الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - كُنتُ وَراءَ أبي هُرَيرةَ، فقرأ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ثمَّ قَرَأ بأُمِّ القُرآنِ حتَّى بَلَغ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، قالَ: آمِينَ ، وقالَ النَّاسُ: آمِينَ ، ويَقولُ كُلَّما سَجَد: اللهُ أكبَرُ، ويَقولُ إذا سَلَّم: والَّذي نَفسي بيَدِه، إنِّي لَأشبَهُكُم صَلاةً برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
 

1 - كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجهَرُ بـ{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 769 التخريج : أخرجه ابن الأعرابي في ((معجمه)) (441)، والدارقطني في ((سننه)) (1174) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: صلاة - بسم الله الرحمن الرحيم صلاة - قراءة الفاتحة فضائل سور وآيات - سورة الفاتحة قرآن - ابتداء السور بالبسملة
|أصول الحديث

2 - كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَجهَرُ بـ{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 762
التصنيف الموضوعي: صلاة - بسم الله الرحمن الرحيم صلاة - قراءة الفاتحة فضائل سور وآيات - سورة الفاتحة قرآن - ابتداء السور بالبسملة

3 - سَمِعت رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يجهر بـ{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.
خلاصة حكم المحدث : [رواته ثقات]
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 772
التصنيف الموضوعي: صلاة - بسم الله الرحمن الرحيم صلاة - صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم

4 - كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَعلَمُ خَتْمَ السُّورةِ حتَّى تَنزِلَ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 764
التصنيف الموضوعي: صلاة - بسم الله الرحمن الرحيم قرآن - ابتداء السور بالبسملة

5 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا جاءه جِبريلُ فقَرَأ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} عَلِم أنَّها سورةٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 763
التصنيف الموضوعي: قرآن - عرض القرآن فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم قرآن - ابتداء السور بالبسملة

6 - إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان إذا نزَلَ جِبْريلُ عليه السَّلامُ فقالَ: بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ ؛ عَلِمَ أنَّها سورةٌ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4270
التصنيف الموضوعي: قرآن - عرض القرآن فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم قرآن - ابتداء السور بالبسملة

7 - كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقرَأُ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ{ [الفاتحة: 1، 2] يَقطَعُها حَرفًا حَرفًا.

8 - سُئلَ أنَسُ بنُ مالِكٍ: كيف كان قِراءةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: كانت مَدًّا، ثمَّ قَرَأ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} يَمُدُّ {الرَّحْمَنِ}، ويَمُدُّ {الرَّحِيمِ}.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : قتادة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 771
التصنيف الموضوعي: قرآن - الترتيل والتجويد والمدود وما شابهها قرآن - فضل القرآن على سائر الكلام فضائل سور وآيات - سورة الفاتحة

9 - صَلَّيتُ خَلفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وخَلفَ أبي بَكرٍ، وخَلفَ عُمَرَ، وخَلفَ عُثمانَ، وخَلفَ عَليٍّ، فكُلُّهم كانوا يَجهَرون بقِراءةِ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أنس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 774
التصنيف الموضوعي: صلاة - بسم الله الرحمن الرحيم صلاة - قراءة الفاتحة صلاة - القراءة في السرية والجهرية للإمام والمأموم والمنفرد

10 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَجهَرُ في المَكتوباتِ بـ{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، وكان يَقنُتُ في صَلاةِ الفَجرِ، وكان يُكَبِّرُ من يَومِ عَرَفةَ صَلاةَ الغَداةِ ، ويَقطَعُها صَلاةَ العَصرِ آخِرَ أيَّامِ التَّشريقِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : علي وعمار | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1125
التصنيف الموضوعي: صلاة - بسم الله الرحمن الرحيم صلاة - صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عيدين - التكبير في العيد صلاة - القنوت في الفجر

11 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقطِّعُ قِراءتَهُ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 1 - 4].
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أم سلمة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2949
التصنيف الموضوعي: قراءات - سورة الفاتحة قرآن - ابتداء السور بالبسملة قرآن - الوقوف على رؤوس الآيات، وما يقال عند الوقوف على بعضها قرآن - عدد آيات السور وما يدخل فيها

12 - أنَّ عُثمانَ بنَ عَفَّانَ سَأَلَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]، فقالَ: هو اسمٌ مِن أسماءِ اللهِ، وما بيْنَه وبيْنَ اسمِ اللهِ الأكبرِ إلَّا كما بيْنَ سوادِ العَينينِ وبياضِها مِنَ القُربِ.

13 - عنْ عَمَّارِ بنِ ياسِرٍ، أنَّه دخَلَ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو موعَكٌ، فقالَ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ألَا أُعلِّمُكَ رُقْيةً رَقاني بها جِبْريلُ عليه السَّلامُ؟ قُلْتُ: بَلى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: فعلَّمَه بسمِ اللهِ أَرْقيكَ، واللهُ يَشْفيكَ مِن كلِّ داءٍ يُؤْذيكَ، خُذْها فلْتُهْنيكَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : عمار بن ياسر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5793
التصنيف الموضوعي: طب - الرقية مريض - الدعاء للمريض مناقب وفضائل - عمار بن ياسر جنائز وموت - عيادة المريض مريض - مشروعية عيادة المريض وفضلها

14 - كُنتُ وَراءَ أبي هُرَيرةَ، فقرأ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ثمَّ قَرَأ بأُمِّ القُرآنِ حتَّى بَلَغ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، قالَ: آمِينَ ، وقالَ النَّاسُ: آمِينَ ، ويَقولُ كُلَّما سَجَد: اللهُ أكبَرُ، ويَقولُ إذا سَلَّم: والَّذي نَفسي بيَدِه، إنِّي لَأشبَهُكُم صَلاةً برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

15 - ابنُ عبَّاسٍ، قالَ: قلتُ لعُثمانَ بنِ عفَّانَ: ما حَمَلَكُم على أنْ عَمَدْتُم إلى الأنفالِ؛ وهي مِنَ المثاني ، وإلى {بَراءَةٌ}؛ وهي مِنَ المِئينَ، فقَرَنْتُم بيْنَهما، ولمْ تَكْتُبوا بيْنَهما سطْرَ بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، ووضَعْتُموها في السَّبعِ الطُّوالِ ، فما حمَلَكُم على ذلك؟ فقالَ عُثمانُ: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ممَّا يَأْتي عليه الزَّمانُ، وهو يَنزِلُ عليه مِنَ السُّورِ ذَواتِ العددِ. قالَ: وكان إذا نَزَلَ عليه الشَّيءُ دعا بعضَ مَنْ يَكتُبُ له، فيقولُ: «ضَعوا هؤلاء الآياتِ في السُّورةِ الَّتي يُذكرُ فيها كذا وكذا». فلمَّا نَزَلَتْ عليه الآيةُ فيقولُ: «ضَعوا هذه في السُّورةِ الَّتي يُذكرُ فيها كذا وكذا». وكانتِ الأنفالُ مِن أوائلِ ما نَزَلَتْ بالمدينةِ، وكانت {بَراءَةٌ} مِن آخرِ القرآنِ، وكانت قِصَّتُها شبيهةً بقِصَّتِها، فظننتُ أنَّها منها، فقُبِضَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولمْ يُبيِّنْ لنا أنَّها منها، فلمْ أكتُبْ بيْنَهما سطْرَ بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، فوضعتُها في السَّبعِ الطُّوَلِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : عثمان بن عفان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3314
التصنيف الموضوعي: قرآن - تأليف القرآن قراءات - سورة الأنفال قراءات - سورة التوبة قرآن - ابتداء السور بالبسملة قرآن - السور الطوال

16 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَرأ في الصَّلاةِ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1] فعَدَّها آيةً، {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] آيَتَينِ، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3] ثَلاثَ آياتٍ، {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أربَعَ آياتٍ، وقالَ هكذا: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] وجَمَع خَمْسَ أصابِعِه.

17 - صَلَّيتُ خَلفَ المُعتَمِرِ بنِ سُلَيمانَ ما لا أُحصي صَلاةَ الصُّبحِ والمَغرِبِ، فكان يَجهَرُ بـ{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قبْلَ فاتِحةِ الكِتابِ وبَعدَها. وسَمِعتُ المُعتَمِرَ يَقولُ: ما آلو أن أقتَدِيَ بصَلاةِ أبي، وقالَ أبي: ما آلُو أن أقتَدِيَ بصَلاةِ أنَسِ بنِ مالِكٍ، وقالَ أنَسُ بنُ مالِكٍ: ما آلُو أن أقتَدِيَ بصَلاةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

18 - «فضَّلَ اللهُ قريشًا بسبعِ خِلالٍ: أنِّي فيهم وأنَّ النُّبوَّةَ فيهم، والحِجابةَ فيهم، والسِّقايَةَ فيهم، وأنَّ اللهَ نَصَرَهُم على الفيلِ، وأنَّهم عَبدوا اللهَ عشْرَ سنينَ لا يَعبدُهُ غيرُهُم، وأنَّ اللهَ أَنزلَ فيهم سورةً مِنَ القرآنِ»، ثُمَّ تلاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} [قريش: 1 - 4].

19 - أنَّه ماتَ له ابنٌ، فكتَبَ إليه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعزِّيه عليه: «بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ ، من محمَّدٍ رَسولِ اللهِ إلى مُعاذِ بنِ جَبلٍ، سَلامٌ عليكَ، فإنِّي أحمَدُ إليكَ اللهَ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هو ، أمَّا بعدُ، فأعظَمَ اللهُ لكَ الأجْرَ، وألهَمَكَ الصَّبرَ، ورزَقَنا وإيَّاكَ الشُّكرَ، فإنَّ أنفُسَنا وأمْوالَنا وأهْلينا وأوْلادَنا من مَواهِبِ اللهِ عزَّ وجلَّ الهَنيئةِ وعَواريهِ المُستَودَعةِ، متَّعَكَ به في غِبْطةٍ وسُرورٍ، وقبَضَه منكَ بأجْرٍ كَبيرٍ، الصَّلاةُ والرَّحمةُ والهُدى، إنِ احتَسَبْتَه ، فاصْبِرْ، ولا يُحبِطُ جزَعُكَ أجْرَكَ فتَندَمَ، واعلَمْ أنَّ الجَزعَ لا يرُدُّ شَيئًا، ولا يَدفَعُ حُزنًا، وما هو نازِلٌ فكانَ قدْ، والسَّلامُ».
خلاصة حكم المحدث : غريب حسن إلا أن مجاشع بن عمرو ليس من شرط هذا الكتاب
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5281
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - التعزية رقائق وزهد - الصبر على البلاء آداب السلام - إرسال السلام جنائز وموت - الصبر على الأمراض والآلام والمصائب رقائق وزهد - الإيجاز في الموعظة

20 - عن أبي سَبْرةَ الهُذَليِّ، قال: لَقِيتُ عبدَ اللهِ بنَ عمرٍو، فحَدَّثَني حَديثًا عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ففَهِمْتُه وكَتَبْتُه بيَدِي: بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، هذا ما حدَّثَ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو، عن محمَّدٍ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال: إنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الفاحشَ ولا المُتفحِّشَ، ثمَّ قال: والَّذي نفْسُ محمَّدٍ بيَدِه، لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يَظهَرَ الفُحشُ والتَّفحُّشُ، وسُوءُ الجِوارِ، وقَطيعةُ الأرحامِ، وحتَّى يَخونَ الأمينُ، ويُؤتَمَنَ الخائنُ، ثمَّ قال: إنَّما مَثَلُ المؤمنِ كمَثلِ النَّخلةِ؛ وقَعَت فأكَلَتْ طيِّبًا، ثمَّ سَقَطَت ولم تُفسِدْ ولم تَكسِرْ، ومَثلُ المؤمنِ كمَثلِ قِطعةٍ مِنَ الذَّهبِ الأحمَرِ؛ أُدخِلَت النَّارَ، فنُفِخ عليها، فلم تَغيَّرْ، ووُزِنَت فلم تَنقُصْ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8791
التصنيف الموضوعي: أيمان - كيف كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم رقائق وزهد - مثل المؤمن علم - كتابة العلم آداب عامة - الأخلاق المذمومة آداب عامة - ضرب الأمثال

21 - «لمَّا أُسرِيَ بي مرَّتْ بي رائحةٌ طيِّبةٌ، فقلتُ: ما هذه الرائحةُ؟ قالوا: هذه رائحةُ ماشطةِ ابنةِ فِرعونَ وأولادِها، كانت تَمشِطُها فوَقَعَ المُشطُ مِن يدِها، فقالتْ: بسمِ اللهِ. فقالتِ ابنتُهُ: أَبي؟ فقالتْ: لا، بل ربِّي وربُّكِ وربُّ أبيكِ. فقالتْ: أُخبِرُ بذلكَ أَبي؟ قالتْ: نَعَمْ. فأَخبرَتْهُ، فدعا بها وبولدِها فقالتْ: لي إليكَ حاجةٌ. فقالَ: ما هي؟ قالتْ: تَجمعُ عِظامي وعِظامَ ولدي فتَدفِنُهُ جميعًا. فقالَ: ذلك لكِ علينا مِنَ الحقِّ. فأَتى بأولادِها فأَلقى واحدًا واحدًا حتَّى إذا كان آخِرُ ولدِها وكان صبِيًّا مُرضعًا، فقالَ: اصبِري يا أُمَّاهُ؛ فإنَّكِ على الحقِّ، ثُمَّ أُلقِيتْ مع ولدِها». قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «تَكلَّمَ أربعةٌ وهُم صِغارٌ: هذا، وشاهِدُ يُوسفَ، وصاحبُ جُريجٍ، وعِيسى بنُ مريمَ عليه السَّلامُ».

22 - عنِ ابنِ إسْحاقَ، قالَ: «كانَ اسْمُ النَّجاشيِّ مَسْحَمةَ، وهو بالعَربيَّةِ عَطيَّةُ، وإنَّما النَّجاشيُّ اسمُ المَلِكِ، كقَولِكَ: كِسْرى وهِرَقْلُ». قالَ ابنُ إسْحاقَ: هذا كِتابٌ منَ النَّبيِّ محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى النَّجاشيِّ: "بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، هذا كِتابُ محمَّدٍ رَسولِ اللهِ إلى النَّجاشيِّ الأصْحَمِ عَظيمِ الحبَشِ، سَلامٌ على مَنِ اتَّبعَ الهُدى، وآمَنَ باللهِ ورَسولِه، وشهِدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحدَه لا شَريكَ له، لم يتَّخِذْ صاحِبةً ولا ولَدًا، وأنَّ محمَّدًا عَبدُه ورَسولُه، أدْعوكَ بدُعاءِ اللهِ، فإنِّي أنا رَسولُ اللهِ، فأسْلِمْ تَسلَمْ، يا أهْلَ الكِتابِ تَعَالَوْا إلى كَلمةٍ سَواءٍ بيْنَنا وبيْنَكم {أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران: 64] الآيةَ، فإنْ أبَيْتَ فعليكَ إثْمُ النَّصارى.
خلاصة حكم المحدث : لم يتابع محمد بن إسحاق القرشي على اسم النجاشي أنه مصحمة، فإن الأخبار الصحيحة المخرجة في الكتابين الصحيحين بالألف، والكتاب إليه في كتاب رسول الله.
الراوي : ابن إسحاق | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4296
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - النجاشي وأصحابه

23 - اجتَمَعتْ قُريشٌ يومًا، فأَتاهُ عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ بنِ عَبْدِ شَمْسٍ فقالَ: يا مُحمَّدُ، أنتَ خيرٌ أَمْ عبدُ اللهِ؟ فسَكَتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «أَفَرَغْتَ؟». قالَ: نَعَمْ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ {(1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} [غافر: 1، 2]، حتَّى بَلَغَ: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ} [فصلت: 13]. فقالَ له عُتبةُ: حَسْبُكَ حَسْبُكَ، ما عندكَ غيرُ هذا؟ قالَ: «لا». فرَجَعَ عُتبةُ إلى قُريشٍ، فقالوا: ما وراءكَ؟ فقالَ: ما تَركْتُ شيئًا أَرى أنَّكم تُكلِّمُونَهُ إلَّا كلَّمتُهُ، قالوا: فهل أَجابَكَ؟ قالَ: نَعَمْ، لا والَّذي نَصَبَها بِنَبِيِّهِ ما فهِمْتُ شيئًا ممَّا قالَ غيرَ أنَّه أَنذَرَكُم صاعِقَةً مِثلَ صاعِقَةِ عادٍ وثمودٍ. قالوا: وَيْلَكَ يُكلِّمُكَ رَجلٌ بالعربيَّةِ، ولا تَدري ما قالَ؟ قالَ: لا واللهِ ما فهِمْتُ شيئًا ممَّا قالَ، غيرَ ذِكْرِ الصَّاعقةِ.

24 - كانَ يَقولُ: أنا ابنُ سُبعِ الإسْلامِ، أسلَمَ أبي سابِعَ سَبعةٍ، وكانتْ دارُه على الصَّفا، وهي الدَّارُ الَّتي كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَكونُ فيها في الإسْلامِ، وفيها دَعا النَّاسَ إلى الإسْلامِ، فأسلَمَ فيها قَومٌ كَثيرٌ، وقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليلةَ الاثْنَينِ فيها: اللَّهمَّ أعِزَّ الإسْلامَ بأحَبِّ الرَّجلَينِ إليكَ عُمَرَ بنِ الخطَّابِ أو عَمْرِو بنِ هِشامٍ، فجاءَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه منَ الغَدِ بُكْرةً، فأسلَمَ في دارِ الأرْقَمِ، وخَرَجوا منها، وكَبَّروا، وطافُوا بالبَيتِ ظاهِرينَ، ودُعِيَتْ دارُ الأرْقَمِ دارَ الإسْلامِ، وتصَدَّقَ بها الأرْقَمُ على ولَدِه، فقَرأْتُ نُسْخةَ صَدَقةِ الأرْقَمِ بدَارِه: بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ ، هذا ما قَضى الأرْقَمُ في رَبْعِه ما حازَ الصَّفا، أنَّها صَدَقةٌ بمَكانِها منَ الحرَمِ لا تُباعُ، ولا تورَثُ، شهِدَ هِشامُ بنُ العاصِ، وفُلانٌ مَوْلى هِشامِ بنِ العاصِ، قالَ: فلم تزَلْ هذه الدَّارُ صَدَقةً قائمةً فيها ولَدُه يَسْكنونَ ويُؤاجِرونَ ويَأْخُذونَ عليها، حتَّى كانَ زَمنُ أبي حَفصٍ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عثمان بن الأرقم | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6266
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام صدقة - فضل الصدقة والحث عليها فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إجابة دعاء النبي مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب وقف - الإشهاد في الوقف والصدقة

25 - "إنَّ اللهَ يَدْعو نوحًا وقَومَه يَومَ القيامةِ أوَّلَ النَّاسِ، فيَقولُ: ماذا أجَبْتُم نوحًا؟ فيَقولونَ: ما دَعانا، وما بلَّغَنا، ولا نصَحَنا، ولا أمَرَنا، ولا نَهانا، فيَقولُ نوحٌ: دَعَوْتُهم يا ربِّ دعاءً فاشيًا في الأوَّلينَ والآخِرينَ أمَّةً بعدَ أمَّةٍ حتَّى انْتَهى إلى خاتَمِ النَّبيِّينَ أحمَدَ، فانتسَخَه وقَرَأه، وآمَنَ به، وصدَّقَه، فيَقولُ اللهُ للمَلائكةِ: ادْعوا أحمَدَ وأمَّتَه، فيَأْتي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأمَّتُه يَسْعى نورُهُم بيْنَ أيْديهم، فيَقولُ نوحٌ لمحمَّدٍ وأمَّتِه: هل تَعلَمونَ أنِّي بلَّغْتُ قَوْمي الرِّسالةَ واجتَهَدْتُ لهم بالنَّصيحةِ، وجَهِدْتُ أنْ أستَنقِذَهُم منَ النَّارِ سرًّا وجِهارًا، فلم يَزِدْهُم دُعائي إلَّا فِرارًا؟ فيقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأمَّتُه: «فإنَّا نشهَدُ بما نَشَدْتَنا به أنَّكَ في جَميعِ ما قُلتَ منَ الصَّادِقينَ»، فيقولُ قومُ نوحٍ: وأنَّى علِمْتَ هذا يا أحمَدُ أنتَ وأمَّتُكَ، ونحن أوَّلُ الأُممِ، وأنتَ وأمَّتُكَ آخِرُ الأُممِ؟! فيقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [نوح: 1]، قرَأَ السُّورةَ حتَّى ختَمَها، فإذا ختَمَها، قالَتْ أمَّتُه: نشهَدُ أنَّ هذا لَهو القصَصُ الحَقُّ، وما من إلهٍ إلَّا اللهُ، وأنَّ اللهَ لَهوَ العَزيزُ الحَكيمُ ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ عندَ ذلك: «امْتازوا اليومَ أيُّها المجرِمونَ، فهُم أوَّلُ مَن يَمْتازُ في النَّارِ».
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4060
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة نوح أنبياء - نوح فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خاتم الأنبياء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

26 - عنْ إبْراهيمَ بنِ مُحمَّدِ بنِ طَلْحةَ قالَ: قالَ طَلْحةُ بنُ عَبدِ اللهِ: حضَرْتُ سوقَ بُصْرى، فإذا راهِبٌ في صَوْمعَتِه يَقولُ: سَلوا أهْلَ هذا المَوسِمِ ، أفيهم أحَدٌ مِن أهْلِ الحَرَمِ؟ قالَ طَلْحةُ: قُلْتُ: نعمْ أنا، فقالَ: هل ظهَرَ أحمَدُ بعدُ؟ قالَ: قُلْتُ: ومَن أحمَدُ؟ قالَ: ابنُ عَبدِ اللهِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ هذا شَهرُه الَّذي يَخرُجُ فيه، وهو آخِرُ الأنْبياءِ، مَخرَجُه منَ الحَرَمِ، ومُهاجَرُه إلى نَخْلٍ، وحَرَّةَ، وسِباخَ، فإيَّاكَ أنْ تُسبَقَ إليه، قالَ طَلْحةُ: فوقَعَ في قَلْبي ما قالَ، فخرَجْتُ سَريعًا حتَّى قدِمْتُ مكَّةَ، فقُلْتُ: هل كانَ مِن حَدَثٍ؟ قالوا: نعمْ، مُحمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ الأمينُ تَنبَّأَ، وقد تَبِعَه ابنُ أبي قُحافةَ، قالَ: فخرَجْتُ حتَّى دخَلْتُ على أبي بَكرٍ، فقُلْتُ: اتَّبعْتَ هذا الرَّجلَ؟ قالَ: نعمْ، فانطَلِقْ إليه، فادخُلْ عليه فاتَّبِعْه؛ فإنَّه يَدْعو إلى الحَقِّ، فأخْبَرَه طَلْحةُ بما قالَ الرَّاهِبُ ، فخرَجَ أبو بَكرٍ بطَلْحةَ، فدخَلَ به على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسلَمَ طَلْحةُ، وأخبَرَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما قالَ الرَّاهِبُ ، فسُرَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا أسلَمَ أبو بَكرٍ وطَلْحةُ أخَذَهما نَوْفَلُ بنُ خُوَيلِدِ بنِ العَدَويَّةِ، فشَدَّهما في حَبلٍ واحدٍ ولم يَمنَعْهما بَنو تَيْمٍ، وكانَ نَوْفَلُ بنُ خُوَيلِدٍ يُدْعى أسَدَ قُرَيشٍ؛ فلذلك سُمِّيَ أبو بَكرٍ وطَلْحةُ القَرينَينِ، ولم يَشهَدْ طَلْحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ بَدرًا؛ وذلك أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ وَجَّهَه وسَعيدَ بنَ زَيدٍ يَتحَسَّسانِ خبَرَ العِيرِ، فانصَرَفا، وقد فرَغَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن قِتالِ مَن لَقِيَه منَ المُشْركينَ، فلَقِياهُ بتُرْبانَ فيما بيْنَ ملَلَ وسَيَالةَ على المَحَجَّةِ مُنصَرِفًا مِن بَدرٍ، ولكنَّه شهِدَ أُحُدًا وغيرَ ذلك منَ المَشاهِدِ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ ممَّن ثبَتَ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ أُحُدٍ حينَ وَلَّى النَّاسُ، وبايَعَه على المَوتِ، ورَمى مالِكُ بنُ زُهَيرٍ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَئذٍ فاتَّقى طَلْحةُ بيَدِه وَجهَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأصابَ خِنصَرَه فشُلَّتْ، فقالَ: حَسْ حَسْ حينَ أصابَتْه الرَّمْيةُ، فذكَرَ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لو قالَ: بسمِ اللهِ لدخَلَ الجنَّةَ، والنَّاسُ يَنظُرونَ إليه، وضُرِبَ طَلْحةُ يومَئذٍ في رأْسِه المُصلَبةِ ضَرَبَه رَجُلٌ مِنَ المُشرِكينَ ضَربَتَينِ، ضَرْبةً وهو مُقبِلٌ، وضَرْبةً وهو مُعرِضٌ عنه، وكانَ ضِرارُ بنُ الخطَّابِ الفِهْريُّ يَقولُ: أنا واللهِ ضرَبْتُه يومَئذٍ. فقالَ ابنُ عُمَرَ: وكانَ طَلْحةُ يُكَنَّى أبا مُحمَّدٍ، وأمُّه الصَّعْبةُ ابْنةُ عَبدِ اللهِ الحَضْرَميِّ، وقُتِلَ طَلْحةُ يومَ الجَملِ، قتَلَه مَرْوانُ بنُ الحَكَمِ، وكانَ له ابنٌ يُقالُ له مُحمَّدٌ، وهو الَّذي يُدْعى السَّجَّادَ، وبه كانَ طَلْحةُ يُكَنَّى، قُتِلَ معَ أبيهِ طَلْحةَ يومَ الجَملِ، وكانَ طَلْحةُ قَديمَ الإسْلامِ.

27 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّه كَتَب إلى أهلِ اليَمَنِ بكِتابٍ فيه الفَرائضُ، والسُّنَنُ، والدِّيَاتُ، وبَعَث مع عَمرِو بنِ حَزمٍ، فقُرِئَت على أهلِ اليَمَنِ، وهذه نُسخَتُها: بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ ، من مُحَمَّدٍ النَّبيِّ إلى شُرَحْبيلَ بنِ عَبدِ كُلالٍ، والحارِثِ بنِ عَبدِ كُلالٍ، ونُعَيمِ بنِ عَبدِ كُلالِ قَيلِ ذي رُعَينٍ، ومَعافِرَ، وهَمْدانَ، أما بعد: فقد رَجَع رَسولُكم، وأعطَيتُم منَ المَغانِمِ خُمُسَ اللهِ، وما كَتَب اللهُ على المُؤمِنين منَ العُشرِ في العَقَارِ ما سَقتِ السَّماءُ، أو كان سَيحًا، أو كان بَعلًا ففيه العُشرُ إذا بَلَغت خَمسةَ أوسُقٍ ، وما سُقِي بالرَّشاءِ والدَّالِيةِ ففيه نِصفُ العُشرِ إذا بَلَغ خَمسةَ أوسُقٍ ، وفي كلِّ خَمسٍ منَ الإِبِلِ سائمةً شاةٌ إلى أن تَبلُغَ أربَعًا وعِشرين، فإذا زادت واحِدةً على أربَعٍ وعِشرين ففيها ابنةُ مَخاضٍ، فإن لم توجُدِ ابنةُ مَخاضٍ فابنُ لَبونٍ ذَكَرٌ إلى أن تَبلُغَ خَمسةً وَثلاثين، فإذا زادت على خَمسةٍ وَثلاثين واحِدةً ففيها ابنَةُ لَبونٍ إلى أن تَبلُغَ خَمسةً وأربَعين، فإن زادت واحِدةً على خَمسةٍ وأربَعين ففيها حِقَّةٌ طَروقةُ الفَحلِ إلى أن تَبلُغَ سِتِّين، فإن زادت على سِتِّين واحِدةً ففيها جَذَعةٌ إلى أن تَبلُغَ خَمسًة وسَبعين، فإن زادت على خَمسةٍ وسَبعين واحِدةً ففيها ابنةُ لَبونٍ إلى أن تَبلُغَ تِسعين، فإنْ زادت واحِدةً على تِسعين ففيها حِقَّتان طَروقَتا الجَمَلِ إلى أن تَبلُغَ عِشرين ومِئَةً، فما زادت على عِشرين ومِئَةً ففي كلِّ أربَعين ابنةُ لَبونٍ ، وفي كلِّ خَمسين حِقَّةٌ طَروقةُ الجَمَلِ، وفي كلِّ ثَلاثين باقورةً تَبيعٌ جَذَعٌ أو جَذَعةٌ ، وفي كلِّ أربَعين باقورةً بَقَرةٌ، وفي كلِّ أربَعين شاةً سائمةً شاةٌ إلى أن تَبلُغَ عِشرين ومِئَةً، فإن زادت على العِشرين ومِئَةٍ واحِدةً ففيها شاتانِ إلى أن تَبلُغَ مِئَتَينِ، فإن زادت واحِدةً ففيها ثَلاثُ شِياهٍ إلى أن تَبلُغَ ثَلاثَمِئَةٍ، فإن زادت فما زاد ففي كلِّ مِئَةِ شاةٍ شاةٌ، ولا يُؤخَذُ في الصَّدَقِة هَرِمةٌ ولا عَجْفاءُ، ولا ذاتُ عَوارٍ، ولا تَيسُ الغَنَمِ إلَّا أن يَشاءَ المُصَّدِّقُ، ولا يُجمَعُ بيْنَ مُتَفَرِّقٍ، ولا يُفَرَّقُ بيْنَ مُجَتِمٍع خِيفةَ الصَّدَقةِ، وما أُخِذ منَ الخَليطَينِ فإنَّهُما يَتَراجَعانِ بيْنَهما بالسَّوِيَّةِ، وفي كلِّ خَمسِ أواقٍ منَ الوَرِقِ خَمسةُ دَراهِمَ، وما زاد ففي كلِّ أربَعين دِرهَمًا دِرهَمٌ، وليس فيما دُونَ خَمسِ أواقٍ شَيءٌ، وفي كلِّ أربعين دينارًا دينارٌ، إنَّ الصَّدَقةَ لا تَحِلُّ لمُحَمَّدٍ، ولا لأهلِ بَيتِ مُحَمَّدٍ، إنَّما هي الزَّكاةُ تُزَكَّى بها أنفُسُهم ولفُقَراءِ المُؤمِنين، وفي سَبيلِ اللهِ، وابنِ السَّبيلِ، وليس في رَقيقٍ، ولا مَزرعةٍ، ولا عُمَّالِها شَيءٌ إذا كانتْ تُؤَدَّى صَدَقَتُها منَ العُشرِ، وأنَّه ليس في عَبدٍ مُسلِمٍ ولا في فَرَسِه شَيءٌ قالَ: وكان في الكِتابِ: إنَّ أكبَرَ الكَبائرِ عِندَ اللهِ يَومَ القِيامةِ إشراكٌ باللهِ، وقَتلُ النَّفسِ المُؤمِنِ بغَيرِ حَقٍّ، والفِرارُ في سَبيلِ اللهِ يَومَ الزَّحفِ، وعُقوقُ الوالِدَينِ، ورَميُ المُحصَنةِ، وتَعَلُّمُ السِّحرِ، وأكلُ الرِّبا ، وأكلُ مالِ اليَتيمِ، وأنَّ العُمرةَ الحَجُّ الأصغرُ، ولا يَمَسَّ القُرآنَ إلَّا طاهرٌ، ولا طَلاقَ قَبْلَ إملاكٍ، ولا عَتاقَ حتَّى يَبتاعَ، ولا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ منكم في ثَوبٍ واحِدٍ وشِقُّه بادي، ولا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ منكم عاقِصٌ شَعَرَه، ولا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ منكم في ثَوبٍ واحِدٍ ليس على مَنكِبه شَيءٌ. وكان في الكِتابِ: أنَّ مَنِ اعتَبَط مُؤمِنًا قَتلًا عنْ بَيِّنةٍ فله قَوَدٌ إلَّا أن يَرضى أولِياءُ المَقتولِ، وإنَّ في النَّفسِ الدِّيَةَ مِئَةً منَ الإِبِلِ، وفي الأنفِ الَّذي أُوعِبَ جَدْعُه الدِّيَةُ، وفي اللِّسانِ الدِّيَةُ، وفي الشَّفَتَينِ الدِّيَةُ، وفي البَيضَتَينِ الدِّيَةُ، وفي الذَّكَرِ الدِّيَةُ، وفي الصُّلْبِ الدِّيَةُ، وفي العَينَينِ الدِّيَةُ، وفي الرِّجْلِ الواحِدةِ نِصفُ الدِّيَةِ، وفي المَأمومةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وفي الجائفةِ ثُلُثُ الدِّيَةِ، وفي المُنَقِّلةِ خَمسَ عَشْرةَ منَ الإِبِلِ، وفي كلِّ إصبَعٍ منَ الأصابِعِ منَ اليَدِ والرِّجلِ عَشْرٌ منَ الإِبِلِ، وفي السِّنِّ خَمسٌ منَ الإِبِلِ، وفي المُوضِحةِ خَمسٌ منَ الإِبِلِ، وإنَّ الرَّجُلَ يُقتَلُ بالمَرأِة، وعلى أهلِ الذَّهَبِ ألفُ دينارٍ.

28 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه ، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.