الموسوعة الحديثية

نتائج البحث
no-result لا توجد نتائج

1 - عنْ عَبْدِ اللهِ بنِ فَيْروزَ الدَّيْلَميِّ قالَ: دَخَلْتُ على عبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصي وهو في حائطٍ لهُ بالطَّائفِ، يُقالُ لهُ: الوَهْطُ، وهو مُخاصِرٌ فَتًى من قُرَيْشٍ، وذلك الفَتَى يُزَنُّ بِشُربِ الخَمْرِ، فقُلتُ لعبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو: خِصالٌ تَبْلُغُني عنكَ تُحَدِّثُ بها عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ شَرْبَةً لَمْ تُقْبَلْ تَوْبَتُهُ أربعينَ صباحًا». فاخْتلجَ الفَتى يَدَهُ مِن يدِ عبدِ اللهِ، ثُمَّ وَلَّى. «فإنَّ الشَّقيَّ مَنْ شَقيَ في بَطْنِ أُمِّهِ ، وأَنَّه مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ بِبيتِ المَقْدِسِ خَرَجَ مِن خَطيئتِهِ كيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ». فقالَ عبدُ اللهِ بنُ عمرٍو: اللَّهُمَّ إنِّي لا أُحِلُّ لِأَحدٍ أنْ يقولَ عَلَيَّ ما لم أَقُلْ، إنِّي سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «مَنْ شَرِبَ الخَمْرَ شَرْبَةً لمْ تُقْبَلْ تَوْبتُهُ أربعينَ صباحًا، فإنْ تابَ تابَ اللهُ عليه ، فإنْ عادَ لمْ تُقْبلْ توبتُهُ أربعينَ صباحًا». فلا أدْري في الثَّالِثةِ أو في الرَّابِعةِ قالَ: «فَإنْ عادَ كان حَقًّا على اللهِ أنْ يَسْقيَهُ مِنْ رَدْغَةِ الخَبالِ يوْمَ القيامَةِ». قالَ: وسَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «إنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقَهُ في ظُلْمَةٍ، ثُمَّ أَلْقَى عليهم مِنْ نورِهِ، فمَنْ أَصابَهُ مِنْ ذلك النُّورِ يَوْمَئذٍ شَيءٌ فقدِ اهْتَدَى، ومَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ؛ فلِذلك أقولُ: جفَّ القَلَمُ على عِلْمِ اللهِ». وسَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: «إنَّ سُليمانَ بنَ داودَ سَأَلَ رَبَّهُ ثَلاثًا فَأَعْطاهُ اثْنَتَيْنِ، ونحنُ نَرْجو أنْ يكونَ قد أعطاهُ الثَّالِثةَ؛ سَأَلَهُ حُكْمًا يُصادِفُ حُكْمَهُ، فأَعْطاهُ إيَّاهُ، وسَأَلَهُ مُلْكًا لا ينبَغي لأَحَدٍ مِن بَعْدِهِ فأعطاهُ إيَّاهُ، وسأَلَهُ أَيُّما رَجُلٍ يخْرُجُ مِن بيتِهِ لا يُريدُ إلَّا الصَّلاةَ في هذا المَسْجدِ أنْ يَخْرُجَ مِن خَطيئَتِهِ كيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ، فنحنُ نرْجو أنْ يكونَ اللهُ قد أعطاهُ إيَّاهُ». قالَ الأَوْزاعيُّ: حدَّثَني رَبيعَةُ بنْ يَزيدَ بهذا الحَديثِ فيما بينَ المِقْسِلاطِ والجاصَعيرِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح ...، ولا أعلم له علة
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 83
التصنيف الموضوعي: توبة - الحض على التوبة قدر - جف القلم على علم الله أشربة - ما يحرم من الأشربة توبة - ما يقبل فيه التوبة وما لا يقبل علم - التثبت في الحديث

2 - أنشَدَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَعبُ بنُ زُهَيرٍ بانَتْ سُعادُ في مَسجِدِه بالمَدينةِ، فلمَّا بلَغَ قولَه: إنَّ الرَّسولَ لَسَيفٌ يُستَضاءُ به... وصارِمٌ مِن سُيوفِ اللهِ مَسْلولُ في فِتْيةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائلُهُم... ببَطنِ مكَّةَ لَمَّا أسْلَموا زُولُوا أشارَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكُمِّه إلى الحِلَقِ ليَسْمَعوا منه، قالَ: وقد كانَ بُجَيرُ بنُ زُهَيرٍ كتَبَ إلى أخيهِ كَعبِ بنِ زُهَيرِ بنِ أبي سُلْمى يُخوِّفُه ويَدْعوهُ إلى الإسْلامِ، وقالَ فيها أبْياتًا: مَن مُبلِغٌ كَعبًا فهل لكَ في الَّتي... تَلومُ عليها باطلًا وهي أحزَمُ إلى اللهِ لا العُزَّى ولا اللَّاتِ وَحدَه... فتَنْجو إذا كانَ النَّجاءُ وتَسلَمُ لدَى يومٍ لا يَنْجو وليسَ بمُفلِتٍ... منَ النَّارِ إلَّا طاهِرُ القَلبِ مُسلِمُ فدِينُ زُهَيرٍ وهو لا شَيءَ باطِلٌ... ودِينُ أبي سُلْمى عليَّ محرَّمُ

3 - قالَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «نادِ حَمْزةَ»، فكانَ أقرَبَهم إلى المُشْرِكينَ من صاحِبِ الجمَلِ الأحمَرِ، وماذا يَقولُ له، ثمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ يكُنْ في القَومِ أحَدٌ يأمُرُ بخَيرٍ فعسَى يَكونُ صاحِبَ الجمَلِ الأحمَرِ، فقالَ لي حَمْزةُ: هو عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، وهو يَنْهى عنِ القِتالِ، وهو يَقولُ: يا قَومُ، إنِّي أرَى قَومًا لا تَصِلونَ إليهم وفيكم خَيرٌ، يا قَومُ، اعْصِبوها اليَومَ بي، وقُولوا: جبُنَ عُتْبةُ بنُ رَبيعةَ، ولقدْ علِمْتُم أنِّي لسْتُ بأجْبَنِكم، فسمِعَ بذلك أبو جَهلٍ فقالَ: أنتَ تَقولُ هذا، لو غَيرُكَ قالَ قد مُلِئْتَ رُعبًا، فقالَ: إيَّايَ تَعني يا مُصفِّرَ اسْتِه ، قالَ: فبرَزَ عُتْبةُ، وأخُوه شَيْبةُ وابْنُه الوَليدُ فقالوا: مَن يُبارِزُ؟ فخرَجَ فِتْيةٌ منَ الأنْصارِ شَبَبةٌ ، فقالَ عُتْبةُ: لا نُريدُ هؤلاء، ولكنْ يُبارِزُنا من أعْمامِ بَني عَبدِ المُطَّلِبِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «قُمْ يا حَمْزةُ، قُمْ يا عُبَيدةُ، قُمْ يا عَليُّ»، فبرَزَ حَمْزةُ لعُتْبةَ، وعُبَيدةُ لشَيْبةَ، وعَليٌّ للوَليدِ، فقتَلَ حَمْزةُ عُتْبةَ، وقتَلَ عَليٌّ الوَليدَ، وقتَلَ عُبَيدةُ شَيْبةَ، وضرَبَ شَيْبةُ رِجلَ عُبَيدةَ فقَطَعَها فاستَنقَذَه حَمْزةُ وعَليٌّ حتَّى تُوفِّيَ بالصَّفْراءِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4951
التصنيف الموضوعي: جهاد - المبارزة جهاد - فضل الجهاد مغازي - غزوة بدر مناقب وفضائل - حمزة بن عبد المطلب مناقب وفضائل - علي بن أبي طالب

4 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ قالَ: لمَّا قُبِضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الأَنْصارِ: هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّهمُ اليَوْمَ كَثيرٌ. فقالَ: واعَجَبًا لكَ يا ابنَ عَبَّاسٍ! أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرونَ إليكَ وفي النَّاسِ مِنْ أَصْحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَنْ فيهم؟! قالَ: فَتَرَكْتُ ذاكَ، وأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ أَصْحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنْ كان يَبْلُغُني الحَديثُ عنِ الرَّجُلِ فآتي بابَهُ وهو قائلٌ فأتَوَسَّدُ رِدائي على بابِهِ تَسْفي الرِّيحُ عَلَيَّ مِنَ التُّرابِ فَيَخْرُجُ فَيَراني. فقالَ: يا ابْنَ عَمِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ما جاءَ بِكَ؟ هَلَّا أَرْسَلْتَ إلَيَّ فآتيَكَ؟ فأقولُ: لا، أَنا أَحَقُّ أَنْ آتيَكَ. قالَ: فَأَسْأَلُهُ عنِ الحَديثِ، فَعاشَ هذا الرَّجُلُ الأَنْصاريُّ حتَّى رآني وقدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلي يَسْأَلونَني، فيَقولُ: هذا الفَتَى كان أَعْقَلَ مِنِّي».

5 - عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما قالَ: لَمَّا ماتَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قلْتُ لرَجُلٍ مِنَ الأنْصارِ: هلُمَّ يا فُلانُ، فلْنَطلُبْ؛ فإنَّ أصْحابَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْياءٌ، قالَ: عَجبًا لكَ يا ابنَ عبَّاسٍ، تَرى النَّاسَ يَحْتاجونَ إليكَ وفي النَّاسِ مِن أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن فيهم؟ قالَ: فترَكْتُ ذاك وأقبَلْتُ أطلُبُ، إنْ كانَ الحَديثُ لَيَبلُغُني عنِ الرَّجلِ مِن أصْحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قد سَمِعَه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فآتيهِ فأجلِسُ ببابِه، فتَسْفِقُ الرِّيحُ على وَجْهي فيَخرُجُ إليَّ فيَقولُ: ابنَ عمِّ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما جاءَ بكَ؟ ما حاجَتُكَ؟ فأقولُ: حَديثٌ بلَغَني عنكَ تَرْويه عنْ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيَقولُ: ألَا أرسَلْتَ إليَّ؟ فأقولُ: أنا أحَقُّ أنْ آتيَكَ، قالَ: فبَقيَ ذلك الرَّجلُ حتَّى أنَّ النَّاسَ اجتَمَعوا عَلَيَّ، فقالَ: هذا الفَتى كانَ أعقَلَ منِّي.

6 - لَمَّا قدِمَ أبو الحَيْسَرِ أنَسُ بنُ رافِعٍ مكَّةَ، ومعَه فِتْيةٌ من بَني عبدِ الأشهَلِ، فيهم إياسُ بنُ مُعاذٍ يَلتَمِسونَ الحِلفَ من قُرَيشٍ على قَومِهم منَ الخَزرَجِ، فسمِعَ بهم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتَاهُم فجلَسَ إليهم، فقالَ: «هل لكم إلى خَيرٍ ممَّا جِئْتُم له؟» قالوا: وما ذاك؟ قالَ: «أنا رَسولُ اللهِ، بعَثَني اللهُ إلى العِبادِ أدْعوهُم إلى أنْ يَعبُدوا اللهَ ولا يُشْرِكوا به شَيئًا، وأنزَلَ عَليَّ الكِتابَ»، ثمَّ ذكَرَ لهمُ الإسْلامَ، وتَلا عليهمُ القُرآنَ، فقالَ إياسُ بنُ مُعاذٍ -وكانَ غُلامًا حدَثًا-: أيُّ قَومٍ هذا، واللهُ خَيرٌ ممَّا جِئْتُم له، قالَ: فيَأخُذُ أبو الحَيْسَرِ حَفْنةً منَ البَطْحاءِ ، فضرَبَ بها وَجهَ إياسِ بنِ مُعاذٍ، وقالَ: دَعْنا منكَ، فلَعَمْري لقد جِئْنا لغَيرِ هذا، فصمَتَ إياسٌ، فقامَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فانْصَرَفوا إلى المَدينةِ، فكانَتْ وَقْعةُ بُعاثَ بيْنَ الأوْسِ والخَزرَجِ، قالَ: ثمَّ لم يلبَثْ إياسُ بنُ مُعاذٍ أنْ هلَكَ، قالَ مَحْمودُ بنُ لَبيدٍ: "فأخْبَرَني مَن حضَرَه من قَوْمي عندَ مَوتِه أنَّهم لم يَزالوا يَسمَعونَه يُهلِّلُ اللهَ ويُكبِّرُه ويَحمَدُه ويُسبِّحُه حتَّى ماتَ، قالَ: فما كانوا يشُكُّونَ أنْ قد ماتَ مُسلِمًا، لقدْ كانَ استَشعَرَ الإسْلامَ حتَّى ذلك المجلِسِ حينَ سمِعَ من رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما سمِعَ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : محمود بن لبيد، أخو أبي عبدالله الأشهلي | المحدث : الحاكم | المصدر : المستدرك على الصحيحين
الصفحة أو الرقم : 4899
التصنيف الموضوعي: إسلام - فضل الإسلام إسلام - كيف بدأ الإسلام أدعية وأذكار - فضل التحميد والتسبيح والدعاء إسلام - واجبات المكلف بالإسلام إيمان - دعوة الكافر إلى الإسلام

7 - عنِ الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ بنِ عَبدِ الرَّحمَنِ بنِ كَعبِ بنِ زُهَيرِ بنِ أبي سُلْمى المُزَنيِّ، عنْ أبيهِ، عنْ جدِّه، قالَ: خرَجَ كَعبٌ وبُجَيرٌ ابْنا زُهَيرٍ حتَّى أتَيا أبرَقَ العزَّافِ، فقالَ بُجَيرٌ لكَعبٍ: اثبُتْ في عجَلِ هذا المكانِ حتَّى آتيَ هذا الرَّجلَ، يَعني رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأسمَعَ ما يَقولُ، فثبَتَ كَعبٌ وخرَجَ بُجَيرٌ، فجاءَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فعرَضَ عليه الإسْلامَ، فأسلَمَ، فبلَغَ ذلك كَعبًا، فقالَ: ألَا أبْلِغا عَنِّي بُجَيرًا رِسالةً... على أيِّ شَيءٍ وَيحَ غَيرِكَ دلَّكَا على خُلُقٍ لم تُلفِ أمًّا ولا أبًا... عليه ولم تُدرِكْ عليه أخًا لَكَا سَقَاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَوِيَّةٍ... وأنْهَلَكَ المَأْمونُ منها وعَلَّكَا فلمَّا بلغَتِ الأبْياتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أهدَرَ دمَه، فقالَ: مَن لَقِيَ كَعبًا فلْيَقتُلْه، فكتَبَ بذلك بُجَيرٌ إلى أخيه يَذكُرُ له أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أهدَرَ دمَه، ويقولُ له: النَّجاءَ وما أراكَ تَنفَلِتُ، ثمَّ كتَبَ إليه بعدَ ذلك: اعلَمْ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يَأْتيه أحَدٌ يَشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ إلَّا قبِلَ ذلك، وأسقَطَ ما كانَ قبلَ ذلك، فإذا جاءَكَ كِتابي هذا فأسلِمْ وأقبِلْ، فأسلَمَ كَعبٌ وقالَ القَصيدةَ الَّتي يَمدَحُ فيها رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ أقبَلَ حتَّى أناخَ راحِلَتَه ببابِ مَسجِدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ دخَلَ المَسجِدَ ورَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ معَ أصْحابِه مَكانَ المائدةِ منَ القَومِ مُتَحلِّقونَ معَه حَلْقةً دونَ حَلْقةٍ، يَلتفِتُ إلى هؤلاء مرَّةً، فيُحدِّثُهم، وإلى هؤلاء مرَّةً فيُحدِّثُهم، قالَ كَعبٌ: فأنَخْتُ راحِلَتي ببابِ المَسجِدِ، فعرَفْتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصِّفةِ، فتَخطَّيْتُ حتَّى جلَسْتُ إليه، فأسلَمْتُ، فقُلْتُ: أشهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ، وأنَّكَ رَسولُ اللهِ، الأمانَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: ومَن أنتَ؟ قُلْتُ: أنا كَعبُ بنُ زُهَيرٍ، قالَ: الَّذي تَقولُ، ثمَّ التَفَتَ إلى أبي بَكرٍ، فقالَ: كيف قالَ يا أبا بَكرٍ؟ فأنشَدَه أبو بَكرٍ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأمونُ منها وعلَّكَا قالَ: يا رَسولَ اللهِ، ما قُلْتُ هكذا، قالَ: وكيف قُلْتَ؟ قالَ: إنَّما قُلْتُ: سَقاكَ أبو بَكرٍ بكأْسٍ رَويَّةٍ... وأنْهلَكَ المأْمورُ منها وعلَّكَا فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مأمورٌ واللهِ ثمَّ أنشَدَه القَصيدةَ كلَّها حتَّى أتَى على آخِرِها وأمْلاها على الحجَّاجِ بنِ ذي الرُّقَيْبةِ حتَّى أتَى على آخِرِها، وهي هذه القَصيدةُ: بانَتْ سُعادٌ فَقَلْبي اليَومَ مَتْبولُ... مُتيَّمٌ عندَها لم يُفْدَ مَغْلولُ وما سَعادُ غَداةَ البَيْنِ إذْ رَحَلوا... إلَّا أغَنُّ غَضيضُ الطَّرفِ مَكْحولُ تَجْلو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابتسَمَتْ... كأنَّها مُنهَلٌ بالكأْسِ مَعْلولُ سحَّ السُّقاةُ عليه ماءَ مَحْنيةٍ... مِن ماءِ أبطَحَ أمْسَى وهو مَشْمولُ تَنْفي الرِّياحُ القَذى عنه وأفْرَطَه... مِن صَوبِ عاديةٍ بِيضٍ يَعالِيلُ سَقْيًا لَهَا خُلَّةٌ لَوْ أَنَّهَا صَدَقَتْ... مَوْعُودَهَا وَلَوْ أَنَّ النُّصْحَ مَقْبُولُ لَكِنَّهَا خُلَّةٌ قَدْ سِيطَ مِنْ دَمِهَا... فَجْعٌ وَوَلْعٌ وَإِخْلَافٌ وَتَبْدِيلُ فَمَا تَدُومُ عَلَى حَالٍ تَكُونُ بِهَا... كَمَا تَلَوَّنَ فِي أَثْوَابِهَا الغُولُ ولَا تَمَسَّكُ بِالوَصْلِ الَّذِي زَعَمَتْ... إلَّا كَمَا يُمْسِكُ المَاءَ الغَرَابِيلُ كَانَتْ مَوَاعِيدُ عُرْقُوبٍ لَهَا مَثَلًا... وَمَا مَوَاعِيدُهَا إلَّا الأَبَاطِيلُ فَلَا يَغُرَّنَّكَ مَا مَنَّتْ وَمَا وَعَدَتْ... إلَّا الأَمَانِيَّ وَالأَحْلَامَ تَضْلِيلُ أَمْسَتْ سُعَادُ بِأَرْضٍ مَا يُبَلِّغُهَا... إلَّا الْعِتَاقُ النَّجِيبَاتُ الْمَرَاسِيلُ وَلَنْ يُبَلِّغَهَا إِلَّا عُذَافِرةٌ... فِيهَا عَلَى الأَيْنِ إِرْقَالٌ وَتَبْغِيلُ مِنْ كُلِّ نَضَّاخةِ الذَّفْرَى إِذَا عَرِقَتْ... عُرْضَتُهَا طَامِسُ الأَعْلَامِ مَجْهُولُ يَمْشِي القُرَادُ عَلَيهَا ثُمَّ يُزْلِقُهُ... عنْهَا اللَّبَانُ وَأقْرَابٌ زَهَالِيلُ عَيْرَانةٌ قُذِفَتْ بِالنَّحْضِ عَنْ عُرُضٍ... وَمِرْفَقٍ عَنْ ضُلُوعِ الزُّورِ مَفْتُولُ كَأَنَّ مَا فَاتَ عَيْنَيْهَا وَمَذْبَحَهَا... مِنْ خَطْمِهَا وَمِنَ اللَّحْيَيْنِ بِرْطِيلُ تُمِرُّ مِثْلَ عَسِيبِ النَّحْلِ ذَا خُصَلٍ... بغَارِبٍ لم تُخوِّنْهُ الأَحَالِيلُ قَنْوَاءُ فِي حَرَّتَيْهَا لِلبَصِيرِ بِهَا... عِتْقٌ مُبِينٌ وَفِي الْخَدَّيْنِ تَسْهِيلُ تَخْدي عَلَى يَسَرَاتٍ وَهْيَ لَاهِيةٌ... ذَاوَبِلٌ وَقْعُوهُنَّ الأَرْضَ تَحْلِيلُ حَرْفٌ أَبُوهَا أَخُوهَا مِنْ مُهَجَّنَةٍ... وَعَمُّهَا خَالُهَا قَوْدَاءُ شَمْلِيلُ سُمرُ العُجَايَاتِ يَتْرُكْنَ الْحَصَا زِيمًا... مَا إِنْ يَقيهِنَّ حَدَّ الْأُكْمِ تَنْعِيلُ يَوْمًا تَظَلُّ حِدَابُ الأَرْضِ تَرفَعُهَا... مِنَ اللَّوَامِعِ تَخْلِيطٌ وَتَزْيِيلُ كَأنَّ أَوْبَ يَدَيْهَا بَعْدَمَا نَجَدَتْ... وَقَدْ تَلَفَّعَ بِالقُورِ العَسَاقِيلُ أَوْبُ يَدَيْ ثاكِلٍ شَمْطَاءَ مُعْوِلةً... قَامَتْ تُجَاوِبُهَا شُمْطٌ مَثَاكِيلُ نُوَاحةٌ رَخْوةُ الضَّبْعَيْنِ لَيسَ لَهَا... لَمَّا نَعَى بَكْرَهَا النَّاعُونَ مَعْقُولُ تَسْعَى الوُشَاةُ بدَفَّيْهَا وَقِيلِهِمُ... بأنَّكَ يَا ابْنَ أَبِي سُلْمَى لَمَقْتُولُ خَلُّوا طَرِيقَ يَدَيْهَا لَا أَبَا لَكُمُ... فَكُلُّ مَا قَدَّرَ الرَّحْمَنُ مَفْعُولُ كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ... يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ أُنْبِئْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَنِي... وَالْعَفْوُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ فَقَدْ أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ مُعْتَذِرًا... وَالْعُذْرُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ مَقْبُولُ مَهْلًا رَسُولَ الَّذِي أَعْطَاكَ نَافِلَةَ... الْقُرْآنِ فِيه مَوَاعِيظٌ وَتَفْصِيلُ لَا تَأْخُذَنِّي بِأَقْوَالِ الوُشَاةِ وَلَمْ... أُجْرِمْ وَلَوْ كَثُرَتْ عَنِّي الأقَاوِيلُ لَقَدْ أَقُومُ مَقَامًا لَوْ يَقُومُ لَهُ... أَرَى وَأَسمَعُ مَا لَوْ يَسْمَعُ الْفِيلُ لَظَلَّ يُرْعَدُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ لَهُ... عِنْدَ الرَّسُولِ بِإِذْنِ اللهِ تَنْوِيلُ حَتَّى وَضَعْتُ يَمِينِي لَا أُنَازِعُهُ... فِي كَفٍّ ذِي نَقِمَاتٍ قَوْلُهُ الْقِيلُ فَكَانَ أَخْوَفَ عِنْدِي إِذْ أُكَلِّمُهُ... إِذْ قِيلَ إِنَّكَ مَنْسُوبٌ وَمَسْؤُولُ مِنْ خَادِرٍ شَبَّكَ الأنْيَابَ طَاعَ لَهُ... بِبَطْنِ عَثَّرَ غِيلٌ دُونَهُ غِيلُ يَغْدُو فَيُلْحِمُ ضِرْغَامَيْنِ عِنْدَهُمَا... لَحْمٌ مِنَ الْقَوْمِ مَنْثُورٌ خَرَادِيلُ مِنْهُ تَظَلُّ حَمِيرُ الْوَحْشِ ضَامِرَةً... وَلَا تَمشَّى بِوَادِيهِ الأرَاجِيلُ وَلَا يَزَالُ بِوَادِيهِ أَخُو ثِقَةٍ... مُطَرَّحُ الْبَزِّ وَالدِّرْسَانِ مَأْكُولُ إِنَّ الرَّسُولَ لَنُورٌ يُسْتَضَاءُ بِهِ... وَصَارِمٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ مَسْلُولُ فِي فِتْيَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ قَائِلُهُمْ... بِبَطْنِ مَكَّةَ لَمَّا أَسْلَمُوا زُولُوا زَالُوا فَمَا زَالَ أنْكاسٌ وَلَا كُشُفٌ... عِنْدَ اللِّقَاءِ وَلَا مِيلٌ مَعَازِيلُ شُمُّ الْعَرَانِينِ أَبْطَالٌ لِباسُهُمُ... مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ فِي الهَيْجَا سَرَابِيلُ بِيضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُكَّتْ لَهَا حَلَقٌ... كَأَنَّهَا حَلَقُ الْقَفْعَاءِ مَجْدُولُ يَمْشُونَ مَشْيَ الْجِمَالِ البُزْلِ يَعْصِمُهُم... ضَرْبٌ إِذَا عَرَّدَ السُّودُ التَّنَابِيلُ لَا يَفْرَحُونَ إِذَا نَالَتْ رِمَاحُهُمُ... قَوْمًا وَلَيْسوا مَجَازِيعًا إِذَا نِيلُوا مَا يَقَعُ الطَّعْنُ إِلَّا فِي نُحُورِهُمُ ... وَمَا لَهُمْ عَنْ حِيَاضِ الْمَوْتِ تَهْلِيلُ