الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأوَّلَُ من تنشَقُّ عنهُ الأرضُ وأوَّلُ شافعٍ بيدي لواءُ الحمدِ تحتَهُ آدمُ فمَن دونَهُ

2 - أَنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأَنا أوَّلُ من تنشقُّ عنهُ الأرضُ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأَنا أوَّلُ شافعٍ يومَ القيامةِ ولا فخرَ

3 - دخَلَ حُسَينُ بنُ علِيٍّ عليه السَّلامُ المسجِدَ، فقال جابرُ بنُ عبدِ اللهِ: مَن أحَبَّ أنْ يَنظُرَ إلى سيِّدِ شَبابِ الجنَّةِ، فلْيَنظُرْ إلى هذا؛ سَمِعتُه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

4 - جاءَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ رَجُلٌ مِن قُضاعةَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إن شَهِدْتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّك رَسولُ اللهِ، وصَلَّيْتُ الصَّلَواتِ، وصُمْتُ رَمَضانَ، وقُمْتُ الشَّهْرَ، وآتَيْتُ الزَّكاةَ؟ فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: «مَن فَعَلَ ذلك كانَ معَ الشُّهَداءِ والصِّدِّيقينَ».

5 - مَن قاتَلَ في سَبيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ مِن رَجُلٍ مُسلِمٍ فُواقَ ناقةٍ وَجَبَتْ له الجَنَّةُ، ومَن سَألَ اللهَ القَتْلَ مِن عنْدِ نفْسِه صادِقًا ثُمَّ ماتَ أو قُتِلَ فله أجْرُ شَهيدٍ، ومَن جُرِحَ جُرْحًا في سَبيلِ اللهِ، أو نُكِبَ نَكْبةً فإنَّها تَجيءُ يَوْمَ القِيامةِ كأَغزَرِ ما كانَت، لَوْنُها كالزَّعْفَرانِ، وريحُها كالمِسْكِ، ومَن جُرِحَ جُرْحًا في سَبيلِ اللهِ فعليه طابَعُ الشُّهَداءِ.

6 - الحمدُ للهِ الَّذي وسِع سمعُه الأصواتَ ، لقد جاءت المجادِلةُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم تُكلِّمُه وأنا في ناحيةِ البيتِ ما أسمعُ ما تقولُ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا [ المجادلة : 1 ] إلى آخرِ الآيةِ

7 - لمَّا قسمَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - سبايا بَني المصطَلقِ وقعَت جُوَيْريةُ بنتُ الحارثِ في السَّهمِ، لِثابتِ بنِ قيسِ بنِ الشَّمَّاسِ - أو لابنِ عمٍّ لَهُ - وَكاتَبتهُ على نفسِها، وَكانت امرأةً حلوةً مَلاحةً لا يراها أحدٌ إلَّا أخذت بنفسِهِ، فأتَت رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ تستعينُهُ في كتابتِها ، قالَت: فواللَّهِ ما هوَ إلَّا أن رأيتُها على بابِ حجرتي فكَرِهْتُها، وعرفتُ أنَّهُ سيَرى منها ما رأيتُ، فَدخلتُ عليهِ، فقالَت: يا رسولَ اللَّهِ، أَنا جوَيْريةُ بنتُ الحارثِ بنِ أبي ضرارٍ سيِّدِ قومِهِ، وقد أصابَني منَ البَلاءِ ما لم يخَفَ عليكَ، فوقَعتُ في السَّهمِ لثابتِ بنِ قيسِ بنِ الشَّمَّاسِ، أو لابنِ عمٍّ لَهُ. فَكاتَبتُهُ على نَفسي، فَجِئْتُكَ أستَعينُكَ على كِتابَتي. قالَ: فَهَل لَكِ في خيرٍ من ذلِكَ ؟. قالت: وما هوَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ: أقضي كتابتَكِ وأتزوَّجُكِ قالت: نعَم يا رسولَ اللَّهِ. قالَ: قد فعلتُ. قالت: وخرجَ الخبرُ إلى النَّاسِ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ تزوَّجَ جوَيْريةَ بنتَ الحارثِ، فقالَ النَّاسُ: أصهارُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ فأرسَلوا ما بأيديهِم، فقالَت: فلقَد أَعتقَ بتزويجِهِ إيَّاها مائةَ أَهْلِ بيتٍ من بَني المصطلِقِ، فما أعلَمُ امرأةً كانت أعظمَ برَكَةً على قومِها مِنها.

8 - قعَدنا نفرًا من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ فتذاكَرنا فقُلنا: لو نعلمُ أي الأعمالِ أحبُّ إلى اللَّهِ لعملناه، فأنزلَ اللَّهُ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ [الصف: 1-2] قال عبدُ اللَّهِ بن سلامٍ: فقرأها علَينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ قال أبو سلَمةَ: فقرأَها علينا ابنُ سلامٍ

9 - علَّمَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم خُطبةَ الحاجةِ: إنَّ الحمدَ للهِ، نحمَدُه ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له, ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ, وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 854
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - خطبة الحاجة اعتصام بالسنة - تعليم النبي السنن لأصحابه علم - تعليم الناس وفضل ذلك
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه


11 - ليسَ منَّا مَن خبَّبَ امرأةً على زوجِها، أو عَبدًا على سيِّدِهِ.

12 - مُرَّ على النَّبيِّ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - بجنازةٍ، فأُثْنيَ عليها خيرًا في مَناقبِ الخيرِ، فقالَ : وجبَت ثمَّ مرُّوا عليهِ بأخرى، فأُثْنيَ عليها شرًّا في مَناقبِ الشَّرِّ، فقالَ : وجبَت، إنَّكم شُهَداءُ اللَّهِ في الأرضِ.

13 - كُنْتُ جالِسًا وسُلَيْمانُ بنُ صُرَدٍ وخالِدُ بنُ عُرفُطةَ، فذَكَروا أنَّ رَجُلًا تُوفِّيَ، ماتَ ببَطْنِه، فإذا هُما يَشْتَهيانِ أن يكونا شُهَداءَ جِنازتِه، فقالَ أحَدُهما للآخَرِ: أَلَمْ يَقُلْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: «مَن يَقتُلْه بَطْنُه فلن يُعذَّبَ في قَبْرِه»، فقالَ الآخَرُ: بَلى.

14 - انطلَقتُ في وفدِ بَني عامرٍ إلى رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ - فقُلنا : أنتَ سيِّدُنا ؟ فقالَ : السَّيِّدُ اللَّهُ قُلنا وأفضَلُنا فَضلًا وأعظَمُنا طَولًا فقالَ قولوا بقولِكُم أو بعضِ قولِكُم ولا يستَجرِينَّكمُ الشَّيطانُ

15 - يُحمَلُ النَّاسُ على الصِّراطِ يَوْمَ القِيامةِ، فتَقادَعُ بِهم جَنَبةُ الصِّراطِ تَقادُعَ الفَراشِ في النَّارِ، قالَ: فيُنَجِّي اللهُ تَبارَكَ وتَعالى برَحْمتِه مَن يَشاءُ، قالَ: ثُمَّ يُؤذَنُ للمَلائِكةِ والنَّبيِّينَ والشُّهَداءِ أن يَشفَعوا، فيَشفَعونَ ويُخرِجونَ، ويَشفَعونَ ويُخرِجونَ، ويَشفَعونَ ويُخرِجونَ -وزادَ عفَّانُ مَرَّةً فقالَ: أيضًا: ويَشفَعونُ ويُخرِجونَ- مَن كانَ في قَلْبِه ما يَزِنُ ذَرَّةً مِن إيمانٍ.

16 - إنَّ اللَّهَ أمرَ يحي بنَ زَكَريَّا بخَمسِ كلماتٍ أن يعمَلَ بِها ويأمرَ بني إسرائيلَ أن يعمَلوا بِها. وأنَّهُ كادَ أن يُبْطِئَ بِها، قالَ عيسى: إنَّ اللَّهَ أمرَكَ بخمسِ كلِماتٍ لتَعملَ بِها وتأمرَ بني إسرائيلَ أن يعمَلوا بِها، فإمَّا أن تأمُرَهُم، وإمَّا أنْ آمرَهُم، فقالَ يحي: أخشى إن سبقتَني بِها أن يُخسَفَ بي أو أُعذَّبَ، فجمعَ النَّاسَ في بيتِ المقدسِ، وامتَلأَ المسجدُ وقعَدوا على الشُّرفِ، فقالَ: إنَّ اللَّهَ أمرَني بخَمسِ كلِماتٍ أن أعملَ بِهِنَّ، وآمرَكُم أن تعمَلوا بِهِنَّ: أوَّلُهُنَّ أن تعبُدوا اللَّهَ ولا تُشرِكوا بِهِ شيئًا، وأنَّ مَثَلَ من أشرَكَ باللَّهِ كمَثلِ رجلٍ اشترى عبدًا مِن خالِصِ مالِهِ بذَهَبٍ أو ورِقٍ، فقالَ: هذِهِ داري وَهَذا عمَلي فاعمَل وأدِّ فَكانَ يعمَلُ ويؤدِّي إلى غيرِ سيِّدِهِ، فأيُّكم يَرضى أن يَكونَ عبدُهُ كذلِكَ ؟ وإنَّ اللَّهَ أمرَكُم بالصَّلاةِ، فإذا صلَّيتُمْ فلا تلتفِتوا فإنَّ اللَّهَ ينصِبُ وجهَهُ لوَجهِ عبدِهِ في صَلاتِهِ ما لم يلتَفِت، وآمرُكُم بالصِّيامِ، فإنَّ مَثلَ ذلِكَ كمَثَلِ رجلٍ في عِصابةٍ معَهُ صرَّةٌ فيها مِسكٌ، فَكُلُّهُم يُعجِبُ ريحُها، وإنَّ ريحَ الصَّائمِ أطيبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المسكِ، وآمرُكُم بالصَّدقةِ فإنَّ مَثلَ ذلِكَ كمَثلِ رجلٍ أسرَهُ العدوُّ، فأوثَقوا يدَهُ إلى عنقِهِ وقدَّموهُ ليضرِبوا عنقَهُ، فقالَ: أَنا أَفديهِ منكُم بالقليلِ والكَثيرِ، ففدا نفسَهُ منهم، وآمرُكُم أن تذكُروا اللَّهَ فإنَّ مَثلَ ذلِكَ كمَثلِ رجلٍ خرجَ العدوُّ في إثرِهِ سُرُعًا إذا أتى علَى حصنٍ حصينٍ فأحرزَ نفسَهُ منهم، كذلِكَ العَبدُ لا يُحرِزُ منَ الشَّيطانِ إلَّا بذِكْرِ اللَّهِ، قالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ وأَنا آمرُكُم بخَمسٍ أمرَني بِهِنَّ، السَّمعُ والطَّاعةُ والجِهادُ والهجرةُ والجماعةُ، فإنَّهُ مَن فارقَ الجماعةَ قيدَ شبرٍ فقد خلعَ رِبقةَ الإسلامِ من عُنقِهِ إلَّا أن يُراجِعَ، ومن ادَّعى دعوى الجاهليَّةِ فإنَّهُ من جُثِيِّ جَهَنَّمَ، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ إن صلَّى وصامَ ؟ فقالَ: وإن صلَّى وصامَ، فادعوا بدَعوى اللَّهِ الَّذي سمَّاكمُ المسلِمينَ المؤمنينَ، عبادَ اللَّهِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : الحارث بن الحارث الأشعري | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 285
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عيسى أنبياء - يحيى اعتصام بالسنة - الأمر بلزوم الجماعة إيمان - توحيد الألوهية إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

17 - إنَّ اللهَ أمر يحيَى بنَ زكريَّا بخمسِ كلماتٍ أن يعمَلَ بها، ويأمرَ بني إسرائيلَ أن يعملوا بها وإنَّه كاد أن يُبطِئَ بها، قال عيسَى : إنَّ اللهَ أمرك بخمسِ كلماتٍ لتعملَ بها وتأمرَ بني إسرائيلَ أن يعملوا بها فإمَّا أن تأمُرَهم وإمَّا أن آمُرَهم ؟ فقال يحيَى : أخشَى إن سبقتَني بها أن يُخسَفَ بي أو أُعذَّبَ، فجمع النَّاسَ في بيتِ المقدسِ فامتلأ المسجدُ وقعدوا على الشُّرُفِ فقال : إنَّ اللهَ أمرني بخمسِ كلماتٍ أن أعملَ بهنَّ وآمُرَكم أن تعملوا بهنَّ. أوَّلُهنَّ أن تعبدوا اللهَ ولا تُشرِكوا به شيئًا. وإنَّ مثلَ من أشرك باللهِ كمثلِ رجلٍ اشترَى عبدًا من خالصِ مالِه بذهبٍ أو ورِقٍ فقال : هذه داري وهذا عملي، فاعمَلْ وأَدِّ إليَّ فكان يعملُ ويُؤدِّي إلى غيرِ سيِّدِه. فأيُّكم يرضَى أن يكونَ عبدُه كذلك ؟ وإنَّ اللهَ أمركم بالصَّلاةِ فإذا صلَّيتم فلا تلتفِتوا، فإنَّ اللهَ ينصِبُ وجهَه لوجهِ عبدِه في صلاتِه ما لم يلتفِتْ. وآمُرُكم بالصِّيامِ فإنَّ مثلَ ذلك كمثلِ رجلٍ في عصابةٍ معه صُرَّةٌ فيها مِسكٌ، فكلُّهم يُعجَبُ أو يُعجِبُه ريحُها وإنَّ ريحَ الصَّائمِ أطيبُ عند اللهِ من ريحِ المِسكِ. وآمُرُكم بالصَّدقةِ فإنَّ مثلَ ذلك كمثلِ رجلٍ أسَره العدوُّ فأوثقوا يدَه إلى عنقِه وقدَّموه ليضرِبوا عنقَه. فقال : أنا أفديه منكم بالقليلِ والكثيرِ ففدَى نفسَه منهم. وآمُرُكم أن تذكروا اللهَ فإنَّ مثلَ ذلك كمثلِ رجلٍ خرج العدوُّ في أثرِه سِراعًا حتَّى أتَى على حصنٍ حصينٍ فأحرز نفسَه منهم كذلك العبدُ لا يحرَزُ نفسَه من الشَّيطانِ إلَّا بذِكرِ اللهِ. قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : وأنا آمُرُكم بخمسٍ اللهُ أمرني بهنَّ : السَّمعُ والطَّاعةُ والجهادُ والهجرةُ والجماعةُ، فإنَّه من فارق الجماعةَ قيْدَ شِبرٍ فقد خلع رِبقةَ الإسلامِ عن عُنقِه إلَّا أن يُراجِعَ، ومن ادَّعَى دعوَى الجاهليَّةِ فإنَّه من جِثيِّ جهنَّمَ. فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ وإن صلَّى وصام ؟ فقال : وإن صلَّى وإن صام فادْعوا بدعوَى اللهِ الَّذي سمَّاكم المسلمين المؤمنين عبادَ اللهِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : الحارث بن الحارث الأشعري | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 460
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر أنبياء - يحيى صدقة - فضل الصدقة والحث عليها صلاة - النظر في الصلاة صيام - فضل الصيام
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

18 - عن عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ قال : حدَّثني سلمانُ الفارسيُّ حديثَه من فيه قال : كنتُ رجلًا فارسيًّا مِن أهلِ أصبهانَ ، ومِن أهلِ قريةٍ منها يُقالُ لها : جي. وكان أبي دهقانَ قريتِه. وكنتُ أحَبَّ خلقِ اللهِ إليه. فلم يزَلْ به حبُّه إياي حتى حبسني في بيتِه، أي ملازمَ النارِ، كما تُحبَسُ الجاريةُ. وأجهدتُ في المجوسيةِ حتى كنتُ قطنَ النارِ الذي يوقِدُها لا يترُكُها تخبو ساعةً قال : وكانتْ لأبي ضيعةٌ عظيمةٌ قال : فشُغِل في بُنيانٍ له يومًا فقال لي : يا بُنَيَّ إني شُغِلتُ في بنيانٍ هذا اليومَ عن ضَيعَتي، فاذهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرني فيها ببعضِ ما يريدُ. فخرَجتُ أريدُ ضَيعتَه، فمرَرتُ بكنيسةٍ من كنائسِ النصارى، فسمِعتُ أصواتَهم فيها وهم يصلُّونَ، وكنتُ لا أدري ما أمرُ الناسِ لحبسِ أبي إياي في بيتِه. فلما مرَرتُ بهم وسمِعتُ أصواتَهم، دخَلتُ عليهِم أنظُرُ ما يصنَعونَ. قال : فلما رأيتُهم أعجَبَني صلاتُهم ورغِبتُ في أمرِهم وقلتُ : هذا واللهِ خيرٌ منَ الدينِ الذي نحن عليه. فواللهِ ما تركتُهم حتى غرَبَتِ الشمسُ. وتركتُ ضيعةَ أبي ولم آتِها. فقلتُ لهم : أين أصلُ هذا الدينِ ؟ قالوا : بالشامِ قال : ثم رجَعتُ إلى أبي وقد بعَث في طلبي وشغَلتُه عن عملِه كلِّه. قال فلما جِئتُه قال : أي بُنَيَّ أين كنتَ ؟ ألم أكُنْ عهِدتُ إليكَ ما عهِدتُ قال قلتُ : يا أبَتِ مرَرتُ بناسٍ يصلُّونَ في كنيسةٍ لهم، فأعجَبَني ما رأيتُ من دينِهم، فواللهِ ما زِلتُ عندَهم حتى غرَبَتِ الشمسُ قال : أي بُنَيَّ ليس في ذلك الدينِ خيرٌ. دينُكَ ودينُ آبائِكَ خيرٌ منه. قال قلتُ : كلا واللهِ إنه خيرٌ من ديننِا قال : فخافَني فجعَل في رِجلي قيدًا، ثم حبسَني في بيتِه قال : وبعَثتُ إلى النصارى فقلتُ لهم : إذ قدِم عليكم رَكبٌ منَ الشامِ، تجارٌ منَ النصارى، فأخبِروني بهِم قال : فقدِم عليهِم رَكبٌ منَ الشامٍ تجارٌ منَ النصارى قال : فأخبَروني بهم قال فقلتُ لهم : إذ قضَوا حوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بلادِهم فآذِنوني بهم قال : فلما أرادوا الرَّجعَةَ إلى بلادِهم أخبَروني بهم. فألقيتُ الحديدَ مِن رِجلي، ثم خرَجتُ معهم حتى قدِمتُ الشامَ. فلما قدِمْتُها قلتُ : مَن أفضلُ أهلِ هذا الدينِ قالوا : الأسقُفُ في الكنيسةِ قال : فجِئتُه فقلتُ : إني قد رغِبتُ في هذا الدينِ وأحبَبتُ أن أكونَ معكَ أخدمُكَ في كنيستِكَ وأتعلَّمُ منكَ وأصلِّي معكَ قال : فادخُلْ فدخَلتُ معه قال : فكان رجلَ سوءٍ يأمُرُهم بالصدقةِ ويُرَغِّبُهم فيها. فإذا جمَعوا إليه منها أشياءَ اكتَنَزه لنفسِه، ولم يُعطِه المساكينَ، حتى جمَع سبعَ قلالٍ من ذهبٍ وورِقٍ قال : وأبغَضتُه بُغضًا شديدًا لِما رأيتُه يَصنَعُ. ثم مات فاجتمعَتْ إليه النصارى ليَدفِنوه فقلتُ لهم : إنَّ هذا كان رجلَ سوءٍ يأمُرُكم بالصدقةِ ويُرَغِّبُكم فيها، فإذا جِئتُموه بها اكتَنَزها لنفسِه ولم يُعطِ المساكينَ منها شيئًا قالوا : وما عِلمُكَ بذلك ؟ قال : قلتُ : أنا أدُلُّكم على كَنزِه قالوا : فدُلَّنا عليه قال : فأريتُهم مَوضِعَه قال : فاستَخرَجوا منه سبعَ قلالٍ مملوءةٍ ذهبًا وورِقًا. فلما رأَوها قالوا : واللهِ لا نَدفِنُه أبدًا. فصلَبوه ثم رجَموه بالحجارةِ، ثم جاءوا برجلٍ آخرَ فجعَلوه بمكانِه. قال يقولُ سلمانُ فما رأيتُ رجلًا لا يصلِّي الخمسَ، أرى أنه أفضلَ منه، أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرةِ ولا أدأَبَ ليلًا ونهارًا منه قال : فأحبَبتُه حُبًّا لم أحِبَّه مَن قبلَه، وأقَمتُ معه زمانًا. ثم حضرَتْه الوفاةُ فقلتُ له : يا فلانُ إني كنتُ معكَ وأحبَبتُكَ حبًّا لم أحِبَّه مَن قبلَكَ، وقد حضَركَ ما ترى من أمرِ اللهِ فإلى مَن توصي بي ؟ وما تأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما أعلمُ أحدًا اليومَ على ما كنتُ عليه. لقد هلَك الناسُ وبدَّلوا وترَكوا أكثرَ ما كانوا عليه، إلا رجلًا بالموصلِ، وهو فلانٌ. فهو على ما كنتُ عليه، فالحَقْ به قال : فلما مات وغُيِّبَ لحِقتُ بصاحبِ الموصلِ فقلتُ له، يا فلانُ، إنَّ فلانًا أوصاني عندَ موتِه أن ألحَق بكَ، وأخبَرني أنكَ على أمرِه. قال فقال لي أقِمْ عندي فأقَمتُ عندَه، فوجَدتَه خيرَ رجلٍ على أمرِ صاحبِه. فلم يَلبَثْ أن مات فلما حضرَتْه الوفاةُ قلتُ له : يا فلانُ، إنَّ فلانًا أوصى بي إليكَ، وأمرَني باللحوقِ بكَ، وقد حضَرك منَ اللهِ، عزَّ وجلَّ، ما ترى فإلى مَن توصي بي وتأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما أعلمُ رجلًا على مثلِ ما كنا عليه إلا رجلًا بنصيبينَ، وهو فلانٌ فالحَقْ به. قال : فلما مات وغُيِّبَ لحِقتُ بصاحبِ نَصيبينَ، فجِئتُه فأخبَرتُه بخبري وما أمرَني به صاحبي قال : فأقِمْ عندي فأقَمتُ عندَه، فوجَدتُه على أمرِ صاحبَيه. فأقَمتُ مع خيرِ رجلٍ، فواللهِ ما لبِث أن نزَل به الموتُ. فلما حُضِر قلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا كان أوصى بي إلى فلانٍ ثم أوصى بي فلانٌ إليكَ. فإلى مَن توصي بي ؟ وما تأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما نعلمُ أحدًا بقي على أمرِنا آمُرُكَ أن تأتيَه، إلا رجلًا بعَموريةَ، فإنه بمثلِ ما نحن عليه، فإن أحبَبتَ فأتِه قال : فإنه على أمرِنا. قال : فلما مات وغُيِّبَ، لحِقتُ بصاحبِ عَموريةَ، وأخبَرتُه خبري فقال : أقِمْ عندي، فأقَمتُ مع رجلٍ على هديِ أصحابِه وأمرِهم. قال : واكتسَبتُ حتى كان لي بقراتٌ وغُنَيمةٌ قال : ثم نزَل به أمرُ اللهِ فلما حُضِر قلتُ : يا فلانُ إني كنتُ مع فلانٍ فأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ، وأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ، ثم أوصى بي فلانٌ إليكَ، فإلى مَن توصي بي وما تأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما أعلمُه أصبَح على ما كنا عليه أحدٌ منَ الناسِ آمُرُكَ أن تأتيَه. ولكنَّه قد أظلَّكَ زَمانُ نبيٍّ هو مبعوثٌ بدينِ إبراهيمَ، يخرُجُ بأرضِ العربِ مُهاجِرًا إلى أرضٍ بين حرَّتَينِ، بينهما نخلٌ، به علاماتٌ لا تَخفى. يأكُلُ الهديةَ ولا يأكُلُ الصدقةَ، بين كتِفَيه خاتَمُ النبوةِ. فإنِ استَطَعتَ أن تَلحَقَ بتلك فافعَلْ. قال : ثم مات وغُيِّبَ، فمكَثتُ بعَموريةَ ما شاء اللهُ أن أمكُثَ، ثم مرَّ بي نفَرٌ من كلبٍ، تجارًا فقلتُ لهم : تَحمِلوني إلى أرضِ العربِ وأُعطيكم بقَراتي هذه وغُنيمَتي هذه ؟ قالوا : نعم. فأعطَيتُهموها وحمَلوني حتى إذا قدِموا بي واديَ القِرى ، ظلَموني فباعوني من رجلٍ من يهودَ عبدًا. فمكَثتُ عندَه، ورأيتُ النخلَ، ورجَوتُ أن تكونَ البلدَ الذي وصَف لي صاحبي، ولم يحِقَّ لي في نفسي، فبينما أنا عندَه، قدِم عليه ابنُ عمٍّ له منَ المدينةِ من بني قُرَيظَةَ فابتاعني منه، فاحتمَلني إلى المدينةِ، فواللهِ ما هو إلا أن رأيتُها فعرَفتُها بصفةِ صاحبي بها فأقَمتُ بها وبعَث اللهُ رسولَه فأقام بمكةَ ما أقام، لا أسمَعُ له بذكرٍ، مع ما أنا فيه من شغلِ الرِّقِّ. ثم هاجَر إلى المدينةِ فواللهِ إني لفي رأسِ عِذقٍ لسيدي أعمَلُ فيه بعضَ العملِ، وسيدي جالسٌ، إذ أقبَل ابنُ عمٍّ له حتى وقَف عليه فقال فلانُ قاتَل اللهُ بني قيلةَ. واللهِ إنهم الآنَ لمجتمِعونَ بقُباءَ على رجلٍ قدِم عليهم من مكةَ اليومَ، يزعُمونَ أنه نبيٌّ قال : فلما سمِعتُها أخَذَتْني العرواءُ حتى ظنَنتُ أنني سأسقُطُ على سيدي قال : ونزَلتُ عنِ النخلةِ فجعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّه ذلك : ماذا تقولُ ماذا تقولُ ؟ قال : فغضِب سيدي، فلكَمني لكمةً شديدةً ثم قال : ما لَكَ ولهذا، أقبِلْ على عملِكَ ؟ قال قلتُ : لا شيءَ إنما أرَدتُ أن أستَثبِتَ عما قال. وقد كان عندي شيءٌ قد جمَعتُه. فلما أمسَيتُ أخَذتُه ثم ذهَبتُ به إلى رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – وهو بقُباءَ، فدخَلتُ عليه فقلتُ له : إنه قد بلَغني أنَّكَ رجلٌ صالحٌ، ومعكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجةٍ، وهذا شيءٌ كان عندي للصدقةِ فرأيتُكم أحقَّ به من غيرِكم قال : فقرَّبتُه إليه فقال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – لأصحابِه : كُلوا، وأمسَك يدَه فلم يأكُلْ. قال فقلتُ في نفسي : هذه واحدةٌ، ثم انصرَفتُ عنه فجمَعتُ شيئًا، وتحوَّل رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – إلى المدينةِ ثم جِئتُ به فقلتُ : إني رأيتُكَ لا تأكُلُ الصدقةَ، وهذه هديةٌ أكرَمتُكَ بها قال : فأكَل رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – منها وأمَر أصحابَه فأكَلوا معه. قال فقلتُ في نفسي : هاتانِ اثنَتانِ. ثم جِئتُ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – وهو ببقيعِ الغَرقَدِ قال : وقد تبِع جنازةَ رجلٍ من أصحابِه عليه شملتانِ له، وهو جالسٌ في أصحابِه. فسلَّمتُ عليه ثم استدَرتُ أنظُرُ إلى ظهرِه، هل أرى الخاتَمَ الذي وصَف لي صاحبي، فلما رآني رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – استدَرتُه، عرَف أني أستَثبِتُ في شيءٍ وُصِف لي قال : فألقى رِداءَه عن ظهرِه، فنظَرتُ إلى الخاتَمِ فعرَفتُه. فانكبَبتُ عليه أُقَبِّلُه وأبكي فقال لي رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم –تحوَّلْ فتحوَّلتُ، فقصَصتُ عليه حديثي كما حدَّثتُكَ يا ابنَ عباسٍ قال : فأعجَب رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – أن يسمَعَ ذلك أصحابُه، ثم شغَل سلمانَ الرقُّ، حتى فاته مع رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – بدرٌ وأحُدٌ. قال لي رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – : كاتِبْ يا سلمانُ. فكاتَبتُ صاحبي على ثلاثمائةِ نخلةٍ أُحيِيها له بالفقيرِ، وبأربعينَ أوقيةً ، قال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخلِ، الرجلُ بثلاثينَ وديةً، والرجلُ بعشرينَ، والرجلُ بخمسَ عشرةَ، والرجلُ بعشرٍ، يعني الرجلُ بقدْرِ ما عندَه، حتى اجتمعَتْ لي ثلاثُمائةِ وديةٍ. فقال لي رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – اذهَبْ يا سلمانُ ففقِّرْ لها، فإذا فرَغتَ فائتِني أكونُ أنا أضعُها بيدي ففقَّرتُ لها وأعانني أصحابي. حتى إذا فرَغتُ منها، جِئتُه فأخبَرتُه. فخرَج رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – معي إليها. فجعَلْنا نقربُ له الوديَ ويضَعُه رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – بيدِه. فوالذي نفسُ سلمانَ بيدِه، ما ماتتْ منها وديةٌ واحدةٌ. فأدَّيتُ النخلَ وبقي عليَّ المالُ. فأتى رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – بمثلِ بيضةِ دجاجةٍ، من ذهبٍ، من بعضِ المَغازي فقال : ما فعَل الفارسيُّ المكاتَبُ ؟ قال : فدُعيتُ له فقال : خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سلمانُ فقلتُ : وأين تقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ مما عليَّ ؟ قال : خُذْها فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ، سيؤدِّي بها عنكَ قال : فأخَذتُها فوزَنتُ لهم منها، والذي نفسُ سلمانَ بيدِه، أربعينَ أوقيةً ، فأوفَيتُهم حقَّهم وعُتِقتُ. فشهِدتُ مع رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – الخِندقَ ثم لم يَفُتْني معه مَشهَدٌ.

19 - كنتُ رجُلًا فارِسيًّا مِن أهلِ أصبَهانَ مِن أهلِ قَريةٍ منها يُقالُ لها جَيٌّ، وكان أبي دِهْقانَ قَريَتِه، وكنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه، أُلازِمُ النارَ، كما تُحبَسُ الجاريةُ، وأجهَدتُ في المَجوسيَّةِ حتى كنتُ قَطَنَ النارِ الذي يُوقِدُها، لا يَترُكُها تَخبو ساعةً. قال: وكانتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلتُ في بُنيانٍ هذا اليَومَ، فاذهَبْ فاطَّلِعْها. وأمَرَني فيها ببعضِ ما يُريدُ، فخَرَجتُ أُريدُ ضَيعَتَه، فمَرَرتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائسِ النَّصارى، فسمِعتُ أصواتَهم فيها وهم يُصَلُّونَ، وكنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ؛ لحَبسِ أبي إيَّاي في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهم وسمِعتُ أصواتَهم دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعونَ، قال: فلمَّا رأَيتُهم أعجَبَتْني صَلاتُهم، ورَغِبتُ في أمْرِهم، وقلتُ: هذا واللهِ خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نحنُ عليه. فوَاللهِ ما تَرَكتُهم حتى غَرَبتِ الشَّمسُ، وتَرَكتُ ضَيعةَ أبي، ولم آتِها، فقلتُ لهم: أينَ أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ. قال: ثمَّ رَجَعتُ إلى أبي وقد بعَثَ في طَلَبي، وشَغَلتُه عن عَمَلِه كلِّه. قال: فلمَّا جِئتُه قال: أيْ بُنَيَّ، أينَ كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّونَ في كَنيسةٍ لهم، فأعجَبني ما رأَيتُ مِن دِينِهم؛ فوَاللهِ ما زِلتُ عندَهم حتى غَرَبتِ الشَّمسُ. قال: أيْ بُنَيَّ، ليسَ في ذلكَ الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائكَ خَيرٌ منه. قال: قلتُ: كَلَّا واللهِ، إنَّه خَيرٌ مِن دِينِنا. قال: فخافَني، فجعَلَ في رِجلَيَّ قَيدًا، ثمَّ حَبَسَني في بَيتِه. قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخبِروني بهم. قال: فقَدِمَ عليهم رَكبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال فأخبَروني بهم، قال: فقلتُ لهم: إذا قَضَوْا حَوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بِلادِهم فآذِنوني بهم. قال: فلمَّا أرادوا الرَّجعةَ إلى بِلادِهم أخبَروني بهم، فألقَيتُ الحَديدَ مِن رِجلَيَّ، ثمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها قلتُ: مَن أفضَلُ أهلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ. قال: فجِئتُه فقلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحبَبتُ أنْ أكونَ معكَ أخدُمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصلِّي معكَ. قال: فادخُلْ. فدَخَلتُ معه. قال: فكانَ رجُلَ سَوْءٍ، يأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشياءَ اكتَنَزَه لنَفْسِه ولم يُعطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ. قال: وأبغَضتُه بُغضًا شَديدًا لمَا رأَيتُه يَصنَعُ، ثمَّ ماتَ، فاجتَمَعتْ إليه النَّصارى ليَدفِنوه، فقلتُ لهم: إنَّ هذا كان رجُلَ سَوءٍ، يأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكم فيها، فإذا جِئتُموه بها اكتَنَزَها لنَفْسِه ولم يُعطِ المَساكينَ منها شَيئًا. قالوا: وما عِلمُكَ بذلكَ؟ قال: قلتُ: أنا أدُلُّكم على كَنزِه. قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهم مَوضِعَه. قال: فاستَخرَجوا منه سَبعَ قِلالٍ مَملوءةٍ ذَهَبًا ووَرِقًا، فلمَّا رأوْها قالوا: واللهِ لا نَدفِنُه أبَدًا. فصَلَبوه، ثمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثمَّ جاؤوا برجُلٍ آخَرَ فجَعَلوه مَكانَه. قال: يقولُ سَلمانُ: فما رأَيتُ رجُلًا لا يُصَلِّي الخَمسَ أُرَى أنَّه أفضَلُ منه، أزهَدُ في الدُّنيا، ولا أرغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدأَبُ لَيلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قبلَه، وأقَمتُ معه زَمانًا، ثمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كنتُ معكَ وأحبَبتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قبلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُ أحَدًا اليَومَ على ما كنتُ عليه، لقد هلَكَ الناسُ وبدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رجُلًا بالمَوصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كنتُ عليه؛ فالحَقْ به. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ المَوصِلِ. فقلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألحَقَ بكَ، وأخبَرَني أنَّكَ على أمْرِه. قال: فقال لي: أقِمْ عِندي. فأقَمتُ عندَه فوَجَدتُه خَيرَ رجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ قلتُ له: يا فُلانُ. إنَّ فُلانًا أوصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حضَرَكَ مِن اللهِ عَزَّ وجَلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُ رجُلًا على مِثلِ ما كُنَّا عليه إلَّا رجُلًا بنَصيبينَ، وهو فُلانٌ، فالحَقْ به. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصيبينَ، فجِئتُه فأخبَرتُه بخَبَري وما أمَرَني به صاحِبَيَّ. قال: فأقِمْ عِندي. فأقَمتُ عندَه، فوَجَدتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمتُ مع خَيرِ رجُلٍ، فوَاللهِ ما لَبِثَ أنْ نزَلَ به المَوتُ، فلمَّا حَضَرَ قلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تأتيَه إلَّا رجُلًا بعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه بمِثلِ ما نحنُ عليه، فإنْ أحبَبتَ فأْتِه. قال: فإنَّه على أمْرِنا. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ وأخبَرتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي. فأقَمتُ مع رجُلٍ على هَديِ أصحابِه وأمْرِهم. قال: واكتَسَبتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيمةٌ، قال: ثمَّ نزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حَضَرَ قلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثمَّ أوصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُه أصبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تأتيَه، ولكِنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبعوثٌ بدِينِ إبراهيمَ، يَخرُجُ بأرضِ العَرَبِ مُهاجِرًا إلى أرضٍ بينَ حَرَّتينِ بَينَهما نَخلٌ به عَلاماتٌ لا تَخفى، يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبُوَّةِ، فإنِ استَطَعتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافعَلْ. قال: ثمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثتُ بعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلبٍ تُجَّارًا، فقلت لهم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ وأُعطيكم بَقَراتي هذه وغُنَيمَتي هذه؟ قالوا: نعَمْ. فأعطَيتُهموها، وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني، فباعوني مِن رجُلٍ مِن يَهودَ عبدًا، فكنتُ عندَه ورأَيتُ النَّخلَ، ورَجَوتُ أنْ تَكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عندَه قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بني قُرَيظةَ، فابتاعَني منه، فاحتَمَلَني إلى المَدينةِ، فوَاللهِ ما هو إلَّا أنْ رأَيتُها فعَرَفتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمتُ بها، وبعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمَكَّةَ ما أقامَ، لا أسمَعُ له بذِكرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فوَاللهِ إنِّي لَفي رأْسِ عَذقٍ لسَيِّدي أعمَلُ فيه بعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ؛ إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهمُ الآنَ لَمُجتَمِعونَ بقُباءٍ على رجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مَكَّةَ اليَومَ يَزعُمونَ أنَّه نَبيٌّ. قال: فلمَّا سمِعتُها أخَذَتْني العُرَواءُ حتى ظَنَنتُ سأسقُطُ على سَيِّدي، قال: ونَزَلتُ على النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عَمِّه ذلكَ: ماذا تَقولُ؟ قال: فغَضِبَ سَيِّدي، فلَكَمَني لَكمةً شَديدةً، ثمَّ قال: ما لكَ ولِهذا، أقبِلْ على عَمَلِكَ. قال: قلتُ: لا شيءَ، إنَّما أرَدتُ أنْ أستَثبِتَ عَمَّا قال. وقد كان عِندي شيءٌ قد جَمَعتُه، فلمَّا أمسَيتُ أخَذتُه، ثمَّ ذَهَبتُ به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقلتُ له: إنَّه قد بلَغَني أنَّكَ رجُلٌ صالِحٌ، ومعكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجةٍ، وهذا شيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرأَيتُكم أحَقَّ به مِن غَيرِكم. فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ لأصحابِه: كُلوا. وأمسَكَ يَدَه، فلم يأكُلْ. قال: فقلتُ في نَفْسي: هذه واحِدةٌ. ثمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ إلى المَدينةِ، ثمَّ جِئتُ به، فقلتُ: إنِّي قد رأَيتُكَ لا تأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمتُكَ بها. قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه، فأكَلوا معه، قال: فقلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثنَتانِ. ثمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَملَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثمَّ استَدَرتُ أنظُرُ إلى ظَهرِه هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، فلمَّا رآني رسولُ اللهِ استَدَرتُه عَرَفَ أنِّي أستَثبِتُ في شيءٍ وُصِفَ لي. قال: فألقى رِداءَه عن ظَهرِه، فنَظَرتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفتُه، فانكَبَبتُ عليه أُقَبِّلُه وأبكي. فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: تَحَوَّلْ. فتَحَوَّلتُ فقَصَصتُ عليه حديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عَبَّاسٍ. قال: فأَعجَبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلكَ أصحابُه. ثمَّ شغَلَ سَلمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بَدرٌ وأُحُدٌ. قال: ثمَّ قال لي رسولُ اللهِ: كاتِبْ يا سَلمانُ. فكاتَبتُ صاحِبي على ثلاثِ مئةِ نَخلةٍ أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأربَعينَ أُوقيَّةً . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ لأصحابِه: أَعِينوا أخاكم. فأعانوني بالنَّخلِ، الرجُلُ بثلاثينَ وَديَّةً، والرجُلُ بعِشرينَ، والرجُلُ بخَمسَ عَشْرةَ، والرجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعني: الرجُلُ بقَدرِ ما عندَه، حتى اجتَمَعتْ لي ثلاثُ مئةِ وَديَّةٍ. فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: اذهَبْ يا سَلمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغتَ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بيَدي. ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئتُه، فأخبَرتُه، فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بيَدِه، فوَالذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه ما ماتَ منها وَديَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ وبَقيَ علَيَّ المالُ، فأُتيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بمِثلِ بَيضةِ الدَّجاجِ مِن ذَهَبٍ مِن بعضِ المَغازي، فقال: ما فعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلمانُ. فقلتُ: وأينَ تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ. قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذتُها فوَزَنتُ لهم منها، والذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه أربَعينَ أُوقيَّةً ، فأوفَيتُهم حَقَّهم، وأُعتِقتُ، فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ الخَندَقَ، ثمَّ لم يَفُتْني معه مَشهَدٌ.
 

1 - أنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأوَّلَُ من تنشَقُّ عنهُ الأرضُ وأوَّلُ شافعٍ بيدي لواءُ الحمدِ تحتَهُ آدمُ فمَن دونَهُ
خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره لكثرة شواهده
الراوي : عبدالله بن سلام | المحدث : الوادعي | المصدر : الشفاعة للوادعي
الصفحة أو الرقم : 56 التخريج : أخرجه الطبراني (13/ 166) (399)، وأبو يعلى في ((المسند)) (7493)، واللفظ لهما، وابن أبي عاصم في ((الأوائل)) (78) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - عظم قدر النبي صلى الله عليه وسلم فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - فضل نسب النبي قيامة - البعث والنشور وصفة الأرض قيامة - الشفاعة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - خصائصه صلى الله عليه وسلم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

2 - أَنا سيِّدُ ولدِ آدمَ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأَنا أوَّلُ من تنشقُّ عنهُ الأرضُ يومَ القيامةِ ولا فخرَ وأَنا أوَّلُ شافعٍ يومَ القيامةِ ولا فخرَ

3 - دخَلَ حُسَينُ بنُ علِيٍّ عليه السَّلامُ المسجِدَ، فقال جابرُ بنُ عبدِ اللهِ: مَن أحَبَّ أنْ يَنظُرَ إلى سيِّدِ شَبابِ الجنَّةِ، فلْيَنظُرْ إلى هذا؛ سَمِعتُه مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

4 - جاءَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ رَجُلٌ مِن قُضاعةَ، فقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إن شَهِدْتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّك رَسولُ اللهِ، وصَلَّيْتُ الصَّلَواتِ، وصُمْتُ رَمَضانَ، وقُمْتُ الشَّهْرَ، وآتَيْتُ الزَّكاةَ؟ فقالَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: «مَن فَعَلَ ذلك كانَ معَ الشُّهَداءِ والصِّدِّيقينَ».

5 - مَن قاتَلَ في سَبيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ مِن رَجُلٍ مُسلِمٍ فُواقَ ناقةٍ وَجَبَتْ له الجَنَّةُ، ومَن سَألَ اللهَ القَتْلَ مِن عنْدِ نفْسِه صادِقًا ثُمَّ ماتَ أو قُتِلَ فله أجْرُ شَهيدٍ، ومَن جُرِحَ جُرْحًا في سَبيلِ اللهِ، أو نُكِبَ نَكْبةً فإنَّها تَجيءُ يَوْمَ القِيامةِ كأَغزَرِ ما كانَت، لَوْنُها كالزَّعْفَرانِ، وريحُها كالمِسْكِ، ومَن جُرِحَ جُرْحًا في سَبيلِ اللهِ فعليه طابَعُ الشُّهَداءِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1109 التخريج : أخرجه أبو داود (2541)، والترمذي (1654، 1657) مفرقاً، وأحمد (22014) باختلاف يسير، والنسائي (3141) واللفظ له، وابن ماجه (2792) مختصراً.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - فضل الجهاد إيمان - الاحتساب والنية جنائز وموت - فضل موت الشهادة جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح الحديث

6 - عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ} [الروم: 1-3]، قال غُلِبتْ وغَلَبتْ، قال: كان المشركونَ يُحبُّونَ أنْ يظهَرَ أهلُ فارسَ على الرُّومِ؛ لأنَّهم وإيَّاهم أهلُ الأَوْثانِ ، وكان المسلمونَ يُحبُّونَ أنْ يظهَرَ الرُّومُ على فارسَ؛ لأنَّهم أهلُ كتابٍ، فذكَروه لأبي بَكْرٍ، فذكَرَه أبو بَكْرٍ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقال: أمَا إنَّهم سيَغلِبونَ. فذكَرَه أبو بَكْرٍ لهم. فقالوا: اجعَلْ بينَنا وبينَكَ أجلًا، فإنْ ظهَرْنا، كان لنا كذا وكذا، وإنْ ظهَرتُم كان لكم كذا وكذا، فجُعِل أَجَلٌ خمسُ سِنينَ، فلم يظهَروا، فذكَروا ذلكَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ، فقال: ألَا جعَلتَه إلى دونَ. قال: أُراه العشرَ. قال: قال سعيدٌ: والبِضْعُ ما دونَ العشرِ. قال: ثمَّ ظهَرتِ الرُّومُ بعدُ. قال: فذلكَ قولُه تعالى: {الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ...} إلى قولِه: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللهِ} [الروم: 1-5]، قال سُفْيانُ: سمِعتُ أنَّهم ظهَروا عليهم يَومَ بَدرٍ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 638
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الروم مغازي - غزوة بدر

7 - الحمدُ للهِ الَّذي وسِع سمعُه الأصواتَ ، لقد جاءت المجادِلةُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم تُكلِّمُه وأنا في ناحيةِ البيتِ ما أسمعُ ما تقولُ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا [ المجادلة : 1 ] إلى آخرِ الآيةِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 355 التخريج : أخرجه النسائي (3460 )، وابن ماجة (188 )، وأحمد (24241 )، واخرجه البخاري (9/117) معلقا
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة المجادلة عقيدة - إثبات صفات الله تعالى قرآن - أسباب النزول أدعية وأذكار - حمد الله في كل الأحوال إيمان - توحيد الأسماء والصفات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

8 - لمَّا قسمَ رسولُ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - سبايا بَني المصطَلقِ وقعَت جُوَيْريةُ بنتُ الحارثِ في السَّهمِ، لِثابتِ بنِ قيسِ بنِ الشَّمَّاسِ - أو لابنِ عمٍّ لَهُ - وَكاتَبتهُ على نفسِها، وَكانت امرأةً حلوةً مَلاحةً لا يراها أحدٌ إلَّا أخذت بنفسِهِ، فأتَت رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ تستعينُهُ في كتابتِها ، قالَت: فواللَّهِ ما هوَ إلَّا أن رأيتُها على بابِ حجرتي فكَرِهْتُها، وعرفتُ أنَّهُ سيَرى منها ما رأيتُ، فَدخلتُ عليهِ، فقالَت: يا رسولَ اللَّهِ، أَنا جوَيْريةُ بنتُ الحارثِ بنِ أبي ضرارٍ سيِّدِ قومِهِ، وقد أصابَني منَ البَلاءِ ما لم يخَفَ عليكَ، فوقَعتُ في السَّهمِ لثابتِ بنِ قيسِ بنِ الشَّمَّاسِ، أو لابنِ عمٍّ لَهُ. فَكاتَبتُهُ على نَفسي، فَجِئْتُكَ أستَعينُكَ على كِتابَتي. قالَ: فَهَل لَكِ في خيرٍ من ذلِكَ ؟. قالت: وما هوَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ: أقضي كتابتَكِ وأتزوَّجُكِ قالت: نعَم يا رسولَ اللَّهِ. قالَ: قد فعلتُ. قالت: وخرجَ الخبرُ إلى النَّاسِ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ تزوَّجَ جوَيْريةَ بنتَ الحارثِ، فقالَ النَّاسُ: أصهارُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليهِ وعلَى آلِهِ وسلَّمَ فأرسَلوا ما بأيديهِم، فقالَت: فلقَد أَعتقَ بتزويجِهِ إيَّاها مائةَ أَهْلِ بيتٍ من بَني المصطلِقِ، فما أعلَمُ امرأةً كانت أعظمَ برَكَةً على قومِها مِنها.

9 - قعَدنا نفرًا من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ فتذاكَرنا فقُلنا: لو نعلمُ أي الأعمالِ أحبُّ إلى اللَّهِ لعملناه، فأنزلَ اللَّهُ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ [الصف: 1-2] قال عبدُ اللَّهِ بن سلامٍ: فقرأها علَينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلَّمَ قال أبو سلَمةَ: فقرأَها علينا ابنُ سلامٍ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن سلام | المحدث : الوادعي | المصدر : الفتاوى الحديثية للوادعي
الصفحة أو الرقم : 2/206 التخريج : أخرجه الترمذي (3309)، والدارمي (2435) كلاهما بلفظه مطولًا، والحاكم (2384)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (3907) كلاهما بلفظ مقارب مطولًا .
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الصف علم - فضل مجالس العلم والذكر قرآن - أسباب النزول مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إحسان - الحث على الأعمال الصالحة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

10 - خرَجَ أبو طالبٍ إلى الشَّامِ، وخرَجَ معه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم في أشياخٍ مِن قُريشٍ. فلمَّا أشْرَفوا على الرَّاهبِ ، هبَطوا فحَلُّوا رِحالَهم ، فخرَجَ إليهمُ الرَّاهبُ ، وكانوا قبلَ ذلك يمرُّونَ به فلا يخرُجُ إليهم ولا يلتفِتُ. قال: فهم يَحُلُّونَ رِحالَهم، فجعَلَ يتخلَّلُهم الرَّاهبُ ، حتَّى جاء فأخَذَ بيَدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، فقال: هذا سيِّدُ العالمينَ، هذا رسولُ ربِّ العالمينَ، يبعَثُه اللهُ رحمةً للعالمينَ، فقال له أشياخٌ مِن قُريشٍ: ما علْمُك؟ فقال: إنَّكم حين أشْرَفْتم مِن العقبةِ، لم يبْقَ حجَرٌ ولا شجَرٌ إلَّا خرَّ ساجدًا، ولا يسجُدانِ إلَّا لِنبيٍّ، وإنِّي أعرِفُه بخاتمِ النُّبوَّةِ- أسفَلَ مِن غُضروفِ كَتِفِه- مِثْلِ التُّفَّاحةِ. ثمَّ رجَعَ فصنَعَ لهم طعامًا، فلمَّا أتاهم به فكان هو في رِعْيَةِ الإبلِ، فقال: أَرْسِلوا إليه، فأقبَلَ وعليه غمامةٌ تُظِلُّه، فلمَّا دنا مِن القومِ وجَدَهم قد سبَقُوه إلى فَيْءِ الشَّجرةِ، فلمَّا جلَسَ مال فَيْءُ الشَّجرةِ عليه، فقال: انْظروا إلى فَيْءِ الشَّجرةِ مال عليه. قال: فبَيْنما هو قائمٌ عليهم وهو يُناشِدُهم ألَّا يذْهَبوا به إلى الرُّومِ؛ فإنَّ الرُّومَ إنْ رَأَوه عَرَفوه بالصِّفةِ فيقْتُلونه، فالْتفَتَ فإذا بسبعةٍ قد أقْبَلوا مِن الرُّومِ، فاستقبَلَهم، فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا، إنَّ هذا النَّبيَّ خارِجٌ في هذا الشَّهرِ، فلم يَبْقَ طريقٌ إلَّا بُعِثَ إليه بأُناسٍ، إنَّا قد أُخْبِرْنا خبَرَه، فبُعِثْنا إلى طريقِك هذا، فقال: هل خلفكم أحدٌ هو خيرٌ منكم؟ قالوا: إنَّما أُخْبِرْنا خبَرَه بطريقِك هذا. قال: أفرأَيْتُم أمرًا أراد اللهُ أنْ يقضِيَه، هل يستطيعُ أحدٌ مِن النَّاسِ رَدَّه؟ قالوا: لا. قال: فبايَعُوه وأقاموا معه. قال: أنْشُدُكم اللهَ، أيُّكم وليُّه؟ قالوا: أبو طالبٍ. وبعَثَ معه أبو بكرٍ بلالًا، وزوَّدَه الرَّاهبُ مِن الكعْكِ والزَّيتِ.

11 - علَّمَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم خُطبةَ الحاجةِ: إنَّ الحمدَ للهِ، نحمَدُه ونستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفُسِنا، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له, ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ, وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 854 التخريج : أخرجه أبو داود (2118)، وابن ماجه (1892)، وأحمد (3720) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - خطبة الحاجة اعتصام بالسنة - تعليم النبي السنن لأصحابه علم - تعليم الناس وفضل ذلك
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

12 - أَتَيتُ على حُذَيفةَ بنِ اليمانِ وهو يُحدِّثُ عن ليلةِ أُسرِيَ بمحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو يقولُ: فانطلَقتُ -أو فانطلَقْنا- فلقينا حتى أَتَيْنا على بيتِ المقدِسِ، فلم يدخُلاه. قال: قلتُ: بل دخَلَه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ ليلتئذٍ وصلَّى فيه. قال: ما اسمُكَ يا أصلَعُ، فإنِّي أعرِفُ وجهَكَ، ولا أدري ما اسمُكَ؟ قال: قلتُ: أنا زِرُّ بنُ حُبَيشٍ. قال: فما علمُكَ بأنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ صلَّى فيه ليلتئذٍ؟ قال: قلتُ: القرآنُ يُخبِرُني بذلك. قال: مَن تكلم بالقرآن فلَجَ ، اقرَأْ. قال: فقرأتُ: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} [الإسراء: 1] قال: فلم أجِدْ: صلَّى فيه. قال: يا أصلَعُ هل تجِدُ: صلَّى فيه؟ قال: قلتُ: لا. قال: واللهِ، ما صلَّى فيه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ ليلتئذٍ، لو صلَّى فيه لَكُتِبَ عليكم صلاةٌ فيه، كما كُتِبَ عليكم صلاةٌ في البيتِ العَتيقِ، واللهِ ما زال البُراقُ حتى فُتِحتْ لهما أبوابُ السماءِ، فرَأَيا الجنَّةَ والنارَ ووَعْدَ الآخرةِ أجمَعَ، ثمَّ عادا عَوْدَهما على بَدْئِهما. قال: ثمَّ ضحِكَ حتى رأَيتُ نواجِذَه . قال: ويُحدِّثونَ أنَّه لَربَطَه ليفِرَّ منه، وإنَّما سخَّرَه له عالمُ الغَيبِ والشهادةِ. قال: قلتُ: أبا عبدِ اللهِ، أيُّ دابَّةٍ البُراقُ؟ قال: دابَّةٌ أبيَضُ طويلٌ هكذا، خَطْوُه مدَّ البصَرِ.

خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : معاذ بن جبل | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 2/173 التخريج : أخرجه الترمذي (2390)، وأحمد (22080)
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عام رقائق وزهد - الحب في الله إيمان - كلام الله بر وصلة - التودد إلى الإخوان جنائز وموت - فضل موت الشهادة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

14 - ليسَ منَّا مَن خبَّبَ امرأةً على زوجِها، أو عَبدًا على سيِّدِهِ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح ، رجاله رجال الصحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1278 التخريج : أخرجه أبو داود (2175) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (9214)، وأحمد (9157) مطولاً بنحوه
التصنيف الموضوعي: آداب عامة - الأخلاق المذمومة آداب عامة - لا ضرر ولا ضرار رقائق وزهد - الترهيب من مساوئ الأعمال مظالم - آثار المعاصي والمظالم على العبد مناقب وفضائل - بعض من ذمهم النبي وذم أفعالهم
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

15 - مُرَّ على النَّبيِّ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - بجنازةٍ، فأُثْنيَ عليها خيرًا في مَناقبِ الخيرِ، فقالَ : وجبَت ثمَّ مرُّوا عليهِ بأخرى، فأُثْنيَ عليها شرًّا في مَناقبِ الشَّرِّ، فقالَ : وجبَت، إنَّكم شُهَداءُ اللَّهِ في الأرضِ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1313 التخريج : أخرجه أبو داود (3233)، والنسائي (1933)، وابن ماجه (1492) واللفظ له، وأحمد (7552)
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - الثناء على الجنازة والعكس مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار مناقب وفضائل - فضائل جمع من الصحابة والتابعين
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

16 - إن من عبادِ اللهِ عبادًا يَغبطُهم الأنبياءُ والشهداءُ قيل : من هم لعلنا نُحبُّهم ؟ قال : هم قومٌ تحابُّوا بنورِ اللهِ من غيرِ أرحامٍ ولا أنسابٍ, وجوهُهم نورٌ على منابرَ من نورٍ, لا يخافون إن خاف الناسُ, ولا يحزنون إن حزن الناسُ ثم قرأ : {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }.

17 - كُنْتُ جالِسًا وسُلَيْمانُ بنُ صُرَدٍ وخالِدُ بنُ عُرفُطةَ، فذَكَروا أنَّ رَجُلًا تُوفِّيَ، ماتَ ببَطْنِه، فإذا هُما يَشْتَهيانِ أن يكونا شُهَداءَ جِنازتِه، فقالَ أحَدُهما للآخَرِ: أَلَمْ يَقُلْ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: «مَن يَقتُلْه بَطْنُه فلن يُعذَّبَ في قَبْرِه»، فقالَ الآخَرُ: بَلى.

18 - إنَّ من عبادِ اللهِ عبادًا ليسوا بأنبياءَ يَغبطُهم الأنبياءُ والشهداءُ قيل : من هم ؟ لعلنا نُحبُّهم قال : هم قومٌ تحابُّوا بنورِ اللهِ من غيرِ أرحامٍ ولا أنسابٍ وجوهُهم نورٌ على منابرَ من نورٍ, لا يخافون إذا خاف الناسُ, ولا يحزنون إن حزن الناسُ ثم قرأ : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }.

19 - انطلَقتُ في وفدِ بَني عامرٍ إلى رسولِ اللَّهِ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلَى آلِه وسلَّمَ - فقُلنا : أنتَ سيِّدُنا ؟ فقالَ : السَّيِّدُ اللَّهُ قُلنا وأفضَلُنا فَضلًا وأعظَمُنا طَولًا فقالَ قولوا بقولِكُم أو بعضِ قولِكُم ولا يستَجرِينَّكمُ الشَّيطانُ
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : عبدالله بن الشخير | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 585 التخريج : أخرجه أبو داود (4806) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10075) باختلاف يسير، وأحمد (16359) بنحوه
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - حفظ الجوارح آداب الكلام - دعوى الجاهلية والمفاخرة والتعيير بالآباء إيمان - الجن والشياطين إيمان - توحيد الأسماء والصفات رقائق وزهد - الوصايا النافعة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

20 - إنَّ مِن عِبادِ اللهِ عِبادًا ليسوا بأَنْبِياءَ، يَغبِطُهم الأَنْبِياءُ والشُّهَداءُ»، قيلَ: مَن هُمْ، لَعلَّنا نُحِبُّهم؟ قالَ: «هُمْ قَوْمٌ تَحابُّوا بنورِ اللهِ مِن غَيْرِ أرْحامٍ ولا انْتِسابٍ، وُجوهُهم نورٌ على مَنابِرَ مِن نورٍ، لا يَخافونَ إذا خافَ النَّاسُ، ولا يَحزَنونَ إذا حَزِنَ النَّاسُ»، ثُمَّ قَرَأَ: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

21 - يُحمَلُ النَّاسُ على الصِّراطِ يَوْمَ القِيامةِ، فتَقادَعُ بِهم جَنَبةُ الصِّراطِ تَقادُعَ الفَراشِ في النَّارِ، قالَ: فيُنَجِّي اللهُ تَبارَكَ وتَعالى برَحْمتِه مَن يَشاءُ، قالَ: ثُمَّ يُؤذَنُ للمَلائِكةِ والنَّبيِّينَ والشُّهَداءِ أن يَشفَعوا، فيَشفَعونَ ويُخرِجونَ، ويَشفَعونَ ويُخرِجونَ، ويَشفَعونَ ويُخرِجونَ -وزادَ عفَّانُ مَرَّةً فقالَ: أيضًا: ويَشفَعونُ ويُخرِجونَ- مَن كانَ في قَلْبِه ما يَزِنُ ذَرَّةً مِن إيمانٍ.
خلاصة حكم المحدث : حسن
الراوي : أبو بكرة نفيع بن الحارث | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 1172 التخريج : أخرجه أحمد (20440) بلفظه، وابن أبي شيبة (34193)، والطبراني في ((المعجم الصغير)) (929)، والبيهقي في ((البعث والنشور)) (501) والبزار (3671) جميعا باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جهنم - ذكر من يخرج من النار من أهل التوحيد قيامة - الشفاعة قيامة - الصراط إيمان - الملائكة قيامة - أهوال يوم القيامة
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

22 - سألتني أمي : متى عهدُك ؟ تعني بالنبيِّ – صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم – فقلتُ : ما لي به عهدٌ منذ كذا وكذا فنالت مني فقلتُ لها : دعيني آتي النبيَّ – صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم – فأصلِّيَ معه المغربَ وأسألَه أنْ يستغفرَ لي ولكِ، فأتيتُ النبيَّ – صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم – فصلَّيتُ معه المغربَ فصلَّى حتى صلَّى العشاءَ ثم انفتلَ فتبعتُه فسمع صوتي فقال : من هذا حذيفةُ ؟ قلتُ : نعم، قال : ما حاجتُك غفر اللهُ لك ولأمِّك قال : إن هذا ملكٌ لم ينزلِ الأرضَ قطُّ قبل هذه الليلةِ استأذن ربَّه أن يسلمَ عليَّ ويبشِّرني بأنَّ فاطمةَ سيدةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ.
خلاصة حكم المحدث : [ذكره في الصحيح المسند]
الراوي : حذيفة بن اليمان | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 298
التصنيف الموضوعي: مناقب وفضائل - حذيفة بن اليمان فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - دعاء النبي لبعض الناس

23 - إنَّ اللَّهَ أمرَ يحي بنَ زَكَريَّا بخَمسِ كلماتٍ أن يعمَلَ بِها ويأمرَ بني إسرائيلَ أن يعمَلوا بِها. وأنَّهُ كادَ أن يُبْطِئَ بِها، قالَ عيسى: إنَّ اللَّهَ أمرَكَ بخمسِ كلِماتٍ لتَعملَ بِها وتأمرَ بني إسرائيلَ أن يعمَلوا بِها، فإمَّا أن تأمُرَهُم، وإمَّا أنْ آمرَهُم، فقالَ يحي: أخشى إن سبقتَني بِها أن يُخسَفَ بي أو أُعذَّبَ، فجمعَ النَّاسَ في بيتِ المقدسِ، وامتَلأَ المسجدُ وقعَدوا على الشُّرفِ، فقالَ: إنَّ اللَّهَ أمرَني بخَمسِ كلِماتٍ أن أعملَ بِهِنَّ، وآمرَكُم أن تعمَلوا بِهِنَّ: أوَّلُهُنَّ أن تعبُدوا اللَّهَ ولا تُشرِكوا بِهِ شيئًا، وأنَّ مَثَلَ من أشرَكَ باللَّهِ كمَثلِ رجلٍ اشترى عبدًا مِن خالِصِ مالِهِ بذَهَبٍ أو ورِقٍ، فقالَ: هذِهِ داري وَهَذا عمَلي فاعمَل وأدِّ فَكانَ يعمَلُ ويؤدِّي إلى غيرِ سيِّدِهِ، فأيُّكم يَرضى أن يَكونَ عبدُهُ كذلِكَ ؟ وإنَّ اللَّهَ أمرَكُم بالصَّلاةِ، فإذا صلَّيتُمْ فلا تلتفِتوا فإنَّ اللَّهَ ينصِبُ وجهَهُ لوَجهِ عبدِهِ في صَلاتِهِ ما لم يلتَفِت، وآمرُكُم بالصِّيامِ، فإنَّ مَثلَ ذلِكَ كمَثَلِ رجلٍ في عِصابةٍ معَهُ صرَّةٌ فيها مِسكٌ، فَكُلُّهُم يُعجِبُ ريحُها، وإنَّ ريحَ الصَّائمِ أطيبُ عندَ اللَّهِ من ريحِ المسكِ، وآمرُكُم بالصَّدقةِ فإنَّ مَثلَ ذلِكَ كمَثلِ رجلٍ أسرَهُ العدوُّ، فأوثَقوا يدَهُ إلى عنقِهِ وقدَّموهُ ليضرِبوا عنقَهُ، فقالَ: أَنا أَفديهِ منكُم بالقليلِ والكَثيرِ، ففدا نفسَهُ منهم، وآمرُكُم أن تذكُروا اللَّهَ فإنَّ مَثلَ ذلِكَ كمَثلِ رجلٍ خرجَ العدوُّ في إثرِهِ سُرُعًا إذا أتى علَى حصنٍ حصينٍ فأحرزَ نفسَهُ منهم، كذلِكَ العَبدُ لا يُحرِزُ منَ الشَّيطانِ إلَّا بذِكْرِ اللَّهِ، قالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ وأَنا آمرُكُم بخَمسٍ أمرَني بِهِنَّ، السَّمعُ والطَّاعةُ والجِهادُ والهجرةُ والجماعةُ، فإنَّهُ مَن فارقَ الجماعةَ قيدَ شبرٍ فقد خلعَ رِبقةَ الإسلامِ من عُنقِهِ إلَّا أن يُراجِعَ، ومن ادَّعى دعوى الجاهليَّةِ فإنَّهُ من جُثِيِّ جَهَنَّمَ، فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ إن صلَّى وصامَ ؟ فقالَ: وإن صلَّى وصامَ، فادعوا بدَعوى اللَّهِ الَّذي سمَّاكمُ المسلِمينَ المؤمنينَ، عبادَ اللَّهِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط مسلم
الراوي : الحارث بن الحارث الأشعري | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم : 285
التصنيف الموضوعي: أنبياء - عيسى أنبياء - يحيى اعتصام بالسنة - الأمر بلزوم الجماعة إيمان - توحيد الألوهية إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

24 - إنَّ اللهَ أمر يحيَى بنَ زكريَّا بخمسِ كلماتٍ أن يعمَلَ بها، ويأمرَ بني إسرائيلَ أن يعملوا بها وإنَّه كاد أن يُبطِئَ بها، قال عيسَى : إنَّ اللهَ أمرك بخمسِ كلماتٍ لتعملَ بها وتأمرَ بني إسرائيلَ أن يعملوا بها فإمَّا أن تأمُرَهم وإمَّا أن آمُرَهم ؟ فقال يحيَى : أخشَى إن سبقتَني بها أن يُخسَفَ بي أو أُعذَّبَ، فجمع النَّاسَ في بيتِ المقدسِ فامتلأ المسجدُ وقعدوا على الشُّرُفِ فقال : إنَّ اللهَ أمرني بخمسِ كلماتٍ أن أعملَ بهنَّ وآمُرَكم أن تعملوا بهنَّ. أوَّلُهنَّ أن تعبدوا اللهَ ولا تُشرِكوا به شيئًا. وإنَّ مثلَ من أشرك باللهِ كمثلِ رجلٍ اشترَى عبدًا من خالصِ مالِه بذهبٍ أو ورِقٍ فقال : هذه داري وهذا عملي، فاعمَلْ وأَدِّ إليَّ فكان يعملُ ويُؤدِّي إلى غيرِ سيِّدِه. فأيُّكم يرضَى أن يكونَ عبدُه كذلك ؟ وإنَّ اللهَ أمركم بالصَّلاةِ فإذا صلَّيتم فلا تلتفِتوا، فإنَّ اللهَ ينصِبُ وجهَه لوجهِ عبدِه في صلاتِه ما لم يلتفِتْ. وآمُرُكم بالصِّيامِ فإنَّ مثلَ ذلك كمثلِ رجلٍ في عصابةٍ معه صُرَّةٌ فيها مِسكٌ، فكلُّهم يُعجَبُ أو يُعجِبُه ريحُها وإنَّ ريحَ الصَّائمِ أطيبُ عند اللهِ من ريحِ المِسكِ. وآمُرُكم بالصَّدقةِ فإنَّ مثلَ ذلك كمثلِ رجلٍ أسَره العدوُّ فأوثقوا يدَه إلى عنقِه وقدَّموه ليضرِبوا عنقَه. فقال : أنا أفديه منكم بالقليلِ والكثيرِ ففدَى نفسَه منهم. وآمُرُكم أن تذكروا اللهَ فإنَّ مثلَ ذلك كمثلِ رجلٍ خرج العدوُّ في أثرِه سِراعًا حتَّى أتَى على حصنٍ حصينٍ فأحرز نفسَه منهم كذلك العبدُ لا يحرَزُ نفسَه من الشَّيطانِ إلَّا بذِكرِ اللهِ. قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : وأنا آمُرُكم بخمسٍ اللهُ أمرني بهنَّ : السَّمعُ والطَّاعةُ والجهادُ والهجرةُ والجماعةُ، فإنَّه من فارق الجماعةَ قيْدَ شِبرٍ فقد خلع رِبقةَ الإسلامِ عن عُنقِه إلَّا أن يُراجِعَ، ومن ادَّعَى دعوَى الجاهليَّةِ فإنَّه من جِثيِّ جهنَّمَ. فقال رجلٌ : يا رسولَ اللهِ وإن صلَّى وصام ؟ فقال : وإن صلَّى وإن صام فادْعوا بدعوَى اللهِ الَّذي سمَّاكم المسلمين المؤمنين عبادَ اللهِ
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : الحارث بن الحارث الأشعري | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة
الصفحة أو الرقم : 460
التصنيف الموضوعي: أدعية وأذكار - فضل الذكر أنبياء - يحيى صدقة - فضل الصدقة والحث عليها صلاة - النظر في الصلاة صيام - فضل الصيام
| أحاديث مشابهة | شرح حديث مشابه

25 - عن عبدِ اللهِ بنِ عباسٍ قال : حدَّثني سلمانُ الفارسيُّ حديثَه من فيه قال : كنتُ رجلًا فارسيًّا مِن أهلِ أصبهانَ ، ومِن أهلِ قريةٍ منها يُقالُ لها : جي. وكان أبي دهقانَ قريتِه. وكنتُ أحَبَّ خلقِ اللهِ إليه. فلم يزَلْ به حبُّه إياي حتى حبسني في بيتِه، أي ملازمَ النارِ، كما تُحبَسُ الجاريةُ. وأجهدتُ في المجوسيةِ حتى كنتُ قطنَ النارِ الذي يوقِدُها لا يترُكُها تخبو ساعةً قال : وكانتْ لأبي ضيعةٌ عظيمةٌ قال : فشُغِل في بُنيانٍ له يومًا فقال لي : يا بُنَيَّ إني شُغِلتُ في بنيانٍ هذا اليومَ عن ضَيعَتي، فاذهَبْ فاطَّلِعْها، وأمَرني فيها ببعضِ ما يريدُ. فخرَجتُ أريدُ ضَيعتَه، فمرَرتُ بكنيسةٍ من كنائسِ النصارى، فسمِعتُ أصواتَهم فيها وهم يصلُّونَ، وكنتُ لا أدري ما أمرُ الناسِ لحبسِ أبي إياي في بيتِه. فلما مرَرتُ بهم وسمِعتُ أصواتَهم، دخَلتُ عليهِم أنظُرُ ما يصنَعونَ. قال : فلما رأيتُهم أعجَبَني صلاتُهم ورغِبتُ في أمرِهم وقلتُ : هذا واللهِ خيرٌ منَ الدينِ الذي نحن عليه. فواللهِ ما تركتُهم حتى غرَبَتِ الشمسُ. وتركتُ ضيعةَ أبي ولم آتِها. فقلتُ لهم : أين أصلُ هذا الدينِ ؟ قالوا : بالشامِ قال : ثم رجَعتُ إلى أبي وقد بعَث في طلبي وشغَلتُه عن عملِه كلِّه. قال فلما جِئتُه قال : أي بُنَيَّ أين كنتَ ؟ ألم أكُنْ عهِدتُ إليكَ ما عهِدتُ قال قلتُ : يا أبَتِ مرَرتُ بناسٍ يصلُّونَ في كنيسةٍ لهم، فأعجَبَني ما رأيتُ من دينِهم، فواللهِ ما زِلتُ عندَهم حتى غرَبَتِ الشمسُ قال : أي بُنَيَّ ليس في ذلك الدينِ خيرٌ. دينُكَ ودينُ آبائِكَ خيرٌ منه. قال قلتُ : كلا واللهِ إنه خيرٌ من ديننِا قال : فخافَني فجعَل في رِجلي قيدًا، ثم حبسَني في بيتِه قال : وبعَثتُ إلى النصارى فقلتُ لهم : إذ قدِم عليكم رَكبٌ منَ الشامِ، تجارٌ منَ النصارى، فأخبِروني بهِم قال : فقدِم عليهِم رَكبٌ منَ الشامٍ تجارٌ منَ النصارى قال : فأخبَروني بهم قال فقلتُ لهم : إذ قضَوا حوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بلادِهم فآذِنوني بهم قال : فلما أرادوا الرَّجعَةَ إلى بلادِهم أخبَروني بهم. فألقيتُ الحديدَ مِن رِجلي، ثم خرَجتُ معهم حتى قدِمتُ الشامَ. فلما قدِمْتُها قلتُ : مَن أفضلُ أهلِ هذا الدينِ قالوا : الأسقُفُ في الكنيسةِ قال : فجِئتُه فقلتُ : إني قد رغِبتُ في هذا الدينِ وأحبَبتُ أن أكونَ معكَ أخدمُكَ في كنيستِكَ وأتعلَّمُ منكَ وأصلِّي معكَ قال : فادخُلْ فدخَلتُ معه قال : فكان رجلَ سوءٍ يأمُرُهم بالصدقةِ ويُرَغِّبُهم فيها. فإذا جمَعوا إليه منها أشياءَ اكتَنَزه لنفسِه، ولم يُعطِه المساكينَ، حتى جمَع سبعَ قلالٍ من ذهبٍ وورِقٍ قال : وأبغَضتُه بُغضًا شديدًا لِما رأيتُه يَصنَعُ. ثم مات فاجتمعَتْ إليه النصارى ليَدفِنوه فقلتُ لهم : إنَّ هذا كان رجلَ سوءٍ يأمُرُكم بالصدقةِ ويُرَغِّبُكم فيها، فإذا جِئتُموه بها اكتَنَزها لنفسِه ولم يُعطِ المساكينَ منها شيئًا قالوا : وما عِلمُكَ بذلك ؟ قال : قلتُ : أنا أدُلُّكم على كَنزِه قالوا : فدُلَّنا عليه قال : فأريتُهم مَوضِعَه قال : فاستَخرَجوا منه سبعَ قلالٍ مملوءةٍ ذهبًا وورِقًا. فلما رأَوها قالوا : واللهِ لا نَدفِنُه أبدًا. فصلَبوه ثم رجَموه بالحجارةِ، ثم جاءوا برجلٍ آخرَ فجعَلوه بمكانِه. قال يقولُ سلمانُ فما رأيتُ رجلًا لا يصلِّي الخمسَ، أرى أنه أفضلَ منه، أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرةِ ولا أدأَبَ ليلًا ونهارًا منه قال : فأحبَبتُه حُبًّا لم أحِبَّه مَن قبلَه، وأقَمتُ معه زمانًا. ثم حضرَتْه الوفاةُ فقلتُ له : يا فلانُ إني كنتُ معكَ وأحبَبتُكَ حبًّا لم أحِبَّه مَن قبلَكَ، وقد حضَركَ ما ترى من أمرِ اللهِ فإلى مَن توصي بي ؟ وما تأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما أعلمُ أحدًا اليومَ على ما كنتُ عليه. لقد هلَك الناسُ وبدَّلوا وترَكوا أكثرَ ما كانوا عليه، إلا رجلًا بالموصلِ، وهو فلانٌ. فهو على ما كنتُ عليه، فالحَقْ به قال : فلما مات وغُيِّبَ لحِقتُ بصاحبِ الموصلِ فقلتُ له، يا فلانُ، إنَّ فلانًا أوصاني عندَ موتِه أن ألحَق بكَ، وأخبَرني أنكَ على أمرِه. قال فقال لي أقِمْ عندي فأقَمتُ عندَه، فوجَدتَه خيرَ رجلٍ على أمرِ صاحبِه. فلم يَلبَثْ أن مات فلما حضرَتْه الوفاةُ قلتُ له : يا فلانُ، إنَّ فلانًا أوصى بي إليكَ، وأمرَني باللحوقِ بكَ، وقد حضَرك منَ اللهِ، عزَّ وجلَّ، ما ترى فإلى مَن توصي بي وتأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما أعلمُ رجلًا على مثلِ ما كنا عليه إلا رجلًا بنصيبينَ، وهو فلانٌ فالحَقْ به. قال : فلما مات وغُيِّبَ لحِقتُ بصاحبِ نَصيبينَ، فجِئتُه فأخبَرتُه بخبري وما أمرَني به صاحبي قال : فأقِمْ عندي فأقَمتُ عندَه، فوجَدتُه على أمرِ صاحبَيه. فأقَمتُ مع خيرِ رجلٍ، فواللهِ ما لبِث أن نزَل به الموتُ. فلما حُضِر قلتُ له : يا فلانُ إنَّ فلانًا كان أوصى بي إلى فلانٍ ثم أوصى بي فلانٌ إليكَ. فإلى مَن توصي بي ؟ وما تأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما نعلمُ أحدًا بقي على أمرِنا آمُرُكَ أن تأتيَه، إلا رجلًا بعَموريةَ، فإنه بمثلِ ما نحن عليه، فإن أحبَبتَ فأتِه قال : فإنه على أمرِنا. قال : فلما مات وغُيِّبَ، لحِقتُ بصاحبِ عَموريةَ، وأخبَرتُه خبري فقال : أقِمْ عندي، فأقَمتُ مع رجلٍ على هديِ أصحابِه وأمرِهم. قال : واكتسَبتُ حتى كان لي بقراتٌ وغُنَيمةٌ قال : ثم نزَل به أمرُ اللهِ فلما حُضِر قلتُ : يا فلانُ إني كنتُ مع فلانٍ فأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ، وأوصى بي فلانٌ إلى فلانٍ، ثم أوصى بي فلانٌ إليكَ، فإلى مَن توصي بي وما تأمُرُني ؟ قال : أيْ بُنَيَّ واللهِ ما أعلمُه أصبَح على ما كنا عليه أحدٌ منَ الناسِ آمُرُكَ أن تأتيَه. ولكنَّه قد أظلَّكَ زَمانُ نبيٍّ هو مبعوثٌ بدينِ إبراهيمَ، يخرُجُ بأرضِ العربِ مُهاجِرًا إلى أرضٍ بين حرَّتَينِ، بينهما نخلٌ، به علاماتٌ لا تَخفى. يأكُلُ الهديةَ ولا يأكُلُ الصدقةَ، بين كتِفَيه خاتَمُ النبوةِ. فإنِ استَطَعتَ أن تَلحَقَ بتلك فافعَلْ. قال : ثم مات وغُيِّبَ، فمكَثتُ بعَموريةَ ما شاء اللهُ أن أمكُثَ، ثم مرَّ بي نفَرٌ من كلبٍ، تجارًا فقلتُ لهم : تَحمِلوني إلى أرضِ العربِ وأُعطيكم بقَراتي هذه وغُنيمَتي هذه ؟ قالوا : نعم. فأعطَيتُهموها وحمَلوني حتى إذا قدِموا بي واديَ القِرى ، ظلَموني فباعوني من رجلٍ من يهودَ عبدًا. فمكَثتُ عندَه، ورأيتُ النخلَ، ورجَوتُ أن تكونَ البلدَ الذي وصَف لي صاحبي، ولم يحِقَّ لي في نفسي، فبينما أنا عندَه، قدِم عليه ابنُ عمٍّ له منَ المدينةِ من بني قُرَيظَةَ فابتاعني منه، فاحتمَلني إلى المدينةِ، فواللهِ ما هو إلا أن رأيتُها فعرَفتُها بصفةِ صاحبي بها فأقَمتُ بها وبعَث اللهُ رسولَه فأقام بمكةَ ما أقام، لا أسمَعُ له بذكرٍ، مع ما أنا فيه من شغلِ الرِّقِّ. ثم هاجَر إلى المدينةِ فواللهِ إني لفي رأسِ عِذقٍ لسيدي أعمَلُ فيه بعضَ العملِ، وسيدي جالسٌ، إذ أقبَل ابنُ عمٍّ له حتى وقَف عليه فقال فلانُ قاتَل اللهُ بني قيلةَ. واللهِ إنهم الآنَ لمجتمِعونَ بقُباءَ على رجلٍ قدِم عليهم من مكةَ اليومَ، يزعُمونَ أنه نبيٌّ قال : فلما سمِعتُها أخَذَتْني العرواءُ حتى ظنَنتُ أنني سأسقُطُ على سيدي قال : ونزَلتُ عنِ النخلةِ فجعَلتُ أقولُ لابنِ عمِّه ذلك : ماذا تقولُ ماذا تقولُ ؟ قال : فغضِب سيدي، فلكَمني لكمةً شديدةً ثم قال : ما لَكَ ولهذا، أقبِلْ على عملِكَ ؟ قال قلتُ : لا شيءَ إنما أرَدتُ أن أستَثبِتَ عما قال. وقد كان عندي شيءٌ قد جمَعتُه. فلما أمسَيتُ أخَذتُه ثم ذهَبتُ به إلى رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – وهو بقُباءَ، فدخَلتُ عليه فقلتُ له : إنه قد بلَغني أنَّكَ رجلٌ صالحٌ، ومعكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجةٍ، وهذا شيءٌ كان عندي للصدقةِ فرأيتُكم أحقَّ به من غيرِكم قال : فقرَّبتُه إليه فقال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – لأصحابِه : كُلوا، وأمسَك يدَه فلم يأكُلْ. قال فقلتُ في نفسي : هذه واحدةٌ، ثم انصرَفتُ عنه فجمَعتُ شيئًا، وتحوَّل رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – إلى المدينةِ ثم جِئتُ به فقلتُ : إني رأيتُكَ لا تأكُلُ الصدقةَ، وهذه هديةٌ أكرَمتُكَ بها قال : فأكَل رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – منها وأمَر أصحابَه فأكَلوا معه. قال فقلتُ في نفسي : هاتانِ اثنَتانِ. ثم جِئتُ رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – وهو ببقيعِ الغَرقَدِ قال : وقد تبِع جنازةَ رجلٍ من أصحابِه عليه شملتانِ له، وهو جالسٌ في أصحابِه. فسلَّمتُ عليه ثم استدَرتُ أنظُرُ إلى ظهرِه، هل أرى الخاتَمَ الذي وصَف لي صاحبي، فلما رآني رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – استدَرتُه، عرَف أني أستَثبِتُ في شيءٍ وُصِف لي قال : فألقى رِداءَه عن ظهرِه، فنظَرتُ إلى الخاتَمِ فعرَفتُه. فانكبَبتُ عليه أُقَبِّلُه وأبكي فقال لي رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم –تحوَّلْ فتحوَّلتُ، فقصَصتُ عليه حديثي كما حدَّثتُكَ يا ابنَ عباسٍ قال : فأعجَب رسولَ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – أن يسمَعَ ذلك أصحابُه، ثم شغَل سلمانَ الرقُّ، حتى فاته مع رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – بدرٌ وأحُدٌ. قال لي رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – : كاتِبْ يا سلمانُ. فكاتَبتُ صاحبي على ثلاثمائةِ نخلةٍ أُحيِيها له بالفقيرِ، وبأربعينَ أوقيةً ، قال رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – أعينوا أخاكم فأعانوني بالنخلِ، الرجلُ بثلاثينَ وديةً، والرجلُ بعشرينَ، والرجلُ بخمسَ عشرةَ، والرجلُ بعشرٍ، يعني الرجلُ بقدْرِ ما عندَه، حتى اجتمعَتْ لي ثلاثُمائةِ وديةٍ. فقال لي رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – اذهَبْ يا سلمانُ ففقِّرْ لها، فإذا فرَغتَ فائتِني أكونُ أنا أضعُها بيدي ففقَّرتُ لها وأعانني أصحابي. حتى إذا فرَغتُ منها، جِئتُه فأخبَرتُه. فخرَج رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – معي إليها. فجعَلْنا نقربُ له الوديَ ويضَعُه رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – بيدِه. فوالذي نفسُ سلمانَ بيدِه، ما ماتتْ منها وديةٌ واحدةٌ. فأدَّيتُ النخلَ وبقي عليَّ المالُ. فأتى رسولُ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – بمثلِ بيضةِ دجاجةٍ، من ذهبٍ، من بعضِ المَغازي فقال : ما فعَل الفارسيُّ المكاتَبُ ؟ قال : فدُعيتُ له فقال : خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سلمانُ فقلتُ : وأين تقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ مما عليَّ ؟ قال : خُذْها فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ، سيؤدِّي بها عنكَ قال : فأخَذتُها فوزَنتُ لهم منها، والذي نفسُ سلمانَ بيدِه، أربعينَ أوقيةً ، فأوفَيتُهم حقَّهم وعُتِقتُ. فشهِدتُ مع رسولِ اللهِ – صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم – الخِندقَ ثم لم يَفُتْني معه مَشهَدٌ.

26 - كنتُ رجُلًا فارِسيًّا مِن أهلِ أصبَهانَ مِن أهلِ قَريةٍ منها يُقالُ لها جَيٌّ، وكان أبي دِهْقانَ قَريَتِه، وكنتُ أحَبَّ خَلقِ اللهِ إليه، فلم يَزَلْ به حُبُّه إيَّايَ حتى حَبَسَني في بَيتِه، أُلازِمُ النارَ، كما تُحبَسُ الجاريةُ، وأجهَدتُ في المَجوسيَّةِ حتى كنتُ قَطَنَ النارِ الذي يُوقِدُها، لا يَترُكُها تَخبو ساعةً. قال: وكانتْ لأبي ضَيْعةٌ عَظيمةٌ، قال: فشُغِلَ في بُنيانٍ له يَومًا، فقال لي: يا بُنَيَّ، إنِّي قد شُغِلتُ في بُنيانٍ هذا اليَومَ، فاذهَبْ فاطَّلِعْها. وأمَرَني فيها ببعضِ ما يُريدُ، فخَرَجتُ أُريدُ ضَيعَتَه، فمَرَرتُ بكَنيسةٍ مِن كَنائسِ النَّصارى، فسمِعتُ أصواتَهم فيها وهم يُصَلُّونَ، وكنتُ لا أدْري ما أمْرُ الناسِ؛ لحَبسِ أبي إيَّاي في بَيتِه، فلمَّا مَرَرتُ بهم وسمِعتُ أصواتَهم دَخَلتُ عليهم أنظُرُ ما يَصنَعونَ، قال: فلمَّا رأَيتُهم أعجَبَتْني صَلاتُهم، ورَغِبتُ في أمْرِهم، وقلتُ: هذا واللهِ خَيرٌ مِن الدِّينِ الذي نحنُ عليه. فوَاللهِ ما تَرَكتُهم حتى غَرَبتِ الشَّمسُ، وتَرَكتُ ضَيعةَ أبي، ولم آتِها، فقلتُ لهم: أينَ أصْلُ هذا الدِّينِ؟ قالوا: بالشَّامِ. قال: ثمَّ رَجَعتُ إلى أبي وقد بعَثَ في طَلَبي، وشَغَلتُه عن عَمَلِه كلِّه. قال: فلمَّا جِئتُه قال: أيْ بُنَيَّ، أينَ كُنتَ؟ ألم أكُنْ عَهِدتُ إليكَ ما عَهِدتُ؟ قال: قلتُ: يا أبتِ، مَرَرتُ بناسٍ يُصَلُّونَ في كَنيسةٍ لهم، فأعجَبني ما رأَيتُ مِن دِينِهم؛ فوَاللهِ ما زِلتُ عندَهم حتى غَرَبتِ الشَّمسُ. قال: أيْ بُنَيَّ، ليسَ في ذلكَ الدِّينِ خَيرٌ، دِينُكَ ودِينُ آبائكَ خَيرٌ منه. قال: قلتُ: كَلَّا واللهِ، إنَّه خَيرٌ مِن دِينِنا. قال: فخافَني، فجعَلَ في رِجلَيَّ قَيدًا، ثمَّ حَبَسَني في بَيتِه. قال: وبَعَثتُ إلى النَّصارى فقلتُ لهم: إذا قَدِمَ عليكم رَكبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى فأخبِروني بهم. قال: فقَدِمَ عليهم رَكبٌ مِن الشَّامِ تُجَّارٌ مِن النَّصارى، قال فأخبَروني بهم، قال: فقلتُ لهم: إذا قَضَوْا حَوائجَهم وأرادوا الرَّجعةَ إلى بِلادِهم فآذِنوني بهم. قال: فلمَّا أرادوا الرَّجعةَ إلى بِلادِهم أخبَروني بهم، فألقَيتُ الحَديدَ مِن رِجلَيَّ، ثمَّ خَرَجتُ معهم حتى قَدِمتُ الشَّامَ، فلمَّا قَدِمتُها قلتُ: مَن أفضَلُ أهلِ هذا الدِّينِ؟ قالوا: الأُسْقُفُّ في الكَنيسةِ. قال: فجِئتُه فقلتُ: إنِّي قد رَغِبتُ في هذا الدِّينِ، وأحبَبتُ أنْ أكونَ معكَ أخدُمُكَ في كَنيسَتِكَ، وأتَعَلَّمُ منكَ وأُصلِّي معكَ. قال: فادخُلْ. فدَخَلتُ معه. قال: فكانَ رجُلَ سَوْءٍ، يأمُرُهم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُهم فيها، فإذا جَمَعوا إليه منها أشياءَ اكتَنَزَه لنَفْسِه ولم يُعطِه المَساكينَ، حتى جَمَعَ سَبعَ قِلالٍ مِن ذَهَبٍ ووَرِقٍ. قال: وأبغَضتُه بُغضًا شَديدًا لمَا رأَيتُه يَصنَعُ، ثمَّ ماتَ، فاجتَمَعتْ إليه النَّصارى ليَدفِنوه، فقلتُ لهم: إنَّ هذا كان رجُلَ سَوءٍ، يأمُرُكم بالصَّدَقةِ ويُرَغِّبُكم فيها، فإذا جِئتُموه بها اكتَنَزَها لنَفْسِه ولم يُعطِ المَساكينَ منها شَيئًا. قالوا: وما عِلمُكَ بذلكَ؟ قال: قلتُ: أنا أدُلُّكم على كَنزِه. قالوا: فدُلَّنا عليه، قال: فأرَيتُهم مَوضِعَه. قال: فاستَخرَجوا منه سَبعَ قِلالٍ مَملوءةٍ ذَهَبًا ووَرِقًا، فلمَّا رأوْها قالوا: واللهِ لا نَدفِنُه أبَدًا. فصَلَبوه، ثمَّ رَجَموه بالحِجارةِ، ثمَّ جاؤوا برجُلٍ آخَرَ فجَعَلوه مَكانَه. قال: يقولُ سَلمانُ: فما رأَيتُ رجُلًا لا يُصَلِّي الخَمسَ أُرَى أنَّه أفضَلُ منه، أزهَدُ في الدُّنيا، ولا أرغَبُ في الآخِرةِ، ولا أدأَبُ لَيلًا ونَهارًا منه، قال: فأحبَبتُه حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قبلَه، وأقَمتُ معه زَمانًا، ثمَّ حَضَرَتْه الوَفاةُ، فقلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كنتُ معكَ وأحبَبتُكَ حُبًّا لم أُحِبَّه مَن قبلَكَ، وقد حَضَرَكَ ما تَرى مِن أمْرِ اللهِ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُ أحَدًا اليَومَ على ما كنتُ عليه، لقد هلَكَ الناسُ وبدَّلوا وتَرَكوا أكثَرَ ما كانوا عليه، إلَّا رجُلًا بالمَوصِلِ، وهو فُلانٌ، فهو على ما كنتُ عليه؛ فالحَقْ به. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ المَوصِلِ. فقلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا أوصاني عِندَ مَوتِه أنْ ألحَقَ بكَ، وأخبَرَني أنَّكَ على أمْرِه. قال: فقال لي: أقِمْ عِندي. فأقَمتُ عندَه فوَجَدتُه خَيرَ رجُلٍ على أمْرِ صاحِبِه، فلم يَلبَثْ أنْ ماتَ، فلمَّا حَضَرَتْه الوَفاةُ قلتُ له: يا فُلانُ. إنَّ فُلانًا أوصى بي إليكَ، وأمَرَني باللُّحوقِ بكَ، وقد حضَرَكَ مِن اللهِ عَزَّ وجَلَّ ما تَرى، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُ رجُلًا على مِثلِ ما كُنَّا عليه إلَّا رجُلًا بنَصيبينَ، وهو فُلانٌ، فالحَقْ به. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ نَصيبينَ، فجِئتُه فأخبَرتُه بخَبَري وما أمَرَني به صاحِبَيَّ. قال: فأقِمْ عِندي. فأقَمتُ عندَه، فوَجَدتُه على أمْرِ صاحِبَيْه، فأقَمتُ مع خَيرِ رجُلٍ، فوَاللهِ ما لَبِثَ أنْ نزَلَ به المَوتُ، فلمَّا حَضَرَ قلتُ له: يا فُلانُ، إنَّ فُلانًا كان أوْصى بي إلى فُلانٍ، ثمَّ أوْصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما نَعلَمُ أحَدًا بَقيَ على أمْرِنا آمُرُكَ أنْ تأتيَه إلَّا رجُلًا بعَمُّوريَّةَ؛ فإنَّه بمِثلِ ما نحنُ عليه، فإنْ أحبَبتَ فأْتِه. قال: فإنَّه على أمْرِنا. قال: فلمَّا ماتَ وغُيِّبَ لَحِقتُ بصاحِبِ عَمُّوريَّةَ وأخبَرتُه خَبَري، فقال: أقِمْ عِندي. فأقَمتُ مع رجُلٍ على هَديِ أصحابِه وأمْرِهم. قال: واكتَسَبتُ حتى كان لي بَقَراتٌ وغُنَيمةٌ، قال: ثمَّ نزَلَ به أمْرُ اللهِ، فلمَّا حَضَرَ قلتُ له: يا فُلانُ، إنِّي كنتُ مع فُلانٍ، فأوْصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، وأوصى بي فُلانٌ إلى فُلانٍ، ثمَّ أوصى بي فُلانٌ إليكَ، فإلى مَن تُوصي بي؟ وما تأمُرُني؟ قال: أيْ بُنَيَّ، واللهِ ما أعلَمُه أصبَحَ على ما كُنَّا عليه أحَدٌ مِن الناسِ آمُرُكَ أنْ تأتيَه، ولكِنَّه قد أظَلَّكَ زَمانُ نَبيٍّ هو مَبعوثٌ بدِينِ إبراهيمَ، يَخرُجُ بأرضِ العَرَبِ مُهاجِرًا إلى أرضٍ بينَ حَرَّتينِ بَينَهما نَخلٌ به عَلاماتٌ لا تَخفى، يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدَقةَ، بينَ كَتِفَيْه خاتَمُ النُّبُوَّةِ، فإنِ استَطَعتَ أنْ تَلحَقَ بتلك البِلادِ فافعَلْ. قال: ثمَّ ماتَ وغُيِّبَ، فمَكَثتُ بعَمُّوريَّةَ ما شاءَ اللهُ أنْ أمكُثَ، ثمَّ مَرَّ بي نَفَرٌ مِن كَلبٍ تُجَّارًا، فقلت لهم: تَحمِلوني إلى أرضِ العَرَبِ وأُعطيكم بَقَراتي هذه وغُنَيمَتي هذه؟ قالوا: نعَمْ. فأعطَيتُهموها، وحَمَلوني، حتى إذا قَدِموا بي واديَ القُرى ظَلَموني، فباعوني مِن رجُلٍ مِن يَهودَ عبدًا، فكنتُ عندَه ورأَيتُ النَّخلَ، ورَجَوتُ أنْ تَكونَ البَلَدَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، ولم يَحِقْ لي في نَفْسي، فبَينَما أنا عندَه قَدِمَ عليه ابنُ عَمٍّ له مِن المَدينةِ مِن بني قُرَيظةَ، فابتاعَني منه، فاحتَمَلَني إلى المَدينةِ، فوَاللهِ ما هو إلَّا أنْ رأَيتُها فعَرَفتُها بصِفةِ صاحِبي، فأقَمتُ بها، وبعَثَ اللهُ رسولَه، فأقامَ بمَكَّةَ ما أقامَ، لا أسمَعُ له بذِكرٍ مع ما أنا فيه مِن شُغْلِ الرِّقِّ، ثمَّ هاجَرَ إلى المَدينةِ، فوَاللهِ إنِّي لَفي رأْسِ عَذقٍ لسَيِّدي أعمَلُ فيه بعضَ العَمَلِ، وسَيِّدي جالِسٌ؛ إذْ أقبَلَ ابنُ عَمٍّ له حتى وَقَفَ عليه، فقال: فُلانُ، قاتَلَ اللهُ بني قَيْلةَ، واللهِ إنَّهمُ الآنَ لَمُجتَمِعونَ بقُباءٍ على رجُلٍ قَدِمَ عليهم مِن مَكَّةَ اليَومَ يَزعُمونَ أنَّه نَبيٌّ. قال: فلمَّا سمِعتُها أخَذَتْني العُرَواءُ حتى ظَنَنتُ سأسقُطُ على سَيِّدي، قال: ونَزَلتُ على النَّخلةِ، فجَعَلتُ أقولُ لابنِ عَمِّه ذلكَ: ماذا تَقولُ؟ قال: فغَضِبَ سَيِّدي، فلَكَمَني لَكمةً شَديدةً، ثمَّ قال: ما لكَ ولِهذا، أقبِلْ على عَمَلِكَ. قال: قلتُ: لا شيءَ، إنَّما أرَدتُ أنْ أستَثبِتَ عَمَّا قال. وقد كان عِندي شيءٌ قد جَمَعتُه، فلمَّا أمسَيتُ أخَذتُه، ثمَّ ذَهَبتُ به إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو بقُباءٍ، فدَخَلتُ عليه، فقلتُ له: إنَّه قد بلَغَني أنَّكَ رجُلٌ صالِحٌ، ومعكَ أصحابٌ لكَ غُرَباءُ ذَوو حاجةٍ، وهذا شيءٌ كان عِندي للصَّدَقةِ، فرأَيتُكم أحَقَّ به مِن غَيرِكم. فقَرَّبتُه إليه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ لأصحابِه: كُلوا. وأمسَكَ يَدَه، فلم يأكُلْ. قال: فقلتُ في نَفْسي: هذه واحِدةٌ. ثمَّ انصَرَفتُ عنه فجَمَعتُ شَيئًا، وتَحَوَّلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ إلى المَدينةِ، ثمَّ جِئتُ به، فقلتُ: إنِّي قد رأَيتُكَ لا تأكُلُ الصَّدَقةَ، وهذه هَديَّةٌ أكرَمتُكَ بها. قال: فأكَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ منها، وأمَرَ أصحابَه، فأكَلوا معه، قال: فقلتُ في نَفْسي: هاتانِ اثنَتانِ. ثمَّ جِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ وهو ببَقيعِ الغَرْقَدِ، قال: وقد تَبِعَ جِنازةً مِن أصحابِه، عليه شَملَتانِ له، وهو جالِسٌ في أصحابِه، فسَلَّمتُ عليه، ثمَّ استَدَرتُ أنظُرُ إلى ظَهرِه هل أرَى الخاتَمَ الذي وَصَفَ لي صاحِبي، فلمَّا رآني رسولُ اللهِ استَدَرتُه عَرَفَ أنِّي أستَثبِتُ في شيءٍ وُصِفَ لي. قال: فألقى رِداءَه عن ظَهرِه، فنَظَرتُ إلى الخاتَمِ فعَرَفتُه، فانكَبَبتُ عليه أُقَبِّلُه وأبكي. فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: تَحَوَّلْ. فتَحَوَّلتُ فقَصَصتُ عليه حديثي كما حَدَّثتُكَ يا ابنَ عَبَّاسٍ. قال: فأَعجَبَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ أنْ يَسمَعَ ذلكَ أصحابُه. ثمَّ شغَلَ سَلمانَ الرِّقُّ حتى فاتَه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بَدرٌ وأُحُدٌ. قال: ثمَّ قال لي رسولُ اللهِ: كاتِبْ يا سَلمانُ. فكاتَبتُ صاحِبي على ثلاثِ مئةِ نَخلةٍ أُحْييها له بالفَقيرِ، وبأربَعينَ أُوقيَّةً . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ لأصحابِه: أَعِينوا أخاكم. فأعانوني بالنَّخلِ، الرجُلُ بثلاثينَ وَديَّةً، والرجُلُ بعِشرينَ، والرجُلُ بخَمسَ عَشْرةَ، والرجُلُ بعَشْرٍ؛ يَعني: الرجُلُ بقَدرِ ما عندَه، حتى اجتَمَعتْ لي ثلاثُ مئةِ وَديَّةٍ. فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ: اذهَبْ يا سَلمانُ ففَقِّرْ لها، فإذا فَرَغتَ فأْتِني أكونُ أنا أضَعُها بيَدي. ففَقَّرتُ لها، وأعانَني أصحابي، حتى إذا فَرَغتُ منها جِئتُه، فأخبَرتُه، فخرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ معي إليها، فجَعَلْنا نُقَرِّبُ له الوَديَّ ويَضَعُه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بيَدِه، فوَالذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه ما ماتَ منها وَديَّةٌ واحِدةٌ، فأدَّيتُ النَّخلَ وبَقيَ علَيَّ المالُ، فأُتيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ بمِثلِ بَيضةِ الدَّجاجِ مِن ذَهَبٍ مِن بعضِ المَغازي، فقال: ما فعَلَ الفارِسيُّ المُكاتَبُ؟ قال: فدُعيتُ له، فقال: خُذْ هذه فأدِّ بها ما عليكَ يا سَلمانُ. فقلتُ: وأينَ تَقَعُ هذه يا رسولَ اللهِ ممَّا علَيَّ. قال: خُذْها؛ فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ سيُؤَدِّي بها عنكَ، قال: فأخَذتُها فوَزَنتُ لهم منها، والذي نَفْسُ سَلمانَ بيَدِه أربَعينَ أُوقيَّةً ، فأوفَيتُهم حَقَّهم، وأُعتِقتُ، فشَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّمَ الخَندَقَ، ثمَّ لم يَفُتْني معه مَشهَدٌ.