الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3793 ). زمن البحث بالثانية ( 0.005 )

العام الهجري : 577 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 1182
تفاصيل الحدث:

هو أبو البركات كمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله مصغر بن أبي سعيد بن سليمان الأنباري النحوي صاحب التصانيف المفيدة، من الأئمَّة المشار إليهم في علمِ النحو، وُلِدَ في شهر ربيع الآخر سنة 513, وسكن بغداد من صباه إلى أن مات، وتفقَّه على مذهب الشافعي، بالمدرسة النظامية وتصدَّر لإقراءِ النحو بها، وصار شيخَ العراق في الأدب غيرَ مُدافَع له. تولى التدريس في بغداد, وقَصَده طلابُ العلم من سائر الأقطار, يقول ابنُ خَلِّكان: "اشتغل عليه خلقٌ كثيرٌ وصاروا عُلَماء، ولَقِيتُ جماعة منهم، وصَنَّف في النحو كتاب "أسرار العربية" وهو سهل المأخذ كثير الفائدة، وله كتاب "الميزان" في النحو، وله كتاب في "طبقات الأدباء" جمع فيه المتقَدِّمين والمتأخرين مع صغر حجمه، وكتُبُه كلها نافعة، وكان نفَسُه مباركًا ما قرأ عليه أحدٌ إلا وتميز". ثم انقطع ابن الأنباري في منزله مشتغلًا بالعلم والعبادة والإفادة، قال الموفق عبد اللطيف البغدادي: "لم أر في العُبَّاد والمنقطعين أقوى منه في طريقِه، ولا أصدق منه في أسلوبه، جِدٌّ مَحضٌ لا يعتريه تصَنُّع، ولا يَعرِف الشرورَ ولا أحوال العالَم. كانت له دارٌ يَسكُنُها، وحانوت ودار أخرى يتقَوَّت بأجرتهما، سيَّرَ له المستضيء خمس مائة دينار فردَّها، وكان لا يُوقَد عليه ضوء، وتحته حصير قصب، وثوبَا قُطن، وله مائة وثلاثون مصنفًا" ومن تصانيفه في المذهب "هداية الذاهب في معرفة المذاهب" و"بداية الهداية" وفي الأصول "الداعي إلى الإسلام في أصول الكلام" و"النور اللائح في اعتقاد السلف الصالح" وغير ذلك، وفي الخلاف "التنقيح في مسلك الترجيح"، و"الجمل في علم الجدل" وغير ذلك، وفي النحو واللغة ما يزيد على الخمسين مصنَّفًا، وله شعر حسن كثير, ثم انقطع في آخر عمره في بيته مشتغلًا بالعلم والعبادة، وتَرَك الدنيا ومجالسة أهلها، ولم يزل على سيرة حميدة إلى أن توفي ليلة الجمعة تاسع شعبان من هذه السنة ببغداد، ودُفِنَ بباب أبرز بتربة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي.

العام الهجري : 515 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1122
تفاصيل الحدث:

سقط بالعراق جميعه من البصرة إلى تكريت ثلج كبير، وبقي على الأرض خمسة عشر يومًا، وسُمكُه ذراع، وهلكت أشجارُ النارنج، والأُترج، والليمون.

العام الهجري : 1435 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 2014
تفاصيل الحدث:

فاز ولد عبد العزيز بولايَةٍ رئاسيَّةٍ ثانية من خمسِ سنواتٍ لموريتانيا، ولم يعترفْ منافِسُوه بالفوز، وصرَّحوا بتزويرِ الانتخاباتِ والتلاعُبِ في عددٍ الأصواتِ.

العام الهجري : 435 العام الميلادي : 1043
تفاصيل الحدث:

اجتمع ثلاثةُ مُلوكٍ مِن ملوك الهند، وقَصَدوا لاهور وحَصَروها، فجمع مُقَدَّم العساكر الإسلامية بتلك الديار مَن عندَه منهم، وأرسل إلى صاحِبِه مودود يستنجِدُه، فسَيَّرَ إليه العساكِرَ فاتَّفَقَ أنَّ بعض أولئك الملوك فارَقَهم وعاد إلى طاعةِ مودود، فرحل الملكانِ الآخران إلى بلادِهما، فسارت العساكرُ الإسلاميَّة إلى أحدهما، ويُعرَفُ بدوبال هرباته، فانهزم منهم، وصَعِدَ إلى قلعةٍ له منيعةٍ هو وعساكِرُه، فاحتَمَوا بها، وكانوا خمسةَ آلاف فارس وسبعين ألف راجلٍ، وحصرهم المسلمونَ وضَيَّقوا عليهم، وأكثروا القتلَ فيهم، فطلب الهنودُ الأمانَ على تسليم الحِصنِ، فامتنع المسلمونَ مِن إجابتِهم إلى ذلك إلَّا بعد أن يُضيفوا إليه باقيَ حصونِ ذلك المَلِك الذي لهم، فحَمَلهم الخوفُ وعدمُ الأقواتِ على إجابتِهم إلى ما طلبوا وتسَلَّموا الجميع، وغَنمَ المسلمونَ الأموال، وأطلقوا ما في الحصونِ مِن أسرى المسلمين، وكانوا نحو خمسةِ آلاف، فلمَّا فَرَغوا من هذه الناحية قَصَدوا ولايةَ المَلِك الثاني، واسمه تابت، بالرَّيِّ، فتقدم إليهم ولَقِيَهم، فاقتَتَلوا قتالًا شديدًا، وانهزمت الهنودُ، وأجْلَت المعركةُ عن قتلِ مَلِكِهم وخمسةِ آلاف قتيل، وجُرِحَ وأُسِرَ ضِعفُهم، وغَنِمَ المسلمونَ أموالهم وسلاحَهم ودوابَّهم. فلما رأى باقي الملوكِ مِن الهند ما لقي هؤلاء أذعنوا بالطاعةِ، وحملوا الأموالَ، وطَلَبوا الأمانَ والإقرارَ على بلادهم، فأُجيبوا إلى ذلك.

العام الهجري : 59 العام الميلادي : 678
تفاصيل الحدث:

أَسلَم أبو هُريرةَ سنةَ خَيبرَ، ولَزِمَ النَّبِيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم حتَّى وَفاتِه، فكان ذلك ذُخْرًا له، فلا ضَيْرَ أن يكونَ أكثرَ الصَّحابةِ رِوايةً عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم فهو مِن حُفَّاظِهم، ودَعا له النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالحِفْظِ فقارَبَت الأحاديثُ التي مِن رِوايَتِه إلى خمسةِ آلاف حديثٍ، وقد اخْتُلِف في اسمِه، وكان يدعو الله ألَّا تُدْرِكَه سَنَةُ سِتِّين فتُوفِّي قَبلَها، وصلَّى عليه الوَليدُ بن عُتبةَ بن أبي سُفيان نائبُ المدينةِ، وفي القَوْمِ ابنُ عُمَر، وأبو سعيدٍ الخُدْرِيُّ، وخَلْقٌ مِن الصَّحابَةِ غيرُهم، وكان ذلك عند صلاةِ العصرِ، وكانت وَفاتُه في دارِه بالعَقيقِ، فحُمِلَ إلى المدينةِ فصُلِّيَ عليه، ثمَّ دُفِنَ بالبَقيعِ رحمه الله ورضِي عنه وجَزاهُ عن الإسلام والمسلمين خيرًا.

العام الهجري : 131 العام الميلادي : 748
تفاصيل الحدث:

هو أبو حُذيفَة واصِلُ بن عَطاء المَخزومي، كان تِلميذًا للحَسَن البَصري، سُمِّيَ هو وأَصحابُه بالمُعتَزِلَة لاعْتِزالِهم مَجلِس الحَسَن البَصري، وذلك بِسَببِ مَسألَة مُرتَكِب الكَبيرة، فالحَسنُ يقول بأنَّه لا يَزالُ مُؤمِنًا ولكنَّه فاسِق. فخالَفَه واصِل ومعه عَمرُو بن عُبيد فقال: فاسِق لكنَّه غيرُ مُؤمِن فهو في مَنزِلَة بين المَنزِلَتين وهو مع ذلك مُخَلَّد في النَّار إن مات على كَبيرَتِه، ثمَّ تَطَّور أَمرُ المُعتزِلَة حتَّى صار مَذهبًا مَعروفًا يَقومُ على أُسُسٍ خَمسَة هي: التَّوحيد: والمَقصودُ فيه نَفيُ الصِّفات، وبَنَو عليه بالتَّالي أن القُرآن مَخلُوق، وحُرِّيَّةُ الاخْتِيار، وأنَّ الإنسان يَخلُق أَفعالَه، والوَعْد والوَعيد، والأَمْر بالمَعروفِ والنَّهْي عن المُنكَر، والمَنْزِلَة بين المَنْزِلَتين، ثمَّ تَكوَّنَت فِرَقٌ نَشأَت عن أُصولِ المُعتَزِلَة، له مُؤَلَّفات منها: المَنزِلَة بين المَنزِلتَين والتَّوحيد. تُوفِّي في المَدينَة المُنوَّرة.

العام الهجري : 735 العام الميلادي : 1334
تفاصيل الحدث:

وقع بالمدينةِ النبويَّةِ وَبَاءٌ، فكان يموتُ في كُلِّ يَومٍ خَمسةَ عشر بمَرَض الخوانيق- داء يعسُرُ معه التنفس- ولم يُعهَدْ مثلُ هذا بالمدينةِ الشَّريفةِ.

العام الهجري : 986 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1578
تفاصيل الحدث:

انتصر العثمانيون على الصفويين في معركة قويون كجيدي، والتي قُتِلَ فيها من الصفويين خمسة آلاف جندي، وهذا ما مهَّد السبيل لسيطرة العثمانيين على شيروان (أذربيجان حاليًّا).

العام الهجري : 366 العام الميلادي : 976
تفاصيل الحدث:

لَمَّا توفِّيَ الحَكَمُ بنُ عبد الرحمن بويعَ بخلافةِ الأندلُسِ ابنُه هشامٌ المؤيَّدُ بالله، وله يومئذٍ عشرُ سنينَ أو نحوها، بإشارة الوزراء والقُوَّاد, واختلفت البلادُ في أيامه، فأخذه حاجِبُه ابنُ أبي عامرٍ وحَبَسه، وحَجَبه عن النَّاسِ، فلم يكن أحدٌ يراه ولا يصل إليه، وقام المنصورُ أبو عامر بأمر الدولة القيامَ المَرضِيَّ، وعدل في الرعيَّة، وأقبلت الدُّنيا إليه، واشتغل بالغَزوِ، وفتحَ مِن بلاد الأعداءِ كثيرًا، وامتلأت بلادُ الأندلس بالغنائم والرقيق، وأدام اللهُ له الحالَ ستًّا وعشرين سنة، غزا فيها اثنتينِ وخمسينَ غَزاةً ما بين صائفةٍ وشاتيةٍ.

العام الهجري : 1261 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1845
تفاصيل الحدث:

في رمضانَ من هذه السنة كانت وقعةُ ابن رشيد رئيس الجبل على أهل عُنيزة، وذلك أنَّ عبد الله بن سليم بن زامل أميرَ عنيزة أخذ إبلًا لابن رشيد، فطلب منه الأداء، فأبى عليه وحَذَّره وأنذَرَه، فجهَّز ابنُ رشيد إليهم أخاه عبيد في 250 مطية وخمسين من الخيل، فأغار على غَنَم عنيزة قريبًا من البلد، ففزع أهلُ عنيزة، وكان ابن رشيد قد جعل لهم كمينًا، فلما نشب القتالُ خرج عليهم الكمين فولَّوا منهزمين، واستولى عبيد وقومه على أكثَرِ الفَزع، فقتلوا في المعركة كثيرًا من رجالهم، منهم الأمير عبد الله بن سليم وإخوته وبنو عمه، قتَلَهم صبرًا، وأمسك منهم رجالًا وربطهم وأنفَذَهم إلى أخيه عبد الله في الجبل، فركب إليه عبد العزيز بن الشيخ العالم عبد الله أبا بطين، فألفى عليه في الجبل فأطلق له رجالًا وكساهم.

العام الهجري : 552 الشهر القمري : ربيع الأول العام الميلادي : 1157
تفاصيل الحدث:

هو السُّلطانُ مُعِزُّ الدِّينِ أبو الحارِثِ سنجر بن ملكشاه بن ألب أرسلان بن جغريبك بن ميكائيل بن سلجوق بن دقاق؛ الغُزِّيُّ، التُّركيُّ، السَّلجوقيُّ سُلطانُ خراسان وغُزنَة وما وَراءَ النَّهرِ. كانت وِلادَتُه يومَ الجُمعةِ لِخَمسٍ بَقِينَ من رجب سَنةَ 479هـ بظاهِرِ مَدينةِ سنجار، ولذلك سُمِّيَ بسنجر. نَشأَ ببلادِ الخَزَر، ثم سَكنَ خراسان. كان مِن أَعظمِ المُلوكِ هِمَّةً، وأَكثرِهم عَطاءً، ذُكِرَ عنه أنه اصطَبَحَ خَمسةَ أيامٍ مُتوالِيَة ذَهَبَ في الجُودِ بها كلَّ مَذهَبٍ، فبَلَغَ ما وَهَبَهُ مِن العَينِ سبعمائة ألف دينار، غيرَ ما أَنعمَ من الخَيلِ والخِلَعِ والأَثاثِ وغيرِ ذلك. وَلِيَ نِيابةً عن أَخيهِ السُّلطانِ بركياروق سَنةَ 490هـ، ثم استَقَلَّ بالمُلْكِ في سَنةِ 512هـ. كان في أَيامِ أَخيهِ يُلَقَّب بالمَلِكِ المُظَفَّر إلى أن تُوفِّيَ أَخوهُ محمدٌ  بالعِراقِ، آخرَ سَنةِ 511هـ، فتَسَلْطَنَ، وَرِثَ المُلْكَ عن آبائهِ، وزادَ عليهم، ومَلَكَ البِلادَ، وقَهَرَ العِبادَ، وكان وَقورًا حَيِيًّا، كَريمًا سَخِيًّا، مُشفِقًا، ناصِحًا لِرَعِيَّتِه، كَثيرَ الصَّفْحِ، جَلَسَ على سَريرِ المُلْكِ قَريبًا من سِتِّين سَنةً, وضُرِبَت السِّكَّةُ باسمِه في الخافِقَينِ. كان قد خُوطِبَ سنجر بالسُّلطانِ بعدَ وَفاةِ أَخيهِ محمدٍ، فاستَقامَ أَمرُه، وأَطاعَهُ السَّلاطينُ، وخُطِبَ له على أَكثرِ مَنابرِ الإسلامِ بالسَّلطَنَةِ نحوَ أربعين سَنَةً، وكان قَبلَها يُخاطَب بالمَلِكِ عِشرينَ سَنةً, ولم يَزَل أَمرُهُ عالِيًا وَجَدُّهُ مُتراقِيًا إلى أن أَسَرَهُ الغُزُّ الأَتراكُ التُّركمان، ثم إنه خُلِّصَ مِن الأَسْرِ بعدَ مُدَّةٍ وجَمَعَ إليه أَطرافَهُ بمَرو، وكاد يعودُ إليه مُلْكُه، لولا أنه أَدرَكَهُ أَجَلُه، فقد أَصابَهُ قولنج، ثم إسهال، فماتَ منه، ولمَّا مات دُفِنَ في قُبَّةٍ بَناها لِنَفسِه سَمَّاها دارَ الآخِرَةِ؛ ولمَّا وَصَلَ خَبرُ مَوتِه إلى بغداد قُطِعَت خُطبتُه، ولم يُجلَس له في الدِّيوانِ للعَزاءِ، وانقَطَع بمَوتِه استِبدادُ المُلوكِ السَّلجوقيَّة بخراسان، واستَولَى على أَكثرِ مَملَكتِه خوارزم شاه أتسز بن محمد بن أنوشتكين، وهو جَدُّ السُّلطانِ محمدِ بن تكش خوارزم شاه، فسُبحان مَن لا يَزولُ مُلْكُه. كان السُّلطانُ سنجر لمَّا حَضَرَهُ المَوتُ استَخلَفَ على خراسان المَلِكَ محمودَ بنَ محمدِ بنِ بغراجان، وهو ابنُ أُختِ السُّلطانِ سنجر، فأَقامَ بها خائِفًا من الغُزِّ، فقَصَدَ جرجان يَستَظهِر بها، وعاد الغُزُّ إلى مَرو وخراسان، واجتَمَعَ طائفةٌ من عَساكرِ خراسان على أي أبه المؤيد -أحد مماليك سنجر السلجوقي- فاستَولَى على طَرفٍ من خراسان. وبَقِيَت خراسان على هذا الاختِلالِ إلى سَنةِ أربعٍ وخمسين.

العام الهجري : 267 الشهر القمري : صفر العام الميلادي : 880
تفاصيل الحدث:

وجَّه أبو أحمد الموفَّق ولَدَه أبا العباسِ في نحوٍ مِن عشرة آلافِ فارس وراجلٍ، في أحسَنِ هيئةٍ وأكملِ تجَمُّل لقتال الزنج، فساروا نحوَهم فكان بينه وبينهم من القتالِ والنِّزال في أوقاتٍ متعدِّدة ووقعاتٍ مشهورةٍ، استحوذ أبو العباس بن الموفِّق فيها على ما كان استولى عليه الزنجُ ببلاد واسط وأراضي دجلة، هذا وهو شابٌّ حَدَثٌ لا خبرةَ له بالحرب، ولكِنْ سَلَّمَه الله وأعلى كلمَتَه وسَدَّد رَميَتَه وأجاب دعوتَه، وفتح على يديه وأسبَغَ نِعَمَه عليه، وهذا الشابُّ هو الذي وليَ الخلافةَ بعد عمه المعتمد، ثم ركب أبو أحمد الموفَّق ناصر دين الله في بغداد في صفر منها في جيوشٍ كثيفة، فدخل واسط في ربيع الأوَّل منها، ثم سار بجميعِ الجيوش إلى صاحب الزنج وهو بالمدينة التي أنشأها وسمَّاها المنيعة، فقاتل الزنجُ دونها قتالًا شديدًا فقهرهم ودخلها عَنوةً وهربوا منها، فبعث في آثارِهم جيشًا، فلَحِقوهم إلى البطائح يقتُلون ويأسرون، وغَنِمَ أبو أحمد من المنيعة شيئًا كثيرًا، واستنقذ من النساء المُسلمات خمسةَ آلافِ امرأة، وأمر بإرسالهنَّ إلى أهاليهن بواسط، وأمر بهدمِ سُورِ البلد وبطَمِّ خندقها وجعلها بلقعًا بعد ما كان للشَّرِّ مَجمعًا، ثم سار الموفَّق إلى المدينة التي لصاحب الزنج التي يقال لها المنصورة، وبها سليمان بن جامع، فحاصروها وقاتلوه دونها فقُتِلَ خَلقٌ كثيرٌ من الفريقين، ورَمى أبو العباس بن الموفَّق بسهمٍ أحمدَ بن هندي أحدَ أمراء صاحب الزنج فأصابه في دماغِه فقَتَله، فشَقَّ ذلك على الزنجِ جِدًّا، وأصبح الناسُ محاصِرينَ مدينة الزنج يومَ السبت لثلاث بقين من ربيع الآخر والجيوشُ المُوَفَّقية مُرتَّبة أحسنَ ترتيب، فتقدم الموفَّق واجتهد في حصارِها، فهزم الله مقاتِلَتَها وانتهى إلى خَندقِها، فإذا هو قد حُصِّنَ غايةَ التحصين، وإذا هم قد جعلوا حول البلدِ خمسةَ خنادقَ وخمسة أسوار، فجعل كلمَّا جاوز سورًا قاتلوه دون الآخَرِ، فيَقهَرُهم ويجوز إلى الذي يليه، حتى انتهى إلى البلد فقتل منهم خلقًا كثيرًا وهرب بقيَّتُهم، وأسَرَ مِن نساءِ الزِّنج من حلائل سليمان بن جامع وذويه نساءً كثيرةً وصِبيانًا، واستنقذ من أيديهم النساءَ المُسلِمات والصبيانَ مِن أهل البصرة والكوفة نحوًا من عشرة آلاف نسمةٍ فسَيَّرَهم إلى أهليهم، ثمَّ أمر بهدم أسوارِها ورَدْم خنادِقِها وأنهارِها، وأقام بها سبعةَ عشر يومًا، بعث في آثارِ مَن انهزم منهم، فكان لا يأتونَ بأحدٍ منهم إلَّا استماله إلى الحقِّ برِفقٍ ولِينٍ وصَفحٍ، فمن أجابه أضافه إلى بعض الأمراءِ - وكان مقصودُه رجوعَهم إلى الدينِ والحَقِّ- ومن لم يُجِبْه قتله أو حبَسَه، ثم ركب إلى الأهواز فأجلاهم عنها وطرَدَهم منها وقتلَ خلقًا كثيرًا من أشرافهم؛ منهم أبو عيسى محمد بن إبراهيم البصري، وكان رئيسًا فيهم مُطاعًا، وغَنِم شيئًا كثيرًا من أموالهم، وكتب الموفَّق إلى صاحب الزنج- قبَّحَه الله- كتابًا يدعوه فيه إلى التوبةِ والرجوع عمَّا ارتكبه من المآثِمِ والمظالمِ والمحارمِ، ودعوى النبوَّةِ والرِّسالة، وخرابِ البُلدانِ واستحلالِ الفُروج الحرام، ونبَذَ له الأمانَ إن هو رجَعَ إلى الحق، فلم يَرُدَّ عليه صاحِبُ الزنج جوابًا، فسار أبو أحمد الموفَّق إلى مدينةِ صاحب الزنج وحصار المختارة، فلمَّا انتهى إليها وجدَها في غاية الإحكام، وقد حَوَّط عليها من آلات الحصار شيئًا كثيرًا، وقد التفَّ على صاحب الزنج نحوٌ من ثلثمائة ألفِ مقاتلٍ بسيفٍ ورُمحٍ ومِقلاعٍ، ومن يكثر سوادهم، فقَدَّم الموفَّق ولدَه أبا العباس بين يديه فتقَدَّم حتى وقف تحت قصرِ الملك فحاصَره محاصرةً شديدةً، وتعجَّبَ الزنج من إقدامِه وجرأتِه، ثم تراكمتِ الزِّنجُ عليه من كلِّ مكان فهزمهم وأثبتَ بهبوذ بن عبدالوهاب أكبَر أمراءِ صاحبِ الزنجِ بالسِّهام والحجارةِ، ثم خامر جماعةٌ من أصحاب أمراءِ صاحِب الزنج إلى الموفَّق فأكَرَمهم وأعطاهم خِلَعًا سَنِيَّة، ثم رَغِبَ إلى ذلك جماعةٌ كثيرون فصاروا إلى الموفَّق، ثم ركب أبو أحمد الموفَّق في يوم النصف من شعبان ونادى في الناسِ كلِّهم بالأمان إلى صاحبِ الزنج، فتحول خلقٌ كثيرٌ من جيش صاحب الزنج إلى الموفَّق، وابتنى الموفَّق مدينةً تجاه مدينة صاحب الزنج سمَّاها الموفَّقيَّة، ليستعينَ بها على قتال صاحب الزنج، ثم جرت بينهم حروبٌ عظيمة، وما زالت الحربُ ناشبةً حتى انسلخت هذه السنةُ وهم محاصِرونَ للخبيثِ صاحِبِ الزنج، وقد تحوَّل منهم خلقٌ كثيرٌ، فصاروا على صاحِبِ الزنج بعد ما كانوا معه، وبلغ عددُ من تحول قريبًا مِن خمسين ألفًا من الأمراءِ الخواصِّ والأجناد، والموفَّق وأصحابُه في زيادةٍ وقوَّة ونصرٍ وظفَرٍ.

العام الهجري : 1249 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 1834
تفاصيل الحدث:

انسحَبَ الجيش الروسي من رومانيا بعد خمسِ سَنواتٍ ونصف من احتلالها، وكانت رومانيا تَتْبَع في تلك الفترة الدولةَ العثمانية، لكِنَّ الروس احتلوها أثناءَ حَربِهم مع العثمانيين عام 1828م.

العام الهجري : 549 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1154
تفاصيل الحدث:

هو حاكِمُ مصر الظافِرُ أبو مَنصورٍ إسماعيلُ بن الحافظِ لدِينِ الله عبدِ المجيدِ بن محمدِ بن المُستَنصِر مَعَدِّ بن الظاهرِ عليِّ بن الحاكمِ الفاطميُّ العُبيديُّ، المصريُّ، الإسماعيليُّ. وَلِيَ الأَمرَ بعدَ أَبيهِ خَمسةَ أَعوامٍ. وكان شابًّا جَميلًا وَسيمًا لَعَّابًا عاكِفًا على الأَغاني والسَّراري، استَوْزَرَ الأَفضلَ سليمَ بن مصالٍ فَسَاسَ الإِقليمَ. وانقَطعَت في أَيامِه الدَّعوةُ له ولآبائِهِ العُبيدِيِّين من سائرِ الشامِ والمَغربِ والحَرمَينِ, وبَقِيَ لهم إِقليمُ مصر, وقد خَرجَ على وَزيرِه ابنِ مصالٍ. العادلُ بن السَّلَّارِ، وحارَبَه وظَفَرَ به، واستَأصَلَهُ، واستَبَدَّ بالأَمرِ, وكان ابنُ السَّلَّارِ مِن أَجَلِّ الأُمراءِ الأَكرادِ سُنِّيًّا حَسَنَ المُعتَقَدِ شافِعيًّا. وفي أَيامِ الظافرِ قَدِمَ من إفريقية عبَّاسُ بن يحيى بن تَميمِ بن المُعِزِّ بن باديس مع أُمِّهِ صَبِيًّا. فتَزَوَّجَ العادلُ بها قبلَ أن يَتوَلَّى الوِزارةَ، ثم تَزَوَّجَ عبَّاسٌ، ووُلِدَ له نَصرٌ، فأَحَبَّهُ العادلُ، فاتَّفَقَ عبَّاسٌ وأُسامةُ بن مُنقِذ على قَتلِ العادلِ، وأن يَأخُذ عبَّاسٌ مَنصِبَهُ. فذَبحَ نَصرٌ العادلَ على فِراشِه في المُحرَّم سَنةَ 548هـ، وتَمَلَّكَ عبَّاسٌ وتَمَكَّنَ. عاشَ الظافِرَ اثنتين وعِشرينَ سَنةً, وكانت مُدَّةُ حُكمِه أَربعَ سِنينَ وسَبعةَ أَشهُر وأَربعةَ عشرَ يومًا، وكان سَببُ قَتلِه أن نصرَ بن عبَّاسٍ كان مَلِيحًا، فمالَ إليه الظافرُ وأَحَبَّه، وجَعلَه من نُدَمائِه وأَحبابِه الذين لا يَقدِر على فِراقِهم ساعةً واحدةً، فاتَّهَمَهُ مُؤيِّدُ الدولةِ أُسامةُ بن مُنقِذ بأنه يُفْحِشُ به وذَكرَ ذلك لأَبيهِ عبَّاسٍ فانزَعجَ لذلك وعَظُمَ عليه، فذَكرَ الحالَ لوَلَدِه نَصرٍ، فاتَّفَقا على قَتلِه، فحَضَرَ نَصرٌ عند الظافرِ وقال له: أَشتَهِي أن تَجيءَ إلى داري لدَعوةٍ صَنعتُها، ولا تُكثِر من الجَمعِ؛ فمَشَى معه في نَفَرٍ يَسيرٍ مِن الخَدَمِ لَيلًا، فلمَّا دَخلَ الدارَ قَتَلَه وقَتَلَ مَن معه، وأَفلَتَ خادمٌ صَغيرٌ اختَبأَ فلم يَرَوهُ، ودَفَنَ القَتلَى في دارِه، ثم هَربَ الخادمُ الصغيرُ الذي شاهَدَ قَتْلَه، من دارِ عبَّاسٍ عند غَفْلَتِهم عنه، وأَخبرَ أَهلَ القَصرِ بقَتْلِ نَصرِ بن عبَّاسِ للظافرِ، ثم رَكِبَ عبَّاسٌ من الغَدِ وأَتَى القَصرَ, وقال: أين مولانا؟ فطَلَبوهُ فلم يَجدِوه, فخَرجَ جِبريلُ ويوسفُ أَخَوَا الظافرِ، فقال لهم عبَّاسٌ: أين مولانا؟ قالا: سَلْ ابنَك، فغَضِبَ. وقال: أنتُما قَتَلْتُماهُ، وضَرَبَ رِقابَهُما في الحالِ ليُبعِدَ التُّهمةَ عنه, ثم أَجلسَ الفائزُ بنَصرِ الله أبا القاسمِ عيسى بنَ الظافرِ إسماعيلَ ثاني يَومٍ قُتِلَ أَبوهُ، وله من العُمرِ خمسُ سِنين. حَمَلَهُ عبَّاسٌ على كَتفِه وأَجلَسهُ على سَريرِ المُلْكِ وبايَعَ له الناسُ، وأَخَذَ عبَّاسٌ من القَصرِ من الأَموالِ والجَواهِر والأَعلاقِ النَّفيسَةِ ما أَرادَ، ولم يَترُك فيه إلا ما لا خَيرَ فيه.

العام الهجري : 1445 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 2024
تفاصيل الحدث:

على إثرِ الإبادةِ الجَماعيَّةِ التي مارَسَتها دولةُ الاحتلالِ إسرائيلُ على سُكَّانِ غَزَّةَ اعترفت خَمسُ دُوَلٍ أوروبيَّةٍ بدولةِ فِلَسطينَ خلالَ أيَّامٍ، وهي: (أرمينيا، والنرويج، وإسبانيا، وإيرلندا، وسلوفينيا).