الموسوعة الحديثية


- ألا أُخبِرُكَ قلتُ بلى فقال إن أباك عُرِضَ على ربِّه ليس بينَه وبينَه سِتْرٌ فقال سَلْ تُعْطَهْ
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة | الصفحة أو الرقم : 603 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
للشَّهادةِ في سَبيلِ اللهِ مَرتَبةٌ عَظيمةٌ، وفَضْلٌ كبيرٌ عِندَ اللهِ؛ فمَن كُتِبَ له أنْ يموتَ في سَبيلِ اللهِ سُبْحانَه وتَعالى؛ فإنَّه يَنالُ مَكانةً عاليةً عندَ اللهِ تعالى، ويَكونُ له الجَزاءُ والنَّعيمُ المُقِيمُ يومَ القِيامةِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ جابِرُ بنُ عبدِ اللهِ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّه لَمَّا قُتِلَ أبوه عَبدُ اللهِ بنُ عَمرِو بنِ حَرامٍ رضِيَ اللهُ عنه يَومَ أُحُدٍ، وكان جابِرٌ مُنكسِرًا حَزينًا لمَوتِه، فلمَّا رَآه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَزينًا، وأرادَ أنْ يُعزِّيَه بشَيءٍ يُذهِبُ عنه هذا الحُزنَ، قال له: "ألَا أُخبِرُك"، أي: ألَا أُبشِّرُكَ بما فَعَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ مع أبيكَ؛ حتى يَذهَبَ ما في صَدرِكَ مِن حُزنٍ عليه؟ "قُلتُ: بلى"، أي: أخْبِرْني بما كان جَزاءُ أبي، "فقال: إنَّ أباك عُرِضَ على رَبِّه ليس بينَه سِترٌ"، وعندَ التِّرمذيِّ: "ما كلَّمَ اللهُ أحَدًا قَطُّ إلَّا من وراءِ حِجابٍ، وأحْيا أباك فكلَّمه كِفاحًا"، أي: مِن أفضَلِ ما حَدَثَ مِن فَضائلَ للبَعضِ أنْ كلَّمَهم اللهُ بدونِ واسطةٍ مع وُجودِ الحِجابِ، كما كلَّم موسى، "وأَحْيا أباك"، أي: بَعدَ استِشْهادِه ومَوتِه، "فكلَّمه كِفاحًا"، أي: ليس بينَه وبينَ اللهِ حِجابٌ ولا رسولٌ، "فقال: سَلْ تُعطَهُ"، أي: اطلُبْ ما تتَمنَّاه أُحقِّقْه لكَ، وهذا من عَظيمِ فَضْلِ اللهِ عزَّ وجلَّ على الشُّهَداءِ، وعِندَ التِّرمذيِّ: فقال عبدُ اللهِ بنُ حَرامٍ والدُ جابرٍ: "يا ربِّ، تُحْييني"، أي: تُعيدُني إلى الحياةِ مرَّةً أخرى، "فأُقتَلُ فيك"، أي: أُقاتِلُ في سَبيلِك، وإعلاءِ كَلِمةِ الدِّين مرَّةً "ثانيةً"، قال الرَّبُّ تبارَك وتعالَى: "إنَّه قد سَبَقَ مِنِّي"، أي: سَبَقَ منِّي الحُكْمُ والقَضاءُ "أنَّهم إليها لا يُرجَعونَ"، أي: مَن مات لا يَرجِعُ إلى الحياةِ الدُّنيا مرَّةً أخرى.
وفي الحديثِ: إثباتُ صِفَةِ الكَلامِ للهِ تعالى.
وفيه: بيانُ كَرامةِ الشُّهداءِ عِندَ اللهِ، ومَنقَبةٌ جَليلةٌ لعبدِ اللهِ بنِ حَرامٍ( ).