الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

211 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: لم أزَلْ حريصًا أنْ أسألَ عُمرَ بنَ الخطَّابِ عَنِ المرأتَيْنِ مِن أزواجِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، اللَّتَيْنِ قال الله لهما: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]، وساقَ الحديثَ... وقال فيه: فاعتزَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نساءَهُ مِن أجْلِ ذلكَ الحديثِ حينَ أفشَتْه حفصةُ إلى عائشةَ تِسعًا وعشرينَ ليلةً، قالتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: وكان قال: ما أنا بداخِلٍ عليهِنَّ شهرًا؛ مِن شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عليهِنَّ، حينَ حدَّثَه اللهُ عزَّ وجلَّ حديثَهُنَّ، فلمَّا مضَتْ تِسعٌ وعشرونَ ليلةً، دخَلَ على عائشةَ، فبدَأَ بها، فقالتْ له عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: إنَّكَ قد آلَيْتَ يا رسولَ اللهِ ألَّا تدخُلَ علينا شهرًا، وإنَّا أصبَحْنا مِن تِسعٍ وعشرينَ ليلةً، نَعُدُّها عددًا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الشَّهرُ تِسعٌ وعشرونَ ليلةً.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم : 2131 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

212 - لَمَّا نزَلَ تحريمُ الخمرِ، قال عمرُ رَضِيَ اللهُ عنه: اللَّهمَّ بيِّنْ لنا في الخمرِ بيانًا شافيًا؛ فنزلَتِ الآيةُ التي في البقرةِ، فدُعِيَ عمرُ، فقُرِئَتْ عليه، فقال عمرُ: اللَّهمَّ بيِّنْ لنا في الخمرِ بيانًا شافيًا؛ فنزلَتِ الآيةُ التي في البقرةِ؛ فدُعِيَ عمرُ، فقُرِئَتْ عليه، فقال عمرُ: اللَّهمَّ بيِّنْ لنا في الخمرِ بيانًا شافيًا؛ فنزلَتِ الآيةُ التي في النساءِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} [النساء: 43]؛ فكان مُنادي رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أقامَ الصَّلاةَ نادَى: لا تقرَبوا الصَّلاةَ وأنتُمْ سُكارى، فدُعِيَ عمرُ، فقُرِئَتْ عليه، فقال: اللَّهمَّ بيِّنْ لنا في الخمرِ بيانًا شافيًا؛ فنزلَتِ الآيةُ التي في المائدةِ، فدُعِيَ عمرُ، فقُرِئَتْ عليه، فلمَّا بلَغَ: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91]، قال عمرُ رَضِيَ اللهُ عنه: انتهَيْنا، انتهَيْنا.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم : 5555 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

213 - عَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، قالَ: لَمْ أزَلْ حَرِيصًا علَى أنْ أسْأَلَ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ، عَنِ المَرْأَتَيْنِ مِن أزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، اللَّتَيْنِ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنْ تَتُوبَا إلى اللَّهِ فقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4] حتَّى حَجَّ وحَجَجْتُ معهُ، وعَدَلَ وعَدَلْتُ معهُ بإدَاوَةٍ فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ جَاءَ فَسَكَبْتُ علَى يَدَيْهِ منها فَتَوَضَّأَ، فَقُلتُ له: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ مَنِ المَرْأَتَانِ مِن أزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، اللَّتَانِ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنْ تَتُوبَا إلى اللَّهِ فقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]؟ قالَ: واعَجَبًا لكَ يا ابْنَ عَبَّاسٍ، هُما عَائِشَةُ وحَفْصَةُ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الحَدِيثَ يَسُوقُهُ قالَ: كُنْتُ أنَا وجَارٌ لي مِنَ الأنْصَارِ في بَنِي أُمَيَّةَ بنِ زَيْدٍ، وهُمْ مِن عَوَالِي المَدِينَةِ، وكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَيَنْزِلُ يَوْمًا وأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ بما حَدَثَ مِن خَبَرِ ذلكَ اليَومِ مِنَ الوَحْيِ أوْ غيرِهِ، وإذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَ ذلكَ، وكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا علَى الأنْصَارِ إذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِن أدَبِ نِسَاءِ الأنْصَارِ، فَصَخِبْتُ علَى امْرَأَتي فَرَاجَعَتْنِي، فأنْكَرْتُ أنْ تُرَاجِعَنِي، قالَتْ: ولِمَ تُنْكِرُ أنْ أُرَاجِعَكَ؟ فَوَاللَّهِ إنَّ أزْوَاجَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ، وإنَّ إحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ اليومَ حتَّى اللَّيْلِ، فأفْزَعَنِي ذلكَ وقُلتُ لَهَا: قدْ خَابَ مَن فَعَلَ ذَلِكِ منهنَّ، ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَنَزَلْتُ فَدَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ فَقُلتُ لَهَا: أيْ حَفْصَةُ، أتُغَاضِبُ إحْدَاكُنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اليومَ حتَّى اللَّيْلِ؟ قالَتْ: نَعَمْ، فَقُلتُ: قدْ خِبْتِ وخَسِرْتِ، أفَتَأْمَنِينَ أنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَتَهْلِكِي؟ لا تَسْتَكْثِرِي النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولَا تُرَاجِعِيهِ في شيءٍ ولَا تَهْجُرِيهِ، وسَلِينِي ما بَدَا لَكِ، ولَا يَغُرَّنَّكِ أنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أوْضَأَ مِنْكِ وأَحَبَّ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - يُرِيدُ عَائِشَةَ - قالَ عُمَرُ: وكُنَّا قدْ تَحَدَّثْنَا أنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الخَيْلَ لِغَزْوِنَا، فَنَزَلَ صَاحِبِي الأنْصَارِيُّ يَومَ نَوْبَتِهِ، فَرَجَعَ إلَيْنَا عِشَاءً فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا، وقالَ: أثَمَّ هُوَ؟ فَفَزِعْتُ فَخَرَجْتُ إلَيْهِ، فَقالَ: قدْ حَدَثَ اليومَ أمْرٌ عَظِيمٌ، قُلتُ: ما هُوَ، أجَاءَ غَسَّانُ؟ قالَ: لَا، بَلْ أعْظَمُ مِن ذلكَ وأَهْوَلُ، طَلَّقَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نِسَاءَهُ، - وقالَ عُبَيْدُ بنُ حُنَيْنٍ: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ عن عُمَرَ - فَقالَ: اعْتَزَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أزْوَاجَهُ فَقُلتُ: خَابَتْ حَفْصَةُ وخَسِرَتْ، قدْ كُنْتُ أظُنُّ هذا يُوشِكُ أنْ يَكونَ، فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الفَجْرِ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَدَخَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَشْرُبَةً له فَاعْتَزَلَ فِيهَا، ودَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ فَإِذَا هي تَبْكِي، فَقُلتُ: ما يُبْكِيكِ ألَمْ أكُنْ حَذَّرْتُكِ هذا، أطَلَّقَكُنَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَتْ: لا أدْرِي، هَا هو ذَا مُعْتَزِلٌ في المَشْرُبَةِ، فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ إلى المِنْبَرِ، فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، فَجَلَسْتُ معهُمْ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أجِدُ، فَجِئْتُ المَشْرُبَةَ الَّتي فِيهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ لِغُلَامٍ له أسْوَدَ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ الغُلَامُ فَكَلَّمَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقالَ: كَلَّمْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وذَكَرْتُكَ له فَصَمَتَ، فَانْصَرَفْتُ حتَّى جَلَسْتُ مع الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ المِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أجِدُ فَجِئْتُ فَقُلتُ لِلْغُلَامِ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ، فَقالَ: قدْ ذَكَرْتُكَ له فَصَمَتَ، فَرَجَعْتُ فَجَلَسْتُ مع الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ المِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أجِدُ، فَجِئْتُ الغُلَامَ فَقُلتُ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ ثُمَّ رَجَعَ إلَيَّ فَقالَ: قدْ ذَكَرْتُكَ له فَصَمَتَ، فَلَمَّا ولَّيْتُ مُنْصَرِفًا، قالَ: إذَا الغُلَامُ يَدْعُونِي، فَقالَ: قدْ أذِنَ لكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَدَخَلْتُ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَإِذَا هو مُضْطَجِعٌ علَى رِمَالِ حَصِيرٍ، ليسَ بيْنَهُ وبيْنَهُ فِرَاشٌ، قدْ أثَّرَ الرِّمَالُ بجَنْبِهِ، مُتَّكِئًا علَى وِسَادَةٍ مِن أدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَسَلَّمْتُ عليه، ثُمَّ قُلتُ وأَنَا قَائِمٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أطَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ فَرَفَعَ إلَيَّ بَصَرَهُ فَقالَ: لا فَقُلتُ: اللَّهُ أكْبَرُ، ثُمَّ قُلتُ وأَنَا قَائِمٌ أسْتَأْنِسُ: يا رَسولَ اللَّهِ، لو رَأَيْتَنِي وكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ إذَا قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَتَبَسَّمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ لو رَأَيْتَنِي ودَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ فَقُلتُ لَهَا: لا يَغُرَّنَّكِ أنْ كَانَتْ جَارَتُكِ أوْضَأَ مِنْكِ، وأَحَبَّ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ - يُرِيدُ عَائِشَةَ - فَتَبَسَّمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَبَسُّمَةً أُخْرَى، فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي في بَيْتِهِ، فَوَاللَّهِ ما رَأَيْتُ في بَيْتِهِ شيئًا يَرُدُّ البَصَرَ، غيرَ أهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ علَى أُمَّتِكَ، فإنَّ فَارِسَ والرُّومَ قدْ وُسِّعَ عليهم وأُعْطُوا الدُّنْيَا، وهُمْ لا يَعْبُدُونَ اللَّهَ، فَجَلَسَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وكانَ مُتَّكِئًا، فَقالَ: أوفي هذا أنْتَ يا ابْنَ الخَطَّابِ، إنَّ أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلُوا طَيِّبَاتِهِمْ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي، فَاعْتَزَلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نِسَاءَهُ مِن أجْلِ ذلكَ الحَديثِ حِينَ أفْشَتْهُ حَفْصَةُ إلى عَائِشَةَ تِسْعًا وعِشْرِينَ لَيْلَةً، وكانَ قالَ: ما أنَا بدَاخِلٍ عليهنَّ شَهْرًا مِن شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عليهنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ، فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وعِشْرُونَ لَيْلَةً دَخَلَ علَى عَائِشَةَ فَبَدَأَ بهَا، فَقالَتْ له عَائِشَةُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ كُنْتَ قدْ أقْسَمْتَ أنْ لا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، وإنَّما أصْبَحْتَ مِن تِسْعٍ وعِشْرِينَ لَيْلَةً أعُدُّهَا عَدًّا، فَقالَ: الشَّهْرُ تِسْعٌ وعِشْرُونَ لَيْلَةً فَكانَ ذلكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وعِشْرِينَ لَيْلَةً، قالَتْ عَائِشَةُ: ثُمَّ أنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى آيَةَ التَّخَيُّرِ، فَبَدَأَ بي أوَّلَ امْرَأَةٍ مِن نِسَائِهِ فَاخْتَرْتُهُ، ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ كُلَّهُنَّ فَقُلْنَ مِثْلَ ما قالَتْ عَائِشَةُ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5191 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

214 - انْطَلَقْتُ حتَّى أَدْخُلَ علَى عُمَرَ، فأتَاهُ حَاجِبُهُ يَرْفَأُ فَقالَ: هلْ لكَ في عُثْمَانَ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالزُّبَيْرِ، وَسَعْدٍ؟ قالَ: نَعَمْ، فأذِنَ لهمْ، ثُمَّ قالَ: هلْ لكَ في عَلِيٍّ، وَعَبَّاسٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ عَبَّاسٌ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ اقْضِ بَيْنِي وبيْنَ هذا، قالَ أَنْشُدُكُمْ باللَّهِ الذي بإذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ، هلْ تَعْلَمُونَ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لا نُورَثُ ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ يُرِيدُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَفْسَهُ، فَقالَ الرَّهْطُ: قدْ قالَ ذلكَ، فأقْبَلَ علَى عَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ، فَقالَ: هلْ تَعْلَمَانِ أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ ذلكَ؟ قالَا: قدْ قالَ ذلكَ. قالَ عُمَرُ: فإنِّي أُحَدِّثُكُمْ عن هذا الأمْرِ، إنَّ اللَّهَ قدْ كانَ خَصَّ رَسوله صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الفَيْءِ بشيءٍ لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ: {ما أَفَاءَ اللَّهُ علَى رَسولِهِ} [الحشر: 7]- إلى قَوْلِهِ - {قَدِيرٌ} [الحشر: 6] فَكَانَتْ خَالِصَةً لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وَاللَّهِ ما احْتَازَهَا دُونَكُمْ وَلَا اسْتَأْثَرَ بهَا علَيْكُم، لقَدْ أَعْطَاكُمُوهَا وَبَثَّهَا فِيكُمْ حتَّى بَقِيَ منها هذا المَالُ، فَكانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُنْفِقُ علَى أَهْلِهِ مِن هذا المَالِ نَفَقَةَ سَنَتِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ ما بَقِيَ فَيَجْعَلُهُ مَجْعَلَ مَالِ اللَّهِ، فَعَمِلَ بذَاكَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَيَاتَهُ، أَنْشُدُكُمْ باللَّهِ هلْ تَعْلَمُونَ ذلكَ؟ قالوا: نَعَمْ، ثُمَّ قالَ لِعَلِيٍّ وَعَبَّاسٍ: أَنْشُدُكُما باللَّهِ، هلْ تَعْلَمَانِ ذلكَ؟ قالَا: نَعَمْ، فَتَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا وَلِيُّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَبَضَهَا فَعَمِلَ بما عَمِلَ به رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ تَوَفَّى اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فَقُلتُ: أَنَا وَلِيُّ وَلِيِّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَبَضْتُهَا سَنَتَيْنِ أَعْمَلُ فِيهَا ما عَمِلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جِئْتُمَانِي وَكَلِمَتُكُما وَاحِدَةٌ وَأَمْرُكُما جَمِيعٌ، جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي نَصِيبَكَ مِنَ ابْنِ أَخِيكَ. وَأَتَانِي هذا يَسْأَلُنِي نَصِيبَ امْرَأَتِهِ مِن أَبِيهَا، فَقُلتُ: إنْ شِئْتُما دَفَعْتُهَا إلَيْكُما بذلكَ، فَتَلْتَمِسَانِ مِنِّي قَضَاءً غيرَ ذلكَ؟ فَوَاللَّهِ الذي بإذْنِهِ تَقُومُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ، لا أَقْضِي فِيهَا قَضَاءً غيرَ ذلكَ حتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، فإنْ عَجَزْتُما فَادْفَعَاهَا إلَيَّ فأنَا أَكْفِيكُمَاهَا.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 6728 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

215 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قالَ: لَمْ أَزَلْ حَرِيصًا أَنْ أَسْأَلَ عُمَرَ عَنِ المَرْأَتَيْنِ مِن أَزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اللَّتَيْنِ قالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنْ تَتُوبَا إلى اللهِ فقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}[التحريم:4]؟ حتَّى حَجَّ عُمَرُ وَحَجَجْتُ معهُ، فَلَمَّا كُنَّا ببَعْضِ الطَّرِيقِ، عَدَلَ عُمَرُ، وَعَدَلْتُ معهُ بالإِدَاوَةِ، فَتَبَرَّزَ، ثُمَّ أَتَانِي، فَسَكَبْتُ علَى يَدَيْهِ، فَتَوَضَّأَ، فَقُلتُ: يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَنِ المَرْأَتَانِ مِن أَزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اللَّتَانِ قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لهمَا: {إنْ تَتُوبَا إلى اللهِ فقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}؟ قالَ عُمَرُ: وَاعَجَبًا لكَ يا ابْنَ عَبَّاسٍ، قالَ الزُّهْرِيُّ: كَرِهَ وَاللَّهِ ما سَأَلَهُ عنْه، وَلَمْ يَكْتُمْهُ، قالَ: هي حَفْصَةُ وَعَائِشَةُ، ثُمَّ أَخَذَ يَسُوقُ الحَدِيثَ، قالَ: كُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ قَوْمًا نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ، وَجَدْنَا قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِن نِسَائِهِمْ، قالَ: وَكانَ مَنْزِلِي في بَنِي أُمَيَّةَ بنِ زَيْدٍ بالعَوَالِي، فَتَغَضَّبْتُ يَوْمًا علَى امْرَأَتِي، فَإِذَا هي تُرَاجِعُنِي، فأنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي، فَقالَتْ: ما تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ، فَوَاللَّهِ إنَّ أَزْوَاجَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ، وَتَهْجُرُهُ إحْدَاهُنَّ اليومَ إلى اللَّيْلِ، فَانْطَلَقْتُ فَدَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ، فَقُلتُ: أَتُرَاجِعِينَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ، فَقُلتُ: أَتَهْجُرُهُ إحْدَاكُنَّ اليومَ إلى اللَّيْلِ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قُلتُ: قدْ خَابَ مَن فَعَلَ ذلكَ مِنْكُنَّ، وَخَسِرَ، أَفَتَأْمَنُ إحْدَاكُنَّ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا لِغَضَبِ رَسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ فَإِذَا هي قدْ هَلَكَتْ، لا تُرَاجِعِي رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، وَلَا تَسْأَلِيهِ شيئًا، وَسَلِينِي ما بَدَا لَكِ، وَلَا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هي أَوْسَمَ وَأَحَبَّ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنْكِ، يُرِيدُ عَائِشَةَ، قالَ: وَكانَ لي جَارٌ مِنَ الأنْصَارِ، فَكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَيَنْزِلُ يَوْمًا وَأَنْزِلُ يَوْمًا، فَيَأْتِينِي بخَبَرِ الوَحْيِ وَغَيْرِهِ، وَآتِيهِ بمِثْلِ ذلكَ. وَكُنَّا نَتَحَدَّثُ أنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ الخَيْلَ لِتَغْزُوَنَا، فَنَزَلَ صَاحِبِي، ثُمَّ أَتَانِي عِشَاءً، فَضَرَبَ بَابِي، ثُمَّ نَادَانِي، فَخَرَجْتُ إلَيْهِ، فَقالَ: حَدَثَ أَمْرٌ عَظِيمٌ، قُلتُ: مَاذَا؟ أَجَاءَتْ غَسَّانُ؟ قالَ: لَا، بَلْ أَعْظَمُ مِن ذلكَ وَأَطْوَلُ، طَلَّقَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نِسَاءَهُ، فَقُلتُ: قدْ خَابَتْ حَفْصَةُ وَخَسِرَتْ، قدْ كُنْتُ أَظُنُّ هذا كَائِنًا، حتَّى إذَا صَلَّيْتُ الصُّبْحَ شَدَدْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، ثُمَّ نَزَلْتُ فَدَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ وَهي تَبْكِي، فَقُلتُ: أَطَلَّقَكُنَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ فَقالَتْ: لا أَدْرِي، هَا هو ذَا مُعْتَزِلٌ في هذِه المَشْرُبَةِ، فأتَيْتُ غُلَامًا له أَسْوَدَ، فَقُلتُ اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إلَيَّ، فَقالَ: قدْ ذَكَرْتُكَ له، فَصَمَتَ، فَانْطَلَقْتُ حتَّى انْتَهَيْتُ إلى المِنْبَرِ فَجَلَسْتُ، فَإِذَا عِنْدَهُ رَهْطٌ جُلُوسٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، فَجَلَسْتُ قَلِيلًا ثُمَّ غَلَبَنِي ما أَجِدُ، ثُمَّ أَتَيْتُ الغُلَامَ، فَقُلتُ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ إلَيَّ، فَقالَ: قدْ ذَكَرْتُكَ له، فَصَمَتَ، فَوَلَّيْتُ مُدْبِرًا، فَإِذَا الغُلَامُ يَدْعُونِي، فَقالَ: ادْخُلْ فقَدْ أَذِنَ لَكَ، فَدَخَلْتُ، فَسَلَّمْتُ علَى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَإِذَا هو مُتَّكِئٌ علَى رَمْلِ حَصِيرٍ، قدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، فَقُلتُ: أَطَلَّقْتَ يا رَسولَ اللهِ، نِسَاءَكَ؟ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إلَيَّ، وَقالَ: لَا، فَقُلتُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، لو رَأَيْتَنَا يا رَسولَ اللهِ، وَكُنَّا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ قَوْمًا نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا المَدِينَةَ وَجَدْنَا قَوْمًا تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَتَعَلَّمْنَ مِن نِسَائِهِمْ، فَتَغَضَّبْتُ علَى امْرَأَتي يَوْمًا، فَإِذَا هي تُرَاجِعُنِي، فأنْكَرْتُ أَنْ تُرَاجِعَنِي، فَقالَتْ: ما تُنْكِرُ أَنْ أُرَاجِعَكَ، فَوَاللَّهِ، إنَّ أَزْوَاجَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لَيُرَاجِعْنَهُ، وَتَهْجُرُهُ إحْدَاهُنَّ اليومَ إلى اللَّيْلِ، فَقُلتُ: قدْ خَابَ مَن فَعَلَ ذَلِكِ منهنَّ وَخَسِرَ، أَفَتَأْمَنُ إحْدَاهُنَّ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ عَلَيْهَا لِغَضَبِ رَسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ؟ فَإِذَا هي قدْ هَلَكَتْ، فَتَبَسَّمَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قدْ دَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ، فَقُلتُ: لا يَغُرَّنَّكِ أَنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هي أَوْسَمُ مِنْكِ، وَأَحَبُّ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِنْكِ، فَتَبَسَّمَ أُخْرَى، فَقُلتُ: أَسْتَأْنِسُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: نَعَمْ، فَجَلَسْتُ فَرَفَعْتُ رَأْسِي في البَيْتِ، فَوَاللَّهِ، ما رَأَيْتُ فيه شيئًا يَرُدُّ البَصَرَ، إلَّا أُهُبًا ثَلَاثَةً، فَقُلتُ: ادْعُ اللَّهَ يا رَسولَ اللهِ، أَنْ يُوَسِّعَ علَى أُمَّتِكَ، فقَدْ وَسَّعَ علَى فَارِسَ وَالرُّومِ، وَهُمْ لا يَعْبُدُونَ اللَّهَ، فَاسْتَوَى جَالِسًا، ثُمَّ قالَ: أَفِي شَكٍّ أَنْتَ يا ابْنَ الخَطَّابِ، أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لهمْ طَيِّبَاتُهُمْ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَقُلتُ: اسْتَغْفِرْ لي يا رَسولَ اللهِ، وَكانَ أَقْسَمَ أَنْ لا يَدْخُلَ عليهنَّ شَهْرًا مِن شِدَّةِ مَوْجِدَتِهِ عليهنَّ، حتَّى عَاتَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1479 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

216 -  لَمَّا اعْتَزَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، قالَ: دَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَإِذَا النَّاسُ يَنْكُتُونَ بالحَصَى، ويقولونَ: طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، وَذلكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرْنَ بالحِجَابِ، فَقالَ عُمَرُ، فَقُلتُ: لأَعْلَمَنَّ ذلكَ اليَومَ، قالَ: فَدَخَلْتُ علَى عَائِشَةَ، فَقُلتُ: يا بنْتَ أَبِي بَكْرٍ، أَقَدْ بَلَغَ مِن شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟! فَقالَتْ: ما لي وَما لكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ! عَلَيْكَ بعَيْبَتِكَ، قالَ: فَدَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ بنْتِ عُمَرَ، فَقُلتُ لَهَا: يا حَفْصَةُ، أَقَدْ بَلَغَ مِن شَأْنِكِ أَنْ تُؤْذِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟! وَاللَّهِ لقَدْ عَلِمْتِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لا يُحِبُّكِ، وَلَوْلَا أَنَا لَطَلَّقَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَبَكَتْ أَشَدَّ البُكَاءِ، فَقُلتُ لَهَا: أَيْنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؟ قالَتْ: هو في خِزَانَتِهِ في المَشْرُبَةِ، فَدَخَلْتُ، فَإِذَا أَنَا برَبَاحٍ غُلَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَاعِدًا علَى أُسْكُفَّةِ المَشْرُبَةِ، مُدَلٍّ رِجْلَيْهِ علَى نَقِيرٍ مِن خَشَبٍ، وَهو جِذْعٌ يَرْقَى عليه رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَيَنْحَدِرُ، فَنَادَيْتُ: يا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لي عِنْدَكَ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ رَبَاحٌ إلى الغُرْفَةِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ، فَلَمْ يَقُلْ شيئًا، ثُمَّ قُلتُ: يا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لي عِنْدَكَ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَنَظَرَ رَبَاحٌ إلى الغُرْفَةِ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ، فَلَمْ يَقُلْ شيئًا، ثُمَّ رَفَعْتُ صَوْتِي، فَقُلتُ: يا رَبَاحُ، اسْتَأْذِنْ لي عِنْدَكَ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ؛ فإنِّي أَظُنُّ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ظَنَّ أَنِّي جِئْتُ مِن أَجْلِ حَفْصَةَ، وَاللَّهِ لَئِنْ أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بضَرْبِ عُنُقِهَا، لأَضْرِبَنَّ عُنُقَهَا، وَرَفَعْتُ صَوْتِي، فأوْمَأَ إِلَيَّ أَنِ ارْقَهْ، فَدَخَلْتُ علَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَهو مُضْطَجِعٌ علَى حَصِيرٍ، فَجَلَسْتُ، فأدْنَى عليه إِزَارَهُ وَليسَ عليه غَيْرُهُ، وإذَا الحَصِيرُ قدْ أَثَّرَ في جَنْبِهِ، فَنَظَرْتُ ببَصَرِي في خِزَانَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَنَا بقَبْضَةٍ مِن شَعِيرٍ نَحْوِ الصَّاعِ، وَمِثْلِهَا قَرَظًا في نَاحِيَةِ الغُرْفَةِ، وإذَا أَفِيقٌ مُعَلَّقٌ، قالَ: فَابْتَدَرَتْ عَيْنَايَ، قالَ: ما يُبْكِيكَ يا ابْنَ الخَطَّابِ؟ قُلتُ: يا نَبِيَّ اللهِ، وَما لي لا أَبْكِي وَهذا الحَصِيرُ قدْ أَثَّرَ في جَنْبِكَ، وَهذِه خِزَانَتُكَ لا أَرَى فِيهَا إِلَّا ما أَرَى، وَذَاكَ قَيْصَرُ وَكِسْرَى في الثِّمَارِ وَالأنْهَارِ، وَأَنْتَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَصَفْوَتُهُ، وَهذِه خِزَانَتُكَ! فَقالَ: يا ابْنَ الخَطَّابِ، أَلَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ لَنَا الآخِرَةُ وَلَهُمُ الدُّنْيَا؟ قُلتُ: بَلَى. قالَ: وَدَخَلْتُ عليه حِينَ دَخَلْتُ وَأَنَا أَرَى في وَجْهِهِ الغَضَبَ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، ما يَشُقُّ عَلَيْكَ مِن شَأْنِ النِّسَاءِ؟ فإنْ كُنْتَ طَلَّقْتَهُنَّ، فإنَّ اللَّهَ معكَ، وَمَلَائِكَتَهُ، وَجِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَأَنَا، وَأَبُو بَكْرٍ، وَالْمُؤْمِنُونَ معكَ، وَقَلَّما تَكَلَّمْتُ -وَأَحْمَدُ اللَّهَ- بكَلَامٍ إِلَّا رَجَوْتُ أَنْ يَكونَ اللَّهُ يُصَدِّقُ قَوْلِي الذي أَقُولُ، وَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ آيَةُ التَّخْيِيرِ: {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ} [التحريم: 5]، {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4]، وَكَانَتْ عَائِشَةُ بنْتُ أَبِي بَكْرٍ وَحَفْصَةُ تَظَاهَرَانِ علَى سَائِرِ نِسَاءِ النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَطَلَّقْتَهُنَّ؟ قالَ: لَا، قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي دَخَلْتُ المَسْجِدَ وَالْمُسْلِمُونَ يَنْكُتُونَ بالحَصَى، يقولونَ: طَلَّقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، أَفَأَنْزِلُ فَأُخْبِرَهُمْ أنَّكَ لَمْ تُطَلِّقْهُنَّ؟ قالَ: نَعَمْ، إنْ شِئْتَ، فَلَمْ أَزَلْ أُحَدِّثُهُ حتَّى تَحَسَّرَ الغَضَبُ عن وَجْهِهِ، وَحتَّى كَشَرَ فَضَحِكَ، وَكانَ مِن أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا، ثُمَّ نَزَلَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَنَزَلْتُ، فَنَزَلْتُ أَتَشَبَّثُ بالجِذْعِ، وَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كَأنَّما يَمْشِي علَى الأرْضِ ما يَمَسُّهُ بيَدِهِ، فَقُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّما كُنْتَ في الغُرْفَةِ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ، قالَ: إنَّ الشَّهْرَ يَكونُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ، فَقُمْتُ علَى بَابِ المَسْجِدِ، فَنَادَيْتُ بأَعْلَى صَوْتِي: لَمْ يُطَلِّقْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ نِسَاءَهُ، وَنَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء: 83]، فَكُنْتُ أَنَا اسْتَنْبَطْتُ ذلكَ الأمْرَ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آيَةَ التَّخْيِيرِ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1479 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

217 - قالَ رَجُلٌ مِنَ اليَهُودِ لِعُمَرَ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، لو أنَّ عليْنا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3]، لاتَّخَذْنا ذلكَ اليومَ عِيدًا، فقالَ عُمَرُ: إنِّي لَأَعْلَمُ أيَّ يَومٍ نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ، نَزَلَتْ يَومَ عَرَفَةَ، في يَومِ جُمُعَةٍ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 7268 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

218 - أنَّ أُناسًا، مِنَ اليَهُودِ قالوا: لو نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ فِينا لاتَّخَذْنا ذلكَ اليومَ عِيدًا، فقالَ عُمَرُ: أيَّةُ آيَةٍ؟ فقالوا: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3]. فقالَ عُمَرُ: إنِّي لَأَعْلَمُ أيَّ مَكانٍ أُنْزِلَتْ أُنْزِلَتْ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واقِفٌ بعَرَفَةَ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 4407 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

219 - أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَسِيرُ في بَعْضِ أسْفارِهِ، وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يَسِيرُ معهُ لَيْلًا، فَسَأَلَهُ عُمَرُ عن شيءٍ، فَلَمْ يُجِبْهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ فَلَمْ يُجِبْهُ، فقالَ عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، نَزَرْتَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، كُلَّ ذلكَ لا يُجِيبُكَ، قالَ عُمَرُ: فَحَرَّكْتُ بَعِيرِي حتَّى كُنْتُ أمامَ النَّاسِ، وخَشِيتُ أنْ يَنْزِلَ فِيَّ قُرْآنٌ، فَما نَشِبْتُ أنْ سَمِعْتُ صارِخًا يَصْرُخُ بي، قالَ: فَقُلتُ: لقَدْ خَشِيتُ أنْ يَكونَ نَزَلَ فِيَّ قُرْآنٌ، قالَ: فَجِئْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَسَلَّمْتُ عليه، فقالَ: لقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهي أحَبُّ إلَيَّ ممَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ، ثُمَّ قَرَأَ: {إنَّا فَتَحْنا لكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1]
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 5012 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

220 - أنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قالَ له: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا، لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا. قالَ: أيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] قالَ عُمَرُ: قدْ عَرَفْنَا ذلكَ اليَومَ، والمَكانَ الذي نَزَلَتْ فيه علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو قَائِمٌ بعَرَفَةَ يَومَ جُمُعَةٍ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 45 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

221 - لَمَّا مَاتَ عبدُ اللَّهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ، دُعِيَ له رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِيُصَلِّيَ عليه، فَلَمَّا قَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وثَبْتُ إلَيْهِ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، أتُصَلِّي علَى ابْنِ أُبَيٍّ وقدْ قَالَ يَومَ كَذَا وكَذَا: كَذَا وكَذَا؟ أُعَدِّدُ عليه قَوْلَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَالَ: أخِّرْ عَنِّي يا عُمَرُ فَلَمَّا أكْثَرْتُ عليه، قَالَ: إنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، لو أعْلَمُ أنِّي إنْ زِدْتُ علَى السَّبْعِينَ يُغْفَرُ له لَزِدْتُ عَلَيْهَا قَالَ: فَصَلَّى عليه رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمْ يَمْكُثْ إلَّا يَسِيرًا، حتَّى نَزَلَتِ الآيَتَانِ مِن بَرَاءَةٌ: {وَلَا تُصَلِّ علَى أحَدٍ منهمْ مَاتَ أبَدًا} [التوبة: 84] إلى قَوْلِهِ {وَهُمْ فَاسِقُونَ} [التوبة: 84] قَالَ: فَعَجِبْتُ بَعْدُ مِن جُرْأَتي علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَئذٍ، واللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 1366 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

222 - عَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، قالَ: لَمْ أزَلْ حَرِيصًا علَى أنْ أسْأَلَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه عَنِ المَرْأَتَيْنِ مِن أزْوَاجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اللَّتَيْنِ قالَ اللَّهُ لهمَا: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]، فَحَجَجْتُ معهُ، فَعَدَلَ وعَدَلْتُ معهُ بالإِدَاوَةِ، فَتَبَرَّزَ حتَّى جَاءَ، فَسَكَبْتُ علَى يَدَيْهِ مِنَ الإدَاوَةِ فَتَوَضَّأَ، فَقُلتُ: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، مَنِ المَرْأَتَانِ مِن أزْوَاجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اللَّتَانِ قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لهمَا: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4]؟ فَقالَ: واعَجَبِي لكَ يا ابْنَ عَبَّاسٍ! عَائِشَةُ وحَفْصَةُ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ عُمَرُ الحَدِيثَ يَسُوقُهُ، فَقالَ: إنِّي كُنْتُ وجَارٌ لي مِنَ الأنْصَارِ في بَنِي أُمَيَّةَ بنِ زَيْدٍ -وهي مِن عَوَالِي المَدِينَةِ- وكُنَّا نَتَنَاوَبُ النُّزُولَ علَى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَيَنْزِلُ يَوْمًا وأَنْزِلُ يَوْمًا، فَإِذَا نَزَلْتُ جِئْتُهُ مِن خَبَرِ ذلكَ اليَومِ مِنَ الأمْرِ وغَيْرِهِ، وإذَا نَزَلَ فَعَلَ مِثْلَهُ، وكُنَّا -مَعْشَرَ قُرَيْشٍ- نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا علَى الأنْصَارِ إذَا هُمْ قَوْمٌ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَطَفِقَ نِسَاؤُنَا يَأْخُذْنَ مِن أدَبِ نِسَاءِ الأنْصَارِ، فَصِحْتُ علَى امْرَأَتِي، فَرَاجَعَتْنِي، فأنْكَرْتُ أنْ تُرَاجِعَنِي، فَقالَتْ: ولِمَ تُنْكِرُ أنْ أُرَاجِعَكَ؟! فَوَاللَّهِ إنَّ أزْوَاجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ليُرَاجِعْنَهُ، وإنَّ إحْدَاهُنَّ لَتَهْجُرُهُ اليومَ حتَّى اللَّيْلِ، فأفْزَعَنِي، فَقُلتُ: خَابَتْ مَن فَعَلَ منهنَّ بعَظِيمٍ! ثُمَّ جَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَدَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ، فَقُلتُ: أيْ حَفْصَةُ، أتُغَاضِبُ إحْدَاكُنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اليومَ حتَّى اللَّيْلِ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ، فَقُلتُ: خَابَتْ وخَسِرَتْ، أفَتَأْمَنُ أنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِغَضَبِ رَسولِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَتَهْلِكِينَ؟! لا تَسْتَكْثِرِي علَى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَا تُرَاجِعِيهِ في شَيءٍ، ولَا تَهْجُرِيهِ، واسْأَلِينِي ما بَدَا لَكِ، ولَا يَغُرَّنَّكِ أنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هي أوْضَأَ مِنْكِ، وأَحَبَّ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -يُرِيدُ عَائِشَةَ- وكُنَّا تَحَدَّثْنَا أنَّ غَسَّانَ تُنْعِلُ النِّعَالَ لِغَزْوِنَا، فَنَزَلَ صَاحِبِي يَومَ نَوْبَتِهِ فَرَجَعَ عِشَاءً، فَضَرَبَ بَابِي ضَرْبًا شَدِيدًا، وقالَ: أنَائِمٌ هُوَ؟ فَفَزِعْتُ، فَخَرَجْتُ إلَيْهِ، وقالَ: حَدَثَ أمْرٌ عَظِيمٌ، قُلتُ: ما هُوَ؟ أجَاءَتْ غَسَّانُ؟ قالَ: لَا، بَلْ أعْظَمُ منه وأَطْوَلُ؛ طَلَّقَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نِسَاءَهُ، قالَ: قدْ خَابَتْ حَفْصَةُ وخَسِرَتْ، كُنْتُ أظُنُّ أنَّ هذا يُوشِكُ أنْ يَكونَ، فَجَمَعْتُ عَلَيَّ ثِيَابِي، فَصَلَّيْتُ صَلَاةَ الفَجْرِ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَدَخَلَ مَشْرُبَةً له، فَاعْتَزَلَ فِيهَا، فَدَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ، فَإِذَا هي تَبْكِي، قُلتُ: ما يُبْكِيكِ؟ أوَلَمْ أكُنْ حَذَّرْتُكِ؟! أطَلَّقَكُنَّ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَتْ: لا أدْرِي، هو ذَا في المَشْرُبَةِ، فَخَرَجْتُ، فَجِئْتُ المِنْبَرَ، فَإِذَا حَوْلَهُ رَهْطٌ يَبْكِي بَعْضُهُمْ، فَجَلَسْتُ معهُمْ قَلِيلًا، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أجِدُ، فَجِئْتُ المَشْرُبَةَ الَّتي هو فِيهَا، فَقُلتُ لِغُلَامٍ له أسْوَدَ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَدَخَلَ، فَكَلَّمَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ خَرَجَ فَقالَ: ذَكَرْتُكَ له، فَصَمَتَ، فَانْصَرَفْتُ، حتَّى جَلَسْتُ مع الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ المِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أجِدُ، فَجِئْتُ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَجَلَسْتُ مع الرَّهْطِ الَّذِينَ عِنْدَ المِنْبَرِ، ثُمَّ غَلَبَنِي ما أجِدُ، فَجِئْتُ الغُلَامَ فَقُلتُ: اسْتَأْذِنْ لِعُمَرَ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ، فَلَمَّا ولَّيْتُ مُنْصَرِفًا، فَإِذَا الغُلَامُ يَدْعُونِي قالَ: أذِنَ لكَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَدَخَلْتُ عليه، فَإِذَا هو مُضْطَجِعٌ علَى رِمَالِ حَصِيرٍ ليسَ بيْنَهُ وبيْنَهُ فِرَاشٌ، قدْ أثَّرَ الرِّمَالُ بجَنْبِهِ، مُتَّكِئٌ علَى وِسَادَةٍ مِن أدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ، فَسَلَّمْتُ عليه، ثُمَّ قُلتُ وأَنَا قَائِمٌ: طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ؟ فَرَفَعَ بَصَرَهُ إلَيَّ، فَقالَ: لَا، ثُمَّ قُلتُ وأَنَا قَائِمٌ: أسْتَأْنِسُ يا رَسولَ اللَّهِ، لو رَأَيْتَنِي وكُنَّا -مَعْشَرَ قُرَيْشٍ- نَغْلِبُ النِّسَاءَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا علَى قَوْمٍ تَغْلِبُهُمْ نِسَاؤُهُمْ، فَذَكَرَهُ، فَتَبَسَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ قُلتُ: لو رَأَيْتَنِي ودَخَلْتُ علَى حَفْصَةَ، فَقُلتُ: لا يَغُرَّنَّكِ أنْ كَانَتْ جَارَتُكِ هي أوْضَأَ مِنْكِ، وأَحَبَّ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -يُرِيدُ عَائِشَةَ- فَتَبَسَّمَ أُخْرَى، فَجَلَسْتُ حِينَ رَأَيْتُهُ تَبَسَّمَ، ثُمَّ رَفَعْتُ بَصَرِي في بَيْتِهِ، فَوَاللَّهِ ما رَأَيْتُ فيه شيئًا يَرُدُّ البَصَرَ غيرَ أَهَبَةٍ ثَلَاثَةٍ، فَقُلتُ: ادْعُ اللَّهَ فَلْيُوَسِّعْ علَى أُمَّتِكَ؛ فإنَّ فَارِسَ والرُّومَ وُسِّعَ عليهم، وأُعْطُوا الدُّنْيَا وهُمْ لا يَعْبُدُونَ اللَّهَ، وكانَ مُتَّكِئًا فَقالَ: أَوَفِي شَكٍّ أنْتَ يا ابْنَ الخَطَّابِ؟! أُولَئِكَ قَوْمٌ عُجِّلَتْ لهمْ طَيِّبَاتُهُمْ في الحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، اسْتَغْفِرْ لِي. فَاعْتَزَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أجْلِ ذلكَ الحَديثِ حِينَ أفْشَتْهُ حَفْصَةُ إلى عَائِشَةَ، وكانَ قدْ قالَ: ما أنَا بدَاخِلٍ عليهنَّ شَهْرًا؛ مِن شِدَّةِ مَوْجَدَتِهِ عليهنَّ حِينَ عَاتَبَهُ اللَّهُ، فَلَمَّا مَضَتْ تِسْعٌ وعِشْرُونَ دَخَلَ علَى عَائِشَةَ، فَبَدَأَ بهَا، فَقالَتْ له عَائِشَةُ، إنَّكَ أقْسَمْتَ أنْ لا تَدْخُلَ عَلَيْنَا شَهْرًا، وإنَّا أصْبَحْنَا لِتِسْعٍ وعِشْرِينَ لَيْلَةً أعُدُّهَا عَدًّا، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: الشَّهْرُ تِسْعٌ وعِشْرُونَ، وكانَ ذلكَ الشَّهْرُ تِسْعًا وعِشْرِينَ، قالَتْ عَائِشَةُ: فَأُنْزِلَتْ آيَةُ التَّخْيِيرِ، فَبَدَأَ بي أوَّلَ امْرَأَةٍ، فَقالَ: إنِّي ذَاكِرٌ لَكِ أمْرًا، ولَا عَلَيْكِ أنْ لا تَعْجَلِي حتَّى تَسْتَأْمِرِي أبَوَيْكِ، قالَتْ: قدْ أعْلَمُ أنَّ أبَوَيَّ لَمْ يَكونَا يَأْمُرَانِي بفِرَاقِكَ، ثُمَّ قالَ: إنَّ اللَّهَ قالَ: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} [الأحزاب: 28] إلى قَوْلِهِ: {عَظِيمًا} [الأحزاب: 29]، قُلتُ: أفِي هذا أسْتَأْمِرُ أبَوَيَّ؟ فإنِّي أُرِيدُ اللَّهَ ورَسولَه والدَّارَ الآخِرَةَ، ثُمَّ خَيَّرَ نِسَاءَهُ، فَقُلْنَ مِثْلَ ما قالَتْ عَائِشَةُ.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 2468 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

223 - قالَ لي عِمْرَانُ بنُ الحُصَيْنِ: أَرَأَيْتَ ما يَعْمَلُ النَّاسُ اليومَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ، أَشَيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى عليهم مِن قَدَرِ ما سَبَقَ، أَوْ فِيما يُسْتَقْبَلُونَ به ممَّا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتِ الحُجَّةُ عليهم؟ فَقُلتُ: بَلْ شَيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى عليهم، قالَ: فَقالَ: أَفلا يَكونُ ظُلْمًا؟ قالَ: فَفَزِعْتُ مِن ذلكَ فَزَعًا شَدِيدًا، وَقُلتُ: كُلُّ شَيءٍ خَلْقُ اللهِ وَمِلْكُ يَدِهِ، فلا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ، فَقالَ لِي: يَرْحَمُكَ اللَّهُ، إنِّي لَمْ أُرِدْ بما سَأَلْتُكَ إلَّا لِأَحْزِرَ عَقْلَكَ، إنَّ رَجُلَيْنِ مِن مُزَيْنَةَ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَا: يا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ ما يَعْمَلُ النَّاسُ اليَومَ وَيَكْدَحُونَ فِيهِ، أَشَيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى فيهم مِن قَدَرٍ قدْ سَبَقَ، أَوْ فِيما يُسْتَقْبَلُونَ به ممَّا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ وَثَبَتَتِ الحُجَّةُ عليهم؟ فَقالَ: لَا، بَلْ شَيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى فيهم، وَتَصْدِيقُ ذلكَ في كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} [الشمس: 7 - 8].
الراوي : عمران بن الحصين | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 2650 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

224 -  قَرَأَ ابنُ عَبَّاسٍ: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} [هود: 5].
الراوي : عمرو بن دينار | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 4683 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

225 - طلَّقني زَوْجي، فأرَدْتُ النُّقْلةَ، فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فقال: انتَقِلي إلى بيتِ ابنِ عمِّكِ عمرِو بنِ أُمِّ مكتومٍ، فاعتَدِّي فيه، فحصَبه الأسودُ، وقال: ويلَكَ! لِمَ تُفْتي بمِثلِ هذا؟ قال عُمَرُ: إن جِئْتِ بشاهدَيْنِ يشهَدانِ أنَّهما سمِعاه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإلا لم نترُكْ كتابَ اللهِ لقولِ امرأةٍ: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1].
الراوي : فاطمة بنت قيس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم : 3551 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

226 -  أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لَمْ يَجْعَلْ لَهَا سُكْنَى وَلَا نَفَقَةً، ثُمَّ أَخَذَ الأسْوَدُ كَفًّا مِن حَصًى، فَحَصَبَهُ به، فَقالَ: وَيْلَكَ! تُحَدِّثُ بمِثْلِ هذا، قالَ عُمَرُ: لا نَتْرُكُ كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِقَوْلِ امْرَأَةٍ، لا نَدْرِي لَعَلَّهَا حَفِظَتْ، أَوْ نَسِيَتْ، لَهَا السُّكْنَى وَالنَّفَقَةُ؛ قالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} [الطلاق: 1].
الراوي : فاطمة بنت قيس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 1480 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

227 - أنَّ بِنتَ سعيدِ بنِ زيدِ بنِ عمرِو بنِ نُفَيلٍ، وكانَتْ فاطمةُ بنتُ قَيسٍ خالَتَها، وكانتْ عندَ عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ عُثمانَ، طَلَّقَها ثلاثًا، فبَعثَتْ إليها خالتُها فاطمةُ بنتُ قَيسٍ، فنقَلَتْها إلى بَيتِها، ومرْوانُ بنُ الحَكَمِ على المدينةِ. قالَ قَبيصةُ: فبعَثَني إليها مَروانُ، فسأَلْتُها: ما حمَلَها على أن تُخْرِجَ امرأةً من بَيْتِها قبلَ أن تنْقَضيَ عِدَّتُها؟ قالَ: فقالَتْ: لأنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمرَني بذلكِ، قالَ: ثمَّ قصَّتْ عليَّ حديثَها، ثمَّ قالَتْ: وأنا أُخاصِمُكم بكِتابِ اللهِ، يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ في كِتابِه: {إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَة} [الطلاق: 1]، إلى {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1)} [الطلاق: 1]. ثمَّ قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} [الطلاق: 2]، الثالثةَ: {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} [البقرة: 231]، واللهِ ما ذكَرَ اللهُ بعدَ الثالثةِ حبْسًا، معَ ما أمَرَني به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.  قالَ: فرجَعْتُ إلى مَروانَ، فأخبَرْتُه خبَرَها، فقالَ: حديثُ امرأةٍ، حديثُ امرأةٍ، قالَ: ثمَّ أمَرَ بالمرْأةِ، فرُدَّتْ إلى بَيْتِها حتَّى انقضَتْ عِدَّتُها.
الراوي : فاطمة بنت قيس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 27339 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

228 - صَلَّيْتُ وصَلَّى بنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَقَرَأَ: {ق والْقُرْآنِ المَجِيدِ}، [ق:1]حتَّى قَرَأَ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ}.[ق:10] قالَ: فَجَعَلْتُ أُرَدِّدُهَا ولَا أدْرِي ما قالَ.
الراوي : قطبة بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 457 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

229 - أنَّهُ صَلَّى مع النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الصُّبْحَ فَقَرَأَ في أوَّلِ رَكْعَةٍ {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}.[ق:10] ورُبَّما قالَ: {ق}[ق:1].
الراوي : قطبة بن مالك | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم : 457 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

230 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، أنَّه قَالَ: إنَّ أُمَّ الفَضْلِ سَمِعَتْهُ وهو يَقْرَأُ: {وَالمُرْسَلَاتِ عُرْفًا} [المرسلات: 1] فَقَالَتْ: يا بُنَيَّ، واللَّهِ لقَدْ ذَكَّرْتَنِي بقِرَاءَتِكَ هذِه السُّورَةَ، إنَّهَا لَآخِرُ ما سَمِعْتُ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ بهَا في المَغْرِبِ.
الراوي : لبابة بنت الحارث أم الفضل | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم : 763 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

231 -  قال عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه: ما مِن أحَدٍ مِنَ المسلمينَ إلَّا له في هذا المالِ نَصيبٌ، إلَّا العبيدُ لهم فيه شيءٌ، وقرَأَ: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ} [الحشر: 7] حتَّى بلَغَ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ} [الحشر: 10]، فقال: هذه استَوعبَتِ المسلمينَ، ولَئِنْ عِشتُ لَيأتيَنَّ الرَّاعيَ بِسَرْوِ حِمْيَرَ نصيبُه مِنها لم يَعرَقْ فيها جَبينُه.
الراوي : مالك بن أوس بن الحدثان | المحدث : الألباني | المصدر : إرواء الغليل
الصفحة أو الرقم : 1245 | خلاصة حكم المحدث : صحيح موقوف | أحاديث مشابهة

232 - كُنتُ وَراءَ أبي هُرَيرةَ، فقرأ {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ثمَّ قَرَأ بأُمِّ القُرآنِ حتَّى بَلَغ {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، قالَ: آمِينَ، وقالَ النَّاسُ: آمِينَ، ويَقولُ كُلَّما سَجَد: اللهُ أكبَرُ، ويَقولُ إذا سَلَّم: والَّذي نَفسي بيَدِه، إنِّي لَأشبَهُكُم صَلاةً برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : نعيم المجمر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 768 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

233 - صَلَّيتُ وَراءَ أبي هُرَيرةَ فقَرَأَ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 1]، ثم قرَأَ بأُمِّ القُرآنِ، حتى بلَغَ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، قال: آمينَ، وقال النَّاسُ: آمينَ، ويقولُ كلَّما سَجَدَ: اللهُ أكبرُ، وإذا قام منَ الجُلوسِ منَ اثنتَينِ قال: اللهُ أكبرُ، ثم يقولُ إذا سَلَّمَ: والذي نَفْسي بيَدِه، إنِّي لأشبَهُكم صَلاةً برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : نعيم المجمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني
الصفحة أو الرقم : 1168 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

234 - صَلَّيتُ خَلْفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا قال: {وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7]، قال: آمينَ، مَدَّ بها صَوتَه.
الراوي : وائل  الحضرمي | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني
الصفحة أو الرقم : 1271 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

235 - صلَّيتُ خلْفَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا قال: {غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 7] قال: آمينَ، يجهَرُ بها.
الراوي : وائل بن حجر | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الفتوحات الربانية
الصفحة أو الرقم : 2/231 | خلاصة حكم المحدث : حسن | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

الراوي : وائل بن حجر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن الدارقطني
الصفحة أو الرقم : 1267 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

الراوي : وائل بن حجر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 18854 | خلاصة حكم المحدث : صحيح دون قوله: وأخفى بها صوته | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

238 - { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ } وهي تعدِلُ ثُلثَ القرآنِ
الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : منهاج السنة
الصفحة أو الرقم : 2/185 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

239 - عن عمرَ بنِ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه أنَّه سمِع قارئًا يقرأُ { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ } فصاح صيحةً خرَّ مغشيًّا عليه فحُمل إلى أهلِه فلم يزلْ مريضًا شهرًا
الراوي : - | المحدث : القرطبي المفسر | المصدر : التذكار في أفضل الأذكار
الصفحة أو الرقم : 160 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | أحاديث مشابهة | شرح الحديث

240 -  إنَّ الرَّجلَ يُسألُ في قبرِه: ما تقولُ في هذا الرَّجلِ؟ فأمَّا المؤمِنُ فيقولُ: هو عبدُ اللهِ ورسولُه جاءنا بالبيِّناتِ والهُدى، وأمَّا المُرتابُ فيقولُ: هاه هاه لا أدرِي، سمِعْتُ النَّاسَ يقولونَ شيئًا فقُلْتُه، فلهذا قال: {إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف: 86].
الراوي : - | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى
الصفحة أو الرقم : 14/409 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | أحاديث مشابهة
 

1 - كنَّا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في مَسيرٍ، وقد تَفاوَتَ أصحابُهُ في المَسيرِ، فرفَعَ بهاتينِ الآيتينِ صَوْتَهُ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 1، 2]. فلمَّا سَمِعَ ذلك أصحابُهُ حثُّوا المَطِيَّ، وعَرَفوا أنَّه عند قولٍ يقولُهُ فقالَ: «أَتدرونَ أَيُّ يومٍ ذاكُم؟». قالوا: اللهُ ورسولُهُ أعْلمُ، قالَ: «يومَ يُنادي آدمَ ربُّهُ فيقولُ: يا آدمُ، ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ، قالَ: يا ربِّ وما بَعْثُ النَّارِ؟ قالَ: مِن كُلِّ ألْفٍ تِسْعُ مائةٍ وتِسْعةٌ وتسعونَ في النَّارِ، وواحِدٌ في الجنَّةِ». فأَبْلَسَ أصحابُهُ، فما أَوْضَحوا بضاحِكَةٍ، فلمَّا رَأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الَّذي بأصحابِهِ، قالَ: «اعْلَموا، وأبْشِروا؛ فوالَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ إنَّكُم لَمَع خَليقَتَيْنِ ما كانتَا مع شيْءٍ قَطُّ إلَّا كَثَّرَتاهُ؛ يَأْجوجَ ومَأْجوجَ، ومَنْ هَلَكَ مِن بَني آدمَ، وبَني إبليسَ». فسُرِّيَ على القَوْمِ بعْضُ الَّذي يجِدونَ. ثُمَّ قالَ: «اعْلَموا وأَبْشِروا، فوالَّذي نفْسُ مُحمَّدٍ بيدِهِ، ما أنتم في النَّاسِ إلَّا كالشَّامَةِ في جنبِ البَعيرِ، أو كالرَّقْمَةِ في ذِراعِ الدَّابَّةِ».
الراوي : عمران بن حصين | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2958 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

2 - عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أنَّه عَلَّمَنا خُطبةَ الحاجةِ: الحمدُ للهِ نَحمدُه ونَستَعينُه، ونَستغْفِرُه، ونَعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أَنفُسِنا، مَن يَهدِه اللهُ، فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأَشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأَشهدُ أنَّ مُحمَّدًا عبدُه ورسولُه. ثُمَّ يَقرَأُ ثلاثَ آياتٍ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71]، ثُمَّ يَذكُرُ حاجَتَهُ.
الراوي : عبدالله [بن مسعود] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2782 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

3 - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لما قَدِمَ المدينةَ خَرَجَتِ ابنتُه زينبُ مِن مكَّةَ مع كِنانةَ -أوِ ابنِ كِنانةَ- فخَرَجوا في أَثرِها، فأَدْرَكها هَبَّارُ بنُ الأسودِ، فلمْ يَزَلْ يَطعَنُ بَعيرَها برُمحِه، حتَّى صَرَعَها، وأَلقَتْ ما في بَطْنِها، وأُهْريقَتْ دمًا، فاشْتَجَرَ فيها بنو هاشِمٍ وبنو أُميَّةَ، فقالتْ بنو أُميَّةَ: نحن أَحَقُّ بها، وكانت تحتَ ابنِ عَمِّهِم أبي العاصِ، فكانت عندَ هندِ بنتِ عُتبةَ بنِ رَبيعةَ، فكانت تقولُ لها هندٌ: هذا بِسببِ أَبيكِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لزَيدِ بنِ حارثةَ: ألا تَنطَلِقُ تَجيئني بزينبَ؟ قالَ: بَلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: فخُذْ خاتَمي. فأَعطاهُ إيَّاه، فانطَلَقَ زيدٌ وتَرَكَ بَعيرَهُ، فلمْ يَزَلْ يَتلطَّفُ، حتَّى لَقِيَ راعيًا، فقالَ: لمَنْ تَرْعى؟ فقالَ: لأَبي العاصِ، فقالَ: فلمَنْ هذه الأغنامُ؟ قالَ: لزَينبَ بنتِ مُحمَّدٍ، فسارَ معه شيئًا، ثُمَّ قال له: هل لكَ أنْ أُعطِيَكَ شيئًا تُعطيهِ إيَّاها، ولا تَذكُرُه لأَحدٍ؟ قالَ: نَعَمْ، فأَعطاهُ الخاتَمَ، فانطَلَقَ الرَّاعي، فأَدْخَلَ غَنَمَه، وأعْطاها الخاتَمَ، فعَرَفَتْه، فقالتْ: مَنْ أَعْطاكَ هذا الخاتَمَ؟ قالَ: رَجلٌ، قالتْ: فأين تَرَكتَه؟ قالَ: بمكانِ كذا وكذا، قالَ: فسَكَتَتْ حتَّى إذا كان اللَّيلُ، خَرَجَتْ إليه، فلمَّا جاءتْهُ قال لها: ارْكَبي بيْنَ يدَيْه على بَعيرِه، قالتْ: لا، ولكن ارْكَبْ أنتَ بيْنَ يَدَيَّ، فرَكِبَ ورَكِبَتْ وراءَه حتَّى أَتتْ، فكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: هي أَفضلُ بَناتي، أُصيبَتْ فيَّ. فبَلَغَ ذلك عَليَّ بنَ الحُسينِ، فانطَلَقَ إلى عُرْوةَ، فقالَ: ما حديثٌ بَلَغَني عنكَ تُحدِّثُه تَنتَقِصُ فيه حَقَّ فاطمةَ؟ فقال عُرْوةُ: واللهِ ما أُحِبُّ أنَّ لي ما بيْنَ المَشرِقِ والمَغرِبِ وأنِّي أَنتَقِصُ فاطمةَ حقًّا هو لها، وأمَّا بعدُ فلَكَ أنْ لا أُحَدِّثَ به أبدًا، قالَ عُرْوةُ: وإنَّما كان هذا قَبلَ نُزولِ الآيةِ: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب: 5].
الراوي : عائشة، | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2851 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

4 - شَكا النَّاسُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُحوطَ المَطَرِ، فأمَرَ بمِنبَرٍ فوُضِعَ له في المُصَلَّى، ووَعَدَ النَّاسَ يَومًا يَخرُجون فيه، قالتْ عائشةُ: فخَرَج رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين بَدَا حاجِبُ الشَّمسِ، فقَعَد على المِنبَرِ فكَبَّرَ وحَمِدَ اللهَ، ثمَّ قالَ: إنَّكُم شَكَوتُم جَدْبَ دِيارِكُم، واستِئخارَ المَطَرِ عنْ إبَّانِ زَمانِه عنكم، وقد أمَرَكُمُ اللهُ أن تَدعُوه، ووَعَدَكُم أن يَستَجيبَ لَكُم، ثمَّ قالَ: {الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 2-4]، لا إلَهَ إلَّا اللهُ يَفعَلُ ما يُريدُ، اللَّهُمَّ أنت اللهُ لا إلَهَ إلَّا أنتَ الغَنيُّ ونحن الفُقَراءُ، أنزِلْ عَلَينا الغَيثَ، واجعَلْ ما أنزَلْتَ لنا قُوَّةً وبَلاغًا إلى حينٍ، ثمَّ رَفَع يَدَيه، فلم يَزَلْ في الرَّفعِ حتَّى بَدَا بَياضُ إبِطَيهِ، ثمَّ حَوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهرَه، وقَلَب -أو: حَوَّلَ- رِداءَه وهو رافِعٌ يَدَيه، ثمَّ أقبَلَ على النَّاسِ، ونَزَل فصَلَّى رَكعَتَينِ، فأنشَأَ اللهُ سَحابًا فرَعَدَت وبَرَقَت، ثمَّ أمطَرَت بإذنِ اللهِ، فلم يَأتِ مَسجِدَه حتَّى سالَتِ السُّيولُ، فلمَّا رَأى سُرعَتَهُم إلى الكِنِّ ضَحِكَ حتَّى بَدَت نَواجِذُه، فقالَ: أشهَدُ أنَّ اللهَ على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ، وأنِّي عَبدُ اللهِ ورَسولُه.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1242 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

5 - سَمِعْتُ ابنَ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما يَقرأُ: ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ويَقولُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) [آل عمران: 7].
الراوي : طاوس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3184 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

6 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، أنَّه سُئلَ عنْ قولِهِ عزَّ وجلَّ: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7] على أيِّ شيءٍ كان الماءُ؟ قالَ: على مَتْنِ الرِّيحِ.
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3335 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

7 - عنْ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه بَلَغَهُ أنَّ أبا عُبَيدةَ حُصِرَ بالشَّامِ وقد تألَّبَ عليه القومُ، فكَتَبَ إليه عُمَرُ: سلامٌ عليكَ، أمَّا بعدُ: فإنَّه ما يَنزِلُ بعبدٍ مؤمنٍ مِن منزِلةِ شِدَّةٍ إلَّا يَجعلُ اللهُ له بعدَها فَرَجًا، ولن يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسرَيْنِ و {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200]. قالَ: فكَتَبَ إليه أبو عُبيدةَ: سلامٌ عليكَ، أمَّا بعدُ: فإنَّ اللهَ يقولُ في كتابِهِ: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ} [الحديد: 20] إلى آخِرِها. قالَ: فخَرَجَ عُمَرُ بكتابِهِ، فقَعَدَ على المِنبرِ، فقَرَأَ على أهلِ المدينةِ، ثُمَّ قالَ: يا أهلَ المدينةِ، إنَّما يُعَرِّضُ بِكُم أبو عُبيدةَ أنِ ارغَبوا في الجهادِ.
الراوي : أسلم القرشى | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3218 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

8 - كان يَبلُغُني عنْ أَبي ذَرٍّ حديثٌ، فكنتُ أَشْتَهي لقاءَهُ، فلَقِيتُه، فقلتُ له: يا أَبا ذَرٍّ، كان يَبلُغُني عنكَ حديثٌ، فكنتُ أَشْتَهي لقاءَكَ، قالَ: للهِ أبوكَ، فقد لَقِيتَني، قالَ: قلتُ: حديثٌ بَلَغَني أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حدَّثَكَ، قالَ: إنَّ اللهَ يُحِبُّ ثلاثةً ويُبغِضُ ثلاثةً؟ قالَ: فلا أَخالُني أَكذِبُ على خَليلي. قالَ: قلتُ: مَنْ هؤلاء الَّذين يُحِبُّهُم اللهُ؟ قالَ: رَجلٌ غَزا في سبيلِ اللهِ صابِرًا مُحتَسِبًا مُجاهدًا، فلَقِيَ العدوَّ فقاتَلَ حتَّى قُتِلَ، وأنتم تَجِدونَه عندَكُم في كتابِ اللهِ المُنزَّلِ، ثُمَّ قَرَأَ هذه الآيةَ: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} [الصف: 4] قلتُ: ومَنْ؟ قالَ: رَجلٌ له جارُ سوءٍ يُؤذيهِ، فيَصبِرُ على إيذائهِ حتَّى يَكفيَهُ اللهُ إيَّاهُ؛ إمَّا بحياةٍ أوْ موتٍ، قلتُ: ومَنْ؟ قالَ: رَجلٌ يُسافرُ مع قومٍ، فأَدْلَجوا حتَّى إذا كانوا مِن آخِرِ اللَّيلِ، وَقَعَ عليهم الكَرَى والنُّعاسُ، فضَرَبوا رؤوسَهُم، ثُمَّ قامَ فتَطَهَّرَ رَهبةً للهِ ورَغبةً لما عندَهُ، قلتُ: فمَنِ الثَّلاثةُ الَّذين يُبغِضُهُم اللهُ؟ قالَ: المُختالُ الفَخورُ، وأنتم تَجدونَهُ في كتابِ اللهِ المُنزَّلِ: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]، قلتُ: ومَنْ؟ قالَ: البَخيلُ المَنَّانُ، قالَ: ومَنْ؟ قالَ: التَّاجِرُ الحلَّافُ أوِ البائعُ الحلَّافُ.
الراوي : أبو ذر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2481 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

9 - لمَّا نزلَت {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] إلى آخرِها ما رَأيتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ صلَّى صلاةً إلَّا قالَ: سُبحانَكَ اللَّهمَّ وبِحَمدِكَ، اللَّهمَّ اغفِر لي
الراوي : عائشة | المحدث : ابن خزيمة | المصدر : صحيح ابن خزيمة
الصفحة أو الرقم : 2/ 70 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه | شرح حديث مشابه

10 - عن سعدِ بنِ هشامٍ قالَ: أتيتُ على حَكيمِ بنِ أفلحَ فانطلقتُ أَنا وَهوَ إلى عائشةَ رضيَ اللَّهُ عنها، فاستأذنَّا، فأُدخِلنا علَيها، فقلتُ: يا أمَّ المؤمنينَ نبِّئيني عن خُلُقِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالت: ألستَ تقرأُ القرآنَ - تعني قولَهُ {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]- قالَ: بلى قالت: فإنَّ خُلقَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ القرآنَ، فقلتُ: يا أمَّ المؤمنينَ، نبِّئيني عن قيامِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالت: ألَستَ تقرأُ هذِهِ السُّورةِ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} [المزمل: 1] قالَ: فقلتُ: بلى قالَت: فإنَّ اللَّهَ فرضَ القيامَ في أوَّلِ هذِهِ السُّورةِ، فقامَ نبيُّ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصحابُهُ حولًا، حتَّى انتفخَت أقدامُهُم، وأمسَكَ خاتِمتَها اثني عشرَ شَهْرًا في السَّماءِ، ثمَّ أنزلَ اللَّهُ التَّخفيفَ في آخرِ هذِهِ السُّورةِ، فَصارَ قيامُ اللَّيلِ تطوُّعًا بعدَ فَريضةٍ، ثمَّ ذَكَروا الحديثَ، وفي آخرِ الحديثِ قالَ: فأتيتُ ابنَ عبَّاسٍ فأخبرتُهُ بحَديثِها، فقالَ: صدَقَت
الراوي : عائشة | المحدث : ابن خزيمة | المصدر : صحيح ابن خزيمة
الصفحة أو الرقم : 2/ 305 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه | شرح حديث مشابه

11 - عن أبي هريرة: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3]، «الشَّاهِدُ يومُ عَرَفةَ ويومُ الجمعةِ، والمشهودُ هو الموعودُ يومُ القيامةِ».
الراوي : مولى بني هاشم | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3963 | خلاصة حكم المحدث : [روي مرفوعاً وموقوفاً والموقوف صحيح على شرط الشيخين] | أحاديث مشابهة

12 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4911 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

13 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما في قولِهِ عزَّ وجلَّ: {أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ} [الأحقاف: 4] قالَ: هو الخَطُّ.
الراوي : أبو سلمة بن عبد الرحمن | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3740 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين | أحاديث مشابهة

14 - أنَّ أبا حُذَيفَةَ بنَ عُتبةَ بنِ ربيعةَ بنِ عبدِ شَمسٍ -وكان ممَّن شَهِدَ بَدْرًا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- تَبنَّى سالِمًا وأَنكَحَه ابنةَ أَخيهِ هندَ بنتَ الوليدِ بنِ عُتبةَ بنِ رَبيعةَ بنِ عبدِ شَمسٍ، وهو مَولًى لامرأةٍ مِن الأنصارِ فتَبنَّاهُ، كما تَبنَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَيدًا، وكان مَنْ تَبنَّى رَجلًا في الجاهليَّةِ دَعاهُ النَّاسُ إليه، ووَرِثَ مِن ميراثِهِ، حتَّى أَنزَلَ اللهُ في ذلك: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} [الأحزاب: 5]، فرُدُّوا إلى آبائهم، فمَنْ لمْ يُعلَمْ له أَبٌ، كان مَولاهُ أوْ أَخاهُ في الدِّينِ، قالتْ عائشةُ: وإنَّ سَهلَةَ بنتَ سُهَيلِ بنِ عَمرٍو القُرشِيِّ ثُمَّ العامِرِيِّ، وكانت تحتَ أَبي حُذَيفَةَ بنِ عُتبةَ بنِ رَبيعةَ، جاءتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين أَنزَلَ اللهُ ذلك، فقالتْ: يا رسولَ اللهِ، إنَّا كنَّا نَرى سالِمًا وَلدًا، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد آواهُ، فكان يَأْوي معه ومع أَبي حُذَيفَةَ في بيتٍ واحدٍ، ويَراني وأنا فَضْلٌ، وقد أُنزِلَ فيهم ما قد عَلِمتَ، فما تَرى في شَأنِه يا رسولَ اللهِ؟ فقالَ لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَرْضِعيه، فأَرْضَعَتْهُ خمسَ رَضَعاتٍ، فحُرِّمَ بهِنَّ، وكان بمَنزِلةِ وَلدِها مِنَ الرَّضاعةِ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2729 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط البخاري

15 - أنَّ نافعَ بنَ الأزْرَقِ سَأَلَ ابنَ عبَّاسٍ فقالَ: أخْبِرني عنْ قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} [مريم: 8] ما العِتيُّ؟ قالَ: البؤسُ مِنَ الكِبَرِ. قالَ الشَّاعرُ: إنَّما يُعذَرُ الوليدُ ولا ... يُعذَرُ مَنْ كان في الزَّمانِ عِتِيًّا
الراوي : نافع بن الأزرق | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3452 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

16 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ: "دَعا زَكريَّا ربَّه سِرًّا، فقالَ: {رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (4) وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي}، وهُمُ العَصَبةُ، {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوب}، يقولُ: يرِثُ نُبوَّتي ونُبوَّةَ آلِ يَعْقوبَ، {وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا} [مريم: 4 - 6]، وقولُه: {هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً}، يقولُ: مَنازِلُه، {إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38]، وقالَ: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء: 89]، {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ} وهو جِبْريلُ، {وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ} [آل عمران: 39]، {بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا} [مريم: 7]، لم يُسَمَّ قبلَه أحَدٌ يَحْيى، وقالَتِ المَلائكةُ: {أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ} يُصدِّقُ بعيسَى، {وَسَيِّدًا وَحَصُورًا} [آل عمران: 39]، والحَصورُ: الَّذي لا يُريدُ النِّساءَ، فلمَّا سمِعَ النِّداءَ جاءَه الشَّيطانُ فقالَ له: يا زكَريَّا، إنَّ الصَّوتَ الَّذي سمِعْتَ ليس منَ اللهِ، إنَّما هو منَ الشَّيطانِ سخِرَ بكَ، ولو كانَ منَ اللهِ أوْحاه إليكَ كما يوحِي إليكَ غَيرَه منَ الأمْرِ، فشَكَّ مَكانَه، وقالَ: {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ}، يقولُ: من أين؟ {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [آل عمران: 40]، {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا} [مريم: 9].
الراوي : مرة وأبو مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4197 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

17 - عنْ أبي جعفرٍ مُحمَّدِ بنِ عَليٍّ قالَ: مَنْ وَجَدَ في قلبِهِ قسوةً فلْيكتُبْ: {يس (1) وَالْقُرْآنِ} في جامٍ بزعْفرانٍ، ثُمَّ يَشرَبُهُ.
الراوي : محمد بن مروان | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3649 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

18 - عنْ عائشةَ، أنَّها قالتْ: ما رَأيتُ مِثلَ ما رَغِبَتْ عنه هذه الأُمَّةُ مِن هذه الآيةِ: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات: 9].
الراوي : عمرة بنت عبد الرحمن، | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2700 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

19 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما قالَ: نَزَلَ {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ} [ص: 1] فيهم وفي مَجلِسِهم ذلك؛ يعني مَجلِسَ أبي طالبٍ، وأبي جهلٍ، واجتماعِ قريشٍ إليهم حين نازعوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
الراوي : عبدالله بن معبد بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3664 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

20 - سألتُ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها عنْ مُتعةِ النِّساءِ، فقالتْ: بيْنِي وبيْنَكم كتابُ اللهِ، قالَ: وقرأَتْ هذه الآيةَ: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: 5، 6]، فمَنِ ابتغى وراءَ ما زوَّجَهُ اللهُ أوْ مَلَّكهُ فقد عَدا.
الراوي : عبدالله بن عبيد الله بن أبي مليكة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3530 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

21 - ذَكروا عند عبدِ اللهِ أصحابَ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وإيمانَهم، فقالَ عبدُ اللهِ: إنَّ أَمْرَ مُحمَّدٍ كان بيِّنًا لمَنْ رآهُ، والَّذي لا إلهَ غيرُهُ ما آمَنَ مؤمنٌ أفضَلَ مِن إيمانٍ بغيبٍ، ثُمّ قَرَأَ: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: 1، 2] إلى قولِهِ تَعالَى: {يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} [البقرة: 3].
الراوي : عبد الرحمن بن يزيد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3074 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

22 - كانت غزوةُ بني النَّضيرِ، وهُم طائفةٌ مِنَ اليهودِ، على رأسِ ستَّةِ أشهرٍ مِن وقعةِ بدرٍ، وكان منزِلُهم ونخلُهُم بناحيةِ المدينةِ، فحاصَرَهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى نَزلوا على الجلاءِ، وعلى أنَّ لهم ما أَقلَّتِ الإبلُ مِنَ الأمتعةِ والأموالِ إلَّا الحَلْقةُ، يعني السِّلاحَ، فأَنزلَ اللهُ فيهم: {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} [الحشر: 1] إلى قوله: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا} [الحشر: 2]، فقاتلَهُم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى صالَحَهم على الجلاءِ، فأجلاهُم إلى الشَّامِ وكانوا مِن سِبْطٍ لمْ يُصبْهم جلاءٌ فيما خلا، وكان اللهُ قد كَتَبَ عليهم ذلك، ولولا ذلك لَعذَّبهم في الدُّنيا بالقتلِ والسِّباءِ، وأمَّا قولُهُ: {لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [الحشر: 2] فكان جلاؤهم ذلك أوَّلَ حشرٍ في الدُّنيا إلى الشَّامِ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3843 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

23 - عنْ سعدِ بنِ هشامِ بنِ عامرٍ في قولِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4] قالَ: سألتُ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها: يا أُمَّ المؤمنينَ، أَنبِئيني عنْ خُلُقِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالتْ: «أَتَقرأُ القرآنَ؟». فقلتُ: نَعَمْ، فقالتْ: إنَّ خُلُقَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان القرآنَ.
الراوي : عائشة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3888 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

24 - كنتُ عندَ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، ومعنا رَجلٌ مِنَ القَدَريَّةِ، فقلتُ: إنَّ أناسًا يقولونَ: لا قَدَرَ. قالَ: أَوَفي القومِ أَحَدٌ مِنْهم؟ قالَ: قلتُ: لوْ كان ما كنتَ تَصنعُ به؟ قالَ: لوْ كان فيهم أَحَدٌ منهم، لأخَذْتُ برأسِهِ، ثُمَّ قَرأتُ عليه آيةَ كذا وكذا: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} [الإسراء: 4].
الراوي : طاوس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3415 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين

25 - سَمِعْتُ أبانَ بنَ تَغلِبَ يَقرأُ: (خاشِعًا أَبْصَارُهُمْ) [القمر: 7] مثلَ حمزةَ.
الراوي : حسين بن علي الجعفي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3809 | خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]

26 - عنْ أُمِّ العلاءِ الأنصارِيَّةِ رَضيَ اللهُ عنها، وقد كانت بايَعَتْ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالتْ: طارَ لنا عُثمانُ بنُ مَظعونٍ في السُّكنى حين أقْرَعَتِ الأنصارُ على سُكنى المهاجِرينَ، قالتْ: فاشتكى فمَرَّضناهُ حتَّى تُوفِّيَ حتَّى جعلناهُ في أثوابِهِ، قالتْ: فدَخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقلتُ: رحمةُ اللهِ عليكَ أبا السَّائبِ، فشهادتي أنْ قد أكْرَمَكَ اللهُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «وما يُدريكِ؟» قالتْ: لا أَدري واللهِ يا رسولَ اللهِ. قالَ: «أمَّا هو فقد جاءَهُ اليقينُ وإنِّي لأرجو له الخيرَ مِنَ اللهِ». ثُمَّ تلا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف: 9]. قالتْ أُمُّ العلاءِ: واللهِ لا أُزكِّي أحدًا بعدَهُ أبدًا. قالتْ أُمُّ العلاءِ: ورأيتُ لعُثمانَ في النَّومِ عينًا تَجري، فجئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فذَكرْتُ ذلك له فقالَ: «ذاكَ عَملُهُ يَجري له».
الراوي : أم العلاء الأنصارية | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3742 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

27 - عنِ ابنِ مسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة: 1، 2]، قالَ: {الم} [البقرة: 1]: حرفُ اسمِ اللهِ، و{الْكِتَابُ} [البقرة: 2]: القرآنُ، {لَا رَيْبَ فِيه} [البقرة: 2]: لا شَكَّ فيه.
الراوي : إسماعيل بن عبد الرحمن، عن مرة الهمداني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3073 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم

28 - كنَّا عِندَ عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رَضيَ اللهُ عنه، فذُكِر عِنده الدَّجَّالُ، فقال عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ: تَفترِقون أيُّها النَّاسُ لخُروجِه على ثَلاثِ فِرَقٍ: فِرقةٍ تَتْبَعُه، وفِرقةٍ تَلْحَقُ بأرضِ آبائِها بمَنابتِ الشِّيحِ، وفِرقةٍ تَأخُذُ شطَّ الفُراتِ يُقاتِلُهم ويُقاتِلونه، حتَّى يَجتمِعَ المؤمنونَ بقُرى الشَّامِ، فيَبْعَثون إليهم طَليعةً فيهم فارسٌ على فرَسٍ أشقَرَ وأبْلَقَ، قال: فيَقتَتِلون، فلا يَرجِعُ منهم بشَرٌ -قال سَلَمةُ: فحَدَّثَني أبو صادقٍ، عن رَبيعةَ بنِ ناجذٍ، أنَّ عبدَ اللهِ بن مَسعودٍ- قال: فرَسٍ أشقَرَ، قال عبْدُ اللهِ: ويَزعُمُ أهلُ الكتابِ أنَّ المسيحَ يَنزِلُ إليه- قال: سَمِعتُه يَذكُرُ عن أهلِ الكتابِ حَديثًا غيْرَ هذا- ثمَّ يَخرُجُ يَأْجوجُ ومَأْجوجُ، فيَمْرَحون في الأرضِ، فيُفسِدون فيها، ثمَّ قَرَأ عبدُ اللهِ: {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96]. قال: ثمَّ يَبعَثُ اللهُ عليهم دابَّةً مِثلَ هذا النَّغَفِ، فتَلِجُ في أسماعِهم ومَناخِرِهم، فيَموتون منها، فتَنْتُنُ الأرضُ منهم، قال: ثمَّ يَبعَثُ اللهُ رِيحًا فيها زَمْهريرٌ باردةٌ، فلمْ تَدَعْ على وجْهِ الأرضِ مُؤمنًا إلَّا كَفَتْه تلكَ الرِّيحُ، قال: ثمَّ تَقومُ السَّاعةُ على شِرارِ النَّاسِ، ثمَّ يقومُ الملَكُ بالصُّورِ بيْن السَّماءِ والأرضِ، فيَنفُخُ فيه -والصُّورُ قَرْنٌ- فلا يَبْقى خلْقٌ في السَّمواتِ والأرضِ إلَّا مات، إلَّا مَن شاء ربُّكَ، ثمَّ يكونُ بيْن النَّفختينِ ما شاء اللهُ أنْ يكونَ، فليْس مِن بَني آدَمَ خَلْقٌ إلَّا منه شَيءٌ. قال: فيُرسِلُ اللهُ ماءً مِن تحْتِ العرشِ كمَنيِّ الرِّجالِ، فتَنبُتُ لُحمانُهم وجُثمانُهم مِن ذلكَ الماءِ، كما يُنبِتُ الأرضُ مِنَ الثَّرى، ثمَّ قَرَأ عبدُ اللهِ: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر: 9]، قال: ثمَّ يقومُ ملَكٌ بالصُّورِ بيْن السَّماءِ والأرضِ، فيَنفُخُ فيه، فيَنطلِقُ كلُّ نفْسٍ إلى جسَدِها حتَّى تَدخُلَ فيه، ثمَّ يَقومون، فيَحْيَون حياةَ رجُلٍ واحدٍ قِيامًا لربِّ العالَمِين. قال: ثمَّ يَتمثَّلُ اللهُ تعالَى إلى الخلْقِ فيَلْقاهم، فليْس أحدٌ يَعبُدُ مِن دونِ اللهِ شَيئًا إلَّا وهو مَرفوعٌ له يَتْبَعُه، قال: فيَلْقى، قال: فيَقولُ: مَن تَعبِدون؟ قال: فيَقولُون: نَعبُدُ عُزَيرًا، قال: هلْ يَسُرُّكم الماءُ؟ فيَقولُون: نعمْ، فيُرِيهم جَهنَّمَ كهَيئةِ السَّرابِ، قال: ثمَّ قَرَأ عبدُ اللهِ: {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} [الكهف: 100]. قال: ثمَّ يَلْقى النَّصارى فيَقولُ: مَن تَعبُدون؟ فيَقولُون: المسيحَ، قال: فيَقولُ: هلْ يَسُرُّكم الماءُ؟ قال: فيَقولُون: نعمْ، قال: فيُرِيهم جَهنَّمَ كهَيئةِ السَّرابِ، ثمَّ كذلكَ لمَن كان يَعبُدُ مِن دونِ اللهِ شَيئًا، قال: ثمَّ قَرَأ عبدُ اللهِ: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24]. قال: ثمَّ يَتمثَّلُ اللهُ تعالَى للخلْقِ حتَّى يَمُرَّ المسْلِمون، قال: فيَقولُ: مَن تَعبُدون؟ فيَقولُون: نَعبُدُ اللهَ ولا نُشرِكُ به شَيئًا، فيَنتَهِرُهم مرَّتينِ أو ثلاثًا، فيَقولُ: مَن تَعبُدون؟ فيَقولُون: نَعبُدُ اللهَ ولا نُشرِكُ به شَيئًا، قال: فيَقولُ: هلْ تَعرِفون ربَّكم؟ قال: فيَقولُون: سُبحانه! إذا اعتَرَفَ لنا عَرَفْناه، قال: فعِندَ ذلكَ يُكشَفُ عن ساقٍ، فلا يَبْقى مُؤمنٌ إلَّا خَرَّ للهِ ساجدًا، ويَبْقى المنافِقون ظُهورُهم طبَقًا واحدًا كأنَّما فيها السَّفافيدُ، قال: فيَقولُون: ربَّنا، فيَقولُ: قدْ كُنتم تُدْعَون إلى السُّجودِ وأنتُم سالِمون. قال: ثمَّ يَأمُرُ بالصِّراطِ فيُضرَبُ على جَهنَّمَ، فيَمُرُّ النَّاسُ كقدْرِ أعمالِهم زُمَرًا؛ كلمْحِ البَرْقِ، ثمَّ كمَرِّ الرِّيحِ، ثمَّ كمَرِّ الطَّيرِ، ثمَّ كأسرَعِ البهائمِ، ثمَّ كذلكَ حتَّى يَمُرَّ الرَّجلُ سَعيًا ثمَّ مَشْيًا، ثمَّ يكونُ آخِرُهم رجُلًا يَتلبَّطُ على بَطنِه، قال: فيَقولُ: أيْ ربِّ، لِماذا أبطَأْتَ بي؟ فيَقولُ: لمْ أُبْطِئْ بكَ، إنَّما أبطَأَ بكَ عَملُكَ. قال: ثمَّ يَأذَنُ اللهُ تعالَى في الشَّفاعةِ، فيكونُ أوَّلُ شافعٍ رُوحَ القُدسِ جِبريلَ عليه السَّلامُ، ثمَّ إبراهيمَ خَليلَ اللهِ، ثمَّ مُوسى، ثمَّ عِيسى عليهما السَّلامُ، قال: ثمَّ يقومُ نبيُّكم رابعًا، لا يَشفَعُ أحدٌ بعْدَه فيما يَشفَعُ فيه، وهو المقامُ المحمودُ الَّذي ذَكَره اللهُ تبارَك وتعالَى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]. قال: فليْس مِن نفْسٍ إلَّا وهي تَنظُرُ إلى بَيتٍ في الجنَّة أو بَيتٍ في النَّارِ، قال: وهو يوْمُ الحسْرةِ. قال: فيَرى أهلُ النَّارِ البيتَ الَّذي في الجنَّةِ، ثمَّ يُقالُ: لوْ عَمِلْتُم، قال: فتَأخُذُهم الحسرةُ، قال: ويَرى أهلُ الجنَّةِ البيتَ الَّذي في النَّارِ، فيُقالُ: لوْلا أنَّ مَنَّ اللهُ عليكم، قال: ثمَّ يَشفَعُ الملائكةُ والنَّبيُّون والشُّهداءُ والصَّالِحون والمؤمنونَ، فيُشَفِّعُهم اللهُ، قال: ثمَّ يَقولُ اللهُ: أنا أرحَمُ الرَّاحمينَ، فيُخرِجُ مِنَ النَّارِ أكثَرَ ممَّا أخْرَجَ مِن جَميعِ الخلْقِ برَحمتِه، قال: ثمَّ يَقولُ: أنا أرحَمُ الرَّاحمينَ. قال: ثمَّ قَرَأ عبدُ اللهِ: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} [المدثر: 42-46]، قال: فعقَدَ عبدُ اللهِ بيَدِه أربعًا، ثمَّ قال: هلْ تَرَون في هؤلاء مِن خيرٍ؟ ما يَنزِلُ فيها أحدٌ فيه خَيرٌ، فإذا أراد اللهُ عزَّ وجلَّ ألَّا يَخرُجَ منها أحدٌ غيَّرَ وُجوهَهم وألْوانَهم، قال: فيَجِيءُ الرَّجلُ فيَنظُرُ ولا يَعرِفُ أحدًا، فيُناديه الرَّجلُ فيَقولُ: يا فُلانُ، أنا فلانٌ، فيَقولُ: ما أعْرِفُكَ، فعندَ ذلكَ يَقولُون: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} [المؤمنون: 107]، فيَقولُ عِندَ ذلك: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 108]، فإذا قال ذلكَ أُطبِقَت عليهم، فلا يَخرُجُ منهم بشَرٌ.
الراوي : أبو  الزعراء | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8743 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه

29 - ذُكِر الدَّجَّالُ عندَ عبدِ اللهِ، فقال: تَفترِقون أيُّها النَّاسُ عندَ خُروجِه ثَلاثَ فِرَقٍ: فِرقةٍ تَتبَعُه، وفِرقةٍ تَلحَقُ بآبائِها بمَنابتِ الشِّيحِ، وفِرقةٍ تَأخُذُ شطَّ هذا الفُراتِ، يُقاتِلُهم ويُقاتِلونه، حتَّى يُقتَلون بغَربيِّ الشَّامِ، فيَبعَثون طَليعةً فيهم فَرسٌ أشقَرُ -أو أبْلَقُ- فيَقتَتِلون، فلا يَرجِعُ منهم أحدٌ، قال: وأخبَرَني أبو صادقٍ، عن رَبيعةَ بنِ ناجذٍ: أنَّه فرَسٌ أشقَرُ. ثمَّ قال عبدُ اللهِ: ويَزعُمُ أهلُ الكتابِ أنَّ المسيحَ عليه السَّلامُ يَنزِلُ فيَقتُلُه، ويَخرُجُ يَأجوجُ ومَأجوجُ، وهمْ مِن كلِّ حَدْبٍ يَنسِلون، فيَموجُون في الأرضِ فيُفسِدون فيها، ثمَّ قَرَأ عبدُ اللهِ {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} [الأنبياء: 96]، فيَبعَثُ اللهُ عليهم دابَّةً مِثلَ النَّغَفِ، فتَلِجُ في أسماعِهِم ومَناخِرِهم، فيَموتونَ منها، فتُنتِنُ الأرضُ منهم، فيَجأَرُ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ، فيُرسِلُ ماءً، فيُطهِّرُ الأرضُ منهم، ويَبعَثُ اللهُ رِيحًا فيها زَمْهريرٌ باردةٌ، فلا تَدَعُ على الأرضِ مُؤمِنًا إلَّا كفَتْه تلك الرِّيحُ، ثمَّ تقومُ السَّاعةُ على شِرارِ النَّاسِ، ثمَّ يقومُ مَلَكٌ بالصُّورِ بيْن السَّماءِ والأرضِ، فيَنفَخُ فيه، فلا يَبْقى مِن خلْقِ اللهِ في السَّمواتِ والأرضِ إلَّا ماتَ، إلَّا مَن شاء ربُّك، ثمَّ يكونُ بيْن النَّفختينِ ما شاء اللهُ، فليْس مِن بَني آدَمَ أحدٌ إلَّا في الأرضِ منه شَيءٌ، ثمَّ يُرسِلُ اللهُ ماءً مِن تحْتِ العرشِ مَنيًّا كمَنيِّ الرِّجالِ، فتَنبُتُ لُحْمانُهم وجِثمانُهم كما تَنبُتُ الأرضُ مِنَ الثَّرى، ثمَّ قرَأَ عبدُ اللهِ: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ} حتَّى بلَغَ {كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر: 9]. ثمَّ يقومُ مَلَكٌ بالصُّورِ بيْن السَّماءِ والأرضِ، فيَنفُخُ فيه، فيَنطلِقُ كلُّ رُوحٍ إلى جَسدِها، فتَدخُلُ فيه، فيَقومون فيَجِيئون مَجيئةَ رجُلٍ واحدٍ قِيامًا لرَبِّ العالَمِينَ، ثمَّ يَتمثَّلُ اللهُ تعالَى للخلْقِ، فيَلْقى اليهودَ، فيَقولُ: مَن تَعبُدون؟ فيَقولُون: نَعبُدُ عُزيرًا، فيَقولُ: هلْ يَسُرُّكم الماءُ؟ قالوا: نعمْ، فيُرِيهم جَهنَّمَ وهي كَهَيئةِ السَّرابِ، ثمَّ قرَأَ عبدُ اللهِ {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} [الكهف: 100]، ثمَّ يَلْقى النَّصارى فيَقولُ: مَن تَعبُدون؟ فيَقولُون: نَعبُدُ المسيحَ، فيَقولُ: هلْ يَسُرُّكم الماءُ؟ فيَقولُون: نعمْ، فيُرِيهم جَهنَّمَ وهي كَهَيئةِ السَّرابِ، ثمَّ كذلك مَن كان يَعبُدُ مِن دونِ اللهِ شَيئًا، ثمَّ قرَأَ عبدُ اللهِ {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} [الصافات: 24]. حتَّى يَبْقى المسْلِمون فيَقولُ: مَن تَعبُدون؟ فيَقولُون: نَعبُدُ اللهَ لا نُشرِكُ به شَيئًا، فيَنتهِرُهم مرَّتينِ أو ثَلاثًا: مَن تَعبُدون؟ فيَقولُون: نَعبُدُ اللهَ لا نُشرِكُ به شَيئًا، فيَقولُ: هلْ تَعرِفون ربَّكم؟ فيَقولُون: سُبحانه! إذا اعتَرَفَ لنا عَرَفْناه، فعندَ ذلكَ يُكشَفُ عن ساقٍ، فلا يَبْقى مُؤمِنٌ إلَّا خرَّ للهِ ساجدًا، ويَبْقى المنافِقون ظُهورُهم طبَقٌ واحدٌ كأنَّما فيها السَّفافيدُ، فيَقولُون: ربَّنا، فيَقولُ: قدْ كُنتُم تُدْعَون إلى السُّجودِ وأنتمْ سالِمون، ثمَّ يَأمُرُ اللهُ بالصِّراطِ، فيُضرَبُ على جَهنَّمَ، فيمُرُّ النَّاسُ بقدْرِ أعمالِهم زُمَرًا؛ أوائلُهم كلَمْحِ البرْقِ، ثمَّ كمَرِّ الرِّيحِ، ثمَّ كمَرِّ الطَّيرِ، ثمَّ كمَرِّ البهائمِ، حتَّى يمُرَّ الرَّجلُ سَعيًا، ثمَّ يَمُرُّ الرَّجلُ مَشْيًا، حتَّى يَجِيءَ آخِرُهم رجُلٌ يَتلبَّطُ على بَطنِه فيَقولُ: يا ربِّ، لِمَ أبْطَأْتَ بي؟ قال: إنِّي لم أُبطِئْ بكَ، إنَّما أبْطَأَ بكَ عمَلُك. ثمَّ يَأذَنُ اللهُ تعالَى في الشَّفاعةِ، فيكونُ أوَّلُ شافعٍ رُوحَ اللهِ القُدسَ جِبريلَ، ثمَّ إبراهيمَ، ثمَّ مُوسى، ثمَّ عِيسى، ثمَّ يقومُ نَبيُّكم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلا يَشْفَعُ أحدٌ فيما يَشفَعُ فيه، وهو المقامُ المحمودُ الَّذي ذَكَره اللهُ تعالَى: {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]، فليْس مِن نفْسٍ إلَّا وهي تَنظُرُ إلى بَيتٍ في الجنَّةِ وبَيتٍ في النَّارِ، قال: وهو يومُ الحسْرةِ، فيَرى أهلُ النَّارِ البيتَ الَّذي في الجنَّةِ، قال سُفيانُ: أوَّاهُ، لوْ عَلِمتُم يوْمَ يَرى أهلُ الجنَّةِ الَّذي في النَّارِ! فيَقولُون: لوْلا أنَّ مَنَّ اللهُ علينا! ثمَّ تَشفَعُ الملائكةُ والنَّبيُّون والشُّهداءُ والصَّالِحون والمؤمنونَ، فيُشفِّعُهم اللهُ، ثمَّ يَقولُ: أنا أرحَمُ الرَّاحمينَ، فيُخرِجُ مِنَ النَّارِ أكثَرَ ممَّا أخرَجَ جَميعُ الخلْقِ برَحمتِه، حتَّى لا يَترُكَ أحدًا فيه خَيرٌ، ثمَّ قرَأَ عبدُ اللهِ {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} [المدثر: 42]، وقال بيَدِه فعَقَدَه: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ * وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ * وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} [المدثر: 43-46]، هلْ تَرَون في هؤلاء مِن خَيرٍ؟! وما يُترَكُ فيها أحدٌ فيه خيرٌ. فإذا أراد اللهُ ألَّا يُخرِجَ أحدًا غيْرَ وُجوهِهم وألوانِهم، فيَجِيءُ الرَّجلُ، فيَشفَعُ فيَقولُ: مَن عرَفَ أحدًا فلْيُخرِجْه، فيَجِيءُ فلا يَعرِفُ أحدًا، فيُنادِيه رجُلٌ فيَقولُ: أنا فلانٌ، فيَقولُ: ما أعْرِفُك، فعندَ ذلكَ قالوا: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ * قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: 107-108]، فإذا قال ذلكَ انطَبَقَت عليهم، فلم يَخرُجْ منهم بشَرٌ.
الراوي : أبو  الزعراء | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8997 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

30 - بيْنا أنا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حَرْثٍ وهو مُتَّكِئٌ على عَسيبٍ؛ إذ مَرَّ اليهودُ، فقال بعضُهم: سَلُوه عن الرُّوحِ، وقال بعضٌ: لا تَسْألوه؛ لئلَّا يَأتيَ بشَيءٍ تَكرَهونه. قال: فسَأَلوه، فوقَفَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُتوكِّئًا على عَسيبٍ، فظَنَنْتُ أنَّه يُوحى إليه، ثمَّ تَلا عليهم هذه الآيةَ [{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85]].
الراوي : ابن مسعود وغيره | المحدث : ابن العربي | المصدر : مجموع رسائل العلائي
الصفحة أو الرقم : 6/86 | خلاصة حكم المحدث : [ثابت] | شرح حديث مشابه