الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أنَّ رَجلًا أَسودَ أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رَجلٌ أَسودُ مُنتِنُ الرِّيحِ، قَبيحُ الوَجهِ، لا مالَ لي، فإنْ أنا قاتَلْتُ هؤلاء حتَّى أُقتَلَ، فأين أنا؟ قالَ: في الجنَّةِ. فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ، فأَتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد بَيَّضَ اللهُ وَجهَكَ، وطَيَّبَ ريحَكَ، وأَكثَرَ مالَكَ، وقالَ لهذا أوْ لغيرِهِ: لقد رأيتُ زوجَتَهُ مِنَ الحورِ العينِ ، نازَعَتْه جُبَّةً له مِن صوفٍ، تَدخُلُ بيْنَه وبيْنَ جُبَّتِه.

2 - ليْس مِن عَمَلٍ إلَّا وهو يُختَمُ عليه، فإذا مَرِضَ المُؤمِنُ قالتِ المَلائكةُ: يا رَبَّنا، عَبدُكَ فُلانٌ قد حَبَسْتَه، فيَقولُ الرَّبُّ تَعالَى: اختِموا له على مِثلِ عَمَلِه حتَّى يَبرَأَ أو يَموتَ.

3 - أنَّ رَجلًا قالَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لفلانٍ نخلةً، وأنا أُقيمُ حائطي بها، فمُرْهُ أنْ يُعطِيَني أُقيمُ حائطي بها. فقالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَعْطِها إيَّاهُ بنخلةٍ في الجنَّةِ. فأَبَى وأَتاهُ أبو الدَّحْداحِ، فقالَ: بِعْني نَخلَكَ بحائطي، قالَ: ففَعَلَ، قالَ: فأَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي قد ابتَعْتُ النَّخلةَ بحائطي، فجَعَلَها له. فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كمْ مِن عِذْقٍ رَداحٍ لأَبي الدَّحْداحِ في الجنَّةِ. مِرارًا، فأَتى امرَأَتَهُ، فقالَ: يا أُمَّ الدَّحْداحِ، اخرُجي مِنَ الحائطِ، فإنِّي بِعتُهُ بنخلةٍ في الجنَّةِ. فقالتْ: قد رَبِحَتِ البيعُ، أوْ كلمةً نحوَها.

4 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ يومَ أُحُدٍ: مَن قتَلَ كافِرًا فله سَلَبُه، فقتَلَ أبو طَلْحةَ يومَئذٍ عِشْرينَ رَجُلًا.

5 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني ، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

6 - أنَّ رَجُلًا كان يأتي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومعه ابنٌ له، فقالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَتُحِبُّه؟ فقالَ: أحَبَّكَ اللهُ كما أُحِبُّهُ، ففَقَده النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ما فَعَل فُلانٌ؟ قالوا: مات ابنُه، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَا يَسُرُّكَ ألَّا تَأتِيَ بابًا من أبوابِ الجَنَّةِ إلَّا وَجَدتَه يَنتَظِرُكَ؟ فقالَ رجل: أله خاصَّةً أو لكُلِّنا؟ قالَ: بل لكُلِّكُم.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : قرة [بن عبدالله المزني] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1435
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة أهل الجنة رقائق وزهد - الصبر على البلاء بر وصلة - التودد إلى الإخوان بر وصلة - حب الولد
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

7 - أُتِي عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه بمُبْتلاةٍ قدْ فَجَرَت، فأمَرَ برَجمِها، فمَرَّ بها علِيُّ بنُ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه ومعها الصِّبيانُ يَتْبَعونها، فقال: ما هذه؟ قالوا: أمَرَ بها عُمرُ أنْ تُرجَمَ، قال: فرَدَّها وذهَبَ معها إلى عُمرَ رَضيَ اللهُ عنه، وقال: ألمْ تَعلَمْ أنَّ القلَمَ رُفِع عن المجنونِ حتَّى يَعقِلَ، وعن المُبْتلى حتَّى يُفِيقَ، وعن النَّائمِ حتَّى يَستيقظَ، وعن الصَّبيِّ حتَّى يَحتلِمَ؟
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " ورواه شعبة، عن الأعمش بزيادة ألفاظ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8380
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - رفع القلم عن ثلاث حدود - الحد على المجنون والصبي حدود - من لا يجب عليه الحد حدود - رفع القلم عن ثلاثة حدود - المجنون أو الصغير يسرق أو يصيب حدا
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

8 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَحوَه [أي: نَحْو حَديثِ: إنَّ المُؤمِنَ إذا احتُضِرَ أتَتْه مَلائكةُ الرَّحمةِ بحَريرةٍ بَيضاءَ، فَيقولون: اخرُجي راضِيةً مَرضِيَّةً عنكِ إلى رَوحِ اللهِ، ورَيحانٍ، ورَبٍّ غَيرِ غَضبانٍ، فتَخرُجُ كأطيَبِ رِيحِ مِسكٍ، حتَّى إنَّهم ليُناوِلُه بَعضُهم بَعضًا يَشَمُّونه، حتَّى يأتوا به بابَ السَّماءِ فيَقولون: ما أطيَبَ هذه الرِّيحَ! الَّتي جاءَتكُم منَ الأرضِ! فكُلَّما أتَوا سَماءً قالوا ذلكَ، حتَّى يأتوا به أرواحَ المُؤمِنين. قالَ: فلَهُمْ أفرَحُ به من أحَدِكُم بغائبِه إذا قَدِمَ عليه. قالَ: فيَسألونه ما فَعَل فُلانٌ؟ قالَ: فيَقولون: دَعوه حتَّى يَستَريحَ؛ فإنَّه كان في غَمِّ الدُّنيا، فإذا قالَ لهم: أمَا أتاكُم؟ فإنَّه قد ماتَ. قالَ: فيَقولون: ذُهِبَ به إلى أُمِّه الهاوِيةِ. قالَ: وأمَّا الكافِرُ؛ فإنَّ مَلائكةَ العَذابِ تَأتيه، فتقول: اخرُجي ساخِطةً مَسخوطًا عَلَيكِ إلى عَذابِ اللهِ، وسَخَطِه، فتَخرُج كأنتَنِ ريحِ جِيفةٍ، فيَنطَلِقون به إلى بابِ الأرضِ؛ فيقولون: ما أنتَنَ هذه الرِّيحَ! كُلَّما أتَوا على أرضٍ قالوا ذلكَ، حتَّى يأتوا به أرواحَ الكُفَّارِ.]

9 - مَن سَألَكُم باللهِ فأعطوه، ومَنِ استَعاذَكُم باللهِ فأَعيذوه، ومَن دَعاكُم فأَجيبوه، ومن أهدى إليكم فكافِئوه ، فإنْ لم تَجِدوا ما تُكافِئونَه فادْعُوا له حتَّى تَرَوا أن قد كافَأْتُموه.

10 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبِثَ عَشْرَ سِنينَ يَتبَعُ النَّاسَ في مَنازِلِهم في المَوسِمِ ومَجنَّةَ وعُكاظٍ ومَنازِلِهم من مِنًى، «مَن يُؤْويني ، مَن يَنصُرُني، حتَّى أُبلِّغَ رِسالاتِ رَبِّي فلهُ الجنَّةُ؟» فلا يجِدُ أحَدًا يَنصُرُه ولا يُؤْويه، حتَّى إنَّ الرَّجلَ ليَرحَلُ من مِصرَ، أو منَ اليَمنِ إلى ذي رَحِمِه فيَأْتيه قَومُه فيَقولونَ له: احذَرْ غُلامَ قُرَيشٍ لا يَفتِنُكَ، ويَمْشي بيْنَ رِحالِهم يَدْعوهم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ يُشيرونَ إليه بالأصابِعِ حتَّى بعَثَنا اللهُ من يَثْرِبَ ، فيَأْتيه الرَّجلُ منَّا فيُؤمِنُ به، ويُقْرئُه القُرآنَ فيَنقَلِبُ إلى أهْلِه، فيُسلِمونَ بإسْلامِه، حتَّى لم يَبقَ دارٌ من دُورِ يَثْرِبَ إلَّا وفيها رَهطٌ منَ المُسلِمينَ، يُظهِرونَ الإسْلامَ، وبعَثَنا اللهُ إليه فائْتَمَرْنا واجتَمَعْنا وقُلْنا: حتَّى متى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُطرَدُ في جِبالِ مكَّةَ ويَخافُ، فرحَلْنا حتَّى قدِمْنا عليه في المَوسِمِ فواعَدَنا ببَيْعةٍ منَ العَقَبةِ، فقالَ له عَمُّه العبَّاسُ: يا ابنَ أخي، لا أدْري ما هؤلاء القَومُ الَّذين جاؤُوكَ، إنِّي ذو مَعرِفةٍ بأهْلِ يَثرِبَ ، فاجتَمَعْنا عندَه من رَجلٍ ورَجُلَينِ، فلمَّا نظَرَ العبَّاسُ في وُجوهِنا، قالَ: هؤلاء قَومٌ لا نَعرِفُهم، هؤلاء أحْداثٌ، فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، عَلامَ نُبايِعُكَ؟ قالَ: «تُبايِعوني على السَّمعِ والطَّاعةِ في النَّشاطِ والكَسلِ، وعلى النَّفَقةِ في العُسرِ واليُسرِ، وعلى الأمْرِ بالمَعْروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، وعلى أنْ تَقولوا في اللهِ لا تَأخُذُكم لَوْمةُ لائمٍ، وعلى أنْ تَنْصُروني إذا قدِمْتُ عليكم، وتَمْنَعوني ممَّا تَمْنَعونَ منه أنفُسَكم وأزْواجَكم وأبْناءَكم، ولكمُ الجنَّةُ»، فقُمْنا نُبايِعُه فأخَذَ بيَدِه أسْعَدُ بنُ زُرارةَ وهو أصغَرُ السَّبعينَ، إلَّا أنَّه قالَ: رُوَيدًا يا أهْلَ يَثرِبَ ، إنَّا لم نَضرِبْ إليه أكْبادَ المَطيِّ إلَّا ونحن نَعلَمُ أنَّه رَسولُ اللهِ، وأنَّ إخْراجَه اليَومَ مُفارَقةُ العَربِ كافَّةً، وقَتلُ خِيارِكم، وأنْ يَعضَّكمُ السَّيفُ، فإمَّا أنتم قَومٌ تَصبِرونَ عليها إذا مسَّتْكم وعلى قَتلِ خِيارِكم ومُفارَقةِ العَربِ كافَّةً، فَخُذوه وأجْرُكم على اللهِ، وإمَّا أنتم تَخافونَ من أنفُسِكم خِيفةً، فذَرُوه، فهو عُذرٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فقالوا: يا أسْعَدُ، أمِطْ عنَّا يدَكَ، فواللهِ لا نذَرُ هذه البَيعةَ ولا نَستَقيلُها، قالَ: فقُمْنا إليه رَجلًا رَجلًا، فأخَذَ علينا ليُعْطيَنا بذلك الجنَّةَ.

11 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأى رَجُلًا صَلَّى لم يَحمَدِ اللهَ، ولم يُمَجِّدْه، ولم يُصَلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وانصَرَف، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَجِل هذا فدَعاه، فقالَ له ولغَيرِه: إذا صَلَّى أحَدُكُم فليَبدَأْ بتَحميدِ رَبِّه، والثَّناءِ عليه، ثمَّ ليُصَلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ يدعو بما شاء

12 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رأى رَجُلًا صَلَّى لم يَحمَدِ اللهَ، ولم يُمَجِّدْه، ولم يُصَلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وانصَرَف، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَجِل هذا، فدَعاه، فقالَ له ولغَيرِه: إذا صَلَّى أحَدُكُم فليَبدَأْ بتحميد رَبِّه، والثَّناءِ عليه، وليُصَلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ يَدعو بما شاءَ.

13 - كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بُرْدانِ قِطرِيَّانِ غَليظانِ خَشِنانِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ ثَوْبَيكَ خَشِنانِ غَليظانِ، وإنَّكَ تَرْشَحُ فيهما فيَقْصِلانِ عليكَ، وإنَّ فلانًا قَدِمَ له بَزٌّ مِنَ الشَّامِ، فلوْ بعَثْتَ إليه فأَخذْتَ منه ثَوبينِ بنَسيئةٍ إلى مَيْسَرةٍ، فأَرْسَلَ إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد عَلِمتُ ما يُريدُ مُحمَّدٌ؛ يُريدُ أنْ يَذهَبَ بثَوْبي ويَمطُلَني بهما، فأَتى الرَّسولُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَخبَرَهُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قد كَذَبَ؛ قد عَلِموا أَنِّي أَتْقاهُم للهِ، وأَدَّاهُم للأمانةِ.

14 - عنْ أبي سَلَمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، قالَ: عادَ عبْدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ أبا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ رَضيَ اللهُ عنهُما، فقالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قال اللهُ: أنا اللهُ، أنا الرَّحمنُ، خلَقْتُ الرَّحِمَ ، وشَقَقْتُ لها شُعْبةً مِنِ اسمِي، فمَن وَصَلَها وصَلْتُه ، ومَن قطَعَهَا قَطَعْتُه.

15 - أَقبَلْتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَمِعَ رَجلًا يَقرأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 1- 4]، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وجَبَتْ، فسَألْتُه: ماذا يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: الجنَّةُ، قالَ أبو هُريرةَ: فأَردتُ أنْ أَذهبَ إلى الرَّجلِ فأُبشِّرُهُ، ثُمَّ فَرِقْتُ أنْ تَفوتَني الغَداةُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فآثَرتُ الغَداةَ ، ثُمَّ ذهبتُ إلى الرَّجلِ فوجدْتُه قد ذَهَبَ.

16 - أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رَضيَ اللهُ عنه دَخَلَ المسجدَ وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يُحدِّثُ النَّاسَ، فأَتى البيتَ الَّذي تُوفِّيَ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكَشَفَ عنْ وجهِهِ بُرْدَ حِبَرَةٍ ، وكان مُسَجًّى به، فنَظَرَ إليه فأكَبَّ عليه ليُقَبِّلَ وجهَهُ، وقالَ: واللهِ لا يجْمَعُ اللهُ عليكَ مَوْتَتينِ بعدَ موتتِكَ الَّتي لا تموتُ بعدَها. ثُمَّ خَرَجَ إلى المسجدِ وعُمَرُ يُكلِّمُ النَّاسَ، فقالَ أبو بكرٍ: اجلِسْ يا عُمَرُ، فأَبى، فكَلَّمَهُ مرَّتينِ أوْ ثلاثًا، فأَبى، فقامَ، فتشَهَّدَ، فلمَّا قَضى تشهُّدَهُ قالَ: أمَّا بعدُ، فمَنْ كان يَعبُدُ مُحمَّدًا فإنَّ مُحمَّدًا قد ماتَ، ومَنْ كان يَعبُدُ اللهَ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ، ثُمَّ تلا: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ} [الأنبياء: 34] {وَمَا مُحمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144]، تلا إلى {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]، فما هو إلَّا أنْ تلاها فأيْقنَ النَّاسُ بموتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى قالَ قائلٌ: لمْ يَعْلَمِ النَّاسُ أنَّ هذه الآيةَ أُنزِلتْ حتَّى تلاها أبو بكرٍ. قالَ الزُّهريُّ: فأخْبرَني سعيدُ بنُ المُسيَّبِ أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ قالَ: لمَّا تلاها أبو بكرٍ عُقِرْتُ حتَّى خَرَرتُ إلى الأرضِ، وأيقنتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد ماتَ.

17 - عن ْ يَزيدَ بنِ خُمَيرٍ الرَّحْبيِّ، قال: خَرَج عَبدُ اللهِ بنُ بُسرٍ صاحِبُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع النَّاسِ في يَومِ عيدِ فِطرٍ، أو أضحى، فأنكَرَ إبطاءَ الإمامِ، وقالَ: إنَّا كُنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد فَرَغْنا ساعَتَنا هذه، وذلكَ خَيرُ التَّسبيحِ.

18 - أنَّ رَجلًا ضَريرًا أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ادعُ اللهَ تَعالَى أنْ يُعافيَني، قالَ: إنْ شئتَ أَخَّرتُ ذلك، وإنْ شئتَ دَعوتُ، قالَ: فادعُهُ، قالَ: فأَمَرَهُ أنْ يَتوضَّأَ، فيُحسِنَ الوُضوءَ، ويُصلِّيَ رَكعتينِ، ويَدعوَ بهذا الدُّعاءِ: اللَّهُمَّ أَسألُكَ، وأَتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نبيِّ الرَّحمةِ، يا مُحمَّدُ إنِّي أَتوجَّهُ بكَ إلى ربِّكَ في حاجتي هذه فتَقضيها لي، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فيَّ وشَفِّعْني فيه.

19 - إنَّ المُؤمِنَ إذا احتُضِرَ أتَتْه مَلائكةُ الرَّحمةِ بحَريرةٍ بَيضاءَ، فَيقولون: اخرُجي راضِيةً مَرضِيَّةً عنكِ إلى رَوحِ اللهِ، ورَيحانٍ، ورَبٍّ غَيرِ غَضبانٍ، فتَخرُجُ كأطيَبِ رِيحِ مِسكٍ، حتَّى إنَّهم ليُناوِلُه بَعضُهم بَعضًا يَشَمُّونه، حتَّى يأتوا به بابَ السَّماءِ فيَقولون: ما أطيَبَ هذه الرِّيحَ! الَّتي جاءَتكُم منَ الأرضِ! فكُلَّما أتَوا سَماءً قالوا ذلكَ، حتَّى يأتوا به أرواحَ المُؤمِنين. قالَ: فلَهُمْ أفرَحُ به من أحَدِكُم بغائبِه إذا قَدِمَ عليه. قالَ: فيَسألونه ما فَعَل فُلانٌ؟ قالَ: فيَقولون: دَعوه حتَّى يَستَريحَ؛ فإنَّه كان في غَمِّ الدُّنيا، فإذا قالَ لهم: أمَا أتاكُم؟ فإنَّه قد ماتَ. قالَ: فيَقولون: ذُهِبَ به إلى أُمِّه الهاوِيةِ. قالَ: وأمَّا الكافِرُ، فإنَّ مَلائكةَ العَذابِ تَأتيه، فتقول: اخرُجي ساخِطةً مَسخوطًا عَلَيكِ إلى عَذابِ اللهِ، وسَخَطِه، فتَخرُج كأنتَنِ ريحِ جِيفةٍ، فيَنطَلِقون به إلى بابِ الأرضِ، فيقولون: ما أنتَنَ هذه الرِّيحَ! كُلَّما أتَوا على أرضٍ قالوا ذلكَ، حتَّى يأتوا به أرواحَ الكُفَّارِ.

20 - "أتَى جِبْريلُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذه خَديجةُ قد أتَتْكَ، ومعَها إناءٌ فيه إدامٌ أو طَعامٌ أو شَرابٌ، فإذا هي أتَتْكَ فاقرَأْ عليها السَّلامَ من رَبِّها، وبشِّرْها ببَيتٍ في الجنَّةِ من قصَبٍ ، لا صخَبَ فيها ولا نصَبَ".

21 - إنَّ المُؤمِنَ إذا حَضَره المَوتُ حَضَره مَلائكةُ الرَّحمِة ثمَّ ذَكَر الحَديثَ بنَحوِه [أي: بنحوِ حَديثِ: إنَّ المُؤمِنَ إذا احتُضِرَ أتَتْه مَلائكةُ الرَّحمةِ بحَريرةٍ بَيضاءَ، فَيقولون: اخرُجي راضِيةً مَرضِيَّةً عنكِ إلى رَوحِ اللهِ، ورَيحانٍ، ورَبٍّ غَيرِ غَضبانٍ، فتَخرُجُ كأطيَبِ رِيحِ مِسكٍ، حتَّى إنَّهم ليُناوِلُه بَعضُهم بَعضًا يَشَمُّونه، حتَّى يأتوا به بابَ السَّماءِ فيَقولون: ما أطيَبَ هذه الرِّيحَ! الَّتي جاءَتكُم منَ الأرضِ! فكُلَّما أتَوا سَماءً قالوا ذلكَ، حتَّى يأتوا به أرواحَ المُؤمِنين. قالَ: فلَهُمْ أفرَحُ به من أحَدِكُم بغائبِه إذا قَدِمَ عليه. قالَ: فيَسألونه ما فَعَل فُلانٌ؟ قالَ: فيَقولون: دَعوه حتَّى يَستَريحَ؛ فإنَّه كان في غَمِّ الدُّنيا، فإذا قالَ لهم: أمَا أتاكُم؟ فإنَّه قد ماتَ. قالَ: فيَقولون: ذُهِبَ به إلى أُمِّه الهاوِيةِ. قالَ: وأمَّا الكافِرُ، فإنَّ مَلائكةَ العَذابِ تَأتيه، فتقول: اخرُجي ساخِطةً مَسخوطًا عَلَيكِ إلى عَذابِ اللهِ، وسَخَطِه، فتَخرُج كأنتَنِ ريحِ جِيفةٍ، فيَنطَلِقون به إلى بابِ الأرضِ، فيقولون: ما أنتَنَ هذه الرِّيحَ! كُلَّما أتَوا على أرضٍ قالوا ذلكَ، حتَّى يأتوا به أرواحَ الكُفَّارِ].

22 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه كان يُصَلِّي العَصرَ والشَّمسُ بَيضاءُ مُرتَفِعةٌ، ثمَّ يَسيرُ الرَّجُلُ حتَّى يَنصَرِفَ منها إلى ذي الحُلَيفةِ -وهي سِتَّةُ أميالٍ- قبْلَ غُروبِ الشَّمسِ.

23 - عنْ عبدِ اللهِ بنِ سَخْبرةَ، قالَ: غَدَوتُ مع عَبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ مِن مِنًى إلى عَرَفةَ، وكان عَبدُ اللهِ رَجُلًا آدَمَ له ضَفيرَتانِ عليه مَسحةُ أهلِ البادِيةِ ، وكان يُلَبِّي، فاجتَمَعَ عليه غَوْغاءُ من غَوْغاءِ النَّاس، فقالوا: يا أعرابيُّ، إنَّ هذا ليس بيَومِ تَلبِيةٍ إنَّما هو التَّكبيرُ، قالَ: فعِندَ ذلكَ الْتَفَت إلَيَّ، فقالَ: جَهِل النَّاسُ أم نَسُوا؟ والَّذي بَعَث مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالحَقِّ لقد خَرَجتُ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من مِنًى إلى عَرَفةَ، فما تَرَك التَّلبِيةَ حتَّى رَمَى الجمَرةَ، إلَّا أن يَخلِطَها بتَكبيرٍ أو تَهليلٍ.

24 - أنَّ رَجلًا كان يَدْعو بأُصبُعَيهِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَحِّدْ، أَحِّدْ.
خلاصة حكم المحدث : [صحيح الإسناد]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1989
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - رفع اليدين في الدعاء آداب الدعاء - الاجتهاد في الدعاء
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

25 - خطَبَنا عُتْبةُ بنُ غَزْوانَ، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ قالَ: «أمَّا بعدُ، فإنَّ الدُّنيا قد آذَنَتْ بصُرمٍ، وولَّتْ حذَّاءَ ، وإنَّما بَقيَ منها صُبابةٌ كصُبابةِ الإناءِ يَصطَبُّها صاحِبُها، وإنَّكم مُنتَقِلونَ منها إلى دارٍ لا زَوالَ لها، فانتَقِلوا منها بخَيرِ ما بحَضرَتِكم، فإنَّه قد ذُكِرَ لنا أنَّ الحَجرَ يُلْقى من شَفيرِ جَهنَّمَ فيَهْوي بها سَبعينَ عامًا، وما يُدرِكُ لها قَعرًا، فواللهِ لتَمْلأنَّه، أفعَجِبْتم وقد ذُكِرَ لنا أنْ مِصْراعَينِ من مَصاريعِ الجنَّةِ بيْنَهما أربَعونَ سَنةً، ولَيأْتينَّ عليه يومٌ وهو كَظيظُ الزِّحامِ، ولقد رأيْتُني وإنِّي لسابِعُ سَبعةٍ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما لنا طَعامٌ إلَّا ورَقُ الشَّجرِ حتَّى قَرِحَتْ أشْداقُنا، وإنِّي التقَطْتُ بُرْدةً فشَقَقْتُها بَيْني وبيْنَ سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ فارِسِ الإسْلامِ، فاتَّزرْتُ بنِصفِها، واتَّزَرَ سَعدٌ بنِصفِها، وما أصبَحَ منَّا اليومَ أحَدٌ حيٌّ إلَّا أصبَحَ أميرَ مِصرٍ منَ الأمْصارِ، وإنَّني أعوذُ باللهِ أنْ أكونَ في نَفْسي عَظيمًا، وعندَ اللهِ صَغيرًا، وإنَّها لم تَكنْ نُبوَّةٌ قطُّ إلَّا تَناقَصَتْ حتَّى يكونَ عاقِبتُها مُلكًا، وستُجرِّبونَ، أو تَبلُونَ الأُمَراءَ بَعْدي».

26 - انتَهيْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَقرَأُ: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ}، قالَ: يقولُ ابنُ آدمَ: مالي مالي! وهلْ لكَ مِن مالِكَ إلَّا ما لبِسْتَ فأبلَيْتَ ، أو أكلْتَ فأفنيْتَ ، أو تصدَّقْتَ فأمْضَيْتَ.

27 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابَهُ مَرُّوا بامرأةٍ فذَبَحَتْ لهم شاةً، واتَّخذَتْ لهم طَعامًا، فلمَّا رَجَعَ، قالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنَّا اتَّخَذْنا لكُم طَعامًا فادْخُلوا فكُلُوا، فدَخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه، وكانوا لا يَبْدَؤُونَ حتَّى يَبدَأَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخَذَ لُقمةً، فلمْ يَستَطِعْ أنْ يُسيغَها، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هذه شاةٌ ذُبِحَتْ بغيرِ إذْنِ أهْلِها، فقالتِ المرأةُ: يا نَبيَّ اللهِ، إنَّا لا نحْتَشِمُ مِن آلِ مُعاذٍ، ولا يَحْتَشِمون مِنَّا، إنَّا نَأخُذُ منْهم ويَأخُذونَ مِنَّا.

28 - «تَفَرَّقَتِ اليَهودُ على إحْدَى وسَبْعينَ، والنَّصارَى مِثْلُ ذلك، وتَفْتَرِقُ أُمَّتي على ثلاثٍ وسَبْعينَ فِرْقَةً».

29 - جاءَ رَجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي أَصبْتُ امرأةً ذاتَ حَسَبٍ ومَنصِبٍ ومالٍ، إلَّا أنَّها لا تَلِدُ، أفأَتزوَّجُها؟ فنَهاه، ثُمَّ أَتاهُ الثَّانيةَ، فقالَ له مِثلَ ذلك، فنَهاه، ثُمَّ أَتاهُ الثَّالثةَ، فقالَ له مِثلَ ذلك، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تَزوَّجوا الوَدودَ الوَلودَ ؛ فإنِّي مُكاثِرٌ بكم الأُمَمَ.

30 - قالَ عمر: اللَّهُمَّ بيِّنْ لنا في الخَمْرِ، فنَزلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ} [النساء: 43] إلى آخِرِ الآيةِ، فدَعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُمَرَ، فتَلَاها عليه، فكأنَّما لم يُوافِقْ مِن عُمَرَ الَّذي أرادَ، فقال: اللَّهُمَّ بيِّنْ لنا في الخَمْرِ، فنَزَلَت: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا} [البقرة: 219]، فدَعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُمَرَ فَتَلاها عليهِ، فكأنَّها لم تُوافِقْ مِن عمَرَ الَّذي أرادَ، فقالَ: اللَّهُمَّ بيِّنْ لنا في الخَمْرِ، فنزلَتْ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ} [المائدة: 90] حتَّى انتَهى إلى قوْلِهِ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91]، فدَعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عُمَرَ فتَلَاها عليهِ، فقالَ عُمَرُ: انتَهَيْنَا يا رَبِّ.
 

1 - أنَّ رَجلًا أَسودَ أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي رَجلٌ أَسودُ مُنتِنُ الرِّيحِ، قَبيحُ الوَجهِ، لا مالَ لي، فإنْ أنا قاتَلْتُ هؤلاء حتَّى أُقتَلَ، فأين أنا؟ قالَ: في الجنَّةِ. فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ، فأَتاهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد بَيَّضَ اللهُ وَجهَكَ، وطَيَّبَ ريحَكَ، وأَكثَرَ مالَكَ، وقالَ لهذا أوْ لغيرِهِ: لقد رأيتُ زوجَتَهُ مِنَ الحورِ العينِ ، نازَعَتْه جُبَّةً له مِن صوفٍ، تَدخُلُ بيْنَه وبيْنَ جُبَّتِه.

2 - ليْس مِن عَمَلٍ إلَّا وهو يُختَمُ عليه، فإذا مَرِضَ المُؤمِنُ قالتِ المَلائكةُ: يا رَبَّنا، عَبدُكَ فُلانٌ قد حَبَسْتَه، فيَقولُ الرَّبُّ تَعالَى: اختِموا له على مِثلِ عَمَلِه حتَّى يَبرَأَ أو يَموتَ.

3 - أنَّ رَجلًا قالَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لفلانٍ نخلةً، وأنا أُقيمُ حائطي بها، فمُرْهُ أنْ يُعطِيَني أُقيمُ حائطي بها. فقالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَعْطِها إيَّاهُ بنخلةٍ في الجنَّةِ. فأَبَى وأَتاهُ أبو الدَّحْداحِ، فقالَ: بِعْني نَخلَكَ بحائطي، قالَ: ففَعَلَ، قالَ: فأَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنِّي قد ابتَعْتُ النَّخلةَ بحائطي، فجَعَلَها له. فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كمْ مِن عِذْقٍ رَداحٍ لأَبي الدَّحْداحِ في الجنَّةِ. مِرارًا، فأَتى امرَأَتَهُ، فقالَ: يا أُمَّ الدَّحْداحِ، اخرُجي مِنَ الحائطِ، فإنِّي بِعتُهُ بنخلةٍ في الجنَّةِ. فقالتْ: قد رَبِحَتِ البيعُ، أوْ كلمةً نحوَها.

4 - أنَّ رجُلًا أتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ، عَلِّمْني شيئًا أزدادُ بهِ يَقينًا، قالَ: فقال: ادعُ تلكَ الشَّجرةَ، فدَعا بها فجاءتْ حتَّى سلَّمَتْ علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قال لها: ارجِعي، فرَجَعتْ، قالَ: ثمَّ أذِنَ له، فقبَّلَ رأسَهُ ورِجْلَيْهِ، وقال: لوْ كُنتُ آمِرًا أحدًا أنْ يَسجُدَ لأحدٍ لَأمَرْتُ المرأةَ أنْ تَسجُدَ لزَوْجِها.

5 - أنَّه عادَ عَليًّا رَضيَ اللهُ عنه في شَكْوى له اشْتَكاها، قالَ: فقلْتُ له: لقدْ تَخوَّفْنا عليكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ في شَكْواكَ هذا، فقالَ: لكنِّي واللهِ ما تَخوَّفْتُ على نَفْسي منه؛ لأنِّي سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّادِقَ المَصْدوقَ يَقولُ: «إنَّكَ ستُضرَبُ ضَرْبةً ها هُنا وضَرْبةً ها هُنا -وأشارَ إلى صُدْغَيْه- فيَسيلُ دمُها حتَّى تختَضِبَ لِحيتُكَ، ويَكونَ صاحِبُها أشْقاها، كما كان عاقِرُ النَّاقةِ أشْقى ثَمودَ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري
الراوي : [علي بن أبي طالب] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4650 التخريج : أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (1/ 106) (173)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (174)، والبيهقي (16162) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب جنائز وموت - عيادة المريض فتن - بدء الفتنة فتن - علامة أول الفتن
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ يومَ أُحُدٍ: مَن قتَلَ كافِرًا فله سَلَبُه، فقتَلَ أبو طَلْحةَ يومَئذٍ عِشْرينَ رَجُلًا.

7 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني ، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

8 - أنَّ رَجلًا مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ بشِعْبٍ فيه عُيَينَةُ مِن ماءٍ عَذْبٍ، فأَعْجَبَه طيبُهُ وحُسنُه، فقالَ: لوِ اعتزلتُ النَّاسَ، وأَقمتُ في هذا الشِّعبِ؟ ثُمَّ قالَ: لا أَفعلُ حتَّى أَستأْمِرَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فذَكَرَ ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: لا تَفعلْ؛ فإنَّ مَقامَ أَحَدِكُم في سبيلِ اللهِ أفضلُ مِن صلاتِهِ في أَهلِهِ ستِّينَ عامًا، ألا تُحبُّونَ أنْ يَغفِرَ اللهُ لكم، ويُدخِلَكُم الجنَّةَ؛ اغزوا في سبيلِ اللهِ، مَنْ قاتَلَ في سبيلِ الله فُواقَ ناقةٍ ؛ وَجَبَتْ له الجنَّةُ.

9 - لمَّا صدَرَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ عنْ مِنًى في آخِرِ حجَّةٍ حَجَّها أناخَ بالبَطْحاءِ، ثمَّ كوَّمَ كَوْمةً ببَطْحاءَ، ثمَّ طرَحَ عليها صِنْفةَ رِدائِه، ثمَّ اسْتَلْقى ومدَّ يدَيْه إلى السَّماءِ، فقالَ: «اللَّهمَّ كبِرَ سِنِّي، وضعُفَتْ قُوَّتي، وانتشَرَتْ رَعِيَّتي، فاقْبِضْني إليكَ غيرَ مُضيِّعٍ ولا مُفرِّطٍ»، ثمَّ قدِمَ في ذي الحِجَّةِ فخطَبَ النَّاسَ، فقالَ: «أيُّها النَّاسُ، إنَّه قد سُنَّتْ لكمُ السُّنَنُ، وفُرِضَتْ لكمُ الفَرائضُ، وتُرِكْتُم على الواضِحةِ -وضرَبَ بإحْدى يدَيْه على الأُخْرى- إلَّا أنْ تَميلوا بالنَّاسِ يَمينًا وشِمالًا»، فما انسلَخَتْ ذو الحِجَّةِ حتَّى قُتِلَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه، قالَ: وسمِعْتُ سَعيدَ بنَ المسيِّبِ يَقولُ: «طعَنَ أبو لُؤْلؤةَ الَّذي قتَلَ عُمَرَ اثْنَيْ عَشرَ رَجلًا بعُمَرَ، فماتَ منهم ستَّةٌ، وأفرَقَ منهم ستَّةٌ، وكانَ معَه سكِّينٌ له طَرَفانِ، فطعَنَ به نَفْسَه فقَتَلَها».
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4569
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الدعاء بالموت والحياة آداب الدعاء - رفع اليدين في الدعاء حدود - الحث على إقامة الحدود حدود - حد الرجم علم - النسخ في القرآن والسنة
| شرح الحديث

10 - لَمَّا أُسِرَ أبو العاصِ، قالتْ زَينبُ: إنِّي قد أجَرْتُ أبا العاصِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قَدْ أجَرْنا مَن أجارَتْ زَينبُ؛ إنَّه يُجيرُ على المُسلِمِينَ أدناهُمْ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أنس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7034
التصنيف الموضوعي: جهاد - الأمان والوفاء به ومن له إعطاء الأمان مغازي - غزوة بدر مناقب وفضائل - أصهار النبي ومنهم أبو العاص بن الربيع جهاد - الأسرى مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| شرح حديث مشابه

11 - أنَّ رَجُلًا كان يأتي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومعه ابنٌ له، فقالَ له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَتُحِبُّه؟ فقالَ: أحَبَّكَ اللهُ كما أُحِبُّهُ، ففَقَده النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ما فَعَل فُلانٌ؟ قالوا: مات ابنُه، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أمَا يَسُرُّكَ ألَّا تَأتِيَ بابًا من أبوابِ الجَنَّةِ إلَّا وَجَدتَه يَنتَظِرُكَ؟ فقالَ رجل: أله خاصَّةً أو لكُلِّنا؟ قالَ: بل لكُلِّكُم.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : قرة [بن عبدالله المزني] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1435
التصنيف الموضوعي: جنة - صفة أهل الجنة رقائق وزهد - الصبر على البلاء بر وصلة - التودد إلى الإخوان بر وصلة - حب الولد
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

12 - أُتِي عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه بمُبْتلاةٍ قدْ فَجَرَت، فأمَرَ برَجمِها، فمَرَّ بها علِيُّ بنُ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه ومعها الصِّبيانُ يَتْبَعونها، فقال: ما هذه؟ قالوا: أمَرَ بها عُمرُ أنْ تُرجَمَ، قال: فرَدَّها وذهَبَ معها إلى عُمرَ رَضيَ اللهُ عنه، وقال: ألمْ تَعلَمْ أنَّ القلَمَ رُفِع عن المجنونِ حتَّى يَعقِلَ، وعن المُبْتلى حتَّى يُفِيقَ، وعن النَّائمِ حتَّى يَستيقظَ، وعن الصَّبيِّ حتَّى يَحتلِمَ؟
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " ورواه شعبة، عن الأعمش بزيادة ألفاظ
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8380
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - رفع القلم عن ثلاث حدود - الحد على المجنون والصبي حدود - من لا يجب عليه الحد حدود - رفع القلم عن ثلاثة حدود - المجنون أو الصغير يسرق أو يصيب حدا
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

13 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَحوَه [أي: نَحْو حَديثِ: إنَّ المُؤمِنَ إذا احتُضِرَ أتَتْه مَلائكةُ الرَّحمةِ بحَريرةٍ بَيضاءَ، فَيقولون: اخرُجي راضِيةً مَرضِيَّةً عنكِ إلى رَوحِ اللهِ، ورَيحانٍ، ورَبٍّ غَيرِ غَضبانٍ، فتَخرُجُ كأطيَبِ رِيحِ مِسكٍ، حتَّى إنَّهم ليُناوِلُه بَعضُهم بَعضًا يَشَمُّونه، حتَّى يأتوا به بابَ السَّماءِ فيَقولون: ما أطيَبَ هذه الرِّيحَ! الَّتي جاءَتكُم منَ الأرضِ! فكُلَّما أتَوا سَماءً قالوا ذلكَ، حتَّى يأتوا به أرواحَ المُؤمِنين. قالَ: فلَهُمْ أفرَحُ به من أحَدِكُم بغائبِه إذا قَدِمَ عليه. قالَ: فيَسألونه ما فَعَل فُلانٌ؟ قالَ: فيَقولون: دَعوه حتَّى يَستَريحَ؛ فإنَّه كان في غَمِّ الدُّنيا، فإذا قالَ لهم: أمَا أتاكُم؟ فإنَّه قد ماتَ. قالَ: فيَقولون: ذُهِبَ به إلى أُمِّه الهاوِيةِ. قالَ: وأمَّا الكافِرُ؛ فإنَّ مَلائكةَ العَذابِ تَأتيه، فتقول: اخرُجي ساخِطةً مَسخوطًا عَلَيكِ إلى عَذابِ اللهِ، وسَخَطِه، فتَخرُج كأنتَنِ ريحِ جِيفةٍ، فيَنطَلِقون به إلى بابِ الأرضِ؛ فيقولون: ما أنتَنَ هذه الرِّيحَ! كُلَّما أتَوا على أرضٍ قالوا ذلكَ، حتَّى يأتوا به أرواحَ الكُفَّارِ.]

14 - مَن سَألَكُم باللهِ فأعطوه، ومَنِ استَعاذَكُم باللهِ فأَعيذوه، ومَن دَعاكُم فأَجيبوه، ومن أهدى إليكم فكافِئوه ، فإنْ لم تَجِدوا ما تُكافِئونَه فادْعُوا له حتَّى تَرَوا أن قد كافَأْتُموه.

15 - أنَّ زَينبَ بنتَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرسَلَ إليها أبو العاصِ بنُ الرَّبيعِ: أنْ خُذِي لي أمانًا مِن أبيكِ، فخَرَجَتْ فأطْلَعَتْ رأْسَها مِن بابِ حُجْرتِها، والنَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي بالنَّاسِ، فقالتْ: أيُّها النَّاسُ، إنِّي زَينبُ بنتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنِّي قدْ أجَرْتُ أبا العاصِ، فلمَّا فرَغَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الصَّلاةِ قالَ: أيُّها النَّاسُ، إنَّه لا عِلْمَ لي بهذا حتَّى سَمِعْتُموهُ، ألَا وإنَّه يُجيرُ على المُسْلِمين أدْناهُمْ.

16 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبِثَ عَشْرَ سِنينَ يَتبَعُ النَّاسَ في مَنازِلِهم في المَوسِمِ ومَجنَّةَ وعُكاظٍ ومَنازِلِهم من مِنًى، «مَن يُؤْويني ، مَن يَنصُرُني، حتَّى أُبلِّغَ رِسالاتِ رَبِّي فلهُ الجنَّةُ؟» فلا يجِدُ أحَدًا يَنصُرُه ولا يُؤْويه، حتَّى إنَّ الرَّجلَ ليَرحَلُ من مِصرَ، أو منَ اليَمنِ إلى ذي رَحِمِه فيَأْتيه قَومُه فيَقولونَ له: احذَرْ غُلامَ قُرَيشٍ لا يَفتِنُكَ، ويَمْشي بيْنَ رِحالِهم يَدْعوهم إلى اللهِ عزَّ وجلَّ يُشيرونَ إليه بالأصابِعِ حتَّى بعَثَنا اللهُ من يَثْرِبَ ، فيَأْتيه الرَّجلُ منَّا فيُؤمِنُ به، ويُقْرئُه القُرآنَ فيَنقَلِبُ إلى أهْلِه، فيُسلِمونَ بإسْلامِه، حتَّى لم يَبقَ دارٌ من دُورِ يَثْرِبَ إلَّا وفيها رَهطٌ منَ المُسلِمينَ، يُظهِرونَ الإسْلامَ، وبعَثَنا اللهُ إليه فائْتَمَرْنا واجتَمَعْنا وقُلْنا: حتَّى متى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُطرَدُ في جِبالِ مكَّةَ ويَخافُ، فرحَلْنا حتَّى قدِمْنا عليه في المَوسِمِ فواعَدَنا ببَيْعةٍ منَ العَقَبةِ، فقالَ له عَمُّه العبَّاسُ: يا ابنَ أخي، لا أدْري ما هؤلاء القَومُ الَّذين جاؤُوكَ، إنِّي ذو مَعرِفةٍ بأهْلِ يَثرِبَ ، فاجتَمَعْنا عندَه من رَجلٍ ورَجُلَينِ، فلمَّا نظَرَ العبَّاسُ في وُجوهِنا، قالَ: هؤلاء قَومٌ لا نَعرِفُهم، هؤلاء أحْداثٌ، فقُلْنا: يا رَسولَ اللهِ، عَلامَ نُبايِعُكَ؟ قالَ: «تُبايِعوني على السَّمعِ والطَّاعةِ في النَّشاطِ والكَسلِ، وعلى النَّفَقةِ في العُسرِ واليُسرِ، وعلى الأمْرِ بالمَعْروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، وعلى أنْ تَقولوا في اللهِ لا تَأخُذُكم لَوْمةُ لائمٍ، وعلى أنْ تَنْصُروني إذا قدِمْتُ عليكم، وتَمْنَعوني ممَّا تَمْنَعونَ منه أنفُسَكم وأزْواجَكم وأبْناءَكم، ولكمُ الجنَّةُ»، فقُمْنا نُبايِعُه فأخَذَ بيَدِه أسْعَدُ بنُ زُرارةَ وهو أصغَرُ السَّبعينَ، إلَّا أنَّه قالَ: رُوَيدًا يا أهْلَ يَثرِبَ ، إنَّا لم نَضرِبْ إليه أكْبادَ المَطيِّ إلَّا ونحن نَعلَمُ أنَّه رَسولُ اللهِ، وأنَّ إخْراجَه اليَومَ مُفارَقةُ العَربِ كافَّةً، وقَتلُ خِيارِكم، وأنْ يَعضَّكمُ السَّيفُ، فإمَّا أنتم قَومٌ تَصبِرونَ عليها إذا مسَّتْكم وعلى قَتلِ خِيارِكم ومُفارَقةِ العَربِ كافَّةً، فَخُذوه وأجْرُكم على اللهِ، وإمَّا أنتم تَخافونَ من أنفُسِكم خِيفةً، فذَرُوه، فهو عُذرٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فقالوا: يا أسْعَدُ، أمِطْ عنَّا يدَكَ، فواللهِ لا نذَرُ هذه البَيعةَ ولا نَستَقيلُها، قالَ: فقُمْنا إليه رَجلًا رَجلًا، فأخَذَ علينا ليُعْطيَنا بذلك الجنَّةَ.

17 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأى رَجُلًا صَلَّى لم يَحمَدِ اللهَ، ولم يُمَجِّدْه، ولم يُصَلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وانصَرَف، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَجِل هذا فدَعاه، فقالَ له ولغَيرِه: إذا صَلَّى أحَدُكُم فليَبدَأْ بتَحميدِ رَبِّه، والثَّناءِ عليه، ثمَّ ليُصَلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ يدعو بما شاء

18 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رأى رَجُلًا صَلَّى لم يَحمَدِ اللهَ، ولم يُمَجِّدْه، ولم يُصَلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وانصَرَف، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عَجِل هذا، فدَعاه، فقالَ له ولغَيرِه: إذا صَلَّى أحَدُكُم فليَبدَأْ بتحميد رَبِّه، والثَّناءِ عليه، وليُصَلِّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ يَدعو بما شاءَ.

19 - كان على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بُرْدانِ قِطرِيَّانِ غَليظانِ خَشِنانِ، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ ثَوْبَيكَ خَشِنانِ غَليظانِ، وإنَّكَ تَرْشَحُ فيهما فيَقْصِلانِ عليكَ، وإنَّ فلانًا قَدِمَ له بَزٌّ مِنَ الشَّامِ، فلوْ بعَثْتَ إليه فأَخذْتَ منه ثَوبينِ بنَسيئةٍ إلى مَيْسَرةٍ، فأَرْسَلَ إليه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: قد عَلِمتُ ما يُريدُ مُحمَّدٌ؛ يُريدُ أنْ يَذهَبَ بثَوْبي ويَمطُلَني بهما، فأَتى الرَّسولُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَخبَرَهُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: قد كَذَبَ؛ قد عَلِموا أَنِّي أَتْقاهُم للهِ، وأَدَّاهُم للأمانةِ.

20 - عنْ أبي سَلَمةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ، قالَ: عادَ عبْدُ الرَّحمنِ بنُ عَوفٍ أبا الرَّدَّادِ اللَّيْثِيَّ رَضيَ اللهُ عنهُما، فقالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قال اللهُ: أنا اللهُ، أنا الرَّحمنُ، خلَقْتُ الرَّحِمَ ، وشَقَقْتُ لها شُعْبةً مِنِ اسمِي، فمَن وَصَلَها وصَلْتُه ، ومَن قطَعَهَا قَطَعْتُه.

21 - شهِدْنا صِفِّينَ معَ عَليٍّ رَضيَ اللهُ عنه، وقد وكَّلْنا رَجُلَينِ، فإذا كانَ منَ القَومِ غَفْلةٌ حمَلَ عليهم، فلا يَرجِعُ حتَّى يَخضِبَ سَيفُه دَمًا، فقالَ: اعْذُرْني، فواللهِ ما رجَعْتُ حتَّى نَبَا عَلَيَّ سَيْفي، قالَ: ورأيْتُ عَمَّارًا وهاشِمَ بنَ عُتْبةَ وهو يَسْعى بيْنَ الصَّفَّينِ، فقالَ عَمَّارٌ: يا هاشِمُ، هذا واللهِ ليُخلَفَنَّ أمْرُه، ولَيُخذَلَنَّ جُندُه، ثمَّ قالَ: يا هاشِمُ الجنَّةُ تحتَ الأبارِقةِ قد تزَيَّنَ الحورُ معَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحِزْبِه، يا هاشِمُ، أعْوَرُ، ولا خَيرَ في أعْوَرَ لا يَغْشى البَأْسَ، قالَ: فهَزَّ هاشِمٌ الرَّايةَ وقالَ: أعْوَرُ يَبْغي أهْلَه محِلَّا... قد عالَجَ الحَياةَ حتَّى مَلَّا لا بُدَّ أنْ يَفُلَّ أو يُفَلَّا. قالَ: ثمَّ أخَذَ في وادٍ مِن أوْديةِ صِفِّينَ، قالَ: أبو عَبدِ الرَّحمَنِ: ورأيْتُ أصْحابَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَّبِعونَ عَمَّارًا كأنَّه لهُم عَلَمٌ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أبو عبد الرحمن السلمي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5799
التصنيف الموضوعي: أيمان - لفظ اليمين وما يحلف به فتن - موقعة صفين مناقب وفضائل - عمار بن ياسر
| شرح الحديث

22 - لمَّا كانَ عامُ الفَتحِ ونزَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذا طُوًى، قالَ أبو قُحافةَ لابْنةٍ له وكانتْ أصغَرَ ولَدِه: أيْ بُنيَّةُ، أشْرِفي بي على أبي قُبَيسٍ، وقد كُفَّ بَصرُه، فأشرَفَتْ به عليه، فقالَ: أيْ بُنيَّةُ، ماذا ترَيْنَ؟ قالَتْ: أرَى سَوادًا مُجتمِعًا وأرَى رجُلًا يَسْري بيْنَ ذلك السَّوادِ مُقبِلًا، فقالَ: تلك الخَيلُ يا بُنيَّةُ، ثمَّ قالَ: ماذا ترَيْنَ؟ فقالَتْ: أرَى السَّوادَ قد انتَشَرَ، فقالَ: إذنْ واللهِ دُفِعَتِ الخَيلُ، فأسْرِعي بي يا بُنيَّةُ إلى بَيْتي، فخرَجَتْ سَريعًا حتَّى إذا هبطَتْ به إلى الأبْطَحِ ، وكان في عُنُقِها طَوْقٌ لها من ورِقٍ، فاقتَطَعَه إنْسانُ من عُنُقِها، فلمَّا دخَلَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَسجِدَ خرَجَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه حتَّى جاءَ بأبيهِ يَقودُه، فلمَّا رَآه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: «هلَّا ترَكْتَ الشَّيخَ في بَيتِه حتَّى أَجيئَه» فقالَ: يَمْشي هو إليكَ يا رَسولَ اللهِ، أحَقُّ من أنْ تَمْشيَ إليه، فأجلَسَه بيْنَ يَدَيْه، ثمَّ مسَحَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدرَه، وقالَ: «أسلِمْ تَسلَمْ»، فأسلَمَ، ثمَّ قامَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه فأخَذَ بيَدِ أُختِه، فقالَ: أَنشُدُ باللهِ والإسْلامِ طَوْقَ أُخْتي، فواللهِ ما جاءَ به أحَدٌ، ثمَّ قالَ الثَّانيةَ: أَنشُدُ باللهِ والإسْلامِ طَوْقَ أُخْتي، فما جاء به أحَدٌ، فقالَ: يا أُخَيَّةُ، احْتَسِبي طَوْقَكِ، فواللهِ إنَّ الأمانةَ في النَّاسِ لَقَليلٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : أسماء بنت أبي بكر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4417
التصنيف الموضوعي: حج - دخول مكة بدون إحرام رقائق وزهد - الأمانة مغازي - فتح مكة إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام بر وصلة - توقير الكبير ورحمة الصغير
| شرح حديث مشابه

23 - أَقبَلْتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَمِعَ رَجلًا يَقرأُ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} [الإخلاص: 1- 4]، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وجَبَتْ، فسَألْتُه: ماذا يا رسولَ اللهِ؟ قالَ: الجنَّةُ، قالَ أبو هُريرةَ: فأَردتُ أنْ أَذهبَ إلى الرَّجلِ فأُبشِّرُهُ، ثُمَّ فَرِقْتُ أنْ تَفوتَني الغَداةُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فآثَرتُ الغَداةَ ، ثُمَّ ذهبتُ إلى الرَّجلِ فوجدْتُه قد ذَهَبَ.

24 - أنَّ أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ رَضيَ اللهُ عنه دَخَلَ المسجدَ وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يُحدِّثُ النَّاسَ، فأَتى البيتَ الَّذي تُوفِّيَ فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكَشَفَ عنْ وجهِهِ بُرْدَ حِبَرَةٍ ، وكان مُسَجًّى به، فنَظَرَ إليه فأكَبَّ عليه ليُقَبِّلَ وجهَهُ، وقالَ: واللهِ لا يجْمَعُ اللهُ عليكَ مَوْتَتينِ بعدَ موتتِكَ الَّتي لا تموتُ بعدَها. ثُمَّ خَرَجَ إلى المسجدِ وعُمَرُ يُكلِّمُ النَّاسَ، فقالَ أبو بكرٍ: اجلِسْ يا عُمَرُ، فأَبى، فكَلَّمَهُ مرَّتينِ أوْ ثلاثًا، فأَبى، فقامَ، فتشَهَّدَ، فلمَّا قَضى تشهُّدَهُ قالَ: أمَّا بعدُ، فمَنْ كان يَعبُدُ مُحمَّدًا فإنَّ مُحمَّدًا قد ماتَ، ومَنْ كان يَعبُدُ اللهَ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يموتُ، ثُمَّ تلا: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ} [الأنبياء: 34] {وَمَا مُحمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ} [آل عمران: 144]، تلا إلى {الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]، فما هو إلَّا أنْ تلاها فأيْقنَ النَّاسُ بموتِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى قالَ قائلٌ: لمْ يَعْلَمِ النَّاسُ أنَّ هذه الآيةَ أُنزِلتْ حتَّى تلاها أبو بكرٍ. قالَ الزُّهريُّ: فأخْبرَني سعيدُ بنُ المُسيَّبِ أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ قالَ: لمَّا تلاها أبو بكرٍ عُقِرْتُ حتَّى خَرَرتُ إلى الأرضِ، وأيقنتُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد ماتَ.

25 - [عن عبدالله بن الزبير] أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «واللهِ لقدْ رَأيْتُني أنظُرُ إلى هِندَ بِنتِ عُتْبةَ وصَواحِباتِها مُشمِّراتٍ هَوارِبَ، ما دونَ أخْذِهنَّ قَليلٌ ولا كَثيرٌ؛ إذْ مالَتِ الرُّماةُ إلى العَسكَرِ، حتَّى كشَفَنا القَومُ عنه يُريدونَ النَّهبَ، وخَلَّوْا ظَهْرَنا للخَيلِ، فأُتِينا من أدْبارِنا، وصرَخَ صارِخٌ: ألَا إنَّ محمَّدًا قد قُتِلَ فانْكَفأْنا، وانْكَفأَ القَومُ بعدَ أنْ أصَبْنا اللِّواءَ، حتَّى ما يَدْنو منه أَحدٌ منَ القَومِ».

26 - عن ْ يَزيدَ بنِ خُمَيرٍ الرَّحْبيِّ، قال: خَرَج عَبدُ اللهِ بنُ بُسرٍ صاحِبُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مع النَّاسِ في يَومِ عيدِ فِطرٍ، أو أضحى، فأنكَرَ إبطاءَ الإمامِ، وقالَ: إنَّا كُنَّا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد فَرَغْنا ساعَتَنا هذه، وذلكَ خَيرُ التَّسبيحِ.

27 - أنَّ رَجلًا ضَريرًا أَتى النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: ادعُ اللهَ تَعالَى أنْ يُعافيَني، قالَ: إنْ شئتَ أَخَّرتُ ذلك، وإنْ شئتَ دَعوتُ، قالَ: فادعُهُ، قالَ: فأَمَرَهُ أنْ يَتوضَّأَ، فيُحسِنَ الوُضوءَ، ويُصلِّيَ رَكعتينِ، ويَدعوَ بهذا الدُّعاءِ: اللَّهُمَّ أَسألُكَ، وأَتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نبيِّ الرَّحمةِ، يا مُحمَّدُ إنِّي أَتوجَّهُ بكَ إلى ربِّكَ في حاجتي هذه فتَقضيها لي، اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فيَّ وشَفِّعْني فيه.

28 - إنَّ المُؤمِنَ إذا احتُضِرَ أتَتْه مَلائكةُ الرَّحمةِ بحَريرةٍ بَيضاءَ، فَيقولون: اخرُجي راضِيةً مَرضِيَّةً عنكِ إلى رَوحِ اللهِ، ورَيحانٍ، ورَبٍّ غَيرِ غَضبانٍ، فتَخرُجُ كأطيَبِ رِيحِ مِسكٍ، حتَّى إنَّهم ليُناوِلُه بَعضُهم بَعضًا يَشَمُّونه، حتَّى يأتوا به بابَ السَّماءِ فيَقولون: ما أطيَبَ هذه الرِّيحَ! الَّتي جاءَتكُم منَ الأرضِ! فكُلَّما أتَوا سَماءً قالوا ذلكَ، حتَّى يأتوا به أرواحَ المُؤمِنين. قالَ: فلَهُمْ أفرَحُ به من أحَدِكُم بغائبِه إذا قَدِمَ عليه. قالَ: فيَسألونه ما فَعَل فُلانٌ؟ قالَ: فيَقولون: دَعوه حتَّى يَستَريحَ؛ فإنَّه كان في غَمِّ الدُّنيا، فإذا قالَ لهم: أمَا أتاكُم؟ فإنَّه قد ماتَ. قالَ: فيَقولون: ذُهِبَ به إلى أُمِّه الهاوِيةِ. قالَ: وأمَّا الكافِرُ، فإنَّ مَلائكةَ العَذابِ تَأتيه، فتقول: اخرُجي ساخِطةً مَسخوطًا عَلَيكِ إلى عَذابِ اللهِ، وسَخَطِه، فتَخرُج كأنتَنِ ريحِ جِيفةٍ، فيَنطَلِقون به إلى بابِ الأرضِ، فيقولون: ما أنتَنَ هذه الرِّيحَ! كُلَّما أتَوا على أرضٍ قالوا ذلكَ، حتَّى يأتوا به أرواحَ الكُفَّارِ.

29 - "أتَى جِبْريلُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، هذه خَديجةُ قد أتَتْكَ، ومعَها إناءٌ فيه إدامٌ أو طَعامٌ أو شَرابٌ، فإذا هي أتَتْكَ فاقرَأْ عليها السَّلامَ من رَبِّها، وبشِّرْها ببَيتٍ في الجنَّةِ من قصَبٍ ، لا صخَبَ فيها ولا نصَبَ".

30 - إنَّ المُؤمِنَ إذا حَضَره المَوتُ حَضَره مَلائكةُ الرَّحمِة ثمَّ ذَكَر الحَديثَ بنَحوِه [أي: بنحوِ حَديثِ: إنَّ المُؤمِنَ إذا احتُضِرَ أتَتْه مَلائكةُ الرَّحمةِ بحَريرةٍ بَيضاءَ، فَيقولون: اخرُجي راضِيةً مَرضِيَّةً عنكِ إلى رَوحِ اللهِ، ورَيحانٍ، ورَبٍّ غَيرِ غَضبانٍ، فتَخرُجُ كأطيَبِ رِيحِ مِسكٍ، حتَّى إنَّهم ليُناوِلُه بَعضُهم بَعضًا يَشَمُّونه، حتَّى يأتوا به بابَ السَّماءِ فيَقولون: ما أطيَبَ هذه الرِّيحَ! الَّتي جاءَتكُم منَ الأرضِ! فكُلَّما أتَوا سَماءً قالوا ذلكَ، حتَّى يأتوا به أرواحَ المُؤمِنين. قالَ: فلَهُمْ أفرَحُ به من أحَدِكُم بغائبِه إذا قَدِمَ عليه. قالَ: فيَسألونه ما فَعَل فُلانٌ؟ قالَ: فيَقولون: دَعوه حتَّى يَستَريحَ؛ فإنَّه كان في غَمِّ الدُّنيا، فإذا قالَ لهم: أمَا أتاكُم؟ فإنَّه قد ماتَ. قالَ: فيَقولون: ذُهِبَ به إلى أُمِّه الهاوِيةِ. قالَ: وأمَّا الكافِرُ، فإنَّ مَلائكةَ العَذابِ تَأتيه، فتقول: اخرُجي ساخِطةً مَسخوطًا عَلَيكِ إلى عَذابِ اللهِ، وسَخَطِه، فتَخرُج كأنتَنِ ريحِ جِيفةٍ، فيَنطَلِقون به إلى بابِ الأرضِ، فيقولون: ما أنتَنَ هذه الرِّيحَ! كُلَّما أتَوا على أرضٍ قالوا ذلكَ، حتَّى يأتوا به أرواحَ الكُفَّارِ].