الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أنَّه ركِب خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غلامُ، إنِّي مُعلِّمُكَ كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْكَ ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَكَ ، وإذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِنْ باللهِ، واعلَمْ أنَّ الأمةَ لو اجتَمعوا على أنْ ينفَعوكَ، لم ينفَعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتَبه اللهُ لكَ، ولو اجتَمعوا على أنْ يضرُّوكَ، لم يضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتَبه اللهُ عليكَ، رُفِعتِ الأقلامُ، وجفَّتِ الصُّحُفُ.

2 - أنَّ المَلَأَ مِن قُريشٍ اجتَمَعوا في الحِجرِ، فتعاهَدوا باللَّاتِ، والعُزَّى، ومناةِ الثَّالِثةِ الأُخرى: لو قد رأَينا محمدًا، قمنا إليه قيامَ رَجُلٍ واحِدٍ، فلَم نُفارِقْه حتى نَقتُلَه. قال: فأقبَلَت فاطِمَةُ تَبكي حتى دخَلَت على أَبيها، فقالت: هؤلاء المَلَأُ مِن قَومِك في الحِجْرِ، قد تعاهَدوا أنْ لو قد رأَوْك قاموا إليك فقتَلوك، فليس منهم رَجُلٌ إلَّا قد عرَفَ نَصيبَه مِن دَمِكَ، قال: يا بُنَيَّةُ أَدني وَضوءًا. فتوضَّأَ، ثم دخَلَ عليهم المَسجِدَ، فلمَّا رأَوْه قالوا: هو هذا، هو هذا. فخفَضوا أَبصارَهم، وعُقِروا في مَجالِسِهم، فلم يَرفَعوا إليه أَبصارَهم، ولم يَقُمْ منهم رَجُلٌ، فأقبَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى قام على رُؤوسِهم، فأخَذَ قَبضةً مِن تُرابٍ، فحصَبَهم بها، وقال: شاهَتِ الوُجوه. قال: فما أصابَت رَجُلًا منهم حَصاةٌ إلَّا قُتِلَ يَومَ بَدرٍ كافِرًا.

3 - إنَّ المَلَأَ من قُرَيشٍ اجتمَعوا في الحِجْرِ، فتعاقَدوا باللَّاتِ، والعُزَّى، ومَناةَ الثالثةِ الأخرى، ونائِلةَ، وإسافٍ: لو قد رَأَيْنا محمدًا لقد قُمْنا إليه قيامَ رجُلٍ واحدٍ فلم نُفارِقْه حتى نقتُلَه، فأقبلَتِ ابنَتُه فاطمةُ تبكي؛ حتى دخَلتْ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: هؤلاءِ المَلَأُ من قُرَيشٍ قد تعاقَدوا عليكَ: لو قد رَأَوْكَ لقد قاموا إليكَ، فقتلوكَ، فليس منهم رجُلٌ إلَّا قد عرَف نصيبَه من دَمِكَ، فقال: يا بُنَيَّةُ أرينِي وَضوءًا، فتوضَّأ، ثمَّ دخَل عليهم المسجدَ، فلمَّا رَأَوْه قالوا: ها هو ذا، وخفَضوا أبصارَهم، وسقَطَتْ أذقانُهم في صُدورِهم، وعَقِروا في مَجالسِهم فلم يرفَعوا إليه بصَرًا، ولم يقُمْ إليه منهم رجُلٌ، فأقبَلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتى قامَ على رُؤوسِهم، فأخَذ قَبْضةً من التُّرابِ، فقال: شاهَتِ الوُجوهُ، ثمَّ حصَبَهم بها، فما أصابَ رجُلًا منهم من ذلكَ الحَصَى حَصاةٌ إلَّا قُتِلَ يومَ بَدرٍ كافرًا.

4 - لمَّا مرِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَضَه الَّذي مات فيه، كان في بَيتِ عائِشةَ، فقال: ادعوا لي عليًّا. قالت عائِشةُ: نَدعو لك أبا بكرٍ؟ قال: ادعوه. قالت حَفصةُ: يا رسولَ اللهِ، نَدعو لك عُمَرَ؟ قال: ادعوه. قالت أُمُّ الفَضلِ: يا رسولَ اللهِ، نَدعو لك العبَّاسَ؟ قال: ادعوه. فلمَّا اجتَمَعوا رفَعَ رَأْسَه، فلم يَرَ عليًّا، فسكَتَ، فقال عُمَرُ: قوموا عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فجاءَ بِلالٌ يُؤْذِنُه بالصَّلاةِ، فقال: مُروا أبا بكرٍ يُصَلِّي بالنَّاسِ. فقالت عائِشةُ: إنَّ أبا بكرٍ رَجُلٌ حَصِرٌ، ومتى ما لا يَراكَ النَّاسُ يَبكون، فلو أمَرتَ عُمَرَ يُصَلِّي بالنَّاسِ، فخرَجَ أبو بكرٍ فصلَّى بالنَّاسِ. ووجَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن نَفْسِه خِفَّةً، فخرَجَ يُهادى بيْنَ رَجُلَيْنِ، ورِجلاه تَخُطَّانِ في الأَرضِ ، فلمَّا رآه النَّاسُ، سَبَّحوا أبا بكرٍ، فذهَبَ يتأَخَّرُ، فأومَأَ إليه: أي مَكانَكَ، فجاء النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى جلَسَ، قال: وقام أبو بَكرٍ عن يَمينِه، وكان أبو بَكرٍ يَأتَمُّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والنَّاسُ يَأتَمُّون بأبي بكرٍ، قال ابنُ عبَّاسٍ: وأخَذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن القِراءَةِ مِن حيث بلَغَ أبو بكرٍ، وماتَ في مَرَضِه ذاك عليه السَّلامُ، وقال وَكيعٌ مَرَّةً: فكان أبو بكرٍ يَأتَمُّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والنَّاسُ يَأتَمُّون بأبي بَكرٍ.

5 - كُنَّا عندَ أَنَسِ بنِ مالِكٍ، فكتَبَ كتابًا بين أهلِه، فقال: اشهَدوا يا مَعشَرَ القُرَّاءِ، قال ثابتٌ: فكأنِّي كرِهْتُ ذلك، فقُلتُ: يا أبا حَمْزةَ: لو سمَّيْتَهم بأسمائِهم، قال: وما بأسُ ذلك أنْ أقولَ لكم: قُرَّاءٌ، أفلا أُحدِّثُكم عن إخوانِكمُ الذين كُنَّا نُسمِّيهم على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرَّاءَ، فذكَرَ أنَّهم كانوا سَبعينَ، فكانوا إذا جنَّهمُ الليلُ ، انطَلَقوا إلى مَعْلَمٍ لهم بالمدينةِ، فيَدرُسونَ فيه القُرآنَ حتى يُصبِحوا، فإذا أصبَحوا، فمَن كانت له قوَّةٌ استَعذَب منَ الماءِ، وأَصابَ منَ الحَطَبِ، ومَن كانت عنده سَعةٌ اجتَمَعوا، فاشتَرَوُا الشَّاةَ، فأَصلَحوها، فيُصبِحُ ذلك مُعلَّقًا بحُجَرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا أُصيبَ خُبَيبٌ، بعَثَهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَتَوْا على حيٍّ من بَني سُلَيمٍ، وفيهم خالي حَرامٌ، فقال حَرامٌ لأَميرِهم: دَعْني فلْأُخبِرْ هؤلاء أنَّا لسْنا إيَّاهم نُريدُ، حتى يُخْلوا وجْهَنا، -وقال عَفَّانُ: فيُخْلونَ وجْهَنا- فقال لهم حَرامٌ: إنَّا لسْنا إيَّاكم نُريدُ، فاستَقبَلَه رجُلٌ بالرُّمحِ، فأنفَذَه منه، فلمَّا وجَدَ الرُّمحَ في جوْفِه قال: اللهُ أكبرُ، فُزْتُ وربِّ الكَعبةِ، قال: فانطَوَوْا عليهم فما بقِيَ منهم أَحَدٌ، فقال أَنَسٌ: فما رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَدَ على شيءٍ قَطُّ وَجْدَه عليهم، فلقد رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلمَّا صلَّى الغَداةَ رفَعَ يدَيْه فدَعا عليهم، فلمَّا كان بعدَ ذلك، إذا أبو طَلْحةَ يقولُ لي: هل لكَ في قاتلِ حَرامٍ؟ قال: قُلتُ له: ما له فعَلَ اللهِ به وفعَلَ، قال: مَهلًا، فإنَّه قد أَسلَمَ، وقال عَفَّانُ: رفَعَ يَدَه يَدْعو عليهم، وقال أبو النَّضْرِ: رفَعَ يدَيْه.

6 - لمَّا أعْطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أعْطى من تلك العَطايا في قُرَيشٍ وقَبائِلِ العَرَبِ، ولم يكُنْ في الأنْصارِ منها شَيءٌ، وَجَدَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ في أنْفُسِهم؛ حتى كَثُرَت فيهم القالةُ ؛ حتى قال قائِلُهم: لَقِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَومَه، فدَخَلَ عليه سعدُ بنُ عُبادةَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا الحَيَّ قد وَجَدوا عليكَ في أنْفُسِهم؛ لِمَا صَنَعتَ في هذا الفَيءِ الَّذي أَصَبتَ؛ قَسَمتَ في قَومِك، وأعْطَيتَ عَطايا عِظامًا في قَبائِلِ العَرَبِ، ولم يَكُ في هذا الحَيِّ من الأنْصارِ شَيءٌ، قال: فأين أنتَ من ذلك يا سَعدُ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، ما أنا إلَّا امرُؤٌ من قَومي، وما أنا؟! قال: فاجْمَعْ لي قَومَك في هذه الحَظيرةِ، قال: فخَرَجَ سَعدٌ، فجَمَعَ الأنْصارَ في تلك الحَظيرةِ، قال: فجاءَ رِجالٌ من المُهاجِرينَ، فتَرَكَهم فدَخَلوا، وجاءَ آخَرون، فرَدَّهم، فلمَّا اجتَمَعوا أتاهُ سَعدٌ، فقال: قد اجتَمَعَ لكَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ، قال: فأَتاهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَمِدَ اللهَ وأثْنى عليه بالَّذي هو له أهْلٌ، ثُمَّ قال: يا مَعشَرَ الأنْصارِ، ما قالَةٌ بَلَغَتْني عنكم، وجِدَةٌ وَجَدتُموها في أنْفُسِكم؟! أَلَمْ آتِكم ضُلَّالًا فهَداكمُ اللهُ؟ وعالةً فأغْناكمُ اللهُ؟ وأعداءً فألَّفَ اللهُ بيْنَ قُلوبِكم؟ قالوا: بَلِ اللهُ ورسولُه أمَنُّ وأفضَلُ، قال: ألَا تُجيبونَني، يا مَعشَرَ الأنْصارِ؟ قالوا: وبماذا نُجيبُكَ يا رسولَ اللهِ؟ وللهِ ولرسولِه المَنُّ والفَضْلُ، قال: أمَا واللهِ لو شِئتُم لَقُلتُم، فلَصَدَقتُم وصُدِّقتُم، أَتَيتَنا مُكذَّبًا فصَدَّقْناك، ومَخذولًا فنَصَرْناك، وطَريدًا فآوَيْناك، وعائِلًا فآسَيْناك ، أوَجَدتُم في أنْفُسِكم يا مَعشَرَ الأنْصارِ، في لُعاعةٍ من الدُّنيا، تَألَّفتُ بها قَومًا لِيُسلِموا، ووَكَلتُكم إلى إسْلامِكم، أفَلا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنْصارِ، أنْ يَذهَبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبَعيرِ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ في رِحالِكم؟ فوالَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه، لولا الهِجْرةُ لَكُنتُ امرَأً من الأنْصارِ، ولو سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وسَلَكَتِ الأنْصارُ شِعْبًا، لَسَلَكتُ شِعْبَ الأنْصارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأنْصارَ، وأبْناءَ الأنْصارِ، وأبْناءَ أبْناءِ الأنْصارِ! قال: فبَكى القَومُ، حتى أخْضَلوا لِحاهُم، وقالوا: رَضِينا برسولِ اللهِ قَسْمًا وحَظًّا، ثُمَّ انصَرَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَفَرَّقوا.
 

1 - أنَّه ركِب خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا، فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا غلامُ، إنِّي مُعلِّمُكَ كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْكَ ، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَكَ ، وإذا سألتَ فاسألِ اللهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِنْ باللهِ، واعلَمْ أنَّ الأمةَ لو اجتَمعوا على أنْ ينفَعوكَ، لم ينفَعوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتَبه اللهُ لكَ، ولو اجتَمعوا على أنْ يضرُّوكَ، لم يضرُّوكَ إلَّا بشيءٍ قد كتَبه اللهُ عليكَ، رُفِعتِ الأقلامُ، وجفَّتِ الصُّحُفُ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده قوي
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 2669 التخريج : أخرجه الترمذي (2516) باختلاف يسير، وأحمد (2669) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: إيمان - الأعمال التي من الإيمان آداب المجلس - الركوب على الدابة رقائق وزهد - حفظ الجوارح قدر - وقوع قدر الله وقضائه
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 -  رَأيتُ النَّاسَ اجتَمَعوا، فقامَ أبو بَكرٍ فنَزَعَ ذَنوبًا أو ذَنوبَيْنِ ، وفي نَزعِهِ ضَعفٌ واللهُ يَغفِرُ له، ثُمَّ قامَ ابنُ الخَطَّابِ فاستَحالَتْ غَربًا، فما رَأيتُ عَبقَريًّا من النَّاسِ يَفري فَريَّه حتى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 5817 التخريج : أخرجه البخاري (3634)، ومسلم (2393)، والترمذي (2289)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (7636)، وأحمد (5817) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: رؤيا - النزع من البئر في المنام رؤيا - رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق مناقب وفضائل - عمر بن الخطاب رؤيا - رؤيا الأنبياء وتحقق رؤاهم
| شرح حديث مشابه

3 - أنَّ المَلَأَ مِن قُريشٍ اجتَمَعوا في الحِجرِ، فتعاهَدوا باللَّاتِ، والعُزَّى، ومناةِ الثَّالِثةِ الأُخرى: لو قد رأَينا محمدًا، قمنا إليه قيامَ رَجُلٍ واحِدٍ، فلَم نُفارِقْه حتى نَقتُلَه. قال: فأقبَلَت فاطِمَةُ تَبكي حتى دخَلَت على أَبيها، فقالت: هؤلاء المَلَأُ مِن قَومِك في الحِجْرِ، قد تعاهَدوا أنْ لو قد رأَوْك قاموا إليك فقتَلوك، فليس منهم رَجُلٌ إلَّا قد عرَفَ نَصيبَه مِن دَمِكَ، قال: يا بُنَيَّةُ أَدني وَضوءًا. فتوضَّأَ، ثم دخَلَ عليهم المَسجِدَ، فلمَّا رأَوْه قالوا: هو هذا، هو هذا. فخفَضوا أَبصارَهم، وعُقِروا في مَجالِسِهم، فلم يَرفَعوا إليه أَبصارَهم، ولم يَقُمْ منهم رَجُلٌ، فأقبَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى قام على رُؤوسِهم، فأخَذَ قَبضةً مِن تُرابٍ، فحصَبَهم بها، وقال: شاهَتِ الوُجوه. قال: فما أصابَت رَجُلًا منهم حَصاةٌ إلَّا قُتِلَ يَومَ بَدرٍ كافِرًا.

4 - إنَّ المَلَأَ من قُرَيشٍ اجتمَعوا في الحِجْرِ، فتعاقَدوا باللَّاتِ، والعُزَّى، ومَناةَ الثالثةِ الأخرى، ونائِلةَ، وإسافٍ: لو قد رَأَيْنا محمدًا لقد قُمْنا إليه قيامَ رجُلٍ واحدٍ فلم نُفارِقْه حتى نقتُلَه، فأقبلَتِ ابنَتُه فاطمةُ تبكي؛ حتى دخَلتْ على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: هؤلاءِ المَلَأُ من قُرَيشٍ قد تعاقَدوا عليكَ: لو قد رَأَوْكَ لقد قاموا إليكَ، فقتلوكَ، فليس منهم رجُلٌ إلَّا قد عرَف نصيبَه من دَمِكَ، فقال: يا بُنَيَّةُ أرينِي وَضوءًا، فتوضَّأ، ثمَّ دخَل عليهم المسجدَ، فلمَّا رَأَوْه قالوا: ها هو ذا، وخفَضوا أبصارَهم، وسقَطَتْ أذقانُهم في صُدورِهم، وعَقِروا في مَجالسِهم فلم يرفَعوا إليه بصَرًا، ولم يقُمْ إليه منهم رجُلٌ، فأقبَلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتى قامَ على رُؤوسِهم، فأخَذ قَبْضةً من التُّرابِ، فقال: شاهَتِ الوُجوهُ، ثمَّ حصَبَهم بها، فما أصابَ رجُلًا منهم من ذلكَ الحَصَى حَصاةٌ إلَّا قُتِلَ يومَ بَدرٍ كافرًا.

5 - لمَّا مرِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَرَضَه الَّذي مات فيه، كان في بَيتِ عائِشةَ، فقال: ادعوا لي عليًّا. قالت عائِشةُ: نَدعو لك أبا بكرٍ؟ قال: ادعوه. قالت حَفصةُ: يا رسولَ اللهِ، نَدعو لك عُمَرَ؟ قال: ادعوه. قالت أُمُّ الفَضلِ: يا رسولَ اللهِ، نَدعو لك العبَّاسَ؟ قال: ادعوه. فلمَّا اجتَمَعوا رفَعَ رَأْسَه، فلم يَرَ عليًّا، فسكَتَ، فقال عُمَرُ: قوموا عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فجاءَ بِلالٌ يُؤْذِنُه بالصَّلاةِ، فقال: مُروا أبا بكرٍ يُصَلِّي بالنَّاسِ. فقالت عائِشةُ: إنَّ أبا بكرٍ رَجُلٌ حَصِرٌ، ومتى ما لا يَراكَ النَّاسُ يَبكون، فلو أمَرتَ عُمَرَ يُصَلِّي بالنَّاسِ، فخرَجَ أبو بكرٍ فصلَّى بالنَّاسِ. ووجَدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن نَفْسِه خِفَّةً، فخرَجَ يُهادى بيْنَ رَجُلَيْنِ، ورِجلاه تَخُطَّانِ في الأَرضِ ، فلمَّا رآه النَّاسُ، سَبَّحوا أبا بكرٍ، فذهَبَ يتأَخَّرُ، فأومَأَ إليه: أي مَكانَكَ، فجاء النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى جلَسَ، قال: وقام أبو بَكرٍ عن يَمينِه، وكان أبو بَكرٍ يَأتَمُّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والنَّاسُ يَأتَمُّون بأبي بكرٍ، قال ابنُ عبَّاسٍ: وأخَذَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن القِراءَةِ مِن حيث بلَغَ أبو بكرٍ، وماتَ في مَرَضِه ذاك عليه السَّلامُ، وقال وَكيعٌ مَرَّةً: فكان أبو بكرٍ يَأتَمُّ بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، والنَّاسُ يَأتَمُّون بأبي بَكرٍ.

6 - كُنَّا عندَ أَنَسِ بنِ مالِكٍ، فكتَبَ كتابًا بين أهلِه، فقال: اشهَدوا يا مَعشَرَ القُرَّاءِ، قال ثابتٌ: فكأنِّي كرِهْتُ ذلك، فقُلتُ: يا أبا حَمْزةَ: لو سمَّيْتَهم بأسمائِهم، قال: وما بأسُ ذلك أنْ أقولَ لكم: قُرَّاءٌ، أفلا أُحدِّثُكم عن إخوانِكمُ الذين كُنَّا نُسمِّيهم على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ القُرَّاءَ، فذكَرَ أنَّهم كانوا سَبعينَ، فكانوا إذا جنَّهمُ الليلُ ، انطَلَقوا إلى مَعْلَمٍ لهم بالمدينةِ، فيَدرُسونَ فيه القُرآنَ حتى يُصبِحوا، فإذا أصبَحوا، فمَن كانت له قوَّةٌ استَعذَب منَ الماءِ، وأَصابَ منَ الحَطَبِ، ومَن كانت عنده سَعةٌ اجتَمَعوا، فاشتَرَوُا الشَّاةَ، فأَصلَحوها، فيُصبِحُ ذلك مُعلَّقًا بحُجَرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا أُصيبَ خُبَيبٌ، بعَثَهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأَتَوْا على حيٍّ من بَني سُلَيمٍ، وفيهم خالي حَرامٌ، فقال حَرامٌ لأَميرِهم: دَعْني فلْأُخبِرْ هؤلاء أنَّا لسْنا إيَّاهم نُريدُ، حتى يُخْلوا وجْهَنا، -وقال عَفَّانُ: فيُخْلونَ وجْهَنا- فقال لهم حَرامٌ: إنَّا لسْنا إيَّاكم نُريدُ، فاستَقبَلَه رجُلٌ بالرُّمحِ، فأنفَذَه منه، فلمَّا وجَدَ الرُّمحَ في جوْفِه قال: اللهُ أكبرُ، فُزْتُ وربِّ الكَعبةِ، قال: فانطَوَوْا عليهم فما بقِيَ منهم أَحَدٌ، فقال أَنَسٌ: فما رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وجَدَ على شيءٍ قَطُّ وَجْدَه عليهم، فلقد رأيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كلمَّا صلَّى الغَداةَ رفَعَ يدَيْه فدَعا عليهم، فلمَّا كان بعدَ ذلك، إذا أبو طَلْحةَ يقولُ لي: هل لكَ في قاتلِ حَرامٍ؟ قال: قُلتُ له: ما له فعَلَ اللهِ به وفعَلَ، قال: مَهلًا، فإنَّه قد أَسلَمَ، وقال عَفَّانُ: رفَعَ يَدَه يَدْعو عليهم، وقال أبو النَّضْرِ: رفَعَ يدَيْه.
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط مسلم
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 12402 التخريج : أخرجه البخاري (4092)، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (8297) بنحوه مختصراً، وأحمد (12402) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: قرآن - تعلم القرآن وتعليمه قرآن - فضل القرآن على سائر الكلام مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جنائز وموت - فضل موت الشهادة مناقب وفضائل - القراء
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

7 - لمَّا أعْطى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أعْطى من تلك العَطايا في قُرَيشٍ وقَبائِلِ العَرَبِ، ولم يكُنْ في الأنْصارِ منها شَيءٌ، وَجَدَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ في أنْفُسِهم؛ حتى كَثُرَت فيهم القالةُ ؛ حتى قال قائِلُهم: لَقِيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَومَه، فدَخَلَ عليه سعدُ بنُ عُبادةَ، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ هذا الحَيَّ قد وَجَدوا عليكَ في أنْفُسِهم؛ لِمَا صَنَعتَ في هذا الفَيءِ الَّذي أَصَبتَ؛ قَسَمتَ في قَومِك، وأعْطَيتَ عَطايا عِظامًا في قَبائِلِ العَرَبِ، ولم يَكُ في هذا الحَيِّ من الأنْصارِ شَيءٌ، قال: فأين أنتَ من ذلك يا سَعدُ؟ قال: يا رسولَ اللهِ، ما أنا إلَّا امرُؤٌ من قَومي، وما أنا؟! قال: فاجْمَعْ لي قَومَك في هذه الحَظيرةِ، قال: فخَرَجَ سَعدٌ، فجَمَعَ الأنْصارَ في تلك الحَظيرةِ، قال: فجاءَ رِجالٌ من المُهاجِرينَ، فتَرَكَهم فدَخَلوا، وجاءَ آخَرون، فرَدَّهم، فلمَّا اجتَمَعوا أتاهُ سَعدٌ، فقال: قد اجتَمَعَ لكَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ، قال: فأَتاهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَمِدَ اللهَ وأثْنى عليه بالَّذي هو له أهْلٌ، ثُمَّ قال: يا مَعشَرَ الأنْصارِ، ما قالَةٌ بَلَغَتْني عنكم، وجِدَةٌ وَجَدتُموها في أنْفُسِكم؟! أَلَمْ آتِكم ضُلَّالًا فهَداكمُ اللهُ؟ وعالةً فأغْناكمُ اللهُ؟ وأعداءً فألَّفَ اللهُ بيْنَ قُلوبِكم؟ قالوا: بَلِ اللهُ ورسولُه أمَنُّ وأفضَلُ، قال: ألَا تُجيبونَني، يا مَعشَرَ الأنْصارِ؟ قالوا: وبماذا نُجيبُكَ يا رسولَ اللهِ؟ وللهِ ولرسولِه المَنُّ والفَضْلُ، قال: أمَا واللهِ لو شِئتُم لَقُلتُم، فلَصَدَقتُم وصُدِّقتُم، أَتَيتَنا مُكذَّبًا فصَدَّقْناك، ومَخذولًا فنَصَرْناك، وطَريدًا فآوَيْناك، وعائِلًا فآسَيْناك ، أوَجَدتُم في أنْفُسِكم يا مَعشَرَ الأنْصارِ، في لُعاعةٍ من الدُّنيا، تَألَّفتُ بها قَومًا لِيُسلِموا، ووَكَلتُكم إلى إسْلامِكم، أفَلا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنْصارِ، أنْ يَذهَبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبَعيرِ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ في رِحالِكم؟ فوالَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه، لولا الهِجْرةُ لَكُنتُ امرَأً من الأنْصارِ، ولو سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وسَلَكَتِ الأنْصارُ شِعْبًا، لَسَلَكتُ شِعْبَ الأنْصارِ، اللَّهُمَّ ارْحَمِ الأنْصارَ، وأبْناءَ الأنْصارِ، وأبْناءَ أبْناءِ الأنْصارِ! قال: فبَكى القَومُ، حتى أخْضَلوا لِحاهُم، وقالوا: رَضِينا برسولِ اللهِ قَسْمًا وحَظًّا، ثُمَّ انصَرَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَفَرَّقوا.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 11730 التخريج : أخرجه أحمد (11730) واللفظ له، وابن أبي شيبة (33018)، وأبو يعلى (1092)
التصنيف الموضوعي: غنائم - الغنائم وتقسيمها مناقب وفضائل - حب الأنصار مناقب وفضائل - فضائل الأنصار جهاد - الغنائم وأحكامها غنائم - إعطاء المؤلفة قلوبهم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - قال: قُلْتُ له: ما أكثرُ ما رأَيْتَ قُرَيشًا أصابَتْ مِن رسولِ اللهِ، فيما كانتْ تُظهِرُ مِن عداوتِه؟ قال: حضَرْتُهم وقد اجتمَعَ أشرافُهم يومًا في الحِجرِ، فذكَروا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: ما رأَيْنا مِثلَ ما صبَرْنا عليه مِن هذا الرَّجُلِ قَطُّ، سفَّهَ أحلامَنا، وشتَمَ آباءَنا، وعاب دينَنا، وفرَّقَ جماعتَنا، وسبَّ آلهتَنا، لقد صبَرْنا منه على أمْرٍ عظيمٍ، أو كما قالوا: قال: فبينما هم كذلك، إذ طلَعَ عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأقبَلَ يمشي، حتى استلَمَ الرُّكنَ، ثُمَّ مَرَّ بهم طائفًا بالبَيتِ، فلمَّا أنْ مَرَّ بهم غمَزوه ببعضِ ما يقولُ، قال: فعرَفْتُ ذلك في وَجهِه، ثُمَّ مَضى، فلمَّا مَرَّ بهم الثَّانيةَ، غمَزوه بِمثلِها، فعرَفْتُ ذلك في وَجهِه، ثُمَّ مَضى، ثُمَّ مَرَّ بهم الثَّالثةَ، فغمَزوه بمِثلِها، فقال: تسمَعون يا مَعشرَ قُرَيشٍ، أما والذي نفْسُ محمَّدٍ بيدِه، لقد جِئْتُكم بالذَّبحِ، فأخَذَتِ القَومَ كلمتُه، حتى ما منهم رَجُلٌ إلَّا كأنَّما على رأسِه طائرٌ واقعٌ، حتى إنَّ أشدَّهم فيه وَصاةً قبلَ ذلك لَيَرفَؤه بأحسنِ ما يجِدُ مِن القَولِ، حتى إنَّه لَيقولُ: انصرِفْ يا أبا القاسمِ، انصرِفْ راشدًا، فواللهِ ما كنتَ جهولًا، قال: فانصرَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتى إذا كان الغدُ، اجتمَعوا في الحِجرِ وأنا معهم، فقال بعضُهم لبعضٍ: ذكَرتُم ما بلَغَ منكم وما بلَغَكم عنه، حتى إذا بادَأَكم بما تكرَهون ترَكْتُموه، فبينما هم في ذلك، إذ طلَعَ عليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فوَثَبوا إليه وَثبةَ رَجُلٍ واحدٍ، فأَحاطوا به، يقولونَ له: أنتَ الذي تقولُ كذا وكذا؟ لما كان يبلُغُهم عنه مِن عَيبِ آلهتِهم ودينِهم، قال: فيقولُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نعمْ، أنا الذي أقولُ ذلك، قال: فلقد رأَيْتُ رَجُلًا منهم أخَذَ بمَجمعِ رِدائِه، قال: وقام أبو بِكرٍ الصِّدِّيقُ رَضيَ اللهُ تعالى عنه دونه، يقولُ وهو يَبكي: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر: 28]؟! ثُمَّ انصرَفوا عنه؛ فإنَّ ذلك لَأشَدُّ ما رَأَيتُ قُرَيشًا بلَغَتْ منه قَطُّ.
خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم : 7036 التخريج : أخرجه البخاري (3678) بنحوه مختصراً، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (11462) مختصراً، وأحمد (7036) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أيمان - كيف كانت يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم أيمان - لفظ اليمين وما يحلف به حج - استلام الحجر الأسود وتقبيله فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - حلمه صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - ما صبر عليه النبي صلى الله عليه وسلم في الله عز وجل