الموسوعة التاريخية

عدد النتائج ( 3515 ). زمن البحث بالثانية ( 0.005 )

العام الهجري : 38 العام الميلادي : 658
تفاصيل الحدث:

ازداد مُعاويةُ بنُ أبي سفيانَ رَضِيَ اللهُ عنهما بعد التحكيمِ قُوَّةً، واختلف الناسُ بالعِراقِ على عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، ولم يَعُدْ له همٌّ إلَّا مِصرُ التي كان يخشاها وأهلَها؛ لقُربِهم منه، فأراد أن يَضُمَّها إليه ، فأرسل إلى مَنْ لم يبايعْ عليًّا ولم يأتَمِرْ بأمرِ نُوَّابِه يخبِرُهم بقُدومِ الجيشِ عليهم سريعًا، وكان واليها من قِبَلِ عليٍّ حينَئذٍ محمَّدَ بنَ أبي بكرٍ، وكان يواجِهُ اضطراباتٍ داخليَّةً بسَبَبِ مُعاويةَ بنِ خَديجٍ ومَسلَمةَ بنِ مُخَلَّدٍ ومَن اعتزلوا معهما؛ إذْ كان أمرُهم يزدادُ قُوَّةً يومًا بعد يومٍ، خاصَّةً بعد صِفِّين، فخرج معاويةُ بنُ خَديجٍ ومَن معه مطالِبينَ بدَمِ عُثمانَ رَضِيَ الله عنه، فلمَّا عَلِمَ أميرُ المؤمنينَ عليٌّ رضي الله عنه بذلك رأى أنَّ محمَّدًا لا تمكِنُه المقاوَمةُ، فولَّى على مصرَ الأشْتَرَ النَّخَعيَّ، فتُوُفِّي في الطَّريقِ، وشَقَّ على محمَّدِ بنِ أبي بكرٍ عَزْلُه، فأرسل إليه عليٌّ رَضِيَ الله عنه يُثبِّتُه عليها، ويأمُره بالصَّبرِ، فلمَّا كانت سنةُ ثمانٍ وثلاثينَ من الهِجرةِ أرسل مُعاويةُ عَمْرَو بنَ العاصِ في ستَّةِ آلافٍ، فسار بهم حتى نزل أدنى مِصرَ، فجاءه مَنْ خالفَ عَلِيًّا وطالب بدَمِ عُثمانَ رَضِيَ الله عنه في عَشرةِ آلافٍ، فكتب محمَّدٌ إلى عليٍّ بالخبَرِ واستمدَّه، فأرسل إليه أن يَضُمَّ شِيعتَه إليه، ويأمُرُه بالصَّبرِ ويَعِدُه بإنفاذِ الجيوشِ إليه، فقام محمَّدٌ في النَّاسِ وندَبَهم إلى الخروجِ معه، فقام معه قليلٌ لم يَصمُدوا أمامَ جُيوشِ الشَّامِ وانْهزموا، ودخل عمرُو بنُ العاصِ رَضِيَ اللهُ عنه الفُسطاطَ، وهرب محمَّدٌ وخرج مُعاويةُ بنُ خَديجٍ يَطلُبُه حتى التقى به فقتَلَه.

العام الهجري : 9 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 631
تفاصيل الحدث:

بعَث النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أبا بكرٍ أَميرًا على الحَجِّ بعدَ انْسِلاخِ ذي القَعدةِ لِيُقيمَ للمسلمين حَجَّهُم -والنَّاسُ مِن أهلِ الشِّركِ على مَنازِلهم مِن حَجِّهِم- فخرَج أبو بكرٍ رضِي الله عنه ومَن معه مِنَ المسلمين، وقد بعَث عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ عَلِيًّا رضي الله عنه بعدَ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه لِيكونَ معه، ويَتوَلَّى علِيٌّ بِنَفْسِه إبلاغَ البَراءةِ إلى المشركين نِيابَةً عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لِكونِهِ ابنَ عَمِّهِ، مِن عَصَبَتِهِ، قال أبو هُريرةَ: بعَثَني أبو بكرٍ في تلك الحَجَّةِ في مُؤَذِّنين يَومَ النَّحْرِ، نُؤَذِّنُ بمِنًى: أن لا يَحُجَّ بعدَ العامِ مُشركٌ، ولا يَطوفَ بالبيتِ عُريانٌ. قال حُميدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ: ثمَّ أَردَفَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا، فأَمَرهُ أن يُؤَذِّنَ ببَراءَة. قال أبو هُريرةَ: فأَذَّنَ مَعَنا علِيٌّ في أهلِ مِنًى يَومَ النَّحْرِ: لا يَحُجُّ بعدَ العامِ مُشرِكٌ، ولا يَطوفُ بالبيتِ عُريانٌ. 

العام الهجري : 23 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 644
تفاصيل الحدث:

لمَّا طُعِنَ عُمَرُ بن الخطَّاب رضِي الله عنه بسِكِّينٍ مَسمومةٍ وأَيْقَن أنَّه مَيِّتٌ طَلبوا منه أن يَسْتَخْلِفَ كما اسْتخلَفهُ أبو بكرٍ رضِي الله عنه؛ لكنَّه أَبَى ذلك، ولكن جعَل سِتَّةً مِن الصَّحابةِ وكُلُّهُم مِن المُبشَّرين بالجنَّة: عُثمانَ بن عفَّانَ، وعَلِيَّ بن أبي طالبٍ، وعبدَ الرَّحمن بن عَوفٍ، والزُّبيرَ بن العَوَّامِ، وسعدَ بن أبي وَقَّاصٍ، وطَلحةَ بن عُبيدِ الله رضِي الله عنهم، وأَوْصاهُم أن يَختاروا رجلًا منهم يَخْلُفُه بعدَ مَوتِه، فلمَّا مات وصُلِّيَ عليه ودُفِنَ اجتمعوا في بيتِ المِسْوَرِ بن مَخْرَمَةَ، جَمَعَهُم المِقْدادُ بن الأسودِ، وحضَر عبدُ الله بن عُمَرَ كذلك، وتَداوَلُوا بينهم حتَّى قال عبدُ الرَّحمنِ بن عَوفٍ: مَن يَخرُج منها بِنفسِه على أن يُوَلِّيَها أَفضلَكُم؟ فلم يُجِبْ أحدٌ، فقال: هو أنا. يعني أنَّه يَنْسَحِب مِن الخِلافةِ، ولكن يكون أَمْرُ تَعيينِ الخَليفةِ له، فعَمِلَ عبدُ الرَّحمن جُهْدَهُ وسألَ النَّاسَ، حتَّى قِيلَ: إنَّه لم يَترُك حتَّى الصِّغارَ سألَهم: مَن يُولِّيها؟ ظَلَّ كذلك ثلاثةَ أيَّامٍ ثمَّ جَمَعَهُم عبدُ الرَّحمن ثمَّ سألَ عَلِيًّا أنَّ يَسِيرَ سِيرَةَ الخَليفَتين قَبلَهُ، فقال: إنَّه يَعملُ بِعِلْمِه وطاقَتِه. وأمَّا عُثمانُ فأجابَ بالإيجابِ فبايَعَهُ عبدُ الرَّحمن، ثمَّ بايَعَهُ النَّاسُ جميعًا حتَّى علِيُّ بن أبي طالبٍ، وكان طَلحةُ غائبًا عن هذا فلمَّا حضَر بايَع هو كذلك، وقد قِيلَ: إنَّ عبدَ الرَّحمن لمَّا سألَ النَّاسَ كانوا يَكادون يُجْمِعون على عُثمانَ. فكانت تلك قِصَّةَ خِلافتِه رضِي الله عنه وأَرضاهُ.

العام الهجري : 40 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 661
تفاصيل الحدث:

انْتدَب ثلاثةٌ مِن الخَوارجِ، وهُم: عبدُ الرَّحمنِ بن مُلْجِمٍ المُراديُّ، والبَرْكُ بن عبدِ الله التَّميميُّ، وعَمرُو بن بكرٍ التَّميميُّ، فاجتمعوا بمكَّةَ، فتَعاهَدوا وتَعاقَدوا لَيَقْتُلَنَّ هؤلاء الثَّلاثةُ: عَلِيَّ بن أبي طالبٍ رضِي الله عنه، مُعاويةَ بن أبي سُفيانَ، وعَمرَو بن العاصِ، ويُريحوا العِبادَ منهم، فقال ابنُ مُلْجِمٍ: أنا لِعَلِيٍّ. وقال البَرْكُ: أنا لِمُعاويةَ، وقال الآخرُ: أنا أَكْفِيكُم عَمْرًا، فتَواثَقوا أن لا يَنكُصوا، واتَّعَدوا بينهم أن يَقَعَ ذلك ليلةَ سبعَ عشرةَ مِن رمضانَ، ثمَّ تَوجَّه كلُّ رجلٍ منهم إلى بلدٍ بها صاحِبُه، فقَدِمَ ابنُ مُلْجِمٍ الكوفةَ، وبَقِيَ ابنُ مُلْجِمٍ في اللَّيلةِ التي عزَم فيها على قَتْلِ عَلِيٍّ يُناجي الأشعثَ بن قيسٍ في مَسجدِه حتَّى طلَع الفجرُ، فقال له الأشعثُ: ضَحِكَ الصُّبحُ، فقام وشَبِيبٌ فأخَذا أَسْيافَهُما، ثمَّ جاءا حتَّى جلَسا مُقابِلَ السُّدَّةِ التي يَخرُج منها عَلِيٌّ، فضرَب عَلِيًّا بسَيْفِه المَسمومِ على رَأسِه، فلمَّا قُتِلَ أَخَذوا عبدَ الرَّحمنِ بن مُلْجِمٍ وعَذَّبوهُ فقَتَلوهُ. وكانت مُدَّةُ خِلافةِ عَلِيٍّ خمسَ سنين، فجَزاهُ الله عن المسلمين خيرًا، ورضِي عنه وأَرضاهُ، وهو أحدُ العشرةِ المُبَشَّرين بالجنَّةِ.

العام الهجري : 53 ق هـ العام الميلادي : 571
تفاصيل الحدث:

اختلفَ أهلُ السِّيَر والتَّاريخِ في تحديدِ يومِ وشهرِ وِلادتِه صلى الله عليه وسلم واتَّفقوا على أنَّ مِيلادَه صلى الله عليه وسلم كان يومَ الاثنينِ من عامِ الفيلِ.قال ابنُ القيِّم: "لا خِلافَ أنَّه وُلِدَ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّم بجَوفِ مكَّة، وأنَّ مَولِدَه كان عامَ الفيلِ". عنِ ابنِ عبَّاس رضِي الله عنهُما أنَّه قال: (وُلِدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عامَ الفيلِ)، وهو الَّذي لا يَشكُّ فيه أحدٌ من العلماءِ. ونقل خليفةُ بنُ خيَّاط وابنُ الجزَّار وابنُ دِحيةَ وابنُ الجوزيِّ فيه الإجماعَ. وأمَّا مولدُه يومَ الاثنينِ، فعن أبي قَتادةَ الأنصاريِّ رضي الله عنه قال: " سُئل صلى الله عليه وسلم  عن صومِ يومِ الاثنينِ؟ قال: "ذاكَ يومٌ وُلدتُ فيهِ، ويومٌ بُعثتُ أو أُنزلَ عليَّ فيهِ". قال ابنُ كَثيرٍ: "وأبعدَ بل أخطأَ مَن قال: وُلِدَ يومَ الجُمعةِ لِسبعَ عشرةَ خلتْ من ربيعٍ الأوَّلِ". أمَّا موضعُ الخِلافِ فقد كان في تحديدِ الشَّهرِ واليومِ منه،  رَوى ابنُ إسحاقَ عن نَفَرٍ من أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قالوا له: يا رسولَ الله، أخبرنا عن نَفسِك. قال: (نعمْ، أنا دعوةُ أبي إبراهيمَ، وبُشرى عيسى، ورأتْ أمِّي حين حملتْ بي أنَّه خرج منها نورٌ أضاءَ لها قُصورَ الشَّام). وكانت وِلادتُه صلى الله عليه وسلم بعدَ وفاةِ والدِه عبدِ الله، حيث كان حَمْلًا في بطنِ أمِّه حين تُوفِّي والدُه، فنشأ صلى الله عليه وسلم يتيمًا. وكانت وِلادتُه في دارِ أبي طالبٍ بِشِعبِ بني هاشمٍ.

العام الهجري : 40 العام الميلادي : 660
تفاصيل الحدث:


بعَث مُعاويةُ رضي الله عنه إلى الحِجازِ واليَمنِ بُسْرَ بن أبي أَرْطاةَ القُرشيَّ العامريَّ في جُنودٍ ووصَل عامِلُهُ هذا إلى اليَمنِ فتَنَحَّى عنها عامِلُ عَلِيٍّ عُبيدُ الله بن عبَّاسٍ، وبلَغ عَلِيًّا ذلك فجَهَّزَ إلى اليَمنِ جاريةَ بن قُدامةَ السَّعديَّ فهرب بُسْرُ من اليمن، ثمَّ رجَع عُبيدُ الله إلى اليَمنِ.

العام الهجري : 48 ق هـ العام الميلادي : 575
تفاصيل الحدث:

لمَّا بَلَغَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سِتَّ سنينَ، خرجَتْ به أُمُّه السيِّدةُ آمنةُ بنتُ وهبٍ إلى أخوالِه بني عَديِّ بن النَّجَّار تَزورُهم به، ومعه حاضِنَتُه أمُّ أيمنَ رَضي اللهُ عنها، وهم على بَعيرَين، فنَزَلَت به أُمُّه في دارِ النابغةِ عند قبرِ أبيه عبدِ الله بن عبدِ المُطَّلِب، فأقامَت به عند أخوالِه شهرًا، ثم رَجَعَت به أُمُّه إلى مكةَ، فلمَّا كانوا بالأبواءِ توُفِّيَت أُمُّه آمِنةُ بنتُ وهبٍ، ورَجَعَت به أُمُّ أيمنَ رَضي اللهُ عنها -واسمُها: بَرَكةُ بِنتُ ثَعلَبةَ بنِ حِصنٍ-، وكانت أمُّ أيمنَ رَضي اللهُ عنها تحبُّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حُبًّا شديدًا وتَعتني به غايةَ الاعتِناءِ، وتَحوطُه برِعايَتِها وشَفقَتِها، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَبَرُّها ويُحسِنُ إليها، ولمَّا كَبِرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أعتَقَها، ثم أنكَحَها زيدَ بنَ حارِثةَ رَضي اللهُ عنه الذي أنجَبَت منه أُسامةَ بنَ زيدٍ رَضي اللهُ عنهما، وقد توُفِّيَت أمُّ أيمنَ رَضي اللهُ عنها بعدما توفِّي رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بخَمسةِ أشهُرٍ.

العام الهجري : 13 ق هـ الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 610
تفاصيل الحدث:


فَتَرَ الوحيُ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَترةً مِنَ الزَّمنِ, حتَّى شَقَّ ذلك عَليهِ فأحزنهُ، فجاءهُ جبريلُ بسورةِ الضُّحى يُقسِمُ له رَبُّهُ -وهو الذي أكرمهُ بما أكرمهُ بهِ- ما وَدَعَهُ, فقد روى البخاري في صحيحه من حديث جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: احْتَبَسَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالتِ امْرَأَةٌ مِن قُرَيْشٍ -وهي أمُّ جميلٍ أَرْوى بنتُ حَرْبٍ أُخْتُ أبي سُفيانَ وزوجُ أبي لَهَبٍ-: أَبْطَأَ عليه شيطَانُهُ، فَنَزَلَتْ: {وَالضُّحَى واللَّيْلِ إذَا سَجَى، ما ودَّعَكَ رَبُّكَ وما قَلَى}.

العام الهجري : 40 الشهر القمري : رمضان العام الميلادي : 661
تفاصيل الحدث:

بعدَ أن قُتِلَ الخليفةُ الرَّاشدُ عَلِيُّ بن أبي طالبٍ رضِي الله عنه وأَرضاهُ اتَّجهَ أهلُ الكوفةِ إلى الحسنِ بنِ عَلِيٍّ فبايَعوهُ بالخِلافةِ، وكان أوَّلَ مَن بايَعهُ قيسُ بن سعدٍ، وبَقِيَ في الخِلافةِ سِتَّةَ أَشهُرٍ، رأى خِلالَها تَخاذُلَ أصحابِه، فرأى ضَرورةَ اتِّفاقِ الأُمَّةِ فآثَر الصُّلْحَ وتَنازَل لِمُعاويةَ بالخِلافةِ، وسُمِّيَ ذلك العامُ بعامِ الجَماعةِ، وكان كما قال عنه النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: (ابْنِي هذا سَيِّدٌ، وسَيُصْلِح الله به بين فِئَتَيْنِ عَظيمتَين مِن المسلمين). فجَزاهُ الله خيرًا ورضي الله عنه وأَرضاهُ.

العام الهجري : 0 العام الميلادي : 622
تفاصيل الحدث:

عن عبدِ الله بنِ مَسعودٍ رضي الله عنه، قال: انشقَّ القَمرُ على عهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم شِقَّتينِ، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «اشْهَدوا». وعن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه، «أنَّ أهلَ مكَّة سألوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُرِيَهُم آيةً، فأراهُم القَمرَ شِقَّتينِ، حتَّى رَأَوْا حِراءً بينهُما» وفي صحيحِ مُسلمٍ عن عبدِ الله بنِ مَسعودٍ قال: انشقَّ القَمرُ على عهدِ رسولِ الله صلَّى الله عَليهِ وسلَّم فِلقَتَينِ، فسَترَ الجبلُ فِلْقَةً، وكانتْ فِلْقَةٌ فوقَ الجبلِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ اشْهدْ». والمشهورُ أنَّ انشِقاقَ القَمرِ حصلَ مَرَّةً واحدةً، أمَّا ما وردَ في إِحدى رِواياتِ مُسلمٍ: (.. فأَراهُم انشِقاقَ القَمرِ مَرَّتَينِ). فقد أجاب عنها العُلماءُ. ورَجَّحَ ابنُ القَيِّمِ وابنُ حَجَرْ وغيرُهما أنَّه وقع مَرَّةً واحدةً.

العام الهجري : 10 العام الميلادي : 631
تفاصيل الحدث:

إبراهيمُ ابنُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأمُّهُ مارِيَةُ القِبْطِيَّةُ، وقد كان جَميعُ أَولادِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مِن خَديجةَ رضي الله عنها، ما عَدا إبراهيمَ فمِن مارِيَةَ القِبطيَّةِ المِصريَّةِ رضي الله عنها، قال أنسُ بنُ مالكٍ رضي الله عنه: «ما رَأيتُ أحدًا كان أَرحمَ بالعِيالِ مِن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم. قال: كان إبراهيمُ مُسْتَرْضِعًا له في عَوالي المَدينةِ، فكان يَنطلِقُ ونحن معه فيَدخُلُ البيتَ وإنَّه لَيُدَخَّنُ، وكان ظِئْرُهُ قَيْنًا، فيَأخُذهُ فيُقَبِّلُهُ، ثمَّ يَرجِع. قال عَمرٌو: فلمَّا تُوفِّيَ إبراهيمُ قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ إبراهيمَ ابْنِي، وإنَّه مات في الثَّدْيِ، وإنَّ له لَظِئْرَيْنِ تُكَمِّلانِ رَضاعَهُ في الجنَّةِ». عن المُغيرةِ بنِ شُعبةَ قال: كَسَفتِ الشَّمسُ على عَهدِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَومَ مات إبراهيمُ، فقال النَّاسُ: كَسَفتِ الشَّمسُ لِمَوتِ إبراهيمَ. فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الشَّمسَ والقَمرَ لا يَنْكَسِفانِ لِمَوتِ أَحدٍ ولا لِحَياتِه، فإذا رَأيْتُم فصَلُّوا، وادْعوا الله». عن أبي بَكرةَ قال: خَسَفتِ الشَّمسُ على عَهدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فخرَج يَجُرُّ رِداءَهُ حتَّى انْتَهى إلى المسجدِ، وَثابَ النَّاسُ إليه، فصلَّى بهم رَكعتينِ، فانْجَلتِ الشَّمسُ، فقال: «إنَّ الشَّمسَ والقَمرَ آيتانِ مِن آياتِ الله، وإنَّهما لا يَخْسِفانِ لِمَوتِ أَحدٍ، وإذا كان ذاك فصَلُّوا وادْعوا حتَّى يُكْشَفَ ما بكم». وذاك أنَّ ابْنًا للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مات يُقالُ له: إبراهيمُ. فقال النَّاسُ في ذاك. وُلِدَ له إبراهيمُ بالمدينةِ مِن سُرِّيَّتِهِ مارِيَةَ القِبطيَّةِ، سَنَةَ ثَمانٍ مِن الهِجرةِ، وبَشَّرَهُ به أبو رافعٍ مَولاهُ، فوَهَبَ له عَبدًا، ومات طِفلًا قَبلَ الفِطامِ، واخْتُلِف هل صلَّى عليه أم لا؟ على قَولين.

العام الهجري : 6 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 627
تفاصيل الحدث:

بَعَث رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم زيدَ بنَ حارِثةَ رَضي اللهُ عنه إلى بني سُلَيمٍ؛ فسار حتى وَرَد الجَمومَ -وهو ماءٌ على طَريقِ مكةَ- ناحيةَ بَطنِ نَخلٍ عن يَسارِها، فأصابوا عليه امرَأةً من مُزَينةَ يقال لها: حَليمةُ، فدَلَّتهم على مَحَلَّةٍ من مَحالِّ بني سُلَيمٍ؛ فأصابوا في تلك المَحَلَّةِ نَعَمًا وشاءً وأسرى، فكان فيهم زوجُ حَليمةَ المُزنيَّةِ، فلمَّا قَفَل زيدُ بنُ حارِثةَ رَضي اللهُ عنه إلى المَدينةِ بما أصاب، وَهَب رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للمُزَنيَّةِ نَفسَها وزَوجَها.

العام الهجري : 11 الشهر القمري : شعبان العام الميلادي : 632
تفاصيل الحدث:


سَيِّدةُ نِساءِ العالمين في زمانِها، بنتُ سَيِّدِ الخَلْقِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم أبي القاسم محمَّد بن عبدِ الله بن عبدِ المُطَّلِب بن هاشم بن عبدِ مَناف القُرشيَّة الهاشِميَّة وأمّ الحَسَنَيْنِ. أمّها خديجةُ بنتُ خويلدٍ، وُلِدَتْ قبلَ البعثة بقليلٍ، وتَزوَّجها علِيُّ بن أبي طالبٍ بعدَ بدرٍ، وقِيلَ: بعدَ أُحُدٍ, فوَلدَت له الحسنَ والحُسينَ ومُحسنًا وأمَّ كُلثومٍ وزَينبَ. وهي أصغرُ بناتِ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، كانت مِن أحبِّ النَّاس إلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ومَناقِبُها غَزيرة، وكانت صابرة دَيِّنَة خَيِّرَة صَيِّنَة قانِعة شاكِرة لله تُوفِّيت بعدَ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بخَمسة أَشهُر أو نحوها، وهي أوَّل أهلِ النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم لُحوقًا به. وأَوْصَتْ في وَفاتِها أن تُغَطَّى، فكانت أوَّل امرأة يُغَطَّى نَعْشُها في الإسلامِ، غَسَّلَها زَوجُها علِيٌّ وأسماءُ بنتُ عُمَيْسٍ وقد كانت تحت أبي بكر رضي الله عنهم، وصَلَّى عليها علِيٌّ، وقِيلَ: العبَّاس، وأَوْصَت أن تُدْفَنَ ليلًا، ففُعل ذلك بها، ونزَل في قبرِها علِيٌّ والعَبَّاسُ، والفَضلُ بن العَبَّاس. انقطع نَسْلُ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلَّا منها رضِي الله عنها.

العام الهجري : 3 ق هـ الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 620
تفاصيل الحدث:

بعدَ وفاةِ أمِّ المؤمنين خَديجةَ بنتِ خويلدٍ رضي الله عنها والتي كانت مِن نِعَمِ الله الجَليلةِ على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، تَزوَّج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سَودةَ بنتَ زَمْعَةَ بنِ قَيسِ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ وُدِّ بنِ نصرِ بنِ مالكِ بن حِسْلِ بنِ عامرِ بن لُؤَيٍّ، القُرشيَّةَ، تَزوَّجها بمكَّة قبلَ الهِجرةِ، وكانت ممَّن أسلمَ قديمًا, وهاجرتْ الهِجرةَ الثَّانيةَ إلى الحَبشةِ، وكان زوجُها السَّكرانَ بنَ عَمرٍو، وكان قد أَسلمَ وهاجر معها، فمات بأرضِ الحَبشةِ، أو بعدَ الرُّجوعِ إلى مكَّة، فلمَّا حَلَّتْ خطبَها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وتَزوَّجها، وكانتْ أوَّلَ امرأةٍ تَزوَّجها بعدَ وفاةِ خَديجةَ، وكانتْ في العَقْدِ السَّادسِ من عُمُرِها وقتَها، ولمَّا أراد النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم طلاقَها صالَحَتْهُ بأنْ وَهبتْ نَوْبَتَها لِعائشةَ رضي الله عنها فأَمْسَكها، ولمْ يُصِبْ منها ولدًا حتَّى مات صلى الله عليه وسلم.

العام الهجري : 4 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 625
تفاصيل الحدث:


خَرَج عبدُ اللَّه بنُ أُنيسٍ رَضي اللهُ عنه من المدينةِ يومَ الإثنَينِ لخمسٍ خَلَونَ من المُحرَّمِ على رأس خمسةٍ وثلاثين شهرًا من مُهاجَرِ رسولِ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وبَلَغَ رسولَ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ سُفيانَ بنَ خالِدِ بن نُبَيحٍ الهُذليَّ ثم اللِّحيانيَّ -وكان يَنزِل عُرْنةَ وما والاها في أُناسٍ من قومِه وغيرِهم- يُريد أن يَجمَعَ الجُموعَ إلى رسولِ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فضَوَى إليه بَشَرٌ كثيرٌ من أفناءِ الناسِ.
قال عبدُ اللَّه بنُ أُنيسٍ رضي اللَّه تعالى عنه: دَعاني رسولُ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: "إنَّه بَلَغني أنَّ سفيانَ بنَ خالدِ بنِ نُبَيحٍ يَجمَع لي الناسَ ليَغزوَني وهو بنَخلةَ أو بعُرْنةَ فأْتِه فاقْتُلْه". فقلتُ: يا رسول اللَّه، صِفْهُ لي حتى أعرِفَه. فقال: "آيةُ ما بَينَك وبَينَه أنَّك إذا رَأيتَه هِبتَه وفَرِقْتَ منه، ووَجَدْتَ له قُشَعْريرةً، وذَكَرْتَ الشَّيطانَ". قال عبد اللَّه: كنتُ لا أهابُ الرِّجالَ، فقلت: يا رسول اللَّه، ما فَرِقتُ من شيءٍ قطُّ. فقال: "بَلَى؛ آيةُ ما بَينَك وبَينَه ذلك: أن تَجِدَ له قُشَعْريرةً إذا رَأيتَه". قال: واستَأذَنتُ رسولَ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن أقولَ. فقال: "قُلْ ما بَدا لَكَ". وقال: "انتَسِبْ لخُزاعةَ". فأخَذتُ سَيفي ولم أزِدْ عليه وخرجتُ أعتَزي لخُزاعةَ حتى إذا كنتُ ببَطنِ عُرْنةَ لَقيتُه يمشي ووراءه الأحابيشُ. فلمَّا رَأيتُه هِبتُه وعَرَفتُه بالنَّعتِ الذي نَعَت لي رسولُ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. فقلتُ: صَدَقَ اللَّهُ ورسولُه، وقد دخل وقتُ العَصرِ حين رَأيتُه، فصَلَّيتُ وأنا أمشي أُومي برَأسي إيماءً. فلمَّا دَنَوتُ منه قال: "مَنِ الرَّجلُ؟". فقلتُ: "رجلٌ من خُزاعةَ سَمِعتُ بجَمعِكَ لمُحمَّدٍ فجِئتُكَ لأكونَ مَعَك عليه". قال: "أجلْ؛ إنِّي لَفي الجَمعِ له". فمَشَيتُ معه وحدَّثتُه فاستَحلَى حديثي وأنشَدتُه وقلتُ: "عَجَبًا لِمَا أحدَثَ مُحمَّدٌ مِن هذا الدِّينِ المُحدَثِ، فارَقَ الآباءَ وسَفَّه أحلامَهم". قال: "لم ألْقَ أحَدًا يُشبِهُني ولا يُحسِنُ قِتالَه". وهو يتوكَّأُ على عصًا يَهُدُّ الأرضَ، حتى انتَهَى إلى خِبائِه وتفرَّق عنه أصحابُه إلى منازِلَ قَريبةٍ منه، وهم يُطيفون به. فقال: هَلُمَّ يا أخا خُزاعةَ. فدَنَوتُ منه. فقال: اجلِسْ. فجَلَستُ معه حتى إذا هَدَأ الناسُ ونامَ اغتَرَرْتُه. وفي أكثرِ الرِّواياتِ أنه قال: فمَشَيتُ معه حتَّى إذا أمكَنني حَمَلتُ عليه السَّيفَ فقَتَلتُه وأخذتُ رأسَه. ثم أقبلتُ فصَعِدتُ جَبَلًا، فدَخَلتُ غارًا وأقبَلَ الطلبُ من الخيلِ والرجالِ تَمعَجُ في كلِّ وجهٍ وأنا مُكتَمِنٌ في الغارِ، وأقبل رجلٌ معه إداوَتُه ونعلُه في يدِهِ وكنتُ خائفًا، فوضع إداوَتَه ونعلَه وجلس يَبولُ قَريبًا من فَمِ الغارِ، ثم قال لأصحابِه: ليس في الغارِ أحدٌ، فانصَرَفوا راجِعين، وخرجتُ إلى الإداوةِ فشَرِبتُ ما فيها وأخذتُ النَّعلَين فلَبِستُهما. فكنتُ أسير الليلَ وأكمُنُ النهارَ حتى جِئتُ المدينة، فوَجَدتُ رسولَ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في المسجد، فلمَّا رآني قال: "أفلَحَ الوَجهُ". فقلت: وأفلَحَ وَجهُكَ يا رسول اللَّه". فوَضَعتُ الرَّأسَ بين يَدَيه وأخبَرتُه خَبَري، فدَفَع إليَّ عصًا وقال: "تَخَصَّرْ بِها في الجَنَّةِ؛ فإنَّ المُتخَصِّرين في الجَنَّةِ قَليلٌ".
فكانتِ العصا عند عبدِ اللَّه بن أُنَيسٍ حتى إذا حضَرَته الوفاةُ أوصى أهلَه أن يُدرِجوا العصا في أكفانِه. ففَعَلوا ذلك. قال ابنُ عُقبةَ: "فيَزعُمون أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبَرَ بقتلِ عبدِ اللَّه بنِ أُنيسٍ سُفيانَ بنَ خالِدٍ قبلَ قُدومِ عبدِ اللَّه بنِ أُنَيسٍ رضي اللَّه تعالى عنه".