيدُ بنُ نجاحٍ عامَ 473هـ-1080م. ولَمَّا كانَ أولادُ الأميرِ نجاحٍ عندَ مَوتِه دونَ البُلوغِ فإنَّه قامَ بالأمرِ عنهم مَولى أبيهم مُرجانُ الكَهلانيُّ.

العام الهجري : 540 العام الميلادي : 1145
تفاصيل الحدث:

لَمَّا أراد السُّلطانُ مسعود الرَّحيلَ مِن بغداد، أشار عليه الأميرُ المهلهل أن يَحبِسَ عليَّ بن دبيس بقلعةِ تكريت، فعَلِمَ ذلك، فهَرَب في جماعةٍ يَسيرةٍ نحو خمسة عشر، فمضى إلى الأزيز، وجمَعَ بني أسدٍ وغَيرَهم، وسار إلى الحلَّةِ وبها أخوه مُحمَّد بن دبيس، فقاتَلَه، فانهزَمَ مُحمَّد، ومَلَك عليٌّ الحلَّةَ، واستهان السُّلطانُ أمْرَه أوَّلًا، فاستفحل وضَمَّ إليه جَمعًا مِن غِلمانِه وغِلمانِ أبيه وأهلِ بيتِه وعساكِرِهم، وكَثُرَ جَمعُهم، فسار إليه مهلهل فيمن معه في بغداد من العسكَرِ، وضَرَبوا معه مصافًا، فكسَرَهم وعادوا مُنهَزِمينَ إلى بغداد وكان أهلُ الحلَّةِ يتعَصَّبونَ لعليِّ بنِ دبيس، وكانوا يَصيحون إذا رَكِبَ مُهلهَل وبعضُ أصحابه: يا عليُّ، كله. وكثر ذلك منهم بحيث امتنع مهلهل مِنَ الرُّكوبِ، ومَدَّ عليٌّ يَدَه في أقطاعِ الأُمَراءِ بالحلة، وتصَرَّف فيها، وصار شحنة بغداد ومَن فيها على وجَلٍ منه، وجمَعَ الخليفةُ جَماعةً وجَعَلَهم على السُّورِ لحِفظِه، وراسَل عليًّا، فأعاد الجوابَ بأنَّني العبدُ المطيعُ مهما رُسِمَ لي فعَلْتُ؛ فسكن النَّاسُ، ووصَلَت الأخبارُ بعد ذلك أنَّ السُّلطانَ مَسعودًا تفَرَّقَ خُصومُه عنه، فازداد سُكونُ النَّاسِ.

العام الهجري : 578 العام الميلادي : 1182
تفاصيل الحدث:

سَيَّرَ صلاح الدين أخاه سيف الإسلام طغتكين إلى بلاد اليمن، وأمَرَه بتمَلُّكِها وقطْع الفتن بها، وفَوَّض إليه أمرها، وكان بها حطان بن منقذ، وكتَبَ عز الدين عثمان الزنجيلي متولي عدن إلى صلاح الدين يُعَرِّفُه باحتلال البلاد، ويشير بإرسالِ بعض أهله إليها؛ لأن حطان كان قَوِيَ عليه، فجَهَّز صلاح الدين أخاه سيف الإسلام وسَيَّرَه إلى أهل اليمن، فوصلَ إلى زبيد، فخافه حطان بن منقذ واستشعر منه، وتحصَّن في بعض القلاع، فلم يزل به سيف الإسلامِ يؤَمِّنُه ويهدي إليه ويتلَطَّفُه حتى نزل إليه، فأحسن صحبتَه، وطلب حطان أن يأذنَ له بقصد الشام، فأذن له، فأخرج أثقالَه وأمواله وأهله، وأصحابه وكل ما له، وسيَّرَ الجميع بين يديه، فلما كان الغد دخل على سيف الإسلام ليودِّعَه، فقبض عليه واسترجع جميعَ ماله ثمَّ سَجَنه في بعضِ القلاع، وكان آخِرَ العهد به، فقيل إنه قتله، وأمَّا عز الدين عثمان الزنجيلي فإنَّه لَمَّا سمع ما جرى على حطان خاف فسار نحو الشام خائفًا يترقَّبُ، وسيَّرَ معظم أمواله في البحر، فصادفهم مراكِبُ فيها أصحاب سيف الإسلام، فأخذوا كل ما لعز الدين، ولم يبقَ إلَّا ما صحبه في الطريق، وصَفَت زبيد وعدن وما معهما من البلاد لسيف الإسلام.

العام الهجري : 728 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1328
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ الكبير الأمير سيفُ الدين جوبان بن تلك بن تداون المغولي نائبُ السلطانِ أبي سعيدِ بن خربندا المغولي مَلِك التَّتار، وجوبان هذا هو الذي ساق قناةَ الماء الواصِلةَ إلى المسجد الحرام، وقد غَرِمَ عليها أموالًا جزيلة كثيرة، وله تربةٌ بالمدينة النبوية، ومدرسةٌ مشهورة، وله آثارٌ حَسَنة، وكان جيِّدَ الإسلامِ، له همَّة عالية، وقد دبَّرَ الممالِكَ في أيام السلطان أبي سعيد مُدَّةً طويلة على السداد، ثم أراد أبو سعيد مَسكَه والتخلُّصَ منه فقَتَل ابنه خواجا رمشتق في السنة الماضية، وفر ابنُه الآخر دمرداش هاربًا إلى سلطان مصر، ثمَّ قَتَلَ أبو سعيد نائبَه جوبان بعد ابنه بقليلٍ، وكان من أسباب قتل جوبان أنَّه كان يريد أن يتفَرَّد بالمُلكِ مِن دون أبي سعيدٍ، فقد أصبح كلُّ شَيءٍ في يَدِه من أمرٍ ونهيٍ، وولَّى أولادَه الإقطاعاتِ والولاياتِ، فكان هذا من أسبابِ حَنَق أبي سعيد عليه وقَتْلِه، ففي يوم الجمعة آخِرَ شَهرِ ربيع الآخر من السنة التالية أُنزِلَ الأميرُ جوبان وولده من قلعة المدينة النبوية وهما ميِّتان مُصبران في توابيتِهما، فصُلِّيَ عليهما بالمسجد النبويِّ، ثم دفنا بالبقيعِ عن مرسومِ السلطان، وكان مرادَ جوبان أن يُدفَنَ في مدرسته، فلم يُمكَّنْ من ذلك.

العام الهجري : 741 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1341
تفاصيل الحدث:

هو الصوفيُّ الاتحادي عثمان الدكاكي الدمشقي, خالطَ الصوفية ودعاةَ وَحدةِ الوجودِ، فتأثَّرَ بهم حتى ادَّعى الألوهيَّةَ وانتَقَص من الأنبياء, فعُقِدَ له مجلسٌ في دار العدل بدار السعادة في يوم الثلاثاء آخر شَهرِ شوال واجتَمَع القضاة والأعيانُ على العادة وأُحضِرَ يومئذ عثمان الدكاكي، وادُّعِيَ عليه بعظائمَ من القول لم يؤثَرْ مِثلُها عن الحلَّاجِ ولا عن ابن أبي الغدافر السلقماني، وقامت عليه البيِّنةُ بدعوى الإلهية- لعنه الله- وأشياءَ أُخَر من التنقيص بالأنبياء ومخالطته أرباب الرَّيبِ من الباجريقية وغيرهم من الاتحادية- عليهم لعائن الله- ووقع منه في مجلسٍ من إساءة الأدب على القاضي الحنبلي، وتضَمَّنَ ذلك تكفيرُه من المالكية أيضًا، فادعى أنَّ له دوافِعَ وقوادِحَ في بعض الشهود، فرُدَّ إلى السجنِ مُقَيَّدًا مغلولًا مقبوحًا، ثم لما كان يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من ذي القعدة أُحضِرَ عثمان الدكاكي إلى دار السعادة وأُقيمَ بين يدي الأمراء والقُضاة وسُئِلَ عن القوادح في الشهودِ فعَجَز فلم يقدِرْ، وعجز عن ذلك فتوَجَّهَ عليه الحُكم، فسئل القاضي المالكي الحُكمَ عليه، فحَمِدَ الله وأثنى عليه وصلَّى على رسولِه، ثمَّ حكم بإراقة دَمِه وإن تاب، فأُخِذَ الدكاكيُّ فضُرِبَت رَقَبتُه بدمشق بسوقِ الخيل، ونودي عليه: هذا جزاءُ مَن يكون على مَذهَبِ الاتحاديَّة، وكان يومًا مشهودًا بدار السعادة، حضَرَ خلقٌ من الأعيان والمشايخِ.

العام الهجري : 928 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1522
تفاصيل الحدث:

بعد أن توفِّي السفاح البرتغالي بوكيرك شرع سكان الخليج العربي لتحريك ثورة تحت قيادة هرمز على الحكم البرتغالي، بحيث امتدت الثورة إلى جميع القواعد والحصون البرتغالية في منطقة الخليج العربي، فقام في تشرين الثاني من عام 1521م رئيس التجَّار بمهاجمة السفينتين الموجودتين في ميناء هرمز، وأشعل النار فيهما وهاجم السكانَ البرتغاليين وحاصروهم في القلعة، ونجحت الثورة نجاحًا جيدًا، ثم قام البرتغاليون بنقل التعزيزاتِ العسكرية إلى جزيرة هرمز مركز الثورة، وقضوا على الثورة بعد أعمالٍ وحشيَّة ونكَّلوا بالأهالي، ثم عاد العربُ إلى الثورة ثانيةً بعد خمسة أعوام وشاركهم حكَّامُ مسقط وقلهات. فأرسل البرتغال حملة عسكرية مؤلَّفة من خمس سفن برتغالية شنَّت هجومًا على ظفار، واستمرت كذلك حتى قضت على الثورة، ثم عادت البحرين للثورة في عام 1529م وفشل البرتغاليون في قمعِها، فقلَّت هيبتهم فثارت القطيفُ عام 1550م, واستمَرَّ الأمر على مثل هذه الثورات بين حينٍ وآخر حتى استطاعوا في النهاية القضاءَ على الوجود البرتغالي في الخليج العربي، وخاصة أنَّ العمانيين واصلوا استعداداتِهم لطرد لبرتغاليين من بلادهم وبخاصةٍ بعد خروج هرمز من يد البرتغال، وتنامت قوةُ العرب العمانيين من أسرة اليعاربة التي استطاعت حسم الصراع لصالحهم سنة 1069.

العام الهجري : 1337 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1919
تفاصيل الحدث:

عندما استردَّ الأمير عبد الله بن الشريف حسين واحةَ تربة (جنوب غربي نجد) التي خضعت مؤخرًا لسلطان الملك عبدالعزيز، فهجم جيشُ الإخوان بقيادة سلطان بن بجاد ومعه قبائل سبيع وعتيبة وخالد بن لؤي أمير الخرمة (من محافظات منطقة مكة المكرمة) على جيش الأمير عبد الله بن الحسين، بعد منتصف الليل من مختلف الجهات، الأمرُ الذي أصاب الأمير عبد الله بالارتباك، فلم يستطع أن يفعل شيئًا، فمزَّق الإخوان جيشَه على الرغم من كثرة عددِ جُندِه المدرَّب تدريبًا حديثًا على يد الإنجليز، وكثرة عتاده من الأسلحة الحديثة التي كانت بريطانيا قد زوَّدت الشريف حسين بها، وتجاوز عددُ القتلى خمسة آلاف قتيل، ولم ينجُ منهم إلا عدد قليل، منهم الأمير عبد الله بن الحسين، واستولى الإخوان على أسلحة ومؤن وأموال وعتادٍ كثير، ثم وصل عبد العزيز بجيشه إلى تُربة، فأقام بها خمسة عشر يومًا يديرُ شؤونها. أما الملك حسين بن علي فقد أفزعه ما حلَّ بجيشه في تُربة. وخاف من مواصلة الإخوان تقدُّمَهم نحو الطائف. فاتصلَ بالحكومة البريطانية يطلُبُ مساعدتَها، فحذَّرَتْه من التوغُّل في الحجاز، وقد برزت قوةُ الإخوان الضاربة لأول مرة في هذه المعركة.

العام الهجري : 1341 العام الميلادي : 1922
تفاصيل الحدث:

كان الشعبُ المغربي قد ثار على السلطان عبد العزيز بن الحسن العلوي وخلَعَه عام 1908م بعد أن أطلق يدَ فرنسا وإسبانيا في المغرب، وبايع الشعبُ أخاه عبد الحفيظ بشَرطِ العمل على استرداد الجهاتِ المقتطعة على الحدودِ، ولكِنَّ عبد الحفيظ صانَعَ فرنسا التي اتَّفَقت سنة 1911 مع إسبانيا على إعطائِها الريفَ مقابِلَ السكوت على الاحتلال الفرنسي، وثار الشعبُ مرة أخرى، ففُرِضَت الحماية الفرنسية، وعَمَّت الثورةُ أرجاء المغرب وقامت الحربُ العالمية الأولى، والشعبُ المغربي يقاوِمُ الفرنسيين في الأطلس الأوسط والأطلس الكبير، وفي تافيلالت وآية عطا، وتسلَّم تطبيقَ المخطَّطات الاستعمارية في مراكش قائِدٌ فرنسيٌّ مِن زبانية الاستعماريين، هو المارشال ليوتي، الذي عقَدَ معاهدةَ الحماية، وحكَمَ المغربَ كمُقيمٍ عام، وأخمد ثوراته، ووجه الاستثماراتِ الفرنسيةَ لنَهبِ ثروات المغرب، وقد ثار الريفُ الذي احتلَّته إسبانيا سنة 1922م، وتزعم الثورةَ الأمير عبد الكريم الخطابي واستطاع النجاحَ في حصار طنجة، وامتدت الثورةُ إلى المناطق التي تحتلُّها فرنسا، فاتفق ليوتي مع الإسبان على قتال الثائرين، وخُنِقَت الثورة سنة 1925م، واستسلم الأمير عبد الكريم للفرنسيين الذين نفوه إلى مدغشقر في جُزُر ريئونيون.

العام الهجري : 1346 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1928
تفاصيل الحدث:

هو الإمامُ عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله، من آل سعود كان رابع أبناءِ فيصل بن تركي، حصل بينه وبين ابن رشيد قتال على الرياض وتمكَّن ابن رشيد من هزيمة رجال عبد الرحمن في (المليدة) سنة 1308هـ فرحل عبد الرحمن إلى الجنوب، ونزل في قبائل (مرة) فأقام سبعةَ أشهر، وأرسل أهلَه إلى الأحساء -وكانت لا تزال في يد الترك- وجمَعَ من توسَّم فيهم النَّجدةَ وأعاد الكَرَّةَ على الرياض، فأخرج منها رجالَ ابنِ رشيد، واستولى عليها وعلى سائر العارض. فزحف عليه ابنُ رشيد، واقتتلا في (حريملاء) وظفر ابن رشيد، فرحل عبد الرحمن إلى بادية الأحساء، وأرسل أهلَه إلى (قطر) ثم إلى (البحرين) سنة 1309ه واستقَرَّ بعد ذلك في (الكويت) إلى أن استعاد ابنه عبد العزيز الرياضَ سنة 1319هـ، وعاد إليها عبدُ الرحمن وطالت حياته إلى أن شَهِدَ مُلكَ ابنه عبد العزيز يمتدُّ إلى أطراف الجزيرة العربية. كان الملك عبد العزيز يرجِعُ إلى والده في كثيرٍ من الأمور إلى أن توفي رحمه الله. وكان عبد الرحمن فيه زهدٌ وبُعدٌ عن مظاهر التَّرَف، وفي طبعه ميلٌ إلى الهوادة، وهو على جانبٍ مِن العلم؛ فقد صنَّف مناسِكَ الحج على المذاهب الأربعة بطلب من ابنِه عبد العزيز.

العام الهجري : 1399 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1979
تفاصيل الحدث:

تولَّى نور مُحمَّد تراقي الشُّيوعيُّ رئاسةَ الدَّوْلة بعد انقلابِهِ على مُحمَّد داود؛ من أجْلِ أن يُطبِّقَ النِّظام الماركسيَّ في البلاد، فعقدتْ روسيا معه مُعاهدةَ صداقةٍ ثُنائيَّة في 5 ديسمبر؛ لدَعمِهِ اقتصاديًّا وعسكريًّا، ولكن سادتِ البلادَ مَوْجةُ غضبٍ من الأوضاعِ السياسيَّةِ الجديدةِ والغريبةِ على الشعب, فقد سعى تراقي إلى تطبيقِ الماركسيَّةِ على كُلِّ الأصعدة دون اعتبار للتقاليد والأعْراف التي نشَأَ عليها الشَّعْب، فجَرَّ تراقي البلادَ إلى مشارف حَرْبٍ أهليَّةٍ، ولم تُنقِذْهُ معاهدةُ 5 ديسمبر، فوقَعَ خِلافٌ بين الرئيس نور مُحمَّد تراقي وبين رئيس وُزرائِهِ حفيظ الله أمين حول الحُكم، وعندما سافَرَ نور مُحمَّد لحُضور مُؤتمَر عدم الانحياز في هافانا عاصِمة كوبا مرَّ بموسكو، فطُلِبَ منه هناك قَتْلُ حفيظ الله أمين، ثم اجتَمَعَ السَّفير الرُّوسيُّ مع الرئيس نور مُحمَّد وأرسلا وراء حفيظ الله ليقتلوه، لكنَّ حفيظ الله نجا من مُحاولة اغتيالٍ، وفي 22 شوال 1399هـ / 14 أيلول 1979م اعتُقِل نور مُحمَّد تراقي؛ حيث تم اغتيالُهُ على يَدِ رفيقِ دَربِهِ حفيظ الله أمين الذي تولَّى رئاسةَ الجمهورية إضافةً إلى رئاسةِ الوُزراء، ثم بعد شَهرٍ أُعلِنَ عن وَفاةِ الرئيس نور مُحمَّد تراقي.