الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
no-result لا توجد نتائج

1 - كنَّا نَمشي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بعضِ حيطانِ المدينةِ، فقالَ: يا أبا هُريرةَ. فقلتُ: لبَّيكَ يا رسولَ اللهِ. فقالَ: إنَّ المُكثرينَ هُم الأقَلُّونَ إلَّا مَنْ قالَ بمالِه هكذا وهكذا، وأَومأَ بيدِه عنْ يمينِهِ وعنْ شِمالِهِ، فقيلَ: ما هُنَّ؟ ثُمَّ قالَ: يا أبا هُريرةَ، ألا أَدُلُّكَ على كَنزٍ مِن كُنوزِ الجنَّةِ؟ قلتُ: بَلى يا رسولَ اللهِ، قالَ: تقولُ لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، ولا مَلجأَ، ولا مَنجا مِنَ اللهِ إلَّا إليه. ثم قالَ: يا أبا هِرٍّ، تَدري ما حَقُّ اللهِ على العبادِ، وما حقُّ العبادِ على اللهِ؟ قالَ: قلتُ: اللهُ ورسولُه أَعلمُ، قالَ: فإنَّ حقَّ اللهِ على العبادِ أنْ يَعبدوهُ، ولا يُشرِكوا به شيئًا، وحقٌّ على اللهِ أنْ لا يُعذِّبَ مَنْ لا يُشرِكُ به.
خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1925 التخريج : أخرجه أحمد (8085)، وإسحاق في ((مسنده)) (268)، والبيهقي في ((الآداب)) (773) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل لا حول ولا قوة إلا بالله آداب السلام - الإجابة بلبيك وسعديك رقائق وزهد - المكثرون هم المقلون صدقة - فضل الصدقة والحث عليها نفقة - الإنفاق في أوجه الخير وفضله
|أصول الحديث

2 - كان لرَجلٍ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَمرٌ فأتاهُ يَتَقاضاهُ، فاستَقرَضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من خَوْلةَ بنتِ حَكيمٍ تَمرًا فأعْطاهُ إيَّاهُ وقالَ: «أمَا إنَّه قد كان عِندي تَمرٌ لكنَّه قد كان عَثَريًّا»، ثمَّ قالَ: «كذلك يَفعَلُ عِبادُ اللهِ المُؤمِنونَ، إنَّ اللهَ لا يَترحَّمُ على أمَّةٍ لا يأخُذُ الضَّعيفُ منهم حقَّه غيرَ مُتَعتَعٍ».
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5205 التخريج : أخرجه البيهقي (20226)، وابن قانع في ((معجم الصحابة)) (3/ 88)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (5/ 306) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الترغيب في القضاء بالحق فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - حسن شمائله ووفاء عهده صلى الله عليه وسلم قرض - أداء الديون قرض - حسن التقاضي والقضاء
|أصول الحديث

3 - كانَ لرَجلٍ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَمرٌ، فأتاهُ يَتَقاضاهُ، فاستَقرَضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من خَوْلةَ بِنتِ حَكيمٍ تَمرًا فأعْطاهُ إيَّاه، وقالَ: «أمَا إنَّه كانَ عِنْدي تَمرٌ، ولكنَّه كان عَثَريًّا»، ثمَّ قالَ: «كذلك يَفعَلُ عِبادُ اللهِ المُؤمِنونَ، وإنَّ اللهَ لا يَترحَّمُ على أُمَّةٍ لا يأخُذُ الضَّعيفُ منكم حقَّه منَ القَويِّ غيرَ مُتَعتَعٍ».
خلاصة حكم المحدث : لم يسند أبو سفيان عن النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غير هذا الحديث الواحد، ولم يقم إسناده عن شعبة غير غندر.
الراوي : أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5200 التخريج : أخرجه البيهقي (20226)، وابن قانع في ((معجم الصحابة)) (3/ 88)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (5/ 306) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الترغيب في القضاء بالحق فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - حسن شمائله ووفاء عهده صلى الله عليه وسلم قرض - أداء الديون قرض - حسن التقاضي والقضاء
|أصول الحديث

4 - عُرِضَ عَلَيَّ أوَّلُ ثَلاثةٍ يَدخُلون الجَنَّةَ، وأوَّلُ ثَلاثةٍ يَدخُلون النَّارَ، فأمَّا أوَّلُ ثَلاثةٍ يَدخُلون الجَنَّةَ: فالشَّهيدُ، وعَبدٌ مَملوكٌ أحسَنَ عِبادةَ رَبِّه ونَصَح لسَيِّدِه، وعَفيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذو عِيالٍ، وأمَّا أوَّلُ ثَلاثةٍ يَدخُلون النَّارَ: فأميرٌ مُسَلَّطٌ، وذو ثَروةٍ من مالٍ لا يُؤَدِّي حَقَّ الله في مالِه، وفَقيرٌ فَجورٌ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عامر بن شبيب العقيلي شيخ من أهل المدينة مستقيم الحديث، وهذا أصل في هذا الباب تفرد به عنه يحيى بن أبي كثير، وله شاهد
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 1447 التخريج : أخرجه أحمد (10205)، وابن خزيمة (2249)، وابن حبان (4656) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جهاد - فضل الجهاد سؤال - فضل التعفف والتصبر فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات جنة - أول من يدخل الجنة عتق وولاء - المملوك يحسن عبادة ربه وينصح لسيده
|أصول الحديث

5 - عن أبي إدْريسَ الخَوْلانيِّ، قال: أدْرَكْتُ أبا الدَّرداءِ رَضيَ اللهُ عنه ووَعَيتُ عنه، وأدْرَكْتُ عُبادةَ بنَ الصَّامتِ رَضيَ اللهُ عنه ووَعَيتُ عنه، وفاتَني مُعاذُ بنُ جَبلٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأخْبَرَني يَزيدُ بنُ عَمِيرةَ أنَّه كان يَقولُ في كلِّ مَجلسٍ يَجلِسُه: اللهُ حكَمٌ قِسطٌ تَباركَ اسمُه، هَلَك المُرتابُون ، إنَّ مِن وَرائكم فِتنًا يَكثُرُ فيها المالُ، ويُفتَحُ فيها القرآنُ حتَّى يَأخُذَه الرَّجلُ والمرأةُ، والحُرُّ والعبدُ، والصَّغيرُ والكبيرُ، فيُوشِكُ الرَّجلُ أنْ يَقرَأَ القرآنَ فيَقولَ: قَرأتُ القرآنَ، فما للنَّاسِ لا يَتَّبِعوني وقدْ قَرأتُ القرآنَ؟! ثمَّ يَقولُ: ما هُم مُتَّبِعيَّ حتَّى أبْتدِعَ لهم غيْرَه، فإيَّاكم وما ابتَدَعَ؛ فإنَّ ما ابتَدَعَ ضَلالةٌ، اتَّقوا زَلَّةَ الحكيمِ؛ فإنَّ الشَّيطانَ يُلْقي على فِي الحكيمِ الضَّلالةَ، ويُلقي للمُنافقِ كَلمةَ الحقِّ. قال: قُلْنا: وما يُدْريكَ يَرحَمُكَ اللهُ أنَّ المنافقَ يُلقي كَلمةَ الحقِّ وأنَّ الشَّيطانَ يُلْقي على فِي الحكيمِ كَلمةَ الضَّلالةِ؟ قال: اجْتَنِبوا كَلامَ الحكيمِ كلَّ مُتشابهٍ، الَّذي إذا سَمِعتَه قُلتَ: ما هذا؟ ولا يُنبِئُك ذلكَ عنه؛ فإنَّه لَعلَّه أنْ يُراجِعَ ويُلْقي الحقَّ، فاسْمَعْه؛ فإنَّ على الحقِّ نُورًا.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه
الراوي : أبو إدريس الخولاني | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 8643 التخريج : أخرجه عبد الرزاق (20750) بلفظه، وأبو داود (4611) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - لزوم السنة اعتصام بالسنة - ما يكره من التعمق والغلو والبدع اعتصام بالسنة - مجانبة أهل الأهواء رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال علم - علم لا ينفع
|أصول الحديث

6 - عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: خَرَجْتُ أنا وأبي نَطلُبُ العِلمَ في هذا الحَيِّ مِنَ الأنصارِ، قَبلَ أنْ يَهلِكوا، فكان أَوَّلَ مَنْ لَقِينا أبو اليَسَرِ صاحبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومعه غُلامٌ له، وعليه بُرْدٌ ومَعافِرِيٌّ، وعلى غُلامِه بُرْدٌ ومَعافِرِيٌّ، ومعهُ إضْبارَةُ صُحُفٍ، فقالَ له أَبي: كأنِّي أَرى في وَجهِكَ سَفْعَةً مِن غَضَبٍ. قالَ: أَجَلْ، كان لي على فلانِ بنِ فلانٍ الحراميِّ مالٌ، فأَتيتُ أَهلَهُ، فقلتُ: أَثَمَّ هو؟ قالوا: لا، فخَرَجَ ابنٌ له فقلتُ له: أين أَبوكَ؟ قالَ: سَمِعَ كلامَكَ؛ فدَخَلَ أَريكةَ أُمِّي. فقلتُ: اخْرُجْ؛ فقد عَلِمْتُ أين أنتَ، فخَرَجَ إليَّ، فقلتُ له: ما حَمَلَكَ على أنِ اختبأتَ مِنِّي؟ قالَ: أنا واللهِ أُحدِّثُكَ ولا أَكذِبُكَ، خَشِيتُ واللهِ أنْ أُحدِّثَكَ فأَكْذِبَكَ، أوْ أَعِدَكَ فأُخلِفَكَ، وكنتَ صاحبَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكنتُ واللهِ مُعسِرًا. فقلتُ: آللهِ؟ قالَ: آللهِ، فقلتُ: آللهِ؟ قالَ: آللهِ، قالَ: فنَشَرَ الصَّحيفَةَ ومحا الحَقَّ، وقالَ: إنْ وجَدْتَ قضاءً فاقضِ، وإلَّا فأنتَ في حِلٍّ، فأَشْهدُ لبَصُرَتْ عينايَ هاتانِ -ووَضَعَ إصبَعيْهِ على عَينيهِ- وسَمِعَتْ أُذُنايَ هاتانِ -ووضَعَ إصْبعَيْهِ في أُذُنَيهِ- ووَعاهُ قلبي -فأشارَ إلى نِياطِ قلبِهِ- رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَنْ أَنظَرَ مُعسِرًا ووَضَعَ له؛ أَظلَّهُ اللهُ في ظِلِّهِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : أبو اليسر | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 2258 التخريج : أخرجه ومسلم (3006)، وابن حبان (5044) كلاهما بنحوه، وأحمد (15521) مختصرا.
التصنيف الموضوعي: آفات اللسان - الكذب وما جاء فيه أيمان - لفظ اليمين وما يحلف به علم - الخروج في طلب العلم قرض - فضل من أنظر معسرا مناقب وفضائل - فضائل الأنصار
|أصول الحديث

7 - عنْ يَحْيى بنِ عِمْرانَ بنِ عُثْمانَ بنِ الأرْقَمِ، قالَ: إنِّي لأعلَمُ اليومَ الَّذي وقَعَتْ في نفْسِ أبي جَعفَرٍ أنَّه لَيَسْعى بيْنَ الصَّفا والمَرْوةِ في حَجَّةٍ حَجَّها ونحن على ظَهرِ الدَّارِ، فيَمُرُّ تحتَنا لو أشاءُ أنْ آخُذَ قَلَنْسوةً لأخَذْتُها، وأنَّه لَينُظُر إلينا مِن حينِ يَهبِطُ الواديَ حتَّى يَصعَدَ إلى الصَّفا، فلمَّا خرَجَ مُحمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ بنِ حسَنٍ بالمَدينةِ، كانَ عَبدُ اللهِ بنُ عُثْمانَ بنِ الأرْقَمِ بايَعَه، ولم يَخرُجْ معَه فتعَلَّقَ عليه أبو جَعفَرٍ بذلك، فكتَبَ إلى عامِلِه بالمَدينةِ أنْ يَحبِسَه ويَطرَحَه في الحَديدِ، ثمَّ بعَثَ رَجُلًا مِن أهْلِ الكوفةِ يُقالُ له: شِهابُ بنُ عَبدِ ربٍّ، وكتَبَ معَه إلى عامِلِه بالمَدينةِ أنْ يَفعَلَ ما يَأمُرُه، فدخَلَ شِهابٌ على عَبدِ اللهِ بنِ عُثْمانَ الحَبسَ وهو شَيخٌ كَبيرٌ ابنُ بِضعٍ وثَمانينَ سنةً، وقد ضجِرَ في الحَديدِ والحَبسِ، فقالَ: هل لكَ أنْ أُخلِّصَكَ ممَّا أنتَ فيه وتَبيعَني دارَ الأرْقَمِ؟ فإنَّ أميرَ المُؤمِنينَ يُريدُها، وعَسى إنْ بِعْتَه إيَّاها أنْ أُكلِّمَه فيكَ فيَعفوَ عنكَ، قالَ: إنَّها صَدَقةٌ، ولكنْ حَقِّي منها له، ومَعي فيها شُرَكاءُ إخْوَتي وغيرُهم، فقالَ: إنَّما عليكَ نفْسَكَ أعْطِنا حقَّكَ وبَرِئْتَ فأشهَدَ له، وكتَبَ عليه كِتابَ شِراءٍ على سَبعةَ عشَرَ ألفَ دينارٍ، ثمَّ تتبَّعَ إخْوتَه ففتَنَهم كَثْرةُ المالِ فباعُوهُ، فصارَتْ لأبي جَعفَرٍ ولمَن أقْطَعَها، ثمَّ صيَّرَها المَهْديُّ للخَيْزُرانِ أمِّ موسَى وهارونَ فبَنَتْها وعُرِفَتْ بها، ثمَّ صارَتْ لجَعفَرِ بنِ موسَى الهادِي، ثمَّ سكَنَها أصْحابُ السَّطَويِّ والعَدَنيِّ، ثمَّ اشْتَرى عامَّتَها أو أكثَرَها غسَّانُ بنُ عبَّادٍ مِن ولَدِ جَعفَرِ بنِ موسَى، وأمَّا دارُ الأرْقَمِ بالمَدينةِ في بَني زُرَيقٍ فقَطيعةٌ منَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 6267
التصنيف الموضوعي: أقضية وأحكام - الحبس والملازمة حج - الصفا والمروة والسعي بينهما حج - مناسك الحج

8 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: كَانَ إِسْلَامُ خَالِدٍ قَدِيمًا وَكَانَ أَوَّلٍٍَ إِخْوَتِهِ أَسْلَمَ قَبْلَ، وَكَانَ بَدْءُ إِسْلَامِهِ أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمَ أَنَّهُ وَقَفَ بِهِ عَلَى شَفِيرِ النَّارِ كَأَنَّ أَبَاهُ يَدْفَعُهُ مِنْهَا، وَيَرَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخِذٌ بِحِقْوَتِهِ لَا يَقَعُ، فَفَزِعَ مِنْ نَوْمِهِ، فَقَالَ: أَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّ هَذِهِ لَرُؤْيَا حَقٌّ، فَلَقِيَ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي قُحَافَةَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أُرِيدُ بِكَ خَيْرًا، هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاتَّبِعْهُ فَإِنَّكَ سَتَتْبَعُهُ وَتَدْخُلَ مَعَهُ فِي الْإِسْلَامِ، وَالْإِسْلَامُ يَحْجِزُكَ أَنْ تَدْخُلَ فِيهَا وَأَبُوكَ وَاقِعٌ فِيهَا، فَلَقِيَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِأَجْيَادَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِلَامَ تَدْعُو؟ فَقَالَ: «أَدْعُو إِلَى اللَّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَتَخْلَعُ مَا كُنْتَ عَلَيْهِ مِنْ عُبَادَةِ حَجَرٍ لَا يَضُرُّ وَلَا يَنْفَعُ، وَلَا يَدْرِي مَنْ عَبَدَهُ مِمَّنْ لَمْ يَعْبُدَهُ» قَالَ خَالِدٌ: فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلَامِهِ، وَأَرْسَلَ أَبُوهُ فِي طَلَبِهِ مَنْ بَقِيَ مِنْ وَلَدِهِ مِمَّنْ لَمْ يُسْلِمْ وَرَافِعًا مَوْلَاهُ، فَوَجَدَهُ فَأَتَوْا بِهِ أَبَاهُ أَبَا أُحَيْحَةَ فَأَنَّبَهُ وَبَكَّتَهُ وَضَرَبَهُ بِصَرِيمَةٍ فِي يَدِهِ حَتَّى كَسَرَهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ قَالَ: اتَّبَعْتَ مُحَمَّدًا وَأَنْتَ تَرَى خِلَافَ قَوْمِهِ وَمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عَيْبِ آلِهَتِهِمْ وَعَيْبَةِ مَنْ مَضَى مِنْ آبَائِهِمْ، فَقَالَ خَالِدٌ: قَدْ صَدَقَ وَاللَّهِ وَاتَّبَعْتُهُ، فَغَضِبَ أَبُوهُ أَبُو أُحَيْحَةَ وَنَالَ مِنْهُ وَشَتَمَهُ، ثُمَّ قَالَ: اذْهَبْ يَا لُكَعُ حَيْثُ شِئْتَ وَاللَّهِ لَأَمْنَعَنَّكَ الْقُوتَ، فَقَالَ خَالِدٌ: إِنْ مَنَعْتَنِي فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرْزُقَنِي مَا أَعِيشُ بِهِ فَأَخْرَجَهُ وَقَالَ لِبَنِيهِ: لَا يُكَلِّمُهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلَّا صَنَعْتَ بِهِ مَا صَنَعْتَ بِهِ، فَانْصَرَفَ خَالِدٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ يُكْرِمُهُ وَيَكُونُ مَعَهُ
خلاصة حكم المحدث : [سكت عنه وقال في المقدمة رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما]
الراوي : خالد | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 5166
التصنيف الموضوعي: رؤيا - الرؤيا من الله فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - مبعث النبي مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين

9 - عنْ زَيدِ بنِ صُوحانَ، أنَّ رَجُلينِ مِن أهْلِ الكوفةِ كانَا صَديقَينِ لزَيدِ بنِ صُوحانَ أتَياهُ؛ ليُكلِّمَ لهما سَلْمانَ أنْ يُحدِّثَهما حَديثَه، كيف كانَ إسْلامُه فأقْبَلا معَه حتَّى لَقُوا سَلْمانَ، وهو بالمَدائنِ أميرًا عليها، وإذا هو على كُرسيٍّ قاعِدٌ، وإذا خُوصٌ بيْنَ يدَيْه وهو يُسِفُّه، قالَا: فسَلَّمْنا وقعَدْنا، فقالَ له زَيدٌ: يا أبا عَبدِ اللهِ، إنَّ هذين لي صَديقانِ ولهُما إخاءٌ، وقد أحَبَّا أنْ يَسمَعا حَديثَكَ كيف كانَ بَدءُ إسْلامِكَ؟ قالَ: فقالَ سَلْمانُ: كنْتُ يَتيمًا مِن رامَ هُرْمُزَ ، وكانَ أبي دِهْقانَ رامَ هُرْمُزَ يَختلِفُ إلى مُعلِّمٍ يُعلِّمُه، فلَزِمْتُه؛ لأكونَ في كَنَفِه، وكانَ لي أخٌ أكبَرُ منِّي، وكانَ مُستَغْنيًا بنَفْسِه، وكنْتُ غُلامًا قَصيرًا، وكانَ إذا قامَ مِن مَجلِسِه تَفرَّقَ مَن يُحفِّظُهم، فإذا تَفرَّقوا خرَجَ فتَقنَّعَ بثَوبِه، ثمَّ صعِدَ الجبَلَ، وكانَ يفعَلُ ذلك غيرَ مرَّةٍ مُتنكِّرًا، قالَ: فقُلْتُ له: إنَّكَ تَفعَلُ كذا وكذا، فلمَ لا تذهَبُ بي معَكَ؟ قالَ: أنتَ غُلامٌ، وأخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، قالَ: قُلْتُ: لا تَخَفْ، قالَ: فإنَّ في هذا الجبَلِ قَوما في بِرْطيلٍ لهم عِبادةٌ، ولهُم صَلاحٌ يَذْكُرونَ اللهَ تَعالَى، ويَذْكُرونَ الآخِرةَ، ويَزعُمونَ أنَّا عَبَدةُ النِّيرانِ، وعَبَدةُ الأوْثانِ ، وأنَّا على غَيرِ دينِهم، قالَ: قُلْتُ: فاذهَبْ بي معَكَ إليهم، قالَ: لا أقدِرُ على ذلك حتَّى أسْتَأْمِرَهم، وأنا أخافُ أنْ يَظهَرَ منكَ شَيءٌ، فيَعلَمَ أبي فيَقتُلَ القَومَ، فيَكونُ هَلاكُهم على يَدي، قالَ: قُلْتُ: لن يَظهَرَ منِّي ذلك، فاسْتَأْمِرْهم، فأتاهُم، فقالَ: غُلامٌ عِنْدي يَتيمٌ، فأُحِبُّ أنْ يَأتيَكم ويَسمَعَ كَلامَكم، قالوا: إنْ كنْتَ تثِقُ به، قالَ: أرْجو ألَّا يَجيءَ منه إلَّا ما أُحِبُّ، قالوا: فجِئْ به، فقالَ لي: لقدِ اسْتأذَنْتُ القَومَ في أنْ تَجيءَ مَعي، فإذا كانتِ السَّاعةُ الَّتي رَأيْتَني أخرُجُ فيها فأْتِني، ولا يَعلَمْ بكَ أحَدٌ، فإنَّ أبي إذا علِمَ بهِم قتَلَهم، قالَ: فلمَّا كانَتِ السَّاعةُ الَّتي يخرُجُ تَبِعْتُه فصَعِدْنا الجبَلَ، فانْتَهَيْنا إليهم، فإذا هُم في بِرْطِيلِهم، قالَ عَليٌّ: وأُراهُ قالَ: وهُم ستَّةٌ أو سَبعةٌ، قالَ: وكأنَّ الرُّوحَ قد خرَجَ منهم منَ العِبادةِ يَصومونَ النَّهارَ، ويَقومونَ اللَّيلَ، ويَأْكُلونَ الشَّجَرَ، ما وَجَدوا، فقَعَدْنا إليهم، فأثْنى الدِّهْقانُ على حَبرٍ ، فتَكَلَّموا، فحَمِدوا اللهَ، وأثْنَوْا عليه، وذَكَروا مَن مَضى منَ الرُّسلِ والأنْبياءِ حتَّى خَلُصوا إلى ذِكْرِ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، فقالوا: بعَثَ اللهُ عيسَى عليه السَّلامُ رَسولًا، وسخَّرَ له ما كانَ يَفعَلُ مِن إحْياءِ المَوْتى، وخَلْقِ الطَّيرِ، وإبْراءِ الأكْمَهِ ، والأبْرَصِ، والأعْمَى، فكفَرَ به قَومٌ وتَبِعَه قَومٌ، وإنَّما كانَ عَبدَ اللهِ ورَسولَه ابْتَلى به خَلْقَه، قالَ: وقالوا قبلَ ذلك: يا غُلامُ، إنَّ لكَ لَرَبًّا، وإنَّ لكَ مَعادًا، وإنَّ بيْنَ يدَيْكَ جنَّةً ونارًا، إليها تَصيرُ، وإنَّ هؤلاء القَومَ الَّذين يَعبُدونَ النِّيرانَ أهْلُ كُفرٍ وضَلالةٍ، لا يَرْضى اللهُ ما يَصنَعونَ، ولَيْسوا على دِينٍ، فلمَّا حضَرَتِ السَّاعةُ الَّتي يَنصرِفُ فيها الغُلامُ انصرَفَ وانصرَفْتُ معَه، ثمَّ غدَوْنا إليهم، فقالوا مثلَ ذلك وأحسَنَ، ولَزِمْتُهم، فقالوا لي: يا سَلْمانُ، إنَّكَ غُلامٌ، وإنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تصنَعَ كما نصنَعُ فصَلِّ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، قالَ: فاطَّلَعُ الملِكُ على صَنيعِ ابنِه، فركِبَ في الخَيلِ حتَّى أتاهُم في بِرْطيلِهم، فقالَ: يا هؤلاء، قد جاوَرْتُموني فأحسَنْتُ جِوارَكُم، ولم تَرَوْا منِّي سوءًا، فعمَدْتُم إلى ابْني فأفْسَدْتُموه عليَّ، قد أجَّلْتُكم ثَلاثًا، فإنْ قدِرْتُ عليكم بعدَ ثلاثٍ أحرَقْتُ عليكم بِرْطيلَكم هذا، فالْحَقوا ببِلادِكم؛ فإنِّي أكْرَهُ أنْ يَكونَ منِّي إليكم سوءٌ، قالوا: نعمْ، ما تَعمَّدْنا مَساءَتَكَ، ولا أرَدْنا إلَّا الخَيرَ، فكَفَّ ابنَه عنْ إتْيانِهم. فقُلْتُ له: اتَّقِ اللهَ؛ فإنَّكَ تَعرِفُ أنَّ هذا الدِّينَ دِينُ اللهِ، وأنَّ أباكَ ونحن على غَيرِ دينٍ، إنَّما هُم عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعبُدونَ اللهَ، فلا تَبِعْ آخِرَتَكَ بدُنْيا غَيرِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، هو كما تقولُ: وإنَّما أتخَلَّفُ عنِ القَومِ بَغيًا عليهم، إنْ تَبِعْتُ القَومَ طَلَبَني أبي في الجبَلِ، وقد خرَجَ في إتْياني إيَّاهُم حتَّى طَرَدَهم، وقد أعرِفُ أنَّ الحَقَّ في أيْديهِم فأتَيْتُهم في اليومِ الَّذي أرادُوا أنْ يَرْتَحِلوا فيه، فقالوا: يا سَلْمانُ: قد كنَّا نَحذَرُ مَكانَ ما رَأيْتَ فاتَّقِ اللهَ، واعلَمْ أنَّ الدِّينَ ما أوْصَيْناكَ به، وأنَّ هؤلاء عَبَدةُ النِّيرانِ لا يَعْرِفونَ اللهَ، ولا يَذْكُرونَه، فلا يَخدَعَنَّكَ أحَدٌ عنْ دينِكَ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالوا: أنتَ لا تَقدِرُ أنْ تكونَ مَعَنا، نحن نَصومُ النَّهارَ، ونَقومُ اللَّيلَ، ونأكُلُ عندَ السَّحَرِ ، ما أصَبْنا، وأنتَ لا تَستَطيعُ ذلك، قالَ: فقُلْتُ: لا أُفارِقُكم، قالوا: أنتَ أعلَمُ، وقد أعْلَمْناكَ حالَنا، فإذا أتيْتَ خُذْ مِقْدارَ حِملٍ يكونُ معَكَ شَيءٌ تَأْكُلُه؛ فإنَّكَ لا تَستَطيعُ ما نَستَطيعُ بحقٍّ قالَ: ففعَلْتُ ولَقيتُ أخي، فعرَضْتُ عليه، ثمَّ أتَيْتُهم، فأتَيْتُهم يَمْشونَ وأمْشي معَهم، فرزَقَ اللهُ السَّلامةَ إلى أنْ قَدِمْنا المَوصِلَ، فأَتَيْنا بِيعةً بالمَوصِلِ، فلمَّا دَخَلوا احْتَفَوْا بهِم، وقالوا: أين كُنْتم؟ قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، بها عَبَدةُ النِّيرانِ، فطَرَدونا، فقَدِمْنا عليكم، فلمَّا كانَ بعدُ قالوا: يا سَلْمانُ، إنَّ ها هُنا قَومًا في هذه الجِبالِ هُم أهْلُ دِينٍ، وإنَّا نُريدُ لِقاءَهُم، فكُنْ أنتَ ها هنا معَ هؤلاء؛ فإنَّهم أهْلُ دينٍ وسَتَرَى منهم ما تُحِبُّ، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: وأوْصَوْا بي أهْلَ البِيعةَ ، فقالوا: قُمْ معَنا يا غُلامُ؛ فإنَّه لا يُعجِزُكَ شَيءٌ، قُلْتُ لهم: ما أنا بمُفارِقِكم، قالَ: فخَرَجوا وأنا معَهم، فأصْبَحوا بيْنَ جِبالٍ، وإذا صَخْرةٌ وماءٌ كَثيرٌ في جِرارٍ وخَيرٌ كَثيرٌ، فقَعَدْنا عندَ الصَّخْرةِ، فلمَّا طلَعَتِ الشَّمسُ خَرَجوا منَ الجِبالَ، يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَكانِه، كأنَّ الأرْواحَ قدِ انتُزِعَتْ منهم، حتَّى كَثُروا فرَحَّبوا بهم، وحَفُّوا، وقالوا: أين كُنْتم لم نَرَكم، قالوا: كنَّا في بِلادٍ لا يَذْكُرونَ اللهَ، فيها عَبَدةُ نِيرانٍ، وكنَّا نَعبُدُ اللهَ، فطَرَدونا، فقالوا: ما هذا الغُلامُ؟ فطَفِقوا يُثْنونَ عليَّ، وقالوا: صَحِبَنا مِن تلك البِلادِ، فلم نَرَ منه إلَّا خَيرًا، قالَ سَلَمانُ فوَاللهِ: إنَّهم لَكذلكَ إذا طلَعَ عليهم رَجُلٌ مِن كَهفِ جَبلٍ، قالَ: فجاء حتَّى سلَّمَ وجلَسَ فحَفُّوا به، وعَظَّموه أصْحابي الَّذين كنْتُ معَهم وأحْدَقوا به، فقالَ: أين كُنْتم؟ فأخْبَروه، فقالَ: ما هذا الغُلامُ معَكم؟ فأثْنَوْا عليَّ خَيرًا وأخْبَروه باتِّباعي إيَّاهم، ولم أرَ مِثلَ إعْظامِهم إيَّاه، فحمِدَ اللهَ وأثْنى عليه، ثمَّ ذكَرَ مَن أُرسِلَ مِن رُسلِه وأنْبيائِه وما لَقُوا، وما صنَعَ به، وذكَرَ مَولِدَ عيسَى بنِ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه وُلِدَ بغَيرِ ذَكَرٍ فبعَثَه اللهُ عزَّ وجلَّ رَسولًا، وعلى يدَيْه إحْياءُ المَوْتى، وأنَّه يَخلُقُ منَ الطِّينِ كهَيئةِ الطَّيرِ، فيَنفُخُ فيه فيَكونُ طَيرًا بإذْنِ اللهِ، وأنزَلَ عليه الإنْجيلَ وعلَّمَه التَّوْراةَ، وبعَثَه رَسولًا إلى بَني إسْرائيلَ، فكفَرَ به قَومٌ وآمَنَ به قَومٌ، وذكَرَ بعض ما لَقِيَ عيسَى ابنُ مَرْيمَ عليه السَّلامُ، وأنَّه كانَ عَبدَ اللهِ أنعَمَ اللهُ عليه، فشكَرَ ذلك له، ورَضيَ اللهُ عنه حتَّى قبَضَه اللهُ عزَّ وجلَّ وهو يَعِظُهم ويَقولُ: اتَّقوا اللهَ، والْزَموا ما جاءَ به عيسَى عليه السَّلامُ، ولا تُخالِفوا فيُخالَفَ بكم، ثمَّ قالَ: مَن أرادَ أنْ يأخُذَ مِن هذا شَيئًا، فلْيأخُذْ، فجعَلَ الرَّجلُ يَقومُ فيأخُذُ الجَرَّةَ منَ الماءِ والطَّعامِ والشَّيءِ، فقامَ أصْحابي الَّذين جِئْتُ معَهم، فسَلَّموا عليه، وعَظَّموه، وقالَ لهمُ: الْزَموا هذا الدِّينَ، وإيَّاكم أنْ تَفَرَّقوا واسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وقالَ لي: يا غُلامُ، هذا دِينُ اللهِ الَّذي تَسمَعُني أقولُه، وما سِواهُ الكُفرُ، قالَ: قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تكونَ مَعي؛ إنِّي لا أخرُجُ مِن كَهْفي هذا إلَّا كلَّ يومِ أحَدٍ، ولا تَقدِرُ على الكَيْنونةِ مَعي، قالَ: وأقبَلَ على أصْحابِه، وقالوا: يا غُلامُ، إنَّكَ لا تَستَطيعُ أنْ تَكونَ معَه، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ له أصْحابُه: يا فلانُ، إنَّ هذا غُلامٌ ويُخافُ عليه، فقالَ لي: أنتَ أعلَمُ، قُلْتُ: فإنِّي لا أُفارِقُكَ، فبَكى أصْحابي الأوَّلونَ الَّذين كنْتُ معَهم عندَ فِراقِهم إيَّايَ، فقالوا: يا غُلامُ، خُذْ مِن هذا الطَّعامِ ما تَرى أنَّه يَكْفيكَ إلى الأحَدِ الآخَرِ، وخُذْ منَ الماءِ ما تَكْتَفي له، ففعَلْتُ، فما رَأيْتُه نائمًا ولا طاعِمًا إلَّا راكِعًا وساجِدًا إلى الأحَدِ الآخَرِ، فلمَّا أصْبَحْنا، قالَ لي: خُذْ جرَّتَكَ هذه، وانطَلِقْ، فخرَجْتُ معَه أتْبَعُه، حتَّى انْتَهَيْنا إلى الصَّخْرةِ، وإذا هُم قد خَرَجوا مِن تلك الجِبالِ يَنتَظِرونَ خُروجَه، فقَعَدوا، وعادَ في حَديثِه نحوَ المرَّةِ الأُولى، فقالَ: الْزَموا هذا الدِّينَ ولا تَفَرَّقوا، واذْكُروا اللهَ واعْلَموا أنَّ عيسَى ابنَ مَريمَ عليه السَّلامُ كانَ عَبدًا، أنعَمَ اللهُ عليه، ثمَّ ذَكَرَني، فقالوا له: يا فُلانُ، كيف وجَدْتَ هذا الغُلامَ؟ فأثْنى عليَّ، وقالَ خَيرًا، فحَمِدوا اللهَ تَعالى، وإذا خُبزٌ كَثيرٌ، وماءٌ كَثيرٌ، فأخَذوا، وجعَلَ الرَّجلُ يأخُذُ ما يَكْتَفي به، وفعَلْتُ فتَفَرَّقوا في تلك الجِبالِ، ورجَعَ إلى كَهْفِه، ورجَعْتُ معَه، فلَبِثْنا ما شاءَ اللهُ، يخرُجُ في كلِّ يومِ أحَدٍ، ويَخرُجونَ معَه، ويَحُفُّونَ به ويُوصِيهم بما كانَ يُوصِيهم به، فخرَجَ في أحَدٍ، فلمَّا اجْتَمَعوا حمِدَ اللهَ ووعَظَهم وقالَ مِثلَ ما كانَ يَقولُ لهُم، ثمَّ قالَ لهُم آخِرَ ذلك: يا هؤلاء، إنَّه قد كبِرَ سِنِّي، ورَقَّ عَظْمي، واقتَرَبَ أجَلي، وأنَّه لا عَهدَ لي بهذا البيتِ منذُ كذا وكذا، ولا بُدَّ مِن إتْيانِه، فاسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا؛ فإنِّي رأيْتُه لا بأْسَ به، قالَ: فجَزِعَ القَومُ، فما رأيْتُ مثلَ جَزَعِهم، وقالوا: يا فلانُ، أنتَ كَبيرٌ، وأنتَ وَحدَكَ، ولا نأمَنُ مِن أنْ يُصيبَكَ الشَّيءُ، يُساعِدُكَ أحوَجُ ما كنَّا إليكَ، قالَ: فلا تُراجِعوني، لا بُدَّ مِن إتْيانِه، ولكنِ اسْتَوْصوا بهذا الغُلامِ خَيرًا، وافْعَلوا وافْعَلوا، قالَ: فقُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: يا سَلْمانُ، قد رأيْتَ حَالي، وما كنْتُ عليه، وليس هذا كذلك، أنا أمْشي أصومُ النَّهارَ وأقومُ اللَّيلَ، ولا أستَطيعُ أنْ أحمِلَ مَعي زادًا ولا غيرَه، وأنتَ لا تَقدِرُ على هذا، قُلْتُ: ما أنا بمُفارِقِكَ، قالَ: أنتَ أعلَمُ، قالَ: فقالوا: يا فلانُ، فإنَّا نَخافُ على هذا الغُلامِ، قالَ: فهو أعلَمُ، قد أعلَمْتُه الحالَ، وقد رَأى ما كانَ قبلَ هذا، قُلْتُ: لا أُفارِقُكَ، قالَ: فبَكَوْا، ووَدَّعوهُ، وقالَ لهمُ: اتَّقُوا اللهَ وكونُوا على ما أوْصَيْتُكم به، فإنْ أعِشْ فعَلَيَّ أرجِعُ إليكم، وإنْ مُتُّ، فإنَّ اللهَ حيٌّ لا يَموتُ، فسلَّمَ عليهم، وخرَجَ وخرَجْتُ معَه، وقالَ لي: احمِلْ معَكَ مِن هذا الخُبزِ شَيئًا تَأْكُلُه، فخرَجَ وخرَجْتُ معَه يَمْشي، واتَّبَعْتُه يَذكُرُ اللهَ ولا يَلتَفِتُ، ولا يقِفُ على شَيءٍ، حتَّى إذا أمْسَيْنا، قالَ: يا سَلْمانُ، صَلِّ أنتَ ونَمْ، وكُلْ واشرَبْ، ثمَّ قامَ وهو يُصلِّي حتَّى إذا انْتَهى إلى بيتِ المَقدِسِ ، وكانَ لا يَرفَعُ طَرْفَه إلى السَّماءِ، حتَّى إذا انْتَهَيْنا إلى بابِ المَسجِدِ، وإذا على البابِ مُقعَدٌ، فقالَ: يا عبدَ اللهِ، قد تَرى حَالي، فتَصدَّقْ عليَّ بشَيءٍ، فلم يَلتفِتْ إليه، ودخَلَ المَسجِدَ، ودخَلْتُ معَه، فجعَلَ يتَّبِعُ أمْكِنةً في المَسجِدِ فصَلَّى فيها، فقالَ: يا سَلْمانُ، إنِّي لم أجِدْ طَعْمَ النَّومِ منذُ كذا وكذا، فإنْ أنتَ جعَلْتَ أنْ توقِظَني إذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا نِمْتُ؛ فإنِّي أُحِبُّ أنْ أنامَ في هذا المَسجِدِ، وإلَّا لم أنَمْ، قالَ: قُلْتُ: فإنِّي أفعَلُ، قالَ: فإذا بلَغَ الظِّلُّ مَكانَ كذا وكذا فأيْقِظْني إذا غلَبَتْني عَيْني، فقامَ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا لم ينَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رأيْتُ بعضَ ذلك، لأدَعَنَّه يَنامُ حتَّى يَشتَفيَ منَ النَّومِ، قالَ: وكانَ فيما يَمْشي وأنا معَه يُقبِلُ عليَّ فيَعِظُني، ويُخبِرُني أنَّ لي ربًّا، وأنَّ بيْنَ يدَيَّ جنَّةً ونارًا وحسابًا، ويُعلِّمُني ويُذَكِّرُني نحوَ ما يُذكِّرُ القَومَ يومَ الأحَدِ، حتَّى قالَ فيما يَقولُ: يا سَلْمانُ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ سوف يَبعَثُ رَسولًا اسمُه أحمَدُ، يَخرُجُ بتِهامةَ -وكانَ رَجُلًا أعْجميًّا لا يُحسِنُ أنْ يقولَ: مُحمَّدٌ- علامَتُه أنَّه يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بيْنَ كَتِفَيْه خاتَمٌ، وهذا زَمانُه الَّذي يخرُجُ فيه قد تَقارَبَ، فأمَّا أنا؛ فإنِّي شَيخٌ كَبيرٌ، ولا أحْسَبُني أُدرِكُه، فإنْ أدْرَكْتَه فصَدِّقْه واتَّبِعْه ، قالَ: قُلْتُ: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ فيما يأمُرُ به، ورِضا الرَّحمَنِ فيما قالَ، فلم يَمضِ إلَّا يَسيرًا حتَّى استَيقَظَ فَزِعًا يَذكُرُ اللهَ، فقالَ لي: يا سَلْمانُ، مَضى الفَيْءُ مِن هذا المَكانِ، ولم أذكُرِ اللهَ، أين ما كُنْتَ جعَلْتَ على نفْسِكَ؟ قالَ: أخْبَرْتَني أنَّكَ لم تَنَمْ منذُ كذا وكذا، وقد رَأيْتُ بَعضَ ذلك، فأحبَبْتُ أنْ تَشتَفيَ منَ النَّومِ، فحمِدَ اللهَ، وقامَ، فخرَجَ، وتَبِعْتُه، فمَرَّ بالمُقعَدِ، فقالَ المُقعَدُ: يا عَبدَ اللهِ، دخلْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، وخرَجْتَ فسألْتُكَ فلم تُعْطِني، فقامَ يَنظُرُ، هل يَرى أحَدًا؟ فلم يَرَه، فدَنا منه، فقالَ له: ناوِلْني يدَكَ فناوَلَه، فقالَ: بسمِ اللهِ، فقامَ كأنَّه أُنشِطَ مِن عِقالٍ صَحيحًا لا عَيبَ به، فخَلَّا عنْ يَدِه، فانطلَقَ ذاهِبًا، فكانَ لا يَلْوي على أحَدٍ، ولا يَقومُ عليه، فقالَ لي المُقعَدُ: يا غُلامُ، احمِلْ عليَّ ثِيابي حتَّى أنطَلِقَ أُبشِّرُ أهْلي، فحمَلْتُ عليه ثيابَه، وانطلَقَ لا يَلْوي عليَّ، فخرَجْتُ في إثْرِه أطلُبُه، فكلَّما سألْتُ عنه قالوا: أمامَكَ حتَّى لَقِيَني رَكْبٌ مِن كَلبٍ، فسألْتُهم، فلمَّا سَمِعوا، أناخَ رَجُلٌ مِنهم عليَّ بَعيرَه، فحمَلَني خَلفَه، حتَّى أتَوْا بلادَهُم فباعُوني، فاشْتَرَتْني امْرأةٌ منَ الأنْصارِ، فجعَلَتْني في حائطٍ لها، فقدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُخبِرْتُ به، فأخذْتُ أشْياءَ مِن ثَمرِ حائِطي، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتَيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ النَّاسِ إليه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ: ما هذا؟ قُلْتُ: صَدَقةٌ، قالَ للقَومِ: كُلوا، ولم يأكُلْ، ثمَّ لبِثْتُ ما شاءَ اللهُ، ثمَّ أخذْتُ مثلَ ذلك، فجعَلْتُه على شَيءٍ، ثمَّ أتيْتُه، فوجَدْتُ عندَه ناسًا، وإذا أبو بَكرٍ أقرَبُ القَومِ منه، فوضَعْتُه بيْنَ يدَيْه، فقالَ لي: ما هذا؟ فقُلْتُ: هَديَّةٌ، قالَ: بسمِ اللهِ، وأكَلَ وأكَلَ القَومُ، قُلْتُ في نَفْسي: هذه مِن آياتِه، كانَ صاحِبي رَجُلًا أعْجميًّا لم يُحسِنْ أنْ يَقولَ: تِهامةَ ، فقالَ: تِهْمةَ، وقالَ: أحمَدُ، فدُرْتُ خَلفَه، ففَطِنَ بي، فأرْخى ثوبَه، فإذا الخاتَمُ في ناحيةِ كَتِفِه الأيسَرِ فتَبيَّنْتُه، ثمَّ دُرْتُ حتَّى جلَسْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، قالَ: مَن أنتَ؟ قُلْتُ: مَمْلوكٌ، قالَ: فحَدَّثْتُه حَديثي، وحَديثَ الرَّجلِ الَّذي كنْتُ معَه، وما أمَرَني به، قالَ: لمَن أنتَ؟ قُلْتُ: لامْرأةٍ منَ الأنْصارِ جعَلَتْني في حائطٍ لها، قالَ: يا أبا بَكرٍ، قالَ: لبَّيكَ ، قالَ: اشْتَرِه، فاشْتَراني أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه، فأعْتَقَني، فلَبِثْتُ ما شاءَ اللهُ أنْ ألبَثَ، فسلَّمْتُ عليه، وقعَدْتُ بيْنَ يدَيْه، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما تَقولُ في دينِ النَّصارى، قالَ: لا خَيرَ فيهم، ولا في دِينِهم، فدَخَلَني أمرٌ عَظيمٌ، فقُلْتُ في نَفْسي: هذا الَّذي كنْتُ معَه ورأيْتُ ما رَأيْتُه، ثمَّ رأيْتُه أخَذَ بيَدِ المُقعَدِ فأقامَه اللهُ على يدَيْه لا خيرَ في هؤلاء، ولا في دينِهم، فانصرَفْتُ وفي نَفْسي ما شاءَ اللهُ، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عليَّ بسَلْمانَ، فأتَى الرَّسولُ وأنا خائفٌ، فجِئْتُ حتَّى قعَدْتُ بيْنَ يدَيْه فقَرَأَ بسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} [المائدة: 82] إلى آخِرِ الآيةِ، يا سَلْمانُ، إنَّ أولئك الَّذين كنْتَ معَهم وصاحِبَكَ لم يَكونوا نَصارى، إنَّما كانُوا مُسلِمينَ، فقُلْتُ: يا رَسولَ اللهِ، والَّذي بعَثَكَ بالحَقِّ لَهوَ الَّذي أمَرَني باتِّباعِكَ، فقُلْتُ له: وإنْ أمَرَني بتَرْكِ دينِكَ وما أنتَ عليه، قالَ: فاتْرُكْه؛ فإنَّ الحقَّ وما يجِبُ فيما يَأمُرُكَ به.