الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَرقي : ( امسَحِ البأسَ ربَّ النَّاسِ بيدِكَ الشِّفاءُ لا كاشفَ إلَّا أنتَ )
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6096
التصنيف الموضوعي: طب - الرقية مريض - الدعاء للمريض
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتحفَّظُ مِن هلالِ شعبانَ ما لا يتحفَّظُ مِن غيرِه ثمَّ يصومُ لرؤيةِ رمضانَ فإنْ غُمَّ عليه عدَّ ثلاثينَ يومًا ثمَّ صام )
 

1 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَرقي : ( امسَحِ البأسَ ربَّ النَّاسِ بيدِكَ الشِّفاءُ لا كاشفَ إلَّا أنتَ )
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6096 التخريج : أخرجه البخاري (5744)، ومسلم (2191)، وابن أبي داود في ((مسند عائشة)) (8) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: طب - الرقية مريض - الدعاء للمريض
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جمَع أهلَ بيتِه فقال : ( إذا أصاب أحَدَكم غَمٌّ أو كَرْبٌ فلْيقُلِ : اللهُ اللهُ ربِّي لا أُشرِكُ به شيئًا )
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 864 التخريج : أخرجه الطبراني (5290) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر أدعية وأذكار - الدعاء عند الكرب علم - تعليم الرجل أمته وأهله
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتحفَّظُ مِن هلالِ شعبانَ ما لا يتحفَّظُ مِن غيرِه ثمَّ يصومُ لرؤيةِ رمضانَ فإنْ غُمَّ عليه عدَّ ثلاثينَ يومًا ثمَّ صام )
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 3444 التخريج : أخرجه أبو داود (2325) باختلاف يسير، وأحمد (25161)
التصنيف الموضوعي: صيام - تقدم رمضان بصيام يوم أو يومين صيام - صيام شعبان صيام - الشهر يكون تسعا وعشرين صيام - الصوم لرؤية الهلال صيام - صيامه صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا همَّه شيءٌ أخَذ بلحيتِه هكذا وقبَض ابنُ مُسهِرٍ على لِحيتِه
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 6439 التخريج : أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في ((أخلاق النبي)) (155)، وتمام (666) كلاهما باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أحوال النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

5 - خُذوا مِن العمَلِ ما تُطيقونَ فإنَّ اللهَ لا يمَلُّ حتَّى تمَلُّوا ) وكان أحَبُّ الأعمالِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أدومَها وإنْ قلَّ كان إذا صلَّى صلاةً داوَم عليها يقولُ أبو سلَمةَ : قال اللهُ : {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23]
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1578 التخريج : أخرجه الطحاوي في ((مشكل الآثار)) (652) واللفظ له، وأحمد (24967)، وأبو عوانة في ((المستخرج)) (3228) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - القصد والمداومة على العمل رقائق وزهد - تقوى الله إحسان - الحث على الأعمال الصالحة إيمان - الدين يسر إيمان - بيان أنه سبحانه وتعالى لم يكلف إلا ما يطاق
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - ( خُذوا مِن العملِ ما تُطيقونَ فإنَّ اللهَ لا يمَلُّ حتَّى تمَلُّوا ) قالت: وكان أحبُّ الأعمالِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما دام عليه وإنْ قلَّ وكان إذا صلَّى صلاةً دام عليها قال: يقولُ أبو سلَمةَ: قال اللهُ عزَّ وجلَّ: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} [المعارج: 23]
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 353 التخريج : أخرجه البخاري (43)، ومسلم (785)، والنسائي (1642) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - أي الأعمال أفضل رقائق وزهد - القصد والمداومة على العمل إيمان - الدين يسر إيمان - توحيد الأسماء والصفات صلاة - النهي عن التكلف والمشقة في العبادة
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - دخَلْتُ على عائشةَ فقُلْتُ لها: ألا تُحدِّثيني عن مرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالت: بلى ثقُل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ( أصَلَّى النَّاسُ ) ؟ فقُلْتُ: لا، هم ينتظِرونَك يا رسولَ اللهِ قال: ( ضَعوا لي ماءً في المِخضبِ ) قال: ففعَلْنا فاغتسَل ثمَّ ذهَب لينويَ فأُغمي عليه ثمَّ أفاق فقال: ( أصَلَّى النَّاسُ ) ؟ فقُلْتُ: لا هم ينتظِرونك يا رسولَ اللهِ والنَّاسُ عكوفٌ في المسجدِ ينتظِرون رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لصلاةِ العشاءِ الآخِرةِ قالت: فأرسَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ: أنْ صلِّ بالنَّاسِ فأتاه الرَّسولُ فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأمُرُك أنْ تُصلِّيَ بالنَّاسِ فقال أبو بكرٍ - وكان رجلًا رقيقًا -: يا عمرُ صَلِّ بالنَّاسِ فقال له عمرُ: أنتَ أحقُّ بذلك قال: فصلَّى بهم أبو بكرٍ تلك الأيَّامَ قالت: ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجَد مِن نفسِه خفَّةً فخرَج بينَ رجلينِ لصلاةِ الظُّهرِ وأبو بكرٍ يُصلِّي بالنَّاسِ قالت: فلمَّا رآه أبو بكرٍ ذهَب ليتأخَّرَ فأومأ إليه ألَّا يتأخَّرَ وقال لهما: ( أجلِساني إلى جنبِه ) فأجلساه إلى جنبِ أبي بكرٍ فجعَل أبو بكرٍ يُصلِّي وهو قائمٌ بصلاةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاعدٌ قال عبيدُ الله: فدخَلْتُ على عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ فقُلْتُ: ألا أعرِضُ عليك ما حدَّثَتني عائشةُ عن مرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقال: هاتِ فعرَضْتُ حديثَها عليه فما أنكَر منه شيئًا

8 - عن عائشةَ أنَّ أبا بكرٍ دخَل عليها وعندَها جاريتانِ تُغنِّيانِ بدفَّيْنِ وتُغنِّيانِ في أيَّامِهما ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُستتِرٌ بثوبِه فانتهَرهما أبو بكرٍ فكشَف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثوبَه وقال: ( دَعْهما يا أبا بكرٍ فإنَّها أيَّامُ عيدٍ ) قالت عائشةُ: ولمَّا قدِم وفدُ الحبشةِ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاموا يلعَبونَ في المسجدِ فرأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يستُرُني بردائِه وأنا أنظُرُ إليهم وهم يلعَبونَ في المسجدِ حتَّى أكونَ أنا الَّذي أسأَمُ فاقدُروا قدرَ الجاريةِ الحديثةِ السِّنِّ الحريصةِ على اللَّهوِ قال الزُّهريُّ: وأخبَرني سعيدُ بنُ المسيَّبِ أنَّ أبا هُريرةَ قال: دخَل عمرُ والحبشةُ يلعَبونَ في المسجدِ فزجَرهم عمرُ فقال: رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( دَعْهم يا عمرُ فإنَّهم هم بنو أَرفِدَةَ )
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 5876 التخريج : أخرجه البخاري (3529، 3530) مفرقاً باختلاف يسير، ومسلم (892) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: عيدين - ضرب الدف يوم العيد لعب ولهو - ما يباح من اللعب نكاح - الغناء والدف آداب عامة - المباحات من الأفعال والأقوال عيدين - اللعب في العيد
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

9 - خرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعضِ أسفارِه حتَّى إذا كنَّا بالبيداءِ أو بذاتِ الجيشِ انقطع عِقدٌ لي فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على التماسِه وأقام النَّاسُ معه وليس هم على ماءٍ وليس معهم ماءٌ فجاء أناسٌ إلى أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ فقالوا: ألا ترى ما صنَعتْ عائشةُ أقامت برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبالنَّاسِ وليسوا على ماءٍ وليس معهم ماءٌ فعاتَبني أبو بكرٍ وقال ما شاء اللهُ أنْ يقولَ وجعَل يطعَنُ بيدِه في خاصرتي فلا يمنَعُني مِن التَّحرُّكِ إلَّا مكانُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حتَّى أصبَح على غيرِ ماءٍ فأنزَل اللهُ آيةَ التَّيمُّمِ {فَتَيَمَّمُوا} قال أُسيدُ بنُ حضيرٍ - وهو أحدُ النُّقباءِ -: ما هذا بأوَّلِ بركتِكم يا آلَ أبي بكرٍ قالت عائشةُ: فبعَثْنا البعيرَ الَّذي كُنْتُ عليه فوجَدْنا العِقْدَ تحتَه
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 1300 التخريج : أخرجه البخاري (334)، ومسلم (367)، والنسائي (310) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النساء تيمم - متى يتيمم قرآن - أسباب النزول إحسان - الأخذ بالرخصة تيمم - من أدركته الصلاة ولا ماء عنده تيمم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - دخَلْتُ على عائشةَ فقُلْتُ لها : ألَا تُحَدِّثيني عن مرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ فقالت : بلى ثقُل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( أصلَّى النَّاسُ ) ؟ فقُلْتُ : لا يا رسولَ اللهِ هم ينتظِرونَك فقال : ( ضَعوا لي ماءً في المِخْضَبِ ) ففعَلْنا فاغتسَل صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ ذهَب لِيَنوءَ فأُغمي عليه ماء فأفاق فقال : ( أصلَّى النَّاسُ ) ؟ قُلْنا : لا يا رسولَ اللهِ وهم ينتظِرونَك قالت : والنَّاسُ عُكوفٌ في المسجِدِ ينتظِرونَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِعِشاءِ الآخِرَةِ قالت : فأرسَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجُلًا إلى أبي بكرٍ أنْ يُصَلِّيَ بالنَّاسِ فأتاه الرَّسولُ فقال له : إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأمُرُك أنْ تُصَلِّيَ بالنَّاسِ فقال أبو بكرٍ ـ وكان رجُلًا رقيقًا أو رفيقًا ـ : يا عُمَرُ صَلِّ بالنَّاسِ فقال عُمَرُ : أنتَ أحَقُّ بذلك ففعَل وصلَّى بهم أبو بكرٍ تلك الأيَّامَ ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وجَد في نفسِه خِفَّةً فخرَج بيْنَ رجُلَيْنِ أحَدُهما العبَّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلبِ وأبو بكرٍ يُصَلِّي بالنَّاسِ فلمَّا رآه أبو بكرٍ ذهَب لِيتأخَّرَ فأومَأ إليه أنْ لا يتأخَّرَ فقال لهما : ( أجلِساني إلى جَنبِ أبي بكرٍ ) فأجلَساه إلى جَنبِ أبي بكرٍ قالت : فجعَل أبو بكرٍ يُصَلِّي بصلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو قائمٌ والنَّاسُ يُصَلُّونَ بصلاةِ أبي بكرٍ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاعدٌ قال عُبيدُ اللهِ : فدخَلْتُ على ابنِ عبَّاسٍ فقُلْتُ له : ألَا أعرِضُ عليكَ ما حدَّثَتْني عائشةُ عن مرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال : نَعم فحدَّثْتُه بحديثِها عن مرَضِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فما أنكَر منه شيئًا غيرَ أنَّه قال : لَمْ تُسَمِّ لك الرَّجُلَ الَّذي كان مع العبَّاسِ ؟ فقُلْتُ : لا فقال : هو علِيٌّ

11 - أوَّلُ ما بُدِئ برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الوحيِ الرُّؤيا الصَّادقةُ يراها في النَّومِ فكان لا يرى رؤيا إلَّا جاءت مِثْلَ فلَقِ الصُّبحِ ثمَّ حُبِّب له الخلاءُ فكان يأتي حِراءً فيتحنَّثُ فيه - وهو التعبُّدُ اللَّياليَ ذواتِ العِدَّةِ - ويتزوَّدُ لذلك ثمَّ يرجِعُ إلى خديجةَ فتُزوِّدُه لمثلِها حتَّى فَجِئَه الحقُّ وهو في غارِ حراءٍ فجاءه الملَكُ فيه فقال: اقرَأْ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فقُلْتُ: ما أنا بقارئٍ قال: فأخَذني فغطَّني حتَّى بلَغ منِّي الجَهْدَ ثمَّ أرسَلني فقال لي: اقرَأْ فقُلْتُ: ما أنا بقارئٍ فأخَذني فغطَّني الثَّانيةَ حتَّى بلَغ منِّي الجَهدَ ثمَّ أرسَلني فقال: اقرَأْ فقُلْتُ: ما أنا بقارئٍ فأخَذني فغطَّني الثَّالثةَ حتَّى بلَغ منِّي الجَهْدَ ثمَّ أرسَلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1] - حتَّى بلَغ - {مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 5] - قال: فرجَع بها ترجُفُ بوادرُه حتَّى دخَل على خديجةَ فقال: زمِّلوني زمِّلوني فزمَّلوه حتَّى ذهَب عنه الرَّوعُ ثمَّ قال: يا خديجةُ ما لي ؟ وأخبَرها الخبرَ وقال: قد خشيتُه علَيَّ فقالت: كلَّا أبشِرْ فواللهِ لا يُخزيك اللهُ أبدًا إنَّك لَتصِلُ الرَّحمَ وتصدُقُ الحديثَ وتحمِلُ الكَلَّ وتَقري الضَّيفَ وتُعينُ على نوائبِ الحقِّ ثمَّ انطلَقَت به خديجةُ حتَّى أتَتْ به ورقةَ بنَ نوفلٍ وكان أخا أبيها وكان امرأً تنصَّر في الجاهليَّةِ وكان يكتُبُ الكتابَ العربيَّ فيكتُبُ بالعربيَّةِ مِن الإنجيلِ ما شاء أنْ يكتُبَ وكان شيخًا كبيرًا قد عمِيَ فقالت له خديجةُ: أيْ عمِّ، اسمَعْ مِن ابنِ أخيك فقال ورقةُ: ابنَ أخي، ما ترى ؟ فأخبَره رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما رأى فقال ورقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِل على موسى يا ليتَني أكونُ فيها جذَعًا أكونُ حيًّا حينَ يُخرِجُك قومُك فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمُخرِجيَّ هم ؟ ! قال: نَعم لم يأتِ أحدٌ قطُّ بما جِئْتَ به إلَّا عُودِي وأوذي وإنْ يُدرِكْني يومُك أنصُرْك نصرًا مؤزَّرًا ثمَّ لم ينشَبْ ورقةُ أنْ تُوفِّي وفتَر الوحيُ فترةً حتَّى حزِن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ فيما بلَغَنا ] حزنًا غدَا منه مِرارًا لكي يتردَّى مِن رؤوسِ شواهقِ الجبالِ فكلَّما أوفى بذِروةِ جبلٍ كي يُلقيَ نفسَه منها تبدَّى له جبريلُ فقال له: يا محمَّدُ إنَّك رسولُ اللهِ حقًّا فيسكُنُ لذلك جأشُه وتقَرُّ نفسُه فيرجِعُ فإذا طال عليه فترةُ الوحيِ غدا لمثلِ ذلك فإذا أوفى بذِروةِ الجبلِ تبدَّى له جبريلُ فيقولُ له مثلَ ذلك

12 - لم أعقِلْ أبوَيَّ قطُّ إلَّا وهما يَدينانِ الدِّينَ لم يمُرَّ علينا يومٌ إلَّا يأتينا فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم طرَفَيِ النَّهارِ بُكرَةً وعَشيًّا فلمَّا ابتُلي المُسلِمونَ خرَج أبو بكرٍ رضوانُ اللهِ عليه مُهاجِرًا قِبَلَ أرضِ الحبشةِ فلقِيَه ابنُ الدَّغِنَةِ سيِّدُ القارَةِ فقال : أين يا أبا بكرٍ ؟ قال : أخرَجَني قومي فأَسيحُ في الأرضِ وأعبُدُ ربِّي فقال له ابنُ الدَّغِنَةِ : إنَّ مِثْلَك يا أبا بكرٍ لا يخرُجُ ولا يُخرَجُ إنَّك تَكسِبُ المَعدومَ وتصِلُ الرَّحِمَ وتَقري الضَّيفَ وتحمِلُ الكَلَّ وتُعينُ على نوائبِ الحقِّ وأنا لك جارٌ فارتحَل ابنُ الدَّغِنَةِ ورجَع أبو بكرٍ معه فقال لهم وطاف في كفَّارِ قُريشٍ : إنَّ أبا بكرٍ لا يخرُجُ ولا يُخرَجُ مِثْلُه إنَّه يَكسِبُ المَعدومَ ويصِلُ الرَّحِمَ ويحمِلُ الكَلَّ ويَقري الضَّيفَ ويُعينُ على نوائبِ الحقِّ فأنفَذَتْ قُريشٌ جِوارَ ابنِ الدَّغِنَةِ فأمَّنوا أبا بكرٍ وقالوا لابنِ الدَّغِنَةِ مُرْ أبا بكرٍ أنْ يعبُدَ ربَّه في دارِه ويُصَلِّيَ ما شاء ويقرَأَ ما شاء ولا يؤذيَنا ولا يستعلِنَ بالصَّلاةِ والقراءةِ في غيرِ دارِه ففعَل أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه ذلك ثمَّ بدا لأبي بكرٍ فابتنى مسجدًا بفِناءِ دارِه فكان يُصَلِّي فيه ويقرَأُ القُرآنَ فيقِفُ عليه نساءُ المُشرِكينَ وأبناؤُهم فيعجَبون منه وينظُرون إليه وكان أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه رجُلًا بكَّاءً لا يملِكُ دمعَه إذا قرَأ القرآنَ فأرسَلوا إلى ابنِ الدَّغِنَةِ فقدِم عليهم فقالوا : إنَّما أجَرْنا أبا بكرٍ أنْ يعبُدَ ربَّه في دارِه وإنَّه ابتَنى مسجدًا وإنَّه أعلَن الصَّلاةَ والقراءةَ وإنَّا خشِينا أنْ يفتِنَ نساءَنا وأبناءَنا فَأْتِه فقُلْ له أنْ يقتصِرَ على أنْ يعبُدَ ربَّه في دارِه وإنْ أبى إلَّا أنْ يُعلِنَ ذلك فلْيرُدَّ علينا ذِمَّتَك فإنَّا نكرَهُ أنْ نُخفِرَ ذمَّتَك ولَسْنا بمُقرِّينَ لأبي بكرٍ الاستعلانَ فأتى ابنُ الدَّغِنَةِ أبا بكرٍ فقال : قد علِمْتَ الَّذي عقَدْتُ لكَ عليه فإمَّا أنْ تقتصِرَ على ذلك وإمَّا أنْ ترجِعَ إليَّ ذِمَّتي فإنِّي لا أُحِبُّ أنْ تسمَعَ العرَبُ أنِّي أُخفِرْتُ في عقدِ رجُلٍ عقَدْتُ له قال أبو بكرٍ : فإنِّي أرضى بجِوارِ اللهِ وجِوارِ رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَئذٍ بمكَّةَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم للمُسلِمينَ : ( أُريتُ دارَ هجرتِكم أُرِيتُ سَبَخَةً ذاتَ نخلٍ بيْنَ لابَتَيْنِ وهما حَرَّتانِ ) فهاجَر مَن هاجَر قِبَلَ المدينةِ حينَ ذكَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذلك ورجَع إلى المدينةِ بعضُ مَن كان هاجَر إلى أرضِ الحبَشةِ مِن المُسلِمينَ وتجهَّز أبو بكرٍ مُهاجِرًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( على رِسْلِك يا أبا بكرٍ فإنِّي أرجو أنْ يُؤذَنَ لي ) فقال : فِداكَ أبي وأمِّي أوَترجو ذلك ؟ قال : ( نَعم ) فحبَس أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه نفسَه لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولصحابتِه وعلَف راحلتَيْنِ كانتا له وَرَقَ السَّمُرِ أربعةَ أشهُرٍ قال الزُّهريُّ : قال عُروةُ : قالت عائشةُ : إذ قائلٌ يقولُ لأبي بكرٍ : هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُقبِلًا مُتقنِّعًا في ساعةٍ لم يكُنْ يأتينا فيها فقال أبو بكرٍ : فِدًى له أبي وأمِّي إنْ جاء به هذه السَّاعةَ لَأمرٌ فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واستأذَن فأذِن له فدخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ( يا أبا بكرٍ أخرِجْ مَن عندَك ) فقال أبو بكرٍ رضِي اللهُ عنه : يا رسولَ اللهِ إنَّما هم أهلُك قال : ( فنَعم ) قال : ( قد أُذِن لي ) قال أبو بكرٍ : فالصُّحبةُ بأبي أنتَ يا رسولَ اللهِ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( نَعم ) فقال أبو بكرٍ : بأبي أنتَ يا رسولَ اللهِ فخُذْ إحدى راحلتَيَّ هاتينِ فقال : ( نَعم بالثَّمَنِ ) قالت : فجهَّزْناهما أحَثَّ الجهازِ وصنَعْنا لهما سُفْرةً في جِرابٍ فقطَعَتْ أسماءُ مِن نِطاقِها وأَوْكَتْ به الجِرابَ فلذلك كانت تُسمَّى ذاتَ النِّطاقِ فلحِق رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في غارٍ في جبلٍ يُقالُ له : ثَوْرٌ فمكَثْنا فيه ثلاثَ ليالٍ

13 - حينَ قال لها أهلُ الإفكِ ما قالوا فبرَّأها اللهُ، وكلٌّ حدَّثني بطائفةٍ مِن الحديثِ، وبعضُهم أوعى لحديثِها مِن بعضٍ وأسَدُّ اقتصاصًا، وقد وعَيْتُ مِن كلِّ واحدٍ الحديثَ الَّذي حدَّثني به، وبعضُهم يُصدِّقُ بعضًا، ذكَروا أنَّ عائشةَ قالت: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أراد أنْ يخرُجَ سفرًا أقرَع بينَ نسائِه فأيَّتُهنَّ خرَج سهمُها خرَج بها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم معه، قالت: فأقرَع بينَنا في غزوةٍ غزاها فخرَج سهمي فخرَجْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وذلك بعدَ أنْ أُنزِل الحجابُ فأنا أُحمَلُ في هَودجي وأنزِلُ فيه مسيرَنا حتَّى إذا فرَغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن غزوتِه تلك وقفَل ودنَوْنا مِن المدينةِ آذَن بالرَّحيلِ ليلةً فقُمْتُ [ حينَ آذَنوا ] في الرَّحيلِ، فمشَيْتُ حتَّى جاوَزْتُ الجيشَ فلمَّا قضَيْتُ شأني رجَعْتُ فلمَسْتُ صدري فإذا عِقدٌ مِن جَزْعِ ظَفارِ قد وقَع فرجَعْتُ فالتمَسْتُ عِقدي فحبَسني ابتغاؤُه وأقبَل الرَّهطُ الَّذينَ يرحَلونَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحمَلوا هَودجي ورحَلوه على البعيرِ الَّذي كُنْتُ أركَبُ وهم يحسَبون أنِّي فيه قالت عائشةُ: وكان النِّساءُ إذ ذاك خِفافًا لم يغشَهنَّ اللَّحمُ فرحَلوه ورفَعوه فلمَّا بعَثوا وسار الجيشُ وجَدْتُ عِقدي بعدَما استمرَّ الجيشُ فجِئْتُ منازلَهم وليس بها داعي ولا مجيبٌ، فأقَمْتُ منزلي الَّذي كُنْتُ فيه فبَيْنا أنا جالسةٌ غلَبتْني عيني فنِمْتُ وكان صفوانُ بنُ المعطَّلِ السُّلَميُّ ثمَّ الذَّكوانيُّ عرَّس فأدلَج فأصبَح عندَ منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ فعرَفني حينَ رآني وكان رآني قبْلَ أنْ ينزِلَ الحجابُ فاستيقَظْتُ باسترجاعِه حينَ عرَفني فخمَّرْتُ وجهي بجلبابي واللهِ ما كلَّمني بكلمةٍ ولا سمِعْتُ منه كلمةً غيرَ استرجاعِه حتَّى أناخ راحلتَه فوطِئ على يدِها فركِبْتُه ثمَّ انطلَق يقودُ بي الرَّاحلةَ حتَّى أتَيْنا الجيشَ بعدَما نزَلوا موغِرينَ في نحرِ الظَّهيرةِ فهلَك في شأني مَن هلَك، وكان الَّذي تولَّى كِبْرَه منهم عبدُ اللهِ بنُ أُبَيِّ ابنِ سلولٍ فقدِمْتُ المدينةَ فاشتكَيْتُ حينَ قدِمْتُها شهرًا والنَّاسُ يُفيضونَ في قولِ أهلِ الإفكِ ولا أشعُرُ بشيءٍ مِن ذلك وهو يُريبُني مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لأنِّي لا أرى منه اللُّطفَ الَّذي كُنْتُ أراه منه حينَ أشتكي إنَّما يدخُلُ عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيقولُ: ( كيف تِيكُم ؟ ) فيُريبُني ذلك ولا أشعُرُ حتَّى خرَجْتُ بعدَما نقَهْتُ مِن مرَضي ومعي أمُّ مِسطَحٍ قِبَلَ المَناصِعِ وهي مُتبرَّزُنا ولا نخرُجُ إلَّا ليلًا إلى ليلٍ وذلك أنَّا نكرَهُ أنْ نتَّخذَ الكُنُفَ قريبًا مِن بيوتِنا، وأمرُنا أمرُ العربِ الأُوَلِ في التَّبرُّزِ، وكنَّا نتأذَّى بالكُنُفِ قُرْبَ بيوتِنا فانطلَقْتُ ومعي أمُّ مِسطَحٍ وهي بنتُ أبي رُهمِ بنِ المطَّلبِ بنِ عبدِ منافٍ، وأمُّها بنتُ صخرِ بنِ عامرٍ خالةِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، وابنُها مِسطَحُ بنُ أُثاثةَ بنِ عبَّادِ بنِ المطَّلبِ، فأقبَلْنا حينَ فرَغْنا مِن شأنِنا لنأتيَ البيتَ فعثَرتْ أمُّ مِسطَحٍ في مِرطِها فقالت: تعِس مِسطَحٌ فقُلْتُ لها: بئس ما قُلْتِ، أتسُبِّينَ رجلًا قد شهِد بدرًا ؟! فقالت: أيْ هَنتاه، أوَلم تسمَعي ما قال ؟ قُلْتُ: وما قال فأخبَرتْني بقولِ أهلِ الإفكِ فازدَدْتُ مرضًا إلى مرَضي ورجَعْتُ إلى بيتي فدخَل عليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسلَّم ثمَّ قال: ( كيف تِيكُم ؟ ) فقُلْتُ: أتأذَنُ لي أنْ آتيَ أبوَيَّ ؟ وأنا حينَئذٍ أُريدُ أنْ أتيقَّنَ الخبَرَ مِن قِبَلِهما فأذِن لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فجِئْتُ أبويَّ فقُلْتُ لأمِّي: يا أمَّتاه ما يتَّحدثُ النَّاسُ ؟ قالت: أيْ بنيَّةُ هوِّني عليكِ فواللهِ لَقَلَّ امرأةٌ وضيئةٌ كانت عندَ رجلٍ يُحِبُّها ولها ضرائرُ إلَّا أكثَرْنَ عليها قالت: فقُلْتُ: سبحانَ اللهِ أوَتحدَّث النَّاسُ بذلك ؟ ! قالت: فمكَثْتُ تلك اللَّيلةَ لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحِلُ بنومٍ ، أُصبِحُ وأبكي ودعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليَّ بنَ أبي طالبٍ وأسامةَ بنَ زيدٍ وهو حينَئذٍ يُريدُ أنْ يستشيرَهما في فِراقِ أهلِه وذلك حينَ استَلْبَث الوحيُ فأمَّا أسامةُ بنُ زيدٍ فأشار على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالَّذي يعلَمُ مِن براءةِ أهلِه وما له في نفسِه لهم مِن الوُدِّ فقال: هم أهلُك ولا نعلَمُ إلَّا خيرًا وأمَّا عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضوانُ اللهِ عليه فقال: لم يُضيِّقِ اللهُ عليك والنِّساءُ سواها كثيرٌ وإنْ تسأَلِ الجاريةَ تصدُقْكَ قالت: فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بَريرةَ فقال: ( أيْ بَريرةُ، هل رأَيْتِ مِن عائشةَ شيئًا يُريبُكِ ؟ ) قالت بَريرةُ: يا رسولَ اللهِ والَّذي بعَثك بالحقِّ ما رأَيْتُ عليها أمرًا قطُّ أغمضه عليها أكثرَ مِن أنَّها جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ تنامُ عن عجينِ أهلِها فيدخُلُ الدَّاجنُ فيأكُلُه فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فاستعذَر مِن عبدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ ابنِ سلولٍ فقال وهو على المنبرِ: ( يا معشرَ المسلِمينَ مَن يعذِرُني مِن رجلٍ بلَغ أذاه في أهلِ بيتي ؟ فواللهِ ما علِمْتُ مِن أهلي إلَّا خيرًا ولقد ذكَروا رجلًا ما علِمْتُ منه إلَّا خيرًا وما كان يدخُلُ على أهلي إلَّا معي ) فقام سعدُ بنُ معاذٍ الأنصاريُّ فقال: أنا أعذِرُك منه يا رسولَ اللهِ إنْ كان مِن الأوسِ ضرَبْنا عُنقَه وإنْ كان مِن الخزرجِ أمَرْتَنا ففعَلْنا أمرَك فقام سعدُ بنُ عُبادةَ وهو سيِّدُ الخزرجِ وكان رجلًا صالحًا ولكنِ احتمَلتْه الحميَّةُ فقال: واللهِ ما تقتُلُه ولا تقدِرُ على قتلِه فقام أُسيدُ بنُ حُضيرٍ وهو ابنُ عمِّ سعدِ بنِ مُعاذٍ فقال: كذَبْتَ لَعَمْرُ اللهِ لنقتُلَنَّه فإنَّك منافقٌ تجادِلُ عن المنافقينَ فثار الحيَّانِ: الأوسُ والخزرجُ حتَّى همُّوا أنْ يقتتِلوا ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُخفِّضُهم حتَّى سكَتوا وسكَت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فبكَيْتُ يومي لا يرقَأُ لي دمعٌ ولا أكتحلُ بنومٍ وأبواي يظنُّانِ أنَّ البكاءَ فالقٌ كبِدي فبينما هما جالسانِ عندي إذ استأذَنتْ عليَّ امرأةٌ مِن الأنصارِ فأذِنْتُ لها فجلَستْ معي فبينما نحنُ على حالِنا ذلك إذ دخَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسلَّم ثمَّ جلَس ولم يكُنْ جلَس قبْلَ يومي ذلك مذُ كان مِن أمري ما كان ولبِث شهرًا لا يُوحى إليه قالت: فتشهَّد ثمَّ قال: ( أمَّا بعدُ فقد بلَغني يا عائشةُ عنكِ كذا وكذا فإنْ كُنْتِ بريئةً فسيُبرِّئُكِ اللهُ وإنْ كُنْتِ ألمَمْتِ بذنبٍ فاستغفِري اللهَ وتوبي فإنَّ العبدَ إذا اعترَف بالذَّنبِ ثمَّ تاب تاب اللهُ عليه ) فلمَّا قضى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقالتَه قلَص دمعي حتَّى ما أُحِسُّ منه بقطرةٍ فقُلْتُ لأبي: أجِبْ عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: واللهِ ما أدري ما أقولُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْتُ لأمِّي: أجيبي عنِّي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالت: واللهِ لا أدري ما أقولُ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [ فقُلْتُ ] ـ وأنا جاريةٌ حديثةُ السِّنِّ لا أقرَأُ كثيرًا مِن القرآنِ: إنِّي واللهِ لقد عرَفْتُ أنَّكم سمِعْتُم بذاك حتَّى استقرَّ في أنفسِكم وصدَّقْتُم به فإنْ قُلْتُ لكم: إنِّي بريئةٌ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لم تُصدِّقوني وإنِ اعترَفْتُ لكم بأمرٍ ـ واللهُ يعلَمُ أنِّي بريئةٌ ـ لتُصَدِّقوني وإنِّي واللهِ لا أجِدُ مثَلي ومَثَلَكم إلَّا كما قال أبو يوسفَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثمَّ تحوَّلْتُ فاضطجَعْتُ على فراشي وأنا واللهِ حينَئذٍ أعلَمُ أنِّي بريئةٌ وأنَّ اللهَ جلَّ وعلا يُبرِّئُني ببراءتي ولكنْ لم أظُنَّ أنَّ اللهَ جلَّ وعلا يُنزِلُ في شأني وحيًا يُتلَى ولَشأني كان أحقَرَ في نفسي مِن أنْ يتكلَّمَ اللهُ جلَّ وعلا فيَّ بأمرٍ يُتلى ولكنْ أرجو أنْ يرى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في منامِه رؤيا يُبرِّئُني اللهُ بها قالت: فواللهِ ما رام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مجلسَه ولا خرَج مِن البيتِ أحدٌ حتَّى أنزَل اللهُ على نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأخَذه ما كان يأخُذُه مِن البُرحاءِ عندَ الوحيِ مِن ثِقَلِ القولِ الَّذي أُنزِل عليه فلمَّا سُرِّي عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان أوَّلَ كلمةٍ تكلَّم بها أنْ قال: ( يا عائشةُ أمَا واللهِ فقد برَّأكِ اللهُ ) فقالت لي أمِّي: قومي إليه فقُلْتُ: واللهِ لا أقومُ إليه ولا أحمَدُ إلَّا اللهَ الَّذي هو أنزَل براءتي فأنزَل اللهُ: {إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] العشْرَ الآياتِ، قالت: فأنزَل اللهُ هذه الآياتِ في براءتي وكان أبو بكرٍ رضوانُ اللهِ عليه يُنفِقُ على مِسطَحٍ لقرابتِه منه وفقرِه فقال: واللهِ لا أُنفِقُ عليه أبدًا بعدَ الَّذي قال لعائشةَ ما قال فأنزَل اللهُ {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ} [النور: 22] إلى قولِه: {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ: واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يغفِرَ اللهُ لي فرجَع إلى مِسطَحٍ بالنَّفقةِ الَّتي كان يُنفِقُ عليه فقال: واللهِ لا أنزِعُها منه أبدًا قالت: وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأَل زينبَ بنتَ جحشٍ عن أمري: ( ما علِمْتِ وما رأَيْتِ ؟ ) فقالت: أحمي سمعي وبصري ما علِمْتُ إلَّا خيرًا قالت: وهي الَّتي كانت تُساميني مِن أزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فعصَمها اللهُ بالورَعِ وطفِقتْ أختُها حَمنةُ بنتُ جحشٍ تُحارِبُ لها فهلَكتْ فيمَن هلَك قال الزُّهريُّ: فهذا ما انتهى إليَّ مِن أمرِ هؤلاء الرَّهطِ
خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان
الصفحة أو الرقم : 4212 التخريج : أخرجه البخاري (2661)، ومسلم (2770)، وأحمد (25623) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق اعتصام بالسنة - توقف النبي في بعض الأمور عند عدم نزول الوحي مريض - مشروعية عيادة المريض وفضلها مغازي - استصحاب النساء في الغزو لمصلحة المرضى والجرحى
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه