الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: «ما غَلا أحَدٌ في القَدَرِ إلَّا خَرَجَ مِن الإيمانِ».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 10 / 166
التصنيف الموضوعي: قدر - التشديد في الخوض بالقدر قدر - التكذيب بالقدر قدر - القدرية
| أحاديث مشابهة
 

1 - عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: «ما غَلا أحَدٌ في القَدَرِ إلَّا خَرَجَ مِن الإيمانِ».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 10 / 166
التصنيف الموضوعي: قدر - التشديد في الخوض بالقدر قدر - التكذيب بالقدر قدر - القدرية
| أحاديث مشابهة

2 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «في قَوْلِه: {يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} قالَ: مَن أَدرَكَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أهْلِ الكُتُبِ على الإيمانِ كانَ له كِفْلانِ».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 10 / 306
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الحديد إيمان - أهل الكتاب وما يتعلق بهم

3 - عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: «كانَتْ مُلوكٌ بَعْدَ عيسى عليه السَّلامُ بَدَّلوا التَّوْراةَ والإنْجيلَ، وكانَ فيهم مُؤْمِنونَ يَقرَؤونَ التَّوْراةَ والإنْجيلَ، فقيلَ لمَلِكِهم: ما نَجِدُ شَتْمًا أَشَدَّ مِن شَتْمٍ شَتَمَنا هؤلاء؛ أنَّهم يَقرَؤونَ: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} هؤلاء الآيات معَ ما يَعيبونا به في قِراءتِهم، فادْعوهم فلْيَقْرَؤوا كما نَقرَأُ ولْيُؤْمِنوا به كما آمَنَّا به، قالَ: فدَعاهم فجَمَعَهم، وعَرَضَ عليهم القَتْلَ، أو أن يَترُكوا قِراءةَ التَّوْراةِ والإنْجيلِ إلَّا ما بَدَّلوا مِنها، فقالوا: ما تُريدونَ إلى ذلك دَعونا، فقالَتْ طائِفةٌ مِنهم: ابْنُوا لنا أُسْطُوانةً ، ثُمَّ ارْفَعونا إليها، ثُمَّ أَعْطونا شَيئًا نَرفَعُ به طَعامَنا وشَرابَنا فلا نَرِدُ عليكم، وقالَتْ طائِفةٌ: دَعونا نَسيحُ في الأرْضِ ونَهيمُ، ونَشرَبُ كما يَشرَبُ الوَحْشُ؛ فإن قَدَرْتُم علينا في أرْضِكم فاقْتُلونا، وقالَتْ طائِفةٌ: ابْنُوا لنا دورًا في الفَيافي ، فنَحفِرَ الآبارَ، ونَحتَرِثَ البُقولَ فلا نَرِدَ عليكم، ولا نَمُرَّ بِكم، وليس أحَدٌ مِن القَبائِلِ إلَّا وله حَميمٌ فيهم، ففَعَلوا ذلك فأَنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} الآخَرونَ قالوا: نَتَعَبَّدُ كما تَعبَّدَ فُلانٌ، ونَسيحُ كما يَسيحُ فُلانٌ، ونَتَّخِذُ دورًا كما اتَّخَذَ فُلانٌ، وهُمْ على شِرْكِهم لا عِلمَ لهم بالإيمانِ الَّذي اقْتَدَوا به، فلمَّا بَعَثَ اللهُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولم يَبْقَ مِنهم إلَّا قَليلٌ؛ انْحَطَّ رَجُلٌ مِن صَوْمعتِه، وجاءَ مِن سِياحتِه، وصاحِبُ الدَّيْرِ مِن دَيْرِه، فآمَنوا به وصَدَّقوه، فقالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ} قالَ: أَجْرَينِ لاتِّباعِهم عيسى بإيمانِهم بعيسى ابنِ مَرْيَمَ وتَصْديقِهم بالتَّوْراةِ والإنْجيلِ، وإيمانِهم بمُحمَّدٍ عليه السَّلامُ وتَصْديقِهم، قالَ: {وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ} … القُرآنَ واتِّباعَهم النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} الَّذين يَتَشَبَّهونَ بِهم: {أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومسلم]
الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 10 / 270
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عيسى تفسير آيات - سورة الحديد تفسير آيات - سورة المائدة إيمان - أهل الكتاب وما يتعلق بهم إيمان - الكتب السماوية

4 - «بَيْنا النَّاسُ ذاتَ يَوْمٍ عنْدَ علِيٍّ، إذ وافَقوا مِنه نفْسًا طَيِّبةً، فقالوا: حَدِّثْنا عن أصْحابِك يا أميرَ المُؤمِنينَ، قالَ: عن أيِّ أصْحابي؟ قالوا: أصْحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالَ: كلُّ أصْحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أصْحابي، فأيَّهم تُريدونَ؟ قالوا: النَّفَرُ الَّذين رَأيْناك تُلطفُهم بذِكْرِك والصَّلاةِ عليهم دونَ القَوْمِ، قالَ: أيُّهم؟ قالوا: عَبْدُ اللهِ بنُ مَسْعودٍ. قالَ: عَلِمَ السُّنَّةَ، وقَرَأَ القُرآنَ وكَفى به عِلمًا! ثُمَّ خَتَمَ به عنْدَه، فلم يَدْروا علامَ يُريدُ بقَوْلِه: كَفى به عِلمًا! كَفى بعَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعودٍ، أم كَفى بالقُرآنِ. قالوا: فحُذَيْفةُ؟ قالَ: عُلِّمَ -أو عَلِمَ- أسْماءَ المُنافِقينَ، وسألَ عن المُعْضِلاتِ حينَ غَفَلَ عنها، فإن تَسْألوه عنها تَجِدوه بِها عالِمًا. قالوا: فأبو ذَرٍّ؟ قالَ: وَعى عِلمًا، شَحيحًا حَريصًا؛ شَحيحًا على دينِه، حَريصًا على العِلمِ، وكانَ يُكثِرُ السُّؤالَ فيُعْطى ويُمنَعُ، أمَا أنْ قد مُلِئَ له في وِعائِه حتَّى امْتَلَأَ. قالوا: فسَلْمانُ؟ قالَ: ذاك امْرُؤٌ مِنَّا وإلينا أهْلَ البَيْتِ، مَن لكم بمِثلِ لُقْمانَ الحَكيمِ، عَلِمَ العِلمَ الأوَّلَ، وأَدرَكَ العِلمَ الآخِرَ، وقَرَأَ الكِتابَ الأوَّلَ والكِتابَ الآخِرَ، وكانَ بَحْرًا لا يَنزِفُ. قالوا: فعَمَّارُ بنُ ياسِرٍ؟ قالَ: ذاك امْرُؤٌ خَلَطَ اللهُ الإيمانَ بلَحْمِه ودَمِه وعَظْمِه، وشَعَرِه وبَشَرِه، لا يُفارِقُ الحَقَّ ساعةً، حيثُ زالَ زالَ معَه، لا يَنْبَغي للنَّارِ أن تَأكُلَ مِنه شَيئًا. قالوا: فحَدِّثْنا عنك يا أميرَ المُؤمِنينَ، قالَ: مَهْلًا، نَهى اللهُ عن التَّزْكيةِ. قالَ: قالَ قائِلٌ: فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَقولُ: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}. قالَ: فإنِّي أُحدِّثُ بنِعْمةِ رَبِّي كَثيرًا، إذا سَألْتُ أُعْطيْتُ، وإذا سَكَتُّ ابْتُديْتُ، فبَيْنَ الجَوانِحِ مِنِّي عِلمًا جَمًّا. فقامَ عَبْدُ اللهِ بنُ الكَوَّاءِ الأَعوَرُ مِن بَني بَكْرِ بنِ وائِلٍ، فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، ما {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا}؟ قالَ: الرِّياحُ. قالَ: فما {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا}؟ قالَ: السَّحابُ. قالَ: فما {فَالجَارِيَاتِ يُسْرًا}؟ قالَ: السُّفُنُ. قالَ: فما {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا}؟ قالَ: المَلائِكةُ، ولا تَعُدْ لِمِثلِ هذا، ولا تَسْألْني عن مِثلِ هذا. قالَ: فما {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ}؟ قالَ: دارُ الخَلْقِ الحَسَنِ. قالَ: فما السَّوادُ الَّذي في حَرْفِ القَمَرِ؟ قالَ: أَعْمى يَسْألُ عن عَمْياءَ، ما العِلمَ أَرَدْتَ بِهذا، وَيْحَك سَلْ تَفَقُّهًا، ولا تَسْألْ تَعَنُّتًا -أو قالَ: تَعَتُّهًا- سَلْ عمَّا يَعْنيك، ودَعْ ما لا يَعْنيك. قالَ: فوَاللهِ إنَّ هذا ليَعْنيني.  قالَ: إنَّ اللهَ يَقولُ: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيِلِ}، السَّوادُ الَّذي في حَرْفِ القَمَرِ. قالَ: فما المَجَرَّةُ؟ قالَ: شَرَجُ السَّماءِ، ومِنها فُتِحَتْ أبْوابُ السَّماءِ بماءٍ مُنْهَمِرٍ زَمَنَ الغَرَقِ على قَوْمِ نوحٍ. قالَ: فما قَوْسُ قُزَحَ؟ قالَ: لا تَقُلْ قَوْسَ قُزَحَ؛ فإنَّ قُزَحَ الشَّيْطانُ، ولكنَّه القَوْسُ، وهي أمانةٌ مِن الغَرَقِ. قالَ: فكم بَيْنَ السَّماءِ إلى الأرْضِ؟ قالَ: قَدْرُ دَعْوةِ عَبْدٍ دَعا اللهَ، لا أَقولُ غَيْرَ ذلك. قال: فكم ما بَيْنَ المَشرِقِ والمَغرِبِ؟ قالَ: مَسيرةُ يَوْمٍ للشَّمْسِ، مَن حَدَّثَك غَيْرَ ذلك فقدْ كَذَبَ. قالَ: فمَن الَّذين قالَ اللهُ تَعالى: {وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ}. قالَ: دَعْهم فقدْ كُفيتَهم. قالَ: فما ذو القَرْنَينِ؟ قالَ: رَجُلٌ بَعَثَه اللهُ إلى قَوْمٍ كَفَرةٍ أهْلِ الكِتابِ، كانَ أوائِلُهم على حَقٍّ، فأَشْرَكوا برَبِّهم، وابْتَدَعوا في دينِهم، فأَحْدَثوا على أنْفُسِهم، فهُمُ اليَوْمَ يَجْتَهِدونَ في الباطِلِ، ويَحسَبونَ أنَّهم على حَقٍّ، ويَجْتَهِدونَ في الضَّلالةِ ويَحسَبونَ أنَّهم على هُدًى، فضَلَّ سَعْيُهم في الحَياةِ الدُّنْيا، وهُمْ يَحسَبونَ أنَّهم يُحسِنونَ صُنْعًا، قالَ: رَفَعَ صَوْتَه، وقالَ: وما أهْلُ النَّهْرَوانِ غَدًا مِنهم ببَعيدٍ. قالَ: فقالَ ابنُ الكَوَّاءِ: واللهِ لا أَسأَلُ سِواك، ولا أَتَّبِعُ غَيْرَك. قالَ: فقالَ: إن كانَ الأمْرُ إليك فافْعَلْ».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]
الراوي : زاذان | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 494
التصنيف الموضوعي: إمامة وخلافة - التسمية بأمير المؤمنين اعتصام بالسنة - لزوم السنة مناقب وفضائل - أبو ذر الغفاري مناقب وفضائل - حذيفة بن اليمان مناقب وفضائل - عبد الله بن مسعود

5 - عَنْ أَسِيدِ بْنِ صَفْوَانَ قَالَ «لمَّا تُوفِّيَ أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عنه فسَجَّوه بثَوْبٍ ارْتَجَّتِ المَدينةُ بالبُكاءِ، ودُهِشَ القَوْمُ كيَوْمَ قُبِضَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وجاءَ علِيُّ بنُ أبي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنه باكِيًا مُسْتَرْجِعًا، وهو يَقولُ: اليَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلافةُ النَّبيِّ، حتَّى وَقَفَ على بابِ البَيْتِ الَّذي فيه أبو بَكْرٍ، فقالَ: رَحِمَك اللهُ أبا بَكْرٍ، كُنْتَ أوَّلَ القَوْمِ إسْلامًا، وأَخلَصَهم إيمانًا، وأَشَدَّهم يَقينًا، وأَخوَفَهم للهِ، وأَعظَمَهم غَناءً، وأَحوَطَهم على رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأَحدَبَهم على الإسْلامِ، وأَيمَنَهم على أصْحابِه، أَحسَنَهم صُحْبةً، وأَفضَلَهم مَناقِبَ، وأَكثَرَهم سَوابِقَ، أَرفَعَهم دَرَجةً، وأَقرَبَهم مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم  وأَشبَهَهم به هَدْيًا وخُلُقًا وسَمْتًا وفَضْلًا، أَشرَفَهم مَنزِلةً، وأَكرَمَهم عليه، وأَوثَقَهم عنه، فجَزاك اللهُ عن الإسْلامِ وعن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والمُسلِمينَ خَيْرًا، صَدَّقْتَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حينَ كَذَّبَه النَّاسُ، فسمَّاك اللهُ في كِتابِه صِدِّيقًا: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} مُحَمَّدٌ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، {وَصَدَّقَ بِهِ} أبو بَكْرٍ، واسَيْتَه حينَ بَخِلوا، وقُمْتَ معَه حينَ عنه قَعَدوا، صَحِبْتَه في الشِّدَّةِ أَكرَمَ الصُّحْبةِ، ثانيَ اثْنَينِ وصاحِبَه، والمُنَزَّلَ عليه السَّكينةُ، رَفيقَه في الهِجْرةِ ومَواطِنِ الكُرْهِ، خَلَفْتَه في أُمَّتِه بأَحسَنِ الخِلافةِ حينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وقُمْتَ بدينِ اللهِ قِيامًا لم يَقُمْه خَليفةُ نَبيٍّ قَطُّ، قَوِيتَ حينَ ضَعُفَ أصْحابُك، وبَرَزْتَ حينَ اسْتَكانوا، ونَهَضْتَ حينَ وَهَنوا، ولَزِمْتَ مِنْهاجَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذ هَمُّوا، ولم تُصدَعْ برَغْمِ المُنافِقينَ، وضِغْنِ الفاسِقينِ وغَيْظِ الكافِرينَ وكُرْهِ الحاسِدينَ، وقُمْتَ بالأمْرِ حينَ فَشِلوا، ونَطَقْتَ حين تَتَعْتَعوا، ومَضَيْتَ بنورِ اللهِ إذ وَقَفوا، واتبَّعَوك فهُدوا، كُنْتَ أَخفَضَهم صَوْتًا، وأَعْلاهم فَوْقًا، أَقَلَّهم كَلامًا وأَصوَبَهم مَنطِقًا، وأَطوَلَهم صَمْتًا، وأَبلَغَهم قَوْلًا، كُنْتَ أَكبَرَهم رَأيًا، وأَشجَعَهم قَلْبًا، وأَشَدَّهم يَقينًا، وأَحسَنَهم عَمَلًا، وأَعرَفَهم بالأمورِ، كُنْتَ واللهِ للدِّينِ يَعْسوبًا أوَّلًا حينَ تَفرَّقَ النَّاسُ عنه، وآخِرًا حين قَبِلوا، كُنْتَ للمُؤمِنينَ أبًا رَحيمًا إذ صاروا عليك عِيالًا، فحَمَلْتَ مِن الأثْقالِ ما عنه ضَعُفوا، وحَفِظْتَ ما أضاعوا، ورَعَيْتَ ما أَهْمَلوا، وشَمَّرْتَ إذ خَنَعوا، وعَلَوْتَ إذ هَلَعوا، وصَبَرْتَ إذ جَزِعوا، فأَدرَكْتَ آثارَ ما طَلَبوا، ونالوا بك ما لم يَحْتَسِبوا، كُنْتَ على الكافِرينَ عَذابًا صَبًّا ولَهَبًا، وللمُسلِمينَ غَيْثًا وخِصْبًا، فَطِرْتَ واللهِ بغَنائِها، وفُزْتَ بحِبائِها، وذَهَبْتَ بفَضائِلِها، وأَحرَزْتَ سَوابِقَها، لم تَفْلُلْ حُجَّتُك، ولم يَزِغْ قَلْبُك، ولم تَضعُفْ بَصيرتُك، ولم تَجبُنْ نفْسُك، ولم تَخُنْ، كُنْتَ كالجَبَلِ لا تُحَرِّكُه العَواصِفُ، ولا تُزيلُه القَواصِفُ، كُنْتَ كما قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أَمَنَّ النَّاسِ عليه في صُحْبتِك وذاتِ يَدِك، وكما قالَ: ضَعيفًا في بَدَنِك قَوِيًّا في أمْرِ اللهِ ، مُتَواضِعًا في نفْسِك عَظيمًا عنْدَ اللهِ، جَليلًا في الأرْضِ، كَبيرًا عنْدَ المُؤمِنينَ، لم يكنْ لأحَدٍ فيك مَهمَزٌ، ولا لقائِلٍ فيك مَغمَزٌ، ولا لأحَدٍ فيك مَطمَعٌ، ولا عنْدَك هَوادةٌ لأحَدٍ، الضَّعيفُ الذَّليلُ عنْدَك قَوِيٌّ عزَيزٌ حتَّى تَأخُذَ له بحَقِّه، والقَوِيُّ العَزيزُ عنْدَك ضَعيفٌ حتَّى تَأخُذَ مِنه الحَقَّ، القَريبُ والبَعيدُ عنْدَك في ذلك سَواءٌ، شَأْنُك الحَقُّ، والصِّدْقُ والرِّفْقُ، وقَوْلُك حُكْمٌ وحَتْمٌ، وأمْرُك حِلْمٌ وحَزْمٌ، ورَأيُك عِلمٌ وعَزْمٌ، فأَبلَغْتَ وقد نُهِجَ السَّبيلُ وسَهُلَ العَسيرُ، وأُطْفِئَتِ النِّيرانُ، واعْتَدَلَ بك الدِّينُ وقَوِيَ الإيمانُ، وظَهَرَ أمْرُ اللهِ ولو كَرِهَ الكافِرونَ، وثَبَتَ الإسْلامُ والمُؤمِنونَ، فسَبَقْتَ واللهِ سَبْقًا بَعيدًا، وأَتعَبْتَ مَن بَعْدَك إتْعابًا شَديدًا، وفُزْتَ بالخَيْرِ فَوْزًا مُبينًا، فجَلَلْتَ عن البُكاءِ، وعَظُمَتْ رَزِيَّتُك في السَّماءِ، وهَدَّتْ مُصيبتُك الأنامَ؛ فإنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ، رَضينا عن اللهِ قَضاءَه، وسَلَّمْنا له أمْرَه، فوَاللهِ لن يُصابَ المُسلِمونَ بَعْدَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمِثلِك أبَدًا. كُنْتَ للدِّينِ عِزًّا وكَهْفًا، وللمُؤمِنينَ حِصْنًا وفِئةً وأُنْسًا، وعلى المُنافِقينَ غِلْظةً وغَيْظًا، فأَلْحَقَك اللهُ بنَبِيِّك عليه السَّلامُ، ولا حَرَمَنا اللهُ أجْرَك، ولا أَضَلَّنا بَعْدَك، وإنَّا للهِ وإنَّا إليه راجِعونَ. وسَكَتَ النَّاسُ حتَّى انْقَضى كَلامُه، وبَكَوا كيَوْمَ ماتَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقالوا: صَدَقْتَ يا خَتَنَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم».
خلاصة حكم المحدث : أورده في المختارة وقال [هذه أحاديث اخترتها مما ليس في البخاري ومُسلِم]
الراوي : عبد الملك بن عمير | المحدث : الضياء المقدسي | المصدر : الأحاديث المختارة
الصفحة أو الرقم : 398
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مرض النبي وموته مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جنائز وموت - الحزن لموت الأفاضل مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين