الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

121 - ما مِن يومٍ تَطلعُ شَمسُهُ إلَّا وبِجَنبتِها ملَكانِ يُناديانِ يَسمعُهُ الخلقُ كلُّهم يا أيُّها النَّاسُ هلمُّوا إلى ربِّكم فإنَّ ما قلَّ وَكَفى خيرٌ ممَّا كثُرَ وألهى ولا آبتِ الشَّمسُ إلَّا وبِجنبتِها ملَكانِ يُناديانِ نداءً يسمعُهُ الخلقُ كلُّهم غيرُ الثَّقلينِ اللَّهمَّ أعطِ مُنفِقًا خلَفًا وأعطِ مُمسِكًا تلَفًا وزادَ عبَّادُ بنُ راشدٍ في روايتِهِ قالَ وأنزلَ اللَّهُ في ذلِكَ قُرآنًا في قولِ الملَكَينِ يا أيُّها النَّاسُ هَلمُّوا إلى ربِّكم في سورةِ يونسَ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وفي قولِهما اللَّهمَّ أعطِ مُنفقًا خلفًا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى إلى قولِهِ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى

122 - عن ابنِ مسعودٍ قال : كان لا يزالُ يتخلَّفُ الرجلُ في تبوكَ فيقولون يا رسولَ اللهِ تخلف فلانٌ، فيقول : دعوهُ فإن يكن فيه خيرٌ فسيُلْحِقُه اللهُ بكم، وإن يكن غيرَ ذلك فقد أراحَكُم اللهُ منه، فتلوَّمَ أبو ذرٍّ على بعيرِه فأبطأَ عليه، فأخذ متاعَه على ظهرِه ثم خرج ماشيًا فنظر ناظرٌ من المسلمين فقال : إنَّ هذا الرجلَ يمشي على الطريقِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّمَ : كن أبا ذرٍّ، فلما تأملتِ القومُ قالوا : يا رسولَ اللهِ هو واللهِ أبو ذرٍّ، فقال : يرحمُ اللهُ أبا ذرٍّ يعيشُ وحدَه ويموتُ وحدَه ويُحْشَرُ وحدَه …

123 - كنتُ يومًا ببيتِ المقدِسِ، فرأيتُ شيخًا قد انحنَُى، فسألتُه عن اسمِهِ فقال: ذَيَّالٌ، فسألتُه عن عمرِهِ فقال مئةٌ وثلاثُونَ وزيادةٌ. فقلتُ: هل مِن فائدةٍ ؟ فقال: نعم، كنتُ بالمَوْصِلِ، وأنا ابن ستِّ أو سبعِ سنينَ، فرأيتُ أميرَهَا قد خرجَ، ومعه الوجوهُ والأعيانُ، فسألتُ عن ذلك فقيلَ لِي: خرجُوا ليَرَوْا صاحبَ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. فلما كبِرْتُ وصرتُ ابنَ ثلاثينَ سنةٍ أو نحوها، سألتُ عمَّن كانَ صحبةَ الأميرِ، فدلونِي على فقيهٍ بَقِيَ منهم، فسألتُه فقال: خرجَ الأميرُ ونحنُ في صحبتِهِ، فسرنَا عن الموصلِ أيامًا، حتى أشرفنَا على حيٍّ من أحياءِ العربِ، فتلقانَا شيخٌ منهم، فقال له الأميرُ: جئنَا لنرَى صاحبَ رسول ِالله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ونتبرَّكَ به. فقال له الشيخُ: أنا حفيدُه، وكلُّ مَن في هذا الحيِّ من ذريَّتِهِ، وعَمِدَ بهم إلى بيتِ في الحيِّ، فإذا بِزِنْبِيلُ معلقٍ عند قائمةِ البيتِ، فحطَّهُ بالأرضِ، ثم عمِدَ إلى شيخٍ فيه، ففتَحَ عنه قُطْنًَا كان عليه، فإذا به كالشَّنِّ البالِي، فناداه يا أبَهْ ثلاثًا، فأجابَ بصوتٍ ضعيفٍ، فقال: هذا أميرُ الموصلِ ووجوهُ البلدِ، أتوكَ ليتبركَّوُا بكَ، ولينظرُوا إلى عينٍ رأتْ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ففتَحَ عينَيْهِ، فأقبلَ الأميرُ يقبلُهُمَا ومَن حَضَرَ. ثم سأله الأميرُ أن يحدثَهُم، فقال: نعم: سرت ُأنا وعثمانُ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في بعض ِغزواتِهِ، فوجدناهُ راكبًا على راحلتِهِ وفي يدِهِ سوط ٌ، فأشار َبه فجاءَ في رأسِي، فقال لي: أوجعَكَ السوطُ ؟ قلت: لا يا رسولَ اللهِ، فقال له عمِّي: ادع ُاللهَ له، فقال لي: مَدَّ اللهُ في عمرِكَ مدًّا، وإذا تهولَتْ بكَ كريهةٌ، أو وقعتَ في معضِلَةٍ ، فعليك بالقوافِلِ الأربعةِ، أعادَهَا ثلاثًا
خلاصة حكم المحدث : [فيه] ذيال الموصلي، أتى بخرافة تشبه حديث رتن الهندي
توضيح حكم المحدث : حديث باطل
الراوي : أحمد بن إبراهيم بن عبدالملك | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : لسان الميزان
الصفحة أو الرقم : 3/434
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - عثمان بن عفان علم - حسن السؤال ونصح العالم جهاد - غزوات الإسلام
| أحاديث مشابهة

124 - الشُّهداءُ ثلاثةٌ : رجلٌ خرج بنفسِه ومالِه صابرًا مُحتَسِبًا لا يريدُ أن [ يرجعَ حتى ] يُقتَلَ، فإن مات أو قُتِلَ غُفِرَتْ له ذنوبُه كلُّها، ونجا من عذابِ القبرِ، وأَمِنَ من الفزَعِ الأكبرِ، وزُوِّجَ من الحُورِ العِينِ ، ويُحِلُّ عليه حُلَّةَ الكرامةِ، ويُوضَعُ على رأسِه تاجُ الخُلدِ، والثاني : [ رجلٌ ] خرج بنفسِه ومالِه مُحتَسِبًا يريدُ أن يُقتَلَ و [ لا ] يُقتَلُ، فإن مات أو قُتِلَ كانت رُكبتُه برُكبةِ إبراهيمَ خليلِ الرحمنِ بين يدي اللهِ – تعالَى – في مَقعدِ صِدقٍ. والثالثُ : رجلٌ خرج بنفسِه ومالِه مُحْتَسِبًا يريدُ أن يُقتَلَ ويُقتَلَ فإن مات أو قُتِلَ جاء يومَ القيامةِ شاهرًا سَيْفَه واضعَه على عاتقِه، والناسُ جاثُونَ على الرُّكَبِ يقول : افْرُجوا لنا، فإنا قد بذَلْنا دماءَنا للهِ – عزَّ وجلَّ – فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : والذي نفسي بيدِه لو قال ذلك لإبراهيمَ أو لنبيٍّ من الأنبياءِ لَنُحِّيَ له عن الطريقِ لما يَرى من حقِّه، فلا يسألُ اللهَ – تعالَى – شيئًا إلا أعطاه، ولا يَشفَعُ في أحدٍ إلا شُفِّعَ فيه، ويُعطَى في الجنَّةِ ما أَحَبَّ، ولا يَفضُلُه في الجنَّةِ منزلُ نبيٍّ ولا غيرُه، وله في جنَّةِ الفِرْدوسِ ألفُ ألفِ مدينةٍ من فضةٍ، وألفُ ألفِ مدينةٍ من ذهبٍ، وألفُ ألفِ مدينةٍ من لُؤلؤٍ، وألفُ ألفِ مدينةٍ من ياقوتٍ، وألفُ ألفِ مدينةٍ من دُرٍّ، وألفُ ألفِ مدينةٍ من زَبَرْجَدٍ ، وألفُ ألفِ مدينةٍ من نورٍ، في كلِّ مدينةٍ من المدائنِ ألفُ ألفِ قَصرٍ، في كلِّ قَصرٍ ألفُ ألفِ بيتٍ، في كلِّ بيتٍ ألفُ ألفِ سريرٍ، كلُّ سريرٍ طولُه مسيرةُ ألفِ عامٍ، وعَرضُه مَسيرةُ ألفِ عامٍ، وطولُه في السماءِ خَمسمائةِ عامٍ، عليه زوجةٌ قد برَز كُمُّها من جانبيِ السريرِ عشرينَ مَيلًا من كلِّ زاويةٍ، [ و ] هي أربعُ زَوايا، وأشفارُ عَينَيها كجناحِ النِّسرِ أو كقَوادمِ النُّسورِ ، وحاجباها كالهلالِ، عليها ثيابٌ نبَتَتْ في جناتِ عدنٍ سُقْياها من تَسْنيمٍ، وزَهرُها يَخطِفُ الأبصارَ دُونها، لو برزَتْ لأهلِ الدُّنيا لم يَرَها نبيٌّ مُرسَلٌ ولا ملَكٌ مُقَرَّبٌ إلا فُتِنَ بحُسنِها، بين يدي كلِّ امرأةٍ منهنَّ مائةُ ألفِ جاريةٍ بِكرٍ خدمٌ سِوى خَدَمِ زَوجِها، وبين يدي كلِّ سريرٍ كراسيٌّ من غيرِ جوهرِ السَّريرِ، كلُّ [ كرسيٍّ ] طولُه مائةُ ألفِ ذِراعٍ، على كلِّ سريرٍ مائةُ ألفِ فِراشٍ، غِلَظُ كلِّ فراشٍ كما بين السماءِ والأرضِ، وما بينهنَّ مَسيرةُ خَمسمائةِ عامٍ، يدخُلون الجنَّةَ قبلَ الصِّدِّيقينَ والمؤمنين بخَمسمائةِ عامٍ، يَفْتَضُّونَ العَذَارَى وإذا دَنا من السريرِ تطامَّتُ له الفُرُشُ حتى يَركبَها ( مُمْتَزِجًا ) حيثُ شاءَ، فيَتَّكِئُ تَكَأَةً مع الحُورِ العِينِ سبعينَ سنةً، فتُنادِيه أبْهى منها وأجملُ : يا عبدَ اللهِ أما لنا منك دَولةً، فيلتفتُ إليها فيقول : من أنتِ ؟ ! فتقول : أنا من الذين قال اللهُ – تعالَى - : وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ثم تُنادِيه أبْهى منها وأجملُ يا عبدَ اللهِ ما لكَ فينا من حاجةٍ ؟ فيقول : ما علمتُ مكانَكِ، فتقولُ : أو ما علمتَ أنَّ اللهَ – تعالَى – قال : فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ فيقولُ : بلى وربي، قال : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : فلعلَّه يشتغِلُ عنها بعد ذلك أربعين عامًا، لا يُشغِلُه إلا ما هو فيه من النِّعمةِ والَّلذَّةِ، فإذا دخل أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ ركبَ شهداءُ البحرِ [ قراقيرَ ] من دُرٍّ في نهرٍ من نورٍ، مَجادِفُهم قُضبانُ الُّلؤلُؤِ والْمَرجانِ والياقوتِ، معهم ريحٌ تُسمِّى الزهراءَ في أمواجٍ كالجبالِ، إنما هو نورٌ يَتلأْلَأُ، تلك الأمواجُ في أعينُهم أهونُ وأحْلى عندَهم من الشرابِ الباردِ في الزُّجاجةِ البيضاءِ عند أهلِ الدُّنيا في اليومِ الصَّائفِ، [ وأمامَهم ] الذين كانوا في نَحْرِ أصحابِهم، الذين كانوا في الدنيا تُقَدَّمُ [ قراقيرُهم ] بين يديِ أصحابِهم ألفَ ألفِ سنةٍ وخمسين ألفِ سنةٍ، ومَيمَنَتُهم خلفَهم على النِّصفِ من قُرْبِ أولئكَ من أصحابِهم، ومَيْسَرَتُهم مثلُ ذلك، وساقَتُهم الذين كانوا خَلْفَهم في تلكِ [ القَراقيرِ ] من دُرٍّ، فبينما هم كذلك يسيرون في ذلكَ إذ رفَعَتْهم تلك الأمواجُ إلى كرسيٍّ بين يدي عرشِ رَبِّ العِزَّةِ ، فبينما هم كذلك، إذ طلَعَتْ عليهم الملائكةُ يضَعون على خَدَمِ أهلِ الجنَّةِ حُسْنًا وبهاءً وجمالًا ونورًا كما يَضَعُون هم على أهلِ الجنَّةِ منازلَهم عند اللهِ، فيهم أحدُهم أن يَخِرَّ لبعضِ خُدَّامِهم من الملائكةِ ساجدًا فيقول : يا وَليَّ اللهِ، إنما أنا خادمٌ لكَ، ونحن مائةُ ألفِ قَهْرمانٍ في جناتِ عَدْنٍ، ومائةُ ألفِ قَهْرمانٍ في جنَّاتِ الفِرْدَوْسِ، ومائةُ ألفِ قَهْرمانٍ في جناتِ النَّعيمِ، ومائةُ ألفِ قَهْرمانٍ في جناتِ المأْوَى، ومائةُ ألفٍ قَهْرمانٍ في جنَّاتِ الخُلدِ، ومائةُ ألفِ قَهْرمانٍ في جناتِ الجَلالِ، ومائةُ ألفِ قَهْرمانٍ في جناتِ السلامِ، كلُّ قَهْرمانٍ منهم على بابِ مدينةٍ، في كل مدينةٍ ألفُ قَصرٍ، في كلِّ قَصرٍ مائةُ ألفِ بيتٍ من ذهبٍ وفضةٍ ودُرٍّ وياقوتٍ وزَبَرْجَدٍ ولُؤلُؤٍ ونورٍ، فيها أزواجُه وسَرَرُه وخُدَّامُه، لو أنَّ أدناهم نزل به الجنُّ والإنسُ ومثلُهم معهم ألفَ ألفِ مرةٍ لوسِعَهم أدْنى قصرٍ من قُصورِه ما شاءوا من النُّزُلِ والخدمِ والفاكهةِ والثِّمارِ والطعامِ والشَّرابِ، كلُّ قصرٍ مُستَغْنٍ بما فيه من هذه الأشياءِ على قدْرِ سَعَتِهم جميعًا، لا يحتاجُ إلى القصرِ الآخرِ في شيءٍ من ذلك، وإنَّ أَدْناهم منزلةً الذي يَدخُلُ على اللهِ بُكرةً وعَشِيًّا، فيأمرُ بالكرامةِ كلِّها لم يَشْتَغِلْ حتى ينظُرَ إلى وجهِه الجميلِ تبارَك وتَعالى
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية
الصفحة أو الرقم : 2/300
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - فضل الجهاد جهاد - فضل غزاة البحر جهاد - فضل الشهيد قيامة - الشفاعة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

125 - أنَّ عمرَ بنَ الخطَّابِ كانَ كلَّما صلَّى صلاةً جلسَ للنَّاسِ فمن كانت لهُ حاجةٌ كلَّمهُ وإلَّا قامَ فحضرتُ البابَ يومًا فقلتُ يا يَرفَأُ فخرجَ وإذا عثمانُ بالبابِ فخرجَ يرفَأُ فقالَ قم يا ابنَ عفَّانَ قم يا ابنَ عبَّاسٍ فدخَلْنا على عمرَ وعندَهُ صُبَرٌ من مالٍ فقالَ إنِّي نظرتُ في أهلِ المدينةِ فرأيتُكما من أكثرِ أهلِها عشيرةً فخُذا هذا المالَ فاقسِماهُ فإن كانَ فيهِ فضلٌ فرُدَّا قلتُ وإن كانَ [نقصانٌ] زدتَنا فقالَ نَشْنَشَةٌ مِنْ أَخشَنَ قد علمتَ أنَّ محمَّدًا وأهلَهُ كانوا يأكلونَ القَدَّ قلتُ بلى واللَّهِ لو فتحَ اللَّهُ هذا على محمَّدٍ لصنعَ فيهِ غيرَ ما صنعتَ فغضبَ وانتشجَ حتَّى اختَلفتْ أضلاعُهُ وقالَ إذًا صنعَ فيهِ ماذا فقلتُ إذًا أكلَ وأطعَمنا فسُرِّيَ عنهُ

126 - حديثُ: أنَّه رفَعَ مِن السَّجْدةِ الثانيةِ مِن غَيرِ جُلوسٍ [يعني حديث: أنَّه كان في مجلسٍ فيه أبوه، وكان مِن أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفي المجلسِ أبو هُرَيرةَ وأبو حُمَيدٍ الساعِديُّ وأبو أُسَيدٍ، بهذا الخبرِ يَزيدُ أو ينقُصُ. قال فيه: ثمَّ رفَع رأسَه -يعني: مِن الرُّكوعِ- فقال: سَمِع اللهُ لِمَن حَمِده، اللَّهمَّ ربَّنا لك الحمدُ، ورفَع يدَيْه، ثمَّ قال: اللهُ أكبرُ فسجَد، فانتصَبَ على كفَّيْه ورُكبتَيْه وصدورِ قدَمَيْه وهو ساجدٌ، ثمَّ كبَّرَ فجلَس فتوَرَّك، ونصَبَ قدَمَه الأُخرى، ثمَّ كبَّرَ فسجَد، ثمَّ كبَّرَ فقام ولم يَتوَرَّكْ، ثمَّ ساقَ الحديثَ. قال: ثمَّ جلَس بعدَ الرَّكعتينِ، حتى إذا هو أراد أنْ يَنهَضَ للقيامِ قام بتكبيرةٍ، ثمَّ ركَع الرَّكعتينِ الأُخريَينِ، ولم يذكُرِ التورُّكَ في التشهُّدِ.]
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : [عباس- أو عياش- بن سهل الساعدي] | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الفتوحات الربانية
الصفحة أو الرقم : 2/284
التصنيف الموضوعي: صلاة - النهوض على صدور القدمين صلاة - صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة

127 - قالت هندٌ لأبي سفيانَ : إني أريدُ أن أُبَايِعَ محمدًا، قال : فإن فعلتِ فاذهبي معكِ برجلٍ من قومكِ، قال : فذهبتْ إلى عثمانَ، فذهب معها، فدخلتْ متنقبةً فقال : تُبَايِعي على أن لا تُشركي باللهِ شيئًا، ولا تَسرقي، ولا تَزني، فقالت : أَوَ هل تَزْنِي الحُرَّةُ ؟ قال : ولا تَقتلي ولدكِ : قالت إنَّا ربيناهم صغارًا، وقتلتهم كبارًا، قال : قتلهمُ اللهُ يا هندُ، فلمَّا فرغ من الآيةِ بايعتْهُ، وقالت : يا رسولَ اللهِ : إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ بخيلٌ؛ ولا يُعطيني ما يَكفيني، إلا ما أخذتُ منهُ من غيرِ علمِهِ، قال : ما تقولُ يا أبا سفيانَ ؟ فقال أبو سفيانَ : أمَّا يابسًا فلا. وأمَّا رَطْبًا فأُحِلُّهُ، قال عروةُ : فحدَّثتني عائشةُ : أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : لها خذي ما يكفيكِ وولدكِ بالمعروفِ

128 - أنَّ من سنَّ سنَّةً حسنةً [يعني حديث: كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في صَدْرِ النَّهَارِ، قالَ: فَجَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ، مُجْتَابِي النِّمَارِ أَوِ العَبَاءِ، مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، عَامَّتُهُمْ مِن مُضَرَ، بَلْ كُلُّهُمْ مِن مُضَرَ، فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لِما رَأَى بهِمْ مِنَ الفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فأمَرَ بلَالًا فأذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقالَ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى آخِرِ الآيَةِ {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، وَالآيَةَ الَّتي في الحَشْرِ: {اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ} [الحشر: 18]، تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِن دِينَارِهِ، مِن دِرْهَمِهِ، مِن ثَوْبِهِ، مِن صَاعِ بُرِّهِ، مِن صَاعِ تَمْرِهِ، حتَّى قالَ: ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، قالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأنْصَارِ بصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا، بَلْ قدْ عَجَزَتْ، قالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِن طَعَامٍ وَثِيَابٍ، حتَّى رَأَيْتُ وَجْهَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَتَهَلَّلُ كَأنَّهُ مُذْهَبَةٌ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: مَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَن عَمِلَ بهَا بَعْدَهُ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أُجُورِهِمْ شَيءٌ، وَمَن سَنَّ في الإسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كانَ عليه وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَن عَمِلَ بهَا مِن بَعْدِهِ، مِن غيرِ أَنْ يَنْقُصَ مِن أَوْزَارِهِمْ شَيءٌ. [وفي رِوايةٍ]: كُنَّا عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ صَدْرَ النَّهَارِ... بِمِثْلِهِ. وفيه: قالَ: ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ خَطَبَ. [وفي رِوايةٍ]: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأتَاهُ قَوْمٌ مُجْتَابِي النِّمَارِ... وَسَاقُوا الحَدِيثَ بقِصَّتِهِ، وَفِيهِ: فَصَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ صَعِدَ مِنْبَرًا صَغِيرًا، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه، ثُمَّ قالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فإنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ في كِتَابِهِ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ} الآيَةَ. [وفي رواية]: جَاءَ نَاسٌ مِنَ الأعْرَابِ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، عليهمِ الصُّوفُ، فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ، فَذَكَرَ بمَعْنَى حَديثِهِمْ.]

129 - صِفَةُ [ العاقلِ : أن يحلُمَ ] عَمَّن جهِلَ عليهِ، ويتَجاوزَ عمَّن ظلَمَه، ويتواضَعَ لمَن هوَ دونَه، ويُسابِقُ من هوَ فوقَه في طلَبِ البِرِّ، وإذا أرادَ أن يتكلَّم فكَّرَ، فإذا كان خيرًا تكلَّمَ فغنِمَ، وإن كان شَرًّا سكَتَ فسلِمَ، وإذا عرَضَتْ لهُ فِتنةٌ استَعصَمَ باللهِ تعالى فأمسَكَ يدَه ولِسانَه، وإذا رأى فَضيلةً انتهزَها، لا يُفارِقُه الحياءُ، ولا يَبدو مِنهُ الحرصُ، فتَلكَ عشرُ خِصالٍ يُعرَفُ بها العاقلُ، قال : وصفةُ الجاهلِ : أن يَظلمَ مَن يخالطُه، ويعتدي [ علَى من ] هوَ دونَه، ويتَطاولَ علَى مَن هوَ فوقَه، كلامُه بغيرِ تَدبُّرٍ، فإن تكلَّمَ أثِمَ، وإن سكَت سَها، وإن عرَضَت لهُ فتنةٌ سارَع إليها فأرْدَتْه، وإن رأى فَضيلةً أعرَضَ عنها وأبطأَ عَنها، لا يخافُ ذُنوبَه القديمةَ، ولا يرتَدِعُ فيما يبقَى مِن عُمُرِه عن الذُّنوبِ، مُتوانيًا عن البرِّ مُبطئًا عَنهُ، غيرُ مكترِثٍ لما فاتَه مِن ذلكَ أو ضيَّعَه، فتِلكَ عَشرُ خِصالٍ مِن صِفةِ الجاهلِ الَّذي حُرِمَ العقلَ

130 - عن ابنِ بُريدةَ، عن أبيه قال : قال نفرٌ لعليٍّ رضي الله عنه : لو خطبتَ فاطمةَ بنتَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فأتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال : ما حاجتُك يا عليُّ ؟ قال : ذَكرتُ فاطمةَ بنتَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، قال : مرحبًا وأهلًا، لم يزدْه عليها، فخرج عليٌّ رضي الله عنه إلى أولئك الرهطِ وهم ينتظرونَه، قالوا : ما وراءَك ؟ قال : ما أدري غيرَ أنه قال لي : مرحبًا وأهلًا، قالوا : يكفيك من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أعطاك الأهلَ وأعطاك المرحبَ، قال : فلما كان بعدما زوجَّهُ قال : يا عليُّ إنه لا بدَّ للعروسِ من وليمةٍ، فقال سعدٌ : عندي كبشٌ، وجمعَ له رهطٌ من الأنصارِ أصوُعًا من ذرةٍ، فلما كان ليلةَ البناءِ قال : يا عليُّ لا تُحدِثْ شيئًا حتى تلقاني، فدعا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بماءٍ، فتوضَّأَ منه، ثم أفرغَه على عليٍّ رضي الله عنه، ثم قال : اللهمَّ بارك فيهما، وبارك لهما في شِبلَيْهِما

131 - رأيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بمسجدِ الخيْفِ، وقال لي [ أصحابه ] : إليكَ يا واثِلَةُ – أي : تَنَحّ عن وجههِ – فقال : دعوهُ فإنما جاء ليسألَ. فدنوتُ [ فقلت ] : بأبي أنت وأمي يا رسولَ اللهِ، أفْتنا عن أمر نأخذهُ عنكَ من بعدكَ. قال صلى الله عليه وسلم : لتُفتِكَ نفسكُ. قلت : وكيف لي بذلكَ ؟ ! قال صلى الله عليه وسلم : دَعْ ما يُريبُكَ إلى ما لا يُرِيبُكَ ، وإن أفْتاكَ المُفتونَ. قلت : وكيف لي بعلمِ ذلك ؟ قال صلى الله عليه وسلم : تضعُ يدكَ على فؤادكَِ، فإن القلبَ يسكنُ إلى الحلالِ، ولا يسكُنُ للحرامِ، وإن ورعَ المسلمِ أن يدعَ الصغير مخافةَ أن يقعَ في الكبيرِ. قلت : فمنِ الحريصُ ؟ قال : الذي يطلبُ المكسبَ في غيرِ حلها. قلت : فمن الوَرِعِ ؟ قال صلى الله عليه وسلم : الذي يقفُ عند الشبهة ِ. قلت : فمن المُؤمنِ ؟ قال : من أمِنهُ الناسُ على أموالهِم ودمائهم. قلت : فمن المُسلمُ ؟ قال صلى الله عليه وسلم : من سَلِمَ المسلمونَ من لسانهِ ويدِهِ. قلت : فأيّ الجهادِ أفضلُ ؟ قال صلى الله عليه وسلم : كلمةُ حقٍ عند إمامٍ جائرٍ
خلاصة حكم المحدث : [فيه] العلاء بن ثعلبة قال أبو حاتم: مجهول. ولآخره شاهد
الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية
الصفحة أو الرقم : 5/75
التصنيف الموضوعي: إسلام - صفة المسلم جهاد - أفضل الجهاد كلمة حق عند إمام جائر إجارة - الحث على الحلال واجتناب الحرام رقائق وزهد - البر والإثم رقائق وزهد - الورع والتقوى
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

132 - إنَّ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ رضيَ اللهُ عنهُ حدَّثَ عمرَ بنَ الخطَّابِ رضيَ اللهُ عنهُ هذا الحديثَ فقال : إذا حُشِرَ النَّاسُ يومَ القيامةِ قاموا أربعينَ، على رؤوسِهِم الشَّمسُ، شاخصةً أبصارُهُم إلى السَّماءِ، ينتظرونَ الفصلَ، كلُّ برٍّ منهُم وفاجرٍ، لا يتكلمُ منهُم بشرٌ، ثمَّ يُنادي مُنادٍ : أليسَ عدلًا من ربِّكُم الَّذي خلقَكُم وصوَّرَكُم ورزقَكُم ثمَّ عبدتُم غيرَهُ أن يُولِّي كلَّ قَومٍ ما تولَّوْا ؟ فيقولونَ : بلَى. فيُنادي بذلكَ ملَكٌ ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ يُمَثَّلُ لكلِّ قَومٍ آلهتُهُم الَّتي كانوا يعبدونَها، فيتبِعونَها حتَّى تُوردَهم النَّارُ، فيبقَى المؤمنونَ والمنافقونَ، فيخرُّ المؤمنونَ سُجَّدًا، وتُدْمَجُ أصلابُ المنافقينَ فتكونُ عظمًا واحدًا كأنَّها صَيَاصِيُّ البقرِ، ويخرُّونَ على أقْفيتِهِم، فيقولُ اللهُ تعالى لهُم : ارفَعوا رؤوسَكُم إلى نورِكم بقدرِ أعمالِكُم، فيرفعُ الرَّجلُ رأسَهُ ونورُهُ بينَ يدَيْهِ مثلُ الجبلِ، ويرفعُ الرَّجلُ رأسَهُ ونورُهُ بينَ يدَيهِ مثلُ القصرِ، ويرفعُ الرَّجلُ رأسَهُ ونورُهُ بينَ يدَيهِ مثلُ البَيتِ، حتَّى ذكرَ مثلَ الشَّجرةِ، فيمضونَ على الصِّراطِ كالبرقِ، وكالرِّيحِ، وكحضرِ الفرسِ، وكاشتدادِ الرَّجلِ، حتَّى يبقَى آخرَ النَّاسِ نورُهُ على إبهامِ رجلِهِ مثلُ السِّراجِ، فأحيانًا يُضيءُ لهُ، وأحيانًا يخفَى عليهِ، فتنفثُ منهُ النَّارُ، فلا يزالُ كذلكَ حتَّى يخرجَ فيقولُ : ما يدري أحدٌ ما نجا منهُ غَيري، ولا أصابَ أحدٌ مثلَ ما أصبتَ، إنَّما أصابَني حرُّها ونجَوتُ منها، قال : فيُفتَحُ لهُ بابٌ من الجنَّةِ فيقولُ : يا ربِّ، أدخِلْني هذا، فيقولُ : عبدي لعلِّي إن أدخلتُكَ تسألْني غيرَهُ. قال : فيُدخِلُهُ، فبَينا هوَ يعجبُ بما هوَ فيهِ إذ فُتِحَ لهُ بابٌ آخرُ، فيستَحقِرُ في عَينِهِ الَّذي هوَ فيهِ، فيقولُ : يا ربِّ، أدخِلْني هذا. فيقولُ : أو لَم تزعُمْ أنَّكَ لا تسألْني غيرَهُ، فيقولُ : وعزَّتِكَ وجلالِكَ لئن أدخلتَنِيهِ لا أسألُكَ غيرَهُ. قال : فيُدخِلُهُ حتَّى يُدْخِلَهُ أربعةَ أبوابٍ كلَّها يسألُها، ثمَّ يستقبلُهُ رجلٌ مثلُ النُّورِ، فإذا رآهُ هوَى يسجدُ لهُ فيقولُ : ما شأنُكَ ؟ فيقولُ : ألستَ بربِّي ؟ فيقولُ : إنَّما أنا قَهرمانٌ لكَ في الجنَّةِ [ من ] ألفِ قَهرمانٍ على ألفِ قصرٍ، بينَ كلِّ قصرَيْنِ مسيرةُ ( ألفِ سنةٍ )، يُرَى أقصاها كما يُرَى أدناها، ثمَّ يُفْتَحُ لهُ بابٌ من زَبرجَدةٍ خضراءَ، فيها سبعونَ بابًا، في كلِّ بابٍ منها أزواجٌ وسُرُرٌ ومناصفٌ، فيقعدُ مع زوجتِهِ فتُناولُهُ الكأسَ، فتقولُ : لأنتَ منذُ ناولتُكَ الكأسَ أحسنُ منكَ قبلَ ذلكَ بسبعينَ ضِعْفًا، علَيها سبعونَ حُلَّةً، ألوانُها شتَّى يُرَى مخُّ ساقِها، ويلبسُ الرَّجلُ ثيابَهُ على كبدِها، وكبدُها مِرْآتُهُ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : قيس بن السكن وأبو عبيدة بن عبدالله | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية
الصفحة أو الرقم : 5/100
التصنيف الموضوعي: جنة - نساء الجنة قيامة - الحشر قيامة - الصراط ملائكة - أعمال الملائكة قيامة - أهوال يوم القيامة
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

133 - عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال : إذا كانَ يومُ القيامةِ مُدَّتِ الأرضُ مَدّ الأديمِ في سعتِها كذا وكذا، وجميعُ الخلائقِ بصعيدٍ واحدٍ، جنهم وإنسهُم، فإذا كان ذلكَ قبضتْ هذهِ السماءُ الدنيا عن أهلها؛ فيُنشرونَ على وجهِ الأرضِ، فلأهلُ السماءِ وحدهُم أكثرُ من جميعِ أهلِ الأرضِ وجنهِم وإنسهِم بالضِّعفِ، فإذا نُشروا على وجهِ الأرضِ فزعَ إليهم أهلُ الأرضِ وقالوا : فيكم ربنّا ؟ فيفزَعونَ من قولهم، فيقولونَ : سبحانَ ربّنا، ليسَ هو فينا، وهو آتٍ، ثم [ يُفاضُ ] أهل السماءِ الثانيةِ، فلأهلُ السماءِ الثانيةِ وحدهُم أكثرُ من أهلِ السماءِ الدنيا ومن جميعِ أهلِ الأرضِ بالضّعفِ، فإذا نُثِروا على أهلِ الأرضِ فزعَ إليهم أهلُ الأرضِ، وقالوا : فيكم ربنا ؟ فيفزعونَ من قولهِم، ويقولونَ : سبحانَ ربنا، ليسَ فينا، وهو آتٍ، ثم تُفاضُ السمواتُ كلها، فتضعفُ كل سماءٍ على السماءِ التي تحتها وجميعَ أهلُ الأرضِ، كلما نُشِروا على وجهِ الأرضِ فزعَ إليهم أهلُ الأرضِ، ويقولونَ لهم مثل ذلكَ، ويرجعونَ إليهم مثل ذلكَ، ثم يُفاضُ أهلُ السماءِ السابعةِ، فلأهلُ السماءِ السابعةِ أكثرُ أهلا من السمواتِ الستِّ ومن جميعِ الأرضِ بالضعفِ، فيَجِيء اللهُ – تباركَ وتعالى – فيهم والأممُ جُثا صُفوفًا؛ فينادي منادٍ : ستعلمونَ اليومَ من أصحابُ الكرمِ، ليقُم الحمّادونَ ربهُم على كل حالٍ، فيسرحونَ إلى الجنةِ، ثم ينادي ثانيةً : ستعلمونَ اليومَ من أصحابُ الكرمِ، ليقُم الذين { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ } الآية، فيقدمون؛ فيسرحونَ إلى الجنةِ، ثم يُنادي ثالثةً : ليقُم الذينَ { لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ } الآية فيقومونَ؛ فيسرحونَ إلى الجنةِ، فإذا أخذَ من هؤلاءِ ثلاثةٌ خرجَ عنقٌ من النارِ فأشرفَ على الخلائقِ، له عينانِ تبصرانِ، ولسانٌ فصيحٌ؛ فيقولُ : إنّي وُكّلتُ بثلاثةٍ، إني وُكلتُ بكلّ جبّارٍ عنيدٍ ، فيلتقطهُم من الصفوفِ لقطَ الطيرِ حبّ السمسمِ، فيُحبسُ بهم في جهنمُ، ثم يخرجُ ثانية فيقول : إني وُكّلتُ بمن آذَى اللهَ ورسولهٌ، قال : فيلتقطهم من الصفوفِ لقطَ الطيرِ حبّ السمسمِ، فيحبسُ بهم في جهنمَ، ثم يخرجُ ثالثةً – أحسبُه قال – فيقول : إني وُكّلتُ بأصحابِ التصاويرِ، فيلتقطهُم من الصفوفِ لقطَ الطيرِ حبّ السمسمِ، فيُحبسُ بهم في جهنمَ، فإذا أخذَ من هؤلاءِ ثلاثةً، ومن هؤلاءِ ثلاثة نُشرتْ الصحفُ، ووضعتْ الموازينُ، ودُعِي الخلائقُ للحسابِ

134 - رَجبُ شهرُ اللهِ، وشعبانُ شهري، ورمضانُ شهرُ أمتي. قيلَ يا رسولَ اللهِ، ما معنى قولكَ : رجبُ شهرُ اللهِ ؟ قال : لأنه مخصوصٌ بالمغفرةِ، وفيه تُحقنُ الدماءُ، وفيهِ تابَ اللهُ على أنبيائهِ، وفيه أنْقَذَ أولياءهُ من بلاء عذابهِ. من صامهُ استوجبَ على اللهِ ثلاثةَ أشياءٍ : مغفرةٌ لجميعِ ما سلفَ من ذنوبهِ، وعصمتهِ فيما بَقِي من عمرهِ، وأمانا من العطشِ يوم العرْضِ الأكبرِ. فقام شيخٌ ضعيفٌ فقال. يا رسولَ اللهِ، إني لأعجزُ عن صيامه كلهِ. فقال صلى الله عليه وسلم صُمْ أول يوم منهُ فإن الحسنة بعشرِ أمثالها، وأوسطُ يومٍ منهُ، وآخرُ يومٍ منهُ فإنكَ تُعْطَى ثوابَ من صامَهُ كلهُ : ولكنْ لا تَغْفَلوا عن أوّلِ ليلةِ جمعةٍ في رجبَ، فإنها ليلةً تُسمّيها الملائكةُ : الرغَائِبُ. وذلك إذا مَضَى ثلثُ الليلِ لا يبقَى ملكٌ في جميعِ السماواتِ والأرض إلا ويجتمعونَ في الكعبةِ وحواليها، ويطلعُ اللهُ عز وجل عليهم إطّلاعةْ، فيقولُ : ملائكَتِي سلُونِي ما شئتُم. فيقولونَ : يا ربّنا حاجتُنا إليك : أن تغْفِرَ لصوّامِ رجَبَ. فيقول الله عز وجل قد فعلتُ ذلكَ ثم قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : وما من أحدٍ يصومُ يومَ الخميسِ، وأوّلُ خميسٍ من رجبَ، ثم يصلّي فيما بينَ العشاءِ والعتمةِ، يعنِي ليلةَ الجمعةِ، اثنتي عشرةَ ركعةً، يقرأ في كل ركعةٍ بفاتحةِ الكتابِ مَرّةً، وإنا أنْزَلْناهُ في ليلةِ القدر، ثلاثَ مراتٍ، وقل هو الله أحد، اثنتي عشرة مرةً، يفصلُ بين كل ركعتينِ بتسليمةٍ، فإذا فرغَ من صلاتهِ صلى سبعينَ مرةً، يقول : اللهم صلِّ على محمد النبيّ الأمّيّ، وعلى آلهِ، ثم يسْجُدُ، فيقولُ في سجودهِ، سبوح قدوسٌ ربٌّ الملائكةِ والروحِ، سبعينَ مرةً، ثم يرفعُ رأسهُ، فيقول : اغفر وارحمْ وتجاوزْ عما تعلمْ إنكَ أنت العزيزُ الأعظمْ، سبعينَ مرةً، ثم يسجد الثانيةَ، فيقول مثل ما قال في السجدةِ الأولى، ثم يسألُ اللهَ تعالى حاجتهُ فإنها تُقْضَى. قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيدهِ ما من عبدٍ ولا أمَةٍ صلّى هذهِ الصلاةَ إلا غُفِرَ لهُ جميعُ ذنوبه، ولو كانتْ مثلَ زبدِ البحرِ، وعددِ ورقِ الأشجارِ، وشَفع يومَ القيامةِ في سبعمائةٍ من أهلِ بيتهِ. فإذا كان أول ليلةٍ في قبرهِ جاءهُ ثواب هذه الصلاةَ، فيجيبهُ بوجْهٍ طلقٍ ولسانٍ ذلْقٍ ، ويقول له : يا حبيبي، أبشر قد نجوتَ من كل شِدّة. فيقولُ : من أنتَ ؟ فوالله ما رأيتُ وجها أحسنَ من وجهكَ، ولا سمعتُ كلاما أحلَى من كلامكَ، ولا شممتُ رائحتكَ. فيقول لهُ : يا حبيبي، أنا ثوابُ الصلاةِ التي صليتها في ليلةِ كذا، من شهرِ كذا، جئتُ الليلةَ لأقضي حقكَ، وأونِسُ وحدَتكَ، وأرفع عنكَ وحشتكَ، وإذا نفخَ في الصورِ أظلتْ في عرضِ القيامةِ على رأسكَ. فأبشرْ فلن تعدمَ الخير من مولاكَ أبدا
خلاصة حكم المحدث : [فيه] علي بن عبد الله بن جهضم مشهور بوضع الحديث
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تبيين العجب
الصفحة أو الرقم : 35
التصنيف الموضوعي: صلاة - صلاة الرغائب صيام - صوم رجب صيام - صيام شعبان صيام - فضل شهر رجب صيام - فضل شهر رمضان
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

135 - أتيتُ أبا وائلٍ وهوَ في مسجِدِ حيِّهِ فاعتزَلْنا في ناحيةِ المسجدِ فقلتُ : ألا تخبِرُني عَن هؤلاءِ القومِ الذينَ قتلَهُمْ عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ [ فيمَ ] فارَقوهُ، و [ فيمَ ] استَجابوا لهُ حينَ دعاهُم وحينَ فارَقوهُ فاستَحلَّ قتالَهم ؟ قال : لمَّا كنَّا بصفِّينَ استحَرَّ القتلُ في أهلِ الشَّامِ.. فذكرَ قصَّةً قال : فرجعَ عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ إلى الكوفَةِ، وقال فيهِ الخوارجُ ما قالوا، ونزلوا حَروراءَ وهم بِضعةَ عشرَ [ ألفًا ]، فأرسلَ عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ إليهم يناشدُهمُ اللهَ تعالى ارجِعوا إلى خليفَتِكمْ، فبمَ نَقمْتُمْ عليهِ ؟ أفي قِسمةٍ أو قَضاءٍ ؟ قالوا : نخافُ أن ندخُلَ في فتنتِهِ، قال : فلا تُعجِّلوا ضلالةَ العامِ مَخافةَ فِتنةِ عامٍ قابلٍ، قال : فرجَعوا فقالوا : نكونُ على ناحِيَتنا، فإن قَبِلَ القضيَّةَ قاتلناهُ على ما قاتَلنا عليهِ أهلَ الشَّامِ بصفِّينَ، وإن نقضَها قاتَلْنا معَه، فساروا حتَّى قطَعُوا نَهْروانَ، و [ افترَقَتْ ] منهمْ فرقةٌ يقتُلونَ النَّاسَ، فقال أصحابُهم : ما على هذا فارَقْنا عليًا، فلمَّا بلغ عليًّا رضيَ اللهُ عنهُ صنيعُهُم قام فقال : أتَسيرونَ إلى عَدُوِّكمْ، أو ترجِعونَ إلى هؤلاءِ الذينَ خَلَفوكُمْ في ديارِكُمْ ؟ قالوا : بل نرجعُ إليهِم، قال : فحدَّثَ عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ قال : إنَّ طائفةً تَخرجُ من قِبَلِ المشرِقِ عندَ اختلافِ النَّاسِ لا ترونَ جِهادَكمْ معَ جِهادهِمْ شيئًا، ولا صلاتَكُمْ معَ صلاتِهم شيئًا، ولا صيامَكُمْ معَ صيامِهِمْ شيئًا، يَمرُقونَ من الدِّينِ كما يَمْرُقُ السَّهمُ من الرَّمِيَّةِ، علامَتُهم رجلٌ عَضُدُه كثَديِ المرأَةِ، يَقتُلُهُمْ أقرَبُ الطائفتينِ مِن الحقِّ، فسارَ عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ إليهم فاقتَتَلوا قتالًا شديدًا، فجعلتْ خيلُ عليٍّ رضيَ اللهُ عنهُ تقومُ لهم فقالَ : يا أيُّها النَّاسُ، إن كنتُم إنَّما تقاتلونَهُم فيَّ فواللهِ ما عِندِي ما أجزِيكُمْ بهِ، وإن كنتُم تُقاتِلونَ للهِ تعالى فلا يكونَنَّ هذا قتالُكم، فأَقبَلُوا عليهِم فقَتلوهمْ كلُّهمْ، فقال : اتِّبِعوه، فطلبوه فلم يُوجَدْ، فركِبَ عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ دابَّتَه وانتهى إلى وهْدَةٍ من الأرضِ، فإذا قَتْلَى بعضُهُمْ علَى بعضٍ، فاستُخرِجَ مِن تحتِهِم، فَجُرَّ برجْلِه يراهُ النَّاسُ، قال عليٌّ رضيَ اللهُ عنهُ : لا أغزو العامَ، فرجعَ إلى الكوفةِ فَقُتِلَ، واستخلَفَ النَّاسُ الحسَنَ بنَ عليٍّ رضيَ اللهُ عنهُ فبعثَ الحسَنُ بالبيعةِ إلى مُعاويةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وكتبَ بذلك الحسنُ إلى قيسِ بنِ سعدٍ رضيَ اللهُ عنهُما فقامَ قيسُ بنُ سعدٍ في أصحابِه فقال : يا أيُّها النَّاسُ : ما هذا ؟ فقال : الحسَنُ بنُ عليٍّ رضيَ اللهُ عنهُما قد أعطَى البيعةَ مُعاويةَ، فرجعَ النَّاسُ فبايَعوا معاويةَ رضيَ اللهُ عنهُ، ولم يكُن لمعاويةَ رضيَ اللهُ عنهُ هَمٌّ إلَّا الذينَ بالنَّهْرَوانِ، فجعلوا يتَساقطونَ عليهِ فيُبَايعونَه حتَّى بقيَ منهُم ثَلاثُمِائَةٍ ونَيِّفٍ، وهُمْ أصحابُ النُّخَيلةِ

136 - عن عليٍّ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أرادَ أن يغزُوَ فدعا جعفرًا فأمرهُ أن يتخلَّفَ على المدينةِ فقالَ لا أتخلَّفُ بعدَكَ أبدًا فأرسلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إليَّ فدعاني فعزمَ عليَّ لمَّا تخلَّفتُ قبلَ أن أتكلَّمَ فبكيتُ فقالَ ما يُبكيكَ قلتُ يبكيني خصالٌ غيرَ واحدةٍ تقولُ قريشٌ غدًا ما أسرعَ ما تخلَّفَ عنِ ابنِ عمِّهِ وخذَلهُ وتُبكيني خصلةٌ أخرى كنتُ أريدُ أن أتعرَّضَ للجهادِ في سبيلِ اللَّهِ عزَّ وجلَّ لأنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ { وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ} إلى {الْمُحْسِنِينَ } فكنتُ أريدُ أن أتعرَّضَ للأجرِ وتبكيني خصلةٌ أخرى كنتُ أريدُ أن أتعرَّضَ لفضلِ اللَّهِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمَّا قولُكَ تقولُ قريشٌ ما أسرعَ ما تخلَّفَ عنِ ابنِ عمِّهِ وخذلهُ فإنَّ لكَ بيَّ أسوةً قد قالوا ساحرٌ وكاهنٌ وكذَّابٌ وأمَّا قولُكَ أن أتعرَّضُ للأجرِ منَ اللَّهِ أما ترضى أن تكونَ منِّي بمنزلةِ هارونَ من موسى إلَّا أنَّهُ لا نبيَّ بعدي وأمَّا قولُكَ أتعرَّضُ لفضلِ اللَّهِ فهذانِ بُهارانِ من فُلفُلٍ جاءنا منَ اليمنِ فبعهُ واستمتع بهِ أنتَ وفاطمةُ حتَّى يأتيَكما اللَّهُ من فضلِهِ

137 - خطَبنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.. فذكر حديثا طويلًا.. [ وفيه ] : ومنِ اطَّلع إلى بيتِ جارِه فرأى عورةَ رجلٍ أو شَعْرَ امرأةٍ أو شيئًا من جسدِها كان حقًّا على اللهِ – تعالَى – أن يُدخِلَه النَّارَ مع المنافقين الذين كانوا يتَحَيَّنونَ عوراتِ النساءِ، ولا يَخرجُ من الدنيا حتى يَفضَحَه اللهُ – تعالَى – ويُبدِي للناظرين عَورتَه يومَ القيامةِ، ومن آذى جارَه من غيرِ حقٍّ حرَّم اللهُ عليه الجنَّةَ ومأواه النَّارُ، ألا وإنَّ اللهَ – تعالَى – يسألُ – الرجلَ عن جارِه كما يسألُه عن حقِّ أهلِ بيتِه، فمن يَضَعْ حقَّ جارِه فليس منَّا، ومن بات وفي قلبِه غشٌّ لأخيه المسلمِ بات وأصبح في سخَطِ اللهِ – تعالَى – حتى يتوبَ ويراجِعَ، فإن مات على ذلك مات على غيرِ الإسلامِ، ثم قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ألا مَن غشَّنا فليس منَّا، حتى قال ذلك ( ثلاثًا )، ومن اغتاب مسلمًا بطُلَ صومُه ونُقِضَ وُضوءُه، فإن مات وهو كذلك مات كالْمُسْتَحِلِّ ما حرَّم اللهُ – تعالَى – ومن مشى بنميمةٍ بين اثنَينِ سلَّطَ اللهُ عليه في قبرِه نارًا تحرقُه إلى يومِ القيامةِ، ثم ( يُدخِلُه ) النَّارَ، ومن عفا عن أخيه المسلمِ وكظم غيظَه أعطاه اللهُ – تعالَى – أجرَ شهيدٍ، ومن بغى على أخيه وتطاوَل عليه واستحْقَره حشَره اللهُ – تعالَى – يومَ القيامةِ في صورةِ الذَّرِّ، يَطؤُه العبادُ بأقدامِهم، ثم يدخُلُ النارَ، ولم يزَلْ في سخَطِ اللهِ حتى يموتَ، ومن ردَّ عن أخيه المسلمِ غِيبةً سمعَها تُذكَرُ عنه في مجلسٍ رَدَّ اللهُ – تعالَى – عنه ألفَ بابٍ من الشرِّ في الدنيا والآخرةِ، فإن هو لم يَرُدَّ عنه وأعجَبه ما قالوا كان عليه مثلُ وِزرهم، ومن قال لمملوكِه أو مملوكِ غيرِه أو لأحدٍ من المسلمين : لا لبَّيكَ، ولا سَعدَيك انغمَس في النارِ، ومن ضارَّ مسلمًا فليس منا ولسنا منه في الدنيا والآخرةِ، ومن سمع بفاحشةٍ فأفْشاها كان كمن أتاها، ومن سمع بخيرٍ فأفْشاه كان كمن عملَه، ومن أكرمَ أخاه المسلمَ فإنما يُكرِمُ ربَّه، فما ظنُّكم ؟ ومن كان ذا وجهَينِ ولسانَينِ في الدنيا جعل اللهُ له وجهَينِ ولسانَينِ في النَّارِ، ومن مشى في قطيعةٍ بين اثنَينِ كان عليه من الوزرِ بقَدرِ ما أُعطِيَ من أصلحَ بين اثنَينِ من الأجرِ، ووجبتْ عليه الَّلعنةُ حتى يدخلَ جهنمَ فيضاعَفُ عليه العذابُ، ومن مشى في عَونِ أخيه المسلمِ ومنفعَتِه كان له ثوابُ المجاهدِين في سبيلِ اللهِ – تعالَى – ومن مشى في غِيبتِه وبَثَّ عَورتَه كانت أولُ قدَمٍ يخطوها فإنما يضعُها في جهنَّمَ، وتُكشَفُ عَورتُه يومَ القيامةِ على رءوسِ الخلائقِ، ومن مشى إلى ذي قرابةٍ أو ذي رَحِمٍ [ لبلاءٍ ] به أو لسَقَمٍ به أعطاه اللهُ – تعالَى – أجرَ مائةِ شهيدٍ، وإن وصَله مع ذلك كان له بكلِّ خُطوةٍ أربعون ألفِ ألفِ حسنةٍ، وحُطَّ عنه بها أربعون ألفِ ألفِ سيئةٍ، ورُفِعَ له أربعون ألفِ ألفِ درجةٍ، وكأنما عبدَ اللهَ – تعالَى – ( مائةَ ) ألفِ سنةٍ، ومن مشى في فسادٍ بين القَراباتِ والقطيعةِ بينهم غضِبَ اللهُ عليه ولعنَه، وكان عليه كوِزرِ مَن قطعَ الرَّحِمَ، ومن عمل في فُرقةٍ بين امرأةٍ وزوجِها كان عليه لعنةُ اللهِ في الدنيا والآخرةِ، وحرَّم اللهُ عليه النظرَ إلى وجهِه، ومن قاد ضريرًا إلى المسجدِ أو إلى منزلِه أو إلى حاجةٍ من حوائجِه كُتِبَ له بكلِّ قدمٍ رفعَها أو وضعَها عِتقُ رقبةٍ، وصلَّتْ عليه الملائكةُ حتى يُفارِقَه، ومن مشى بضريرٍ في حاجةٍ حتى يَقضِيَها أعطاه اللهُ – تعالَى – براءةً من النارِ ، وبراءةً من النفاقِ، وقضى اللهُ – تعالَى – له سبعينَ ألفِ حاجةٍ من حوائج ِالدنيا، ولم يَزَلْ يخوضُ في الرَّحمةِ حتى يرجِعَ، ومن مشى لضعيفٍ في حاجةٍ أو منفعةٍ أعطاه اللهُ – تعالَى – كتابَه بيمينِه، ومن ضَيَّعَ أهلَه وقطعَ رَحِمَه حرَمَه اللهُ حُسنَ الجزاءِ يومَ يَجزي المحسنِينَ، وحُشِرَ مع الهالِكين حتى يأتيَ بالمخرجِ، وأنَّى له المخرجُ ؟ ! ومن فرَّج عن أخيه كُربةً من كُرَبِ الدُّنيا فرَّج اللهُ عنه كُرَبَ الدنيا والآخرةِ، ونظَر إليه نظَر رحمةٍ يَنالُ بها الجنَّةَ، ومن مشى في صلحِ امرأةٍ وزوجِها كان له أجرُ ألفِ شهيدٍ قُتِلوا في سبيلِ اللهِ حَقًّا، وكان له بكلِّ خُطوةٍ عبادةُ سبعينَ سنةٍ صيامُها وقيامُها، ومن صَنع إلى أخيه معروفًا ومَنَّ عليه به أحبَط أجرَه، وخَيَّبَ سعيَه، ألا وإنَّ اللهَ – تعالَى – حرَّم الجنَّةَ على المنَّانِ ، والبخيلِ، والمختالِ، والقَتَّاتِ، والجوَّاظِ، والجَعْظَرِيِّ، والعُتُلِّ، والزَّنيمِ، ومدمنِ الخمرِ، ومن بنى على ظَهرِ طريقٍ يُؤوِي عابرِي السبيلِ بعثَه اللهُ – تعالَى – يومَ القيامةِ على نَجيبةٍ [ من ] دُرٍّ، ووجهُه مُضيءٍ لأهلِ الجمعِ حتى يقولوا : هذا مَلَكٌ من الملائكةِ لم يُرَ مثلُه حتى يُزاحِمَ إبراهيمَ – عليه السلامُ – في الجنةِ، يدخلُ الجنَّةَ بشفاعتِه أربعون ألفِ رجلٍ، ومن احتفَر بئرًا حتى يَبسُطَ ماؤها ( فبذلها ) للمسلمِين كان له أجرِ من توضَّأ منها وصلَّى، وله بعدَدِ شعْرِ كلِّ من شَرِب منها حسناتٌ : إنسٌ، أو جنٌّ، أو بهيمةٌ، أو سبعٌ، أو طائرٌ، أو غيرَ ذلك، وله بكلِّ شعرةٍ من ذلك عِتقُ رقبةٍ، ويُرَدُّ في شفاعتِه يومَ القيامةِ عند الحوضِ حوضِ القُدسِ عددَ نجومِ السماءِ. قيل : يا رسولَ اللهِ، وما حوضُ القُدس ِ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : حَوْضي، حَوْضي، حَوْضي، ومن شفَع لأخيه في حاجةٍ له نظر اللهُ إليه، وحقٌّ على اللهِ – تعالَى – ألا يُعذِّبَ عبدًا نظر إليه، إذا كان ذلك بطلبٍ منه أن يستغفِرَ له، فإذا شَفَع له من غيرِ طلَبٍ؛ له مع ذلك أجرُ سبعين شهيدًا، ومن زار أخاه المسلمَ فله بكلِّ خطوةٍ حتى يرجِعَ عِتقُ مائةِ ألفِ رقبةٍ، ومحوُ مائةِ ألفِ سيِّئَةٍ، ويُكتَبُ له بها مائةُ ألفِ درجةٍ. فقلنا لأبي هريرةَ : أو ليس قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : من أعتق رقبةً فهي فكاكُه من النَّارِ ؟ قال : نعم، و ( يُوضَعُ ) له سائرُها في كنوزِ العرشِ عندَ ربِّه – تبارك وتعالى

138 - عن ابنِ عباسٍ, قال : غزونا مع معاويةَ غزوةَ المصيفِ, فمَرُّوا بالكهفِ الذي فيهِ أصحابُ الكهفِ, الذين ذكر اللهُ في القرآنِ, فقال معاويةُ : لو كُشِفَ لنا عن هؤلاءِ, فنظرنا إليهم, فقال ابنُ عباسٍ : ليس ذلك لك قد منع اللهُ ذلك من هو خيرٌ منك, فقال : { لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا } قال معاويةُ : لا أنتهي حتى أعلمَ علمهم, قال : فبعث ناسًا, فقال : اذهبوا فانظروا فلمَّا دخلوا الكهفَ, بعث اللهُ عليهم ريحًا, فأخرجتهم, فبلغ ذلك ابنُ عباسٍ, فأنشأَ يُحدِّثهم عنهم, فقال : إنَّهم كانوا في مملكةِ ملكٍ من هذهِ الجبابرةِ, فجعلوا يعبدونَ حتى عبدةَ الأوثانِ , قال : وهؤلاءِ الفتيةُ بالمدينةِ, فلمَّا رأوا ذلك خرجوا من تلك المدينةِ على غيرِ ميعادٍ, فجمعهم اللهُ, عزَّ وجلَّ, على غيرِ ميعادٍ, فجعل بعضهم يقولُ لبعضٍ : أين تريدون ؟ أين تذهبون, قال : فجعل بعضهم يُخفي من بعضٍ, لأنَّهُ لا يدري هذا على ما خرج هذا, فأخذ بعضهم على بعضٍ المواثيقَ أن يُخبرَ بعضهم بعضًا, فإنِ اجتمعوا على شيٍء, وإلا كتم بعضهم على بعضٍ, قال : فاجتمعوا على كلمةٍ واحدةٍ, ?فقالوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا هَؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوْا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ, فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا, وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ - إلى قولِهِ –مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا ? [ 14 - 16 : الكهف ],قال : فهذا قولُ الفتيةِ, قال : ففُقدوا فجاء أهلُ هذا يطلبونَهُ لا يدرون أين ذهب, وجاء أهلُ هذا يطلبونَهُ لا يدرون أين ذهب, فطلبهم أهلوهم, لا يدرون أين ذهبوا, فرُفِعَ ذلك إلى الملكِ, فقال : ليكونَنَّ لهؤلاءِ شأنٌ بعد اليومِ, قومٌ خرجوا ولا يُدرى أين توجهوا في غيرِ جنايةٍ, ولا شيٌء يُعرفُ, فدعا بلوحٍ من رصاصٍ, فكتب فيهِ أسماءهم, وطرحَهُ في خزانتِهِ, فذلك قولُ اللهِ تباركَ وتعالى [ 9 : الكهف ] { إِنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوْا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا } والرقيمُ هو اللوحُ الذي كتبوا, قال : فانطلقوا حتى دخلوا الكهفَ, فضرب اللهُ على آذانهم, فناموا, قال : فقال ابنُ عباسٍ : واللهِ لو أنَّ الشمسَ تطلعُ عليهم لأحرقتهم, ولولا أنَّهم يُقلبونَ, لأكلتهمُ الأرضُ, فذلك قولُ اللهِ تباركَ وتعالى?وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ,وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ?يقولُ : بالفناءِ { وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ?ثم إنَّ ذلك الملكَ ذهب وجاء ملكٌ آخرُ, فكسر تلك الأوثانَ وعبدَ اللهَ, وعدلَ في الناسِ, فبعثهم اللهُ لما يريدُ, فقال بعضهم لبعضٍ : { كَمْ لَبِثْتُمْ } قال بعضهم : ?يَوْمًا } وقال بعضهم : ?بَعْضَ يَوْمٍ ?,وقال بعضهم : أكثرُ من ذلك, فقال كبيرهم : لا تختلفوا, فإنَّهُ لم يختلف قومٌ قطُّ إلا هَلكوا, قال : فقالوا : { فَابْعَثُوْا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكِمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ } يعني بأزكى : بأطهرَ, إنَّهم كانوا يذبحونَ الخنازيرَ, قال : فجاء إلى المدينةِ, فرأى شارةً أنكرها, وبنيانًا أنكرَهُ, ثم دنا إلى خبازٍ, فرمى إليهِ بدرهمٍ, فأنكرَ الخبازُ الدرهمَ, وكانت دراهمهم كخفافِ الربعِ يعني والربعِ الفصيلَ, قال : فأنكر الخبازُ, وقال : من أين لك هذا الدرهمَ ؟ لقد وجدتَ كنزًا لتَدُلَّني على هذا الكنزِ أو لأرفعنَّكَ إلى الأميرِ, قال : أَتُخَوِّفُنِي بالأميرِ, وإني لدهقانُ الأميرِ فقال : من أبوكَ ؟ قال : فلانٌ, فلم يعرفْهُ, فقال : من الملكُ ؟ فقال : فلانٌ, فلم يعرفْهُ, قال : فاجتمع الناسُ, ورفع إلى عاملهم, فسألَهُ, فأخبرَهُ, فقال : عليَّ باللوحِ, قال : فجيءَ بهِ, فسمَّى أصحابَهُ فلانٌ وفلانٌ, وهم في اللوحِ مكتوبونَ قال : فقال الناسُ : قد دلَّكمُ اللهُ على إخوانكم, قال : فانطلقوا, فركبوا حتى أتوْا الكهفَ, فقال الفتى : مكانكم أنتم, حتى أدخلَ على أصحابي, لا تهجموا عليهم, فيفزعوا منكم, وهم لا يعلمونَ, أنَّ اللهَ قد أقبل بكم, وتاب عليكم, فقالوا : آللهِ لتَخْرُجَنَّ إلينا, قال : إن شاء اللهُ, فلم يَدْرِ أين ذهب, وعميَ عليهم المكانُ قال : فطلبوا وحرصوا, فلم يَقدروا على الدخولِ عليهم, فقالوا : أَكْرِمُوا إخوانكم, قال : فنظروا في أمرهم, فقالوا : ?لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا } فجعلوا يُصلُّونَ عليهم, ويستغفرونَ لهم, ويدعون لهم, فذلك قولُ اللهِ تعالى ?فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا } يعني اليهودَ ?وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيٍء إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } [ 22 - 24 : الكهف ] فكان ابنُ عباسٍ, يقولُ : إذا قلتَ شيئًا فلم تقل : إن شاء اللهُ, فقل إذا ذكرتَ إن شاء اللهُ

139 - من فطّرَ صائما كانَ له مثلُ أجرهِ [يعني حديث: خَطبَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في آخرِ يومٍ مِن شَعبانَ فقالَ: أيُّها النَّاسُ قد أظلَّكم شَهْرٌ عظيمٌ، شَهْرٌ مبارَكٌ، شَهْرٌ فيهِ ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شَهْرٍ، جَعلَ اللَّهُ صيامَهُ فريضةً، وقيامَ ليلِهِ تطوُّعًا، مَن تقرَّبَ فيهِ بخصلةٍ منَ الخيرِ، كانَ كَمن أدَّى فريضةً فيما سواهُ، ومن أدَّى فيهِ فريضةً كانَ كمن أدَّى سبعينَ فريضةً فيما سواهُ، وَهوَ شَهْرُ الصَّبرِ، والصَّبرُ ثوابُهُ الجنَّةُ، وشَهْرُ المواساةِ، وشَهْرٌ يزدادُ فيهِ رزقُ المؤمنِ، مَن فطَّرَ فيهِ صائمًا كانَ مَغفرةً لذنوبِهِ وعِتقَ رقبتِهِ منَ النَّارِ، وَكانَ لَهُ مثلُ أجرِهِ من غيرِ أن يُنتَقصَ من أجرِهِ شيءٌ، قالوا: ليسَ كلُّنا نجِدُ ما يفطِّرُ الصَّائمَ، فقالَ: يُعطي اللَّهُ هذا الثَّوابَ من فطَّرَ صائمًا على تَمرةٍ، أو شربةِ ماءٍ، أو مَذقةِ لبنٍ، وَهوَ شَهْرٌ أوَّلُهُ رحمةٌ، وأوسطُهُ مغفرةٌ، وآخرُهُ عتقٌ منَ النَّارِ، مَن خفَّفَ عن مَملوكِهِ غَفرَ اللَّهُ لَهُ، وأعتقَهُ منَ النَّارِ، واستَكْثِروا فيهِ من أربعِ خصالٍ: خَصلتينِ تُرضونَ بِهِما ربَّكم، وخَصلتينِ لا غنًى بِكُم عنهما، فأمَّا الخَصلتانِ اللَّتانِ تُرضونَ بِهِما ربَّكم: فشَهادةُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وتستَغفرونَهُ، وأمَّا اللَّتانِ لا غنًى بِكُم عنهما: فتسألونَ اللَّهَ الجنَّةَ، وتَعوذونَ بِهِ منَ النَّارِ، ومَن أشبعَ فيهِ صائمًا سقاهُ اللَّهُ من حَوضي شربةً لا يَظمأُ حتَّى يدخُلَ الجنَّةَ]
خلاصة حكم المحدث : [فيه] إياس بن أبي إياس، قال العقيلي: مجهول
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : لسان الميزان
الصفحة أو الرقم : 2/232
التصنيف الموضوعي: إجارة - الحث على الحلال واجتناب الحرام صيام - فضل الصيام صيام - من فطر صائما ملائكة - أعمال الملائكة إحسان - الحث على الأعمال الصالحة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

140 - لمَّا أمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالناقوسِ يُضرَبُ به للناسِ للجمْعِ في الصلاةِ، طاف بي وأنا نائمٌ رجُلٌ معه ناقوسٌ، فقلتُ: يا عبدَ اللهِ، أتَبيعُ الناقوسَ؟ قال: فقال: ما تصنَعُ به؟ فقلتُ: لجمْعِ الناسِ إلى الصَّلاةِ، قال: فقال: أَلَا أدُلُّكَ على خيرٍ مِن ذلك؟ فقلتُ: بلى، قال: تقولُ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الفلاحِ ، حيَّ على الفلاحِ ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، قال: ثم استأخَرَ عنِّي غيرَ بعيدٍ، فقال: تقولُ إذا أُقِيمَتِ الصَّلاةُ: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، أشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الفلاحِ ، قد قامَتِ الصَّلاةُ، قد قامَتِ الصَّلاةُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ، قال: فلمَّا استيقظتُ أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخبرتُه بما رأيتُ، فقال: إنَّها لَرؤيا حقٍّ إنْ شاءَ اللهُ؛ فقُمْ مع بلالٍ، فألقِها عليه فليؤذِّنْ بها؛ فإنه أندَى صوتًا منك، قال: فقمتُ مع بلالٍ، فجعل يؤذِّنُ وأُلقي عليه، قال: فسمِعَ بذلك عمرُ بنُ الخطَّابِ وهو في بيتِه؛ فخرج يجُرُّ رِداءَه، فقال: والذي بعثَكَ بالحقِّ، لقد رأيتُ مِثلَ ما أُرِيَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فلِلَّهِ الحمدُ.

141 - أنَّ ابنَ عبَّاسٍ غزا معَ معاويةَ الصَّائفَةَ فمرُّوا بالكهفِ الذي ذكَر اللَّهُ في القرآنِ فقال معاويةُ: أريدُ أن أكشِفَ عنهُم فمنعَهُ ابنُ عبَّاسٍ فصمَّم وبعثَ ناسًا فبعث اللَّهُ ريحًا فأخرجَتْهم قال: فبلغَ ابنَ عبَّاسٍ فقال: إنَّهم كانوا في مملكةِ جبَّارٍ يعبدُ الأوثانَ فلمَّا رأَوا ذلك خرجوا منها فجمَعهم اللَّهُ على غيرِ ميعادٍ فأخذَ بعضُهم على بعضٍ العهودَ والمواثيقَ فجاء أهاليهم يطلبونَهم ففقدوهم فأخبَروا الملِكَ فأمرَ بكتابةِ أسمائِهِم في لوحٍ من رَصاصٍ وجعلَهُ في خِزانتِهِ فدخلَ الفِتيةُ الكهفَ فضربَ اللَّهُ على آذانِهِم فناموا فأرسلَ اللَّهُ مَن يقلِّبُهم وحوَّلَ الشمسَ عنهُم فلو طلعَت عليهم لأحرقَتْهم ولولا أنَّهم يُقلَّبونَ لأكلتهُمُ الأرضُ ثم ذهبَ ذلك الملِكُ وجاء آخَرُ فكسَر الأوثانَ وعبدَ اللَّهَ وعدل فبعثَ اللَّهُ أصحابَ الكهفِ فأرسلوا واحدًا منهُم يأتيهم بما يأكلونَ فدخل المدينةَ مُستخفِيًا فرأى هيئةً وناسًا أنكرَهم لطولِ المدَّةِ فدفع درهمًا إلى خبَّازٍ فاستنكر ضربَه وهمَّ بأن يرفعَهُ إلى الملِكِ فقال أتخوِّفُني بالملِكِ وأبي دِهقانُهُ فقال: مَن أبوكَ؟ قال: فلانٌ. فلم يعرِفهُ فاجتمَع النَّاسُ فرفعوه إلى الملِكِ فسألَهُ فقال عليَّ باللَّوحِ وكان قد سَمِعَ به فسَمَّى أصحابَهُ فعرَفَهم مِن اللَّوحِ فكبَّرَ النَّاسُ وانطلَقوا إلى الكهفِ وسبقَ الفتى لِئلَّا يخافوا مِن الجيشِ فلمَّا دخَل عليهِم عمَّى اللَّهُ على الملِكِ ومَن معَهُ المكانَ فلم يدرِ أينَ يذهبُ الفتَى فاتَّفق رأيُهم على أن يبنوا عليهِم مسجِدًا فجعلوا يستغفِرونَ لَهُم ويدعون لَهُم

142 - جاء ابْنُ سَلامٍ رضيَ اللهُ عنهُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ، إنِّي سائِلُكَ عن خِصالٍ لمْ يُطْلِعِ اللهُ – تعالى – عليْها أحدًا غيرَ مُوسَى بنِ عِمْرَانَ – عليهِ السلامُ –فإنْ كُنْتَ تعلمُها فهوَ ذَاكَ، وإِلا فهوَ شيءٌ خَصَّ اللهُ – تعالى – بهِ مُوسَى بنَ عِمْرَانَ – عليهِ السلامُ – فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : يا ابنَ سَلامٍ، إنْ شِئْتَ أخبرْتُكَ. فقال : أَخْبَرَنِي، فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إِنَّ الملائكةَ المقربينَ لمْ يُحِيطُوا بِخَلْقِ العرشِ، ولا عِلْمَ لهُمْ بهِ، ولا حملَتَهُ الذينَ يَحْمِلونَهُ، وإنَّ اللهَ – تعالى – لمَّا خلقَ السَّماوَاتِ والأرضَ قالتِ الملائكةُ : رَبَّنا، هل خَلَقْتَ خَلْقًا أَعْظَمَ مِنَ السمواتِ والأرضِ ؟ قال : نَعَمْ، البِحارُ، قالوا : هل خَلَقْتَ خَلْقًا أَعْظَمَ مِنَ البِحارِ ؟ قال : نَعَمْ، العرشُ، قالوا : هل خَلَقْتَ خَلْقًا هو أَعْظَمُ مِنَ العرشِ ؟ قال : نَعَمْ، العَقْلُ، قالوا : رَبَّنا ما بَلَغَ من قدرِ العَقْلِ وخلقِهِ ؟ قال : هَيْهاتَ لا يُحاطُ بِعلمِهِ، قال : هل لَكُمْ عِلْمٌ بِعَدَدِ الرَّمْلِ ؟ قالوا : لا، قال : فإنِّي خَلَقْتُ العَقْلَ أَصْنافًا شَتَّى كَعَدَدِ الرَّمْلِ، فَمِنَ الناسِ مَنْ أُعْطِيَ من ذلكَ حَبَّةً واحدةً، وبَعْضُهُمُ الحَبَّتَيْنِ والثَّلاثَ والأربعَ، ومِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ فَرَقًا، ومِنْهُمْ من أعطي وسقا، ومِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ وسْقًا، ومِنْهُمْ مَنْ أُعْطِيَ وسْقَيْنِ، وبعضُهمْ أُعْطِيَ أكثرَ من ذلكَ، كذلكَ إلى ما شاءَ اللهُ مِنَ التَّضْعِيفِ، فقال ابْنُ سَلامٍ رضيَ اللهُ عنهُ : فمَنْ أولئكَ يا رسولَ اللهِ ؟ قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : العُمَّالُ بِطَاعَةِ اللهِ – تعالى – على قدرِ أَعْمالِهِمْ، وجِدِّهِمْ، ويَقِينِهِمْ، فَالنُّورُ الذي جعلَهُ اللهُ – تعالى – في عقولِهِمْ وفَهْمِهِمْ في ذلكَ كلِّهِ على قدرِ الذي آتَاهُمْ، فَبِقدرِ ذلكَ يَعْمَلُ ( العَامِلُ ) مِنْهُمْ، ويَرْتَفِعُ في الدَّرَجَاتِ ، فقال ابْنُ سَلامٍ رضيَ اللهُ عنهُ : والذي بعثَكَ بِالهُدَى ودِينِ الحَقِّ، ما [ خرمْتُ ] حرفًا واحدًا مِمَّا وجَدْتُ في التوراةِ، وإِنَّ مُوسَى – عليهِ السلامُ – أولُ مَنْ وصَفَ هذه الصِّفَةَ، وأنتَ الثَّانِي، فقال رسولُ اللهِ : صَدَقْتَ يا ابنَ سَلامٍ

143 - بَلَغَ عمرَ بنَ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ سعدًا رَضِيَ اللهُ عنه اتَّخَذَ بابًا، ثمَّ قال: (انقطَعَ) الصُّوَيْتُ، فبعَثَ إلى مُحمَّدِ بنِ مَسْلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ فأتاهُ، فقال: انطلِقْ إلى سعدٍ فأَحْرِقْ بابَهُ، ثمَّ خُذْ بيدِهِ وأَخرِجْهُ إلى النَّاسِ، وقُلْ: هاهُنا فاقعُدْ للنَّاسِ، قال: فبعَثَ مُحمَّدٌ غلامَهُ مكانَهُ إلى منزلِهِ، فأمَرَهُ أنْ يأتيَهُ براحِلَتَيْنِ وزادٍ مِن عندِ أهلِهِ، وانطلَقَ يمشي قِبَلَ الكوفةِ، حتَّى قَدِمَ جَبَّانةَ الكوفةِ، فرأى نَبَطِيًّا يدخُلُ الكوفةَ بقَصَبٍ على حِمارٍ يَبيعُهُ، فابتاعَهُ منه، وشرَطَ عليه أنْ يُلقيَهُ عندَ بابِ الأميرِ، فجاء حتَّى أَلْقى قَصَبَهُ عندَ بابِ الأميرِ، فأَوْرى زَنْدَهُ، فأُتِيَ سعدٌ فقيل: إنَّ هاهُنا رجُلًا أَسْوَدَ طويلًا عظيمًا، بينَ إزارٍ ورِداءٍ، عليه عِمامةٌ خُرْقانيَّةٌ على غيرِ قَلَنْسُوَةٍ، فقال: ذاكَ مُحمَّدُ بنُ مَسْلَمةَ، دَعُوهُ حتَّى يَبْلُغَ حاجتَهُ لا يَعرِضْ له إنسانٌ بشيءٍ، فأَحرَقَ البابَ حتَّى صار فَحْمًا، ثمَّ خرَجَ إليه سعدٌ، فسألَهُ وحَلَفَ باللهِ ما تَكَلَّمَ بالكلمةِ التي بَلَغَتْ أميرَ المؤمِنينَ، ولقد بَلَّغَهُ كاذِبٌ، قال: فعَرَضَ عليه المنزِلَ لِيَدْخُلَ، فأَبَى، وانصرَفَ مكانَهُ راجِعًا، قال: فأَتبَعَهُ سعدٌ بزادِهِ، [فرَدَّهُ] مع رسولِهِ، وقال: ارجِعْ بطعامِكَ إلى صاحبِكَ؛ فإنَّ له عيالًا، وإنَّ معنا فَضلةً مِن زادِنا، قال: فسارَا فأَرْمَلَا أيَّامًا، فكان أوَّلُ ما أَدْرَكْنا مِنَ الإنسِ امرأةً في غَنَمٍ، فقام مُحمَّدُ بنُ مَسْلَمةَ يُصَلِّي، وانطلَقَ الغلامُ حتَّى بايَعَ صاحبةَ الغَنَمِ بشاةٍ صغيرةٍ مِن غَنَمِها بعِصابةٍ كانتْ عليه، فصَرَعَها يُريدُ أنْ يَذْبَحَها، ومُحمَّدٌ قائِمٌ يُصَلِّي، فأشارَ إليه أنْ لا تَذْبَحْها، فلمَّا فَرَغَ قال: ما هذهِ الشَّاةُ؟ فإنْ كان في الغَنَمِ صاحِبُها فبايِعْهُ أو سَلَّمَ بَيْعَ الأَمَةِ فأَقْبِلْ بها، وإنْ كانتْ إنَّما هي راعيةٌ فرُدَّهَا؛ فإنَّ الجوعَ خيرٌ مِن مَأكَلِ السُّوءِ، قال: ثمَّ سار حتَّى قَدِمَ على عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه، فأخبَرَهُ بالذي كان، وبما أَتْبَعَهُ سعدٌ فرَدَّهُ مع رسولِهِ، فقال عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عنه: ما مَنَعَكَ أنْ تَقْبَلَ مِنهُ؟

144 - عن مجاهدٍ قال : كنتُ نازلًا على عبدِ اللهِ بنِ عمرَ في سفَرٍ، فلما كان ذاتَ ليلةٍ قال لغلامِه : انظرْ طلعتِ الحمراءُ ؟ لا مرحبًا بها ولا أهلًا ولا حياها اللهُ، هي صاحبةُ الملكينِ، قالت الملائكةُ : ربِّ كيفَ تدعُ عصاةَ بنِي آدمَ وهم يسفكون الدمَ الحرامَ، وينتهكون محارمَك، ويُفسدون في الأرضِ ؟ فقال : إني قد ابتليتُهم، فلعلِّي إن ابتليتُكم بمثلِ الذي ابتليتُهم به فعلتم كالذي يفعلون ؟ قالوا : لا. قال : فاختاروا من خيارِكم اثنينِ، فاختاروا هاروتَ وماروتَ، فقال لهما : إني مُهبِطُكما إلى الأرضِ، وأعهدُ إليكما : أن لا تشرِكا بي شيئًا، ولا تزنِيا، ولا تخونا، فأُهبِطا إلى الأرضِ، وألقَى عليهما الشبقَ، وأُهبِطت لهما الزهرةُ في أحسنِ صورةِ امرأةٍ، فتعرَّضت لهما، فأراداها عن نفسِها، فقالت : إني على دينٍ لا يصلحُ لأحدٍ أن يأتِيَني إلا إن كان على مثلِه. فقالا وما ذلك ؟ قالت : المجوسيةِ. قالا : الشركُ هذا لا نقربُه. فسكتت عنهما ما شاء اللهُ، ثم تعرَّضت لهما، فأراداها عن نفسِها، فقالت : ما شئتما غيرَ أن لي زوجًا، وأنا أكرهُ أن يطَّلِعَ على هذا منِّي فأُفتَضحَ، فإن أقررتُما بدينِي، وشرطتما لي أن تُصعِدَاني إلى السماءِ فعلت، فأقراها وأتياها، ثم صعدا بها، فلما انتهيا بها اختُطِفَت منهما وقُطِّعَت أجنحتُهما، فوقعها يبكيانِ، وفي الأرض نبيٌّ يدعو بينَ الجمعتينِ، فإذا كان يومَ الجمعةِ أجيبَ، فقالا : لو أتينا فلانًا فسألناه أن يطلبَ لنا التوبةَ، فأتياه، فقال : رحِمكما اللهُ كيفَ يطلبُ أهلُ الأرضِ لأهلِ السماءِ ؟ فقالا : إنا قد ابتُلينا . قال : إئتياني، فقال : اختاروا قد خُيِّرتُما، إن أحببتما معاقبةَ الدنيا وأنتما في الآخرةِ على حكمِ اللهِ، وإن أحببتما عذابَ الآخرةِ، فقال أحدُهما : الدنيا لم يمضِ منها إلا قليلٌ، وقال الآخرُ : ويحَك إني قد أطعتُك في الأمرِ فأطعْني الآنَ، إن عذابًا يفنَى ليس كعذابٍ يبقَى، فقال أما تخشَى أن يُعذِّبَنا في الآخرةِ ؟ فقال : لا إني لأرجو إن علِم اللهُ إنا قد اخترنا عذابَ الدنيا مخافةَ عذابِ الآخرةِ أن لا يجمعَهما علينا، فاختاروا عذابَ الدنيا فجُعِلا في بَكَراتٍ من حديدٍ في قليبٍ مملوءةٍ من نارٍ؟عاليها وسافلَها

145 - [قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا ابن ثماني سنين، فانطلقت بي أمي إليه فقالت: يا رسول الله، إنه ليس أحد من الأنصار إلا وقد أتحفك بهدية، وإني لم أجد شيئا أتحفك به غير ابني هذا، فأحب أن تقبله مني يخدمك ما بدا لك. قال أنس: فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، ما ضربني ضربة، ولا سبني سبة قط، ولا انتهرني قط، ولا عبس في وجهي قط، وقال: ‌يا ‌بني] اكتُمْ سرِّي تكُنْ مُؤمنًا [قال: وكانت أمي تسألني عن الشيء من سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا أخبرها به، وإن كان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألنني عن سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخبرت به، وما أنا بمخبر سر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا حتى أموت. قال: وقال: يا بني عليك بإسباغ الوضوء يزد في عمرك، ويحبك حافظاك. يا بني بالغ في غسلك من الجنابة، فإنك تخرج من مغتسلك وليس عليك ذنب ولا خطيئة. قلت: يا رسول الله، وما المبالغة في الغسل؟ قال: أن تبل أصول الشعر، وتنقي البشرة، يا بني، كن إن استطعت أن تكون على وضوء فافعل، فإنه من أتاه ملك الموت وهو على وضوء أعطى الشهادة، يا بني، إن استطعت أن لا تزال تصلي، فإن الملائكة تصلي عليك ما دمت تصلي، يا بني، إياك والالتفات في الصلاة فإنها هلكة. يا بني، إذا ركعت فارفع يديك عن جنبيك، وضع كفيك على ركبتيك. يا بني، إذا رفعت رأسك من الركوع فأمكن كل عضو موضعه، فإن الله تعالى لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه في ركوعه وسجوده. يا بني إذا قعدت بين السجدتين فابسط ظهور قدمك على الأرض، وضع إليتيك على عقبيك، فإن ذلك من سنتي، ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة، ولا تقع كما يقعي الكلب، ولا تنقر كما ينقر الديك. يا بني، إذا خرجت من منزلك فلا يقعن بصرك على أحد من أهل القبلة إلا سلمت عليه. فإنك ترجع وقد زاد في حسناتك يا بني إن استطعت أن تمسي وتصبح وليس في قلبك غش لأحد فافعل، فإنه أهون عليك في الحساب. يا بني، إن حفظت وصيتي فلا يكون شيء أحب إليك من الموت]

146 - خَطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم... فذكَرَ الحديثَ، وفيه:... مَن نكَحَ امرأةً في دُبُرِها، أو رجُلًا، أو صَبِيًّا؛ حُشِرَ يومَ القيامةِ وهو أَنْتَنُ مِنَ الجِيفةِ يَتأذَّى به النَّاسُ حتَّى يدخُلَ جهنَّمَ، وأحبَطَ اللهُ أجْرَهُ، ولا يقبَلُ اللهُ منه صَرْفًا ولا عَدْلًا ، ويدخُلُ في تابُوتٍ مِن نارٍ، وتُسَلَّطُ عليه مساميرُ مِن حديدٍ حتَّى تُشْبَكَ تلكَ المَساميرُ في جَوْفِهِ، فلو وُضِعَ عِرْقٌ مِن عُروقِهِ على أربعِ مِئةِ (أُمَّةٍ) لَماتوا جميعًا، وهو مِن أشدِّ أهلِ النَّارِ عذابًا يومَ القيامةِ، ومَن زنا بامرأةٍ مسلِمةٍ أو غيرِ مسلِمةٍ حرَّةٍ أوْ أَمَةٍ، فُتِحَ عليه في قبرِهِ ثلاثُ مِئةِ ألْفِ بابٍ مِنَ النَّارِ، تخرُجُ عليه منها حَيَّاتٌ وعَقاربُ وشُهُبٌ مِنَ النَّارِ، فهو يُعذَّبُ إلى يومِ القيامةِ بتلكَ النَّارِ مع ما يَلْقَى مِن تلكَ الحَيَّاتِ والعَقاربِ، ويُبعَثُ يومَ القيامةِ يَتأذَّى النَّاسُ (بقَرْحِهِ)، ويُعرَفُ بذلكَ حتَّى يدخُلَ النَّارَ، ويَتأذَّى به أهلُ النَّارِ مع ما هُمْ فيهِ مِنَ العذابِ. إنَّ اللهَ تعالى حرَّمَ المَحارِمَ، وليس أحدٌ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ تعالى، ومِن غَيْرَتِهِ حرَّمَ الفواحشَ وحَدَّ الحُدودَ، ومَن صافَحَ امرأةً حرامًا جاء يومَ القيامةِ مغلولةً يَداهُ إلى عُنُقِهِ، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ، وإنْ فاكَهَها حُبِسَ على كلِّ كلمةٍ كلَّمَها في الدُّنيا ألفَ عامٍ، والمرأةُ إذا طاوَعَتِ الرَّجُلَ فالتَزَمَها أوْ قَبَّلَها أو باشَرَها أو فاكَهَها أو واقَعَها فعليها مِنَ الوِزْرِ مِثْلُ ما على الرَّجُلِ، فإنْ غَلَبَها الرَّجُلُ على نفْسِها كان عليه وِزْرُهُ ووِزْرُها، ومَن رَمَى مُحْصَناتٍ أوْ مُحْصَنَةٍ حَبِطَ عملُهُ، وجُلِدَ يومَ القيامةِ [سبعينَ] ألفًا مِن بينِ يدَيْهِ ومِن خَلْفِهِ، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ، ومَن شَرِبَ الخمرَ في الدُّنيا سَقاهُ اللهُ تعالى مِن سُمِّ الأَساوِدِ وسُمِّ العَقارِبِ شَرْبةً يتساقَطُ لَحْمُ وجهِهِ في الإناءِ قَبلَ أنْ يشرَبَها، فإذا شَرِبَها تَفَسَّخَ لَحْمُهُ وجِلْدُهُ كالجِيفةِ يَتأذَّى به أهلُ الجَمْعِ، ثمَّ يُؤْمَرُ به إلى النَّارِ، ألَا وشارِبُها وعاصِرُها ومُعتَصِرُها وبائِعُها ومُبتاعُها وحامِلُها والمحمولةُ إليهِ وآكِلُ ثَمنِها سواءٌ في إثمِها وعارِها، ولا يُقبَلُ منهم صيامٌ ولا حَجٌّ ولا عُمرةٌ حتَّى يَتوبَ، فإنْ مات قَبلَ أنْ يَتوبَ منها كان حقًّا على اللهِ تعالى أنْ يَسقيَهُ بكلِّ جَرْعةٍ شَرِبَها في الدُّنيا شَربةً مِن صَديدِ جهنَّمَ، ألَا وكلُّ مُسْكِرٍ خمرٌ، وكلُّ مُسْكِرٍ حرامٌ، ومَن قاوَدَ بينَ رجُلٍ وامرأةٍ حرامًا حرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ، ومَأْواهُ النَّارُ وساءَتْ مصيرًا، ومَن وَصَفَ امرأةً لرَجلٍ فذكَرَ له جمالَها وحُسْنَها حتَّى افتَتَنَ بها، فأصابَ منها حاجةً، خرَجَ مِنَ الدُّنيا مغضوبًا عليه، ومَن غَضِبَ اللهُ عليه غَضِبَتْ عليه السَّمواتُ السَّبْعُ والأَرَضونَ السَّبْعُ، وكان عليه مِنَ الوِزْرِ مِثْلُ الذي (أصابَها)، قُلْنا: فإنْ تابَا وأصْلَحَا؟ قال: قُبِلَ منهما، ولا يُقْبَلُ مِنَ الذي وَصَفَها، ومَن فَجَرَ بامرأةٍ ذاتِ بَعْلٍ انفَجَرَ مِن فَرْجِها وادٍ مِن صديدٍ مسيرةَ خمسِ مِئةِ عامٍ، يَتأذَّى به أهلُ النَّارِ مِن نَتْنِ ريحِهِ، وكان مِن أَشَدِّ النَّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ، ومَن قَدَرَ على امرأةٍ أو جاريةٍ حَرامًا فتَرَكَها للهِ عزَّ وجلَّ مخافةً مِنهُ أَمَّنَهُ اللهُ تعالى مِنَ الفَزَعِ الأكبرِ، وحرَّمَهُ على النَّارِ، وأدخَلَهُ الجنَّةَ، فإنْ واقَعَها حرامًا حَرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ، وأدخَلَهُ النَّارَ.

147 - حديثُ عائشَةَ في صِفةِ القبورِ الثَّلاثَةِ أبو بكرٍ عن يمينِهِ وعمرُ عن يسارِهِ [يعني حديث: ما مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على بابي يومًا قَطُّ إلا قد قال الكلمةَ تقرُّ بها عيني، قالتْ : فمرَّ يومًا فلم يكلِّمْني ومرَّ منَ الغدِ فلم يكلِّمْني قالتْ : ومرَّ منَ الغدِ فلم يكلِّمْني، قلتُ : قد وجَد عليَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في شيءٍ قالتْ : فعصَبتُ رأسي وصغرتُ وجهي وألقيتُ وسادةً قبالةَ بابِ الدارِ فجنحتُ عليها قالتْ : فمرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنظَر إليَّ فقال : ما لكِ يا عائشةُ ؟ قالتْ : قلتُ : يا رسولَ اللهِ اشتكيتُ وصدعتُ قال : فقولي : بل أنا وارَأساه قالتْ : فما لبِث إلا قليلًا حتى أُتيتُ به يُحمَلُ في كساءٍ قالتْ : فمرَّضتُه ولم أُمَرِّضْ مريضًا قَطُّ، ولا رأيتُ ميتًا قَطُّ قالتْ : فرفَع رأسَه فأخَذتُه وأسنَدتُه إلى صدري قالتْ : فدخَل أسامةُ بنُ زيدٍ وبيدِه سِواكُ أراكٍ رطْبٍ، قالتْ : فلحَظ إليه قالتْ : فظنَنتُ أنه يريدُه، فأخَذتُه فنكثتُه بفي فدفَعتُه إليه قالتْ : فأخَذه وأهواه إلى فيه قالتْ : فخفَقَتْ يدُه فسقَط مِن يدِه، ثم أقبَل بوجهِه إليَّ حتى إذا كان فاه في ثغرةِ نحري سال مِن فيه نقطةٌ باردةٌ اقشَعَرَّ منها جِلدي، وثار ريحُ المسكِ في وجهي، فمال رأسُه فظنَنتُ أنه غُشي عليه قالتْ فأخَذتُه فنوَّمتُه على الفراشِ وغطَّيتُ وجهَه، قالتْ فدخَل أبي أبو بكرٍ فقال : كيف تَرينَ ؟ فقلتُ : غُشي عليه فدَنا منه فكشَف عن وجهِه فقال : يا غشياه ما أكون هذا الغشي، ثم كشَف عن وجهِه فعرَف الموتَ، فقال : إنا للهِ وإنا إليه راجِعونَ ثم بَكى فقلتُ : في سبيلِ اللهِ انقطاعُ الوحيِ ودخولُ جبريلَ بيتي ثم وضَع يدَيه على صدغَيه، ووضَع فاه على جبهتِه، فبَكى حتى سالَتْ دموعُه على وجهِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثم غطَّى وجهَه وخرَج إلى الناسِ وهو يَبكي، فقال : يا معشرَ المسلمينَ هل عندَ أحدٍ منكم عهدٌ بوفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قالوا : لا واللهِ ثم أقبَل على عُمرَ، فقال : يا عُمرُ أعندَكَ عهدٌ بوفاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال : لا, قال : والذي لا إلهَ غيرُه لقد ذاق طعمَ الموتِ وقد قال لهم : إني ميتٌ وإنكم ميتونَ فضَجَّ الناسُ وبكَوا بكاءً شديدًا، ثم خَلُّوا بينه وبين أهلِ بيتِه فغسله عليُّ بنُ أبي طالبٍ، وأسامةُ بنُ زيدٍ يصبُّ عليه الماءَ فقال عليٌّ : ما نَسيتُ منه شيئًا لم أغسلْه إلا قُلِب لي حتى أراه عليه، فأغسلُه مِن غيرِ أن أرى أحدًا حتى فرَغتُ منه ثم كفَّنوه ببُردٍ يَمانيٍّ أخضرَ وريطتينِ قد نيل منهما، ثم غسلا ثم أُضجِع على السريرِ ثم أذِنوا للناسِ، فدخَلوا عليه فوجًا فوجًا يصلُّونَ عليه بغيرِ إمامٍ حتى لم يبقَ أحدٌ بالمدينةِ حرٌّ، ولا عبدٌ إلا صلَّى عليه ثم تشاجَروا في دفنِه أين يُدفَنُ ؟ فقال بعضُهم : عندَ العودِ الذي كان يمسِكُ بيدِه وتحتَ منبرِه وقال بعضُهم : بالبقيعِ حيث كان يَدفِنُ موتاه، فقالوا : لا نفعلُ ذلك إذًا لا يزالُ عبدُ أحدِكم ووليدتُه قد غضِب عليه مولاه فيلوذُ بقبرِه فتكونُ سُنَّةً فاستقام رأيُهم أن يُدفَنَ في بيتِه تحتَ فراشِه حيث قُبِض روحُه فلما مات أبو بكرٍ دُفِن معه فلما حَضَر عُمرَ بنُ الخطَّابِ الموتُ أَوصى قال : إذا أنا مِتُّ فاحمِلوني إلى بابِ بيتَ عائشةَ فقولوا لها : هذا عُمرُ بنُ الخطَّابِ يُقرِئُكِ السلامَ، ويقولُ : أدخُلُ أو أخرُجُ ؟ قالتْ : فسكتَتْ ساعةً، ثم قالتْ : أدخِلوه فادفِنوه معه, أبو بكرٍ عن يمينِه وعُمرُ عن يسارِه قالتْ : فلما دُفِن عُمرُ أخذتُ الجلبابَ فتجَلبَبتُ به قال : فقيل لها : ما لكِ وللجلبابِ ؟! قالتْ : كان هذا زوجي وهذا أبي فلما دُفِن عُمرُ تجَلبَبتُ]

148 - حديثُ مقتلِ عمرَ..... فطارَ العِلجُ بسكِّينٍ هو أبو لؤلؤةَ فيروزُ غلامُ المغيرةِ بنِ شعبةٍ...... حتَّى طعَن ثلاثةَ عشرَ رجلًا مات منهم سبعةٌ منهم الكُليَبُ بن البُكيرِ اللَّيثِيُّ [يعني حديث: رَأَيْتُ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه قَبْلَ أنْ يُصَابَ بأَيَّامٍ بالمَدِينَةِ، وقَفَ علَى حُذَيْفَةَ بنِ اليَمَانِ وعُثْمَانَ بنِ حُنَيْفٍ، قَالَ: كيفَ فَعَلْتُمَا؟ أتَخَافَانِ أنْ تَكُونَا قدْ حَمَّلْتُما الأرْضَ ما لا تُطِيقُ؟ قَالَا: حَمَّلْنَاهَا أمْرًا هي له مُطِيقَةٌ، ما فِيهَا كَبِيرُ فَضْلٍ، قَالَ: انْظُرَا أنْ تَكُونَا حَمَّلْتُما الأرْضَ ما لا تُطِيقُ، قَالَ: قَالَا: لَا، فَقَالَ عُمَرُ: لَئِنْ سَلَّمَنِي اللَّهُ، لَأَدَعَنَّ أرَامِلَ أهْلِ العِرَاقِ لا يَحْتَجْنَ إلى رَجُلٍ بَعْدِي أبَدًا، قَالَ: فَما أتَتْ عليه إلَّا رَابِعَةٌ حتَّى أُصِيبَ، قَالَ: إنِّي لَقَائِمٌ ما بَيْنِي وبيْنَهُ إلَّا عبدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ غَدَاةَ أُصِيبَ، وكانَ إذَا مَرَّ بيْنَ الصَّفَّيْنِ، قَالَ: اسْتَوُوا، حتَّى إذَا لَمْ يَرَ فِيهِنَّ خَلَلًا تَقَدَّمَ فَكَبَّرَ، ورُبَّما قَرَأَ سُورَةَ يُوسُفَ، أوِ النَّحْلَ، أوْ نَحْوَ ذلكَ في الرَّكْعَةِ الأُولَى حتَّى يَجْتَمِعَ النَّاسُ، فَما هو إلَّا أنْ كَبَّرَ، فَسَمِعْتُهُ يقولُ: قَتَلَنِي -أوْ أكَلَنِي- الكَلْبُ، حِينَ طَعَنَهُ، فَطَارَ العِلْجُ بسِكِّينٍ ذَاتِ طَرَفَيْنِ، لا يَمُرُّ علَى أحَدٍ يَمِينًا ولَا شِمَالًا إلَّا طَعَنَهُ، حتَّى طَعَنَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا، مَاتَ منهمْ سَبْعَةٌ، فَلَمَّا رَأَى ذلكَ رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ طَرَحَ عليه بُرْنُسًا، فَلَمَّا ظَنَّ العِلْجُ أنَّه مَأْخُوذٌ نَحَرَ نَفْسَهُ، وتَنَاوَلَ عُمَرُ يَدَ عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ فَقَدَّمَهُ، فمَن يَلِي عُمَرَ فقَدْ رَأَى الذي أرَى، وأَمَّا نَوَاحِي المَسْجِدِ فإنَّهُمْ لا يَدْرُونَ، غيرَ أنَّهُمْ قدْ فَقَدُوا صَوْتَ عُمَرَ، وهُمْ يقولونَ: سُبْحَانَ اللَّهِ! سُبْحَانَ اللَّهِ! فَصَلَّى بهِمْ عبدُ الرَّحْمَنِ صَلَاةً خَفِيفَةً، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: يا ابْنَ عَبَّاسٍ، انْظُرْ مَن قَتَلَنِي، فَجَالَ سَاعَةً ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: غُلَامُ المُغِيرَةِ، قَالَ: الصَّنَعُ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ! لقَدْ أمَرْتُ به مَعْرُوفًا، الحَمْدُ لِلَّهِ الذي لَمْ يَجْعَلْ مِيتَتي بيَدِ رَجُلٍ يَدَّعِي الإسْلَامَ، قدْ كُنْتَ أنْتَ وأَبُوكَ تُحِبَّانِ أنْ تَكْثُرَ العُلُوجُ بالمَدِينَةِ -وكانَ العَبَّاسُ أكْثَرَهُمْ رَقِيقًا- فَقَالَ: إنْ شِئْتَ فَعَلْتُ -أيْ: إنْ شِئْتَ قَتَلْنَا- قَالَ: كَذَبْتَ، بَعْدَما تَكَلَّمُوا بلِسَانِكُمْ، وصَلَّوْا قِبْلَتَكُمْ، وحَجُّوا حَجَّكُمْ! فَاحْتُمِلَ إلى بَيْتِهِ، فَانْطَلَقْنَا معهُ وكَأنَّ النَّاسَ لَمْ تُصِبْهُمْ مُصِيبَةٌ قَبْلَ يَومَئذٍ، فَقَائِلٌ يقولُ: لا بَأْسَ، وقَائِلٌ يقولُ: أخَافُ عليه، فَأُتِيَ بنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ، فَخَرَجَ مِن جَوْفِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بلَبَنٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِن جُرْحِهِ، فَعَلِمُوا أنَّه مَيِّتٌ، فَدَخَلْنَا عليه، وجَاءَ النَّاسُ، فَجَعَلُوا يُثْنُونَ عليه، وجَاءَ رَجُلٌ شَابٌّ، فَقَالَ: أبْشِرْ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ ببُشْرَى اللَّهِ لَكَ؛ مِن صُحْبَةِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقَدَمٍ في الإسْلَامِ ما قدْ عَلِمْتَ، ثُمَّ وَلِيتَ فَعَدَلْتَ، ثُمَّ شَهَادَةٌ، قَالَ: وَدِدْتُ أنَّ ذلكَ كَفَافٌ لا عَلَيَّ ولَا لِي، فَلَمَّا أدْبَرَ إذَا إزَارُهُ يَمَسُّ الأرْضَ، قَالَ: رُدُّوا عَلَيَّ الغُلَامَ، قَالَ: يا ابْنَ أخِي، ارْفَعْ ثَوْبَكَ؛ فإنَّه أبْقَى لِثَوْبِكَ، وأَتْقَى لِرَبِّكَ. يا عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ، انْظُرْ ما عَلَيَّ مِنَ الدَّيْنِ، فَحَسَبُوهُ فَوَجَدُوهُ سِتَّةً وثَمَانِينَ ألْفًا أوْ نَحْوَهُ، قَالَ: إنْ وَفَى له مَالُ آلِ عُمَرَ، فأدِّهِ مِن أمْوَالِهِمْ، وإلَّا فَسَلْ في بَنِي عَدِيِّ بنِ كَعْبٍ، فإنْ لَمْ تَفِ أمْوَالُهُمْ فَسَلْ في قُرَيْشٍ، ولَا تَعْدُهُمْ إلى غيرِهِمْ، فأدِّ عَنِّي هذا المَالَ. انْطَلِقْ إلى عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، فَقُلْ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ، ولَا تَقُلْ: أمِيرُ المُؤْمِنِينَ؛ فإنِّي لَسْتُ اليومَ لِلْمُؤْمِنِينَ أمِيرًا، وقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ أنْ يُدْفَنَ مع صَاحِبَيْهِ، فَسَلَّمَ واسْتَأْذَنَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَالَ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ السَّلَامَ، ويَسْتَأْذِنُ أنْ يُدْفَنَ مع صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، ولَأُوثِرَنَّ به اليومَ علَى نَفْسِي، فَلَمَّا أقْبَلَ، قيلَ: هذا عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ قدْ جَاءَ، قَالَ: ارْفَعُونِي، فأسْنَدَهُ رَجُلٌ إلَيْهِ، فَقَالَ: ما لَدَيْكَ؟ قَالَ: الذي تُحِبُّ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ؛ أذِنَتْ، قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، ما كانَ مِن شَيءٍ أهَمُّ إلَيَّ مِن ذلكَ، فَإِذَا أنَا قَضَيْتُ فَاحْمِلُونِي، ثُمَّ سَلِّمْ، فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، فإنْ أذِنَتْ لي فأدْخِلُونِي، وإنْ رَدَّتْنِي رُدُّونِي إلى مَقَابِرِ المُسْلِمِينَ، وجَاءَتْ أُمُّ المُؤْمِنِينَ حَفْصَةُ والنِّسَاءُ تَسِيرُ معهَا، فَلَمَّا رَأَيْنَاهَا قُمْنَا، فَوَلَجَتْ عليه، فَبَكَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً. واسْتَأْذَنَ الرِّجَالُ، فَوَلَجَتْ دَاخِلًا لهمْ، فَسَمِعْنَا بُكَاءَهَا مِنَ الدَّاخِلِ، فَقالوا: أوْصِ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، اسْتَخْلِفْ، قَالَ: ما أجِدُ أحَدًا أحَقَّ بهذا الأمْرِ مِن هَؤُلَاءِ النَّفَرِ -أوِ الرَّهْطِ- الَّذِينَ تُوُفِّيَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو عنْهمْ رَاضٍ، فَسَمَّى عَلِيًّا، وعُثْمَانَ، والزُّبَيْرَ، وطَلْحَةَ، وسَعْدًا، وعَبْدَ الرَّحْمَنِ، وقَالَ: يَشْهَدُكُمْ عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، وليسَ له مِنَ الأمْرِ شَيءٌ -كَهَيْئَةِ التَّعْزِيَةِ له- فإنْ أصَابَتِ الإمْرَةُ سَعْدًا فَهو ذَاكَ، وإلَّا فَلْيَسْتَعِنْ به أيُّكُمْ ما أُمِّرَ؛ فإنِّي لَمْ أعْزِلْهُ عن عَجْزٍ ولَا خِيَانَةٍ، وقَالَ: أُوصِي الخَلِيفَةَ مِن بَعْدِي بالمُهَاجِرِينَ الأوَّلِينَ؛ أنْ يَعْرِفَ لهمْ حَقَّهُمْ، ويَحْفَظَ لهمْ حُرْمَتَهُمْ، وأُوصِيهِ بالأنْصَارِ خَيْرًا الَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ والإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ؛ أنْ يُقْبَلَ مِن مُحْسِنِهِمْ، وأَنْ يُعْفَى عن مُسِيئِهِمْ، وأُوصِيهِ بأَهْلِ الأمْصَارِ خَيْرًا؛ فإنَّهُمْ رِدْءُ الإسْلَامِ، وجُبَاةُ المَالِ، وغَيْظُ العَدُوِّ، وأَلَّا يُؤْخَذَ منهمْ إلَّا فَضْلُهُمْ عن رِضَاهُمْ، وأُوصِيهِ بالأعْرَابِ خَيْرًا؛ فإنَّهُمْ أصْلُ العَرَبِ، ومَادَّةُ الإسْلَامِ؛ أنْ يُؤْخَذَ مِن حَوَاشِي أمْوَالِهِمْ، ويُرَدَّ علَى فُقَرَائِهِمْ، وأُوصِيهِ بذِمَّةِ اللَّهِ، وذِمَّةِ رَسولِهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُوفَى لهمْ بعَهْدِهِمْ، وأَنْ يُقَاتَلَ مِن ورَائِهِمْ، ولَا يُكَلَّفُوا إلَّا طَاقَتَهُمْ. فَلَمَّا قُبِضَ خَرَجْنَا به، فَانْطَلَقْنَا نَمْشِي، فَسَلَّمَ عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ، قَالَ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، قَالَتْ: أدْخِلُوهُ، فَأُدْخِلَ، فَوُضِعَ هُنَالِكَ مع صَاحِبَيْهِ، فَلَمَّا فُرِغَ مِن دَفْنِهِ اجْتَمع هَؤُلَاءِ الرَّهْطُ، فَقَالَ عبدُ الرَّحْمَنِ: اجْعَلُوا أمْرَكُمْ إلى ثَلَاثَةٍ مِنكُمْ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: قدْ جَعَلْتُ أمْرِي إلى عَلِيٍّ، فَقَالَ طَلْحَةُ: قدْ جَعَلْتُ أمْرِي إلى عُثْمَانَ، وقَالَ سَعْدٌ: قدْ جَعَلْتُ أمْرِي إلى عبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوْفٍ، فَقَالَ عبدُ الرَّحْمَنِ: أيُّكُما تَبَرَّأَ مِن هذا الأمْرِ، فَنَجْعَلُهُ إلَيْهِ، واللَّهُ عليه والإِسْلَامُ، لَيَنْظُرَنَّ أفْضَلَهُمْ في نَفْسِهِ؟ فَأُسْكِتَ الشَّيْخَانِ، فَقَالَ عبدُ الرَّحْمَنِ: أفَتَجْعَلُونَهُ إلَيَّ؟ واللَّهُ عَلَيَّ ألَّا آلُ عن أفْضَلِكُمْ؟ قَالَا: نَعَمْ، فأخَذَ بيَدِ أحَدِهِما فَقَالَ: لكَ قَرَابَةٌ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والقَدَمُ في الإسْلَامِ ما قدْ عَلِمْتَ، فَاللَّهُ عَلَيْكَ لَئِنْ أمَّرْتُكَ لَتَعْدِلَنَّ، ولَئِنْ أمَّرْتُ عُثْمَانَ لَتَسْمعنَّ ولَتُطِيعَنَّ، ثُمَّ خَلَا بالآخَرِ فَقَالَ له مِثْلَ ذلكَ، فَلَمَّا أخَذَ المِيثَاقَ قَالَ: ارْفَعْ يَدَكَ يا عُثْمَانُ، فَبَايَعَهُ، فَبَايَعَ له عَلِيٌّ، ووَلَجَ أهْلُ الدَّارِ فَبَايَعُوهُ.]
 
150 - أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ توضَّأَ من أثوارِ أقِطٍ ، ثمَّ أَكلَ كَتِفَ شاةٍ، ثمَّ صلَّى ولم يتوضَّأْ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : مختصر زوائد البزار
الصفحة أو الرقم : 1/171
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل اللحم وضوء - ما لا ينقض الوضوء وضوء - أكل الطعام ليس ناقضا للوضوء
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه
 

1 - أنَّهم ذَبَحوا شاةً، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما بَقيَ منها؟ فقالت: ما بَقيَ إلى كَتِفِها، قال: بَقيَ كُلُّها غيرَ كَتِفِها.
خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة]
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : هداية الرواة
الصفحة أو الرقم : 2/297 التخريج : أخرجه الترمذي (2470)، وأحمد (24240)، وابن أبي شيبة (9909) بنحوه.
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل اللحم صدقة - فضل الصدقة والحث عليها
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - عن أبي تميمةَ الهُجَيميِّ : أتيتُ الشَّامَ فإذا أنا برجلٍ مجتمَعٌ عليه فإذا هو مجدودُ الأصابعِ، قلتُ : من هذا ؟ قالوا : هذا أفقهُ من بقي على الأرضِ من أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم، هذا عمرُو البُكاليُّ، قلتُ : فما شأنُ أصابعِه ؟ قالوا : أُصِيبت يومَ اليُرموكِ ، قال : فسمِعتُه يقولُ : يا أيُّها النَّاسُ اعملوا وأبشِروا فإنَّ فيكم ثلاثةَ أعمالٍ كلُّها تُوجِبُ لأهلِها الجنَّةَ : رجلٌ قام في ليلةٍ باردةٍ من فراشِه فتوضَّأ ثمَّ قام إلى الصَّلاةِ، فيقولُ اللهُ لملائكتِه ما حمل عبدي على ما صنع ؟

3 - خطبَنا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعدَ العصرِ وقد كادَتِ الشَّمسُ تغيبُ فقالَ والَّذي نفسي بيدِه ما بقِيَ من دُنياكم إلَّا كما بقيَ من يومِكم هذا فيما مضَى منهُ
خلاصة حكم المحدث : حسن وله شاهد
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الأمالي المطلقة
الصفحة أو الرقم : 200 التخريج : أخرجه ابن أبي الدنيا في ((قصر الأمل)) (121)، وابن عدي في ((الكامل في الضعفاء)) (8/61) واللفظ لهما باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - فناء الدنيا أيمان - كيف كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم رقائق وزهد - الزهد في الدنيا آداب عامة - ضرب الأمثال جمعة - خطبة النبي صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

4 - ورَّقَ منهُ ما بقيَ [يعني حديث: مَن أعتقَ شِركًا لَهُ في عَبدٍ أقيمِ عليهِ قيمةُ عَدلٍ فأعطَى شرَكاؤهُ وقد عُتِقَ عليهِ العبدُ إن كانَ موسرًا وإلَّا عتقَ منهُ ما عُتِقَ ورِقَّ ما بقيَ]
خلاصة حكم المحدث : في إسناده إسماعيل بن مرزوق الكعبي وليس بالمشهور عن يحيى ابن أيوب وفي حفظه شيء عنهم
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 5/189 التخريج : أخرجه الدارقطني في ((سننه)) (4219)، والبيهقي (21396) واللفظ لهما تامًا، وأصل الحديث في البخاري (2491) دون هذه الزيادة.
التصنيف الموضوعي: عتق وولاء - من أعتق نصيبا له في مملوك
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

5 - عرَفَةُ كلُّها موقفٌ، وأيَّامَ منًى كلَّها نَحرٌ
خلاصة حكم المحدث : هذه الزيادة ليست بمحفوظة، والمحفوظ: منى كلها منحر، ومن حديث أبي هريرة، وفيه معاوية بن يحيى الصدفي وهو ضعيف، وذكره ابن أبي حاتم من حديث أبي سعيد، وذكر عن أبيه أنه موضوع
الراوي : جبير بن مطعم | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : التلخيص الحبير
الصفحة أو الرقم : 4/1492 التخريج : أخرجه ابن أبي أسامة في ((مسند الحارث)) (383)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (1462) واللفظ لهما، وابن حبان (3854)، والطبراني (1583) (2/ 138) بنحوه مطولا.
التصنيف الموضوعي: حج - الوقوف بعرفة وأحكامه حج - ما جاء في النحر في الحج أضاحي - وقت الأضحية فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - شفقته على أمته حج - التخفيف والتيسير في أمور الحج
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

6 - المكاتَبُ عبدٌ ما بقيَ عليهِ من مكاتَبَتِه درهمٌ
خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة]
الراوي : [جد عمرو بن شعيب] | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : هداية الرواة
الصفحة أو الرقم : 3/355 التخريج : أخرجه أبو داود (3926)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (4712) باختلاف يسير، والبيهقي (22160) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: عتق وولاء - المكاتب عتق وولاء - سعاية العبد
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - المُكاتِبُ عبدٌ، ما بقِيَ عليهِ من مُكاتبتِهِ درهمٌ
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : [جد عمرو بن شعيب] | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : بلوغ المرام
الصفحة أو الرقم : 427 التخريج : أخرجه أبو داود (3926)، والطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (4712) باختلاف يسير، والبيهقي (22160) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: عتق وولاء - المكاتب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - كان ابنُ عمرَ حين مات خيرَ من بقيَ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : سعيد بن المسيب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الإصابة في تمييز الصحابة
الصفحة أو الرقم : 2/348 التخريج : أخرجه أبو القاسم البغوي في ((مسند ابن الجعد)) (946)، وابن عساكر (31/ 113)، واللفظ لهما، وبزيادة في آخره.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - خيار الناس مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - عبد الله بن عمر مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

9 - أَلْحِقُوا الفَرَائِضَ بِأهلِهِا، فما بَقِيَ فهوَ لِأولى رجلٍ ذَكَرٍ
خلاصة حكم المحدث : مرسل
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : إتحاف المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/280 التخريج : أخرجه البخاري (6732)، ومسلم (1615)
التصنيف الموضوعي: فرائض ومواريث - ألحقوا الفرائض بأهلها ... فرائض ومواريث - ترتيب العصبة فرائض ومواريث - ميراث العصبة فرائض ومواريث - البداية بذوي الفروض وإعطاء العصبة ما بقي
|أصول الحديث

10 - افترقت اليهودُ على إحْدى وسبعينَ فِرْقةً كُلّها في الهاوِيةِ إلا واحدةُ وهي الناجيةُ وافترقتِ النصارى على ثنتينِ وسبعينَ فرقة كلها في الهاوِيةِ إلا واحدةٌ وتفْتَرقُ أمّتي على ثلاثٍ وسبعينَ فرقةً كلها في الهاوِية إلا واحدةٌ
خلاصة حكم المحدث : [روي من طرق بعضها في سنده ضعيف أو من لم يسم وروي عن معاوية بإسناد حسن]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف
الصفحة أو الرقم : 108 التخريج : لم نقف عليه مسنداً
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة أشراط الساعة - افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام فتن - افتراق الأمم
| شرح حديث مشابه

11 - عن ابنِ عمرَ قال : المكاتَبُ عبدٌ ما بقيَ عليهِ درهمٌ
خلاصة حكم المحدث : وصله ابن أبي شيبة
الراوي : نافع مولى ابن عمر | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 5/230 التخريج : أخرجه البيهقي (21670) ، والطحاوي في ((أحكام القرآن)) (2049) واللفظ لهما ، وابن المنذر في ((الأوسط)) (8743) باختلاف يسير .
التصنيف الموضوعي: عتق وولاء - المكاتب
|أصول الحديث

12 - يؤدِّي المكاتبُ بحصَّةِ ما أدَّى ديةَ حرٍّ وما بقيَ ديةُ عبدٍ
خلاصة حكم المحدث : [حسن كما قال في المقدمة]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : هداية الرواة
الصفحة أو الرقم : 3/356 التخريج : أخرجه الترمذي (1259) مطولاً واللفظ له، والنسائي (4810)، وأحمد (3489) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: ديات وقصاص - دية المكاتب عتق وولاء - المكاتب
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

13 - لا يزال هذا الدين واصِبًا ما بقِيَ في قريشٍ عشرونَ رجلا
خلاصة حكم المحدث : [فيه إبراهيم بن أبي حية ، ذكر من جرحه ]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : لسان الميزان
الصفحة أو الرقم : 1/272 التخريج : أخرجه ابن أبي عاصم في ((السنة)) (1524)، والبزار (5186)، والعقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (1/71)
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة إمامة وخلافة - الإمامة في قريش إمامة وخلافة - الخلفاء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات مناقب وفضائل - فضل قريش
|أصول الحديث

14 - فأقولُ: ما بَقِيَ في النارِ إلَّا مَن حبَسه القرآنُ ووجَب عليه الخُلودُ
خلاصة حكم المحدث : [قوله ووجب عليه الخلود مدرج]
الراوي : هشام وسعيد | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 11/448
التصنيف الموضوعي: جهنم - خلود أهل النار جهنم - صفة جهنم وعظمها جهنم - من يدخلها وبمن وكلت قيامة - الشفاعة قيامة - أهوال يوم القيامة

15 - أنَّ زيدَ بنَ ثابتٍ قال في المُكاتَبِ : هو عبدٌ ما بقيَ عليه درهمٌ
خلاصة حكم المحدث : وصله الشافعي
الراوي : مجاهد بن جبر المكي | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 5/230 التخريج : أخرجه البيهقي (21667) و الشافعي ((ص: 206)) بلفظه ، عبد الرزاق (15717) وابن أبي شيبة (20566) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: عتق وولاء - الكتابة على نجمين أو أكثر عتق وولاء - المكاتب
|أصول الحديث

16 - أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عمرَ كان يقول في المكاتَبِ : هو عبدٌ ما بقيَ عليهِ شيٌء
خلاصة حكم المحدث : وصله مالك
الراوي : نافع مولى ابن عمر | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 5/230 التخريج : أخرجه البيهقي (21670) ، والطحاوي في ((أحكام القرآن)) (2049) واللفظ لهما ، وابن المنذر في ((الأوسط)) (8743) بمعناه .
التصنيف الموضوعي: عتق وولاء - الاشتراط في المكاتبة عتق وولاء - المكاتب عتق وولاء - موت المكاتب وعجزه
|أصول الحديث

17 - من قرأَ سورةَ النُّورِ [أعطِيَ من الأجرِ عَشرَ حَسَناتٍ بعَدَدِ كُلِّ مؤمنٍ فيما مضى وفيما بقيَ]

خلاصة حكم المحدث : منقطع
الراوي : يحيى بن أبي كثير | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الدراية تخريج أحاديث الهداية
الصفحة أو الرقم : 2/191 التخريج : أخرجه عبد الرزاق (15718) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: عتق وولاء - المكاتب عتق وولاء - المكاتب عبد ما بقي عليه درهم زكاة - مستحقو الزكاة فرائض ومواريث - المكاتب يرث بقدر ما عتق منه
|أصول الحديث

19 - سمَعْتُ عثمانَ رضيَ اللهُ عنهُ يقولُ : هذا شَهْرُ زَكَاتِكُمْ، فمَنْ كان عليهِ دَيْنٌ ( فَلْيَقْضِ )، ثُمَّ [ لِيُزَكَّ ] ما بَقِيَ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح، وهو موقوف
الراوي : السائب بن يزيد | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية
الصفحة أو الرقم : 1/355 التخريج : أخرجه مالك (1/253)، وعبد الرزاق (7086) بنحوه، ومسدد كما في ((كنز العمال)) للمتقي الهندي (16898)
التصنيف الموضوعي: زكاة - زكاة الدين زكاة - فرض الزكاة قرض - أداء الديون وكالة - إيفاء الحقوق
|أصول الحديث

20 - آجالُ البهائمِ كلُّها من القُمَّلِ والبراغيثِ والجرادِ والخيلِ والبغالِ والدوابِّ كلِّها، والطيرِ وغيرِ ذلك : آجالُها في التسبيحِ, فإذا انقضى تسبيحُها قبض اللهُ أرواحَها, وليس إلى ملكِ الموتِ في ذلك شيءٌ
خلاصة حكم المحدث : منكر جدا
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : لسان الميزان
الصفحة أو الرقم : 8/392 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (4/321)، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (3/222)
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل التهليل والتسبيح والدعاء رقائق وزهد - ما جاء أن آجال الحيوانات في التسبيح وصفة قبض أرواحها ملائكة - أعمال الملائكة ملائكة - ملك الموت أدعية وأذكار - فضل التحميد والتسبيح والدعاء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

21 - أنَّ الصحابةَ تفرَّقوا عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ يومَ أحدٍ حتى بقيَ معه اثنا عشرَ رجلًا منَ الأنصارِ

22 - عمَّن سأل ابنَ عمرَ عن شيءٍ فقال : سَلِ ابنَ عبَّاسٍ فإنَّه أعلمُ من بَقي بما أنزل اللهُ على محمَّدٍ
خلاصة حكم المحدث : [روي] من وجه آخر
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الإصابة في تمييز الصحابة
الصفحة أو الرقم : 2/332 التخريج : أخرجه الفاكهي في ((أخبار مكة)) (1630) باختلاف يسير، والطبري في ((التفسير)) (2340) مطولاً.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم علم - سعة العلم مناقب وفضائل - عبد الله بن عباس مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
|أصول الحديث

23 - وردَ أنهُم لما أقبلتِ العيرُ التفتوْا إليها حتى ما بقِيَ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلا أربعينَ رجُلا
خلاصة حكم المحدث : فيه علي بن عاصم، قال الدارقطني: تفرد به وهو ضعيف، وروي من طريق آخر، وله شاهد عن الحسن مرسلاً رجاله ثقات
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 2/490 التخريج : أخرجه الدارقطني (2/4)، والبيهقي (5835) باختلاف يسير مطولاً
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الجمعة جمعة - تحريم البيع بعد النداء للجمعة جمعة - قوله تعالى وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قرآن - أسباب النزول
|أصول الحديث

24 - قال عندَ غروبِ الشمس : إن مثلَ ما بقيَ من الدنيا فيما مضَى منها كبقيةِ يومكُم هذا فيما مضَى منهُ

25 - من قرأَ سورةَ الحجِّ [أُعطِيَ من الأجرِ كحَجَّةٍ حَجَّها وعُمرةٍ اعتَمَرَها، بعَدَدِ مَن حَجَّ واعتمَر فيما مضى وفيما بَقي]

خلاصة حكم المحدث : مرفوع و[فيه] أسامة بن زيد الليثي ترك حديثه ابن القطان
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تهذيب التهذيب
الصفحة أو الرقم : 1/209 التخريج : أخرجه مسلم (1218)، وأبو داود (1907)، وابن ماجة (3048) بنحوه مطولًا.
التصنيف الموضوعي: أضاحي - وقت الأضحية حج - فضل يوم النحر وأيام التشريق آداب عامة - فضل بعض الأيام والليالي والشهور أضاحي - وقت الذبح والأمر بالإعادة لمن ذبح قبل الصلاة
|أصول الحديث

27 - أيامُ التشريقِ كلُّها أيامُ ذبحٍ
خلاصة حكم المحدث : من وجهين موصولين فيهما ضعف
الراوي : جبير بن مطعم | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الدراية تخريج أحاديث الهداية
الصفحة أو الرقم : 2/215 التخريج : أخرجه البزار (3443)، والدارقطني (4756)، والبيهقي (10322) واللفظ لهم جميعا.
التصنيف الموضوعي: أضاحي - وقت الأضحية حج - فضل يوم النحر وأيام التشريق أضاحي - وقت الذبح والأمر بالإعادة لمن ذبح قبل الصلاة حج - مناسك الحج
|أصول الحديث

28 - الآياتُ كلُّها في ستةِ أشهرٍ

29 - أنَّ عمرَ سُئل عمَّن طلَّق تطليقتَيْن، فانقضت عُدَّتُها فتزوَّجها غيرُه وفارقها، ثمَّ تزوَّجها الأوَّلُ، فقال : هي عنده على ما بقي من الطَّلاقِ

30 - الأرضُ كلُّها مسجدٌ إلا المقبرةُ والحمامُ
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات، اختلف في وصله وإرساله
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر
الصفحة أو الرقم : 1/630 التخريج : أخرجه أبو داود (492)، والترمذي (317)، وابن ماجه (745)، وأحمد (11805)
التصنيف الموضوعي: مساجد ومواضع الصلاة - الأرض كلها مسجد مساجد ومواضع الصلاة - المواضع التي تكره فيها الصلاة مساجد ومواضع الصلاة - بناء المساجد على القبور دفن ومقابر - النهي عن اتخاذ المساجد في المقبرة مساجد ومواضع الصلاة - أين يجوز بناء المساجد
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه