الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني ، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

2 - «أنا أوْلى النَّاسِ بعيسَى ابنِ مَرْيمَ في الدُّنيا والآخِرةِ، الأنْبياءُ إخْوةٌ لعَلَّاتٍ، أمَّهاتُهم شَتَّى ودينُهم واحدٌ، وليس بَيْني وبيْنَ عيسَى ابنِ مَريمَ نَبيٌّ».

3 - انتَهَيْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في قُبَّةٍ مِن أدَمٍ حَمْراءَ في نحْوٍ مِن أربعينَ رجُلًا، فقال: إنَّه مَفتوحٌ لكُم، وأنتُم مَنْصورونَ ومُصيبونَ، فمَن أدرَكَ ذلكَ منكُم، فلْيَتَّقِ اللهَ، ولْيَأمُرْ بالمعروفِ، ولْيَنْهَ عنِ المُنكَرِ، ولْيَصِلْ رَحِمَه، ومثَلُ الَّذي يُعينُ قومَهُ على غيْرِ الحَقِّ كمَثَلِ البَعيرِ يَتردَّى فهو يَمُدُّ بذَنَبِه.

4 - كان أخَوانِ على عَهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكان أَحَدُهُما يَأْتي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والآخَرُ يَحْتَرِفُ، فَشَكا المُحْتَرِفُ أَخاهُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم ورواته عن آخرهم أثبات ثقات
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 324
التصنيف الموضوعي: إجارة - كسب الرجل وعمله بيده علم - الحث على طلب العلم علم - فضل العلم علم - فضل مجالس العلم والذكر
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

5 - كان الرَّجلُ منَّا إذا قَدِم المدينةَ، فكان له بها عَرِيفٌ نزَلَ على عَريفِه ، وإنْ لم يكُنْ له بها عَرِيفٌ نزَلَ الصُّفَّةَ، فقَدِمتُ المدينةَ ولم يكُنْ لي بها عَرِيفٌ، فنزَلْتُ الصُّفَّةَ، وكان يَجِيءُ علينا مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلَّ يومٍ مُدٌّ مِن تَمرٍ بيْن اثنينِ، ويَكْسُونا الخُنُفَ، فصلَّى بنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعْضَ صَلواتِ النَّهارِ، فلمَّا سلَّمَ ناداهُ أهلُ الصُّفَّةِ يَمينًا وشِمالًا: يا رَسولَ اللهِ، أحْرَقَ بُطونَنا التَّمرُ وتَخرَّقَت عنَّا الخُنُفُ ، فقام رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى مِنبرِه، فصَعِد، فحَمِد اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذَكرَ شِدَّةَ ما لَقِيَ مِن قَومِه، حتَّى قال: ولَقدْ أُتِيَ علَيَّ وعلى صاحبِي بِضعَ عشْرةَ ما لي وله طَعامٌ إلَّا البَريرُ -قال: فقُلتُ لأبي حَربٍ: وأيُّ شَيءٍ البَريرُ؟ قال: طَعامُ سُوءٍ؛ ثمَرُ الأراكِ- فقَدِمْنا على إخوانِنا هؤلاء مِنَ الأنصارِ، وعَظيمُ طَعامِهم التَّمرُ، فَواسَونا فيه، وواللهِ لوْ أجِدُ لكم الخُبزَ واللَّحمَ لَأشْبَعْتُكم منه، ولكنْ عَسى أنْ تُدرِكوا زَمانًا أو مَن أدْرَكَه منكم يُغْدى ويُراحُ عليكم بالجِفانِ، وتَلْبَسون مِثلَ أستارِ الكعبةِ، قال داودُ: قال لي أبو حَربٍ: يا داودُ، وهلْ تَدْري ما كان أستارُ الكَعبةِ يومئذٍ؟ قُلتُ: لا، قال: ثِيابٌ بِيضٌ كان يُؤتَى بها مِنَ اليمنِ. قال داودُ فحدَّثْتُ بهذا الحديثِ الحسَنَ بنَ أبي الحسَنِ، فقال: وقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنتُم اليومَ خيرٌ منكم يومئذٍ، أنتُم اليومَ إخوانٌ بنِعمةِ اللهِ، وأنتم يومئذٍ أعداءٌ يَضرِبُ بعضُكم رِقابَ بعضٍ .
 

1 - المسلمُ أَخو المسلمِ، ولا يَحِلُّ لمسلمٍ إنْ باعَ مِن أخيهِ بَيعًا فيه عَيبٌ أنْ لا يُبيِّنَه له.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عقبة بن عامر الجهني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2184
التصنيف الموضوعي: إسلام - صفة المسلم بيوع - البيع على بيع أخيه المسلم اعتصام بالسنة - أوامر النبي ونواهيه وتقريراته الولاء والبراء - موالاة المسلمين بر وصلة - حق المسلم على المسلم

2 - سمِعْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ يَومَ الحُدَيْبيَةِ وهو آخِذٌ بضَبْعِ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ رَضيَ اللهُ عنه وهو يَقولُ: «هذا أميرُ البَرَرةِ ، وقاتِلُ الفَجَرةِ، مَنصورٌ مَن نصَرَه، ومَخْذولٌ مَن خذَلَه»، ثمَّ مدَّ بها صَوتَه.

3 - خَرَجْنا نُريدُ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومعنا وائلُ بنُ حُجْرٍ، فأخَذَه عَدُوٌّ له، فتَحَرَّج القومُ أنْ يَحلِفوا، وحَلَفتُ أنَّه أخي، فخُلِّيَ سَبيلُه، فأتَينا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخبَرتُه أنَّ القَومَ تَحَرَّجوا، وحَلَفتُ أنا أنَّه أخي، فقالَ: صَدَقْتَ؛ المُسلِمُ أخو المُسلِمِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : سويد بن حنظلة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8031
التصنيف الموضوعي: أيمان - المعاريض في اليمين الولاء والبراء - موالاة المسلمين بر وصلة - حق المسلم على المسلم

4 - أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ في حَجَّةِ الوَداعِ ، فقالَ: «إنَّ الشَّيْطانَ قد يَئِسَ بأنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ، ولكنَّهُ رَضيَ أنْ يُطاعَ فيما سِوى ذلك مِمَّا تُحاقِرونَ مِنْ أَعْمالِكُمْ، فاحْذَروا يا أَيُّها النَّاسُ، إنِّي قدْ تَرَكْتُ فيكُمْ ما إنِ اعْتَصَمْتُمْ به فلن تَضِلُّوا أَبدًا؛ كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نَبِيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إنَّ كُلَّ مُسْلمٍ أَخو مُسْلمٍ، المُسْلِمونَ إخْوَةٌ، ولا يَحِلُّ لامْرِئٍ مِنْ مالِ أَخيهِ إلَّا ما أَعْطاهُ عَنْ طيبِ نَفْسٍ، ولا تَظْلِموا، ولا تَرْجِعوا بَعْدي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقابَ بَعْضٍ».
خلاصة حكم المحدث : احتج البخاري بأحاديث عكرمة واحتج مسلم بأبي أويس، وسائر رواته متفق عليهم، [وله شاهد]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 322
التصنيف الموضوعي: حج - حجة النبي صلى الله عليه وسلم ديات وقصاص - تحريم القتل مظالم - تحريم الظلم اعتصام بالسنة - الأمر بالتمسك بها قرآن - التمسك بالقرآن وتطبيق ما فيه

5 - عن عبدِ اللهِ بنِ ثَعْلبةَ: أنَّه أتى عَبدَ الرَّحمنِ بنَ كَعبِ بنِ مالِكٍ وهو في إزارٍ جَرَدٍ، وطافَ وحَلَقَ قدِ الْتَبَبْتُ به وهو أعمَى يُقادُ، قالَ: فسَلَّمتُ عليه، فقالَ: مَن هذا؟ قُلتُ: عَبدُ اللهِ بنُ ثَعلبةَ. قالَ: أخو بَني حارِثةَ؟ قُلتُ: نَعَم، قال: وخَتَنُ جُهَينةَ؟ قُلتُ: نَعَم، قالَ: هلْ سَمِعتَ أباك يُحَدِّثُ بحَديثٍ سَمِعتَه يُحَدِّثُ به عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: لا أدْري، قالَ: سَمِعتَ أباك يَقولُ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقولُ: مَنِ اقتَطَعَ مالَ امرِئٍ مُسلِم بيَمينٍ كاذِبةٍ كانتْ نُكتةً سَوداءَ في قَلبِه، لا يُغَيِّرُها شَيءٌ إلى يَومِ القِيامةِ؟ قُلتُ: لا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : كعب بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8010
التصنيف الموضوعي: أيمان - الحلف كاذبا متعمدا مظالم - تحريم الظلم رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال علم - التثبت في الحديث مظالم - خطورة المظالم

6 - أقْبَلَ أُبيُّ بنُ خَلَفٍ يومَ أُحُدٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُريدُهُ، فاعْتَرَضَ رجالٌ مِنَ المؤمنينَ، فأَمَرَهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فخَلَّوْا سَبيلَهُ، فاسْتَقْبلَهُ مُصعبُ بنُ عُمَيْرٍ أخو بني عبدِ الدَّارِ، ورأى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تُرقُوَةَ أُبيٍّ مِن فُرجةٍ بيْنَ سابغةِ الدِّرْعِ والبَيْضَةِ، فطَعَنَهُ بحربتِهِ فسَقَطَ أُبيٌّ عنْ فرَسِهِ، ولمْ يخْرُجْ مِن طعنتِهِ دمٌ، فكَسَرَ ضِلَعًا مِن أضلاعِهِ، فأتاهُ أصحابُهُ وهو يَخورُ خَوْرَ الثَّورِ، فقالوا له: ما أعْجَزَكَ إنَّما هو خَدْشٌ! فذَكَرَ لهم قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «بل أنا أَقْتُلُ أُبيًّا». ثُمَّ قالَ: والَّذي نَفْسي بيدِهِ لوْ كان هذا الَّذي بي بأهلِ ذي المجازِ لماتوا أجمعينَ. فماتَ أُبيٌّ إلى النَّارِ، سُحقًا لأصحابِ السَّعيرِ قبلَ أنْ يَقدَمَ مكَّةَ، فأَنزلَ اللهُ: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ} [الأنفال: 17]، الآيةَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : المسيب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3205
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الأنفال جهاد - غضب الله على من قتله النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - القطع بدخول أحد الجنة أو النار

7 - "إنَّ اللهَ يَدْعو نوحًا وقَومَه يَومَ القيامةِ أوَّلَ النَّاسِ، فيَقولُ: ماذا أجَبْتُم نوحًا؟ فيَقولونَ: ما دَعانا، وما بلَّغَنا، ولا نصَحَنا، ولا أمَرَنا، ولا نَهانا، فيَقولُ نوحٌ: دَعَوْتُهم يا ربِّ دعاءً فاشيًا في الأوَّلينَ والآخِرينَ أمَّةً بعدَ أمَّةٍ حتَّى انْتَهى إلى خاتَمِ النَّبيِّينَ أحمَدَ، فانتسَخَه وقَرَأه، وآمَنَ به، وصدَّقَه، فيَقولُ اللهُ للمَلائكةِ: ادْعوا أحمَدَ وأمَّتَه، فيَأْتي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأمَّتُه يَسْعى نورُهُم بيْنَ أيْديهم، فيَقولُ نوحٌ لمحمَّدٍ وأمَّتِه: هل تَعلَمونَ أنِّي بلَّغْتُ قَوْمي الرِّسالةَ واجتَهَدْتُ لهم بالنَّصيحةِ، وجَهِدْتُ أنْ أستَنقِذَهُم منَ النَّارِ سرًّا وجِهارًا، فلم يَزِدْهُم دُعائي إلَّا فِرارًا؟ فيقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأمَّتُه: «فإنَّا نشهَدُ بما نَشَدْتَنا به أنَّكَ في جَميعِ ما قُلتَ منَ الصَّادِقينَ»، فيقولُ قومُ نوحٍ: وأنَّى علِمْتَ هذا يا أحمَدُ أنتَ وأمَّتُكَ، ونحن أوَّلُ الأُممِ، وأنتَ وأمَّتُكَ آخِرُ الأُممِ؟! فيقولُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [نوح: 1]، قرَأَ السُّورةَ حتَّى ختَمَها، فإذا ختَمَها، قالَتْ أمَّتُه: نشهَدُ أنَّ هذا لَهو القصَصُ الحَقُّ، وما من إلهٍ إلَّا اللهُ، وأنَّ اللهَ لَهوَ العَزيزُ الحَكيمُ ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ عندَ ذلك: «امْتازوا اليومَ أيُّها المجرِمونَ، فهُم أوَّلُ مَن يَمْتازُ في النَّارِ».
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4060
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة نوح أنبياء - نوح فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خاتم الأنبياء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

8 - اكتُمِ الخِطْبةَ، ثُمَّ تَوضَّأْ، فأَحسِنْ وُضوءَكَ، ثُمَّ صَلِّ ما كَتَبَ اللهُ لكَ، ثُمَّ احمَدْ ربَّكَ ومَجِّدْه، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَقدِرُ ولا أَقدِرُ، وتَعلَمُ ولا أَعلمُ، وأنتَ علَّامُ الغُيوبِ، فإنْ رَأيتَ لي في فُلانةَ -يُسمِّيها باسمِها- خيرًا لي في ديني ودُنْيايَ وآخِرَتي فاقدُرْها لي، وإنْ كان غيرُها خيرًا لي في ديني ودُنْياي وآخِرَتي فاقدُرْها لي.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : [أبو أيوب الأنصاري] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2735 التخريج : أخرجه أحمد (23596)، وابن خزيمة (1220)، وابن حبان (4040) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - ما يقول عند الاستخارة صلاة - صلاة الاستخارة اعتصام بالسنة - تعليم النبي السنن لأصحابه رقائق وزهد - الوصايا النافعة علم - تعليم الناس وفضل ذلك
|أصول الحديث

9 - قالَ عُمرُ: يا رسولَ اللهِ، سَمِعْتُ فُلانًا يَذْكُرُ ويُثْني خَيْرًا، زَعَمَ أنَّكَ أعْطَيْتَهُ دينارَيْنِ. قالَ: «لَكنْ فُلانٌ ما يقولُ ذلك، ولقَدْ أصابَ مِنِّي ما بين مِائةٍ إلى عَشَرةٍ». قالَ: ثُمَّ قالَ: «وإنَّ أَحَدَكُمْ ليَخْرُجُ مِن عندي بمَسْأَلَتِهِ مُتَأَبِّطَها -قالَ أحمدُ: أَوْ نَحْوَهُ- وما هي إلَّا نارٌ». قالَ: فقالَ عُمرُ: يا رسولَ اللهِ، فلِمَ تُعْطيهِمْ؟ قالَ: «ما أَصْنَعُ؟ يَسْأَلوني ويَأْبى اللهُ ليَ البُخْلَ».

10 - اكتُمِ الخِطبةَ، ثمَّ تَوَضَّأْ فأَحسِنِ وُضوءَكَ، ثمَّ صَلِّ ما كَتَب اللهُ لكَ، ثمَّ احمَدْ رَبَّكَ ومَجِّدْه، ثمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إنَّكَ تَقدِرُ ولا أقدِرُ، وتَعلَمُ ولا أعلَمُ، وأنت عَلَّامُ الغُيوبِ، فإنْ رَأيتَ لي فُلانةَ -تُسَمِّيها باسمِها- خَيرًا لي في ديني ودُنيايَ وآخِرَتي، فاقدُرْها لي، وإنْ كان غَيرُها خَيرًا لي منها في ديني ودُنياي وآخِرَتي، فاقضِ لي بها -أو قالَ: فاقدُرْها لي-

11 - تَفرَّقَ النَّاسُ عنْ أبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنه، فقالَ له أخو أَهلِ الشَّامِ: أيُّها الشَّيخُ، حدِّثْنا حَديثًا سَمِعْتَه مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: أَوَّلُ النَّاسِ يُقْضى فيه يومَ القيامةِ، رَجلٌ استُشهِدَ فأُتِيَ به، فعَرَّفَه نِعَمَه فعَرَفَها، قالَ: فما عَمِلْتَ فيه؟ قالَ: قاتلتُ فيكَ حتَّى قُتِلتُ، قالَ: كَذَبْتَ، ولكن قاتلتَ؛ ليُقالَ: هو جَريءٌ ، فقد قيلَ، قالَ: ثُمَّ أُمِرَ به، فيُسحَبُ على وَجهِه، حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ، ورَجلٌ تَعلَّمَ العِلمَ، وعَلَّمَه، وقَرأَ القرآنَ، فأُتِيَ به، فعَرَّفَه نِعَمَه عليه، فعَرَفَها، قالَ: ما عَمِلتَ فيها؟ فقالَ: تَعلَّمتُ فيكَ العِلمَ، وعَلَّمتُه، وقرأتُ فيكَ القرآنَ، فيقولُ: كَذبْتَ، ولكنَّكَ تَعلَّمْتَ العِلمَ؛ ليُقالَ: هو عالِمٌ، وقرأتَ القرآنَ؛ ليُقالَ: هو قارئٌ، فقد قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به، فيُسحَبُ على وَجهِه حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ، ورَجلٌ وَسَّعَ اللهُ عليه، فأَعْطاهُ مِن أَنْواعِ المالِ، فأُتِيَ به، فعَرَّفَه نِعَمَه، فعَرَفَها، قالَ: ما عَمِلتَ فيها؟ فقالَ: ما عَلِمتُ مِن شيءٍ تُحبُّ أنْ يُنفَقَ فيه إلَّا أَنفقْتُ فيه. قالَ: كذَبْتَ، ولكنَّكَ فَعلْتَ؛ ليُقالَ: هو جَوادٌ ، فقد قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به، فسُحِبَ على وَجهِه، حتَّى أُلقِيَ في النَّارِ.

12 - أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خطَبَ النَّاسَ، فقال: يومُ الخَلاصِ، وما يومُ الخَلاصِ؟! ثلاثَ مرَّاتٍ، فقيل: يا رَسولَ اللهِ، ما يومُ الخَلاصِ؟ فقال: يَجِيءُ الدَّجَّالُ، فيَصعَدُ أُحدًا فيَطَّلِعُ فيَنظُرُ إلى المدينةِ، فيَقولُ لأصحابِه: ألَا تَرَون إلى هذا القصرِ الأبيضِ؟ هذا مَسجِدُ أحمدَ، ثمَّ يَأتي المدينةَ، فيَجِدُ بكلِّ نَقْبٍ مِن نِقابِها ملَكًا مُصْلِتًا، فيَأتي سَبْخةَ الجَرْفِ، فيَضرِبُ رِواقَه، ثمَّ تَرتجِفُ المدينةُ ثلاثَ رَجَفاتٍ، فلا يَبْقى مُنافقٌ ولا مُنافِقةٌ، ولا فاسقٌ ولا فاسقةٌ؛ إلَّا خرَجَ إليه، فتَخلُصُ المدينةُ، وذلك يومُ الخلاصِ.

13 - أنَّه ماتَ له ابنٌ، فكتَبَ إليه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعزِّيه عليه: «بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ ، من محمَّدٍ رَسولِ اللهِ إلى مُعاذِ بنِ جَبلٍ، سَلامٌ عليكَ، فإنِّي أحمَدُ إليكَ اللهَ الَّذي لا إلَهَ إلَّا هو ، أمَّا بعدُ، فأعظَمَ اللهُ لكَ الأجْرَ، وألهَمَكَ الصَّبرَ، ورزَقَنا وإيَّاكَ الشُّكرَ، فإنَّ أنفُسَنا وأمْوالَنا وأهْلينا وأوْلادَنا من مَواهِبِ اللهِ عزَّ وجلَّ الهَنيئةِ وعَواريهِ المُستَودَعةِ، متَّعَكَ به في غِبْطةٍ وسُرورٍ، وقبَضَه منكَ بأجْرٍ كَبيرٍ، الصَّلاةُ والرَّحمةُ والهُدى، إنِ احتَسَبْتَه ، فاصْبِرْ، ولا يُحبِطُ جزَعُكَ أجْرَكَ فتَندَمَ، واعلَمْ أنَّ الجَزعَ لا يرُدُّ شَيئًا، ولا يَدفَعُ حُزنًا، وما هو نازِلٌ فكانَ قدْ، والسَّلامُ».
خلاصة حكم المحدث : غريب حسن إلا أن مجاشع بن عمرو ليس من شرط هذا الكتاب
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5281
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - التعزية رقائق وزهد - الصبر على البلاء آداب السلام - إرسال السلام جنائز وموت - الصبر على الأمراض والآلام والمصائب رقائق وزهد - الإيجاز في الموعظة

14 - عنْ أبي بَكرٍ أحمَدَ بنِ مُحمَّدِ بنِ عيسَى صاحِبِ التَّأْريخِ، قالَ: وممَّا انْتَهى إلينا مِن خَبرِ حِمصَ، ومَن نَزَلَها مِن أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومن مَوالي قُرَيشٍ ثَوْبانُ بنُ بُجْدُدٍ يُكَنَّى أبا عَبدِ اللهِ، رَجُلٌ مِنَ الأَلْهانِ أصابَه السَّبيُ فأعتَقَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقالَ له: يا ثَوْبانُ، إنْ شئْتَ أنْ تَلحَقَ بمَن أنتَ منه فعَلْتَ، فأنتَ منهم، وإنْ شئْتَ أنْ تَثبُتَ، وأنتَ منَّا أهْلَ البَيتِ على وَلاءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: بل أثبُتُ على وَلاءِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فماتَ بحِمصَ في إمارةِ عَبدِ اللهِ بنِ قُرطٍ عليها سنةَ أربَعٍ وخَمْسينَ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : بكر بن أحمد بن حفص الوصابي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6164
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين مناقب وفضائل - موالي النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه

15 - أوَّلُ ما بُدئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منَ الوَحيِ الرُّؤْيا الصَّادِقةُ في النَّومِ، كان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْه مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ ، فكانَ يأْتي جبَلَ حِراءٍ ، فيَتحنَّثُ وهو التَّعبُّدُ حتَّى فاجأَهُ الحقُّ وهو في غارِ حِراءٍ ، فجاءَه الملَكُ فيه، فقالَ: اقرَأْ، قالَ: فقلْتُ: «ما أنا بقارئٍ»، قالَ: "فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بلَغَ منِّي الجَهدَ، ثمَّ أرسَلَني ، فقالَ لي: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 1 -5 ]"، قالَ: فرجَعَ بها تَرجُفُ بَوادِرُه حتَّى دخَلَ على خَديجةَ، فقالَ: «زَمِّلوني زَمِّلوني»، فزَمَّلوه حتَّى ذهَبَ عنه الرَّوعُ ، فقالَ: «يا خَديجةُ، ما لي؟» فأخْبَرَها الخَبرَ، وقالَ: «قد خَشِيتِ عليَّ»، فقالَتْ له: كلَّا، أبشِرْ فواللهِ لا يُخْزيكَ اللهُ أبدًا، إنَّكَ لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ في الحَديثِ، وتَحمِلُ الكَلَّ ، وتُقْري الضَّيفَ، وتُعينُ على نَوائبِ الحقِّ، ثمَّ انطلَقَتْ به خَديجةُ حتَّى أتَتْ به وَرَقةَ بنَ نَوفَلِ بنِ أسَدِ بنِ عَبدِ العُزَّى بنِ قُصَيٍّ وهو عمُّ خَديجةَ أخو أبيها، وكانَ امْرأً تَنصَّرَ في الجاهِليَّةِ، وكانَ يَكتُبُ العَربيَّةَ ويَكتُبُ بالعَربيَّةِ منَ الإنْجيلِ ما شاءَ اللهُ أنْ يَكتُبَ، وكانَ شَيخًا كَبيرًا قد عَميَ، قالَتْ خَديجةُ: أيْ عمُّ، اسمَعْ منَ ابنِ أخيكَ، قالَ وَرَقةُ بنُ نَوفَلٍ: يا ابنَ أخي، ماذا تَرى؟ فأخبَرَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خبَرَ ما رَأى، فقالَ وَرَقةُ: هذا النَّاموسُ الَّذي أُنزِلَ على موسَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

16 - عن ابنِ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهُما، قال: كُنتُ في الحَطيمِ مع حُذَيفةَ فذكَرَ حَديثًا، ثمَّ قال: لَتُنقَضَنَّ عُرى الإسلامِ عُروةً عُروةً، ولَيَكونَنَّ أئمَّةٌ مُضِلُّون، وليَخرُجَنَّ على أثرِ ذلكَ الدَّجَّالُون الثَّلاثةُ، قُلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، قدْ سَمِعتَ هذا الَّذي تقولُ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قال: نعمْ سَمِعتُه. وسَمِعتُه يَقولُ: يَخرُجُ الدَّجَّالُ مِن يَهوديَّةِ أصبهانَ ، عَيْنُه اليُمنى مَمسوخةٌ، والأُخرى كأنَّها زَهْرةٌ تَشُقُّ الشَّمسَ شقًّا، ويَتناوَلُ الطَّيرَ مِنَ الجَوْلةِ ثَلاثَ صَيْحاتٍ، يَسْمَعُهنَّ أهلُ المشرِقِ وأهلُ المغرِبِ، ومعه جَبَلانِ: جبَلٌ مِن دُخَانٍ ونارٍ، وجبَلٌ مِن شجَرٍ وأنهارٍ، ويقولُ: هذه الجنَّةُ، وهذه النَّارُ. وسَمِعتُه يَقولُ: يَخرُجُ مِن قبْلِه كذَّابٌ، قال: قُلتُ: فما الثَّالثُ؟ قال: إنَّه أكذَبُ الكذَّابينَ؛ إنَّه يَخرُجُ مِن قِبلِ المشرِقِ، يَتْبَعُه حُشارةُ العربِ وسِفلةُ الموالي، أوَّلُهم مَنصورٌ، وآخِرُهم مَثْبورٌ هَلاكُهم على قَدْرِ سُلطانِهم، عليهم اللَّعنةُ مِنَ اللهِ دائمةً. قال: فقُلتُ: العجَبُ كلُّ العجَبِ! قال: وأعجَبُ مِن ذلكَ سيكونُ، فإذا سَمِعتَ به فالهرَبَ الهرَبَ، قال: قُلتُ: كيْف أصنَعُ بمَن خلَّفْتُ؟ قال: مُرْهُم فلْيَلحَقوا برُؤوسِ الجبالِ، قال: قُلتُ: فإنْ لم يُترَكوا وذلكَ، قال: مُرْهُم أنْ يَكونوا أحلاسًا مِن أحلاسِ بُيوتِهم، قال: قُلتُ: فإنْ لم يُترَكوا وذلكَ، قال: يا ابنَ عُمرَ، زَمانُ خَوفٍ وهَرْجٍ وسَلْبٍ، قال: فقُلتُ: يا أبا عبدِ اللهِ، ما لهذا الهرْجِ مِن فَرَجٍ؟ قال: بَلى؛ إنَّه ليْس مِن هَرْجٍ إلَّا وله فَرَجٌ، ولكنْ أيْن ما يَبْقى لها؟! إنَّها فِتنةٌ يُقالُ لها: الخارقةُ، تَأْتي على صَريحِ العربِ، وصَريحِ المَوالي، وذَوِي الكُنوزِ، وبقيَّةِ النَّاسِ، ثمَّ تَنْجلي عن أقلَّ مِنَ القليلِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد، ولم يخرجاه
الراوي : حذيفة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8836
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - خروج الكذابين والمتنبئين أشراط الساعة - كثرة الهرج أشراط الساعة - صفة الدجال فتن - ظهور الفتن فتن - فتنة الدجال

17 - تَحدَّثْنا عِندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ لَيلةٍ، وأكثَرْنا الحديثَ، قال: ثمَّ تَراجَعْنا إلى البيوتِ، فلمَّا أصبَحْنا غَدَوْنا على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عُرِضَت علَيَّ الأنبياءُ اللَّيلةَ بأتْباعِها مِن أُمَّتِها، فجَعَل النَّبيُّ يَجِيءُ ومعه الثَّلاثةُ مِن قَومِه، والنَّبيُّ ومعه العِصابةُ، والنَّبيُّ ومعه النَّفرُ ، والنَّبيُّ ليْس معه مِن قَومِه أحدٌ، حتَّى أتى علَيَّ مُوسى بنُ عِمرانَ في كَبْكَبةٍ مِن بني إسرائيلَ، فلمَّا رَأيْتُهم أعْجَبوني، فقُلتُ: ربِّ مَن هؤلاء؟ قال: هذا أخوك مُوسى بنُ عِمرانَ ومَن تَبِعَه مِن بَني إسرائيلَ، قال: قُلتُ: ربِّ، فأيْن أُمَّتي؟ فقيل لي: انظُرْ عن يَمينِكَ، فإذا الظِّرابُ -ظِرابُ مكَّةَ- قدْ سُوِّدَ بوُجوهِ الرِّجالِ، فقُلتُ: ربِّ، مَن هؤلاء؟ قال: أُمَّتك، قال: فقِيل لي: هلْ رَضِيتَ؟ فقُلتُ: ربِّ، رَضِيتُ، قال: ثمَّ قيل لي: إنَّ مع هؤلاء سَبعينَ ألْفًا يَدخُلون الجنَّةَ لا حِسابَ عليهم. قال: فأنْشَأَ عُكَّاشةُ بنُ مِحصَنٍ أخو بَني أسَدِ بنِ خُزَيمةَ، فقال: يا نَبيَّ اللهِ، ادْعُ ربَّك أنْ يَجعَلَني منهم، قال: اللَّهمَّ اجْعَلْه منهم، ثمَّ أنشَأَ رجُلٌ آخَرُ، فقال: يا نَبيَّ اللهِ، ادْعُ ربَّك أنْ يَجعَلَني منهم، قال: فقال: سَبَقَك بها عُكَّاشةُ. قال: ثمَّ قال نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فِدًا لكمْ أبي وأُمِّي، إنِ استَطعْتُم أنْ تَكونوا مِنَ السَّبعينَ، فكُونوا،  فإنْ عَجَزْتُم وقصَّرْتُم، فكُونوا مِن أهلِ الأُفقِ؛ فإنِّي رَأيتُ ثَمَّ ناسًا يَتهرَّشُون كثيرًا. قال: ثمَّ قال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنِّي لَأرجو أنْ يكونَ مَن تَبِعَني مِن أُمَّتي رُبعَ أهلِ الجنَّةِ، قال: فكَبَّرْنا، ثمَّ قال: إنِّي لَأرجو أنْ تَكونوا الثُّلثَ، فكَبَّرْنا، ثمَّ قال: إنِّي لَأرجو أنْ تَكونوا الشَّطرَ، فكَبَّرْنا، قال: فتَلا نَبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ} [الواقعة: 39، 40]. قال: فراجَعَ المسْلِمون على هؤلاء السَّبعينَ، فقالوا: أتُراهم ناسًا وُلِدوا في الإسلامِ ثمَّ لم يَزالوا يَعمَلون به حتَّى ماتوا عليه؟ فنُمِيَ حَديثُهم ذلكَ إلى نَبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: ليْس كذلكَ، ولكنَّهم لا يَسْترْقُون، ولا يَكْتَوون، ولا يَتطيَّرون، وعلى ربِّهم يَتوكَّلون.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8947
التصنيف الموضوعي: أنبياء - موسى طب - الرقية طب - الطيرة والفأل طب - الكي مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

18 - عنْ إبْراهيمَ بنِ مُحمَّدِ بنِ طَلْحةَ قالَ: قالَ طَلْحةُ بنُ عَبدِ اللهِ: حضَرْتُ سوقَ بُصْرى، فإذا راهِبٌ في صَوْمعَتِه يَقولُ: سَلوا أهْلَ هذا المَوسِمِ ، أفيهم أحَدٌ مِن أهْلِ الحَرَمِ؟ قالَ طَلْحةُ: قُلْتُ: نعمْ أنا، فقالَ: هل ظهَرَ أحمَدُ بعدُ؟ قالَ: قُلْتُ: ومَن أحمَدُ؟ قالَ: ابنُ عَبدِ اللهِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ هذا شَهرُه الَّذي يَخرُجُ فيه، وهو آخِرُ الأنْبياءِ، مَخرَجُه منَ الحَرَمِ، ومُهاجَرُه إلى نَخْلٍ، وحَرَّةَ، وسِباخَ، فإيَّاكَ أنْ تُسبَقَ إليه، قالَ طَلْحةُ: فوقَعَ في قَلْبي ما قالَ، فخرَجْتُ سَريعًا حتَّى قدِمْتُ مكَّةَ، فقُلْتُ: هل كانَ مِن حَدَثٍ؟ قالوا: نعمْ، مُحمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ الأمينُ تَنبَّأَ، وقد تَبِعَه ابنُ أبي قُحافةَ، قالَ: فخرَجْتُ حتَّى دخَلْتُ على أبي بَكرٍ، فقُلْتُ: اتَّبعْتَ هذا الرَّجلَ؟ قالَ: نعمْ، فانطَلِقْ إليه، فادخُلْ عليه فاتَّبِعْه؛ فإنَّه يَدْعو إلى الحَقِّ، فأخْبَرَه طَلْحةُ بما قالَ الرَّاهِبُ ، فخرَجَ أبو بَكرٍ بطَلْحةَ، فدخَلَ به على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسلَمَ طَلْحةُ، وأخبَرَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما قالَ الرَّاهِبُ ، فسُرَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا أسلَمَ أبو بَكرٍ وطَلْحةُ أخَذَهما نَوْفَلُ بنُ خُوَيلِدِ بنِ العَدَويَّةِ، فشَدَّهما في حَبلٍ واحدٍ ولم يَمنَعْهما بَنو تَيْمٍ، وكانَ نَوْفَلُ بنُ خُوَيلِدٍ يُدْعى أسَدَ قُرَيشٍ؛ فلذلك سُمِّيَ أبو بَكرٍ وطَلْحةُ القَرينَينِ، ولم يَشهَدْ طَلْحةُ بنُ عُبَيدِ اللهِ بَدرًا؛ وذلك أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ وَجَّهَه وسَعيدَ بنَ زَيدٍ يَتحَسَّسانِ خبَرَ العِيرِ، فانصَرَفا، وقد فرَغَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن قِتالِ مَن لَقِيَه منَ المُشْركينَ، فلَقِياهُ بتُرْبانَ فيما بيْنَ ملَلَ وسَيَالةَ على المَحَجَّةِ مُنصَرِفًا مِن بَدرٍ، ولكنَّه شهِدَ أُحُدًا وغيرَ ذلك منَ المَشاهِدِ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانَ ممَّن ثبَتَ معَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ أُحُدٍ حينَ وَلَّى النَّاسُ، وبايَعَه على المَوتِ، ورَمى مالِكُ بنُ زُهَيرٍ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَئذٍ فاتَّقى طَلْحةُ بيَدِه وَجهَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأصابَ خِنصَرَه فشُلَّتْ، فقالَ: حَسْ حَسْ حينَ أصابَتْه الرَّمْيةُ، فذكَرَ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: لو قالَ: بسمِ اللهِ لدخَلَ الجنَّةَ، والنَّاسُ يَنظُرونَ إليه، وضُرِبَ طَلْحةُ يومَئذٍ في رأْسِه المُصلَبةِ ضَرَبَه رَجُلٌ مِنَ المُشرِكينَ ضَربَتَينِ، ضَرْبةً وهو مُقبِلٌ، وضَرْبةً وهو مُعرِضٌ عنه، وكانَ ضِرارُ بنُ الخطَّابِ الفِهْريُّ يَقولُ: أنا واللهِ ضرَبْتُه يومَئذٍ. فقالَ ابنُ عُمَرَ: وكانَ طَلْحةُ يُكَنَّى أبا مُحمَّدٍ، وأمُّه الصَّعْبةُ ابْنةُ عَبدِ اللهِ الحَضْرَميِّ، وقُتِلَ طَلْحةُ يومَ الجَملِ، قتَلَه مَرْوانُ بنُ الحَكَمِ، وكانَ له ابنٌ يُقالُ له مُحمَّدٌ، وهو الَّذي يُدْعى السَّجَّادَ، وبه كانَ طَلْحةُ يُكَنَّى، قُتِلَ معَ أبيهِ طَلْحةَ يومَ الجَملِ، وكانَ طَلْحةُ قَديمَ الإسْلامِ.

19 - أَمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ نَنطلِقَ إلى أرضِ النَّجاشِيِّ ، فبَلَغَ ذلك قريشًا، فبَعَثوا إلى عَمرِو بنِ العاصِ وعُمارةَ بنِ الوليدِ، وجَمَعوا للنَّجاشِيِّ هدايا فقَدِمْنا، وقَدِما على النَّجاشِيِّ فأتَوْهُ بهديَّتِهِ فقَبِلَها، وسجدوا له، ثُمَّ قالَ عمرُو بنُ العاصِ: إنَّ قومًا منَّا رَغِبوا عن دينِنا وهُم في أرضِكَ. فقالَ لهم النَّجاشِيُّ: في أرضي؟ قالا: نَعَمْ، قالَ: فبَعَثَ إلينا فقالَ لنا جعفرٌ: لا يَتكَلَّم مِنْكم أَحَدٌ، أنا خَطيبُكُم اليومَ. فانتَهَيْنا إلى النَّجاشِيِّ وهو جالِسٌ في مَجلسِهِ، وعمرُو بنُ العاصِ عنْ يمينِهِ، وعُمارةُ عنْ يسارِهِ، والقِسِّيسونَ مِنَ الرُّهبانِ جُلوسٌ سِماطَيْنِ، فقالَ له عمرٌو وعُمارةُ: إنَّهم لا يسجُدونَ لكَ. فلمَّا انتَهَيْنا إليه زَبَرَنا مَنْ عندَهُ مِنَ القِسِّيسينَ والرُّهبانِ: اسجدوا للمَلكِ، فقالَ جعفرٌ: لا نَسْجدُ إلَّا للهِ. فقالَ له النَّجاشِيُّ: وما ذاك؟ قالَ: إنَّ اللهَ بَعَثَ فينا رسولَهُ، وهو الرَّسولُ الَّذي بَشَّرَ به عيسى برسولٍ يَأْتي مِن بعدِهِ اسمُهُ أحمدُ، فأَمَرَنا أنْ نعبدَ اللهَ ولا نُشْرِكَ به شيئًا، ونُقيمَ الصَّلاةَ، ونؤتي الزَّكاةَ، وأَمَرَنا بالمعروفِ، ونَهانا عنِ المُنكَرِ. قالَ: فأعْجَبَ النَّاسَ قولُهُ. فلمَّا رأى ذلك عمرٌو قالَ له: أصْلَحَ اللهُ الملِكَ، إنَّهم يُخالفونَكَ في عيسى ابنِ مريمَ. فقالَ النَّجاشِيُّ لجعفرٍ: ما يقولُ صاحبُكَ في ابنِ مريمَ؟ قالَ: يقولُ فيه قولَ اللهِ: هو رُوحُ اللهِ وكلِمتُهُ، أخْرَجَهُ مِنَ البَتولِ العَذْراءِ ، لمْ يَقْرَبْها بَشَرٌ. قالَ: فتَناولَ النَّجاشِيُّ عودًا مِنَ الأرضِ فرَفَعَهُ فقالَ: يا معشرَ القِسِّيسينَ والرُّهبانِ، ما يَزيدُ هؤلاء على ما تَقولونَ في ابنِ مريمَ ما يَزِنُ هذه، مرحبًا بكم، وبمَنْ جئتُم مِن عندِهِ، فأنا أشْهدُ أنَّه رسولُ اللهِ، وأنَّه الَّذي بَشَّرَ به عيسى ابنُ مريمَ، ولولا ما أنا فيه مِنَ المُلكِ لأَتَيْتُهُ حتَّى أحمِلَ نَعْلَيهِ، امكُثوا في أرضي ما شِئتُم. وأَمَرَ لهم بطعامٍ وكِسوةٍ، وقالَ: رُدُّوا على هذينِ هدِيَّتَهم.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : أبو موسى | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 3250
التصنيف الموضوعي: إسلام - الأعمال التي من الإسلام أنبياء - عيسى تفسير آيات - سورة الصف فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أسماء النبي إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام

20 - عنِ الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ كَعبِ بنِ زُهَيرِ بنِ أبي سُلْمى المُزَنيِّ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّه، قالَ: خرَجَ كَعبٌ وبُجَيرٌ ابْنا زُهَيرٍ حتَّى أتَيا أبرَقَ العزَّافِ، فقالَ بُجَيرٌ لكَعبٍ: اثبُتْ في عجَلِ هذا المكانِ حتَّى آتيَ هذا الرَّجلَ، يَعني رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسمَعَ ما يَقولُ، فثبَتَ كَعبٌ وخرَجَ بُجَيرٌ، فجاءَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعرَضَ عليه الإسْلامَ، فأسلَمَ، فبلَغَ ذلك كَعبًا، فقالَ: ألَا أبْلِغا عَنِّي بُجَيرًا رِسالةً... على أيِّ شَيءٍ وَيحَ غَيرِكَ دلَّكَا على خُلُقٍ لم تُلفِ أمًّا ولا أبًا... عليه ولم تُدرِكْ عليه أخًا لَكَا سَقَاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَوِيَّةٍ... وأنْهَلَكَ المَأْمونُ منها وعَلَّكَا فلمَّا بلغَتِ الأبْياتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أهدَرَ دمَه، فقالَ: مَن لَقِيَ كَعبًا فلْيَقتُلْه، فكتَبَ بذلك بُجَيرٌ إلى أخيه يَذكُرُ له أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أهدَرَ دمَه، ويقولُ له: النَّجاءَ وما أراكَ تَنفَلِتُ، ثمَّ كتَبَ إليه بعدَ ذلك: اعلَمْ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَأْتيه أحَدٌ يَشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ إلَّا قبِلَ ذلك، وأسقَطَ ما كانَ قبلَ ذلك، فإذا جاءَكَ كِتابي هذا فأسلِمْ وأقبِلْ، فأسلَمَ كَعبٌ وقالَ القَصيدةَ الَّتي يَمدَحُ فيها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أقبَلَ حتَّى أناخَ راحِلَتَه ببابِ مَسجِدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ دخَلَ المَسجِدَ ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ أصْحابِه مَكانَ المائدةِ منَ القَومِ مُتَحلِّقونَ معَه حَلْقةً دونَ حَلْقةٍ، يَلتفِتُ إلى هؤلاء مرَّةً، فيُحدِّثُهم، وإلى هؤلاء مرَّةً فيُحدِّثُهم، قالَ كَعبٌ: فأنَخْتُ راحِلَتي ببابِ المَسجِدِ، فعرَفْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصِّفةِ، فتَخطَّيْتُ حتَّى جلَسْتُ إليه، فأسلَمْتُ، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، الأمانَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ومَن أنتَ؟ قُلْتُ: أنا كَعبُ بنُ زُهَيرٍ، قالَ: الَّذي تَقولُ، ثمَّ التَفَتَ إلى أبي بَكرٍ، فقالَ: كيف قالَ يا أبا بَكرٍ؟ فأنشَدَه أبو بَكرٍ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأمونُ منها وعلَّكَا قالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما قُلْتُ هكذا، قالَ: وكيف قُلْتَ؟ قالَ: إنَّما قُلْتُ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأْسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأْمورُ منها وعلَّكَا فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مأمورٌ واللهِ ثمَّ أنشَدَه القَصيدةَ كلَّها حتَّى أتَى على آخِرِها وأمْلاها على الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ حتَّى أتَى على آخِرِها، وهي هذه القَصيدةُ: بانَتْ سُعادٌ فَقَلْبي اليَومَ مَتْبولُ... مُتيَّمٌ عندَها لم يُفْدَ مَغْلولُ وما سَعادُ غَداةَ البَيْنِ إذْ رَحَلوا... إلَّا أغَنُّ غَضيضُ الطَّرفِ مَكْحولُ تَجْلو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمَتْ... كأنَّها مُنهَلٌ بالكأْسِ مَعْلولُ سحَّ السُّقاةُ عليه ماءَ مَحْنيةٍ... مِن ماءِ أبطَحَ أمْسَى وهو مَشْمولُ تَنْفي الرِّياحُ القَذى عنه وأفْرَطَه... مِن صَوبِ عاديةٍ بِيضٍ يَعالِيلُ سَقْيًا لَهَا خُلَّةٌ لَوْ أَنَّهَا صَدَقَتْ... مَوْعُودَهَا وَلَوْ أَنَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ لَكِنَّهَا خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا... فَجْعٌ وَوَلْعٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا... كَمَا تَلَوَّنَ فِي أَثْوَابِهَا الغُولُ ولَا تَمَسَّكُ بِالوَصْلِ الَّذِي زَعَمَتْ... إلَّا كَمَا يُمْسِكُ المَاءَ الغَرَابِيلُ كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا... وَمَا مَوَاعِيدُهَا إلَّا الأَبَاطِيلُ فَلَا يَغُرَّنَّكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ... إلَّا الأَمَانِيَّ وَالأَحْلَامَ تَضْلِيلُ أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ مَا يُبَلِّغُهَا... إلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ وَلَنْ يُبَلِّغَهَا إِلَّا عُذَافِرةٌ... فِيهَا عَلَى الأَيْنِ إِرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ مِنْ كُلِّ نَضَّاخةِ الذَّفْرَى إِذَا عَرِقَتْ... عُرْضَتُهَا طَامِسُ الأَعْلَامِ مَجْهُولُ يَمْشِي القُرَادُ عَلَيهَا ثُمَّ يُزْلِقُهُ... عنْهَا اللَّبَانُ وَأقْرَابٌ زَهَالِيلُ عَيْرَانةٌ قُذِفَتْ بِالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ... وَمِرْفَقٍ عَنْ ضُلُوعِ الزُّورِ مَفْتُولُ كَأَنَّ مَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحَهَا... مِنْ خَطْمِهَا وَمِنَ اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّحْلِ ذَا خُصَلٍ... بغَارِبٍ لم تُخوِّنْهُ الأَحَالِيلُ قَنْوَاءُ فِي حَرَّتَيْهَا لِلبَصِيرِ بِهَا... عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ تَخْدي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لَاهِيةٌ... ذَاوَبِلٌ وَقْعُوهُنَّ الأَرْضَ تَحْلِيلُ حَرْفٌ أَبُوهَا أَخُوهَا مِنْ مُهَجَّنَةٍ... وَعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شَمْلِيلُ سُمرُ العُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَا زِيمًا... مَا إِنْ يَقيهِنَّ حَدَّ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ يَوْمًا تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ تَرفَعُهَا... مِنَ اللَّوَامِعِ تَخْلِيطٌ وَتَزْيِيلُ كَأنَّ أَوْبَ يَدَيْهَا بَعْدَمَا نَجَدَتْ... وَقَدْ تَلَفَّعَ بِالقُورِ العَسَاقِيلُ أَوْبُ يَدَيْ ثاكِلٍ شَمْطَاءَ مُعْوِلةً... قَامَتْ تُجَاوِبُهَا شُمْطٌ مَثَاكِيلُ نُوَاحةٌ رَخْوةُ الضَّبْعَيْنِ لَيسَ لَهَا... لَمَّا نَعَى بَكْرَهَا النَّاعُونَ مَعْقُولُ تَسْعَى الوُشَاةُ بدَفَّيْهَا وَقِيلِهِمُ... بأنَّكَ يَا ابْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ خَلُّوا طَرِيقَ يَدَيْهَا لَا أَبَا لَكُمُ... فَكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ مَفْعُولُ كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ... يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي... وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ فَقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِرًا... وَالْعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبُولُ مَهْلًا رَسُولَ الَّذِي أَعْطَاكَ نَافِلَةَ... الْقُرْآنِ فِيه مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ لَا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الوُشَاةِ وَلَمْ... أُجْرِمْ وَلَوْ كَثُرَتْ عَنِّي الأقَاوِيلُ لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ لَهُ... أَرَى وَأَسمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ لَظَلَّ يُرْعَدُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ... عِنْدَ الرَّسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْوِيلُ حَتَّى وَضَعْتُ يَمِينِي لَا أُنَازِعُهُ... فِي كَفٍّ ذِي نَقِمَاتٍ قَوْلُهُ الْقِيلُ فَكَانَ أَخْوَفَ عِنْدِي إِذْ أُكَلِّمُهُ... إِذْ قِيلَ إِنَّكَ مَنْسُوبٌ وَمَسْؤُولُ مِنْ خَادِرٍ شَبَّكَ الأنْيَابَ طَاعَ لَهُ... بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغَامَيْنِ عِنْدَهُمَا... لَحْمٌ مِنَ الْقَوْمِ مَنْثُورٌ خَرَادِيلُ مِنْهُ تَظَلُّ حَمِيرُ الْوَحْشِ ضَامِرَةً... وَلَا تَمشَّى بِوَادِيهِ الأرَاجِيلُ وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ... مُطَرَّحُ الْبَزِّ وَالدِّرْسَانِ مَأْكُولُ إِنَّ الرَّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ... وَصَارِمٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ فِي فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ... بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أنْكاسٌ وَلَا كُشُفٌ... عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ شُمُّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لِباسُهُمُ... مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الهَيْجَا سَرَابِيلُ بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ... كَأَنَّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَجْدُولُ يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ البُزْلِ يَعْصِمُهُم... ضَرْبٌ إِذَا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيلُ لَا يَفْرَحُونَ إِذَا نَالَتْ رِمَاحُهُمُ... قَوْمًا وَلَيْسوا مَجَازِيعًا إِذَا نِيلُوا مَا يَقَعُ الطَّعْنُ إِلَّا فِي نُحُورِهُمُ ... وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ

21 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه ، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.

22 - قَضى رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالدَّينِ قبْلَ الوصيَّةِ، وأنتُم تَقرَؤونها {مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ} [النساء: 12]، وإنَّ أعيانَ بَني الأُمِّ يَتوارثونَ دونَ بَني العَلَّاتِ ، والإخوةُ مِن الأبِ والأمِّ أقرَبُ مِن الإخوةِ مِن الأبِ.
خلاصة حكم المحدث : رواه النَّاس عن أبي إسحاق، والحارث بن عبد الله على الطريق لذلك لم يخرجه الشيخان، وقد صحت هذه الفتوى عن زيد بن ثابت
الراوي : علي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8181
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النساء فرائض ومواريث - ميراث الإخوة والأخوات وصايا - اجتماع الوصية والدين فرائض ومواريث - سقوط الأخ لأب مع وجود الأخ لأبوين قرض - أداء الديون

23 - «أنا أوْلى النَّاسِ بعيسَى ابنِ مَرْيمَ في الدُّنيا والآخِرةِ، الأنْبياءُ إخْوةٌ لعَلَّاتٍ، أمَّهاتُهم شَتَّى ودينُهم واحدٌ، وليس بَيْني وبيْنَ عيسَى ابنِ مَريمَ نَبيٌّ».

24 - الأخَواتُ مُؤمِناتٌ: مَيمونةُ زَوْجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأخْتُها أُمُّ الفَضْلِ بنتُ الحارثِ، وأخْتُها سَلْمى بنتُ الحارثِ امرأةُ حَمْزةَ، وأسماءُ بِنتُ عُمَيْسٍ أخْتُهُنَّ لِأُمِّهِنَّ.

25 - انتَهَيْتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو في قُبَّةٍ مِن أدَمٍ حَمْراءَ في نحْوٍ مِن أربعينَ رجُلًا، فقال: إنَّه مَفتوحٌ لكُم، وأنتُم مَنْصورونَ ومُصيبونَ، فمَن أدرَكَ ذلكَ منكُم، فلْيَتَّقِ اللهَ، ولْيَأمُرْ بالمعروفِ، ولْيَنْهَ عنِ المُنكَرِ، ولْيَصِلْ رَحِمَه، ومثَلُ الَّذي يُعينُ قومَهُ على غيْرِ الحَقِّ كمَثَلِ البَعيرِ يَتردَّى فهو يَمُدُّ بذَنَبِه.

26 - عِفُّوا عنْ نِساءِ النَّاسِ تَعِفَّ نِساؤُكم ، وبَرُّوا آباءَكُم تَبَرَّكُم أبْناؤُكم، ومَن أتاهُ أخوهُ مُتنَصِّلًا، فلْيَقْبَلْ ذلكَ منْه، مُحِقًّا كانَ أو مُبطِلًا، فإنْ لم يَفْعَلْ لم يَرِدْ عَلَيَّ الحوْضَ.

27 - قَدِمَ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَبيٌ، فأَمَرَني ببيعِ أَخَوينِ، فبِعْتُهما، وفرَّقتُ بيْنَهما، ثُمَّ أَتيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَخْبَرْتُه، فقالَ: أَدرِكْهُما فارْتَجِعْهما، وبِعْهُما جميعًا، ولا تُفَرِّقْ بيْنَهما.

28 - كان أخَوانِ على عَهْدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكان أَحَدُهُما يَأْتي النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ والآخَرُ يَحْتَرِفُ، فَشَكا المُحْتَرِفُ أَخاهُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: «لَعَلَّكَ تُرْزَقُ بِهِ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم ورواته عن آخرهم أثبات ثقات
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 324
التصنيف الموضوعي: إجارة - كسب الرجل وعمله بيده علم - الحث على طلب العلم علم - فضل العلم علم - فضل مجالس العلم والذكر
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

29 - «أنا محمَّدٌ، وأحمَدُ، والمُقَفِّي، والحاشِرُ، والخاتَمُ، والعاقِبُ».
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : [جبير بن مطعم] | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4237 التخريج : أخرجه البخاري (3532)، ومسلم (2354)، والترمذي (2840) جيمعهم بلفظ مقارب.
التصنيف الموضوعي: أنبياء - خصائص وفضائل فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أسماء النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خاتم الأنبياء قيامة - الحشر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

30 - «مَنْ قال عَلَيَّ ما لَمْ أَقُلْ، فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، ومَنِ اسْتَشارَهُ أَخوهُ فَأَشارَ عَلَيْهِ بِغَيْرِ رُشْدِهِ فَقَدْ خانَهُ، وَمَنْ أَفْتَى بِفُتْيا غَيْرِ ثَبَتٍ فإنَّما إثْمُهُ على مَنْ أَفْتاهُ».