وافَقَ قادةُ الاتحادِ الإفريقيِّ على عودةِ المَغرِبِ إلى المنظمةِ؛ ليصبِحَ العُضوَ الخامسَ والخمسين بعدَ 32 سنةً من انسحابِه من الاتحادِ، وكان المَغرِبُ غادَرَ الاتحادَ عامَ 1984 بعدما قَبِلَت أغلبيةُ الدولِ الأعضاءِ بمنظمةِ الوَحدةِ الإفريقيَّةِ عُضويَّةَ جَبهةِ البوليساريو التي تُنازعُ المَغرِبَ السيادةَ على إقليمِ الصَّحراءِ الغربيةِ، والتي ترى فيها الرِّباطُ جَبهةً انفصاليَّةً.
رجع رَكْبُ العراقِ أثناءَ طَريقِهم للحَجِّ بعدما فاتَهم الحَجُّ، وذلك أنَّ الأصيفرَ الأعرابيَّ الذي كان قد تكفَّلَ بحِراستِهم اعتَرَض لهم في الطريقِ وذكَرَ لهم أنَّ الدنانيرَ التي أُقطِعَت له من دارِ الخلافةِ كانت دراهِمَ مَطليَّةً، وأنَّه يريدُ مِن الحَجيجِ بدَلَها، وإلَّا لا يدَعُهم يتجاوزونَ هذا المكان، فمانعوه وراجَعوه، فحبَسَهم عن السَّيرِ حتى ضاق الوقتُ ولم يبقَ فيه ما يُدركون فيه الحَجَّ، فرجعوا إلى بلادِهم، ولم يحُجَّ منهم أحدٌ، وكذلك رَكْبُ الشام وأهلُ اليمن لم يحُجَّ منهم أحد هذا العامَ، وإنما حَجَّ أهلُ مِصرَ والمغرب خاصَّةً.
بعدَ أن فُتِحَت نَهاوَنْد أَمَرَ عُمَرُ بن الخطَّاب بالانْسِياح في فارِسَ كُلِّها، وأُعْطِيَت الأوامرُ لِسبعَةِ أُمَراء بالتَّوَغُّلِ في أَعماقِ فارِسَ، فسار النُّعمانُ بن مُقَرِّن إلى هَمْدان ففَتَحها، ثمَّ إلى الرَّيِّ "طِهْران اليوم" ففَتَحها ثمَّ قُوس فأخَذَها سِلْمًا أخوهُ سُويدٌ، ثمَّ جاءَ هو إلى جُرجان وطَبَرِستان وصالَحوه، ثمَّ بعضِ بِلادِ أَذْرَبِيجان، وأمَّا سُراقةُ بن عَمرٍو فذهَب إلى بابِ الأبوابِ على سَواحلِ بحرِ الخَزَرِ، وسار الأَحْنَفُ بن قيسٍ إلى خُراسان ففتح هَراة عَنْوَةً، ثمَّ إلى مَرْو، ثمَّ بَلْخ حتَّى أصبح الأحنفُ سَيِّدَ خُراسان، واتَّجه عُثمانُ بن أبي العاصِ إلى إصْطَخْر وفتَح جَزيرةَ بَرْكاوان وإصْطَخْر وشِيراز، واتَّجه سارِيةُ بن زنيم وقاتَل بعضَ حُشودِ الفُرْس، وفيها الحادِثةُ المشهورة التي قال فيها عُمَرُ مِن المدينةِ: يا سارِيَةَ، الجَبَلَ. أمَّا عاصمُ بن عَمرٍو سار إلى سِجِسْتان ففتَحها ودخَل زَرَنْج فصالَحُوه بعدَ حِصارٍ طويلٍ، وأمَّا سُهَيل بن عَدِيٍّ ففتَح كَرْمان، وانْطلَق الحكيمُ بن عُميرٍ إلى مُكْران وفتَحها، واتَّجه عُتبةُ بن فَرْقَدٍ إلى شَمالِ غَربِ فارِسَ فافْتَتَحَها.
هي أُمُّ المؤمنين سَوْدَةُ بنتُ زَمْعَةَ بن قيسِ بن عبدِ شَمسِ بن عبدِ وُدٍّ، وأُمُّها الشَّموسُ بنتُ قيسِ بن عَمرِو بن زيدِ بن لَبيدٍ، تَزوَّجها السَّكرانُ بن عَمرِو بن عبدِ شَمسِ بن عبدِ وُدٍّ، وأَسلمَت بمكَّةَ قديمًا وبايَعَت، وأَسلَم زَوجُها السَّكرانُ بن عَمرٍو، وخرَجا جميعًا مُهاجِرين إلى أرضِ الحَبشةِ في الهِجرَةِ الثَّانيةِ، قَدِمَ السَّكرانُ بن عَمرٍو مكَّةَ مِن أرضِ الحَبشةِ ومعه امْرأتُه سَودَةُ بنتُ زَمْعةَ فتُوفِّيَ عنها بمكَّةَ، فلمَّا حَلَّتْ أَرسَل إليها رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فخَطَبَها فقالت: أَمْرِي إليك يا رسولَ الله. فقال رَسولُ الله: (مُرِي رجلًا مِن قَومِك يُزَوِّجُكِ). فأَمَرَت حاطِبَ بن عَمرِو بن عبدِ شَمسِ بن عبدِ وُدٍّ فزَوَّجَها، فكانت أوَّلَ امْرأةٍ تَزوَّجها رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم بعدَ خَديجةَ، وهاجرت إلى المدينةِ، وهي التي وَهَبَت يَومَها إلى عائشةَ بعدَ أن أَسَنَّتْ وكَبِرَتْ، وتُوفِّيَتْ في آخرِ خِلافةِ عُمَرَ بن الخطَّاب رضِي الله عنهُما جميعًا.
توفِّيَ حُسامُ الدين أردشير، صاحِبُ مازندران، وخَلَّفَ ثلاثة أولاد، فمَلَك بعده ابنُه الأكبَرُ، وأخرج أخاه أسامةَ وهو الأوسَطُ مِن البلاد، فقَصَد جرجان، وبها المَلِك علي شاه بن خوارزم شاه تكش، أخو خوارزم شاه محمد، وهو ينوبُ عن أخيه فيها، فشكا إليه ما صنَعَ به أخوه من إخراجِه مِن البلاد، وطَلَب منه أن يُنجِدَه عليه، ويأخُذَ له البلاد؛ ليكون في طاعته، فكتَبَ علي شاه إلى أخيه خوارزم شاه في ذلك، فأمر بالمسيرِ معه إلى مازندران، وأخْذ البلاد له، وإقامة الخُطبة لخوارزم شاه فيها، فساروا عن جرجان، فاتَّفق أن ابن حسام الدين، الأخَ الأكبر صاحب مازندران، مات في ذلك الوقت، وملك البلادَ بعده أخوه الأصغَرُ، واستولى على القلاعِ والأموال، فدخل علي شاه البلادَ، ومعه أسامةُ الأخ الأوسط، فنَهَبوها وخَرَّبوها، وامتنع منهم الأخُ الصغير بالقلاع، وأقام بقلعةِ كور، وهي التي فيها الأموالُ والذخائر، وحصروه فيها بعد أن ملَّكوا أسامة البلادَ، مثل: سارية وآمل وغيرهما من البلاد والحصون، وخُطِبَ لخوارزم شاه فيها جميعها، سوى القلعة التي فيها أخوه الأصغَرُ، وهو يراسله، ويستميله، ويستعطِفُه، وأخوه لا يردُّ جوابًا، ولا يَنزِلُ عن حِصنِه.
بعد رحيل الخوارزميَّة عن دمشق بعدما حاصروها حين أرسلَ الملك الصالحُ نجمُ الدين أيوب مِن مصرَ جيشًا لقتالهم وبعد تحالُفِ بيبرس معهم، وكذلك صاحب حمص، وكذلك الصالح إسماعيلُ كُلُّهم ضد صاحِبِ مصر، حيث أرسل الملِكُ الصالح أيوب القاضي نجمَ الدين محمد بن سالم النابلسي، المعروف بابن قاضي نابلس- وكان متقدمًا عنده- إلى مملوكِه الأمير ركن الدين بييرس، فما زال يخدعُه ويُمَنِّيه، حتى فارق الخوارزميَّة، وقَدِمَ معه إلى ديار مصرَ، فاعتُقِلَ بقلعة الجبل، وكان آخِرَ العهد به، فالتَقَوا مع الملك المنصورِ إبراهيم صاحِبِ حمص وعساكر حلب، وقد انضَمَّ إليهم عربٌ كثيرٌ وتركمان؛ نُصرةً للملك الصالحِ نجم الدين، وذلك بظاهِرِ حمص أوَّلَ يومٍ مِن المحرم، وقيل ثانِيَه، فكانت بينهم وقعةٌ عظيمةٌ انهزم فيها الخوارزميَّة هزيمةً قبيحة، تبَدَّد منها شملُهم، ولم يقُمْ لهم بعدها قائمةٌ، وقُتِلَ مُقَدَّمُهم بركة خان وأُسِرَ كثيرٌ منهم واتَّصلَ مَن فرَّ منهم بالتَّتار، ووردت البشرى بهذه الهزيمةِ إلى السلطانِ الملك الصالحِ نجم الدين أيوب في المحَرَّم، فزُيِّنَت القاهرة ومِصرُ والقلعتان،
هو السلطان أبو عبد الله الصغير محمد الثاني عشر بن الحسن بن سعد بن علي بن يوسف بن محمد: آخر حكام بني نصر ابن الأحمر، المنحدرة من قبيلة الخزرج القحطانية في غرناطة، وكان قد تولى الرياسةَ بعد منازعاته مع عمه أبي عبد الله الزغل محمد بن سعد، وكانت دولة بني الأحمر في هذه المدة متماسكةً، والفتنة بين أفرادها متشابكة، والعدو فيما بين ذلك يخادعُهم عمَّا بأيديهم، جاهد أبو عبد الله الصغير النصارى كثيرًا ووصل الأمر إلى أنهم عرضوا عليه التنازل عن غرناطة مقابل أموال جزيلة أسوةً بعمِّه أبي عبد الله الزغل محمد بن سعد صاحب وادي آش، فرفض أبو عبد الله الصغير وواصل جهاده إلى أن شدُّوا عليه الحصار فتنازل كسابقِه، وبعد فترة سافر إلى فاس فاستوطنها تحت كنف السلطان محمد الشيخ الوطاسي؛ حيث عاش فيها حياة لم يعرف أحد عنها شيئًا حتى مات عن عمر يناهز الخمسة والسبعين عامًا متهمًا بالعار والخيانة والتفريط في بلاد المسلمين في الأندلس, وقد دُفن بإزاء المصلَّى خارج باب الشريعة، وخلَّف ذريةً مِن بعده.
هو الشيخُ المحقِّق محمد حامد بن أحمد عبده الفقي مؤسِّسُ جماعة أنصار السنة المحمدية. ولِدَ الفقي بقرية نكلا العنب في سنة 1310ه الموافق 1892م بمركز شبراخيت مديرية البحيرة بمصر، أمضى ست سنوات من دراسته بالأزهر. وتخرُّجِ عام 1917م بعد أن نال الشهادة العالمية من الأزهر، وكان عمرُه حينذاك 25 سنة. ثم انقطع منذ تخرجه إلى خدمة كتاب الله وسنة رسولِه صلى الله عليه وسلم. وأثمرت تلك الجهود في إنشاء جماعة أنصار السنة المحمدية واتخذَ لها دارًا بعابدين. ثم أنشأ مجلة الهدْي النبوي، وصدر العدد الأول في 1937هـ, ومن جهودِه قيامُه بتحقيق العديد من الكتب القيمة، ومنها: ((اقتضاء الصراط المستقيم))، ((القواعد النورانية الفقهية))، ((المنتقى من أخبار المصطفى)), ((الرسالة التدمرية))، توفِّيَ الشيخ حامد رحمه الله فجر الجمعة 7 رجب 1378هـ الموافق 16 يناير على إثرِ عملية جراحية أجراها بمستشفى العجوزة، وبعد أن نجَحَت العملية أصيب بنزيفٍ حادٍّ، وعندما اقترب أجَلُه طلب ماءً للوضوء، ثم صلى ركعتي الفجر بسورة الرعدِ كُلِّها. وبعد ذلك طلب من إخوانه أن يُنقَلَ إلى دار الجماعة؛ حيث توفي بها.
تعد ثورةُ ظفار في الجزء الجنوبي من سلطنة عمان على حُكمِ السلطان سعيد بن تيمور واحدةً من أطولِ الثورات العربية؛ حيث امتدَّت زهاءَ عشرة أعوام، وقد واكبت حقبةَ الثورات التحرُّرية من الاستعمار العالمي، والتي شَهِدتْها المنطقة العربية في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، ومن أسبابِ الثورة وقيامها: حالةُ التخَلُّف التي سادت سلطنةَ مسقط وعمان بشكلٍ عامٍّ، وإقليم ظفار بشكل خاص، وكثرة الممنوعات والمعاناة من الضرائب الباهظة التي أثقلت كاهلَ العمانيين، وبعدما تعرَّف الظفاريون على أنماط المعيشة المختلفة في دول الخليج التي يعملون بها والراقية قياسًا بالوضعِ في عمان خُلِقت لديهم الرَّغبةُ الجامحة في التغيير، كما أنَّ الأوضاعَ التي عاشتها المنطقةُ آنذاك، وانتشارَ المد القومي العربي بزعامة جمال عبد الناصر أدَّى إلى تأثُّر أبناء الأمة العربية، ومِن ضمنِهم الظفاريون بأفكار القومية العربية المنادية بالوحدة والتحَرُّر من الاستعمار ومقاومته بشتى الوسائل؛ مما ولَّد لدى الظفاريين النزعةَ نحو الثورة ضِدَّ الوجود البريطاني في عمان. عَمِلَ الظفاريون على تنفيذ الثورة من خلالِ تشكيل تنظيمات سريَّة متعَدِّدة كان لها دوافِعُ وانتماءات مختلفة بين قوميٍّ عربيٍّ هدفُه مقاومةُ بريطانيا، وتمثَّل في التنظيم لحركة القوميين العرب، وآخَرَ هدفُه تحسينُ الأوضاع الاجتماعية في عمان، وتمثَّل في الجمعية الخيرية الظفارية. وتُنسَب بدايةُ الثورة إلى مسلم بن نفل الذي كان يعمَلُ في مزرعة قصر السلطان سعيد بن تيمور والذي أقصاه من عمله في القصر السلطاني عام 1963 بسبب أفكاره الثورية, فكانت بداية الثورة في أبريل 1963 من خلال هجومٍ مسلح على حافلات شركة النفط، خطَّط له مسلم بن نفل، ثم فرَّ مسلم بن نفل مع 30 رجلًا من جماعته خارج عمان حيث رحلوا إلى العراق التي كانت تُحكَمُ من قبل النظام البعثي، فتلقَّوا تدريبًا عسكريًّا، وفي صيف 1964 عادت مجموعةُ ابن نفل إلى ظفار بدعم مالي وعسكري من عدد من الدول العربية، منها: مصر، واليمن الجنوبي، ولم يلبث عام 1965م أن شهد إعلان قيام "جبهة تحرير ظفار" التي أعلنت الثورةَ ضِدَّ حكم السلطنة، كما دعا بيانٌ للجبهة الظفاريين إلى الانضمام إلى الثوَّار؛ من أجل تحرير الوطن من حكم السلطان سعيد بن تيمور، وتحرير البلاد من البطالة والفقر والجهل، وإقامة حكم وطني ديمقراطي. بدأت حربُ ظفار بعمليات كرٍّ وفرٍّ ضِدَّ أهداف تابعة لحكومة السلطان سعيد بن تيمور، وكانت الحربُ سِجالًا بين الثوار وقوَّات السلطان سعيد، وفي 28 أبريل 1966 وقعت محاولةٌ لاغتيال السلطان سعيد بن تيمور احتجب بعدها السلطانُ عن الظهور، الأمر الذي جعل الثوَّارَ يعتقدون أنه قُتِل، وأن السلطات البريطانية هي التي تدير شؤون السلطنة. إلَّا أن الثوار تلقَّوا هزائم متكررة، وبعد تولِّي السلطان قابوس بن سعيد مقاليدَ الحكم في 23 يوليو 1970م كمبادرة منه لإنهاء ثورة ظفار أعلن العفوَ العامَّ عن جميع المتمرِّدين، ووعد أيَّ ظفاري مشترِك في حركة التمرد بمعاملة حسنة، ووعد كذلك بتحقيق مطالبِ المتمرِّدين الرئيسية وَفق برنامج إصلاحي اجتماعي، وقد حصل السلطانُ بوعدٍ من إيران بتقديمِ مساعدة عسكرية للقضاء على حركة التحرر، وقام السلطان بحملةِ قتل جماعية في حقِّ عدد من أعضاء الجبهة قُدِّرَ عَددُهم بـ 300 عضو، وفي نفس الفترة قام مسلم بن نفل بتسليم نفسه إلى قوات السلطان، ثم تزايدت الاغتيالات في صفوف الجبهة؛ حيث تمَّ تنفيذ أحكام قتل على مجموعة كبيرة أخرى من الظفاريين قريب من 40 شخصًا. كما زاد عددُ الذين يستسلمون لجيش السلطان، ثم ينضمون بأسلحتهم إلى ما يسمى بالفِرَق الوطنية لمحاربة قادتهم السياسيين في جبهة تحرير ظفار، وبلغ عددهم 2000 مقاتل، ومع بداية عام 1975م بات الثوارُ غير قادرين على مواجهة قوات السلطان المدعومة بالقوات الإيرانية على جميع جبهات القتال، ولأولِ مرة منذ 10 أعوام أصبح كل إقليم ظفار تحت سيطرة الحكومة، وفي الجانب السياسيِّ توصَّلت سلطنة عمان واليمن الجنوبي برعاية سعودية إلى اتفاقٍ ينهي الخلافات القائمةَ بينهما، وتوقَّف اليمن الجنوبي عن دعم الثوار؛ ممَّا أدى إلى استسلام العديد من قياداتها للسلطنة، كان من أبرزهم عمر بن سليم العمري الذي كان من القادة المتنفذين في الجبهة، ولم يمضِ عام 1976م حتى تمَّت التصفية النهائية للثورة في ظفار، وبعد القضاء على الحركة أعلن السلطانُ قابوس في العيد الوطني السادس للسلطنة في نوفمبر 1976م دمج إقليم ظفار في سلطنة عمان.
هو أبو الأعْلى المَوْدوديُّ بنُ أحمَدَ حسن مودودي أميرُ الجماعة الإسلامية، وُلِدَ في 3 رجب سنة 1321هـ بمدينة أورَنْج آباد الدكن في حَيْدر آباد، وتلقَّى تعليمَهُ على يد والدِهِ، فتعلَّم المودوديُّ القُرآنَ والعربيةَ والحديثَ والفِقْه حتى حَفِظَ المُوطَّأَ، ثم دخل الثانويَّةَ وهو ابن 11 سنةً لنُبوغِهِ، ثم بعد ذلك بدأ العملَ في الصَّحافةِ التي وجَدَ فيها مجالًا للدَّعْوة والتَّعْليم، وكان يُصدِرُ مجلةَ ترجمان القُرآن، وأسَّس الجماعةَ الإسلاميةَ في لاهورَ بهَدَف الدَّعْوة إلى الإسلام، وتمَّ انتخابُهُ أميرًا لها في 3 شعبان 1360 هـ / 26 أغسطس 1941م، وبعد عامَينِ نقلتِ الجماعةُ الإسلاميةُ مركزَها الرئيسيَّ من لاهورَ إلى دار السَّلام، ومع إعلانِ قيام دَوْلة باكستان 1366 هـ / 1947م عاد المودوديُّ مع زُملائِهِ إلى لاهور مرَّةً أخرى؛ حيث مقرُّ الجماعةِ الإسلاميةِ بها، وبعد قيام باكستان بنحو خمسةِ أشهُرٍ ألقى المودوديُّ أولَ خِطابٍ له في كُلية الحُقوق، وطالب بتشكيلِ النِّظام الباكستاني طِبقًا للقانون الإسلامي، وظلَّ المودوديُّ يُلِحُّ على مُطالبة الحكومة بهذا المطلب، فألقى خطابًا آخَرَ في اجتماعٍ عامٍّ بكراتشي في ربيع الآخر 1367 هـ / مارس 1948م تحت عُنوان "المُطالبةُ الإسلاميةُ بالنِّظامِ الإسلاميِّ"، فاعتقلته الحكومة مع عددٍ من قادةِ الجماعةِ الإسلاميةِ في غُرَّة ذي الحِجَّة 1367 هـ / 4 أكتوبر 1948م إلى أن أُطلِقَ سراحُهُ في 11 شعبان 1369 هـ / 28 من مايو 1950م، ثم اعتُقِلَ في 1372هـ، وبعد أربعةِ أيَّامٍ من اعتقاله حُكِمَ عليه بالقتل، ثم تم تَخْفيف حُكم القتل والحُكم عليه بالسَّجْن مدى الحياة، ثم صدر حُكم بالعَفْو عنه في 1374 هـ / 1955م. كانت حياةُ المودوديِّ العِلْميةُ مليئةً بالتَّأليف والعَمَل والنَّشاط؛ فقد ألَّفَ أكثَرَ من مائةٍ وعِشرينَ كتابًا وكُتيِّبًا، غير المُحاضَرات والمَقالات منها: كتاب ((الحِجابُ))، و ((مبادئُ الإسلامِ))، و ((نحن والحَضارةُ الغربيَّةُ))، و ((المُصطَلَحاتُ الأربعةُ في القُرآنِ))، و ((تفسيرُ سُورةِ النُّور))، وغيرُها كثيرٌ، تُوفِّيَ المودوديُّ في الأول من ذي القعدة / 22 أيلول في نيويورك بأمريكا، ونُقِلَ جُثمانُهُ إلى باكستانَ، ودُفِنَ في المَنْصورةِ بلاهورَ.
هو أبو محمد الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، هو الإمامُ الحادي عشر عند الشيعة الذين يدَّعون عِصمَتَهم, كان مولدُه بسامرَّا بلد العسكرِ، ومنها أخذ لقبه، وأمُّه أمُّ ولدٍ. توفِّيَ في سامرا وله تسع وعشرون سنة. ودُفِنَ إلى جانب والده. والحسَنُ العسكري هو والد محمَّد المهدي الذي تزعمُ الرافضة أنَّه الإمام المنتظَر الذي سيخرجُ من السرداب، ولِدَ سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين. عاش بعد أبيه سنتين، ولم يُعلَم كيف مات. وهم يدَّعون بقاءَه في السرداب منذ عام 262ه، وأنَّه صاحِبُ الزمان، وأنه حيٌّ يعلَمُ عِلمَ الأوَّلينَ والآخرين، ويعتَرِفون أنَّ أحدًا لم يَرَه أبدًا، فنسأل اللهُ أن يثبِّتَ علينا عُقولَنا وإيمانَنا!!
دخل طاهِرُ بنُ محمَّد بنِ عمرِو بنِ الليث بلادَ فارس في عسكَرِه وأخرجوا عنها عامِلَ الخليفة، فكتب الأميرُ إسماعيلُ بنُ أحمد الساماني إلى طاهر يذكُرُ له أنَّ الخليفةَ المعتضِدَ قد ولَّاه سجستان، وأنَّه سائر إليها فعاد طاهِرٌ لذلك، فولَّى المعتضِدُ مولاه بدرًا فارِسَ، وأمره بالشُّخوصِ إليها لَمَّا بلغه أنَّ طاهرًا تغلب عليها، فسار إليها في جيشٍ عظيمٍ في جمادى الآخرة، فلما قَرُب من فارس تنحَّى عنها مَن كان بها من أصحابِ طاهرٍ، فدخَلَها بدر، وجَبى خراجَها وعاد طاهرٌ إلى سجستان.
لَمَّا نَشَبت فتنةٌ في طُلَيطلة قام أهلُها بإنهاء حُكمِ ابنِ يعيش، واستدعوا عبد الرَّحمن بن ذي النون أميرَ شنتمرية لتولِّي رئاسة مدينتهم، فأرسل ابنَه إسماعيل فكان أوَّلَ مَن حكم طُلَيطلة من بني ذي النُّونِ، فأحسن إدارتَها إلى أن مات، فتولَّى بعده ابنُه المأمون. هذه بدايةُ قيام دولةِ ذي النون في طُلَيطلة.
اشتدَّ البرد بالقاهرة حتى جمدت المياه بعدة مواضع، وبِيعَ الجليد بالأسواق في يوم الخميس الحادي عشر من شعبان، وجمدت بركة من مستنقع ماء النيل في بعض الضواحي بحيث صارت قطعة واحدة، ومشى فوقها الأوزُّ، وأصبحت زروعٌ كثيرة من الفول وقد اسودَّت وجفَّت، فحُملت وأُوقدت في الأفران، واسودَّ ورقٌ كثير من شجر الجميز وغيره!
استولى الفرنج البرتغال على آصيلا بالمغرب وظفروا فيها ببيت مال الوطاسي، وأسروا ولده محمدًا المدعو بالبرتغالي وابنته وزوجتيه وجماعة من الأعيان، وكان الخَطْبُ عظيمًا، وتمكن أبو عبد الله محمد الشيخ الوطاسي من عقد هدنة افتك فيها أهل بيته عدا ولده بقي عند البرتغال سبع سنين ثم افتكَّه والده بعدُ وكان يوم أُسر صبيًّا صغيرًا