الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - استسلَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أعرابيٍّ جَزورًا بوَسقٍ من طعامٍ إلى أجَلٍ، فلمَّا جاء الأجَلُ جاء يتقاضى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم... الحديثَ. [يعني حديثَ: استسلف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أعرابيٍّ ‌جزورًا ‌بوَسقٍ ‌من ‌طعامٍ ‌إلى ‌أجَلٍ، فلمَّا حلَّ الأجَلُ جاء يتقاضى رسولَ اللهِ، فقال: «قد جِئْتَنا وما عِندَنا شيءٌ، ولكِنِ انتَظِرْنا حتى تأتيَ الصَّدَقةُ فنعطِيَك»، فجعل الأعرابيُّ يقولُ: واغَدْراه! قال: فقال عُمَرُ: يا رسولَ اللهِ ائذَنْ لي فيه، فقال: «لا، دَعْه؛ فإنَّ لصاحِبِ الحَقِّ مَقالًا»، ثمَّ أرسل إلى خَولةَ بنتِ حَكيمٍ السُّلَيميَّةِ، فاستسلَفَها، فقال: «اذهَبْ، فإذا استوفَيتَ فائْتِني»، فجاء فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إنَّ خيارَ عبادِ اللهِ الصَّالحونَ يومَ القيامةِ الموفون المُطَيَّبونَ»].
خلاصة حكم المحدث : رواه مُرَجَّى بنُ رجاءٍ، وعبدُ الملِكِ بنُ يحيى بنِ عَبَّادٍ، ويحيى بنُ عُمَرَ، ومحَمَّدُ بنُ إسحاقَ، وأبو أُوَيسٍ، وحمَّادُ بنُ سَلَمةَ، من روايةِ يحيى بنِ سلَّامٍ عنه، رَوَوه عن هشامٍ، عن أبيه، عن عائشةَ. وخالفهم حمَّادُ بنُ زيدٍ، وأنَسُ بنُ عياضٍ، رَوَياه عن هشامٍ، عن أبيه، مُرسَلًا. والمُرسَلُ هو المحفوظُ.
الراوي : عائشة | المحدث : الدارقطني | المصدر : علل الدارقطني
الصفحة أو الرقم : 3497
التصنيف الموضوعي: سلم - السلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي قرض - جواز الاستقراض قرض - حسن التقاضي والقضاء قرض - لصاحب الحق مقال
| أحاديث مشابهة
 

1 - ليسَ لعِرْقِ ظالمٍ حقٌّ [يعني حديث: العِبادُ عِبادُ اللهِ والبِلادُ بِلادُ اللهِ، فمَن أحيا من مَواتِ الأرضِ شيئًا فهو له وليس لعِرقٍ ظالمٍ حَقٌّ]
خلاصة حكم المحدث : لا يصح عن مالك
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الدارقطني | المصدر : لسان الميزان
الصفحة أو الرقم : 8/550 التخريج : أخرجه الطيالسي في ((المسند)) (1543)، والبزار (132)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (7267) مطولاً
التصنيف الموضوعي: مظالم - تحريم الظلم غصب وضمانات - غصب الأرض والزرع فيها غصب وضمانات - ليس لعرق ظالم حق
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - حديث: أردَفَني رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَلْفَه على حمارٍ [علَى حِمارٍ يُقالُ له عُفَيْرٌ، فقالَ: يا مُعاذُ، هلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ، وما حَقُّ العِبادِ علَى اللَّهِ؟، قُلتُ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّ حَقَّ اللَّهِ علَى العِبادِ أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا، وحَقَّ العِبادِ علَى اللَّهِ أنْ لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به شيئًا، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ أفَلا أُبَشِّرُ به النَّاسَ؟ قالَ: لا تُبَشِّرْهُمْ، فَيَتَّكِلُوا.]
خلاصة حكم المحدث : [غريبٌ من حديث سُلَيمان بن كثير، عَن عَبد الملك بن عُمَير عَبد الرحمن، تَفَرَّدَ بهِ عَبد الغفار بن الحكم، عَنه.]
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الدارقطني | المصدر : أطراف الغرائب
الصفحة أو الرقم : 2/132
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تواضعه صلى الله عليه وسلم

3 - حديث: "كُنتُ رِدفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على حِمارٍ [فقال لي: يا مُعاذَ بنَ جَبلٍ، ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ؟ قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: أن يَعبُدوهُ ولا يُشرِكوا به شيئًا، ثمَّ قال لي: يا مُعاذُ، ما حَقُّ العِبادِ على اللهِ إذا فعَلوا ذلك؟ قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: أن لا يُعذِّبَهم]".
خلاصة حكم المحدث : تَفَرَّدَ بهِ خلف بن خليفة، عَن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، عَن أبي حصين، عَنه.
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الدارقطني | المصدر : أطراف الغرائب
الصفحة أو الرقم : 2/130
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - الركوب على الدابة توحيد - حق الله تعالى على العباد سفر - جواز الإرداف على الدابة إيمان - توحيد الألوهية إيمان - حق الله على العباد

4 - حديثُ: قال: خرَجْتُ مع رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إلى حائِطٍ [يعني حديث: كنتُ أمشي مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في بعضِ حيطانِ المدينةِ فقال لي يا أبا هريرةَ قلتُ لبَّيك يا رسولَ اللهِ قال إنَّ المُكْثِرينَ هم الأقَلُّون يومَ القيامةِ إلَّا مَن قال بمالِه هكذا وهكذا وأومَأ بيدِه عن يمينِه وعن شِمالِه وقليلٌ ما هم ثمَّ قال يا أبا هريرةَ ألَا أدُلُّك على كَنزٍ مِن كنوزِ الجَنَّةِ قلتُ بلى يا رسولَ اللهِ قال لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ ولا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إلَّا إليه ثمَّ قال يا أبا هريرة هل تدري ما حَقُّ اللهِ على العِبادِ وما حَقُّ العِبادِ على اللهِ قلتُ اللهُ ورسولُه أعلَمُ قال فإنَّ حَقَّ اللهِ على العِبادِ أن يعبُدوه ولا يُشْرِكوا به شيئًا وحَقُّ العِبادِ على اللهِ أن لا يُعَذِّبَ مَن لا يُشْرِكُ به]
خلاصة حكم المحدث : غريبٌ من حديث جابر بن الحر، عَن عَبد الرحمن بن عابس عن كميل، تَفَرَّدَ بهِ عنه أبو أحمد الزبيري.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الدارقطني | المصدر : أطراف الغرائب
الصفحة أو الرقم : 2/316
التصنيف الموضوعي: توحيد - حق الله تعالى على العباد إحسان - حق العباد على الله إحسان - حق الله على العباد إيمان - توحيد الألوهية إيمان - من مات لا يشرك بالله شيئا

5 - حديث: إنَّ مِن حَقِّ جَلالِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ على العِبادِ [ثَلاثًا: الإمامُ المُقسِطُ، وذو الشَّيبِ في الإسلامِ، والحامِلُ لكِتابِ اللهِ غَيرُ الجافي ولا الغالي فيه]
خلاصة حكم المحدث : [غريب] من حديث علقمة عنه عن زبيد تفرد بها عنه الحكم بن ظهير
الراوي : بريدة بن الحصيب | المحدث : الدارقطني | المصدر : أطراف الغرائب
الصفحة أو الرقم : 1/288
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - توقير العلماء وذوي المكانة والفضل

6 - حديثُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي ليلى، عن مُعاذٍ، قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أتدري ما حَقُّ اللهِ على العبادِ؟ قُلتُ: اللهُ ورسولُه أعلَمُ، قال: أن يعبُدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا.... الحديثَ.
خلاصة حكم المحدث : يرويه عبدُ المَلِكِ بنُ عُمَيرٍ، واختُلِفَ عنه؛ فرواه شُعبةُ، عن عبدِ الملِكِ، فأسنده عنه غُندَرٌ، ومُسلِمُ بنُ إبراهيمَ، وأرسله عَمرُو بنُ مرزوقٍ، وأبو داودَ. ورواه زائدةُ، وأبو حمزةَ، وجريرٌ، وزيادٌ البَكَّائيُّ، وأبو جَعفَرٍ الرَّازيُّ، عن عبدِ المَلِكِ، عن ابنِ أبي ليلى، عن مُعاذٍ متَّصِلًا، والمتَّصِلُ أصَحُّ.
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الدارقطني | المصدر : علل الدارقطني
الصفحة أو الرقم : 978
التصنيف الموضوعي: توحيد - الأمر بتوحيد الله رقائق وزهد - التبشير إحسان - حق الله على العباد

7 - أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَرَأَ: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} الآية، فقالَ: اللَّهُمَّ أَمَرْتَ بالدُّعاءِ وتَكَفَّلْتَ بالإجابةِ، لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لا شَريكَ لك لَبَّيْكَ ، إنَّ الحَمْدَ والنِّعْمةَ لك والمُلْكَ، لا شَريكَ لك، أَشهَدُ أنَّك رَبِّي واحِدٌ صَمَدٌ، لم يَلِدْ ولم يولَدْ، ولم يكنْ له كُفُوًا أحَدٌ، وأَشهَدُ أنَّ وَعْدَك حَقٌّ، ولِقاءَك حَقٌّ، والجَنَّةَ حَقٌّ، والنَّارَ حَقٌّ، وأنَّ السَّاعةَ آتِيةٌ لا رَيْبَ فيها، وأنَّ اللهَ يَبعَثُ مَن في القُبورِ.
خلاصة حكم المحدث : لا أعلم بهذا الإسناد غير هذا الحديث، ولم يروه إلا الكلبي وهو مُحمَّد بن السائب أبو النضر
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : الدارقطني | المصدر : اللطائف من دقائق المعارف
الصفحة أو الرقم : 23
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - الجوامع من الدعاء آداب الدعاء - الثناء على الله في الدعاء أدعية وأذكار - فضل التهليل والتسبيح والدعاء أدعية وأذكار - فضل الدعاء وإثم تركه آداب الدعاء - قبول دعاء المسلم

8 - حديث: أوَّلُ ثلاثةٍ يَدخُلونَ الجَنَّةَ الشُّهَداءُ [يعني حديث: عُرِض علَيَّ أوَّلُ ثلاثةٍ يدخُلون الجَنَّةَ، وأوَّلُ ثلاثةٍ يدخُلون النَّارَ؛ فأمَّا أوَّلُ ثلاثةٍ يدخُلون الجَنَّةَ: فالشَّهيدُ، ومملوكٌ أحسَنَ عبادةَ رَبِّه ونصَح لسيِّدِه، وعفيفٌ متعفِّفٌ. وأمَّا أوَّلُ ثلاثةٍ يدخُلون النَّارَ: فأميرٌ مُسلَّطٌ، وذو ثَرْوةٍ مِن مالٍ لا يؤدِّي حقَّ اللهِ في مالِه، وفقيرٌ فخورٌ.]
خلاصة حكم المحدث : تَفَرَّدَ بهِ الخليل، عَنه.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الدارقطني | المصدر : أطراف الغرائب
الصفحة أو الرقم : 2/365
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - فضل موت الشهادة جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار

9 - استسلَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أعرابيٍّ جَزورًا بوَسقٍ من طعامٍ إلى أجَلٍ، فلمَّا جاء الأجَلُ جاء يتقاضى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم... الحديثَ. [يعني حديثَ: استسلف رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من أعرابيٍّ ‌جزورًا ‌بوَسقٍ ‌من ‌طعامٍ ‌إلى ‌أجَلٍ، فلمَّا حلَّ الأجَلُ جاء يتقاضى رسولَ اللهِ، فقال: «قد جِئْتَنا وما عِندَنا شيءٌ، ولكِنِ انتَظِرْنا حتى تأتيَ الصَّدَقةُ فنعطِيَك»، فجعل الأعرابيُّ يقولُ: واغَدْراه! قال: فقال عُمَرُ: يا رسولَ اللهِ ائذَنْ لي فيه، فقال: «لا، دَعْه؛ فإنَّ لصاحِبِ الحَقِّ مَقالًا»، ثمَّ أرسل إلى خَولةَ بنتِ حَكيمٍ السُّلَيميَّةِ، فاستسلَفَها، فقال: «اذهَبْ، فإذا استوفَيتَ فائْتِني»، فجاء فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إنَّ خيارَ عبادِ اللهِ الصَّالحونَ يومَ القيامةِ الموفون المُطَيَّبونَ»].
خلاصة حكم المحدث : رواه مُرَجَّى بنُ رجاءٍ، وعبدُ الملِكِ بنُ يحيى بنِ عَبَّادٍ، ويحيى بنُ عُمَرَ، ومحَمَّدُ بنُ إسحاقَ، وأبو أُوَيسٍ، وحمَّادُ بنُ سَلَمةَ، من روايةِ يحيى بنِ سلَّامٍ عنه، رَوَوه عن هشامٍ، عن أبيه، عن عائشةَ. وخالفهم حمَّادُ بنُ زيدٍ، وأنَسُ بنُ عياضٍ، رَوَياه عن هشامٍ، عن أبيه، مُرسَلًا. والمُرسَلُ هو المحفوظُ.
الراوي : عائشة | المحدث : الدارقطني | المصدر : علل الدارقطني
الصفحة أو الرقم : 3497
التصنيف الموضوعي: سلم - السلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي قرض - جواز الاستقراض قرض - حسن التقاضي والقضاء قرض - لصاحب الحق مقال
| أحاديث مشابهة

10 - إذا لم يُؤَدِّ المرءُ حقَّ اللهِ أو الصَّدقةَ في إبلِه بُطِح لها ...، فذكَر الحديثَ، وفي آخِرِه، فقال قائِلٌ: أفرأَيتَ الحُمُرَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: لم يأتِني فيها شيءٌ إلَّا الآيةَ الجامِعةَ الفاذَّةَ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}...، الحديث. [يعني حديثَ: ما مِن صاحِبِ كنزٍ لا يُؤدِّي زكاتَه إلَّا أُحمِي عليه في نارِ جَهنَّمَ، فيُجعَلُ صفائِحَ فيُكوى بها جَنباه وجَبينُه، حتَّى يحكُمَ اللهُ بَينَ عِبادِه في يومٍ كان مِقدارُه خمسينَ ألفَ سنةٍ، ثُمَّ يرى سبيلَه إمَّا إلى الجنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ، وما مِن صاحِبِ إبلٍ لا يُؤدِّي زكاتَها إلَّا ‌بُطِح لها بقاعٍ قَرقرٍ كأوفَرِ ما كانت تستَنُّ عليه، كُلَّما مضى عليه أُخراها رُدَّت عليه أولاها، حتَّى يحكُمَ اللهُ بَينَ عِبادِه في يومٍ كان مِقدارُه خمسينَ ألفَ سنةٍ، ثُمَّ يرى سبيلَه إمَّا إلى الجنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ، وما مِن صاحِبِ غَنمٍ لا يُؤدِّي زكاتَها إلَّا ‌بُطِح لها بقاعٍ قَرقرٍ كأوفَرِ ما كانت، فتطَؤُه بأظلافِها، ‌وتنطَحُه بقُرونِها، ليس فيها عَقصاءُ ولا جَلحاءُ ، كُلَّما مضى عليه أخراها رُدَّت عليه أولاها، حتَّى يحكُمَ اللهُ بَينَ عِبادِه في يومٍ كان مِقدارُه خمسينَ ألفَ سنةٍ مما تعدُّونَ، ثُمَّ يرى سبيلَه إمَّا إلى الجنَّةِ، وإمَّا إلى النَّارِ، قال سُهَيلٌ: فلا أدري أذكَر البَقرَ أم لا؟ قالوا: فالخيلُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: الخيلُ في نواصيها، -أو قال-: الخيلُ معقودٌ في نواصيها -قال سُهَيلٌ: أنا أشُكُّ- الخيرُ إلى يومِ القيامةِ، الخيلُ ثلاثةٌ، فهي لرجُلٍ أجرٌ، ولرجُلٍ سِترٌ، ولرجُلٍ وِزرٌ ؛ فأمَّا التي هي له أجرٌ فالرَّجلُ يتَّخِذُها في سبيلِ اللهِ، ويعُدُّها له، فلا تُغيِّبُ شيئًا في بُطونِها إلا كتَب اللهُ له أجرًا، ولو رعاها في مرجٍ ما أكلَت مِن شيءٍ إلَّا كتَب اللهُ له بها أجرًا، ولو سقاها مِن نهرٍ كان له بكُلِّ قَطرةٍ تُغيِّبُها في بُطونِها أجرٌ، (حتَّى ذكَر الأجرَ في أبوالِها، وأرواثِها) ولو استنَّت شَرَفًا أو شَرفَينِ كُتِب له بكُلِّ خُطوةٍ تخطوها أجرٌ، وأمَّا الذي هي له سِترٌ، فالرَّجلُ يتَّخِذُها تكرُّمًا وتجمُّلًا، ولا ينسى حقَّ ظهورِها وبُطونِها في عُسرِها ويُسرِها، وأمَّا الذي عليه وِزرٌ فالذي يتَّخِذُها أشرًا وبَطرًا وبَذخًا ورِياءَ النَّاسِ، فذاك الذي هي عليه وِزرٌ ، قالوا: فالحُمرُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: ما أنزَل اللهُ عليَّ فيها شيئًا إلَّا هذه الآيةَ الجامِعةَ الفاذَّةَ: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}»].
خلاصة حكم المحدث : يرويه بُكَيرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الأشَجِّ، واختُلِف عنه؛ فرواه عَمرُو بنُ الحارِثِ، عن بُكَيرٍ، عن أبي صالِحٍ، عن أبي هُرَيرةَ. وخالَفه ابنُ لَهيعةَ؛ فرواه عن بُكَيرٍ، عن صالِحِ بنِ أبي صالِحٍ، عن أبيه، عن أبي هُرَيرةَ، قيل للشَّيخِ: أيُّهما أقوى؟ قال: عَمرُو بنُ الحارِثِ أثبَتُ، والحديثُ محفوظٌ عن سُهَيلِ بنِ أبي صالِحٍ، عن أبيه، عن أبي هُرَيرةَ، رواه الثِّقاتُ عنه، أخرَجه مُسلِمٌ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الدارقطني | المصدر : علل الدارقطني
الصفحة أو الرقم : 1948 التخريج : أخرجه مسلم (987)، وأبو داود (1658)، والنسائي (2442) جميعهم بنحوه.
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الزلزلة رقائق وزهد - عقوبات الذنوب زكاة - عقوبة مانع الزكاة زكاة - فرض الزكاة زكاة - الترهيب من كنز المال
|أصول الحديث

11 - حديث عُبَيدةَ، عن عبدِ اللهِ: علَّمنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم التَّشهُّدَ [في الصلاةِ والتشهدَ في الحاجةِ قال التشهدُ في الصلاةِ : التحيّاتُ للهِ والصلواتِ والطيباتُ. السلامُ عليكَ أيها النبي ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ. السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحينَ. أشهد أن لا إله إلا اللهُ وأشهدُ أن محمدا عبدهُ ورسولهُ. والتشهدُ في الحاجَةِ، إن الحمدَ للهِ نستعينهُ ونستغفرهُ. ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ – أي – اللهُ فلا مضلّ لهُ. ومن يضللْ فلا هادِيَ لهُ. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأشهدُ أن محمدا عبدهُ ورسولهُ. قال : ويقرأ ثلاثَ آياتٍ. قال عبثرُ : ففسّرها سفيانُ الثوريّ : { اتَّقُوْا اللهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنّ إِلّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } { اتّقُوا اللهَ الّذِي تَساءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } { اتّقُوا اللهَ وَقُولُواْ قَوْلًا سَدِيدًا } الآية]
خلاصة حكم المحدث : يرويه عطاءُ بنُ السَّائِبِ، واختُلِف عنه؛ فرواه قيسُ بنُ الرَّبيعِ، عن عطاءٍ، عن أبي البَختَريِّ، عن عُبَيدةَ، عن عبدِ اللهِ مرفوعًا. وخالَفه وُهَيبٌ؛ فرواه عن عطاءِ بنِ السَّائِبِ، عن أبي عبدِ الرَّحمنِ السُّلَميِّ، عن عبدِ اللهِ مرفوعًا أيضًا. ورواه عليُّ بنُ عاصِمٍ، عن عطاءِ بنِ السَّائِبِ، عن أبي عبدِ الرَّحمنِ، عن ابنِ مسعودٍ موقوفًا. وهذا مِن عطاءِ بنِ السَّائِبِ؛ فإنَّه اختلَط في آخِرِ عُمرِه.
الراوي : عبد الله بن مسعود | المحدث : الدارقطني | المصدر : علل الدارقطني
الصفحة أو الرقم : 811
التصنيف الموضوعي: صلاة - التشهد اعتصام بالسنة - تعليم النبي السنن لأصحابه

12 - حديث: في الخُطْبةِ عِندَ النِّكاحِ والحاجةِ [يعني حديث: علّمنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم التشهدَ في الصلاةِ والتشهدَ في الحاجةِ قال التشهدُ في الصلاةِ : التحيّاتُ للهِ والصلواتِ والطيباتُ. السلامُ عليكَ أيها النبي ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ. السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحينَ. أشهد أن لا إله إلا اللهُ وأشهدُ أن محمدا عبدهُ ورسولهُ. والتشهدُ في الحاجَةِ، إن الحمدَ للهِ نستعينهُ ونستغفرهُ. ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسنا وسيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ – أي – اللهُ فلا مضلّ لهُ. ومن يضللْ فلا هادِيَ لهُ. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأشهدُ أن محمدا عبدهُ ورسولهُ. قال : ويقرأ ثلاثَ آياتٍ. قال عبثرُ : ففسّرها سفيانُ الثوريّ : { اتَّقُوْا اللهَ حَقّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنّ إِلّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } { اتّقُوا اللهَ الّذِي تَساءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } { اتّقُوا اللهَ وَقُولُواْ قَوْلًا سَدِيدًا } الآية]
خلاصة حكم المحدث : لم يروه عن عَمْرو بن قيس غير تميم بن الجعد والحكم بن بشير.
الراوي : عبد الله بن مسعود | المحدث : الدارقطني | المصدر : أطراف الغرائب
الصفحة أو الرقم : 2/45
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - الثناء على الله في الدعاء نكاح - خطبة النكاح آداب عامة - خطبة الحاجة أدعية وأذكار - حمد الله في كل الأحوال استعاذة - التعوذات النبوية

13 - حديث الإفْكِ [ يعني حديث: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أرَادَ سَفَرًا أقْرَعَ بيْنَ أزْوَاجِهِ، فأيُّهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا خَرَجَ بهَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معهُ، قالَتْ عَائِشَةُ: فأقْرَعَ بيْنَنَا في غَزْوَةٍ غَزَاهَا فَخَرَجَ فِيهَا سَهْمِي، فَخَرَجْتُ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعْدَ ما أُنْزِلَ الحِجَابُ، فَكُنْتُ أُحْمَلُ في هَوْدَجِي وأُنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنَا حتَّى إذَا فَرَغَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن غَزْوَتِهِ تِلكَ وقَفَلَ، دَنَوْنَا مِنَ المَدِينَةِ قَافِلِينَ، آذَنَ لَيْلَةً بالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بالرَّحِيلِ، فَمَشيتُ حتَّى جَاوَزْتُ الجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أقْبَلْتُ إلى رَحْلِي، فَلَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذَا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ ظَفَارِ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، قالَتْ: وأَقْبَلَ الرَّهْطُ الَّذِينَ كَانُوا يُرَحِّلُونِي، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي فَرَحَلُوهُ علَى بَعِيرِي الذي كُنْتُ أرْكَبُ عليه، وهُمْ يَحْسِبُونَ أنِّي فِيهِ، وكانَ النِّسَاءُ إذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَهْبُلْنَ، ولَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، إنَّما يَأْكُلْنَ العُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ القَوْمُ خِفَّةَ الهَوْدَجِ حِينَ رَفَعُوهُ وحَمَلُوهُ، وكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الجَمَلَ فَسَارُوا، ووَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ ما اسْتَمَرَّ الجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنَازِلَهُمْ وليسَ بهَا منهمْ دَاعٍ ولَا مُجِيبٌ، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الذي كُنْتُ به، وظَنَنْتُ أنَّهُمْ سَيَفْقِدُونِي فَيَرْجِعُونَ إلَيَّ، فَبيْنَا أنَا جَالِسَةٌ في مَنْزِلِي، غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وكانَ صَفْوَانُ بنُ المُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِن ورَاءِ الجَيْشِ، فأصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إنْسَانٍ نَائِمٍ فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وكانَ رَآنِي قَبْلَ الحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ باسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وجْهِي بجِلْبَابِي، ووَاللَّهِ ما تَكَلَّمْنَا بكَلِمَةٍ، ولَا سَمِعْتُ منه كَلِمَةً غيرَ اسْتِرْجَاعِهِ، وهَوَى حتَّى أنَاخَ رَاحِلَتَهُ، فَوَطِئَ علَى يَدِهَا، فَقُمْتُ إلَيْهَا فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بي الرَّاحِلَةَ حتَّى أتَيْنَا الجَيْشَ مُوغِرِينَ في نَحْرِ الظَّهِيرَةِ وهُمْ نُزُولٌ، قالَتْ: فَهَلَكَ مَن هَلَكَ، وكانَ الذي تَوَلَّى كِبْرَ الإفْكِ عبدُ اللَّهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ، قالَ عُرْوَةُ: أُخْبِرْتُ أنَّه كانَ يُشَاعُ ويُتَحَدَّثُ به عِنْدَهُ، فيُقِرُّهُ ويَسْتَمِعُهُ ويَسْتَوْشِيهِ، وقالَ عُرْوَةُ أيضًا: لَمْ يُسَمَّ مِن أهْلِ الإفْكِ أيضًا إلَّا حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ، ومِسْطَحُ بنُ أُثَاثَةَ، وحَمْنَةُ بنْتُ جَحْشٍ، في نَاسٍ آخَرِينَ لا عِلْمَ لي بهِمْ، غيرَ أنَّهُمْ عُصْبَةٌ، كما قالَ اللَّهُ تَعَالَى، وإنَّ كِبْرَ ذلكَ يُقَالُ له: عبدُ اللَّهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ، قالَ عُرْوَةُ: كَانَتْ عَائِشَةُ تَكْرَهُ أنْ يُسَبَّ عِنْدَهَا حَسَّانُ، وتَقُولُ: إنَّه الذي قالَ: فَإنَّ أبِي ووَالِدَهُ وعِرْضِي لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنكُم وِقَاءُ قالَتْ عَائِشَةُ: فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ حِينَ قَدِمْتُ شَهْرًا، والنَّاسُ يُفِيضُونَ في قَوْلِ أصْحَابِ الإفْكِ، لا أشْعُرُ بشيءٍ مِن ذلكَ، وهو يَرِيبُنِي في وجَعِي أنِّي لا أعْرِفُ مِن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اللُّطْفَ الذي كُنْتُ أرَى منه حِينَ أشْتَكِي، إنَّما يَدْخُلُ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيُسَلِّمُ، ثُمَّ يقولُ: كيفَ تِيكُمْ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَذلكَ يَرِيبُنِي ولَا أشْعُرُ بالشَّرِّ، حتَّى خَرَجْتُ حِينَ نَقَهْتُ، فَخَرَجْتُ مع أُمِّ مِسْطَحٍ قِبَلَ المَنَاصِعِ، وكانَ مُتَبَرَّزَنَا، وكُنَّا لا نَخْرُجُ إلَّا لَيْلًا إلى لَيْلٍ، وذلكَ قَبْلَ أنْ نَتَّخِذَ الكُنُفَ قَرِيبًا مِن بُيُوتِنَا، قالَتْ: وأَمْرُنَا أمْرُ العَرَبِ الأُوَلِ في البَرِّيَّةِ قِبَلَ الغَائِطِ، وكُنَّا نَتَأَذَّى بالكُنُفِ أنْ نَتَّخِذَهَا عِنْدَ بُيُوتِنَا، قالَتْ: فَانْطَلَقْتُ أنَا وأُمُّ مِسْطَحٍ، وهي ابْنَةُ أبِي رُهْمِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ عبدِ مَنَافٍ، وأُمُّهَا بنْتُ صَخْرِ بنِ عَامِرٍ، خَالَةُ أبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وابنُهَا مِسْطَحُ بنُ أُثَاثَةَ بنِ عَبَّادِ بنِ المُطَّلِبِ، فأقْبَلْتُ أنَا وأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ بَيْتي حِينَ فَرَغْنَا مِن شَأْنِنَا، فَعَثَرَتْ أُمُّ مِسْطَحٍ في مِرْطِهَا فَقالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلتُ لَهَا: بئْسَ ما قُلْتِ، أتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟ فَقالَتْ: أيْ هَنْتَاهْ ولَمْ تَسْمَعِي ما قالَ؟ قالَتْ: وقُلتُ: ما قالَ؟ فأخْبَرَتْنِي بقَوْلِ أهْلِ الإفْكِ، قالَتْ: فَازْدَدْتُ مَرَضًا علَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إلى بَيْتي دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَسَلَّمَ، ثُمَّ قالَ: كيفَ تِيكُمْ، فَقُلتُ له: أتَأْذَنُ لي أنْ آتِيَ أبَوَيَّ؟ قالَتْ: وأُرِيدُ أنْ أسْتَيْقِنَ الخَبَرَ مِن قِبَلِهِمَا، قالَتْ: فأذِنَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ لِأُمِّي: يا أُمَّتَاهُ، مَاذَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ؟ قالَتْ: يا بُنَيَّةُ، هَوِّنِي عَلَيْكِ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّما كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وضِيئَةً عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا، لَهَا ضَرَائِرُ، إلَّا كَثَّرْنَ عَلَيْهَا، قالَتْ: فَقُلتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، أوَلقَدْ تَحَدَّثَ النَّاسُ بهذا؟ قالَتْ: فَبَكَيْتُ تِلكَ اللَّيْلَةَ حتَّى أصْبَحْتُ لا يَرْقَأُ لي دَمْعٌ ولَا أكْتَحِلُ بنَوْمٍ، ثُمَّ أصْبَحْتُ أبْكِي، قالَتْ: ودَعَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلِيَّ بنَ أبِي طَالِبٍ وأُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الوَحْيُ، يَسْأَلُهُما ويَسْتَشِيرُهُما في فِرَاقِ أهْلِهِ، قالَتْ: فأمَّا أُسَامَةُ فأشَارَ علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالَّذِي يَعْلَمُ مِن بَرَاءَةِ أهْلِهِ، وبِالَّذِي يَعْلَمُ لهمْ في نَفْسِهِ، فَقالَ أُسَامَةُ: أهْلَكَ، ولَا نَعْلَمُ إلَّا خَيْرًا، وأَمَّا عَلِيٌّ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، والنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وسَلِ الجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ، قالَتْ: فَدَعَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَرِيرَةَ، فَقالَ: أيْ بَرِيرَةُ، هلْ رَأَيْتِ مِن شيءٍ يَرِيبُكِ؟. قالَتْ له بَرِيرَةُ: والذي بَعَثَكَ بالحَقِّ، ما رَأَيْتُ عَلَيْهَا أمْرًا قَطُّ أغْمِصُهُ غيرَ أنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عن عَجِينِ أهْلِهَا، فَتَأْتي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ، قالَتْ: فَقَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن يَومِهِ فَاسْتَعْذَرَ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ أُبَيٍّ، وهو علَى المِنْبَرِ، فَقالَ: يا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ، مَن يَعْذِرُنِي مِن رَجُلٍ قدْ بَلَغَنِي عنْه أذَاهُ في أهْلِي، واللَّهِ ما عَلِمْتُ علَى أهْلِي إلَّا خَيْرًا، ولقَدْ ذَكَرُوا رَجُلًا ما عَلِمْتُ عليه إلَّا خَيْرًا، وما يَدْخُلُ علَى أهْلِي إلَّا مَعِي. قالَتْ: فَقَامَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ أخُو بَنِي عبدِ الأشْهَلِ، فَقالَ : أنَا يا رَسولَ اللَّهِ أعْذِرُكَ، فإنْ كانَ مِنَ الأوْسِ ضَرَبْتُ عُنُقَهُ، وإنْ كانَ مِن إخْوَانِنَا مِنَ الخَزْرَجِ أمَرْتَنَا فَفَعَلْنَا أمْرَكَ، قالَتْ: فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الخَزْرَجِ، وكَانَتْ أُمُّ حَسَّانَ بنْتَ عَمِّهِ مِن فَخِذِهِ، وهو سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ، وهو سَيِّدُ الخَزْرَجِ، قالَتْ: وكانَ قَبْلَ ذلكَ رَجُلًا صَالِحًا، ولَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الحَمِيَّةُ، فَقالَ لِسَعْدٍ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لا تَقْتُلُهُ، ولَا تَقْدِرُ علَى قَتْلِهِ، ولو كانَ مِن رَهْطِكَ ما أحْبَبْتَ أنْ يُقْتَلَ. فَقَامَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ، وهو ابنُ عَمِّ سَعْدٍ، فَقالَ لِسَعْدِ بنِ عُبَادَةَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ، فإنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ المُنَافِقِينَ، قالَتْ: فَثَارَ الحَيَّانِ الأوْسُ، والخَزْرَجُ حتَّى هَمُّوا أنْ يَقْتَتِلُوا، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمٌ علَى المِنْبَرِ، قالَتْ: فَلَمْ يَزَلْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُخَفِّضُهُمْ، حتَّى سَكَتُوا وسَكَتَ، قالَتْ: فَبَكَيْتُ يَومِي ذلكَ كُلَّهُ لا يَرْقَأُ لي دَمْعٌ ولَا أكْتَحِلُ بنَوْمٍ، قالَتْ: وأَصْبَحَ أبَوَايَ عِندِي، وقدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ ويَوْمًا، لا يَرْقَأُ لي دَمْعٌ ولَا أكْتَحِلُ بنَوْمٍ، حتَّى إنِّي لَأَظُنُّ أنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، فَبيْنَا أبَوَايَ جَالِسَانِ عِندِي وأَنَا أبْكِي، فَاسْتَأْذَنَتْ عَلَيَّ امْرَأَةٌ مِنَ الأنْصَارِ فأذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، قالَتْ: فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ دَخَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلَيْنَا فَسَلَّمَ ثُمَّ جَلَسَ، قالَتْ: ولَمْ يَجْلِسْ عِندِي مُنْذُ قيلَ ما قيلَ قَبْلَهَا، وقدْ لَبِثَ شَهْرًا لا يُوحَى إلَيْهِ في شَأْنِي بشيءٍ، قالَتْ: فَتَشَهَّدَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ جَلَسَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، يا عَائِشَةُ، إنَّه بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وكَذَا، فإنْ كُنْتِ بَرِيئَةً، فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وإنْ كُنْتِ ألْمَمْتِ بذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وتُوبِي إلَيْهِ، فإنَّ العَبْدَ إذَا اعْتَرَفَ ثُمَّ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عليه، قالَتْ: فَلَمَّا قَضَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقالَتَهُ قَلَصَ دَمْعِي حتَّى ما أُحِسُّ منه قَطْرَةً، فَقُلتُ لأبِي: أجِبْ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِّي فِيما قالَ: فَقالَ أبِي: واللَّهِ ما أدْرِي ما أقُولُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ لِأُمِّي: أجِيبِي رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فِيما قالَ: قالَتْ أُمِّي: واللَّهِ ما أدْرِي ما أقُولُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: وأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ: لا أقْرَأُ مِنَ القُرْآنِ كَثِيرًا: إنِّي واللَّهِ لقَدْ عَلِمْتُ: لقَدْ سَمِعْتُمْ هذا الحَدِيثَ حتَّى اسْتَقَرَّ في أنْفُسِكُمْ وصَدَّقْتُمْ به، فَلَئِنْ قُلتُ لَكُمْ: إنِّي بَرِيئَةٌ، لا تُصَدِّقُونِي، ولَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بأَمْرٍ، واللَّهُ يَعْلَمُ أنِّي منه بَرِيئَةٌ، لَتُصَدِّقُنِّي، فَوَاللَّهِ لا أجِدُ لي ولَكُمْ مَثَلًا إلَّا أبَا يُوسُفَ حِينَ قالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ واللَّهُ المُسْتَعَانُ علَى ما تَصِفُونَ} ثُمَّ تَحَوَّلْتُ واضْطَجَعْتُ علَى فِرَاشِي، واللَّهُ يَعْلَمُ أنِّي حِينَئِذٍ بَرِيئَةٌ، وأنَّ اللَّهَ مُبَرِّئِي ببَرَاءَتِي، ولَكِنْ واللَّهِ ما كُنْتُ أظُنُّ أنَّ اللَّهَ مُنْزِلٌ في شَأْنِي وحْيًا يُتْلَى، لَشَأْنِي في نَفْسِي كانَ أحْقَرَ مِن أنْ يَتَكَلَّمَ اللَّهُ فِيَّ بأَمْرٍ، ولَكِنْ كُنْتُ أرْجُو أنْ يَرَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ بهَا، فَوَاللَّهِ ما رَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَجْلِسَهُ، ولَا خَرَجَ أحَدٌ مِن أهْلِ البَيْتِ، حتَّى أُنْزِلَ عليه، فأخَذَهُ ما كانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ، حتَّى إنَّه لَيَتَحَدَّرُ منه مِنَ العَرَقِ مِثْلُ الجُمَانِ، وهو في يَومٍ شَاتٍ مِن ثِقَلِ القَوْلِ الذي أُنْزِلَ عليه، قالَتْ: فَسُرِّيَ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَضْحَكُ، فَكَانَتْ أوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بهَا أنْ قالَ: يا عَائِشَةُ، أمَّا اللَّهُ فقَدْ بَرَّأَكِ. قالَتْ: فَقالَتْ لي أُمِّي: قُومِي إلَيْهِ، فَقُلتُ: واللَّهِ لا أقُومُ إلَيْهِ، فإنِّي لا أحْمَدُ إلَّا اللَّهَ عزَّ وجلَّ، قالَتْ: وأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنكُمْ} العَشْرَ الآيَاتِ، ثُمَّ أنْزَلَ اللَّهُ هذا في بَرَاءَتِي، قالَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: وكانَ يُنْفِقُ علَى مِسْطَحِ بنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ منه وفَقْرِهِ: واللَّهِ لا أُنْفِقُ علَى مِسْطَحٍ شيئًا أبَدًا، بَعْدَ الذي قالَ لِعَائِشَةَ ما قالَ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {وَلَا يَأْتَلِ أُولو الفَضْلِ مِنكُمْ} - إلى قَوْلِهِ - {غَفُورٌ رَحِيمٌ}، قالَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: بَلَى واللَّهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إلى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتي كانَ يُنْفِقُ عليه، وقالَ: واللَّهِ لا أنْزِعُهَا منه أبَدًا، قالَتْ عَائِشَةُ: وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَأَلَ زَيْنَبَ بنْتَ جَحْشٍ عن أمْرِي، فَقالَ لِزَيْنَبَ: مَاذَا عَلِمْتِ، أوْ رَأَيْتِ. فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أحْمِي سَمْعِي وبَصَرِي، واللَّهِ ما عَلِمْتُ إلَّا خَيْرًا، قالَتْ عَائِشَةُ: وهي الَّتي كَانَتْ تُسَامِينِي مِن أزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَعَصَمَهَا اللَّهُ بالوَرَعِ، قالَتْ: وطَفِقَتْ أُخْتُهَا حَمْنَةُ تُحَارِبُ لَهَا، فَهَلَكَتْ، فِيمَن هَلَكَ قالَ ابنُ شِهَابٍ: فَهذا الذي بَلَغَنِي مِن حَديثِ هَؤُلَاءِ الرَّهْطِ ثُمَّ قالَ عُرْوَةُ، قالَتْ عَائِشَةُ: واللَّهِ إنَّ الرَّجُلَ الذي قيلَ له ما قيلَ لَيقولُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ ما كَشَفْتُ مِن كَنَفِ أُنْثَى قَطُّ، قالَتْ: ثُمَّ قُتِلَ بَعْدَ ذلكَ في سَبيلِ اللَّهِ]
خلاصة حكم المحدث : قال: كذا في أصل القاسم بن عبد الله بن بلبل الزعفراني عن أحمد بن محمد بن سعيد التبعي عن القاسم بن الحكم العرني ، عَن مُحَمد بن عُبَيد الله العرزمي، عَن أُمِّ كلثوم وما كتبته إلَّا بهذا الإِسناد.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الدارقطني | المصدر : أطراف الغرائب
الصفحة أو الرقم : 2/506
التصنيف الموضوعي: توبة - حادثة الإفك رقائق وزهد - الصبر على البلاء مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أمهات المؤمنين وما يتعلق بهن من أحكام مناقب وفضائل - فضائل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

14 - حديث الإفكِ. [يعني حديث: زَعَمُوا أنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا أرَادَ أنْ يَخْرُجَ سَفَرًا أقْرَعَ بيْنَ أزْوَاجِهِ، فأيَّتُهُنَّ خَرَجَ سَهْمُهَا، خَرَجَ بهَا معهُ، فأقْرَعَ بيْنَنَا في غَزَاةٍ غَزَاهَا، فَخَرَجَ سَهْمِي، فَخَرَجْتُ معهُ بَعْدَ ما أُنْزِلَ الحِجَابُ، فأنَا أُحْمَلُ في هَوْدَجٍ، وأُنْزَلُ فِيهِ، فَسِرْنَا، حتَّى إذَا فَرَغَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن غَزْوَتِهِ تِلْكَ، وقَفَلَ ودَنَوْنَا مِنَ المَدِينَةِ؛ آذَنَ لَيْلَةً بالرَّحِيلِ، فَقُمْتُ حِينَ آذَنُوا بالرَّحِيلِ، فَمَشَيتُ حتَّى جَاوَزْتُ الجَيْشَ، فَلَمَّا قَضَيْتُ شَأْنِي أقْبَلْتُ إلى الرَّحْلِ، فَلَمَسْتُ صَدْرِي، فَإِذَا عِقْدٌ لي مِن جَزْعِ أظْفَارٍ قَدِ انْقَطَعَ، فَرَجَعْتُ، فَالْتَمَسْتُ عِقْدِي، فَحَبَسَنِي ابْتِغَاؤُهُ، فأقْبَلَ الَّذِينَ يَرْحَلُونَ لِي، فَاحْتَمَلُوا هَوْدَجِي، فَرَحَلُوهُ علَى بَعِيرِي الذي كُنْتُ أرْكَبُ وهُمْ يَحْسِبُونَ أنِّي فِيهِ، وكانَ النِّسَاءُ إذْ ذَاكَ خِفَافًا لَمْ يَثْقُلْنَ ولَمْ يَغْشَهُنَّ اللَّحْمُ، وإنَّما يَأْكُلْنَ العُلْقَةَ مِنَ الطَّعَامِ، فَلَمْ يَسْتَنْكِرِ القَوْمُ حِينَ رَفَعُوهُ ثِقَلَ الهَوْدَجِ، فَاحْتَمَلُوهُ وكُنْتُ جَارِيَةً حَدِيثَةَ السِّنِّ، فَبَعَثُوا الجَمَلَ وسَارُوا، فَوَجَدْتُ عِقْدِي بَعْدَ ما اسْتَمَرَّ الجَيْشُ، فَجِئْتُ مَنْزِلَهُمْ وليسَ فيه أحَدٌ، فأمَمْتُ مَنْزِلِي الذي كُنْتُ به، فَظَنَنْتُ أنَّهُمْ سَيَفْقِدُونَنِي، فَيَرْجِعُونَ إلَيَّ، فَبيْنَا أنَا جَالِسَةٌ غَلَبَتْنِي عَيْنَايَ، فَنِمْتُ، وكانَ صَفْوَانُ بنُ المُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِن ورَاءِ الجَيْشِ، فأصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إنْسَانٍ نَائِمٍ، فأتَانِي، وكانَ يَرَانِي قَبْلَ الحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ باسْتِرْجَاعِهِ حِينَ أنَاخَ رَاحِلَتَهُ فَوَطِئَ يَدَهَا، فَرَكِبْتُهَا، فَانْطَلَقَ يَقُودُ بي الرَّاحِلَةَ حتَّى أتَيْنَا الجَيْشَ بَعْدَ ما نَزَلُوا مُعَرِّسِينَ في نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، فَهَلَكَ مَن هَلَكَ، وكانَ الذي تَوَلَّى الإفْكَ عبدُ اللَّهِ بنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ، فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ، فَاشْتَكَيْتُ بهَا شَهْرًا، والنَّاسُ يُفِيضُونَ مِن قَوْلِ أصْحَابِ الإفْكِ، ويَرِيبُنِي في وجَعِي أنِّي لا أرَى مِنَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اللُّطْفَ الذي كُنْتُ أرَى منه حِينَ أمْرَضُ، إنَّما يَدْخُلُ فيُسَلِّمُ، ثُمَّ يقولُ: كيفَ تِيكُمْ؟ لا أشْعُرُ بشَيءٍ مِن ذلكَ حتَّى نَقَهْتُ، فَخَرَجْتُ أنَا وأُمُّ مِسْطَحٍ قِبَلَ المَنَاصِعِ؛ مُتَبَرَّزُنَا، لا نَخْرُجُ إلَّا لَيْلًا إلى لَيْلٍ، وذلكَ قَبْلَ أنْ نَتَّخِذَ الكُنُفَ قَرِيبًا مِن بُيُوتِنَا، وأَمْرُنَا أمْرُ العَرَبِ الأُوَلِ في البَرِّيَّةِ أوْ في التَّنَزُّهِ، فأقْبَلْتُ أنَا وأُمُّ مِسْطَحٍ بنْتُ أبِي رُهْمٍ نَمْشِي، فَعَثَرَتْ في مِرْطِهَا، فَقَالَتْ: تَعِسَ مِسْطَحٌ، فَقُلتُ لَهَا: بئْسَ ما قُلْتِ! أتَسُبِّينَ رَجُلًا شَهِدَ بَدْرًا؟! فَقَالَتْ: يا هَنْتَاهْ، ألَمْ تَسْمَعِي ما قالوا؟ فأخْبَرَتْنِي بقَوْلِ أهْلِ الإفْكِ، فَازْدَدْتُ مَرَضًا علَى مَرَضِي، فَلَمَّا رَجَعْتُ إلى بَيْتي دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَلَّمَ فَقَالَ: كيفَ تِيكُمْ؟ فَقُلتُ: ائْذَنْ لي إلى أبَوَيَّ، قَالَتْ: وأَنَا حِينَئِذٍ أُرِيدُ أنْ أسْتَيْقِنَ الخَبَرَ مِن قِبَلِهِمَا، فأذِنَ لي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَيْتُ أبَوَيَّ فَقُلتُ لِأُمِّي: ما يَتَحَدَّثُ به النَّاسُ؟ فَقَالَتْ: يا بُنَيَّةُ، هَوِّنِي علَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ؛ فَوَاللَّهِ لَقَلَّما كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا ولَهَا ضَرَائِرُ، إلَّا أكْثَرْنَ عَلَيْهَا، فَقُلتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ! ولقَدْ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ بهذا؟! قَالَتْ: فَبِتُّ تِلكَ اللَّيْلَةَ حتَّى أصْبَحْتُ لا يَرْقَأُ لي دَمْعٌ، ولَا أكْتَحِلُ بنَوْمٍ، ثُمَّ أصْبَحْتُ، فَدَعَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَلِيَّ بنَ أبِي طَالِبٍ وأُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ حِينَ اسْتَلْبَثَ الوَحْيُ، يَسْتَشِيرُهُما في فِرَاقِ أهْلِهِ، فأمَّا أُسَامَةُ فأشَارَ عليه بالَّذِي يَعْلَمُ في نَفْسِهِ مِنَ الوُدِّ لهمْ، فَقَالَ أُسَامَةُ: أهْلُكَ يا رَسولَ اللَّهِ، ولَا نَعْلَمُ -واللَّهِ- إلَّا خَيْرًا، وأَمَّا عَلِيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، لَمْ يُضَيِّقِ اللَّهُ عَلَيْكَ، والنِّسَاءُ سِوَاهَا كَثِيرٌ، وسَلِ الجَارِيَةَ تَصْدُقْكَ، فَدَعَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَرِيرَةَ، فَقَالَ: يا بَرِيرَةُ، هلْ رَأَيْتِ فِيهَا شيئًا يَرِيبُكِ؟ فَقَالَتْ بَرِيرَةُ: لا والَّذي بَعَثَكَ بالحَقِّ، إنْ رَأَيْتُ منها أمْرًا أغْمِصُهُ عَلَيْهَا قَطُّ أكْثَرَ مِن أنَّهَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، تَنَامُ عَنِ العَجِينِ، فَتَأْتي الدَّاجِنُ فَتَأْكُلُهُ، فَقَامَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن يَومِهِ، فَاسْتَعْذَرَ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولَ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن يَعْذِرُنِي مِن رَجُلٍ بَلَغَنِي أذَاهُ في أهْلِي؟! فَوَاللَّهِ ما عَلِمْتُ علَى أهْلِي إلَّا خَيْرًا، وقدْ ذَكَرُوا رَجُلًا ما عَلِمْتُ عليه إلَّا خَيْرًا، وما كانَ يَدْخُلُ علَى أهْلِي إلَّا مَعِي، فَقَامَ سَعْدُ بنُ مُعَاذٍ، فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أنَا واللَّهِ أعْذِرُكَ منه؛ إنْ كانَ مِنَ الأوْسِ ضَرَبْنَا عُنُقَهُ، وإنْ كانَ مِن إخْوَانِنَا مِنَ الخَزْرَجِ أمَرْتَنَا، فَفَعَلْنَا فيه أمْرَكَ، فَقَامَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ -وهو سَيِّدُ الخَزْرَجِ، وكانَ قَبْلَ ذلكَ رَجُلًا صَالِحًا ولَكِنِ احْتَمَلَتْهُ الحَمِيَّةُ- فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ، لا تَقْتُلُهُ، ولَا تَقْدِرُ علَى ذلكَ، فَقَامَ أُسَيْدُ بنُ حُضَيْرٍ فَقَالَ: كَذَبْتَ لَعَمْرُ اللَّهِ، واللَّهِ لَنَقْتُلَنَّهُ؛ فإنَّكَ مُنَافِقٌ تُجَادِلُ عَنِ المُنَافِقِينَ، فَثَارَ الحَيَّانِ -الأوْسُ والخَزْرَجُ- حتَّى هَمُّوا، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى المِنْبَرِ، فَنَزَلَ، فَخَفَّضَهُمْ حتَّى سَكَتُوا، وسَكَتَ، وبَكَيْتُ يَومِي لا يَرْقَأُ لي دَمْعٌ، ولَا أكْتَحِلُ بنَوْمٍ، فأصْبَحَ عِندِي أبَوَايَ، وقدْ بَكَيْتُ لَيْلَتَيْنِ ويَوْمًا حتَّى أظُنُّ أنَّ البُكَاءَ فَالِقٌ كَبِدِي، قَالَتْ: فَبيْنَا هُما جَالِسَانِ عِندِي وأَنَا أبْكِي، إذِ اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأنْصَارِ، فأذِنْتُ لَهَا، فَجَلَسَتْ تَبْكِي مَعِي، فَبيْنَا نَحْنُ كَذلكَ إذْ دَخَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَجَلَسَ، ولَمْ يَجْلِسْ عِندِي مِن يَومِ قِيلَ فِيَّ ما قيلَ قَبْلَهَا، وقدْ مَكَثَ شَهْرًا لا يُوحَى إلَيْهِ في شَأْنِي شَيءٌ، قَالَتْ: فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قَالَ: يا عَائِشَةُ، فإنَّه بَلَغَنِي عَنْكِ كَذَا وكَذَا، فإنْ كُنْتِ بَرِيئَةً فَسَيُبَرِّئُكِ اللَّهُ، وإنْ كُنْتِ ألْمَمْتِ بذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرِي اللَّهَ وتُوبِي إلَيْهِ؛ فإنَّ العَبْدَ إذَا اعْتَرَفَ بذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ، تَابَ اللَّهُ عليه، فَلَمَّا قَضَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَقَالَتَهُ، قَلَصَ دَمْعِي حتَّى ما أُحِسُّ منه قَطْرَةً، وقُلتُ لأبِي: أجِبْ عَنِّي رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَ: واللَّهِ ما أدْرِي ما أقُولُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ لِأُمِّي: أَجِيبِي عَنِّي رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فِيما قَالَ، قَالَتْ: واللَّهِ ما أدْرِي ما أقُولُ لِرَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قَالَتْ: وأَنَا جَارِيَةٌ حَدِيثَةُ السِّنِّ، لا أقْرَأُ كَثِيرًا مِنَ القُرْآنِ، فَقُلتُ: إنِّي واللَّهِ لقَدْ عَلِمْتُ أنَّكُمْ سَمِعْتُمْ ما يَتَحَدَّثُ به النَّاسُ، ووَقَرَ في أنْفُسِكُمْ وصَدَّقْتُمْ به، ولَئِنْ قُلتُ لَكُمْ: إنِّي بَرِيئَةٌ -واللَّهُ يَعْلَمُ إنِّي لَبَرِيئَةٌ- لا تُصَدِّقُونِي بذلكَ، ولَئِنِ اعْتَرَفْتُ لَكُمْ بأَمْرٍ -واللَّهُ يَعْلَمُ أنِّي بَرِيئَةٌ- لَتُصَدِّقُنِّي، واللَّهِ ما أجِدُ لي ولَكُمْ مَثَلًا إلَّا أبَا يُوسُفَ إذْ قَالَ: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18]، ثُمَّ تَحَوَّلْتُ علَى فِرَاشِي وأَنَا أرْجُو أنْ يُبَرِّئَنِي اللَّهُ، ولَكِنْ واللَّهِ ما ظَنَنْتُ أنْ يُنْزِلَ في شَأْنِي وحْيًا، ولَأَنَا أحْقَرُ في نَفْسِي مِن أنْ يُتَكَلَّمَ بالقُرْآنِ في أمْرِي، ولَكِنِّي كُنْتُ أرْجُو أنْ يَرَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في النَّوْمِ رُؤْيَا يُبَرِّئُنِي اللَّهُ، فَوَاللَّهِ ما رَامَ مَجْلِسَهُ ولَا خَرَجَ أحَدٌ مِن أهْلِ البَيْتِ، حتَّى أُنْزِلَ عليه الوَحْيُ، فأخَذَهُ ما كانَ يَأْخُذُهُ مِنَ البُرَحَاءِ، حتَّى إنَّه لَيَتَحَدَّرُ منه مِثْلُ الجُمَانِ مِنَ العَرَقِ في يَومٍ شَاتٍ، فَلَمَّا سُرِّيَ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَضْحَكُ، فَكانَ أوَّلَ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بهَا أنْ قَالَ لِي: يا عَائِشَةُ، احْمَدِي اللَّهَ؛ فقَدْ بَرَّأَكِ اللَّهُ، فَقَالَتْ لي أُمِّي: قُومِي إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: لا واللَّهِ، لا أقُومُ إلَيْهِ، ولَا أحْمَدُ إلَّا اللَّهَ، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] الآيَاتِ، فَلَمَّا أنْزَلَ اللَّهُ هذا في بَرَاءَتِي، قَالَ أبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه -وكانَ يُنْفِقُ علَى مِسْطَحِ بنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ منه-: واللَّهِ لا أُنْفِقُ علَى مِسْطَحٍ شيئًا أبَدًا بَعْدَ ما قَالَ لِعَائِشَةَ، فأنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا} إلى قَوْلِهِ: {غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النور: 22]، فَقَالَ أبو بَكْرٍ: بَلَى واللَّهِ إنِّي لَأُحِبُّ أنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إلى مِسْطَحٍ الذي كانَ يُجْرِي عليه، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْأَلُ زَيْنَبَ بنْتَ جَحْشٍ عن أمْرِي، فَقَالَ: يا زَيْنَبُ، ما عَلِمْتِ؟ ما رَأَيْتِ؟ فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، أحْمِي سَمْعِي وبَصَرِي، واللَّهِ ما عَلِمْتُ عَلَيْهَا إلَّا خَيْرًا، قَالَتْ: وهي الَّتي كَانَتْ تُسَامِينِي، فَعَصَمَهَا اللَّهُ بالوَرَعِ.]
خلاصة حكم المحدث : رواه أبو طاهِرٍ؛ عبدُ الملِكِ بنُ مُحمَّدِ بنِ أبي بكرِ بنِ عَمرِو بنِ حَزمٍ الأنصاريُّ، عن عمِّه عبدِ اللهِ بنِ أبي بكرِ بنِ عَمرِو بنِ حَزمٍ، عن عَمرةَ، وابنِ شِهابٍ، عن عائِشةَ، أرسَله عن الزُّهريِّ، عن عائِشةَ، والصَّحيحُ المُتَّصِلُ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الدارقطني | المصدر : علل الدارقطني
الصفحة أو الرقم : 3808
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة النور توبة - حادثة الإفك قرآن - أسباب النزول مناقب وفضائل - عائشة بنت أبي بكر الصديق