الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لي: يا مُعاذُ. قُلتُ له: لَبَّيكَ بأبي أنتَ وأُمِّي. قال: إنِّي مُحدِّثُكَ حَديثًا إنْ أنتَ حَفِظتَه نَفَعَكَ، وإنْ أنتَ ضَيَّعتَه ولم تَحفَظْه انقَطَعتْ حُجَّتُكَ عِندَ اللهِ يَومَ القيامةِ، يا مُعاذُ، إنَّ اللهَ خَلَقَ سَبعةَ أمْلاكٍ قَبلَ أنْ يَخلُقَ السَّمَواتِ والأرضَ، ثم خَلَقَ السَّمَواتِ فجَعَلَ لِكُلِّ سَماءٍ مِنَ السَّبعةِ مَلَكًا بَوَّابًا عليها، قد جَلَّلَها عِظَمًا، فتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ مِن حينِ أصبَحَ إلى أنْ أمْسى له نُورٌ كَنورِ الشَّمسِ، حتى إذا صَعِدتْ به إلى السَّماءِ الدُّنيا ذَكَرتْه فكَثَّرَتْه، فيَقولُ المَلَكُ لِلحَفَظةِ: اضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه، أنا صاحِبُ الغِيبةِ، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَ مَنِ اغتابَ النَّاسَ يُجاوِزُني إلى غَيري، قال: ثم تأتي الحَفَظةُ بعَمَلٍ صالِحٍ مِن أعمالِ العَبدِ، فتَمُرُّ فتُزَكِّيه وتُكَثِّرُه حتى تَبلُغَ به إلى السَّماءِ الثانيةِ، فيَقولُ لهمُ المَلكُ المُوَكَّلُ بالسَّماءِ الثانيةِ، قِفوا واضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه، إنَّه أرادَ بعَمَلِه هذا عَرَضَ الدُّنيا، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَه يُجاوِزُني إلى غَيري، إنَّه كانَ يَفتَخِرُ على الناسِ في مَجالِسِهم. قال: وتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ يَبتَهِجُ نُورًا مِن صَدَقةٍ وصيامٍ وصَلاةٍ، قد أعجَبَ الحَفَظةَ، فتُجاوِزُ به إلى السَّماءِ الثالثةِ، فيَقولُ لهمُ المَلَكُ المُوَكَّلُ بها: قِفوا واضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه، أنا مَلَكُ الكِبرِ، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَه يُجاوِزُني إلى غَيري؛ إنَّه كانَ يَتكَبَّرُ على الناسِ في مَجالِسِهم. قال: وتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ يُزهِرُ كما يُزهِرُ الكَوكَبُ الدُّرِّيُّ له دَويٌّ مِن تَسبيحٍ وصَلاةٍ وحَجٍّ وعُمرةٍ حتى يُجاوِزوا به إلى السَّماءِ الرَّابِعةِ، فيَقولُ لهمُ المَلَكُ المُوَكَّلُ بها: قِفوا واضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه، اضرِبوا ظَهرَه وبَطنَه، أنا صاحِبُ العُجبِ، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَه يُجاوِزُني إلى غَيري؛ إنَّه كانَ إذا عَمِلَ عَمَلًا أدخَلَ العُجبَ في عَمَلِه. قال: وتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ حتى يُجاوِزوا به إلى السَّماءِ الخامِسةِ، كأنَّه العَروسُ المَزفوفةُ إلى بَعلِها ، فيَقولُ لهمُ المَلَكُ المُوَكَّلُ بها: قِفوا واضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه واحمِلوه على عاتِقِه، أنا مَلَكُ الحَسَدِ؛ إنَّه كانَ يَحسُدُ الناسَ مِمَّن يَتَعلَّمُ ويَعمَلُ بمِثلِ عَمَلِه، وكُلُّ مَن كانَ يأخُذُ فَضلًا مِنَ العِبادةِ يَحسُدُهم ويَقَعُ فيهم، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَه يُجاوِزُني إلى غَيري. قالَ: وتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ مِن صَلاةٍ وزَكاةٍ؛ وحَجٍّ وعُمرةٍ وصيامٍ، فيُجاوِزونَ به إلى السَّماءِ السَّادِسةِ، فيَقولُ لهمُ المَلَكُ المُوَكَّلُ بها: قِفوا واضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه؛ إنَّه كانَ لا يَرحَمُ إنسانًا قَطُّ مِن عِبادِ اللهِ أصابَه بَلاءٌ أو ضُرٌّ، بل كانَ يَشمَتُ به، أنا مَلَكُ الرَّحمةِ، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَه يُجاوِزُني إلى غَيري. قال: وتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ إلى السَّماءِ السَّابِعةِ مِن صَومٍ وصَلاةٍ ونَفَقةٍ واجتِهادٍ ووَرَعٍ له دَويٌّ كدَويِّ الرَّعدِ، وضَوءٌ كَضَوءِ الشَّمسِ، معه ثَلاثةُ آلافِ مَلَكٍ، فيُجاوِزونَ به إلى السَّماءِ السَّابِعةِ، فيَقولُ لهمُ المُوَكَّلُ بها: قِفوا واضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه، واضرِبوا جَوارِحَه، اقفِلوا على قَلبِه؛ إنِّي أحجُبُ عن رَبِّي كُلَّ عَمَلٍ لم يُرَدْ به وَجهُ رَبِّي؛ إنَّه أرادَ بعَمَلِه غَيرَ اللهِ؛ إنَّه أرادَ به رِفعةً عِندَ الفُقَهاءِ وذِكرًا عِندَ العُلَماءِ وصَوتًا في المَدائِنِ، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَه يُجاوِزُني إلى غَيري، وكُلُّ عَمَلٍ لم يَكُنْ خالِصًا فهو رِياءٌ ، ولا يَقبَلُ اللهُ عَمَلَ المُرائي. قال: وتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ مِن صَلاةٍ وزَكاةٍ وصيامٍ وحَجٍّ وعُمرةٍ وخُلُقٍ حَسَنٍ وصَمتٍ وذِكرٍ للهِ تَعالى، وتُشَيِّعُه مَلائِكةُ السَّمَواتِ حتى يَقطَعوا به الحُجُبَ كُلَّها إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فيَقِفونَ بَينَ يَدَيْه ويَشهَدونَ له بالعَمَلِ الصَّالِحِ المُخلَصِ للهِ، قال: فيَقولُ اللهُ لهم: أنتُمُ الحَفَظةُ على عَمَلِ عَبدي، وأنا الرَّقيبُ على نَفْسِه، إنَّه لم يُرِدْني بهذا العَمَلِ، وأرادَ به غَيري، فعليه لَعنَتي. فتَقولُ المَلائِكةُ كُلُّها: عليه لَعنَتُكَ ولَعنَتُنا. وتَقولُ السَّمَواتُ كُلُّها: عليه لَعنةُ اللهِ ولَعنَتُنا. وتَلعَنُه السَّمَواتُ السَّبعُ ومَن فيهِنَّ. قال مُعاذٌ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أنتَ رَسولُ اللهِ، وأنا مُعاذٌ. قال: اقتَدِ بي، وإنْ كانَ في عَمَلِكَ تَقصيرٌ يا مُعاذُ حافِظْ على لِسانِكَ مِنَ الوَقيعةِ في إخوانِكَ مِن حَمَلةِ القُرآنِ، واحمِلْ ذُنوبَكَ عليكَ، ولا تَحمِلْها عليهم، ولا تُزَكِّ نَفْسَكَ بذَمِّهم، ولا تَرفَعْ نَفْسَكَ عليهم، ولا تُدخِلْ عَمَلَ الدُّنيا في عَمَلِ الآخِرةِ، ولا تَتَكبَّرْ في مَجلِسِكَ لكي يَحذَرَ الناسُ مِن سُوءِ خُلُقِكَ، ولا تُناجِ رَجُلًا وعِندَكَ آخَرُ، ولا تَتعَظَّمْ على الناسِ فيَنقَطِعَ عنكَ خَيرُ الدُّنيا والآخِرةِ، ولا تُمزِّقِ الناسَ فتُمزِّقَكَ كِلابُ النارِ يَومَ القيامةِ في النارِ، قال اللهُ تَعالى: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} [النازعات: 2]، أتَدري ما هُنَّ يا مُعاذُ؟ قُلتُ: ما هُنَّ بأبي أنتَ وأُمِّي؟ قال: كِلابٌ في النارِ تَنشُطُ اللَّحمَ والعَظمَ. قُلتُ: بأبي أنتَ وأُمِّي، فمَن يُطيقُ هذه الخِصالَ؟ ومَن يَنجو منها؟ قال: يا مُعاذُ، إنَّه لَيَسيرٌ على مَن يَسَّرَه اللهُ عليه.
خلاصة حكم المحدث : آثار الوضع ظاهرة عليه في جميع طرقه وبجميع ألفاظه
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 1/57
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - الغيبة رقائق وزهد - الحسد رقائق وزهد - الرياء والسمعة رقائق وزهد - الكبر والتواضع ملائكة - أعمال الملائكة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث
 

1 - سمِع رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلًا وهو يقولُ يا ذا الجلالِ والإكرامِ فقال قد استُجِيب لك فسَلْ
خلاصة حكم المحدث : [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 2/393 التخريج : أخرجه الترمذي (3527)، وأحمد (22056) مطولاً باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء آداب الدعاء - الثناء على الله في الدعاء عقيدة - إثبات أسماء الله فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - الغزوُ غزوان فأمَّا من ابتغَى وجهَ اللهِ وأطاع الإمامَ وأنفق الكريمةَ وياسَر الشَّريكَ واجتنب الفسادَ فإنَّ نومَه وتنبُّهَه أجرٌ كلُّه وأمَّا من غزا فخرًا ورياءً وسُمعةً وعصَى الإمامَ وأفسد في الأرضِ فإنَّه لن يرجعَ بالكفافِ
خلاصة حكم المحدث : [ لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما]
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 2/264 التخريج : أخرجه أبو داود (2515)، والنسائي (4195)، وأحمد (22095) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - وجوب طاعة الإمام جهاد - النية في القتال والغزو رقائق وزهد - الإخلاص رقائق وزهد - الرياء والسمعة مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

3 - سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لي: يا مُعاذُ. قُلتُ له: لَبَّيكَ بأبي أنتَ وأُمِّي. قال: إنِّي مُحدِّثُكَ حَديثًا إنْ أنتَ حَفِظتَه نَفَعَكَ، وإنْ أنتَ ضَيَّعتَه ولم تَحفَظْه انقَطَعتْ حُجَّتُكَ عِندَ اللهِ يَومَ القيامةِ، يا مُعاذُ، إنَّ اللهَ خَلَقَ سَبعةَ أمْلاكٍ قَبلَ أنْ يَخلُقَ السَّمَواتِ والأرضَ، ثم خَلَقَ السَّمَواتِ فجَعَلَ لِكُلِّ سَماءٍ مِنَ السَّبعةِ مَلَكًا بَوَّابًا عليها، قد جَلَّلَها عِظَمًا، فتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ مِن حينِ أصبَحَ إلى أنْ أمْسى له نُورٌ كَنورِ الشَّمسِ، حتى إذا صَعِدتْ به إلى السَّماءِ الدُّنيا ذَكَرتْه فكَثَّرَتْه، فيَقولُ المَلَكُ لِلحَفَظةِ: اضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه، أنا صاحِبُ الغِيبةِ، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَ مَنِ اغتابَ النَّاسَ يُجاوِزُني إلى غَيري، قال: ثم تأتي الحَفَظةُ بعَمَلٍ صالِحٍ مِن أعمالِ العَبدِ، فتَمُرُّ فتُزَكِّيه وتُكَثِّرُه حتى تَبلُغَ به إلى السَّماءِ الثانيةِ، فيَقولُ لهمُ المَلكُ المُوَكَّلُ بالسَّماءِ الثانيةِ، قِفوا واضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه، إنَّه أرادَ بعَمَلِه هذا عَرَضَ الدُّنيا، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَه يُجاوِزُني إلى غَيري، إنَّه كانَ يَفتَخِرُ على الناسِ في مَجالِسِهم. قال: وتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ يَبتَهِجُ نُورًا مِن صَدَقةٍ وصيامٍ وصَلاةٍ، قد أعجَبَ الحَفَظةَ، فتُجاوِزُ به إلى السَّماءِ الثالثةِ، فيَقولُ لهمُ المَلَكُ المُوَكَّلُ بها: قِفوا واضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه، أنا مَلَكُ الكِبرِ، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَه يُجاوِزُني إلى غَيري؛ إنَّه كانَ يَتكَبَّرُ على الناسِ في مَجالِسِهم. قال: وتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ يُزهِرُ كما يُزهِرُ الكَوكَبُ الدُّرِّيُّ له دَويٌّ مِن تَسبيحٍ وصَلاةٍ وحَجٍّ وعُمرةٍ حتى يُجاوِزوا به إلى السَّماءِ الرَّابِعةِ، فيَقولُ لهمُ المَلَكُ المُوَكَّلُ بها: قِفوا واضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه، اضرِبوا ظَهرَه وبَطنَه، أنا صاحِبُ العُجبِ، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَه يُجاوِزُني إلى غَيري؛ إنَّه كانَ إذا عَمِلَ عَمَلًا أدخَلَ العُجبَ في عَمَلِه. قال: وتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ حتى يُجاوِزوا به إلى السَّماءِ الخامِسةِ، كأنَّه العَروسُ المَزفوفةُ إلى بَعلِها ، فيَقولُ لهمُ المَلَكُ المُوَكَّلُ بها: قِفوا واضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه واحمِلوه على عاتِقِه، أنا مَلَكُ الحَسَدِ؛ إنَّه كانَ يَحسُدُ الناسَ مِمَّن يَتَعلَّمُ ويَعمَلُ بمِثلِ عَمَلِه، وكُلُّ مَن كانَ يأخُذُ فَضلًا مِنَ العِبادةِ يَحسُدُهم ويَقَعُ فيهم، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَه يُجاوِزُني إلى غَيري. قالَ: وتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ مِن صَلاةٍ وزَكاةٍ؛ وحَجٍّ وعُمرةٍ وصيامٍ، فيُجاوِزونَ به إلى السَّماءِ السَّادِسةِ، فيَقولُ لهمُ المَلَكُ المُوَكَّلُ بها: قِفوا واضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه؛ إنَّه كانَ لا يَرحَمُ إنسانًا قَطُّ مِن عِبادِ اللهِ أصابَه بَلاءٌ أو ضُرٌّ، بل كانَ يَشمَتُ به، أنا مَلَكُ الرَّحمةِ، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَه يُجاوِزُني إلى غَيري. قال: وتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ إلى السَّماءِ السَّابِعةِ مِن صَومٍ وصَلاةٍ ونَفَقةٍ واجتِهادٍ ووَرَعٍ له دَويٌّ كدَويِّ الرَّعدِ، وضَوءٌ كَضَوءِ الشَّمسِ، معه ثَلاثةُ آلافِ مَلَكٍ، فيُجاوِزونَ به إلى السَّماءِ السَّابِعةِ، فيَقولُ لهمُ المُوَكَّلُ بها: قِفوا واضرِبوا بهذا العَمَلِ وَجهَ صاحِبِه، واضرِبوا جَوارِحَه، اقفِلوا على قَلبِه؛ إنِّي أحجُبُ عن رَبِّي كُلَّ عَمَلٍ لم يُرَدْ به وَجهُ رَبِّي؛ إنَّه أرادَ بعَمَلِه غَيرَ اللهِ؛ إنَّه أرادَ به رِفعةً عِندَ الفُقَهاءِ وذِكرًا عِندَ العُلَماءِ وصَوتًا في المَدائِنِ، أمَرَني رَبِّي ألَّا أدَعَ عَمَلَه يُجاوِزُني إلى غَيري، وكُلُّ عَمَلٍ لم يَكُنْ خالِصًا فهو رِياءٌ ، ولا يَقبَلُ اللهُ عَمَلَ المُرائي. قال: وتَصعَدُ الحَفَظةُ بعَمَلِ العَبدِ مِن صَلاةٍ وزَكاةٍ وصيامٍ وحَجٍّ وعُمرةٍ وخُلُقٍ حَسَنٍ وصَمتٍ وذِكرٍ للهِ تَعالى، وتُشَيِّعُه مَلائِكةُ السَّمَواتِ حتى يَقطَعوا به الحُجُبَ كُلَّها إلى اللهِ عزَّ وجلَّ فيَقِفونَ بَينَ يَدَيْه ويَشهَدونَ له بالعَمَلِ الصَّالِحِ المُخلَصِ للهِ، قال: فيَقولُ اللهُ لهم: أنتُمُ الحَفَظةُ على عَمَلِ عَبدي، وأنا الرَّقيبُ على نَفْسِه، إنَّه لم يُرِدْني بهذا العَمَلِ، وأرادَ به غَيري، فعليه لَعنَتي. فتَقولُ المَلائِكةُ كُلُّها: عليه لَعنَتُكَ ولَعنَتُنا. وتَقولُ السَّمَواتُ كُلُّها: عليه لَعنةُ اللهِ ولَعنَتُنا. وتَلعَنُه السَّمَواتُ السَّبعُ ومَن فيهِنَّ. قال مُعاذٌ: قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، أنتَ رَسولُ اللهِ، وأنا مُعاذٌ. قال: اقتَدِ بي، وإنْ كانَ في عَمَلِكَ تَقصيرٌ يا مُعاذُ حافِظْ على لِسانِكَ مِنَ الوَقيعةِ في إخوانِكَ مِن حَمَلةِ القُرآنِ، واحمِلْ ذُنوبَكَ عليكَ، ولا تَحمِلْها عليهم، ولا تُزَكِّ نَفْسَكَ بذَمِّهم، ولا تَرفَعْ نَفْسَكَ عليهم، ولا تُدخِلْ عَمَلَ الدُّنيا في عَمَلِ الآخِرةِ، ولا تَتَكبَّرْ في مَجلِسِكَ لكي يَحذَرَ الناسُ مِن سُوءِ خُلُقِكَ، ولا تُناجِ رَجُلًا وعِندَكَ آخَرُ، ولا تَتعَظَّمْ على الناسِ فيَنقَطِعَ عنكَ خَيرُ الدُّنيا والآخِرةِ، ولا تُمزِّقِ الناسَ فتُمزِّقَكَ كِلابُ النارِ يَومَ القيامةِ في النارِ، قال اللهُ تَعالى: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} [النازعات: 2]، أتَدري ما هُنَّ يا مُعاذُ؟ قُلتُ: ما هُنَّ بأبي أنتَ وأُمِّي؟ قال: كِلابٌ في النارِ تَنشُطُ اللَّحمَ والعَظمَ. قُلتُ: بأبي أنتَ وأُمِّي، فمَن يُطيقُ هذه الخِصالَ؟ ومَن يَنجو منها؟ قال: يا مُعاذُ، إنَّه لَيَسيرٌ على مَن يَسَّرَه اللهُ عليه.
خلاصة حكم المحدث : آثار الوضع ظاهرة عليه في جميع طرقه وبجميع ألفاظه
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 1/57 التخريج : أخرجه ابن المبارك في ((الزهد)) كما في ((الترغيب والترهيب)) للمنذري (1/57) واللفظ له، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/145) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - الغيبة رقائق وزهد - الحسد رقائق وزهد - الرياء والسمعة رقائق وزهد - الكبر والتواضع ملائكة - أعمال الملائكة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

4 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خرج بالنَّاسِ قبل غزوةِ تبوكَ فلمَّا أن أصبحَ صلَّى بالنَّاسِ صلاةَ الصُّبحِ ثمَّ إنَّ النَّاسَ ركِبوا فلمَّا أن طلعت الشَّمسُ نعس النَّاسُ على إثرِ الدُّلجةِ ولزِم معاذٌ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يتلو أثرَه والنَّاسُ تفرَّقتْ بهم رِكابُهم على جوادِ الطَّريقِ تأكلُ وتسيرُ فبينا معاذٌ على إثرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وناقتُه تأكلُ مرَّةً وتسيرُ أخرَى عثرتْ ناقةُ معاذٍ فحنَّكها بالزِّمامِ فهبَّت حتَّى نفرت منها ناقةُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كشَف عنه قناعَه فالتفت فإذا ليسَ في الجيشِ أدنَى إليه من معاذٍ فناداه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال يا معاذُ فقال لبَّيْك يا رسولَ اللهِ قال ادنُ دونَك فدنا منه حتَّى لصقت راحلتاهما إحداهما بالأخرَى فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما كنتُ أحسبُ النَّاسَ منَّا بمكانِهم من البُعدِ فقال معاذٌ يا نبيَّ اللهِ نعس النَّاسُ فتفرَّقت رِكابُهم ترتعُ وتسيرُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأنا كنتُ ناعسًا فلمَّا رأَى معاذُ بِشرَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وخلوتَه له فقال يا رسولَ اللهِ ائذنْ لي أسألُك عن كلمةٍ أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سلْ عمَّا شئتَ قال يا نبيَّ اللهِ حدِّثْني بعملٍ يُدخِلُني الجنَّةَ لا أسألُك عن شيءٍ غيرَه قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بخٍ بخٍ بخٍ لقد سألتَ لعظيمٍ لقد سألتَ لعظيمٍ [ لقد سألتَ لعظيمٍ ] ثلاثًا وإنَّه ليسيرٌ على من أراد اللهُ به الخيرَ وإنَّه ليسيرٌ على من أراد اللهُ به الخيرَ وإنَّه ليسيرٌ على من أراد اللهُ به الخيرَ فلم يُحدِّثْه بشيءٍ إلَّا أعاده رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثلاثَ مرَّاتٍ حرصًا لكيما يتقنُه عنه فقال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ وتقيمُ الصَّلاةَ وتُؤتي الزَّكاةَ وتعبدُ اللهَ وحدَه لا تُشرِكُ به شيئًا حتَّى تموتَ وأنت على ذلك قال يا رسولَ اللهِ أعِدْ لي فأعادها ثلاثَ مرَّاتٍ ثمَّ قال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إن شئتَ يا معاذُ حدَّثتُك برأسِ هذا الأمرِ وقوامِ هذا الأمرِ وذروةِ السَّنامِ فقال معاذٌ بلى يا رسولَ اللهِ حدِّثْني بأبي وأمِّي فقال نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ رأسَ هذا الأمرِ أن تشهدَ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه وإنَّ قُوامَ هذا الأمرِ إقامةُ الصَّلاةِ وإيتاءُ الزَّكاةِ وإنَّ ذروةَ السَّنامِ منه الجهادُ في سبيلِ اللهِ إنَّما أُمرتُ أن أقاتلَ النَّاسَ حتَّى يقيموا الصَّلاةَ ويؤتوا الزَّكاةَ ويشهدوا أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه فإذا فعلوا ذلك فقد اعتصموا وعصَموا دماءَهم وأموالَهم إلَّا بحقِّها وحسابُهم على اللهِ وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه ما شحَب وجهٌ ولا اغبرَّتْ قدمٌ في عملٍ تبتغي به درجاتِ الآخرةِ بعد الصَّلاةِ المفروضةِ كجهادٍ في سبيلِ اللهِ ولا ثِقَلَ في ميزانِ عبدٍ كدابَّةٍ تنفُقُ في سبيلِ اللهِ أو يُحملُ عليها في سبيلِ اللهِ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] شهر بن حوشب عن معاذ ولا أراه سمع منه
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : المنذري | المصدر : الترغيب والترهيب
الصفحة أو الرقم : 2/254 التخريج : أخرجه أحمد (22122) واللفظ له، والنسائي في ((الكبرى)) (11330) بنحوه، والترمذي (2616) بنحوه مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: إيمان - فضل الإيمان جهاد - فضل الجهاد صلاة - فرض الصلاة علم - إعادة الحديث ثلاثا للفهم مغازي - غزوة تبوك
|أصول الحديث