الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه، أوْ واحدةٌ منهنَّ فلْيَتَزَوَّجَ مِنَ الحورِ العينِ حيثُ شاءَ : رجلٌ ائتُمِنَ على أمَانَةٍ فأدَّاها مخافَةَ اللهِ عزَّ وجلَّ، ورجُلٌ خلَّى عَنْ قاتِلِهِ، ورجلٌ قرأَ في دبُرِ كُلِّ صلاةٍ قلْ هوَ اللهُ أحدٌ عشرَ مرَّاتٍ

2 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسًا فجاء رجلٌ في يدِه حُزمَةٌ من رَيحانٍ فطرَحها بين يدَيه فلم يمَسَّها ثم جاء رجلٌ آخَرُ بحُزمةٍ من رَيحانٍ فطرَحها بين يدَيه فمدَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه فتناوَله ثم شمَّه ثم قال: نِعمَ الرَّيحانُ ينبُتُ تحتَ العرشِ وماؤه شِفاءٌ للعينِ
خلاصة حكم المحدث : باطل لا أصل له
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : العقيلي | المصدر : الضعفاء الكبير
الصفحة أو الرقم : 4/417
التصنيف الموضوعي: زينة - استحباب الطيب طب - إباحة التداوي وتركه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

3 - لا يطلُبنَّ حاجةً إلى أعمى ولا تطلبْها ليلًا وإذا طلبتَ الحاجةَ فاستقبِلِ الرَّجلَ بوجهِكَ فإنَّ الحياءَ في العينِ وباكِر حاجتَكَ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ اللَّهمَّ بارِك لأمَّتي في بُكورِها

4 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسًا فجاء رجلٌ في يدِه حِزمةٌ من ريحانٍ فطرحها بين يدَيْه فلم يمسَّها ثمَّ جاء رجلٌ آخرُ بحِزمةٍ من مرْزَنْجوشَ فطرحها بين يدَيْه، فمدَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه فتناوله ثمَّ شمَّه قال : نِعم الرَّيحانُ، ينبتُ تحت العرشِ، وماؤُه شفاءٌ من العينِ
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/243
التصنيف الموضوعي: خلق - العرش رقائق وزهد - الحسد زينة - الريحان طب - العين حق طب - المرزنجوش
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

5 - كان إذا نظرَ في المرآةِ قال : الحمدُ للهِ الذي حسَّنَ خلْقِي وخُلُقِي، وزانَ مِنِّي ما شانَ مِنْ غَيْرِي. وإذا اكتحلَ جعَلَ فِيْ عينٍ اثنتينِ، وواحدَةً بينَهما. وكان إذا لبِسَ نعلَيْهِ بدَأَ باليُمْنى، وإذا خلعَ خلعَ اليُسْرَى. وكان إذا دخلَ المسجِدَ أَدْخَلَ رِجْلَهُ اليُمْنى، وكانَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في كُلِّ شيءٍ أخذًا وعطاءً

6 - كانَ إذا نظرَ في المرآةِ قالَ : الحمدُ للهِ الذي حسنَ خَلْقِي وخُلُقِي، وزَانَ منِّي مَا شَانَ منْ غَيرِي. وإِذَا اكْتَحَلَ جَعَلَ فِي عينِ اثنتينِ، وواحدةُ بينهمَا. وكانَ إذا لبسَ نعليِهِ بدأَ باليُمنَى، وإذَا خَلَعَ خَلَعَ اليُسرَى. وكانَ إذا دَخَلَ المسجدَ أدخلَ رجلَه اليمنَى، وكانَ يحبُّ التَّيَمُّنُ في كلِّ شيءٍ أخذًا وعطاءً

7 - جاءَت فاطمةُ تبكي إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ لَها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما لَكِ فقالت إنَّ نساءَ قُرَيشٍ يعيرنني قُلن زوجَّكِ أبوكِ بأقلِّ قُرَيشٍ مالًا فغضَّبَهُ حتَّى قامَ عِرقٌ بينَ عينيهِ وَكانَ إذا غضبَ قامَ ثمَّ قالَ لَها أما ترضينَ أنَّ اللَّهَ عز وجل اطَّلعَ من فوقِ عرشِهِ فاختارَ من خلقِهِ رجلَينِ فجَعَل أحدَهما أباكِ والآخرَ زوجَكِ

8 - جاء رجلٌ من الحبشةِ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فسأله فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سلْ واستفهِم فقال يا رسولَ اللهِ فُضِّلتُم علينا بالصورِ والألوانِ والنُّبوةِ أفرأيتَ إن آمنتُ بمثلِ ما آمنتَ به وعملتُ بمثل ما عملتَ به إني لكائنٌ معكَ في الجنةِ قال نعم ثم قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والذي نفسي بيده إنه ليرى بياضَ الأسودِ في الجنةِ مسيرةُ ألفِ عامٍ ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ومن قال لا إله إلا اللهُ كان له بها عند الله عَزَّ وَجَلَّ عهدٌ ومن قال سبحان اللهِ وبحمده كُتب له مائةُ ألفِ حسنةٍ وأربعٌ وعشرون ألفِ حسنةٍ فقال رجلٌ كيف نهلِك بعد هذا يا رسولَ اللهِ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ الرجلَ ليأتي يومَ القيامةِ بالعملِ لو وُضع على جبلٍ لأثقلَه قال فتقومُ النعمةُ من نعمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فتكادُ أن تستنقِذَ ذلك إلا أن يتطولَ اللهَ برحمتِه قال ثم نزلتْ هذه السورةُ { هَلْ أأَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ } إلى قوله عَزَّ وَجَلَّ { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا } قال الحبشيُّ وإنَّ عينيَّ ليريان ما ترى عيناكَ في الجنةِ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نعم فاستبكى الحبشيُّ حتى فاضت نفسُه فقال ابنُ عمرَ لقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُدلِّهِ في حفرتِه بيدِه

9 - إنَّ الجنّةَ لتبخَّرُ وتزيَّنُ من الحَوْلِ إلى الحَوْلِ لدخولِ شهرِ رمضانَ فإذا كانت أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ هبَّت ريحٌ من تحت العرشِ يُقالُ لها : المثيرةُ، فتصفِّقُ ورقُ أشجارِ الجِنان، وحَلَقُ المصاريعِ، فيُسمَعُ لذلك طنينٌ لم يسمعِ السامعون أحسنَ منه، فتبرزُ الحورُ العِينُ حتى يقِفْنَ بين شُرُفِ الجنَّةِ، فينادين : هل من خاطب إلى اللهِ فيُزوِّجُه ؟ ثم يقلْن الحورُ العِينُ : يا رِضوانَ الجنّةِ ما هذه الليلةُ ؟ فيجيبهنَّ بالتَّلبيةِ، ثم يقول : هذه أولُ ليلةٍ من شهر رمضانَ فُتِحتْ أبوابُ الجنةِ للصائمين من أُمَّةِ أحمدَ قال : ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : يا رِضوانُ افتَحْ أبوابَ الجنانِ، ويا مالِكُ أَغلِقْ أبوابَ الجحيمِ عن الصائمينَ من أُمَّةِ محمدٍ ويا جبرائيلُ اهبِطْ إلى الأرضِ، فأَصفِدْ مردَةَ الشياطينِ وغَلِّهم بالأغلالِ، ثم اقذِفْهم في البحارِ، حتى لا يُفسِدوا على أمَّةِ محمدٍ حبيبي صيامَهم. ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ لمنادٍ ينادي ثلاثَ مراتٍ : هل من سائلٍ فأُعطيه سُؤْلَه ؟ هل من تائبٍ فأتوب عليه ؟ هل من مُستغفرٍ فأغفرُ له ؟ من يُقرِضِ الملِيءَ غيرَ المعدومِ ؟ والوفيَّ غيرَ الظَّلومِ ؟ قال : وللهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ يومٍ من شهرِ رمضانَ عند الإفطارِ ألفُ ألفِ عتيقٍ من النارِ؛ كلُّهم قد استوجبوا النَّارَ، فإذا كان آخرُ يومٍ من شهرِ رمضانَ أعتق اللهُ في ذلك اليومِ بقدرِ ما أَعتقَ من أول الشهرِ إلى آخرِه وإذا كانت ليلةُ القدرِ يأمرُ اللهُ عزَّ وجلَّ جبرائيلَ عليه السَّلامُ فيهبط في كَبْكَبةٍ من الملائكةِ ومعهم لواءٌ أخضرُ فيركزوا اللواءَ على ظهرِ الكعبةِ، وله مئةُ جَناحٍ منها جناحان لا ينشرُهما إلا في تلك الليلةِ، فينشرها في تلك الليلة فيجاوزُ المشرقَ إلى المغرب، فيحثُ جبرائيلُ عليه السلامُ الملائكةَ في هذه الليلة، فيُسلِّمون على كل قائمٍ وقاعدٍ ومُصلٍّ وذاكرٍ ويصافِحونهم ويؤمِّنون على دعائِهم حتى يطلعَ الفجرُ، فإذا طلع الفجرُ ينادي جبرائيلُ عليه السلامُ : معاشرَ الملائكةِ الرحيلَ الرَّحيلَ فيقولون : يا جبرائيلُ فما صنع اللهُ في حوائجِ المؤمنين من أُمَّةِ أحمدَ ؟ فيقول : نظر اللهُ إليهم في هذه الليلةِ، فعفا عنهم، إلا أربعةً فقلنا : يا رسولَ اللهِ مَن هم ؟ قال : رجلٌ مُدمنُ خمرٍ، وعاقٌّ لوالدَيه، وقاطعُ رَحِمٍ، ومَشاحنٌ قلنا : يا رسولَ اللهِ ما المشاحِنُ ؟ قال : هو الْمُصارِمُ. فإذا كانت ليلةُ الفطرِ، سُمِّيَت تلك الليلةُ ليلةَ الجائزةِ فإذا كانت غَداةُ الفطرِ، بعث اللهُ عزَّ وجلَّ الملائكةَ في كلِّ بلدٍ، فيهبِطون إلى الأرضِ، فيقومون على أفواه السِّكَكِ، فينادون بصوتٍ يسمعه مَن خلق اللهُ عزَّ وجلَّ إلا الجنَّ والإنسِ، فيقولون : يا أُمةَ محمدٍ اخرُجوا إلى ربٍّ كريمٍ يعطي الجزيلَ ويعفو عن العظيمِ فإذا برَزوا إلى مُصلَّاهم يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ للملائكةِ : ما جزاءُ الأجيرِ إذا عمل عملَه ؟ قال : فتقولُ الملائكةُ : إلهنا وسيِّدَنا جزاؤه أن تُوفِّيَه أجرَه. قال : فيقول : فإني أُشهدُكم يا ملائكتي : أن قد جعلت ثوابَهم من صيامِهم شهرَ رمضانَ وقيامِهم رضايَ ومغفرتي، ويقولُ : يا عبادي سَلوني، فوعزَّتي وجلالى لا تسألوني اليومَ شيئًا في جمعِكم لآخرتكم إلا أعطيتُكم ولا لدنياكم إلا نظرتُ لكم فوعزَّتي لأستُرنَّ عليكم عثَراتِكم ما راقبتُموني، وعزَّتي وجلالي لا أُخزيكم ولا أَفضحُكم بين أصحابِ الحدودِ انصرِفوا مغفورًا لكم قد أرضيتُموني ورضيتُ عنكم. فتفرحُ الملائكةُ وتستبشرُ بما يُعطي اللهُ عزَّ وجلَّ هذه الأمةَ إذا أَفطروا من شهرِ رمضانَ
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الترغيب
الصفحة أو الرقم : 594
التصنيف الموضوعي: أشربة - التشديد على مدمن الخمر صيام - فضل شهر رمضان إيمان - الجن والشياطين إيمان - الملائكة بر وصلة - العقوق
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

10 - إنَّ الجنَّةَ لتنَجَّدُ وتزيَّنُ منَ الحولِ إلى الحولِ لدخولِ شَهْرِ رمضانَ فإذا كانت أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ هبَّت ريحٌ من تحتِ العرشِ يقالُ لَها المثيرةُ فتصفِّقُ ورَقُ أشجارِ الجنانِ وحلقَ المصاريعِ فيسمعُ لذلِكَ طَنينٌ لم يسمعِ السَّامعونَ أحسنَ منهُ فتبرزُ الحورُ العينُ حتَّى يقِفنَ بينَ شرَفِ الجنَّةِ فيُنادينَ هل من خاطبٍ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ فيزوِّجَهُ ثمَّ يقُلنَ يا رضوانُ ما هذِهِ اللَّيلةُ فيجيبَهُنَّ بالتَّلبيةِ ثمَّ يقولُ يا خيراتِ الحسانِ هذِهِ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ فيفتحُ فيها أبوابُ الجنانِ للصَّائمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وآلِهِ ويقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ يا رضوانُ افتح أبوابَ الجنانِ يا مالِكُ أغلِق أبوابَ الجحيمِ عنِ الصَّائمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ يا جبريلُ اهبِط إلى الأرضِ فاصفُد مردةَ الشَّياطينَ وغُلَّهُم في أغلالٍ ثمَّ اقذِفهم في لُججِ البحارِ حتَّى لا يفسِدوا على أمَّةِ حبيبي قالَ ثمَّ يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ ثلاثَ مرَّاتٍ هل من تائبٍ فأتوبَ عليهِ هل من مستغفِرٍ فأغفرَ لَهُ من يقرضُ المليءَ غيرَ المعدومِ والوَفيَّ غير الظَّلومِ قالَ وللَّهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من شَهْرِ رمضان عند الإفطارِ ألفُ ألفِ عتيقٍ منَ النَّارِ كلُّهم قدِ استوجبَ العذابَ فإذا كانَ آخرُ ليلةِ شَهْرِ رمضانَ أعتقَ اللَّهُ في ذلِكَ اليومِ بقدرِ ما أعتقَ من أوَّلِ الشَّهرِ إلى آخرِهِ فإذا كانت ليلةُ القدرِ يأمرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ جبريلَ عليهِ السَّلامُ فيَهْبطُ في كَبكبةٍ من الملائكة معه لواءٌ أخضرُ فيركُزُ اللِّواءَ على ظَهْرِ الكعبةِ ولَهُ ستُّمائةِ جَناحٍ منها جَناحانِ لا ينشرُهُما إلا في ليلةِ القدرِ فينشُرُهُما تلكَ اللَّيلةَ فيجاوِزانِ المشرقَ والمغربَ قالَ ويبثُّ جبريلُ الملائِكَةَ في هذِهِ الأمَّةِ فيسلِّمونَ على كلِّ قائمٍ وقاعدٍ ومصلٍّ وذاكرٍ ويصافِحونَهُم ويؤمِّنونَ على دعائِهِم حتَّى يطلُعَ الفجرُ فإذا طلَعَ الفجرُ نادى جبريلُ يا معشرَ الملائِكَةِ الرَّحيلَ الرَّحيلَ فيقولونَ يا جبريلُ ما صنعَ اللَّهُ في حوائجِ المؤمنينَ من أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فيقولُ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ نظرَ إليهِم في هذِهِ اللَّيلةِ فعفا عنهم وغفرَ لَهُم إلا أربعةً فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهَؤلاءِ الأربعةُ رجلٌ مدمنُ خمرٍ وعاقٌّ لوالديهِ وقاطعُ رحمٍ ومشاحنٌ فسئلَ يا رسولَ اللَّهِ وما المشاحِنُ قالَ هوَ المصارمُ فإذا كانت ليلةُ الفطرِ سُمِّيَت ليلةَ الجائزةِ فإذا كانت غداةُ الفطرِ بعثَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى الملائِكَةَ في كلِّ ملإٍ فيَهْبطونَ إلى الأرضِ فيقومونَ على أفواهِ السِّكَكِ فيُنادونَ بصوتٍ يسمعُهُ جميعُ من خلقَ اللَّهُ إلا الجنَّ والإنسَ فيقولونَ يا أمَّةَ محمَّدٍ اخرُجوا إلى ربٍّ كريمٍ يغفرِ العظيمَ وإذا برَزوا في مصلَّاهم يقولُ اللَّهُ تعالى يا ملائِكَتي ما أجرُ الأجيرِ إذا عملَ عملَهُ فتقولُ الملائِكَةُ إلهَنا وسيِّدَنا جزاؤُهُ أن يوفِّيَهُ أجرَهُ فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أشهدُكُم يا ملائِكَتي إنِّي جعلتُ ثوابَهُم من صيامِهِم شَهْرَ رمضانَ وقيامِهِم رضائي ومغفرَتي فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ سلوني وعزَّتي وجلالي لا تسألوني اليومَ شيئًا في جمعِكُم هذا لآخرتِكُم إلا أعطيتُكُموهُ ولا لدُنْيا إلا نظرتُ لَكُم وعزَّتي لا [لا زائدة] سترتُ عليكم عثراتِكُم ما راقبتُموني وعزَّتي وجلالي لا أخزيكُم ولا أفضحُكُم بينَ يدَي أصحابِ الجدودِ أوِ الحدودِ شَكَّ أبو عمرٍو وانصرِفوا مغفورًا لَكُم قد أرضيتُموني ورضيتُ عنكم قالَ فتفرحُ الملائِكَةُ ويستبشِرونَ بما يعطي اللَّهُ هذِهِ الأمَّةَ إذا أفطَروا.

11 - قدِم الجارودُ بنُ عبدِ اللهِ وكان سيِّدًا في قومِه مطاعًا عظيمًا في عشيرتِه مطاعَ الأمرِ رفيعَ القدرِ عظيمَ الخطرِ ظاهرَ الأدبِ شامخَ الحسبِ بديعَ الجمالِ حسنَ الفِعالِ ذا منْعةٍ ومالٍ في وفدِ عبدِ القيسِ من ذَوِي الأخطارِ والأقدارِ والفضلِ والإحسانِ والفصاحةِ والرُّهبانِ كان رجلٌ منهم كالنَّخلةِ السَّحوقِ على ناقةٍ كالفحلِ العتيقِ قد جنَبوا الجيادَ وأعدُّوا للجِلادِ مُجدِّين في مسيرِهم حازمين في أمرِهم يسيرون ذميلًا يقطعون ميلًا فميلًا حتَّى أناخوا عند مسجدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأقبل الجارودُ على قومِه والمشايخِ من بني عمِّه فقال يا قومِ هذا محمَّدٌ الأغرُّ سيِّدُ العربِ وخيرُ ولدِ عبدِ المطَّلبِ فإذا دخلتم عليه ووقفتم بين يدَيْه فأحسِنوا عنده السَّلامَ وأقلُّوا عنده الكلامَ فقالوا بأجمعِهم أيُّها الملكُ الهمامُ والأسدُ الضُّرغامُ لن نتكلَّمَ إذا حضرتَ ولن نُجاوزَ ما أمرتَ فقُلْ ما شئتَ فإنَّا سامعون اعمَلْ ما شئتَ فإنَّا تابعون وقال الصَّابونيُّ مُبايعون فنظر الجارودُ في كلِّ كَمِيٍّ صِنديدٍ قد دوَّموا العمائمَ وتزيُّوا بالصَّوارمِ يجرُّون أسيافَهم ويستحِبون أذيالَهم يتناشدون الأشعارَ ويتذاكرون مناقبَ الأخيارِ لا يتكلَّمون طويلًا ولا يسكُتون عِيًّا إن أمرهم ائتَمروا وإن زجرهم ازدجروا وقال الصَّابونيُّ انزجروا كأنَّهم أُسدٌ يقدُمُها ذو لبْدةٍ مهولٌ حتَّى مثُلوا بين يديِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا دخل القومُ المسجدَ وأبصرهم أهلُ المشهدِ دلَف الجارودُ أمامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحسَر لِثامَه وأحسن سلامَه ثمَّ أنشأ يقولُ يا نبيَّ الهدَى أتتك رجالٌ قطعت فدْفدًا وآلًا فآلًا وقال البيهقيُّ مهمهًا وطوت نحوَك الصَّحاصِحَ طُرًّا لا تخالُ الكِلالَ قبلُ كِلالًا كلُّ دهماءَ يقصُرُ الطَّرفُ عنها أرقَلتها قِلاصُنا إرقالًا وطوتها الجيادُ تُحمْحِمُ فيها بكُماةٍ كأنجُمٍ تتلالا تبتغي دفعَ بأسِ يومٍ عبوسٍ أوجَلِ القلبِ ذِكرُه ثمَّ هالا فلمَّا سمِع النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ فرِح فرحًا شديدًا وقرَّبه وأدناه ورفع مجلسَه وحيَّاه وأكرمه وقال يا جارودُ لقد تأخَّر بك وبقومِك الموعِدُ وطال بكم الأمَدُ قال واللهِ يا رسولَ اللهِ لقد أخطأ من أخطأك قصدَه وعدِم رُشدَه وتلك أيمُ اللهِ أكبرُ خيبةٍ وأعظمُ حويَةٍ والرَّائدُ لا يكذبُ أهلَه ولا يغُشُّ نفسَه لقد جئتَ بالحقِّ ونطقتَ بالصِّدقِ والَّذي بعثك بالحقِّ نبيًّا واختارك للمؤمنين وليًّا لقد وجدتُ وصفَك في الإنجيلِ ولقد بشَّر بك ابنُ البتولِ فطوَّل التَّحيَّةَ لك والشُّكرَ لمن أكرمك وأرسلك لا أثرَ بعد عينٍ ولا شكَّ بعد يقينٍ مُدَّ يدَك فأنا أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك محمَّدٌ رسولُ اللهِ قال فآمن الجارودُ وآمن من قومِه كلُّ سيِّدٍ فسُرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سرورًا وابتهج حُبورًا وقال يا جارودُ هل في جماعةِ وفدِ عبدِ القيسِ من يعرِفُ لنا قَسًّا قال كلُّنا نعرفُه يا رسولَ اللهِ وأنا من بين قومي كنتُ أقفو أثرَه وأطلب خبرَه كان قَسٌّ سبطًا من أسباطِ العربِ صحيحَ النَّسبِ فصيحًا إذا خطب ذا شيبةٍ حسنةٍ عُمِّر سبعَمائةِ سنةٍ يتقفَّرُ القِفارَ لا تُكِنُّه دارٌ ولا يُقرُّه قرارٌ يتحسَّى في تقفُّرِه بيضَ النَّعامِ ويأنسُ بالوحشِ والهوامِّ يلبسُ المُسوحَ ويتبَعُ السِّياحَ على منهاجِ المسيحِ لا يفتُرُ من الرَّهبانيَّةِ يُقرُّ للهِ تعالَى بالوحدانيَّةِ يُضرَبُ بحكمتِه الأمثالُ ويُكشفُ به الأهوالُ وتتبعه الأبدالُ أدرك رأسَ الحواريِّين سمعانَ فهو أوَّلُ من تألَّه من العربِ وأعبدُ من تعبَّد في الحِقَبِ وأيقَن بالبعثِ والحسابِ وحذَّر سوءَ المُنقَلَبِ والمآبِ ووعَظ بذِكرِ الموتِ وأمر بالعملِ قبل الفوْتِ الحسنِ الألفاظِ الخاطبِ بسوقِ عُكاظٍ العالمِ بشرقٍ وغربٍ ويابسٍ ورطْبٍ أُجاجٍ وعذبٍ كأنِّي أنظرُ إليه والعربُ بين يدَيْه يُقسِمُ بالرَّبِّ الَّذي هو له ليبلغنَّ الكتابُ أجلَه وليوفينَّ كلُّ عاملٍ عملَه وأنشأ يقولُ هاج للقلبِ من جَواه ادِّكار وليالٍ خلالَهنَّ نهارُ ونجومٌ يحُثُّها قمرُ اللَّيلِ وشمسٌ في كلِّ يومٍ تُدارُ ضوؤُها يطمِسُ العيونَ وإرعادٌ شديدٌ في الخافقَيْن مُطارُ وغلامٌ وأشمطُ ورضيعٌ كلُّهم في التُّرابِ يومًا يُزارُ وقصورٌ مشيدةٌ حوَت الخيرَ وأخرَى خلت لهنَّ قِفارُ وكثيرٌ ممَّا يقصُرُ عنه جوسةُ النَّاظرِ الَّذي لا يحارُ والَّذي قد ذكرتُ دلَّ على اللهِ نفوسًا لها هدًى واعتبارُ فقال النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ على رِسلِك يا جارودُ فلستُ أنساه بسوقِ عُكاظٍ على جملٍ له أورقَ وهو يتكلَّمُ بكلامٍ مُوثَّقٌ ما أظنُّ أنِّي أحفظُه فهل فيكم يا معشرَ المهاجرين والأنصارِ من يحفَظُ لنا منه شيئًا وقال الصَّابونيُّ يحفظُه فوثب أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ تعالَى عنه قائمًا فقال يا رسولَ اللهِ إنِّي أحفظُه وكنتُ حاضرًا ذلك اليومَ بسوقِ عُكاظٍ حين خطب فأطنب ورغَّب ورهَّب وحذَّر وأنذَر وقال في خطبتِه أيُّها النَّاسُ اسمعوا وعُوا وإذا وعيتم فانتفعوا إنَّه من عاش مات ومن مات فات وكلُّ ما هو آتٍ آتٍ نباتٌ ومطرٌ وأرزاقٌ وأقواتٌ وآباءٌ وأمَّهاتٌ وأحياءٌ وأمواتٌ جميعٌ وأشتاتٌ وآياتٌ بعد آياتٍ إنَّ في السَّماءِ لخبرًا وإنَّ في الأرضِ لعِبرًا ليلٌ داجٍ وسماءٌ ذاتُ أبراجٍ وأرضٌ ذاتُ ارتياجٍ وبحارٌ ذاتُ أمواجٍ ما لي أرَى النَّاسَ يذهبون فلا يرجعون أرضوا بالمقامِ فأقاموا أم تُرِكوا هناك فناموا أُقسِمُ قسمًا حقًّا لا حانثًا فيه ولا آثمًا إنَّ للهِ دينًا هو أحبُّ إليه من دينِكم الَّذي أنتم عليه ونبيًّا قد حان حينُه وأظلَّكم زمانُه وأدرككم إبَّانُه فطوبَى لمن آمن به فهداه فويلٌ لمن خالفه وعصاه ثمَّ قال تبًّا لأربابِ الغفلةِ من الأممِ الخاليةِ والقرونِ الماضيةِ يا معشرَ إيادٍ من الأبِ والأجدادِ من المريضِ والعُوَّادِ وأين الفراعنةُ الشِّدادُ أين من بنا وشيَّد وزخرف وجدَّد وغرَّه المالُ والولَدُ أين من طغَى وبغَى وجمع فأوعَى وقال أنا ربُّكم الأعلَى ألم يكونوا أكثرَ منكم أموالًا وأبعدَ منكم آمالًا وأطولَ منكم آجالًا طحنهم الثَّرَى بكَلْكَلِه ومزَّقهم بتطاوُلِه فبلت عِظامَهم باليةٌ وبيوتُهم خاليةٌ وعمَرتها الذِّيابُ العاديةُ وقال أبو صالحٍ العاويةُ كلَّا بل هو اللهُ الواحدُ المعبودُ ليس بوالدٍ ولا مولودٍ ثمَّ أنشأ يقولُ في الذَّاهبين الأوَّلين من القرونِ لنا بصائرُ لمَّا رأيتُ مواردَ للموتِ ليس لها مصادرُ ورأيتُ قومي نحوَها تُمضِي الأصاغرَ الأكابرُ لا يرجعُ الماضي إليَّ ولا من الباقين غابرٌ أيقنتُ أنِّي لا محالةَ حيث يصيرُ القومُ صائرٌ قال فجلس ثمَّ قام رجلٌ زاد أبو عبدِ اللهِ من الأنصارِ بعده كأنَّه قطعةُ جبلٍ ثمَّ اتَّفقا فقالا ذو هامةٍ عظيمةٍ وقامةٍ جسيمةٍ قد دوَّم عِمامتَه وأرخَى ذؤابتَه منيفٌ أنوفٌ أشدقُ حسَنُ الصَّوتِ فقال يا سيِّدَ المرسلين وصفوةَ ربِّ العالمين لقد رأيتُ من قَسٍّ عجبَا وشهِدتُ منه مرغبًا فقال وما الَّذي رأيتَه منه وحفِظتَه عنه فقال خرجتُ في الجاهليَّةِ أطلُبُ بعيرًا لي شرد منِّي أقفو أثرَه وأطلُبُ خبرَه في تنائِفَ وقال الصَّابونيُّ وإسماعيلُ في فيافي وقالا حقائفَ ذاتِ دعادعَ وزعازعَ وليس بها الرَّكبُ وقال إسماعيلُ ليس للرَّكبِ فيها مقيلٌ ولا لغيرِ الجنِّ سبيلٌ وإذا بموئلٍ مهولٍ في طودٍ عظيمٍ ليس به إلَّا البُومُ وأدركني اللَّيلُ فولجتُه مذعورًا لا آمنُ فيه حتفي ولا أركنُ إلى غيرِ سيفي فبِتُّ بليلٍ طويلٍ كأنَّه بليلٍ موصولٍ أرقبُ الكوكبَ وأرمُقُ الغيْهبَ حتَّى إذا عسعس اللَّيلُ وكان الصُّبحُ أن يتنفَّسَ هتَف بي هاتفٌ يقولُ : يا أيُّها الراقدُ في اللَّيلِ الأحمْ قد بعث اللهُ نبيًّا في الحرمْ من هاشمٍ أهلِ الوفاءِ والكرمْ يجلو دجِناتِ الدَّياجي والبُهُمْ قال فأدرتُ طرفي فما رأيتُ له شخصًا ولا سمِعتُ له فَحْصًا فأنشأتُ أقولُ : يا أيُّها الهاتفُ في داجي الظُّلَمْ أهلًا وسهلًا بك من طيْفٍ ألمّ بيِّنْ هداك اللهُ في لحنِ الكَلِمْ ماذا الَّذي تدعو إليه يُغتنَمْ قال فإذا أنا بنحنحةٍ وقائلٍ يقولُ ظهر النُّورُ وبطُل الزُّورُ وبعث اللهُ تبارك وتعالَى محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالخيرِ صاحبِ النَّجيبِ الأحمرِ والتَّاجِ والمِغفرِ والوجهِ الأزهرِ والحاجبِ الأقمرِ والطَّرْفِ الأحوَرِ صاحبِ قولِ شهادةِ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ فذلك محمَّدٌ المبعوثُ إلى الأسوَدِ والأبيضِ أهلِ المدَرِ والوبَرِ ثمَّ أنشأ يقولُ : الحمدُ للهِ الَّذي لم يخلُقْ الخلقَ عبثْ لم يُخلِنا حينًا سُدًى من بعد عيسَى واكترثْ أرسل فينا محمَّدًا خيرَ نبيٍّ قد بُعِث صلَّى عليه اللهُ ما حجَّ له ركْبٌّ وحَثْ قال فذُهِلتُ عن البعيرِ وألبسني السُّرورُ ولاح الصَّباحُ واتَّسع الإيضاحُ فتركتُ الموْرَ وأخذتُ الجبلَ فإذا أنا بالعتيقِ يُشقشِقُ إلى النُّوقِ فأخذتُ بخطامِه وعلوتُ سِنامَه فمرح طاعةً وهززتُه ساعةً حتَّى إذا لغَب وذلَّ منه ما صعُب وحَمِيت الوسادةُ وبرَدت المزادةُ فإذا الزَّادُ قد هشَّ له الفؤادُ برَّكتُه فبرِك وأذِنتُ له فترك في روضةٍ خضِرةٍ نضِرةٍ عطِرةٍ ذاتِ حوذانٍ وقُربانٍ وعُنقرانٍ وعَبَيْثرانِ زاد إسماعيلُ نعنعٌ وشيحٌ وقالا وحَلْيٌ وأقاحٌ وجثْجاثٌ وبِرارٌ وشقائقُ وبُهارٌ كأنَّما قد مات الجوُّ بها مطيرًا أو باكرها المُزنُ بُكورًا فخلا لها شجرٌ وقرارُها نهرٌ فجعل يرتعُ أبًّا وأصِيدُ ضبًّا حتَّى إذا أكل وأكلتُ ونهلتُ ونهل وعلَلتُ وعلَّ وحَللتُ عَقالَه وعلوتُ جلالَه وأوسعتُ مجالَه فاغتنم الحملةَ ومرَّ كالنَّبلةِ يسبِقُ الرِّيحَ ويقطعُ عرضَ الفسيحِ حتَّى أشرف بي على وادٍ وشجرٍ من شجرِ عادٍ مُورِقةٌ مُونِقةٌ قد تهدَّل أغصانُها كأنَّها بريرُها حبُّ فُلفُلٍ فدنوْتُ فإذا أنا بقَسِّ بنِ ساعدةَ في ظلِّ شجرةٍ بيدِه قضيبٌ من أراكٍ ينكُتُ به الأرضَ وهو يترنَّمُ ويُشعِرُ زاد البيهقيُّ وأبو صالحٍ وهو يقولُ يا ناعيَ الموتِ والملْحودَ في جدَثٍ علِّمْهم من بقايا بَزِّهم خرَقُ دَعْهم فإنَّ لهم يومًا يُصاحُ لهم فهم إذا انتبهوا من يومِهم فِرَقُ حتَّى يعودوا بحالٍ غيرِ حالِهم خلقًا جديدًا كما من قبلِه خُلِقوا منهم عراةٌ ومنهم في ثيابِهم منها الجديدُ ومنها المنهجُ الخَلِقُ، قال فدنوْتُ منه فسلَّمتُ عليه فردَّ عليَّ السَّلامَ وإذا أنا بعينِ خرَّارةٍ في الأرضِ خوَّارةٍ ومسجدٍ بين قبرَيْن وأسدَيْن عظيمَيْن يلوذان به ويتمسَّحان بأبوابِه وإذا أحدُهما سبق الآخرَ إلى الماءِ فتبِعه الآخرُ يطلبُ الماءَ فضربه بالقضيبِ الَّذي في يدِه وقال ارجَعْ ثكِلتك أمُّك حتَّى يشربَ الَّذي ورد قبلك على الماءِ قال فرجع ثمَّ ورد بعده فقلتُ له ما هذان القبران فقال هذان قبرا أخوَيْن لي كانا يعبدان اللهَ تبارك وتعالَى في هذا المكانِ لا يُشرِكان باللهِ تبارك وتعالَى شيئًا فأدركهما الموتُ فقبرتُهما وها أنا بين قبرَيْهما حقٌّ ألحقُ بهما ثمَّ نظر إليهما فتغرغرت عيناه بالدُّموعِ وانكبَّ عليهما وجعل يقولُ : ألم تريا أنِّي بسَمْعان مُفرَدُ وما لي فيها من خليلٍ سواكما خليليَّ هُبَّا طال ما قد رقدتما أجدُكما لا تقضيان كراكما ألم تريا أنِّي بشَمعانَ مُفرَدُ وما لي فيها من خليلٍ سواكما مقيمٌ على قبرَيْكما لستُ بارحًا طُوالَ اللَّيالي أو يُجيبُ صداكما أبكيكُما طُولَ الحياةِ وما الَّذي يردُّ على ذي عولةٍ إن بكاكما كأنَّكما والموتَ أقربُ غائبٍ بروحي في قبرَيْكما قد أتاكما أمن طُولِ نومٍ لا تُجيبان داعيًا كأنَّ الَّذي يَسقي العقارَ سقاكما فلو جُعِلت نفسٌ لنفسٍ وِقايةً لجُدتُ بنفسي أن تكونَ فِداكما فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رحِمُ اللهُ قَسًّا إنِّي أرجو أن يبعثَه اللهُ عزَّ وجلَّ أمَّةً وحدَه
 

1 - ثلاثٌ مَنْ كُنَّ فيه، أوْ واحدةٌ منهنَّ فلْيَتَزَوَّجَ مِنَ الحورِ العينِ حيثُ شاءَ : رجلٌ ائتُمِنَ على أمَانَةٍ فأدَّاها مخافَةَ اللهِ عزَّ وجلَّ، ورجُلٌ خلَّى عَنْ قاتِلِهِ، ورجلٌ قرأَ في دبُرِ كُلِّ صلاةٍ قلْ هوَ اللهُ أحدٌ عشرَ مرَّاتٍ
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع
الصفحة أو الرقم : 2549 التخريج : أخرجه ابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) ((62/ 35)) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: جنة - نساء الجنة ديات وقصاص - الأمر بالعفو في الدم رقائق وزهد - الأمانة صلاة - أدعية دبر الصلوات مظالم - عفو المظلوم فضائل سور وآيات - سورة الإخلاص
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

2 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسًا فجاء رجلٌ في يدِه حُزمَةٌ من رَيحانٍ فطرَحها بين يدَيه فلم يمَسَّها ثم جاء رجلٌ آخَرُ بحُزمةٍ من رَيحانٍ فطرَحها بين يدَيه فمدَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه فتناوَله ثم شمَّه ثم قال: نِعمَ الرَّيحانُ ينبُتُ تحتَ العرشِ وماؤه شِفاءٌ للعينِ
خلاصة حكم المحدث : باطل لا أصل له
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : العقيلي | المصدر : الضعفاء الكبير
الصفحة أو الرقم : 4/417 التخريج : أخرجه ابن الجوزي في ((الموضوعات)) (3/ 63) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: زينة - استحباب الطيب طب - إباحة التداوي وتركه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

3 - لا يطلُبنَّ حاجةً إلى أعمى ولا تطلبْها ليلًا وإذا طلبتَ الحاجةَ فاستقبِلِ الرَّجلَ بوجهِكَ فإنَّ الحياءَ في العينِ وباكِر حاجتَكَ فإنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ اللَّهمَّ بارِك لأمَّتي في بُكورِها
خلاصة حكم المحدث : لا يثبت
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 1/316 التخريج : أخرجه البزار (5312)، والطبراني (12/229) (12966)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7750) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: بر وصلة - إعانة المسلم على قضاء حوائجه بر وصلة - الحياء بيوع - البركة في البكور مغازي - الأوقات التي يستحب فيها الخروج إلى الغزو مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

4 - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسًا فجاء رجلٌ في يدِه حِزمةٌ من ريحانٍ فطرحها بين يدَيْه فلم يمسَّها ثمَّ جاء رجلٌ آخرُ بحِزمةٍ من مرْزَنْجوشَ فطرحها بين يدَيْه، فمدَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يدَه فتناوله ثمَّ شمَّه قال : نِعم الرَّيحانُ، ينبتُ تحت العرشِ، وماؤُه شفاءٌ من العينِ
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : الموضوعات لابن الجوزي
الصفحة أو الرقم : 3/243 التخريج : أخرجه العقيلي في ((الضعفاء الكبير)) (4/ 416) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: خلق - العرش رقائق وزهد - الحسد زينة - الريحان طب - العين حق طب - المرزنجوش
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

5 - كان إذا نظرَ في المرآةِ قال : الحمدُ للهِ الذي حسَّنَ خلْقِي وخُلُقِي، وزانَ مِنِّي ما شانَ مِنْ غَيْرِي. وإذا اكتحلَ جعَلَ فِيْ عينٍ اثنتينِ، وواحدَةً بينَهما. وكان إذا لبِسَ نعلَيْهِ بدَأَ باليُمْنى، وإذا خلعَ خلعَ اليُسْرَى. وكان إذا دخلَ المسجِدَ أَدْخَلَ رِجْلَهُ اليُمْنى، وكانَ يُحِبُّ التَّيَمُّنَ في كُلِّ شيءٍ أخذًا وعطاءً
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الجامع
الصفحة أو الرقم : 4458 التخريج : أخرجه أبو يعلى (2611)، والطبراني (10/382) (10766) باختلاف يسير، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/376) مختصراً
التصنيف الموضوعي: آداب المجلس - ما جاء في الأخذ والإعطاء باليمين زينة - اتخاذ المرآة طب - الإثمد والكحل أدعية وأذكار - الذكر عند النظر في المرآة زينة اللباس - النعال
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

6 - كانَ إذا نظرَ في المرآةِ قالَ : الحمدُ للهِ الذي حسنَ خَلْقِي وخُلُقِي، وزَانَ منِّي مَا شَانَ منْ غَيرِي. وإِذَا اكْتَحَلَ جَعَلَ فِي عينِ اثنتينِ، وواحدةُ بينهمَا. وكانَ إذا لبسَ نعليِهِ بدأَ باليُمنَى، وإذَا خَلَعَ خَلَعَ اليُسرَى. وكانَ إذا دَخَلَ المسجدَ أدخلَ رجلَه اليمنَى، وكانَ يحبُّ التَّيَمُّنُ في كلِّ شيءٍ أخذًا وعطاءً
خلاصة حكم المحدث : ضعيف
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير
الصفحة أو الرقم : 6794 التخريج : أخرجه أبو يعلى (2611)، والطبراني (10/382) (10766) باختلاف يسير، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/376) مختصراً
التصنيف الموضوعي: زينة اللباس - البدء باليمين في اللبس آداب عامة - التيمن والبدء بجهة اليمين أدعية وأذكار - الذكر عند النظر في المرآة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - كحله صلى الله عليه وسلم مساجد ومواضع الصلاة - دخول المسجد
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

7 - جاءَت فاطمةُ تبكي إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ لَها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما لَكِ فقالت إنَّ نساءَ قُرَيشٍ يعيرنني قُلن زوجَّكِ أبوكِ بأقلِّ قُرَيشٍ مالًا فغضَّبَهُ حتَّى قامَ عِرقٌ بينَ عينيهِ وَكانَ إذا غضبَ قامَ ثمَّ قالَ لَها أما ترضينَ أنَّ اللَّهَ عز وجل اطَّلعَ من فوقِ عرشِهِ فاختارَ من خلقِهِ رجلَينِ فجَعَل أحدَهما أباكِ والآخرَ زوجَكِ
خلاصة حكم المحدث : موضوع وهو مما عمله الأبزاري
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 1/225 التخريج : أخرجه الحاكم في ((فضائل فاطمة)) (132) واللفظ له، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (11/ 93) (11153)، والخطيب في ((تاريخ بغداد)) (5/ 319) مختصرًا.
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - فضائل قرابة النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - أهل البيت صلوات الله عليهم مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

8 - جاء رجلٌ من الحبشةِ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فسأله فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سلْ واستفهِم فقال يا رسولَ اللهِ فُضِّلتُم علينا بالصورِ والألوانِ والنُّبوةِ أفرأيتَ إن آمنتُ بمثلِ ما آمنتَ به وعملتُ بمثل ما عملتَ به إني لكائنٌ معكَ في الجنةِ قال نعم ثم قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والذي نفسي بيده إنه ليرى بياضَ الأسودِ في الجنةِ مسيرةُ ألفِ عامٍ ثم قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ومن قال لا إله إلا اللهُ كان له بها عند الله عَزَّ وَجَلَّ عهدٌ ومن قال سبحان اللهِ وبحمده كُتب له مائةُ ألفِ حسنةٍ وأربعٌ وعشرون ألفِ حسنةٍ فقال رجلٌ كيف نهلِك بعد هذا يا رسولَ اللهِ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّ الرجلَ ليأتي يومَ القيامةِ بالعملِ لو وُضع على جبلٍ لأثقلَه قال فتقومُ النعمةُ من نعمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فتكادُ أن تستنقِذَ ذلك إلا أن يتطولَ اللهَ برحمتِه قال ثم نزلتْ هذه السورةُ { هَلْ أأَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ } إلى قوله عَزَّ وَجَلَّ { وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا } قال الحبشيُّ وإنَّ عينيَّ ليريان ما ترى عيناكَ في الجنةِ فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نعم فاستبكى الحبشيُّ حتى فاضت نفسُه فقال ابنُ عمرَ لقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُدلِّهِ في حفرتِه بيدِه
خلاصة حكم المحدث : باطل لا أصل له
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن حبان | المصدر : المجروحين
الصفحة أو الرقم : 1/187 التخريج : أخرجه ابن حبان في ((المجروحين)) (1/203) واللفظ له، وابن الجوزي في ((الموضوعات)) (2/42)
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل سبحان الله وبحمده إيمان - فضل الإيمان تفسير آيات - سورة الإنسان جنة - صفة أهل الجنة أدعية وأذكار - فضل لا إله إلا الله قرآن - أسباب النزول
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

9 - كنتُ عندَ سعيدِ بنِ جبيرٍ فقال: أيُّكم رأى الكوكبَ الذي انقضَّ البارحةَ؟ قلت: أنا: ثم قلت: أما إني لم أكنْ في صلاةٍ، ولكني لُدِغت . قال: فماذا صنعتَ؟ قلت: استرقَيتُ. قال: فما حمَلَك على ذلك؟ قلت: حديثٌ حدثناه الشعبيُّ. فقال: وما حدَّثكمُ الشعبيُّ؟ قلت: حدثنا عن بريدةَ بنِ حصيبٍ الأسلميِّ، أنه قال: لا رقيةَ إلا من عينٍ أو حمةٍ. فقال: قد أحسن من انتهَى إلى ما سمِعَ، ولكن حدَّثنا ابنُ عباسٍ، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: عُرِضَت علَيَّ الأممُ، فرأيت النبيَّ ومعَه الرهَيطُ ، والنبيَّ معَه الرجلُ والرجلانِ, والنبيَّ ليس معَه أحدٌ، إذ رُفِعَ لي سوادٌ عظيمٌ فظننت أنهم أمتي فقيل لي: هذا موسَى صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقومُه ولكن انظرْ إلى الأفقِ. فنظرت فإذا سوادٌ عظيمٌ فقيل لي: انظرْ إلى الأفقِ الآخرِ. فإذا سوادٌ عظيمٌ، فقيل لي: هذه أمَّتُك ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ. ثم نهض، فدخل منزلَه، فخاض الناسُ في أولئكَ الذين يدخلون الجنةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذابٍ، فقال بعضُهم: فلعلَّهم الذين صحِبوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ. وقال بعضُهم: فلعلَّهم الذين وُلِدوا في الإسلامِ ولم يُشركوا باللهِ. وذكروا أشياءَ فخرج عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: ما الذي تخوضون فيه؟ فأخبروه فقال: هم الذين لا يَرقونَ، ولا يَستَرقون، ولا يَتطيرونَ، وعلى ربِّهم يتوكلونَ. فقام عكَّاشةُ بنُ محصنٍ فقال: ادعُ اللهَ أن يجعلَني منهم. فقال: أنتَ منهم ثم قام رجلٌ آخرُ فقال: ادعُ اللهَ أن يجعلَني منهم. فقال: سبقَك بها عكَّاشةُ.
خلاصة حكم المحدث : هذا الحديث – بهذا اللفظ – فيه وهم بزيادة ووهم بنقص، الزيادة قوله: لا يرقون وسقط منها: ولا يكتوون
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن عثيمين | المصدر : شرح مسلم لابن عثيمين
الصفحة أو الرقم : 1/473 التخريج : أخرجه البخاري (5705)، ومسلم (220) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - التوكل واليقين طب - الرقية مناقب وفضائل - عكاشة بن محصن جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
|أصول الحديث

10 - إنَّ رجلًا أتى عمرَ بنَ الخطابِ رَضِيَ اللهُ عنهُ فقال : إنَّ امرأةً جاءتني. يعني فأدخلتها الدَّوْلَجَ فأصبتُ منها كلَّ شيٍء غيرَ الجماعِ، قال : فقال عمرُ : لعلَّها مُغِيبَةٌ في سبيلِ اللهِ، قال : أجل، قال : فقال إيتِ أبا بكرٍ فاسألْهُ، فقال لهُ مثلَ ما قال لعمرَ : فقال أبو بكرٍ : لعلَّها مُغِيبَةٌ في سبيلِ اللهِ، فقال : أجل، فقال : إيتِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأتى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فسألَهُ فقال : لعلَّها مُغِيبَةٌ في سبيلِ اللهِ فقال لهُ : أَجَلْ، فسكت رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فنزل القرآنُ {أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } فقال الرجلُ : إليَّ خاصةً أم للناسِ عامةً ؟ قال : فضرب عمرُ صدرَهُ فقال : لا ولا نعمةَ عينٍ ولكن للناسِ عامةً، فضحكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وقال : صدقَ عمرُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح وإنما يستنكر من هذا الوجه
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن القيسراني | المصدر : ذخيرة الحفاظ
الصفحة أو الرقم : 2/643 التخريج : أخرجه أحمد في ((المسند)) (1/269)، والطبراني في ((الكبير)) (12/215) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: توبة - قوله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات تفسير آيات - سورة هود قرآن - أسباب النزول مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب توبة - سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه
|أصول الحديث | شرح حديث مشابه

11 - إنَّ الجنّةَ لتبخَّرُ وتزيَّنُ من الحَوْلِ إلى الحَوْلِ لدخولِ شهرِ رمضانَ فإذا كانت أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ هبَّت ريحٌ من تحت العرشِ يُقالُ لها : المثيرةُ، فتصفِّقُ ورقُ أشجارِ الجِنان، وحَلَقُ المصاريعِ، فيُسمَعُ لذلك طنينٌ لم يسمعِ السامعون أحسنَ منه، فتبرزُ الحورُ العِينُ حتى يقِفْنَ بين شُرُفِ الجنَّةِ، فينادين : هل من خاطب إلى اللهِ فيُزوِّجُه ؟ ثم يقلْن الحورُ العِينُ : يا رِضوانَ الجنّةِ ما هذه الليلةُ ؟ فيجيبهنَّ بالتَّلبيةِ، ثم يقول : هذه أولُ ليلةٍ من شهر رمضانَ فُتِحتْ أبوابُ الجنةِ للصائمين من أُمَّةِ أحمدَ قال : ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : يا رِضوانُ افتَحْ أبوابَ الجنانِ، ويا مالِكُ أَغلِقْ أبوابَ الجحيمِ عن الصائمينَ من أُمَّةِ محمدٍ ويا جبرائيلُ اهبِطْ إلى الأرضِ، فأَصفِدْ مردَةَ الشياطينِ وغَلِّهم بالأغلالِ، ثم اقذِفْهم في البحارِ، حتى لا يُفسِدوا على أمَّةِ محمدٍ حبيبي صيامَهم. ويقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ لمنادٍ ينادي ثلاثَ مراتٍ : هل من سائلٍ فأُعطيه سُؤْلَه ؟ هل من تائبٍ فأتوب عليه ؟ هل من مُستغفرٍ فأغفرُ له ؟ من يُقرِضِ الملِيءَ غيرَ المعدومِ ؟ والوفيَّ غيرَ الظَّلومِ ؟ قال : وللهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ يومٍ من شهرِ رمضانَ عند الإفطارِ ألفُ ألفِ عتيقٍ من النارِ؛ كلُّهم قد استوجبوا النَّارَ، فإذا كان آخرُ يومٍ من شهرِ رمضانَ أعتق اللهُ في ذلك اليومِ بقدرِ ما أَعتقَ من أول الشهرِ إلى آخرِه وإذا كانت ليلةُ القدرِ يأمرُ اللهُ عزَّ وجلَّ جبرائيلَ عليه السَّلامُ فيهبط في كَبْكَبةٍ من الملائكةِ ومعهم لواءٌ أخضرُ فيركزوا اللواءَ على ظهرِ الكعبةِ، وله مئةُ جَناحٍ منها جناحان لا ينشرُهما إلا في تلك الليلةِ، فينشرها في تلك الليلة فيجاوزُ المشرقَ إلى المغرب، فيحثُ جبرائيلُ عليه السلامُ الملائكةَ في هذه الليلة، فيُسلِّمون على كل قائمٍ وقاعدٍ ومُصلٍّ وذاكرٍ ويصافِحونهم ويؤمِّنون على دعائِهم حتى يطلعَ الفجرُ، فإذا طلع الفجرُ ينادي جبرائيلُ عليه السلامُ : معاشرَ الملائكةِ الرحيلَ الرَّحيلَ فيقولون : يا جبرائيلُ فما صنع اللهُ في حوائجِ المؤمنين من أُمَّةِ أحمدَ ؟ فيقول : نظر اللهُ إليهم في هذه الليلةِ، فعفا عنهم، إلا أربعةً فقلنا : يا رسولَ اللهِ مَن هم ؟ قال : رجلٌ مُدمنُ خمرٍ، وعاقٌّ لوالدَيه، وقاطعُ رَحِمٍ، ومَشاحنٌ قلنا : يا رسولَ اللهِ ما المشاحِنُ ؟ قال : هو الْمُصارِمُ. فإذا كانت ليلةُ الفطرِ، سُمِّيَت تلك الليلةُ ليلةَ الجائزةِ فإذا كانت غَداةُ الفطرِ، بعث اللهُ عزَّ وجلَّ الملائكةَ في كلِّ بلدٍ، فيهبِطون إلى الأرضِ، فيقومون على أفواه السِّكَكِ، فينادون بصوتٍ يسمعه مَن خلق اللهُ عزَّ وجلَّ إلا الجنَّ والإنسِ، فيقولون : يا أُمةَ محمدٍ اخرُجوا إلى ربٍّ كريمٍ يعطي الجزيلَ ويعفو عن العظيمِ فإذا برَزوا إلى مُصلَّاهم يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ للملائكةِ : ما جزاءُ الأجيرِ إذا عمل عملَه ؟ قال : فتقولُ الملائكةُ : إلهنا وسيِّدَنا جزاؤه أن تُوفِّيَه أجرَه. قال : فيقول : فإني أُشهدُكم يا ملائكتي : أن قد جعلت ثوابَهم من صيامِهم شهرَ رمضانَ وقيامِهم رضايَ ومغفرتي، ويقولُ : يا عبادي سَلوني، فوعزَّتي وجلالى لا تسألوني اليومَ شيئًا في جمعِكم لآخرتكم إلا أعطيتُكم ولا لدنياكم إلا نظرتُ لكم فوعزَّتي لأستُرنَّ عليكم عثَراتِكم ما راقبتُموني، وعزَّتي وجلالي لا أُخزيكم ولا أَفضحُكم بين أصحابِ الحدودِ انصرِفوا مغفورًا لكم قد أرضيتُموني ورضيتُ عنكم. فتفرحُ الملائكةُ وتستبشرُ بما يُعطي اللهُ عزَّ وجلَّ هذه الأمةَ إذا أَفطروا من شهرِ رمضانَ
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : ضعيف الترغيب
الصفحة أو الرقم : 594 التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (3695)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (52/291)، وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (880)
التصنيف الموضوعي: أشربة - التشديد على مدمن الخمر صيام - فضل شهر رمضان إيمان - الجن والشياطين إيمان - الملائكة بر وصلة - العقوق
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

12 - حديث الشمسِ والقمرِ [يعني حديث: بينا ابن عباسٍ ذات يومٍ جالس إذ جاءه رجلٌ فقال : يا ابنَ عباسٍ، سمعتُ العجبَ من كعبٍ الحبرِ، يذكرُ في الشمسِ والقمرِ. قال : وكان متكئًا فاحتفز، ثم قال: وما ذاك؟ قال: زعم أنه يجاءُ بالشمسِ والقمرِ يومَ القيامةِ كأنهما ثوران عقيران، فيقذفان في جهنَّمَ، قال عكرمةُ: فطارت من ابنِ عباسٍ شقةٌ ووقعت أخرى غضبًا، ثم قال : كذب كعبٌ! كذب كعبٌ! كذب كعبٌ! ثلاثَ مرَّاتٍ، بل هذه يهوديةٌ يريدُ إدخالَها في الإسلامِ، اللهُ أجلُّ وأكرمُ من أن يعذبَ على طاعتِه، ألم تسمعْ لقولِ اللهِ تبارك وتعالى : {وسخر لكم الشمسَ والقمرَ دائبين}؟ إنما يعني دءوبَهما في الطاعةِ، فكيف يعذبُ عبدين يثني عليهما أنهما دائبان في طاعتِه؟! قاتل اللهُ هذا الحبرَ وقبح حبريتَه! ما أجرأه على اللهِ وأعظمَ فريتَه على هذين العبدين المطيعين للهِ! قال : ثم استرجع مرارًا، وأخذ عويدًا من الأرضِ، فجعل ينكتُه في الأرضِ، فظل كذلك ما شاء اللهُ، ثم إنه رفع رأسَه ورمى بالعويدِ فقال : ألا أحدثُكم بما سمعتُ من رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ في الشمسِ والقمرِ وبدءِ خلقهما ومصيرِ أمرِهما ؟ فقلنا : بلى رحمَك اللهُ ! فقال : إن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سئل عن ذلك فقال : إن اللهَ تبارك وتعالى لما أبرم خلقَه إحكامًا فلم يبقِ من خلقِه غيرَ آدمَ خلق شمسين من نورِ عرشِه، فأما ما كان في سابقِ علمِه أنه يدعُها شمسًا فإنه خلقها مثل الدنيا ما بين مشارقِها ومغاربِها، وأما ما كان في سابقِ علمِه أن يطمسَها ويحولُها قمرًا، فإنه دون الشمسِ في العظمِ، ولكن إنما يرى صغرَهما من شدةِ ارتفاعِ السماءِ وبعدها من الأرضِ. قال : فلو تركَ اللهُ الشمسين كما كان خلقهما في بدءِ الأمرِ لم يكنْ يعرفُ الليلُ من النهارِ، ولا النهارُ من الليلِ، وكان لا يدري الأجيرُ إلى متى يعملُ، ومتى يأخذُ أجرَه. ولا يدري الصائمُ إلى متى يصومُ، ولا تدري المرأةُ كيف تعتدُّ، ولا يدري المسلمون متى وقتُ الحجِّ، ولا يدري الديان متى تحلُّ ديونُهم، ولا يدري الناسُ متى ينصرفون لمعايشِهم، ومتى يسكنون لراحةِ أجسادِهم، وكان الربُّ عز وجل أنظرَ لعبادِه وأرحمَ بهم، فأرسل جبرئيلَ عليه السلام فأمر جناحَه على وجهِ القمرِ - وهو يومئذ شمسٌ - ثلاثَ مراتٍ، فطمس عنه الضوءَ، وبقي فيه النورُ، فذلك قوله عز وجل : { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً }. قال : فالسوادُ الذي ترونه في القمرِ شبهُ الخطوطِ فيه فهو أثرُ المحوِ. ثم خلق اللهُ للشمسِ عجلةً من ضوءِ نورِ العرشِ لها ثلاثمائةٌ وستون عروةً ووكل بالشمسِ وعجلتها ثلاثمائةً وستين ملكًا من الملائكةِ من أهلِ السماءِ الدنيا، قد تعلق كلُّ ملكٍ منهم بعروةٍ من تلك العرا، ووكل بالقمرِ وعجلته ثلاثمائةً وستين ملكًا من الملائكةِ من أهلِ السماءِ، قد تعلق بكلِّ عروةٍ من تلك العرا ملكٌ منهم. ثم قال : وخلق اللهُ لهما مشارقَ ومغاربَ في قطري الأرضِ وكنفي السماءِ ثمانين ومائةَ عينٍ في المغربِ، طينةً سوداءَ، فلذلك قولُه عز وجل : { وجدها تغربُ في عينٍ حمئةٍ } إنما يعني حمأةً سوداءَ من طينٍ، وثمانين ومائةَ عينٍ في المشرقِ مثل ذلك طينةً سوداءَ تفورُ غليًا كغلي القدرِ إذا ما اشتد غلّيُها. قال : فكلُّ يومٍ وكلُّ ليلةٍ لها مطلعٌ جديدٌ ومغربٌ جديدٌ، ما بين أولِها مطلعًا وآخرِها مغربًا أطولُ ما يكونُ النهارِ في الصيفِ إلى آخرِها مطلعًا، وأولُها مغربًا أقصرُ ما يكونُ النهارِ في الشتاءِ، فذلك قولُه تعالى : { رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ } يعني : آخرَها هاهنا وآخرَها ثم، وترك ما بين ذلك من المشارقِ والمغاربِ، ثم جمعهما فقال : { بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ } فذكر عدةَ تلك العيونِ كلِّها. قال : وخلق اللهُ بحرًا، فجرى دون السماءِ مقدارُ ثلاثِ فراسخٍ، وهو موجٌ مكفوفٌ قائمٌ في الهواءِ بأمرِ اللهِ عز وجل لا يقطرُ منه قطرةٌ، والبحارُ كلُّها ساكنةٌ، وذلك البحرُ جارٍ في سرعةِ السهمِ ثم انطلاقه في الهواءِ مستويًا، كأنه حبلٌ ممدودٌ ما بين المشرقِ والمغربِ، فتجري الشمسُ والقمرُ والخنسُ في لجةِ غمرِ ذلك البحرِ، فذلك قوله تعالى : { كلٌّ في فلكٍ يسبحون } والفلكُ دورانُ العجلةِ، في لجةِ غمرِ ذلك البحرِ. والذي نفسُ محمدٍ بيدِه لو بدت الشمسُ من ذلك البحرِ لأحرقت كلَّ شيءٍ في الأرضِ، حتى الصخورِ والحجارةِ ولو بدا القمرُ من ذلك لافتتن أهلُ الأرضِ حتى يعبدونه من دونِ اللهِ، إلا من شاء اللهُ أن يعصمَ من أوليائِه. قال ابنُ عباسٍ : فقال عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه : بأبي أنت وأمي يا رسولَ اللهِ ! ذكرت مجرى الخنسِ مع الشمسِ والقمرِ، وقد أقسم اللهُ بالخنسِ في القرآنِ إلى ما كان من ذكرِك، فما الخنس ؟ قال : يا عليُّ ! هن خمسةُ كواكبٍ : البرجيسُ، وزحلُ، وعطاردُ، وبهرامُ، والزهرةُ، فهذه الكواكبُ الخمسةُ الطالعاتُ الجارياتُ، مثلُ الشمسِ والقمرِ العادياتِ معهما، فأما سائرُ الكواكبِ فمعلقاتٌ من السماءِ كتعليقِ القناديلِ من المساجدِ، وهي تحومُ مع السماءِ دورانًا بالتسبيحِ والتقديسِ والصلاةِ للهِ، ثم قال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : فإن أحببتم أن تستبينوا ذلك، فانظروا إلى دورانِ الفلكِ مرةً هاهنا ومرةً هاهنا، فذلك دورانُ السماءِ، ودورانُ الكواكبِ معها كلِّها سوى هذه الخمسةِ، ودورانُها اليوم كما ترون، وتلك صلاتُها، ودورانُها إلى يومِ القيامةِ في سرعةِ دورانِ الرحا من أهوالِ يومِ القيامةِ وزلازلِه، فذلك قولُه عز وجل : { يوم تمورُ السماءُ مورًا * وتسيرُ الجبالُ سيرًا * فويلٌ يومئذٍ للمكذبين }. قال : فإذا طلعت الشمسُ فإنها تطلعُ من بعضِ تلك العيونِ على عجلتِها ومعها ثلاثمائةٌ وستون ملكًا ناشري أجنحتِهم، يجرونها في الفلكِ بالتسبيحِ والتقديسِ والصلاةِ للهِ على قدرِ ساعاتِ الليلِ وساعاتِ النهارِ ليلًا كان أو نهارًا، فإذا أحب اللهَ أن يبتليَ الشمسَ والقمرَ فيري العبادَ آيةً من الآياتِ فيستعتبُهم رجوعًا عن معصيتِه وإقبالًا على طاعتِه، خرتِ الشمسُ من العجلةِ فتقعُ في غمرِ ذلك البحرِ وهو الفلكُ، فإذا أحب اللهُ أن يعظمَ الآيةَ ويشددَ تخويفَ العبادِ وقعتِ الشمسُ كلُّها فلا يبقى منها على العجلةِ شيءٌ، فذلك حين يظلمُ النهارُ وتبدو النجومُ، وهو المنتهى من كسوفِها. فإذا أراد أن يجعلَ آيةً دون آيةٍ وقع منها النصفُ أو الثلثُ أو الثلثان في الماءِ، ويبقى سائرُ ذلك على العجلةِ، فهو كسوفٌ دون كسوفٍ، وبلاءٌ للشمسِ أو للقمرِ، وتخويفٌ للعبادِ، واستعتابٌ من الربِّ عز وجل، فأي ذلك كان صارت الملائكةُ الموكلون بعجلتِها فرقتين : فرقةٍ منها يقبلون على الشمسِ فيجرونها نحو العجلةِ، والفرقةِ الأخرى يقبلون على العجلةِ فيجرونها نحو الشمسِ، وهم في ذلك يقرونُها في الفلكِ بالتسبيحِ والتقديسِ والصلاةِ للهِ على قدرِ ساعاتِ النهارِ أو ساعاتِ الليلِ، ليلًا كان أو نهارًا، في الصيفِ كان ذلك أو في الشتاءِ، أو ما بين ذلك في الخريفِ والربيعِ، لكيلا يزيدَ في طولِهما شيءٌ، ولكن قد ألهمهم اللهُ علمَ ذلك، وجعل لهم تلك القوةَ، والذي ترون من خروجِ الشمسِ أو القمرِ بعد الكسوفِ قليلًا قليلًا، من غمر ذلك البحرِ الذي يعلوهما، فإذا أخرجوها كلَّها اجتمعت الملائكةُ كلُّهم، فاحتملوها حتى يضعوها على العجلةِ، فيحمدون اللهَ على ما قواهم لذلك، ويتعلقون بعرا العجلةِ، ويجرونها في الفلكِ بالتسبيحِ والتقديسِ والصلاةِ للهِ حتى يبلغوا بها المغربَ، فإذا بلغوا بها المغربَ أدخلوها تلك العينَ، فتسقط من أفقِ السماءِ في العينِ. ثم قال النبيُّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وعجب من خلقِ اللهِ : وللعجبِ من القدرةِ فيما لم نرَ أعجبَ من ذلك؛ وذلك قولُ جبرئيل عليه السلام لسارةَ : { أتعجبين من أمرِ اللهِ } وذلك أن اللهَ عز وجل خلق مدينتين إحداهما بالمشرقِ والأخرى بالمغربِ، أهلُ المدينةِ التي بالمشرقِ من بقايا عادٍ من نسلِ مؤمنيهم، وأهلُ التي بالمغربِ من بقايا ثمودَ من نسلِ الذين آمنوا بصالحٍ، اسم التي بالمشرقِ بالسريانيةِ ( مرقيسيا ) وبالعربيةِ ( جابلق ) واسم التي بالمغربِ بالسريانيةِ ( برجيسيا ) وبالعربيةِ ( جابرس ) ولكلِّ مدينةٍ منهما عشرةُ آلافِ بابٍ، ما بين كلِّ بابين فرسخٌ، ينوبُ كلُّ يومٍ على كلِّ بابٍ من أبوابِ هاتين المدينتين عشرةُ آلافِ رجلٍ من الحراسةِ، عليهم السلاحُ، لا تنوبُهم الحراسةُ بعد ذلك إلى يومِ ينفخُ في الصورِ، فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِه لولا كثرةُ هؤلاءِ القومِ وضجيجُ أصواتِهم لسمع الناسُ من جميعِ أهلِ الدنيا هذه وقعةَ الشمسِ حين تطلعُ وحين تغربُ، ومن ورائِهم ثلاثُ أممٍ، منسك، وتافيل، وتاريس، ومن دونهم يأجوجُ ومأجوجُ. وإن جبرئيلَ عليه السلام انطلق بي إليهم ليلةَ أسري بي من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى، فدعوت يأجوجَ ومأجوجَ إلى عبادةِ اللهِ عز وجل فأبوْا أن يجيبوني، ثم انطلق بي إلى أهلِ المدينتين، فدعوتهم إلى دينِ اللهِ عز وجل وإلى عبادتِه فأجابوا وأنابوا، فهم في الدينِ إخوانُنا، من أحسن منهم فهو مع محسنِكم، ومن أساء منهم فأولئك مع المسيئين منكم. ثم انطلق بي إلى الأممِ الثلاثِ، فدعوتهم إلى دينِ اللهِ وإلى عبادتِه فأنكروا ما دعوتهم إليه، فكفروا باللهِ عز وجل، وكذبوا رسلَه، فهم مع يأجوجَ ومأجوجَ وسائرِ من عصى اللهَ في النارِ؛ فإذا ما غربت الشمسُ رفع بها من سماءٍ إلى سماءٍ في سرعةِ طيرانِ الملائكةِ؛ حتى يبلغَ بها إلى السماءِ السابعةِ العليا، حتى تكونَ تحت العرشِ فتخرَّ ساجدةً، وتسجدُ معها الملائكةُ الموكلون بها، فيحدرُ بها من سماءٍ إلى سماءٍ؛ فإذا وصلت إلى هذه السماءِ فذلك حين ينفجرَ الفجرُ، فإذا انحدرت من بعضِ تلك العيونِ، فذاك حين يضيءَ الصبحُ، فإذا وصلت إلى هذا الوجهِ من السماءِ فذاك حين يضيءَ النهارُ. قال : وجعل اللهُ عند المشرقِ حجابًا من الظلمةِ على البحرِ السابعِ، مقدار عدةَ الليالي منذ يومَ خلق اللهُ الدنيا إلى يومِ تصرمُ، فإذا كان عند الغروبِ أقبل ملكٌ قد وكل بالليلِ فيقبض قبضةً من ظلمةِ ذلك الحجابِ، ثم يستقبلُ المغربَ؛ فلا يزالُ يرسلُ من الظلمةِ من خللِ إصابعِه قليلًا قليلًا وهو يراعي الشفقَ، فإذا غاب الشفقُ أرسل الظلمةَ كلَّها ثم ينشرُ جناحيه، فيبلغان قطري الأرضِ وكنفي السماءِ، ويجاوزان ما شاء اللهُ عز وجل خارجًا في الهواءِ، فيسوقُ ظلمةَ الليلِ بجناحيه بالتسبيحِ والتقديسِ والصلاةِ للهِ حتى يبلغَ المغربَ، فإذا بلغ المغربَ انفجر الصبحُ من المشرقِ، فضم جناحيه، ثم يضمُّ الظلمةَ بعضُها إلى بعضٍ بكفيه، ثم يقبضُ عليها بكفٍ واحدةٍ نحو قبضته إذا تناولها من الحجابِ بالمشرقِ، فيضعُها عند المغربِ على البحرِ السابعِ من هناك ظلمةُ الليلِ. فإذا ما نقل ذلك الحجابَ من المشرقِ إلى المغربِ نفخ في الصورِ، وانتقضت الدنيا، فضوءُ النهارِ من قبل المشرقِ، وظلمةُ الليلِ من قبل ذلك الحجابِ، فلا تزال الشمسُ والقمرُ كذلك من مطالعِهما إلى مغاربِهما إلى ارتفاعِهما، إلى السماءِ السابعةِ العليا، إلى محبسِهما تحت العرشِ، حتى يأتيَ الوقتُ الذي ضرب اللهُ لتوبةِ العبادِ، فتكثرُ المعاصي في الأرضِ ويذهبُ المعروفُ، فلا يأمرُ به أحدٌ، ويفشو المنكرُ فلا ينهى عنه أحدٌ. فإذا كان ذلك حبست الشمسُ مقدارَ ليلةٍ تحت العرشِ، فكلما سجدت واستأذنت من أين تطلعُ ؟ لم يحر إليها جوابٌ؛ حتى يوافيها القمرُ ويسجدُ معها، ويستأذنُ من أين يطلعُ ؟ فلا يحارُ إليه جوابٌ، حتى يحبسُهما مقدارُ ثلاثِ ليالٍ للشمسِ، وليلتين للقمرِ، فلا يعرفُ طول تلك الليلةِ إلا المتهجدون في الأرضِ؛ وهم حينئذٍ عصابةٌ قليلةٌ في كلِّ بلدةٍ من بلادِ المسلمين؛ في هوانٍ من الناسِ وذلةٍ من أنفسِهم، فينامُ أحدُهم تلك الليلةَ قدر ما كان ينامُ قبلها من الليالي، ثم يقومُ فيتوضأُ ويدخلُ مصلاه فيصلي وردَه، كما كان يصلي قبل ذلك، ثم يخرجُ فلا يرى الصبحَ، فينكرُ ذلك ويظنُّ فيه الظنونَ من الشرِّ ثم يقولُ : فلعلي خففت قراءتي، أو قصرت صلاتي، أو قمت قبل حيني ! قال : ثم يعودُ أيضًا فيصلي وردَه كمثلِ وردِه، الليلة الثانية، ثم يخرجُ فلا يرى الصبحَ، فيزيدُه ذلك إنكارًا، ويخالطُه الخوفُ، ويظنُّ في ذلك الظنونَ من الشرِّ، ثم يقولُ : فلعلي خففت قراءتي، أو قصرت صلاتي، أو قمت من أولِ الليلِ ! ثم يعودُ أيضًا الثالثة وهو وجلٌ مشفقٌ لما يتوقعُ من هولِ تلك الليلةِ، فيصلي أيضًا مثل وردِه، الليلة الثالثة، ثم يخرجُ فإذا هو بالليلِ مكانه والنجومُ قد استدارت وصارت إلى مكانِها من أولِ الليلِ، فيشفقُ عند ذلك شفقةَ الخائفِ العارفِ بما كان يتوقعُ من هولِ تلك الليلةِ فيستلحمُه الخوفُ، ويستخفُه البكاءُ، ثم ينادي بعضُهم بعضًا، وقبل ذلك كانوا يتعارفون ويتواصلون، فيجتمعُ المتهجدون من أهلِ كلِّ بلدةٍ إلى مسجدٍ من مساجدِها، ويجأرون إلى اللهِ عز وجل بالبكاءِ والصراخِ بقيةَ تلك الليلةِ، والغافلون في غفلتِهم، حتى إذا ما تم لهما مقدارُ ثلاثِ ليالٍ للشمسِ وللقمرِ ليلتين، أتاهما جبرئيلُ فيقولُ : إن الربَّ عز وجل يأمرُكما أن ترجعا إلى مغاربِكما فتطلعا منها، وأنه لا ضوءَ لكما عندنا ولا نورَ. قال : فيبكيان عند ذلك بكاءً يسمعُه أهلُ سبعِ سمواتٍ من دونهما وأهلِ سرادقاتِ العرشِ وحملةِ العرشِ من فوقهما، فيبكون لبكائهما مع ما يخالطُهم من خوفِ الموتِ، وخوفِ يومِ القيامةِ. قال : فبينا الناسُ ينتظرون طلوعَهما من المشرقِ إذا هما قد طلعا خلف أقفيتِهم من المغربِ أسودين مكورين كالغرارتين، ولا ضوءَ للشمسِ ولا نورَ للقمرِ، مثلُهما في كسوفِهما قبل ذلك؛ فيتصايحُ أهلُ الدنيا وتذهلُ الأمهاتُ عن أولادِها، والأحبةُ عن ثمرةِ قلوبِها، فتشتغلُ كلُّ نفسٍ بما أتاها. قال : فأما الصالحون والأبرارُ فإنه ينفعُهم بكاؤُهم يومئذٍ، ويكتبُ ذلك لهم عبادةً، وأما الفاسقون والفجارُ فإنه لا ينفعُهم بكاؤُهم يومئذ، ويكتبُ ذلك عليهم خسارةً. قال : فيرتفعان مثل البعيرين القرينين، ينازعُ كلُّ واحدٍ منهما صاحبَه استباقًا، حتى إذا بلغا سرةَ السماءِ، وهو منصفُهما أتاهما جبرئيلُ فأخذ بقرونِهما ثم ردهما إلى المغربِ، فلا يغربُهما في مغاربِهما من تلك العيونِ، ولكن يغربُهما في بابِ التوبةِ. فقال عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه : أنا وأهلي فداؤُك يا رسولَ اللهِ ! فما باب التوبةِ ؟ قال : يا عمرُ ! خلق اللهُ عز وجل بابًا للتوبةِ خلف المغربِ، مصراعين من ذهبٍ، مكللًا بالدرِ والجوهرِ، ما بين المصراعِ إلى المصراعِ الآخرِ مسيرةَ أربعين عامًا للراكبِ المسرعِ؛ فذلك البابُ مفتوحٌ منذ خلق اللهُ خلقَه إلى صبيحةِ تلك الليلةِ عند طلوعِ الشمسِ والقمرِ من مغاربِهما، ولم يتبْ عبدٌ من عبادِ اللهِ توبةً نصوحًا من لدن آدمَ إلى صبيحةِ تلك الليلةِ إلا ولجت تلك التوبةُ في ذلك البابَ، ثم ترفعُ إلى اللهِ عز وجل. قال معاذُ بنُ جبلٍ : بأبي أنت وأمي يا رسولَ اللهِ ! وما التوبةُ النصوحُ ؟ قال : أن يندمَ المذنبُ على الذنبِ الذي أصابَه فيعتذرُ إلى اللهِ ثم لا يعودُ إليه، كما لا يعودُ اللبنُ إلى الضرعِ، قال : فيردُّ جبرئيلُ بالمصراعينِ فيلأمُ بينهما ويصيرُهما كأنه لم يكن فيما بينهما صدعٌ قط، فإذا أُغْلِق بابُ التوبةِ لم يُقبلْ بعد ذلك توبةٌ، ولم ينفعْ بعد ذلك حسنةٌ يعلمُها في الإسلامِ إلا من كان قبل ذلك محسنًا، فإنه يجري لهم وعليهم بعد ذلك ما كان يجري قبل ذلك، قال : فذلك قوله عز وجل : ?يوم يأتي بعضُ آياتِ ربِّك لا ينفعُ نفسًا إيمانُها لم تكنْ آمنت من قبل أو كسبت في إيمانِها خيرًا?. فقال أبيّ بنُ كعبٍ : بأبي أنت وأمي يا رسولَ اللهِ ! فكيف بالشمسِ والقمرِ بعد ذلك ! وكيف بالناسِ والدنيا ؟ فقال : يا أبي ! إن الشمسَ والقمرَ بعد ذك يكسيان النورَ والضوءَ، ويطلعان على الناسِ ويغربان كما كانا قبل ذلك، وأما الناسُ فإنهم نظروا إلى ما نظروا إليه من فظاعةِ الآيةِ، فيلحون على الدنيا حتى يجروا فيها الأنهارَ، ويغرسوا فيها الشجرَ، ويبنوا فيها البنيانَ، وأما الدنيا فإنه لو أنتج رجلٌ مهرًا لم يركبْه من لدن طلوعِ الشمسِ من مغربِها إلى يومِ ينفخُ في الصورِ. فقال حذيفةُ بنُ اليمانِ : أنا وأهلي فداؤُك يا رسولَ اللهِ ! فكيف هم عند النفخِ في الصورِ ؟ ! فقال : يا حذيفةُ ! والذي نفسُ محمدٍ بيدِه، لتقومن الساعةُ ولينفخن في الصورِ والرجلُ قد لط حوضَه فلا يسقى منه، ولتقومن الساعةُ والثوبُ بين الرجلين فلا يطويانه، ولا يتبايعانه. ولتقومن الساعةُ والرجلُ قد رفع لقمتَه إلى فيه فلا يطعمُها، ولتقومن الساعةُ والرجلُ قد انصرف بلبنِ لقحتِه من تحتها فلا يشربُه، ثم تلا رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هذه الآيةَ : ?وليأتينهم بغتةً وهم لا يشعرون?. فإذا نفخ في الصورِ، وقامت الساعةُ، وميز اللهُ بين أهلِ الجنةِ وأهلِ النارِ ولما يدخلوهما بعد، إذ يدعو اللهُ عز وجل بالشمسِ والقمرِ، فيجاءُ بهما أسودين مكورين قد وقعا في زلزالٍ وبلبالٍ، ترعدُ فرائصُهما من هولِ ذلك اليومِ ومخافةِ الرحمنِ، حتى إذا كانا حيالَ العرشِ خرا للهِ ساجدين؛ فيقولان : إلهنا قد علمت طاعتَنا ودءوبَنا في عبادتِك، وسرعتَنا للمضي في أمرِك أيامَ الدنيا، فلا تعذبْنا بعبادةِ المشركين إيانا، فإنا لم ندعُ إلى عبادتِنا، ولم نذهلْ عن عبادتِك ! قال : فيقولُ الربُّ تبارك وتعالى : صدقتما، وإني قضيت على نفسي أن أبدئَ وأعيدَ، وإني معيدُكما فيما بدأتُكما منه، فارجعا إلى ما خلقتما منه، قالا : إلهنا ومم خلقتنا ؟ قال : خلقتكما من نورِ عرشي فارجعا إليه. قال : فليتمعْ من كلِّ واحدٍ منهما برقةٍ تكادُ تخطفُ الأبصارَ نورًا، فتختلطُ بنورِ العرشِ. فذلك قوله عز وجل : ?يبدئُ ويعيدُ?. قال عكرمةُ : فقمت مع النفرِ الذين حدثوا به، حتى أتينا كعبًا فأخبرناه بما كان من وجد ابن عباسٍ من حديثِه، وبما حدث عن رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ؛ فقام كعبٌ معنا حتى أتينا ابنَ عباسٍ، فقال : قد بلغني ما كان من وجدِك من حديثي، وأستغفرُ اللهَ وأتوبُ إليه، وإني إنما حدثت عن كتابِ دارسٍ قد تداولته الأيدي، ولا أدري ما كان فيه من تبديلِ اليهودِ، وإنك حدثت عن كتابٍ جديدٍ حديث العهد بالرحمنِ عز وجل وعن سيدِ الأنبياءِ وخيرِ النبيين، فأنا أحب أن تحدثني الحديثَ فأحفظُه عنك، فإذا حدثت به كان مكان حديثي الأول. قال عكرمةُ : فأعاد عليه ابنُ عباسٍ الحديث، وأنا أستقريه في قلبي بابا بابا، فما زاد شيئًا ولا نقص، ولا قدم شيئًا ولا أخر، فزادني ذلك في ابنِ عباسٍ رغبةً، وللحديثِ حفظا]
خلاصة حكم المحدث : منكر
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن عبدالبر | المصدر : الاستغناء
الصفحة أو الرقم : 2/845 التخريج : أخرجه الطبري في ((التاريخ)) (1/ 65)، وأبو الشيخ الأصبهاني في ((العظمة)) (4/ 1163)، وابن مردويه كما في ((اللآلىء المصنوعة)) للسيوطي (1/ 57)،
التصنيف الموضوعي: خلق - الشمس والقمر خلق - عجائب المخلوقات
|أصول الحديث

13 - إنَّ الجنَّةَ لتنَجَّدُ وتزيَّنُ منَ الحولِ إلى الحولِ لدخولِ شَهْرِ رمضانَ فإذا كانت أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ هبَّت ريحٌ من تحتِ العرشِ يقالُ لَها المثيرةُ فتصفِّقُ ورَقُ أشجارِ الجنانِ وحلقَ المصاريعِ فيسمعُ لذلِكَ طَنينٌ لم يسمعِ السَّامعونَ أحسنَ منهُ فتبرزُ الحورُ العينُ حتَّى يقِفنَ بينَ شرَفِ الجنَّةِ فيُنادينَ هل من خاطبٍ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ فيزوِّجَهُ ثمَّ يقُلنَ يا رضوانُ ما هذِهِ اللَّيلةُ فيجيبَهُنَّ بالتَّلبيةِ ثمَّ يقولُ يا خيراتِ الحسانِ هذِهِ أوَّلُ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ فيفتحُ فيها أبوابُ الجنانِ للصَّائمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وآلِهِ ويقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ يا رضوانُ افتح أبوابَ الجنانِ يا مالِكُ أغلِق أبوابَ الجحيمِ عنِ الصَّائمينَ من أمَّةِ محمَّدٍ يا جبريلُ اهبِط إلى الأرضِ فاصفُد مردةَ الشَّياطينَ وغُلَّهُم في أغلالٍ ثمَّ اقذِفهم في لُججِ البحارِ حتَّى لا يفسِدوا على أمَّةِ حبيبي قالَ ثمَّ يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من شَهْرِ رمضانَ ثلاثَ مرَّاتٍ هل من تائبٍ فأتوبَ عليهِ هل من مستغفِرٍ فأغفرَ لَهُ من يقرضُ المليءَ غيرَ المعدومِ والوَفيَّ غير الظَّلومِ قالَ وللَّهِ عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من شَهْرِ رمضان عند الإفطارِ ألفُ ألفِ عتيقٍ منَ النَّارِ كلُّهم قدِ استوجبَ العذابَ فإذا كانَ آخرُ ليلةِ شَهْرِ رمضانَ أعتقَ اللَّهُ في ذلِكَ اليومِ بقدرِ ما أعتقَ من أوَّلِ الشَّهرِ إلى آخرِهِ فإذا كانت ليلةُ القدرِ يأمرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ جبريلَ عليهِ السَّلامُ فيَهْبطُ في كَبكبةٍ من الملائكة معه لواءٌ أخضرُ فيركُزُ اللِّواءَ على ظَهْرِ الكعبةِ ولَهُ ستُّمائةِ جَناحٍ منها جَناحانِ لا ينشرُهُما إلا في ليلةِ القدرِ فينشُرُهُما تلكَ اللَّيلةَ فيجاوِزانِ المشرقَ والمغربَ قالَ ويبثُّ جبريلُ الملائِكَةَ في هذِهِ الأمَّةِ فيسلِّمونَ على كلِّ قائمٍ وقاعدٍ ومصلٍّ وذاكرٍ ويصافِحونَهُم ويؤمِّنونَ على دعائِهِم حتَّى يطلُعَ الفجرُ فإذا طلَعَ الفجرُ نادى جبريلُ يا معشرَ الملائِكَةِ الرَّحيلَ الرَّحيلَ فيقولونَ يا جبريلُ ما صنعَ اللَّهُ في حوائجِ المؤمنينَ من أمَّةِ محمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فيقولُ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ نظرَ إليهِم في هذِهِ اللَّيلةِ فعفا عنهم وغفرَ لَهُم إلا أربعةً فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وَهَؤلاءِ الأربعةُ رجلٌ مدمنُ خمرٍ وعاقٌّ لوالديهِ وقاطعُ رحمٍ ومشاحنٌ فسئلَ يا رسولَ اللَّهِ وما المشاحِنُ قالَ هوَ المصارمُ فإذا كانت ليلةُ الفطرِ سُمِّيَت ليلةَ الجائزةِ فإذا كانت غداةُ الفطرِ بعثَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى الملائِكَةَ في كلِّ ملإٍ فيَهْبطونَ إلى الأرضِ فيقومونَ على أفواهِ السِّكَكِ فيُنادونَ بصوتٍ يسمعُهُ جميعُ من خلقَ اللَّهُ إلا الجنَّ والإنسَ فيقولونَ يا أمَّةَ محمَّدٍ اخرُجوا إلى ربٍّ كريمٍ يغفرِ العظيمَ وإذا برَزوا في مصلَّاهم يقولُ اللَّهُ تعالى يا ملائِكَتي ما أجرُ الأجيرِ إذا عملَ عملَهُ فتقولُ الملائِكَةُ إلهَنا وسيِّدَنا جزاؤُهُ أن يوفِّيَهُ أجرَهُ فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ أشهدُكُم يا ملائِكَتي إنِّي جعلتُ ثوابَهُم من صيامِهِم شَهْرَ رمضانَ وقيامِهِم رضائي ومغفرَتي فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ سلوني وعزَّتي وجلالي لا تسألوني اليومَ شيئًا في جمعِكُم هذا لآخرتِكُم إلا أعطيتُكُموهُ ولا لدُنْيا إلا نظرتُ لَكُم وعزَّتي لا [لا زائدة] سترتُ عليكم عثراتِكُم ما راقبتُموني وعزَّتي وجلالي لا أخزيكُم ولا أفضحُكُم بينَ يدَي أصحابِ الجدودِ أوِ الحدودِ شَكَّ أبو عمرٍو وانصرِفوا مغفورًا لَكُم قد أرضيتُموني ورضيتُ عنكم قالَ فتفرحُ الملائِكَةُ ويستبشِرونَ بما يعطي اللَّهُ هذِهِ الأمَّةَ إذا أفطَروا.
خلاصة حكم المحدث : لا يصح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : العلل المتناهية
الصفحة أو الرقم : 2/535 التخريج : أخرجه البيهقي في ((شعب الإيمان)) (3695)، وقوام السنة في ((الترغيب والترهيب)) (1768)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (52/291)
التصنيف الموضوعي: جنة - نساء الجنة صيام - فضل شهر رمضان استغفار - مغفرة الله تعالى للذنوب العظام وسعة رحمته مظالم - آثار المعاصي والمظالم على العبد مناقب وفضائل - أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

14 - قدِم الجارودُ بنُ عبدِ اللهِ وكان سيِّدًا في قومِه مطاعًا عظيمًا في عشيرتِه مطاعَ الأمرِ رفيعَ القدرِ عظيمَ الخطرِ ظاهرَ الأدبِ شامخَ الحسبِ بديعَ الجمالِ حسنَ الفِعالِ ذا منْعةٍ ومالٍ في وفدِ عبدِ القيسِ من ذَوِي الأخطارِ والأقدارِ والفضلِ والإحسانِ والفصاحةِ والرُّهبانِ كان رجلٌ منهم كالنَّخلةِ السَّحوقِ على ناقةٍ كالفحلِ العتيقِ قد جنَبوا الجيادَ وأعدُّوا للجِلادِ مُجدِّين في مسيرِهم حازمين في أمرِهم يسيرون ذميلًا يقطعون ميلًا فميلًا حتَّى أناخوا عند مسجدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فأقبل الجارودُ على قومِه والمشايخِ من بني عمِّه فقال يا قومِ هذا محمَّدٌ الأغرُّ سيِّدُ العربِ وخيرُ ولدِ عبدِ المطَّلبِ فإذا دخلتم عليه ووقفتم بين يدَيْه فأحسِنوا عنده السَّلامَ وأقلُّوا عنده الكلامَ فقالوا بأجمعِهم أيُّها الملكُ الهمامُ والأسدُ الضُّرغامُ لن نتكلَّمَ إذا حضرتَ ولن نُجاوزَ ما أمرتَ فقُلْ ما شئتَ فإنَّا سامعون اعمَلْ ما شئتَ فإنَّا تابعون وقال الصَّابونيُّ مُبايعون فنظر الجارودُ في كلِّ كَمِيٍّ صِنديدٍ قد دوَّموا العمائمَ وتزيُّوا بالصَّوارمِ يجرُّون أسيافَهم ويستحِبون أذيالَهم يتناشدون الأشعارَ ويتذاكرون مناقبَ الأخيارِ لا يتكلَّمون طويلًا ولا يسكُتون عِيًّا إن أمرهم ائتَمروا وإن زجرهم ازدجروا وقال الصَّابونيُّ انزجروا كأنَّهم أُسدٌ يقدُمُها ذو لبْدةٍ مهولٌ حتَّى مثُلوا بين يديِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمَّا دخل القومُ المسجدَ وأبصرهم أهلُ المشهدِ دلَف الجارودُ أمامَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحسَر لِثامَه وأحسن سلامَه ثمَّ أنشأ يقولُ يا نبيَّ الهدَى أتتك رجالٌ قطعت فدْفدًا وآلًا فآلًا وقال البيهقيُّ مهمهًا وطوت نحوَك الصَّحاصِحَ طُرًّا لا تخالُ الكِلالَ قبلُ كِلالًا كلُّ دهماءَ يقصُرُ الطَّرفُ عنها أرقَلتها قِلاصُنا إرقالًا وطوتها الجيادُ تُحمْحِمُ فيها بكُماةٍ كأنجُمٍ تتلالا تبتغي دفعَ بأسِ يومٍ عبوسٍ أوجَلِ القلبِ ذِكرُه ثمَّ هالا فلمَّا سمِع النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ فرِح فرحًا شديدًا وقرَّبه وأدناه ورفع مجلسَه وحيَّاه وأكرمه وقال يا جارودُ لقد تأخَّر بك وبقومِك الموعِدُ وطال بكم الأمَدُ قال واللهِ يا رسولَ اللهِ لقد أخطأ من أخطأك قصدَه وعدِم رُشدَه وتلك أيمُ اللهِ أكبرُ خيبةٍ وأعظمُ حويَةٍ والرَّائدُ لا يكذبُ أهلَه ولا يغُشُّ نفسَه لقد جئتَ بالحقِّ ونطقتَ بالصِّدقِ والَّذي بعثك بالحقِّ نبيًّا واختارك للمؤمنين وليًّا لقد وجدتُ وصفَك في الإنجيلِ ولقد بشَّر بك ابنُ البتولِ فطوَّل التَّحيَّةَ لك والشُّكرَ لمن أكرمك وأرسلك لا أثرَ بعد عينٍ ولا شكَّ بعد يقينٍ مُدَّ يدَك فأنا أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك محمَّدٌ رسولُ اللهِ قال فآمن الجارودُ وآمن من قومِه كلُّ سيِّدٍ فسُرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سرورًا وابتهج حُبورًا وقال يا جارودُ هل في جماعةِ وفدِ عبدِ القيسِ من يعرِفُ لنا قَسًّا قال كلُّنا نعرفُه يا رسولَ اللهِ وأنا من بين قومي كنتُ أقفو أثرَه وأطلب خبرَه كان قَسٌّ سبطًا من أسباطِ العربِ صحيحَ النَّسبِ فصيحًا إذا خطب ذا شيبةٍ حسنةٍ عُمِّر سبعَمائةِ سنةٍ يتقفَّرُ القِفارَ لا تُكِنُّه دارٌ ولا يُقرُّه قرارٌ يتحسَّى في تقفُّرِه بيضَ النَّعامِ ويأنسُ بالوحشِ والهوامِّ يلبسُ المُسوحَ ويتبَعُ السِّياحَ على منهاجِ المسيحِ لا يفتُرُ من الرَّهبانيَّةِ يُقرُّ للهِ تعالَى بالوحدانيَّةِ يُضرَبُ بحكمتِه الأمثالُ ويُكشفُ به الأهوالُ وتتبعه الأبدالُ أدرك رأسَ الحواريِّين سمعانَ فهو أوَّلُ من تألَّه من العربِ وأعبدُ من تعبَّد في الحِقَبِ وأيقَن بالبعثِ والحسابِ وحذَّر سوءَ المُنقَلَبِ والمآبِ ووعَظ بذِكرِ الموتِ وأمر بالعملِ قبل الفوْتِ الحسنِ الألفاظِ الخاطبِ بسوقِ عُكاظٍ العالمِ بشرقٍ وغربٍ ويابسٍ ورطْبٍ أُجاجٍ وعذبٍ كأنِّي أنظرُ إليه والعربُ بين يدَيْه يُقسِمُ بالرَّبِّ الَّذي هو له ليبلغنَّ الكتابُ أجلَه وليوفينَّ كلُّ عاملٍ عملَه وأنشأ يقولُ هاج للقلبِ من جَواه ادِّكار وليالٍ خلالَهنَّ نهارُ ونجومٌ يحُثُّها قمرُ اللَّيلِ وشمسٌ في كلِّ يومٍ تُدارُ ضوؤُها يطمِسُ العيونَ وإرعادٌ شديدٌ في الخافقَيْن مُطارُ وغلامٌ وأشمطُ ورضيعٌ كلُّهم في التُّرابِ يومًا يُزارُ وقصورٌ مشيدةٌ حوَت الخيرَ وأخرَى خلت لهنَّ قِفارُ وكثيرٌ ممَّا يقصُرُ عنه جوسةُ النَّاظرِ الَّذي لا يحارُ والَّذي قد ذكرتُ دلَّ على اللهِ نفوسًا لها هدًى واعتبارُ فقال النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ على رِسلِك يا جارودُ فلستُ أنساه بسوقِ عُكاظٍ على جملٍ له أورقَ وهو يتكلَّمُ بكلامٍ مُوثَّقٌ ما أظنُّ أنِّي أحفظُه فهل فيكم يا معشرَ المهاجرين والأنصارِ من يحفَظُ لنا منه شيئًا وقال الصَّابونيُّ يحفظُه فوثب أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِي اللهُ تعالَى عنه قائمًا فقال يا رسولَ اللهِ إنِّي أحفظُه وكنتُ حاضرًا ذلك اليومَ بسوقِ عُكاظٍ حين خطب فأطنب ورغَّب ورهَّب وحذَّر وأنذَر وقال في خطبتِه أيُّها النَّاسُ اسمعوا وعُوا وإذا وعيتم فانتفعوا إنَّه من عاش مات ومن مات فات وكلُّ ما هو آتٍ آتٍ نباتٌ ومطرٌ وأرزاقٌ وأقواتٌ وآباءٌ وأمَّهاتٌ وأحياءٌ وأمواتٌ جميعٌ وأشتاتٌ وآياتٌ بعد آياتٍ إنَّ في السَّماءِ لخبرًا وإنَّ في الأرضِ لعِبرًا ليلٌ داجٍ وسماءٌ ذاتُ أبراجٍ وأرضٌ ذاتُ ارتياجٍ وبحارٌ ذاتُ أمواجٍ ما لي أرَى النَّاسَ يذهبون فلا يرجعون أرضوا بالمقامِ فأقاموا أم تُرِكوا هناك فناموا أُقسِمُ قسمًا حقًّا لا حانثًا فيه ولا آثمًا إنَّ للهِ دينًا هو أحبُّ إليه من دينِكم الَّذي أنتم عليه ونبيًّا قد حان حينُه وأظلَّكم زمانُه وأدرككم إبَّانُه فطوبَى لمن آمن به فهداه فويلٌ لمن خالفه وعصاه ثمَّ قال تبًّا لأربابِ الغفلةِ من الأممِ الخاليةِ والقرونِ الماضيةِ يا معشرَ إيادٍ من الأبِ والأجدادِ من المريضِ والعُوَّادِ وأين الفراعنةُ الشِّدادُ أين من بنا وشيَّد وزخرف وجدَّد وغرَّه المالُ والولَدُ أين من طغَى وبغَى وجمع فأوعَى وقال أنا ربُّكم الأعلَى ألم يكونوا أكثرَ منكم أموالًا وأبعدَ منكم آمالًا وأطولَ منكم آجالًا طحنهم الثَّرَى بكَلْكَلِه ومزَّقهم بتطاوُلِه فبلت عِظامَهم باليةٌ وبيوتُهم خاليةٌ وعمَرتها الذِّيابُ العاديةُ وقال أبو صالحٍ العاويةُ كلَّا بل هو اللهُ الواحدُ المعبودُ ليس بوالدٍ ولا مولودٍ ثمَّ أنشأ يقولُ في الذَّاهبين الأوَّلين من القرونِ لنا بصائرُ لمَّا رأيتُ مواردَ للموتِ ليس لها مصادرُ ورأيتُ قومي نحوَها تُمضِي الأصاغرَ الأكابرُ لا يرجعُ الماضي إليَّ ولا من الباقين غابرٌ أيقنتُ أنِّي لا محالةَ حيث يصيرُ القومُ صائرٌ قال فجلس ثمَّ قام رجلٌ زاد أبو عبدِ اللهِ من الأنصارِ بعده كأنَّه قطعةُ جبلٍ ثمَّ اتَّفقا فقالا ذو هامةٍ عظيمةٍ وقامةٍ جسيمةٍ قد دوَّم عِمامتَه وأرخَى ذؤابتَه منيفٌ أنوفٌ أشدقُ حسَنُ الصَّوتِ فقال يا سيِّدَ المرسلين وصفوةَ ربِّ العالمين لقد رأيتُ من قَسٍّ عجبَا وشهِدتُ منه مرغبًا فقال وما الَّذي رأيتَه منه وحفِظتَه عنه فقال خرجتُ في الجاهليَّةِ أطلُبُ بعيرًا لي شرد منِّي أقفو أثرَه وأطلُبُ خبرَه في تنائِفَ وقال الصَّابونيُّ وإسماعيلُ في فيافي وقالا حقائفَ ذاتِ دعادعَ وزعازعَ وليس بها الرَّكبُ وقال إسماعيلُ ليس للرَّكبِ فيها مقيلٌ ولا لغيرِ الجنِّ سبيلٌ وإذا بموئلٍ مهولٍ في طودٍ عظيمٍ ليس به إلَّا البُومُ وأدركني اللَّيلُ فولجتُه مذعورًا لا آمنُ فيه حتفي ولا أركنُ إلى غيرِ سيفي فبِتُّ بليلٍ طويلٍ كأنَّه بليلٍ موصولٍ أرقبُ الكوكبَ وأرمُقُ الغيْهبَ حتَّى إذا عسعس اللَّيلُ وكان الصُّبحُ أن يتنفَّسَ هتَف بي هاتفٌ يقولُ : يا أيُّها الراقدُ في اللَّيلِ الأحمْ قد بعث اللهُ نبيًّا في الحرمْ من هاشمٍ أهلِ الوفاءِ والكرمْ يجلو دجِناتِ الدَّياجي والبُهُمْ قال فأدرتُ طرفي فما رأيتُ له شخصًا ولا سمِعتُ له فَحْصًا فأنشأتُ أقولُ : يا أيُّها الهاتفُ في داجي الظُّلَمْ أهلًا وسهلًا بك من طيْفٍ ألمّ بيِّنْ هداك اللهُ في لحنِ الكَلِمْ ماذا الَّذي تدعو إليه يُغتنَمْ قال فإذا أنا بنحنحةٍ وقائلٍ يقولُ ظهر النُّورُ وبطُل الزُّورُ وبعث اللهُ تبارك وتعالَى محمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالخيرِ صاحبِ النَّجيبِ الأحمرِ والتَّاجِ والمِغفرِ والوجهِ الأزهرِ والحاجبِ الأقمرِ والطَّرْفِ الأحوَرِ صاحبِ قولِ شهادةِ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ فذلك محمَّدٌ المبعوثُ إلى الأسوَدِ والأبيضِ أهلِ المدَرِ والوبَرِ ثمَّ أنشأ يقولُ : الحمدُ للهِ الَّذي لم يخلُقْ الخلقَ عبثْ لم يُخلِنا حينًا سُدًى من بعد عيسَى واكترثْ أرسل فينا محمَّدًا خيرَ نبيٍّ قد بُعِث صلَّى عليه اللهُ ما حجَّ له ركْبٌّ وحَثْ قال فذُهِلتُ عن البعيرِ وألبسني السُّرورُ ولاح الصَّباحُ واتَّسع الإيضاحُ فتركتُ الموْرَ وأخذتُ الجبلَ فإذا أنا بالعتيقِ يُشقشِقُ إلى النُّوقِ فأخذتُ بخطامِه وعلوتُ سِنامَه فمرح طاعةً وهززتُه ساعةً حتَّى إذا لغَب وذلَّ منه ما صعُب وحَمِيت الوسادةُ وبرَدت المزادةُ فإذا الزَّادُ قد هشَّ له الفؤادُ برَّكتُه فبرِك وأذِنتُ له فترك في روضةٍ خضِرةٍ نضِرةٍ عطِرةٍ ذاتِ حوذانٍ وقُربانٍ وعُنقرانٍ وعَبَيْثرانِ زاد إسماعيلُ نعنعٌ وشيحٌ وقالا وحَلْيٌ وأقاحٌ وجثْجاثٌ وبِرارٌ وشقائقُ وبُهارٌ كأنَّما قد مات الجوُّ بها مطيرًا أو باكرها المُزنُ بُكورًا فخلا لها شجرٌ وقرارُها نهرٌ فجعل يرتعُ أبًّا وأصِيدُ ضبًّا حتَّى إذا أكل وأكلتُ ونهلتُ ونهل وعلَلتُ وعلَّ وحَللتُ عَقالَه وعلوتُ جلالَه وأوسعتُ مجالَه فاغتنم الحملةَ ومرَّ كالنَّبلةِ يسبِقُ الرِّيحَ ويقطعُ عرضَ الفسيحِ حتَّى أشرف بي على وادٍ وشجرٍ من شجرِ عادٍ مُورِقةٌ مُونِقةٌ قد تهدَّل أغصانُها كأنَّها بريرُها حبُّ فُلفُلٍ فدنوْتُ فإذا أنا بقَسِّ بنِ ساعدةَ في ظلِّ شجرةٍ بيدِه قضيبٌ من أراكٍ ينكُتُ به الأرضَ وهو يترنَّمُ ويُشعِرُ زاد البيهقيُّ وأبو صالحٍ وهو يقولُ يا ناعيَ الموتِ والملْحودَ في جدَثٍ علِّمْهم من بقايا بَزِّهم خرَقُ دَعْهم فإنَّ لهم يومًا يُصاحُ لهم فهم إذا انتبهوا من يومِهم فِرَقُ حتَّى يعودوا بحالٍ غيرِ حالِهم خلقًا جديدًا كما من قبلِه خُلِقوا منهم عراةٌ ومنهم في ثيابِهم منها الجديدُ ومنها المنهجُ الخَلِقُ، قال فدنوْتُ منه فسلَّمتُ عليه فردَّ عليَّ السَّلامَ وإذا أنا بعينِ خرَّارةٍ في الأرضِ خوَّارةٍ ومسجدٍ بين قبرَيْن وأسدَيْن عظيمَيْن يلوذان به ويتمسَّحان بأبوابِه وإذا أحدُهما سبق الآخرَ إلى الماءِ فتبِعه الآخرُ يطلبُ الماءَ فضربه بالقضيبِ الَّذي في يدِه وقال ارجَعْ ثكِلتك أمُّك حتَّى يشربَ الَّذي ورد قبلك على الماءِ قال فرجع ثمَّ ورد بعده فقلتُ له ما هذان القبران فقال هذان قبرا أخوَيْن لي كانا يعبدان اللهَ تبارك وتعالَى في هذا المكانِ لا يُشرِكان باللهِ تبارك وتعالَى شيئًا فأدركهما الموتُ فقبرتُهما وها أنا بين قبرَيْهما حقٌّ ألحقُ بهما ثمَّ نظر إليهما فتغرغرت عيناه بالدُّموعِ وانكبَّ عليهما وجعل يقولُ : ألم تريا أنِّي بسَمْعان مُفرَدُ وما لي فيها من خليلٍ سواكما خليليَّ هُبَّا طال ما قد رقدتما أجدُكما لا تقضيان كراكما ألم تريا أنِّي بشَمعانَ مُفرَدُ وما لي فيها من خليلٍ سواكما مقيمٌ على قبرَيْكما لستُ بارحًا طُوالَ اللَّيالي أو يُجيبُ صداكما أبكيكُما طُولَ الحياةِ وما الَّذي يردُّ على ذي عولةٍ إن بكاكما كأنَّكما والموتَ أقربُ غائبٍ بروحي في قبرَيْكما قد أتاكما أمن طُولِ نومٍ لا تُجيبان داعيًا كأنَّ الَّذي يَسقي العقارَ سقاكما فلو جُعِلت نفسٌ لنفسٍ وِقايةً لجُدتُ بنفسي أن تكونَ فِداكما فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رحِمُ اللهُ قَسًّا إنِّي أرجو أن يبعثَه اللهُ عزَّ وجلَّ أمَّةً وحدَه
خلاصة حكم المحدث : غريب
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : ابن عساكر | المصدر : تاريخ دمشق
الصفحة أو الرقم : 3/428 التخريج : أخرجه البيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/105)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (3/428) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بعثته للناس كافة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - صفة النبي وأمته في كتب أهل الكتاب فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - فضل نسب النبي مناقب وفضائل - فضائل القبائل مناقب وفضائل - قس بن ساعدة الإيادي
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث