الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
no-result لا توجد نتائج

1 - بنَحوِهِ [أنَّ فتًى مِن أبناءِ المُهاجرينَ أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، استَغفِرْ لي، فتَشاغَلَ عنْه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فردَّدَ ذلكَ علَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، فلَمَّا رأى أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَستغْفِرُ له، قال الفتَى بيْنَ يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَ مرَّاتٍ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، اللَّهُمَّ اغفِرْ لي، اللَّهُمَّ اغفِرْ لي؛ فإنَّ رَسولَكَ لم يَستغفِرْ لي. فلمَّا انصَرَفَ الفَتَى نزَلَ جِبريلُ عليه السَّلامُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، هَلَّا استغْفَرتَ للفَتى؛ فإنَّ اللهَ قدْ غَفَرَ لَه، فالْحَقْهُ حتَّى تُعلِمَه أنَّ اللهَ قدْ غَفَرَ له، وقُلْ له: يَستَغْفِرُ لكَ. فأحْضَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أثرِه حتَّى لَحِقَه، فلَمَّا لَحِقَه قالَ: يا فتًى، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قدْ غفَرَ لكَ، فاستَغْفِرْ لي، فقالَ الفَتى: اللَّهُمَّ إنِّي أستغفِرُكَ لرَسولِكَ، اللَّهُمَّ إنِّي أستغْفِرُكَ لرَسولِكَ ونبيِّكَ كما غفَرْتَ لي؛ إنَّكَ واسعُ المغفرةِ، وأنتَ أرحمُ الرَّاحمينَ].
خلاصة حكم المحدث : غريب الإسناد والمتن ورواة هذا الحديث عنْ آخرهم ثقات، غير أن مُحمَّد بن أبي مسلم مجهول
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7865
التصنيف الموضوعي: استغفار - فضل الاستغفار أنبياء - محمد إيمان - الملائكة استغفار - كيفية الاستغفار استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته

2 - أنَّ فتًى مِن أبناءِ المُهاجرينَ أتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، استَغفِرْ لي، فتَشاغَلَ عنْه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فردَّدَ ذلكَ علَى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، فلَمَّا رأى أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَستغْفِرُ له، قال الفتَى بيْنَ يدَيْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَ مرَّاتٍ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي، اللَّهُمَّ اغفِرْ لي، اللَّهُمَّ اغفِرْ لي؛ فإنَّ رَسولَكَ لم يَستغفِرْ لي. فلمَّا انصَرَفَ الفَتَى نزَلَ جِبريلُ عليه السَّلامُ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: يا رسولَ اللهِ، هَلَّا استغْفَرتَ للفَتى؛ فإنَّ اللهَ قدْ غَفَرَ لَه، فالْحَقْهُ حتَّى تُعلِمَه أنَّ اللهَ قدْ غَفَرَ له، وقُلْ له: يَستَغْفِرُ لكَ. فأحْضَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في أثرِه حتَّى لَحِقَه، فلَمَّا لَحِقَه قالَ: يا فتًى، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قدْ غفَرَ لكَ، فاستَغْفِرْ لي، فقالَ الفَتى: اللَّهُمَّ إنِّي أستغفِرُكَ لرَسولِكَ، اللَّهُمَّ إنِّي أستغْفِرُكَ لرَسولِكَ ونبيِّكَ كما غفَرْتَ لي؛ إنَّكَ واسعُ المغفرةِ، وأنتَ أرحمُ الرَّاحمينَ.

3 - عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ فَيْروزَ الدَّيْلَميِّ قالَ: دَخَلْتُ على عبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصي وهو في حائطٍ لهُ بالطَّائفِ، يُقالُ لهُ: الوَهْطُ، وهو مُخاصِرٌ فَتًى من قُرَيْشٍ، وذلك الفَتَى يُزَنُّ بِشُربِ الخَمْرِ، فقُلتُ لعبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو: خِصالٌ تَبْلُغُني عنكَ تُحَدِّثُ بها عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ شَرْبَةً لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أربعينَ صباحًا». فاخْتلجَ الفَتى يَدَهُ مِن يدِ عبدِ اللهِ، ثُمَّ وَلَّى. «فإنَّ الشَّقيَّ مَنْ شَقيَ في بَطْنِ أُمِّهِ ، وأَنَّه مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ بِبيتِ المَقْدِسِ خَرَجَ مِن خَطيئتِهِ كيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». فقالَ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: اللَّهُمَّ إنِّي لا أُحِلُّ لِأَحدٍ أنْ يقولَ عَلَيَّ ما لم أَقُلْ، إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ شَرْبَةً لمْ تُقْبَلْ تَوْبتُهُ أربعينَ صباحًا، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليه ، فإنْ عادَ لمْ تُقْبلْ توبتُهُ أربعينَ صباحًا». فلا أدْري في الثَّالِثةِ أو في الرَّابِعةِ قالَ: «فَإنْ عادَ كان حَقًّا على اللهِ أنْ يَسْقيَهُ مِنْ رَدْغَةِ الخَبالِ يوْمَ القيامَةِ». قالَ: وسَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «إنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقَهُ في ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى عليهم مِنْ نورِهِ، فمَنْ أَصابَهُ مِنْ ذلك النُّورِ يَوْمَئذٍ شَيءٌ فقدِ اهْتَدَى، ومَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ؛ فلِذلك أقولُ: جفَّ القَلَمُ على عِلْمِ اللهِ». وسَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «إنَّ سُليمانَ بنَ داودَ سَأَلَ رَبَّهُ ثَلاثًا فَأَعْطاهُ اثْنَتَيْنِ، ونحنُ نَرْجو أنْ يكونَ قد أعطاهُ الثَّالِثةَ؛ سَأَلَهُ حُكْمًا يُصادِفُ حُكْمَهُ، فأَعْطاهُ إيَّاهُ، وسَأَلَهُ مُلْكًا لا ينبَغي لأَحَدٍ مِن بَعْدِهِ فأعطاهُ إيَّاهُ، وسأَلَهُ أَيُّما رَجُلٍ يخْرُجُ مِن بيتِهِ لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ في هذا المَسْجدِ أنْ يَخْرُجَ مِن خَطيئَتِهِ كيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فنحنُ نرْجو أنْ يكونَ اللهُ قد أعطاهُ إيَّاهُ». قالَ الأَوْزاعيُّ: حدَّثَني رَبيعَةُ بنْ يَزيدَ بهذا الحَديثِ فيما بينَ المِقْسِلاطِ والجاصَعيرِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح ...، ولا أعلم له علة
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 83
التصنيف الموضوعي: توبة - الحض على التوبة قدر - جف القلم على علم الله أشربة - ما يحرم من الأشربة توبة - ما يقبل فيه التوبة وما لا يقبل علم - التثبت في الحديث

4 - عن عَطاءِ بنِ أبي رَباحٍ، قال: كُنتُ مع عبدِ اللهِ بنِ عُمرَ، فأتاهُ فتًى يَسألُه عن إسدالِ العِمامةِ، فقال ابنُ عُمرَ: سأُخبِرُك عن ذلكَ بعِلمٍ إنْ شاء اللهُ: كُنتُ عاشرَ عَشَرةٍ في مَسجدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبو بَكرٍ، وعُمرُ، وعُثمانُ، وعلِيٌّ، وابنُ مَسعودٍ، وحُذَيفةُ، وابنُ عَوفٍ، وأبو سَعيدٍ الخُدْريُّ رَضيَ اللهُ عنهم، فجاء فتًى مِنَ الأنصارِ فسَلَّم على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثمَّ جلَسَ، فقال: يا رَسولَ اللهِ، أيُّ المُؤمنينَ أفضلُ؟ قال: أحسَنُهم خُلقًا، قال: فأيُّ المُؤمنينَ أكيَسُ؟ قال: أكثَرُهم للموتِ ذِكرًا وأحسَنُهم له استعدادًا قبْلَ أنْ يَنزِلَ بهم، أولئكَ مِنَ الأكياسِ، ثمَّ سَكَت الفَتى. وأقبَلَ عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: يا مَعشَرَ المهاجِرين، خمسٌ إنِ ابتُلِيتُم بهنَّ، ونزَلَ فيكم، أعوذُ باللهِ أنْ تُدْرِكُوهنَّ: لم تَظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يَعمَلوها إلَّا ظَهَر فيهم الطَّاعونُ والأوجاعُ الَّتي لم تكُنْ مَضَت في أسلافِهم، ولم يَنقُصوا المِكيالَ والميزانَ إلَّا أُخِذوا بالسِّنينَ وشِدَّةِ المؤْنةِ وجَوْرِ السُّلطانِ عليهم، ولم يَمنَعوا زكاةَ أموالِهم إلَّا مُنِعوا القطْرَ مِنَ السَّماءِ، ولوْلا البهائمُ لم يُمْطَروا، ولم يَنقُضوا عهْدَ اللهِ وعهْدَ رَسولِه إلَّا سُلِّطَ عليهم عدُوُّهم مِن غيرِهم وأَخَذوا بعضَ ما كان في أيْديهم، وما لم يَحكُمْ أئمَّتُهم بكتابِ اللهِ إلَّا ألْقى اللهُ بأسهُمٍ بيْنهم. ثمَّ أمَرَ عبدَ الرَّحمنِ بنَ عَوفٍ يَتجهَّزُ لسَرِيَّةٍ بَعَثه عليها، وأصبَحَ عبْدُ الرَّحمنِ قدِ اعتَمَّ بعِمامةٍ مِن كَرابيسَ سَوداءَ، فأدْناه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ نَقَضه وعمَّمه بعِمامةٍ بَيضاءَ، وأرسَلَ مِن خلْفِه أربعَ أصابعَ أو نحْوَ ذلكَ، وقال: هكذا يا ابنَ عَوفٍ اعتَمَّ؛ فإنَّه أعرَبُ وأحسَنُ. ثمَّ أمَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِلالًا أنْ يَدفَعَ إليه اللِّواءَ، فحَمِد اللهَ وصلَّى على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ قال: خُذِ ابنَ عَوفٍ فاغْزُوا جميعًا في سَبيلِ اللهِ، فقاتِلوا مَن كَفَر باللهِ، لا تَغُلُّوا ولا تَغدِروا، ولا تُمثِّلوا، ولا تَقْتُلوا وَليدًا ، فهذا عهْدُ اللهِ وسِيرةُ نبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

5 - أنشَدَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَعبُ بنُ زُهَيرٍ بانَتْ سُعادُ في مَسجِدِه بالمَدينةِ، فلمَّا بلَغَ قولَه: إنَّ الرَّسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ به... وصارِمٌ مِن سُيوفِ اللهِ مَسْلولُ في فِتْيةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائلُهُم... ببَطنِ مكَّةَ لَمَّا أسْلَموا زُولُوا أشارَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكُمِّه إلى الحِلَقِ ليَسْمَعوا منه، قالَ: وقد كانَ بُجَيرُ بنُ زُهَيرٍ كتَبَ إلى أخيهِ كَعبِ بنِ زُهَيرِ بنِ أبي سُلْمى يُخوِّفُه ويَدْعوهُ إلى الإسْلامِ، وقالَ فيها أبْياتًا: مَن مُبلِغٌ كَعبًا فهل لكَ في الَّتي... تَلومُ عليها باطلًا وهي أحزَمُ إلى اللهِ لا العُزَّى ولا اللَّاتِ وَحدَه... فتَنْجو إذا كانَ النَّجاءُ وتَسلَمُ لدَى يومٍ لا يَنْجو وليسَ بمُفلِتٍ... منَ النَّارِ إلَّا طاهِرُ القَلبِ مُسلِمُ فدِينُ زُهَيرٍ وهو لا شَيءَ باطِلٌ... ودِينُ أبي سُلْمى عليَّ محرَّمُ

6 - قالَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «نادِ حَمْزةَ»، فكانَ أقرَبَهم إلى المُشْرِكينَ من صاحِبِ الجمَلِ الأحمَرِ، وماذا يَقولُ له، ثمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يكُنْ في القَومِ أحَدٌ يأمُرُ بخَيرٍ فعسَى يَكونُ صاحِبَ الجمَلِ الأحمَرِ، فقالَ لي حَمْزةُ: هو عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وهو يَنْهى عنِ القِتالِ، وهو يَقولُ: يا قَومُ، إنِّي أرَى قَومًا لا تَصِلونَ إليهم وفيكم خَيرٌ، يا قَومُ، اعْصِبوها اليَومَ بي، وقُولوا: جبُنَ عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، ولقدْ علِمْتُم أنِّي لسْتُ بأجْبَنِكم، فسمِعَ بذلك أبو جَهلٍ فقالَ: أنتَ تَقولُ هذا، لو غَيرُكَ قالَ قد مُلِئْتَ رُعبًا، فقالَ: إيَّايَ تَعني يا مُصفِّرَ اسْتِه ، قالَ: فبرَزَ عُتْبةُ، وأخُوه شَيْبةُ وابْنُه الوَليدُ فقالوا: مَن يُبارِزُ؟ فخرَجَ فِتْيةٌ منَ الأنْصارِ شَبَبةٌ ، فقالَ عُتْبةُ: لا نُريدُ هؤلاء، ولكنْ يُبارِزُنا من أعْمامِ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «قُمْ يا حَمْزةُ، قُمْ يا عُبَيدةُ، قُمْ يا عَليُّ»، فبرَزَ حَمْزةُ لعُتْبةَ، وعُبَيدةُ لشَيْبةَ، وعَليٌّ للوَليدِ، فقتَلَ حَمْزةُ عُتْبةَ، وقتَلَ عَليٌّ الوَليدَ، وقتَلَ عُبَيدةُ شَيْبةَ، وضرَبَ شَيْبةُ رِجلَ عُبَيدةَ فقَطَعَها فاستَنقَذَه حَمْزةُ وعَليٌّ حتَّى تُوفِّيَ بالصَّفْراءِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4951
التصنيف الموضوعي: جهاد - المبارزة جهاد - فضل الجهاد مغازي - غزوة بدر مناقب وفضائل - حمزة بن عبد المطلب مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب

7 - أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عامرِ بنِ كُرَيْزٍ أُتِيَ به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهُو صَغيرٌ، فقال: هذا شَبَهُنا، وجَعَل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتفُلُ عليه، ويُعوِّذُهُ، فجَعَلَ عبدُ اللهِ يتسَوَّغُ رِيقَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّه لَمَسْقيٌّ، فكانَ لا يُعالِجُ أرضًا إلَّا ظهَرَ له الماءُ، وله النِّباحُ الَّذي يُقالُ: نِباحُ عامرٍ، وله الجُحْفةُ، وله بُستانُ ابنِ عامرٍ بنَخْلِهِ على لَيْلةٍ مِن مكَّةَ، وله آبارٌ في الأرضِ كثيرةٌ، وكان مُعاويةُ زَوَّجَ عبدَ اللهِ بنَ عامِرٍ ابنتَه هِنْدًا، فكانت هِنْدُ بنتُ معاويةَ أبَرَّ شَيءٍ بعَبدِ اللهِ بنِ عامرٍ، وأنَّها جاءتْهُ يومًا بالمرآةِ والمُشْطِ، وكانت تتولَّى خِدمتَهُ بنفسِها، فنَظَر في المرآةِ فالتقى وَجهُه وَوَجْهُها، فرأى شَبابَها وجَمالَها، ورأى الشَّيْبَ في لِحْيتِه قدْ ألْحَقَهُ بالشُّيوخِ، فرَفَعَ رأسَهُ إلَيْها، فقال: الْحَقي بِأبيكِ، فانطلقَتْ حتَّى دَخَلَتْ على أَبيها فأخبرَتْهُ، فقالَ مُعاويةُ: وهلْ تُطَلَّقُ الحُرَّةُ؟! فقالتْ: ما أُتِيَ مِن قِبَلي، فأخبَرَتْهُ خَبَرَها، فأرسَلَ إليه مُعاوِيةُ، فقال: أكرمْتُكَ بابْنتِي، ثمَّ رَدَدْتَها علَيَّ، فقالَ: أُخبِرُكَ عنْ ذاكَ، [إنَّ اللهَ] تباركَ وتَعالَى مَنَّ علَيَّ بفَضْلِه وجعَلَني كريمًا، لا أُحِبُّ أنْ يتفضَّلَ علَيَّ أحَدٌ، وإنَّ ابنتَكَ أعجَزَتْني بمُكافَأتِها لِحُسنِ صُحْبتِها، فنَظَرْتُ فإذا أنا شيْخٌ، وهي شابَّةٌ لا أَزيدُها مالًا إلى مالِها، ولا شَرَفًا إلى شَرَفِها، فرَأيتُ أنْ أردَّها إليكَ؛ لتُزَوِّجَها فتًى مِن فِتْيانِك، كأنَّ وجْهَهُ وَرَقةُ مُصْحَفٍ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : حنظلة بن قيس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6862
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تبرك الناس به مناقب وفضائل - عبد الله بن عامر بن ربيعة مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم نكاح - حسن العشرة بين الأزواج

8 - عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ، وكانَ مِن أهْلِ الصُّفَّةِ، قالَ: أقَمْنَا ثلاثةَ أيَّامٍ، وكانَ مَن يَخرُجُ مِنَ المَسجِدِ يَأخُذُ بيَدِ الرَّجُلَينِ والثَّلاثةِ بقَدْرِ طاقةٍ، فيُطْعِمُهم، قالَ: فكُنتُ فيمَنْ أخطَأَهُ ذلكَ ثَلاثةَ أيَّامٍ ولَيالِيَها، قالَ: فأبْصَرْتُ أبا بَكْرٍ عندَ العَتَمةِ، فأتَيْتُه فاسْتقْرَأْتُه مِن سُورةِ سَبَأٍ، فبَلَغَ مَنزِلَه، ورَجَوْتُ أنْ يَدْعُوَني إلى الطَّعامِ، فقَرَأَ علَيَّ حتَّى بلَغَ بابَ المنزِلِ، ثمَّ وقَفَ على البابِ حتَّى قرَأَ علَيَّ البَقِيَّةَ، ثمَّ دَخَلَ وتَرَكَني، قال: ثمَّ تعَرَّضْتُ لعُمَرَ، فصَنَعْتُ به مِثْلَ ذلكَ، وذَكَرَ أنَّه صنَعَ مثْلَ ما صَنَعَ أبو بَكْرٍ، فلمَّا أصبَحْتُ غدَوْتُ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخْبَرْتُه، فقالَ للجاريةِ: هلْ مِن شَيءٍ؟ قالتْ: نعمْ، رَغيفٌ وكُتْلةٌ مِن سَمْنٍ، فدَعَا بها، ثمَّ فَتَّ الخُبْزَ بيَدِه، ثمَّ أخَذَ تلكَ الكُتْلةَ مِنَ السَّمْنِ، فلَتَّ تلك الخُبْزةَ ، ثمَّ جَمَعَه بيَدِه حتَّى صَيَّرَه ثَرِيدةً، ثمَّ قالَ: اذْهَبِ، ادْعُ لي عَشَرَةً، أنتَ عاشِرُهم، فدَعَوْتُ عشَرةً أنا عاشِرُهم، ثمَّ قال: اجْلِسُوا، ووضَعْتُ القَصْعةَ، ثمَّ قالَ: كُلُوا باسْمِ اللهِ، كُلُوا مِن جَوانبِها ولا تَأكُلُوا مِن فَوْقِها؛ فإنَّ البَرَكةَ تَنزِلُ مِن فَوْقِها، فأكَلْنَا حتَّى صَدَرْنا، فكأنَّما خَطَطْنا فيها بأصابِعِنا، ثمَّ أخَذَ منها، وأصْلَحَ منْها ورَدَّها، ثمَّ قالَ: ادْعُ لي عشَرةً، وذَكَرَ أنَّه دعا بعْدَ ذلكَ مرَّتَيْنِ عَشَرَةً عَشَرَةً، وقال: قدْ فَضَلُوا فَضْلًا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : واثلة بن الأسقع | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 7316
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل الثريد أطعمة - الأكل من أعلى ووسط الصحفة رقائق وزهد - عيش السلف رقائق وزهد - فضل الجوع وخشونة العيش فضائل سور وآيات - سورة سبأ

9 - لَمَّا قدِمَ أبو الحَيْسَرِ أنَسُ بنُ رافِعٍ مكَّةَ، ومعَه فِتْيةٌ من بَني عبدِ الأشهَلِ، فيهم إياسُ بنُ مُعاذٍ يَلتَمِسونَ الحِلفَ من قُرَيشٍ على قَومِهم منَ الخَزرَجِ، فسمِعَ بهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَاهُم فجلَسَ إليهم، فقالَ: «هل لكم إلى خَيرٍ ممَّا جِئْتُم له؟» قالوا: وما ذاك؟ قالَ: «أنا رَسولُ اللهِ، بعَثَني اللهُ إلى العِبادِ أدْعوهُم إلى أنْ يَعبُدوا اللهَ ولا يُشْرِكوا به شَيئًا، وأنزَلَ عَليَّ الكِتابَ»، ثمَّ ذكَرَ لهمُ الإسْلامَ، وتَلا عليهمُ القُرآنَ، فقالَ إياسُ بنُ مُعاذٍ -وكانَ غُلامًا حدَثًا-: أيُّ قَومٍ هذا، واللهُ خَيرٌ ممَّا جِئْتُم له، قالَ: فيَأخُذُ أبو الحَيْسَرِ حَفْنةً منَ البَطْحاءِ ، فضرَبَ بها وَجهَ إياسِ بنِ مُعاذٍ، وقالَ: دَعْنا منكَ، فلَعَمْري لقد جِئْنا لغَيرِ هذا، فصمَتَ إياسٌ، فقامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فانْصَرَفوا إلى المَدينةِ، فكانَتْ وَقْعةُ بُعاثَ بيْنَ الأوْسِ والخَزرَجِ، قالَ: ثمَّ لم يلبَثْ إياسُ بنُ مُعاذٍ أنْ هلَكَ، قالَ مَحْمودُ بنُ لَبيدٍ: "فأخْبَرَني مَن حضَرَه من قَوْمي عندَ مَوتِه أنَّهم لم يَزالوا يَسمَعونَه يُهلِّلُ اللهَ ويُكبِّرُه ويَحمَدُه ويُسبِّحُه حتَّى ماتَ، قالَ: فما كانوا يشُكُّونَ أنْ قد ماتَ مُسلِمًا، لقدْ كانَ استَشعَرَ الإسْلامَ حتَّى ذلك المجلِسِ حينَ سمِعَ من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما سمِعَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : محمود بن لبيد، أخو أبي عبدالله الأشهلي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4899
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام إسلام - كيف بدأ الإسلام أدعية وأذكار - فضل التحميد والتسبيح والدعاء إسلام - واجبات المكلف بالإسلام إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام

10 - لَمَّا حضَرَتْ أبا ذَرٍّ الوَفاةُ بكَيْتُ، فقالَ لي: ما يُبْكيكِ؟ فقُلْتُ: وما لي لا أبْكِي وأنتَ تَموتُ بفَلاةٍ منَ الأرْضِ، وليس عِنْدي ثَوبٌ يسَعُكَ كُفِّنَ لي ولا لكَ، ولا بدَينٍ لي بنَفْسِكَ قالَ: فأبْشِري، ولا تَبْكي؛ فإنِّي سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: لا يَموتُ بيْنَ امْرَأيْنِ مُسلِمَينِ وَلَدانِ أو ثَلاثةٌ فيَحتَسِبانِ فيَرَيانِ النَّارَ أبَدًا، وإني سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ لنَفرٍ أنَا فيهِم: لَيَموتَنَّ رَجُلٌ مِنكم بفَلاةٍ مِنَ الأرْضِ تَشهَدُه عِصابةٌ منَ المُؤمِنينَ، وليس مِن أولئك النَّفرِ أحَدٌ إلَّا وقد ماتَ في قَرْيةٍ وجَماعةٍ، فأنا ذلك الرَّجلُ، واللهِ ما كذَبْتُ، ولا كُذِّبْتُ فأبْصِري الطَّريقَ، فقُلْتُ: أنَّى وقد ذهَبَ الحاجُّ، وتقطَّعَتِ الطَّريقُ، فقالَ: اذْهَبي فتَبَصَّري، قالتْ: فكنْتُ أشتَدُّ إلى الكَثيبِ ، ثمَّ أرجِعُ فأُمرِّضُه، فبيْنَما أنا وهو كذلك إذا أنا برِجالٍ على رِحالِهم كأنَّهمُ الرَّخَمُ تجُدُّ بهِم رَواحِلُهم، قالَ عَليٌّ: قلْتُ ليَحْيى بنِ سُلَيمٍ: تجُدُّ أو تخُبُّ، قالَ: بالدَّالِ، قالتْ: فألَحْتُ بثَوْبي، فأسْرَعوا إليَّ حتَّى وَقَفوا عَلَيَّ، فقالوا: مَن هو؟ قُلْتُ: أبو ذَرٍّ، قالوا: صاحِبُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قُلْتُ: نعمْ، ففَدَوْه بآبائِهم وأمَّهاتِهم، وأسْرَعوا إليه حتَّى دَخَلوا عليه، فقالَ لهُم: أبْشِروا؛ فإنِّي سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ لنَفرٍ أنا فيهِم: لَيَموتَنَّ رَجُلٌ مِنكم بفَلاةٍ مِنَ الأرْضِ تَشهَدُه عِصابةٌ مِنَ المُؤمِنينَ ما مِن أولئك النَّفرِ رَجُلٌ إلَّا وقد هلَكَ في قَرْيةٍ وجَماعةٍ، واللهِ ما كذَبْتُ ولا كُذِّبْتُ، أنتُم تَسمَعونَ أنَّه لو كانَ عِندي ثَوبٌ يَسَعُني كَفَنًا أو لامْرَأَتي لم أُكَفَّنْ إلَّا في ثَوبٍ لي أو لها، إنِّي أَنشُدُكمُ اللهَ، ثمَّ إنِّي أَنشُدُكمُ اللهَ أنْ يُكَفِّنَني رَجُلٌ مِنكم كانَ أميرًا أو عَريفًا أو بَريدًا أو نَقيبًا، وليس مِن أولئك النَّفرِ إلَّا وقدْ قارَبَ ما قالَ إلَّا فَتًى منَ الأنْصارِ، فقالَ: أنا أُكفِّنُكَ يا عمُّ، أُكفِّنُكَ في رِدائي هذا، أو في ثَوبَينِ في عَيْبَتي مِن غَزْلِ أُمِّي، قالَ: أنتَ فكَفِّنِّي، فكَفَّنَه الأنْصاريُّ في النَّفرِ الَّذين حَضَروه، وقاموا عليه، ودَفَنوه في نَفرٍ كُلُّهم يَمانٍ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5567
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الزهد في الدنيا رقائق وزهد - ما يكفي من الدنيا مناقب وفضائل - أبو ذر الغفاري مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رقائق وزهد - عيش السلف

11 - عنِ الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ كَعبِ بنِ زُهَيرِ بنِ أبي سُلْمى المُزَنيِّ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّه، قالَ: خرَجَ كَعبٌ وبُجَيرٌ ابْنا زُهَيرٍ حتَّى أتَيا أبرَقَ العزَّافِ، فقالَ بُجَيرٌ لكَعبٍ: اثبُتْ في عجَلِ هذا المكانِ حتَّى آتيَ هذا الرَّجلَ، يَعني رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسمَعَ ما يَقولُ، فثبَتَ كَعبٌ وخرَجَ بُجَيرٌ، فجاءَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعرَضَ عليه الإسْلامَ، فأسلَمَ، فبلَغَ ذلك كَعبًا، فقالَ: ألَا أبْلِغا عَنِّي بُجَيرًا رِسالةً... على أيِّ شَيءٍ وَيحَ غَيرِكَ دلَّكَا على خُلُقٍ لم تُلفِ أمًّا ولا أبًا... عليه ولم تُدرِكْ عليه أخًا لَكَا سَقَاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَوِيَّةٍ... وأنْهَلَكَ المَأْمونُ منها وعَلَّكَا فلمَّا بلغَتِ الأبْياتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أهدَرَ دمَه، فقالَ: مَن لَقِيَ كَعبًا فلْيَقتُلْه، فكتَبَ بذلك بُجَيرٌ إلى أخيه يَذكُرُ له أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أهدَرَ دمَه، ويقولُ له: النَّجاءَ وما أراكَ تَنفَلِتُ، ثمَّ كتَبَ إليه بعدَ ذلك: اعلَمْ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَأْتيه أحَدٌ يَشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ إلَّا قبِلَ ذلك، وأسقَطَ ما كانَ قبلَ ذلك، فإذا جاءَكَ كِتابي هذا فأسلِمْ وأقبِلْ، فأسلَمَ كَعبٌ وقالَ القَصيدةَ الَّتي يَمدَحُ فيها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أقبَلَ حتَّى أناخَ راحِلَتَه ببابِ مَسجِدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ دخَلَ المَسجِدَ ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ أصْحابِه مَكانَ المائدةِ منَ القَومِ مُتَحلِّقونَ معَه حَلْقةً دونَ حَلْقةٍ، يَلتفِتُ إلى هؤلاء مرَّةً، فيُحدِّثُهم، وإلى هؤلاء مرَّةً فيُحدِّثُهم، قالَ كَعبٌ: فأنَخْتُ راحِلَتي ببابِ المَسجِدِ، فعرَفْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصِّفةِ، فتَخطَّيْتُ حتَّى جلَسْتُ إليه، فأسلَمْتُ، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، الأمانَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ومَن أنتَ؟ قُلْتُ: أنا كَعبُ بنُ زُهَيرٍ، قالَ: الَّذي تَقولُ، ثمَّ التَفَتَ إلى أبي بَكرٍ، فقالَ: كيف قالَ يا أبا بَكرٍ؟ فأنشَدَه أبو بَكرٍ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأمونُ منها وعلَّكَا قالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما قُلْتُ هكذا، قالَ: وكيف قُلْتَ؟ قالَ: إنَّما قُلْتُ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأْسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأْمورُ منها وعلَّكَا فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مأمورٌ واللهِ ثمَّ أنشَدَه القَصيدةَ كلَّها حتَّى أتَى على آخِرِها وأمْلاها على الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ حتَّى أتَى على آخِرِها، وهي هذه القَصيدةُ: بانَتْ سُعادٌ فَقَلْبي اليَومَ مَتْبولُ... مُتيَّمٌ عندَها لم يُفْدَ مَغْلولُ وما سَعادُ غَداةَ البَيْنِ إذْ رَحَلوا... إلَّا أغَنُّ غَضيضُ الطَّرفِ مَكْحولُ تَجْلو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمَتْ... كأنَّها مُنهَلٌ بالكأْسِ مَعْلولُ سحَّ السُّقاةُ عليه ماءَ مَحْنيةٍ... مِن ماءِ أبطَحَ أمْسَى وهو مَشْمولُ تَنْفي الرِّياحُ القَذى عنه وأفْرَطَه... مِن صَوبِ عاديةٍ بِيضٍ يَعالِيلُ سَقْيًا لَهَا خُلَّةٌ لَوْ أَنَّهَا صَدَقَتْ... مَوْعُودَهَا وَلَوْ أَنَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ لَكِنَّهَا خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا... فَجْعٌ وَوَلْعٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا... كَمَا تَلَوَّنَ فِي أَثْوَابِهَا الغُولُ ولَا تَمَسَّكُ بِالوَصْلِ الَّذِي زَعَمَتْ... إلَّا كَمَا يُمْسِكُ المَاءَ الغَرَابِيلُ كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا... وَمَا مَوَاعِيدُهَا إلَّا الأَبَاطِيلُ فَلَا يَغُرَّنَّكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ... إلَّا الأَمَانِيَّ وَالأَحْلَامَ تَضْلِيلُ أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ مَا يُبَلِّغُهَا... إلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ وَلَنْ يُبَلِّغَهَا إِلَّا عُذَافِرةٌ... فِيهَا عَلَى الأَيْنِ إِرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ مِنْ كُلِّ نَضَّاخةِ الذَّفْرَى إِذَا عَرِقَتْ... عُرْضَتُهَا طَامِسُ الأَعْلَامِ مَجْهُولُ يَمْشِي القُرَادُ عَلَيهَا ثُمَّ يُزْلِقُهُ... عنْهَا اللَّبَانُ وَأقْرَابٌ زَهَالِيلُ عَيْرَانةٌ قُذِفَتْ بِالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ... وَمِرْفَقٍ عَنْ ضُلُوعِ الزُّورِ مَفْتُولُ كَأَنَّ مَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحَهَا... مِنْ خَطْمِهَا وَمِنَ اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّحْلِ ذَا خُصَلٍ... بغَارِبٍ لم تُخوِّنْهُ الأَحَالِيلُ قَنْوَاءُ فِي حَرَّتَيْهَا لِلبَصِيرِ بِهَا... عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ تَخْدي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لَاهِيةٌ... ذَاوَبِلٌ وَقْعُوهُنَّ الأَرْضَ تَحْلِيلُ حَرْفٌ أَبُوهَا أَخُوهَا مِنْ مُهَجَّنَةٍ... وَعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شَمْلِيلُ سُمرُ العُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَا زِيمًا... مَا إِنْ يَقيهِنَّ حَدَّ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ يَوْمًا تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ تَرفَعُهَا... مِنَ اللَّوَامِعِ تَخْلِيطٌ وَتَزْيِيلُ كَأنَّ أَوْبَ يَدَيْهَا بَعْدَمَا نَجَدَتْ... وَقَدْ تَلَفَّعَ بِالقُورِ العَسَاقِيلُ أَوْبُ يَدَيْ ثاكِلٍ شَمْطَاءَ مُعْوِلةً... قَامَتْ تُجَاوِبُهَا شُمْطٌ مَثَاكِيلُ نُوَاحةٌ رَخْوةُ الضَّبْعَيْنِ لَيسَ لَهَا... لَمَّا نَعَى بَكْرَهَا النَّاعُونَ مَعْقُولُ تَسْعَى الوُشَاةُ بدَفَّيْهَا وَقِيلِهِمُ... بأنَّكَ يَا ابْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ خَلُّوا طَرِيقَ يَدَيْهَا لَا أَبَا لَكُمُ... فَكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ مَفْعُولُ كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ... يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي... وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ فَقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِرًا... وَالْعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبُولُ مَهْلًا رَسُولَ الَّذِي أَعْطَاكَ نَافِلَةَ... الْقُرْآنِ فِيه مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ لَا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الوُشَاةِ وَلَمْ... أُجْرِمْ وَلَوْ كَثُرَتْ عَنِّي الأقَاوِيلُ لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ لَهُ... أَرَى وَأَسمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ لَظَلَّ يُرْعَدُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ... عِنْدَ الرَّسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْوِيلُ حَتَّى وَضَعْتُ يَمِينِي لَا أُنَازِعُهُ... فِي كَفٍّ ذِي نَقِمَاتٍ قَوْلُهُ الْقِيلُ فَكَانَ أَخْوَفَ عِنْدِي إِذْ أُكَلِّمُهُ... إِذْ قِيلَ إِنَّكَ مَنْسُوبٌ وَمَسْؤُولُ مِنْ خَادِرٍ شَبَّكَ الأنْيَابَ طَاعَ لَهُ... بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغَامَيْنِ عِنْدَهُمَا... لَحْمٌ مِنَ الْقَوْمِ مَنْثُورٌ خَرَادِيلُ مِنْهُ تَظَلُّ حَمِيرُ الْوَحْشِ ضَامِرَةً... وَلَا تَمشَّى بِوَادِيهِ الأرَاجِيلُ وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ... مُطَرَّحُ الْبَزِّ وَالدِّرْسَانِ مَأْكُولُ إِنَّ الرَّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ... وَصَارِمٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ فِي فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ... بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أنْكاسٌ وَلَا كُشُفٌ... عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ شُمُّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لِباسُهُمُ... مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الهَيْجَا سَرَابِيلُ بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ... كَأَنَّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَجْدُولُ يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ البُزْلِ يَعْصِمُهُم... ضَرْبٌ إِذَا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيلُ لَا يَفْرَحُونَ إِذَا نَالَتْ رِمَاحُهُمُ... قَوْمًا وَلَيْسوا مَجَازِيعًا إِذَا نِيلُوا مَا يَقَعُ الطَّعْنُ إِلَّا فِي نُحُورِهُمُ ... وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ