الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 1740 ). زمن البحث بالثانية ( 0.009 )

العام الهجري : 1184 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1770
تفاصيل الحدث:

كانت الدولةُ الروسيةُ طامحةً إلى بولونيا، وكان ذلك ضِدَّ مصلحة فرنسا, فحرَّضت فرنسا تركيا على محاربة روسيا، وكان الصدر إذ ذاك محسن زاده محمد باشا فعارض هذا الأمرَ أشَدَّ المعارضة؛ لعلمه بضعف تركيا إذ ذاك وعدَمِ استعدادها لإعلانِ حربٍ كبيرة كهذه على روسيا، فعزله السلطان وعيَّنَ بدله سلحدار ماهر حمزة باشا فأعلن الحربَ على روسيا، وقاد باغلقجي محمد أمين باشا جيشًا تركيًّا وتصدى به لعبورِ نهر الدانوب وفي أثناء ذلك عبرت روسيا نهر الدنييستر وحاصرت (خوتن) ولكن مولدواني باشا وخان القرم تمكَّنا من طرد الروس من هناك، وفي هذا الحين وُشِيَ بالصدر فعُزل وقُتل وعُيِّن مكانه مولدواني علي باشا، فتقدم لعبور نهر الدنييستر فنُصِب عليه حرس من السفن، وبينما هو يستعد لمقاتلة الأعداء في أثناء ذلك فاضت مياه النهر فجأةً، فخاف الجنود أن ينكَسِرَ الجسران فمرُّوا بدون نظام وتراكموا على الجسرين فانقلبا في النهرِ وغرق أكثَرُ من كان عليهما. وكان القائدُ التركي قد وضع ستة آلاف جندي في الضفة الأخرى فدافعوا عن أنفسهم حتى قُتلوا جميعًا. ثم إن هذا القائد أخلى خوتين بعد أن جرَّدها من جميع الذخائر فاستولى عليها الروس. أما الجيوش الروسية التي كانت على حدود آسيا فكانت ظافرةً أيضًا فإنها استولت على قبارطاي وكرجستان وجزءٍ كبير من أرمنستان. وكانت روسيا أرسلت رجالَها لإثارة نصارى اليونان والصرب الجبل الأسود وغيرهم في الجهات التي يكثر فيها العنصر الأرثوذكسي، وبذلك صارت تركيا مغلولةَ إحدى اليدين عن مقارعة خصيمتِها؛ فإنها أرسلت جيوشًا كثيرة لقمعِ هذه الثورات الداخلية وأبقتها في تلك البلاد لعدمِ عودةِ أهلها إلى التمرُّد.

العام الهجري : 1242 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1827
تفاصيل الحدث:

هو العالم الفقيهُ الشيخ عثمان بن عبد الجبَّار بن حمد بن شبانة الوهبي التميمي، بقيَّةُ العُلماء الزُّهَّاد، ورِثَ العلمَ كابرًا عن كابر مِن آبائه وأجداده وأعمامه وإخوانه، وممَّن تعلم منهم ابنُ عمه الشيخ حمد بن عثمان بن عبد الله، والشيخ حمد التويجري، والشيخ عبد المحسن بن نشوان بن شارخ، القاضي في الكويت والزبير، والشيخ عبد العزيز بن عيد الإحسائي نزيل الدرعية، وكان الشيخ عثمان فقيهًا له قُدرةٌ على استحضار أقوال العلماء، وله معرفةٌ في التفسير والفرائض والحساب، وهو عالمُ زمانِه في المذهَبِ، لا يدانيه فيه أحدٌ، تخرَّج على يديه وانتفع به خلقٌ كثير، منهم: ابنه القاضي الشيخ عبد العزيز، والشيخ عبد الرحمن بن أحمد الثميري قاضي سدير، والشيخ عثمان بن علي بن عيسى قاضي الغاط والزلفي، وغيرهم. وكان في الغايةِ مِن الوَرَعِ والعبادة والعفاف، عَيَّنه الإمام عبد العزيز بن محمد قاضيًا لعسير، وألمع عند عبد الوهاب أبو نقطة المتحَمِّي، وأقام هناك مدة ثم رجع، وأرسله الإمام عبد العزيز بن محمد أيضًا قاضيًا لعسير عند ابن حرملة وعشيرته، ثم أرسله الإمام سعود قاضيًا في عمان، وأقام في رأس الخيمة يقضي بين الناسِ ويُدَرِّس لطلابِ العلم، ثم رجع، ولَمَّا توفِّيَ عَمُّه محمد قاضي بلدان سدير، عَيَّنه الإمام سعود مكانه قاضيًا لبلدان سدير، واستمَرَّ في القضاء زمن الإمام سعود وزمن ابنه الإمام عبد الله وما بعدهما، إلى أن توفي في السابع والعشرين من هذا الشهر.

العام الهجري : 1257 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1841
تفاصيل الحدث:

بادرت القواتُ الدرزية بزعامة أولاد بشير جنبلاط إلى محاصرة "دير القمر"؛ إيذانًا ببدء الحرب الأهلية الأولى. وعلى الرغم من استعداداتِ الموارنة وادِّعاءاتهم بما سيفعلونه بالدروز عندما تقع الحرب، تحوَّل القتال إلى كارثة مروِّعة نزلت بالموارنة في دير القمر؛ إذ دبَّت فيهم الفوضى، فأصبحوا أهدافًا سهلة للقوات الدرزية. وما إن سمع البطريرك بما حدث لدير القمر، حتى أغلق الكنائس، وطلب من كلِّ نصراني أن يحمِلَ السلاح. وهاجمت القواتُ المارونية بعضَ المواقع الدرزية المتفَرِّقة؛ لينتشر لهيبُ الحرب الأهلية بسرعة في البلاد. وتبادل الطرفانِ إحراق القرى وسلْب الأموال، والتمثيل بالأسرى والقتلى. ولكِنَّ كِفَّة الدروز كانت هي الراجحةَ؛ فبعد أن سيطروا على المناطق المارونية في الجنوب شرعوا يدقُّون أبواب النصف الشمالي الماروني عبْرَ نهر الكلب. وخلال هذه الحرب الأهلية وقف الأرثوذكس إلى جانب الدروز؛ لاعتقادهم أن تفوُّقَ الموارنة سيعَرِّضُهم لاضطهاد ماروني، حملًا لهم على ترْك عقيدتِهم. وحينما اشتَدَّ الضغط الدرزي على الموارنة وثبت لهؤلاء أن الحرب تسير في مصلحة خصومهم، وأن الجبهة المارونية هشة مفكَّكة؛ إذ كان رجال الدين الموارنة في جانب، والإقطاعيون في جانب آخر، فضلًا عن تعدد الخلافات بين الزعامات المارونية- سارَعَ الموارنةُ حينها إلى السلطاتِ العثمانية، والقناصل الأوروبيين -خاصة القنصل الفرنسي. وأسفرت الحربُ عن موافقة البطريرك الماروني على إبعادِ الأمير بشير الشهابي الصغير الدرزي عن الحُكم، على أن يحلَّ محلَّه الأميرُ بشير الشهابي الكبير؛ الأمر الذي ترك انطباعًا سيئًا لدى القنصل الإنجليزي عن رجالِ الدين الموارنة.

العام الهجري : 1299 العام الميلادي : 1881
تفاصيل الحدث:

كانت السودانُ خاضعةً لحكم محمد علي باشا من عام 1237هـ /1821 م. فقامت الحركةُ المهدية في الفترة من 1299 - 1317هـ /1881 - 1899 م؛ لتخليص السودانِ مِن ظلم الحكومة المصرية الواقِعِ على السودانيين؛ حيث أعلن محمد أحمد بن عبد الله أنَّه المهدي المنتَظَر لبعث الأمَّة، فتبعه كثيرون وسيطَرَ على أغلب البلاد، وكان محمد المهدي في سنة 1298 هـ (1881 م) تلقَّب بالمهديِّ المنتظَر، وكتب إلى فقهاء السودان يدعوهم لنصرته. وانبَثَّ أتباعه (ويُعرَفون بالأنصار أو الدراويش) بين القبائل يحضُّون على الجهاد. وسمع بالمهدي رؤوف باشا المصري (حاكم السودان العام) فاستدعاه إلى الخرطوم، فامتنع, فأرسل رؤوف قوَّةً تأتيه به فانقض عليها أتباعُه في الطريق وفتَكُوا بها. وساقت الحكومةُ المصرية جيشًا لقتاله بقيادةِ جيقلر باشا البافاري، فهاجمه نحو 50 ألف سوداني وهزموه. واستولى المهديُّ على مدينة (الأبيض) سنة 1300 هـ وهاجمه جيش مصري ثالث بقيادة هيكس باشا فأُبيدَ. وهاجم بعضُ أتباعه (الخرطوم) وفيها غوردون باشا فقَتَلوه وحملوا رأسَه على حربة سنة 1302 هـ وانقاد السودان كلُّه للمهدي، وكان فَطِنًا فصيحًا قَوِيَّ الحُجَّة، إذا خطَب خَلَب الأسماع, وأقام يجمَعُ الجموع ويجَنِّد الجنود لأجل التغلب على القواتِ المصرية، وأرسل إلى الخديوي والسلطان عبد الحميد وملكة إنكلترا يشعرهم بدولته ومقرِّ سلطنته، وضَرَب النقودَ, ولكِنَّه لم يلبث أن مات بالجدري، وظلَّت حركة المهدية إلى أن قُضي عليها بجيش مصري تحت قيادة إنجليزية سنة 1317 هـ/1899م.

العام الهجري : 1316 العام الميلادي : 1898
تفاصيل الحدث:

كان السُّلطانُ عبد الحميد الثاني قد أعلن الدستورَ سنة 1876م لكنه بعد سنتين عَلَّق الدستور وعطَّل البرلمانَ العثماني لَمَّا رأى أنَّ أكثَرَ الموالين للدستور من المفتونيين بأوربا وسياستِها وعلى صلةٍ بالساسة الأوربيين، ويعادون القانونَ الإسلاميَّ، ويطلقون على أنفُسِهم اسمَ الدستوريين، فانطلقوا يعملون على نشرِ أفكارِهم وبدؤوا بتأسيسِ الجَمعيَّاتِ السرِّية التي كان من أشهَرِها وأولها جمعية الاتحاد والترقي، التي تأسَّست في باريس هذا العام، وجمعية الحرية، في سلانيك في 1323هـ ثم اندمجتا معًا ولم يقتَصِرِ الأمرُ على المدنيين، بل إنَّ العسكريين أيضًا كانوا ينضَمُّون لهذه الجمعيَّات، وكانت أقدم الجمعيَّات هي الجمعيَّاتِ الشعبيَّة العثمانية التي تأسَّست منذ عام 1282هـ، وكانت علنيَّة غيرَ سرية، أمَّا التنظيماتُ العسكرية فكان تنظيمُ نيازي بك، ورائف بك، وحسين بك، وصلاح الدين بك، وكانت الحكومةُ مهتمَّةً في ذلك الوقت بالحَدِّ من خطَرِ مخطَّطاتِ اليهود سواءٌ كانوا من الدونمة، أو من الماسونية، أو من الخارج، الذين يدعمون هذه الجمعيَّات السريَّة، وكانت المعارَضةُ في الداخل من الأحرارِ العثمانيين الذين يريدون السيرَ على المنهجِ الأوربي لا المنهجِ الإسلاميِّ مفتونين بالحضارة الأوربية، ويظنون أنَّ طريقَها يكون بالتخلِّي عن الإسلامِ، ومن طرفٍ آخَرَ كانت المعارَضاتُ من القوميين غيرِ الأتراك الذين بدؤوا بالظهورِ وتكوين الجمعيات أيضًا الخاصة بهم، التي نشأت كرَدِّ فعل على القوميين الأتراك الذين بدؤوا ينشُرون ويعملون على جَعلِ الدولة العثمانية دولةً تركيةً بحتةً لا دَخْلَ للعرب فيها، مثل: جمعية تركيا الفتاة، وجمعية الوطن والحرية، التي كان منها مصطفى كمال أتاتورك، ثمَّ بدأت الثوراتُ تُظهِرُ الرغبةَ في خلعِ السلطانِ عبد الحميد.

العام الهجري : 1333 العام الميلادي : 1914
تفاصيل الحدث:

عندما اندلعت الحربُ العالمية الأولى بعث الملك عبدالعزيز برسائل إلى كل من الشريف حسين في مكَّةَ، وسعود بن صالح في حائل، والشيخ مبارك الصباح في الكويت، يقترح عليهم عقدَ لقاء بين حكَّام العرب للحيلولة دون جَرِّهم إلى العمليات الحربية، وتوقيع معاهدة مع الدول الكبرى لضمان تقريرِ مصير البلاد العربية، ولم تكن مصالحُهم متوافقةً آنذاك؛ لذلك تعذَّر وضعُ موقفٍ مشترك؛ فأمير حائل ردَّ بأنه سيقاتل مع الدولة العثمانية ضَدَّ من يقاتلها. وعلى الرغم من إعلان الملك عبدالعزيز موقِفَ الحياد من الحرب إلا أن حكومة بريطانيا في الهند أرسلت إليه تطلُبُ منه التعاونَ معهم في الاستيلاء على البصرة مقابِلَ اعترافها به حاكمًا على نجد والأحساء، وحمايته من أي هجوم يأتيه من البحر، ومساعدته ضِدَّ أي انتقام من الدولة العثمانية، إلا أن الملك عبدالعزيز أجابهم بأنه سيظلُّ على الحياد ويترك جميع خياراتِه مفتوحةً، وفي المقابل حاول العثمانيون استمالةَ الملك عبدالعزيز عن طريق طالب النقيب، إلا أنه أخفَقَ، وبعد أن استولت بريطانيا على البصرة ، كرَّر العثمانيون محاولتهم لاستمالة الملك عبدالعزيز وأرسلوا وفدًا من المدينة المنورة يحمل 10 آلاف ليرة لإقناعه بتأييد الدولة العثمانية إلا أن الملك عبدالعزيز اعتذر بأنَّه عاجز عن مقاومة الإنجليز، ولكِنَّه وعد بعدم إعاقة تجَّار نجد عن تزويد الجيش التركي بالأغذية، فصارت قوافل الأتراك طوال الحرب تجتاز أراضيه من الشام إلى عسير واليمن؛ ونتيجةً لهذا الموقف فالملك عبدالعزيز لم يقم بمهاجمة الدولة العثمانية في العراق كما أراد الإنجليز، ولم يحارب الشريف حسين بالحجاز كما أراد العثمانيون.

العام الهجري : 1341 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1922
تفاصيل الحدث:

معاهدةٌ حدوديةٌ وُقِّعَت في العقير (ميناء قرب الأحساء)، كان الهدفُ منها إيجادَ حَلٍّ للخلاف بين الملك عبد العزيز والشريف حسين وأولاده في شرق الأردن والعراق، وأطماع الأتراك في الموصل، وقد مثَّلَ نجْدًا سلطانُ نجد عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وكان صبيح بك نشأت وزيرَ المواصلات والأشغال عن الملك فيصل ملك العراق، أمَّا الكويت فقد مثَّلَها الميجور مور الوكيل السياسي البريطاني في الكويت طبقًا لاتفاقية الحماية البريطانية الكويتية الموقَّعة عام 1899م، والتي تمنَحُ بريطانيا حَقَّ إدارة شؤون الكويت الخارجية، وكان السير برسي كوكس المعتمد السياسي في الخليج يلعَبُ دور الوسيط في تلك الاجتماعات. بدأت الاجتماعات بين ممثِّل العراق صبيح بك، والملك عبدالعزيز، بدأ الطرفان بالتشَدُّد في مواقفهم، حيث طلب العراق أن تكون حدودُه على بعد 12 ميلًا من الرياض، بالمقابِلِ طلب ابن سعود كلَّ مناطق البدو الشمالية من حلب حتى نهر العاصي، وعلى جانب الشطِّ الأيمن للفرات وحتى البصرة، وطالب أيضًا بحدود قَبَلية بدلًا من حدود ثابتة، استمرت النقاشاتُ طوال خمسة أيام، أراد الجانب العراقي حدودًا لا تقل عن 200 ميل جنوب الفرات، بينما أراد الملك عبدالعزيز أن يتِمَّ تحديدُ الحدود باعتبار منازل القبائل الموالية لكُلِّ طَرفٍ بدلًا من الترسيم عن طريق الخرائط. في اليوم السادس من اللقاءات تمَّ رسمُ الحدود التي اعتُمِدَت من قِبَل الأطراف الثلاثة، وتقرر بناءً عليها إنشاءُ منطقتين محايدتين: الأولى بين الكويت والسعودية، والثانية بين العراق والسعودية.

العام الهجري : 1342 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1924
تفاصيل الحدث:

أحالت الحكومةُ العراقيَّةُ برئاسة جعفر العسكر المعاهدةَ العراقية البريطانية إلى لجنةِ للتدقيق فيها، وكانت بنودُ هذه المعاهدة قد وُضِعَت عام 1922م وهي تتضمَّنُ ترسيخ الانتداب البريطاني وانضمام العراق إلى عُصبة الأمم، وعندما أحيلت المعاهدةُ إلى لجنة مكونة من 15 عضوًا جرت مناقشاتٌ كثيرة حولها؛ فالمعارِضون يريدون تعديلَها والمؤيِّدون للحكومة يرون أنَّهم مضطرون للتصديقِ عليها خوفًا من التهديدات البريطانية، ثمَّ في 29 شوال انعقد المجلسُ التأسيسي وطُرِحَت المعاهدة للنقاش، فلما تكلَّم المعارضون قسَوا على المؤيِّدين واستمَرَّت المناقشات 4 جلسات طويلة، وفي يوم 8 ذي القعدة طالت الجلسةُ فاقتُرِحَ تأجيل الجلسة مع تأجيل المصادقة حتى ينتهي أمرُ الموصل، والبعض يرى فقط تأجيل الجلسة والمصادقة إلى الغد، فتأجَّلت، وتضايق المعتمد السامي فأعدَّ مذكِّرة لحلِّ المجلس واحتلال بناء المجلس، ونتيجةً لضغط المعتمد عُقِدَت جلسة فوق العادة قبل منتصف الليل، وأكرِهَ الأعضاء على الحضور، فاجتمع 69 من أصل 100 عضو، وأحاطت القوات المسلحة بالمبنى، وفُتِحَت الجلسة وبدأ التصويت، فأيَّد المعاهدة 37 وعارضها 24، واستنكف عن التصويت 8 أعضاء، وبذا تم التصديقُ على المعاهدة في يوم 9 ذي القعدة 11 يونيو 1924م. سَخِطَ الشعب العراقي على المعاهدة وعلى الذين أيَّدوها، لكِنَّ الحكومة البريطانية رفعت المعاهدة والاتفاقيات الملحقة بها إلى عُصبة الأمم، فوافقت عليها وصادق عليها المَلِك جورج الخامس ملك بريطانيا والملك فيصل بن الشريف حسين مَلِك العراق.

العام الهجري : 1380 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1961
تفاصيل الحدث:

عُقِدَ مؤتمر الدار البيضاء الدولي بالمغربِ بدعوة من الملك محمد الخامس؛ ملك المغرب بعد عدة لقاءات واجتماعات بين ممثِّلي الدول الأفريقية التي وقَّعت فيما بعد ميثاقَ المنظمة. اشترك في هذا المؤتمر سِتُّ دول، هي: الجمهورية العربية المتحدة، والمغرب، وحكومة الجزائر المؤقتة، وغانا، وغينيا، ومالي. كما حضر المؤتمر مراقبان من ليبيا وسيلان، على الرغمِ من أن سيلان ليست دولةً أفريقية. وكان الهدف من المؤتمر تبادُلَ وجهاتِ النظر في المشاكل الأفريقية، والمشاركة الجماعية في تحرير دول القارة، ودعم الدول المستقلة. وكانت أهم القرارات التي اتَّخَذها المؤتمَرُ مساندة شعب الجزائر وحكومته المؤقتة؛ لتحقيق استقلاله، واستنكار الاستعمار الصهيوني، وضرورة حل قضية فلسطين والاعتراف بالحقوق الفلسطينية، واستنكار التجارب الذرية خاصةً الفرنسية التي تجري على أراض أفريقية، وتأييد مطالب المغرب في موريتانيا. ووقع المجتَمِعون في نهاية المؤتمر ميثاقًا لتنظيم العلاقات بينهم يضمن أهم المبادئ التالية: مبدأُ الوحدة الأفريقية، مبدأ عدم الانحياز، مبدأ محاربة الاستعمار القديم والجديد بجميع أشكاله. مبدأ المحافظة على سيادة الدول ووحدة أراضيها، والتعاون بين الدول الأفريقية. وأنشأ ميثاق الدار البيضاء عِدَّة لجانٍ لتنسيق العمل بين الدول الأعضاء، وتحقيق التعاون في جميع المجالات، وسَمَح ميثاق المجموعة بقَبول عضوية كل دولة أفريقية، على أن يوافِقَ الأعضاءُ على قبولها بالإجماع. وعلى الرغمِ من جميع هذه الإيجابيات فإنَّ الانسجام بين الدول الأعضاء لم يكنْ كاملًا، ولكن مع ذلك فإن تشكيلَ هذا التجمُّع أسهم في نشرِ فكرة الوحدة الأفريقية، وإبراز الشخصية الأفريقية.

العام الهجري : 1381 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1961
تفاصيل الحدث:

بعد أن انفصلت اليمنُ عن الدولة العثمانية أثناء الحرب العالمية الأولى استقلَّ بحكمِها الإمام يحيى حميد الدين حتى سنة 1948م حكمًا يجمع بين الإمامة الدينية والسلطة السياسية، وعاونه في الإدارة أولادُه، ولما قتل الإمام يحيى في شباط 1948م في مؤامرة بسبب صراع أسري، تولى الحكم ابنُه أحمد الذي انفتح على العالم بانضمامه إلى الجامعة العربية، ثم لهيئة الأمم المتحدة، بل وفتح باب العلاقة مع دول المعسكر الشيوعي الاشتراكي، فقَبِل عروض الأسلحة من الاتحاد السوفيتي مع بقاء قبوله لمعونات أمريكا وألمانيا، ثم بعد موت الإمام أحمد حكم ابنُه محمد البدر، وبعد حكمه بأسبوع أعلن الأحرار اليمنيون الثورةَ ومعهم ضباط من الجيش بزعامة عبد الله السلال بتحريض ودعم من جمال عبد الناصر، وذلك في 27 ربيع الثاني / 26 سبتمبر، وأعلنت مصر تأييدَها للثورة في اليوم الثاني من قيامها، فهاجم الثوارُ قصر الحاكم البدر بن أحمد، وأعلنوا أنهم قتلوه وأصدروا في 3 أكتوبر 1962م دستورًا مؤقتًا يعلن النظام الجمهوري في البلاد ويلغي النظام الملكي وحُكم الأئمة، وتم تشكيل مجلس ثورة برئاسة محمد علي عثمان يتبعه مجلس استشاري من الزعماء القبليين ومجلس وزراء، وأعلنوا إلغاءَ الرِّقِّ ونظام الطبقات والتمييز الطائفي بين الزيدية والشافعية، ثم اختيرَ عبد الله السلال رئيسًا للجمهورية اليمنية الشمالية، والتي استمرت قرابة 8 سنوات 1962م إلى 1970م بين مدٍّ وجزر.

العام الهجري : 1382 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1963
تفاصيل الحدث:

لم تنجح المحاولاتُ التي بذلتها المجموعاتُ والأحزابُ المعارِضة لعبد الكريم قاسم في إنهاء حُكمه؛ لقدرة قاسم على كشف كلِّ المحاولات ثم إحباطِها؛ فبدأ كلُّ حزب يعمل على حِدةٍ وبسِرِّية حتى تمكَّن حِزبُ البعثِ من تصفيته وتقويضِ حُكمه؛ ففي الأول من شعبان عام 1382هـ / 27 ديسمبر 1962م قامت مظاهرات طلابية بسبب تدخل المهداوي رئيس المحكمة العسكرية في شؤون إحدى المدارس، فاستغلَّ الحزبيون الموقفَ فورًا، ولما تم اعتقال أحد الضباط الحزبيين -وهو صالح مهدي- اجتمع زعماءُ الحزب المدنيون، فعلم الرئيس بهم فأمرَ باعتقالهم، ومن بينهم رئيس الحزب علي السعدي، فرأى العقيد أحمد حسن البكر رئيس المجموعة الحزبية في الجيش إعلان الثورة قبل أن تعمَّ الاعتقالاتُ؛ فبدأ التمردُ في 14 رمضان / 8 شباط في حامية أبو غريب غرب بغداد، فتمَّ اغتيالُ قائد سلاح الجو، ثم احتلوا الإذاعةَ، وبدأ القصفُ الجوي على وزارة الدفاع، وأعلنت الإذاعةُ أن حكم عبد الكريم قاسم قد انهار، مع أن المقاومة كانت ما تزال عنيفةً، وطُرِح اسم عبد السلام عارف كرئيسٍ مؤقَّتٍ لرئاسة الجمهورية؛ لسمعته الطيبة، ثم اضطرَّ عبد الكريم قاسم للاستسلام، فتشكَّلت محكمةٌ فورية قضت عليه بالقتل ونفذته فورًا، وأُذيعَ نبأُ تعيين عبد السلام عارف رئيسًا للجمهورية العراقية، وتشكيل مجلس ثورة يضم 20 عضوًا من البَعثيين وغيرهم، برئاسة العقيد أحمد حسن البكر رئيس، وكان نائبه صالح مهدي عماش، ثم رُشِّح صدام حسين التكريتي لتولِّي منصب نائب رئيس مجلس الثورة.

العام الهجري : 1390 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1970
تفاصيل الحدث:

كانت سَلْطنة عُمانَ من بيْن أوائل الدُّول التي نالَت استقلالَها في المنطقةِ. بعدَ أنْ أنهى السُّلطان قابوس دِراساتِه العسكريةَ في لَنْدن وقِيامِه بجولةٍ حولَ العالم، تمَّ استدعاؤه إلى الوطَنِ، ووُضِعَ قابوس في عُزْلة في قصْر صلالةَ؛ بسَبب تَعارُض أفكارِه التقدُّميةِ العالمية مع مُيول والِدِه في الإبقاءِ على محافظةِ وانعزاليةِ عُمان. وبدَعْمٍ مِن البريطانيين والصَّفوة السياسية في عُمان استولَى السُّلطان قابوس (البالغ مِن العُمر 30 عامًا) على الحكْمِ إثرَ انقلابٍ نفَّذه ضِدَّ أبيه سعيدِ بن تَيمور، ثم نَفى والدَه إلى لَندن؛ حيث مات هناك عام 1972م، وما إنْ تَسلَّم السُّلطانُ قابوس السُّلطةَ في يوليو 1970م حتى حصَل على اعترافٍ عالميٍّ كامل يَمنَحُه الاستقلالَ التامَّ عن بِريطانيا. وتمَّ تَغييرُ اسمِ الدَّولة من "سَلْطنة مسْقطَ وعُمان" إلى "سَلْطنة عُمان"، وبالإضافةِ إلى دَور قابوس كسُلْطانٍ يَشغَلُ قابوس مناصبَ رئيسِ الوزراء، ووزيرِ الخارجية، ووزيرِ الماليَّة، ووزيرِ الدِّفاع. جاء آل بوسعيد إلى حُكْمِ عُمان عام 1154هـ / 1741م، وما زالوا يَحكُمون إلى الآن، ويعودُ تاريخُ بوسعيد إلى أحمدَ بنِ سعيد الذي عُيِّن مُستشارًا لسيف بنِ سُلطان، آخِر مَن حكَمَ عُمان مِن اليعاربةِ، فلمَّا رأى اضطرابَ الأمورِ في البلادِ، وضَعْفَ الحاكمِ سيفِ بن سُلطان، وتفتُّتَ البلاد في عهْدِه؛ عمِلَ على تَوحيد الصُّفوف، وقضى على القواتِ الفارسيةِ الموجودةِ بالبلاد، وعلى إثْر ذلك بُويِعَ إمامًا للبلادِ، وتوالى الأئمةُ مِن آل بوسعيد حتى آل الأمْرُ للسُّلطان قابوس بنِ سعيد.

العام الهجري : 1413 العام الميلادي : 1992
تفاصيل الحدث:

في 24 نيسان إبريل 1992، تم توقيعُ اتفاق عُرف باسم اتفاق بيشاورَ من قِبَل أحزاب الاتحاد الإسلامي لمجاهِدي أفغانستانَ السبعة، وحزب الوَحْدة الشيعي، والحركة الإسلامية محسني، فتمَّ الاتفاق على تشكيل حكومة مؤقَّتة لمدة شَهرينِ، وعلى رأسها صبغة الله مجددي، ثم يتبَعُه ولمدة أربعة أشهرٍ بُرهان الدين ربَّاني، ولكنَّ الحزب الإسلامي بقيادة حكمتيار رفَضَ الاتفاقيةَ بالرغم من أنَّه من الموقِّعين عليها، فهاجَم كابل وانهارت الاتفاقية، وبَقيَ ربَّاني في رئاسة الدولة.
ثم عادت الأحزاب المتناحِرة لتجتمِعَ في 7 مارس 1993م في إسلام أباد في باكستانَ بعد حرب ضَروسٍ، ومعاركَ طاحنةٍ في كابُولَ، وتمَّ توقيع اتفاقية عُرفت باتفاقية إسلام أباد، شاركت فيها السعوديةُ وباكستانُ، ونصَّت الاتفاقية على أن:
1. لربَّاني رئاسة الدولة لمدة 18 شهرًا.
2. وقلب الدين حكمتيار يتولَّى رئاسة الوزراء.
3. وأن يتمَّ إيقاف إطلاق النار.
ولكنَّ الاتفاقيةَ لم تُنفَّذ بسبب اندلاع القتال من جديد بين ربَّاني وحكمتيار بسبب الاتهامات المتبادَلة بين حِزبَيْهما، وفي الأول من يناير عام 1994م تعرَّض برهان الدين ربَّاني لمحاوَلة انقلاب بيد تحالُف بين حكمتيار، وعبد الرشيد دوستم، وصبغة الله مجددي، وحزب الوَحْدة الشيعي، ولكنَّ الانقلاب فشِلَ، وتمَّ تجديد فترة حُكم ربَّاني لعام آخَرَ في يوليو 1994م، وفي نوفمبر 1994م، بدأت طالِبان بالظهور، وخلال عامَيْنِ سيطَرَت على معظم مناطقِ أفغانستانَ، ودخلت كابولَ عامَ 1996م، وأعلنت نفسَها الحاكمةَ للبلاد بإزاحة ربَّاني.

العام الهجري : 923 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1517
تفاصيل الحدث:

هو الشيخُ الإمام العلامة الحافظُ الحجَّة الرُّحَلة الفقيه المقرئ المسنِد المؤرخ الخطيبُ: شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد الملك بن الزين أحمد بن الجمال محمد بن الصفي محمد بن المجد حسين بن التاج علي القسطلاني الأصل، القتيبي المصري الشافعي، ويعرف بالقسطلاني علَّامة الحديث, وأمُّه حليمة ابنة الشيخ أبي بكر بن أحمد بن حميدة النحاس. ولِدَ في الثاني والعشري ذي القعدة سنة 851 بمصر ونشأ بها فحفظ القرآن والشاطبيتين, والقراءات السبع ثم العشر، وكذا أخذ القراءات عن الشمس بن الحمصاني إمام جامع ابن طولون, وقرأ صحيحَ البخاري بتمامه في خمسة مجالسَ على الشاوي، وكذا قرأ عليه ثُلاثيات مسند أحمد، وحجَّ غير مرة وجاور سنة أربع وثمانين ثم سنة أربع وتسعين وسنتين قبلها على التوالي. وجلس للوعظ بالجامع العمري سنة ثلاث وسبعين وكذا بالشريفية بالصبانيين، بل وبمكة, ولم يكن له نظيرٌ في الوعظ، وكان يجتمع عنده الجمُّ الغفير مع عدم ميلِه في ذلك، وولي مشيخة مقام أحمد بن أبي العباس الحرَّاز بالقرافة الصغرى، وأقرأ الطلبة وجلس بمصر شاهدًا رفيقًا لبعض الفضلاء, وبعده اعتزل وتفرَّغ للكتابة, فكتب بخطِّه لنفسه ولغيره أشياء، بل جمع في القراءات العقود السنية في شرح المقدمة الجزرية في التجويد، ومن مؤلفاته: إرشاد الساري على صحيح البخاري، انتهى منه سنة 916, وتحفة السامع والقاري بختم صحيح البخاري, ونفائس الأنفاس في الصحبة واللباس, والروض الزاهر في مناقب الشيخ عبد القادر, وعمل تأليفًا في مناقبه سماه: نزهة الأبرار في مناقب الشيخ أبي العباس الحرَّار, وتحفة السامع والقارئ بختم صحيح البخاري. وهو كثير الأسقام قانعٌ متعفِّف جيد القراءة للقرآن والحديث والخطابة، شجيُّ الصوت بها، مشارك في الفضائل، متواضع متودِّد لطيف العشرة سريعُ الحركة. قال محي الدين عبد القادر العَيدَروس: "وارتفع شأنُه بعد ذلك فأُعطيَ السعدَ في قَلَمِه وكَلِمِه، وصنَّف التصانيف المقبولة التي سارت بها الركبانُ في حياته، ومن أجَلِّها شرحُه على صحيح البخاري مزجًا في عشرة أسفار كبار، لعله أحسَنُ شروحِه وأجمعُها وألخصُها، ومنها المواهب اللدُنِّية بالمنح المحمدية، وهو كتاب جليل المقدار عظيم الوقع كثير النفع، ليس له نظير في بابه، ويحكى أن الحافظ السيوطي كان يغُضُّ منه ويزعم أنه يأخذ من كتبه ويستمدُّ منها ولا ينسبُ النقل إليها، وأنَّه ادَّعى عليه بذلك بين يدي شيخ الإسلام زكريا فألزمه ببيان مدَّعاه، فعدد عليه مواضِعَ قال إنه نقَلَ فيها عن البيهقي، وقال إن للبيهقي عدةَ مؤلفات فليذكرْ لنا ما ذكر في أي مؤلفَّاته ليُعلَمَ أنَه نقل عن البيهقي، ولكنه رأى في مؤلفاتي ذلك النقلَ عن البيهقي فنقله برُمَّته، وكان الواجب عليه أن يقول نقل السيوطي عن البيهقي، وحكى الشيخ جار الله بن فهد رحمه الله: أنَّ الشيخ رحمه الله تعالى قصد إزالةَ ما في خاطر الجلال السيوطي فمشى من القاهرة إلى الروضة، وكان السيوطي معتزلًا عن الناس بالروضة فوصل القسطلاني إلى باب السيوطي ودق الباب فقال له: من أنت؟ فقال: أنا القسطلاني جئتُ إليك حافيًا مكشوف الرأس ليطيبَ خاطرُك عليَّ، فقال له: قد طاب خاطري عليك، ولم يفتح له الباب ولم يقابله! وبالجملة فإنه كان إمامًا حافظًا متقنًا جليل القدر حسن التقرير والتحرير، لطيف الإشارة بليغ العبارة، حسن الجمع والتأليف، لطيف الترتيب والتصنيف، كان زينة أهل عصره، ونقاوة ذوي دهره، ولا يقدح فيه تحامُلُ معاصريه عليه، فلا زالت الأكابر على هذا في كل عصرٍ- رحمهم الله" أصيب القسطلاني بالفالج، ثم توفي ليلة الجمعة السابع محرم بالقاهرة ودفن بالمدرسة العينية جوار منزله، ووافق يومُ دفنه الثامن محرم دخولَ السلطان سليم الأول العثماني عَنْوةً إلى مصر وتملُّكه بها.

العام الهجري : 1358 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 1939
تفاصيل الحدث:

هو الملِكُ غازي بن فيصل بن الشريف حسين الهاشمي ثاني ملوكِ العراق. ولِدَ سنة 1333هـ / 1912م في مكة التي كانت واقعةً ضِمنَ ممالك وولايات الدولة العثمانية، وهو الابنُ الوحيد للملك فيصل الأول الذي كان له 3 بنات. عاش في كنَفِ جَدِّه حسين بن علي شريف مكة قائد الثورة العربية المنادي لاستقلال العرب من الأتراك العثمانيين، مناديًا بعودة الخلافة للعرب. أرسله والِدُه الملك فيصل الأول إلى كلية هارو في إنجلترا سنة 1927ه، فدرس فيها سنتين، وعاد إلى بغداد فتخرَّج بالمدرسة العسكرية، وكان مُولعًا بالرياضة والصيد. سمِّيَ وليًّا للعهد عام 1924م، وناب عن والِدِه في تصريف شؤون الملك سنة 1933م، فحَدَثت فتنة "الآشوريين" وأبوه في انجلترا، فكان موقِفُه فيها حازمًا. تولى الحكم وهو شاب يبلغُ حوالي 23 عامًا، ثم ملكًا لعرش العراق عام 1933م بعد وفاة والده؛ لذا كان بحاجة للخبرة السياسية التي استعاض عنها بمجموعة من المستشارين من الضباط والساسة الوطنيين. كان الملك غازي ذا ميول قومية عربية. ناهضَ النفوذَ البريطاني في العراق واعتبرَه عقبةً لبناء الدولة العراقية الفتيَّة وتنميتها، كما اعتبره المسؤول عن نهب ثرواته النفطية والآثار المكتَشَفة حديثًا؛ لذلك ظهرت في عهدِه بوادر التقارب مع حكومة هتلر قبل الحرب العالمية الثانية. وشهد عهده صراعًا بين المدنيين والعسكريين من الذين ينتمون إلى تيارينِ مُتنازِعَينِ داخِلَ الوزارة العراقية: تيار مؤيد للنفوذ البريطاني، وتيار وطني ينادي بالتحَرُّر من ذلك النفوذ؛ حيث كان كلُّ طرف يسعى إلى الهيمنة على مقاليد السياسة في العراق. فوقف الملك غازي إلى جانب التيار المناهِضِ للهيمنة البريطانية؛ حيث ساند انقلابَ بكر صدقي وهو أوَّلُ انقلاب عسكري في العالم العربي. كما قرَّب الساسةَ والضباط الوطنيين إلى البلاط الملكي، فعَيَّن الشخصية الوطنية المعروفة معالي رشيد عالي الكيلاني باشا رئيسًا للديوان الملكي, ونادى بتحرُّر الأقاليم والولايات العربية المحتلة التي كانت متوحِّدةً تحت الحكم العثماني، ودعا إلى إعادة توحيدِها تحت ظلِّ دولة عربية واحدة، ومن هنا ظهرت دعوته لتحرير الكويت من الوصاية البريطانية، وتوحيدها مع العراق والإمارات الشرقية لِنَجدٍ؛ حيث قام بتأسيسِ إذاعة خاصة به في قصره الملكي؛ قصر الزهور، وأعَدَّ البرامج الخاصة بتحرير ووحدة الأقاليم العربية، ومنها توحيد الكويت بالعراق، والوقوف إلى جانب فلسطين التي كانت تحت الاحتلالِ البريطاني، والتي كانت في حالة حرب داخلية؛ بسبب تعرُّضِها لهجرات واسعة من المستوطنين اليهود مِن كافة أرجاء العالم، ووقوف القوى الفلسطينية بوجهِ هذه الهجرات. فوقف إلى جانب قادة الثورة الفلسطينية، كعز الدين القسَّام، وغسان كنفاني، ومفتي القدس الشيخ عبد القادر الحسيني، وفي الثاني من شهر صفر 4 نيسان قُتِلَ الملك غازي بن فيصل في حادث سيارة كان يقودُها بنفسه حيث اصطدم بعمود الهاتف الممغنط الذي جذبَها نحوه، ويبدو أن الأمرَ ليس طبيعيًّا، ولعلَّ الأمر مدَبَّر، كذلك وجود جروح خلفَ رأس الملك غازي بمكانِ وجود المُرافق أمرٌ مشكوك فيه؛ لأنَّه لم يكن مَرضيًّا عنه من قِبَل إنجلترا، ثم اجتمع مجلس الوزراء بعد مقتله وأعلن تنصيبَ ولي العهد الأمير فيصل بن الملك غازي ملكًا على العراق باسم فيصل الثاني، ووُضِعَ عبد الإله بن علي بن الحسين، وهو خال الملك غازي وصيًّا على الملك الذي لم يبلغ سن الرشد القانوني، وكانت الملِكة عالية زوجة الملك غازي قد أدلت بشهادتها أمام المجلِسِ بأن زوجها الملك غازي أوصاها في حالة وفاته بتسميةِ الأمير عبد الإله -شقيقها- وصيًّا على ابنها فيصل، ثم تُوِّجَ رسميًّا في شعبان من عام 1372هـ / 2 أيار 1953م حيث بلغ سن الرشد ورفعت وصاية خاله عليه.