الموسوعة الحديثية

نتائج البحث

1 - إنَّ في جهنَّمَ واديًا، في ذلك الوادي بِئْرٌ يُقالُ له: هَبْهبُ، حقًّا على اللهِ أنْ يُسكِنَه كلَّ جبَّارٍ، فإيَّاكَ أنْ تكونَ ممَّن يَسكُنُه.

2 - إنَّ في جهنَّمَ واديًا يُقالُ له: هَبْهَبٌ، حقًّا على اللهِ أنْ يُسكِنَه كلَّ جبَّارٍ، فإيَّاك يا بِلالُ أنْ تكونَ ممَّن يَسكُنُه.

3 - لَيَرْعُفَنَّ جبَّارٌ مِن جَبابرةِ بني أُميَّةَ على مِنْبري هذا. قال: فحَدَّثني مَن رأى عمرَو بنَ سعيدِ بنِ العاصِ رعَفَ على مِنْبرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى سالَ الدَّمُ على الدَّرجِ؛ دَرَجِ المِنْبرِ.

4 - تَخرُجُ عُنقٌ مِن النَّارِ يومَ القيامةِ، لها لِسانٌ تَكلَّمُ به، فتقولُ: إنِّي وُكِّلْتُ بثلاثةٍ: مَن جعَلَ مع اللهِ إلهًا آخَرَ، وبكلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ، ومَن قتَلَ نفْسًا بغيرِ حقٍّ، فتَنْطوي عليهم، فتَطرَحُهم في غَمراتِ جهنَّمَ.

5 - إذا جمَعَ اللهُ النَّاسَ في صَعيدٍ واحدٍ يومَ القيامةِ، أقبَلَتِ النَّارُ تركَبُ بعضُها بعضًا، وخزَنَتُها يَكُفُّونَها، وهي تقولُ: وعِزَّةَ ربِّي، لَيُخَلَّيَنَّ بيني وبين أزْواجي، أو لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عُنقًا واحدًا، فيقولونَ: ومَن أزواجُكِ؟ فتقولُ: كلُّ مُتكبِّرٍ جبَّارٍ كَفورٍ، فتُخرِجُ لِسانَها، فتَلْتقِطُهم به مِن بيْن ظَهرانيِ النَّاسِ، فتَقذِفُهم فيها، ثمَّ تَستأخِرُ، ثمَّ تُقبِلُ يَركَبُ بعضُها بعضًا، وخزَنَتُها يَكُفُّونَها، وهي تقولُ: وعِزَّةَ ربِّي، لَيُخَلَّيَنَّ بيْني وبيْن أزْواجي، أو لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عُنقًا واحدًا، فيقولونَ: ومَن أزواجُكِ؟ فتقولُ: كلُّ جبَّارٍ كَفورٍ، فتَلْتقِطُهم بلِسانِها مِن بيْن ظَهرانيِ النَّاسِ، فتَقذِفُهم في جَوفِها، ثمَّ تَستأخِرُ، ثمَّ يَركَبُ بعضُها بَعضًا، وخزَنَتُها يَكُفُّونَها، وهي تقولُ: وعِزَّةَ ربِّي، لَيُخَلَّيَنَّ بيْني وبيْن أزْواجي، أو لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عُنقًا واحدًا، فيقولونَ: ومَن أزواجُكِ؟ فتقولُ: كلُّ مُختالٍ فَخورٍ، فتَلتقِطُهم بلِسانِها، فتَقذِفُهم في جَوفِها، ثمَّ تَستأخِرُ، ويَقْضي اللهُ بيْن العِبادِ.

6 - أنَّ عمرَ رضِيَ اللهُ عنه قام في النَّاس خطيبًا مدخَلَهم الشَّامَ بالجابيةِ، فقال: تعلَّموا القُرآنَ تُعْرَفوا به، واعْمَلوا به تكونوا مِن أهْلِه، فإنَّه لم يُبَلِّغْ منزلةَ ذي حَقٍّ أنْ يُطاعَ في معصيةِ اللهِ، واعلَموا أنَّه لا يُقَرِّبُ مِن أجَلٍ ولا يُبْعِدُ مِن رِزقٍ قولٌ بحَقٍّ وتذكيرُ عظيمٍ، واعلموا أنَّ بينَ العَبدِ وبين رزقِه حجابًا، فإنْ صبَرَ أتاه رِزقُه، وإنِ اقتحَمَ هتَكَ الحجابَ ولم يُدْرِكْ فوق رزقِه. فأدِّبوا الخيلَ وانتَضِلوا وانتَعِلوا، وتسوَّكوا وتَمَعْدَدوا. وإيَّاكم وأخلاقَ العجَمِ ومُجاورةَ الجبَّارينَ، وأنْ يُرَى بين أظهُرِكم صليبٌ، وأنْ تجلِسُوا على مائدةٍ يُشْرَبُ عليها الخمرُ، وتدخلوا الحمَّامَ بغيرِ إزارٍ، وتَدَعوا نِساءَكم يدخُلْنَ الحمَّاماتِ؛ فإنَّ ذلك لا يحِلُّ. وإيَّاكم أنْ تَكسِبوا مِن عقدِ الأعاجِمِ بعدَ نُزولِكم في بلادِهم ما يحبِسُكم في أرضِهم؛ فإنَّكم تُوشِكون أنْ تَرْجعوا إلى بلادِكم. وإيَّاكم والصغارَ أنْ تَجْعلوه في رِقابِكم. وعليكم بأموالِ العربِ الماشيةِ، تَزُولون بها حيث زُلْتُم. واعْلَموا أنَّ الأشربةَ تُصْنَعُ مِن ثلاثةٍ: مِن الزَّبيبِ، والعسلِ، والتمرِ، فما عُتِّقَ منه فهو خمرٌ لا يحِلُّ. واعلموا أنَّ اللهَ لا يُزكِّي ثلاثةَ نفرٍ ولا ينظُرُ إليهم، ولا يُقرِّبهم يومَ القيامةِ، ولهم عذابٌ أليمٌ: رجُلٌ أعطى إمامَه صفقةً يُريدُ بها الدُّنيا، فإنْ أصابها وفَّى له، وإنْ لم يُصِبْها لم يُوَفِّ له، ورجُلٌ خرَجَ بسِلْعتِه بعد العصرِ، فَحَلَف بها لقدْ أعطَى بها كذا، فاشتُرِيتْ لقَولِه. وسِبابُ المُسلمِ فُسوقٌ، وقِتالُه كُفرٌ. ولا يحِلُّ لك أنْ تهجُرَ أخاك فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ. ومَن أتى ساحرًا أو كاهنًا أو عرَّافًا، فصدَّقَه بما يقولُ؛ فقد كفَرَ بما أُنْزِلَ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

7 - إنَّ كلَّ نَبِيٍّ قد أنذَرَ قَومَه الدَّجَّالَ، ألَا وإنَّه قد أكَلَ الطَّعامَ، ألَا إنِّي عاهِدٌ إليكم فيه عهْدًا لم يَعهَدْهُ نَبِيٌّ إلى أُمَّتِه، ألَا وإنَّ عَينَهُ اليُمْنى مَمسوحةٌ كأنَّها نُخاعةٌ في جانبِ حائطٍ، ألَا وإنَّ عينَهُ اليُسرى كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ ، معه مِثْلُ الجنَّةِ والنَّارِ؛ فالنَّارُ رَوضةٌ خضراءُ، والجنَّةُ غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، وبيْن يَدَيه رجُلانِ يُنذِرانِ أهْلَ القُرى كلِّها، غيرَ مكَّةَ والمدينةِ حُرِّمَتا عليه، والمُؤمنونَ مُتفرِّقونَ في الأرضِ، فيَجمَعُهم اللهُ، فيقولُ رجُلٌ منهم: واللهِ لَأنطلِقَنَّ، فلَأنْظُرَنَّ هذا الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيقولُ له أصحابُه: إنَّا لا نَدَعُك تأْتيهِ، ولو علِمْنا أنَّه لا يَفتِنُك لَخلَّيْنا سبيلَك، ولكنَّا نخافُ أنْ يَفتِنَك فتَتْبَعَهُ، فيأْبى إلَّا أنْ يأْتِيَهُ، فيَنطلِقُ حتَّى إذا أتى أدْنى مَسْلحةٍ مِن مَسالحِهِ، أخَذوهُ فسَألوهُ: ما شأْنُه؟ وأين يُريدُ؟ فيقولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الكذَّابَ، فيقولونَ: أنت تقولُ ذلك؟! فيكتُبونَ إليه: إنَّا أخذْنَا رجُلًا يقولُ: كذا وكذا، فنَقتلُهُ أمْ نَبعَثُ به إليك؟ فيقولُ: أرْسِلوا به إليَّ، فانطَلَقوا به إليه، فلمَّا رآهُ عرَفَه بنَعْتِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له: أنت الدَّجَّالُ الكذَّابُ الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له الدَّجَّالُ: أنت الَّذي تقولُ ذلك؟ لَتُطِيعُني فيما آمُرُك به، أو لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فيُنادي العبْدُ المُؤمِنُ في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فمَدَّ رِجْلَيه، ثمَّ أمَرَ بحَديدةٍ، فوُضِعَت على عجَبِ ذَنَبِه، فشَقَّه شِقَّينِ، ثمَّ قال الدَّجَّالُ لِأوليائِه: أرأيتُمْ إنْ أحيَيْتُ هذا، ألسْتُم تَعلمونَ أنِّي ربُّكم؟ فيقولونَ: نعمْ، فيأخُذُ عصًا، فيَضرِبُ إحدى شِقَّيْه، أو الصَّعيدَ، فاسْتَوى قائمًا، فلمَّا رأى ذلك أولياؤُهُ صَدَّقوه وأحَبُّوه، وأيْقَنوا به أنَّه ربُّهم واتَّبَعوه، فيقولُ الدَّجَّالُ للعبْدِ المُؤمنِ: ألَا تُؤمِنُ بي؟ فقال: أنا الآنَ فيكَ أشَدُّ بصيرةً ، ثمَّ نادى في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، مَن أطاعَهُ فهو في النَّارِ، ومَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، فقال الدَّجَّالُ: لَتُطِيعُني أو لَأذبحَنَّك، فقال: واللهِ لا أُطِيعُك أبدًا؛ إنَّك لأنتَ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فاضْطجعَ، وأمَرَ بذَبْحِه، فلا يَقدِرُ عليه ولا يُسلَّطُ عليه إلَّا مرَّةً واحدةً، فأخَذَ بيَدَيْهِ ورِجْليه، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وهي غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك الرَّجلُ أقرَبُ أُمَّتي مِنِّي، وأرفَعُهم دَرجةً يومَ القيامةِ. قال أبو سعيدٍ: كان يَحسَبُ أصحابُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ذلك الرَّجلَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ، حتَّى مَضى لِسَبيلِه رضِيَ اللهُ عنه. قلْتُ: فكيف يَهلِكُ؟ قال: اللهُ أعلَمُ، قلْتُ: إنَّ عيسى ابنَ مَريمَ هو يُهلِكُه، قال: اللهُ أعلَمُ، غيرَ أنَّ اللهَ يُهلِكُه ومَن معه، قلْتُ: فماذا يكونُ بعْدَه؟ قال: حدَّثَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النَّاسَ يَغرِسونَ مِن بعْدِه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ، قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ الدَّجَّالِ؟ قال: نعمْ، فيَمكُثونَ ما شاء اللهُ أنْ يَمْكُثوا، ثمَّ يُفْتَحُ يأْجوجُ ومأْجوجُ ، فيُهلِكونَ مَن في الأرضِ إلَّا مَن تعلَّقَ بحِصْنٍ، فلمَّا فَرَغوا مِن أهْلِ الأرضِ، أقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، فقالوا: إنَّما بقِيَ مَن في الحُصونِ ومَن في السَّماءِ، فيَرْمُونَ سِهامَهم، فخرَّتْ عليهم مُنغمِرةً دمًا، فقالوا: قدِ استرحتُمْ ممَّن في السَّماءِ، وبقِيَ مَن في الحُصونِ، فحاصَروهم حتَّى اشتَدَّ عليهم الحَصْرُ والبلاءُ، فبيْنما هم كذلك إذ أرسَلَ اللهُ عليهم نَغَفًا في أعناقِهم، فقصَمَتْ أعناقَهم، فمال بعضُهم على بعضٍ مَوتى، فقال رجُلٌ منهم: قتَلَهم اللهُ وربِّ الكعبةِ، قالوا: إنَّما يَفعلونَ هذا مُخادَعةً، فنَخرُجُ إليهم، فيُهلِكُونا كما أهْلَكوا إخوانَنا، فقال: افتَحوا لي البابَ، فقال أصحابُه: لا نَفتَحُ، فقال: دَلُّوني بحَبْلِ، فلمَّا نزَلَ وجَدَهم موتَى، فخرَجَ النَّاسُ مِن حُصونِهم. فحَدَّثني أبو سَعيدٍ: أنَّ مَواشِيَهم جعَلَ اللهُ لهم حياةً يَقْضَمونها ما يَجِدون غيرَها. قال: وحَدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ النَّاسَ يَغرِسون بعْدَهم الغُروسَ ويتَّخِذون الأموالَ. قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ يأجوجَ ومأْجوجَ؟ قال: نعمْ، حدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فبيْنما هم في تِجارَتِهم، إذ نادى مُنادٍ مِن السَّماءِ: أتى أمْرُ اللهِ، ففَزِعَ مَن في الأرضِ حين سَمِعوا الدَّعوةَ، وأقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، وفَزِعوا فزَعًا شديدًا، ثمَّ أقْبَلوا بعْدَ ذلك على تِجارَتِهم وأسواقِهم وضِياعِهم، فبيْنما هم كذلك إذ نُودوا ناديةً أُخرى: يا أيُّها النَّاسُ، أتى أمْرُ اللهِ، فانطَلَقوا نحوَ الدَّعوةِ الَّتي سَمِعوا، وجعَلَ الرَّجلُ يَفِرُّ مِن غنَمِهِ وبَيعِه، ودَخَلوا في مَواشيهم، وعندَ ذلك عُطِّلَتِ العِشارُ، فبيْنما هم كذلك يَسْعَون قِبَلَ الدَّعوةِ، إذ لَقُوا اللهَ في ظُللٍ مِن الغَمامِ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]، فمَكَثوا ما شاء اللهُ، {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}، ثمَّ يَجِيءُ بجهنَّمَ لها زَفيرٌ وشَهيقٌ، ثمَّ جاء آتٍ؛ عُنُقٌ مِن النَّارِ يَسيرُ، يُكلِّمُ يقولُ: إنِّي وُكِّلْتُ اليومَ بثلاثٍ: إنِّي وُكِّلْتُ بكلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ، ومَن دعَا مع اللهِ إلهًا آخَرَ، ومَن قتَلَ نفْسًا بغَيرِ نفْسٍ، فتُطْوى عليهم، فتَقْذِفُهم في غَمراتِ جهنَّمَ. وحدَّثَني: أنَّها أشَدُّ سَوادًا مِن اللَّيلِ، ثمَّ يُنادي آدَمَ، فيقولُ: لبَّيكَ وسَعْدَيك، فيُقالُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِن ولَدِك، قال: يا ربِّ وما هو؟ قال: مِن كلِّ ألْفٍ تِسعُ مئةٍ وتِسعةٌ وتِسعونَ إلى النَّارِ، وواحدٌ إلى الجنَّةِ، فذلك حين شابَ الوِلدانِ. وكَبُرَ ذلك في صُدورِنا حتَّى عرَفَهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وُجوهِنا، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْشِروا؛ فإنَّ مَن سِواكم -أهْلَ الشِّرْكِ- كَثيرٌ، ويُحْبَسُ النَّاسُ حتَّى يَبلُغَ العرَقُ يَدَيْهُم، فبيْنما هم كذلك إذ عرَفَ رجُلٌ أباهُ وهو مُؤمِنٌ وأبوهُ كافرٌ، فقال: يا أبَهْ، ألمْ أكُنْ آمُرُك أنْ تُقدِّمَ ليَومِك هذا؟ فقال: يا بُنَيَّ، اليومَ لا أعْصيكَ شيئًا، والأُمَمُ جُثوًّا، كلُّ أُمَّةٍ على ناحيتِها، فأتى اليهودُ، فقِيلَ لهم: ما كنتُم تَعْبُدون؟ قالوا: كنَّا نَعبُدُ كذا وكذا، فقيل له وقِيلَ لهم: رِدُوا، فوَرَدوا يَحْسَبونه ماءً، فوَجَدوا اللهَ فوفَّاهم حِسابَه، واللهُ سَريعُ الحسابِ، ثمَّ فُعِلَ بالنَّصارى والمجوسِ وسائرِ الأُمَمِ ما فُعِلَ باليهودِ، ثمَّ أتى المُسلمونَ، فقيل لهم: مَن ربُّكم؟ فقالوا: اللهُ ربُّنا، قِيل: ومَن نَبِيُّكم؟ قالوا: نَبِيُّنا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى الصِّراطِ مَحاجِنُ مِن حَديدٍ، والملائكةُ يَختطِفونَ رِجالًا، فيُلْقونَهم في جهنَّمَ، وجعَلَتِ المحاجِنُ تُمسِكُ رِجالًا تأْكُلُهم النَّارُ، إلَّا صُورةَ وَجْهِه لا تَمسُّه النَّارُ، فإذا خلُصَ مِن جهنَّمَ ما شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، وخلُصَ ذلك الرَّجلُ بأبِيه فيمَن خلُصَ، قِيل له: هذه الجنَّةُ، فادخُلْ مِن أيِّ أبوابِها شِئْتَ، وأرسِلْ هذا الرَّجلَ، فقال: ربِّ، هذا أبي، ووصَّيتَ لي ألَّا تُخْزِيَني، فشَفِّعْني في أبي، فقيل: انظُرْ أسفَلَ منك، فإذا هو بدابَّةٍ خَبيثةِ الرِّيحِ، تُشبِهُ اللَّوْنَ في مَراغةٍ خَبيثةٍ. فرَأيتُه مُمْسِكًا بأنْفِه وَجَبْهتِه، قال: يقولُ ذلك الرَّجلُ وهو آخِذٌ بأنْفِه وَجبْهَتِه مِن خُبْثِ رِيحِه: أيْ ربِّ، ليس هذا أبي، فأُخِذَ أبوهُ، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وحرَّمَ اللهُ الجنَّةَ على الكافرينَ، فلمَّا خلُصَ مَن شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، تَفقَّدَ النَّاسُ بعضُهم بعضًا، فقالوا: ربَّنا، إنَّ رِجالًا كانوا يُصلُّونَ ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ فقيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخْرِجُوه، فوَجَدوا المحاجِنَ الَّتي على الصِّراطِ قد أمسَكَتْ رِجالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعْرَفُ بها، فالْتَبَسوا، فأُلْقُوا على الجنَّةِ، قالوا: ربَّنا نحن الآنَ في مَسألتِنا أشَدُّ رَغبةً، أرأيتَ رِجالًا كانوا يُصلُّون ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ قيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخرِجُوهُ، فثَلَجَتْ حتَّى بَرُدَتْ على المُؤمنينَ، فدَخَلوا ووَجَدوا الَّذين تَخطَفُهم الملائكةُ يَمينًا وشِمالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعرَفُ بها، فألْبَسوهم، فأخْرَجُوهم، فأَلْقُوهم على بابِ الجنَّةِ. قال: وحدَّثَني أنَّ نَبِيَّ اللهَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ألَا كلُّ نَبِيٍّ قد أُعْطِيَ عطيَّةً ويُنجِزُها، وإنِّي اختَبَأْتُ عَطيَّتي شَفاعةً لِأُمَّتي يومَ القيامةِ، ووُضِعَتِ الموازينُ، وأُذِنَ في الشَّفاعةِ، فأُعْطِيَ كلُّ مَلَكٍ، أو نَبِيٍّ، أو صِدِّيقٍ، أو شَهيدٍ شفاعَتَهُ حتَّى يَرْضى، فقال لهم ربُّهم: أقدْ رَضِيتُم؟ قالوا: نعمْ، قد رَضِينا ربَّنا، قال: أنا أرحَمُ بخَلْقي منكم، أخْرِجوا مِن النَّارِ مَن في قَلبِه وزْنُ خَردلةٍ مِن إيمانٍ، فأُخْرِجَ مِن ذلك شَيءٌ لا يَعْلَمُ بعَددِه إلَّا اللهُ، فأُلْقُوا على بابِ الجنَّةِ، فأرسَلَ عليهم مِن ماءِ الجنَّةِ، فيَنْبُتون فيها نَباتَ الثَّعاريرِ ، وأُدْخِلَ الَّذين أُخْرِجوا مِن النَّارِ الجنَّةَ كلُّهم إلَّا رجُلًا واحدًا، وأُغْلِقَ بابُ الجنَّةِ دُونَه، ووَجْهُه تِلْقاءَ النَّارِ، فقال ذلك الرَّجلُ: يا ربِّ، لا أكونُ أشْقى خَلْقِك، بلِ اصْرِفْ وَجْهي عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فقِيل له: لعلَّك تسأَلُ غيرَ هذا؟ فقال: لا، فصَرَفَ وَجْهَه عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فيقولُ: أيْ ربِّ، قَرِّبني مِن هذا البابِ، ألْزَقُ به وأكونُ في ظِلِّه، فقِيل له: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لا تسأَلُ شيئًا إلَّا أنْ يُصرَفَ وَجْهُك عن النَّارِ؟ قال: يا ربِّ، لا أسأَلُك غيرَ هذا، فقُرِّبَ إلى البابِ، فلَزِقَ به، فكان في ظلِّه، ففُرِجَ مِن البابِ فُرجةٌ إلى الجنَّةِ. فحدَّثَني أنَّ فيها شِراط أبيضَ، في أدناهُ شَجرةٌ، وفي أوسَطِه شَجرةٌ، وفي أقصاهُ شَجرةٌ، فقال: يا ربِّ، أَدْنِني مِن هذه الشَّجرةِ، فأكونَ في ظِلِّها، فقِيلَ لهُ: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لستَ تَسأَلُ شيئًا؟ قال: يا ربِّ، أسأَلُك هذا، ثمَّ لا أسأَلُك غيرَه، قال: قَرِّبني إلى تلك الشَّجرةِ، فكانت تلك مَسألَتَه، حتَّى صار إلى الوُسْطى، وإلى القُصوى، فلمَّا أتى القُصوى، أرسَلَ اللهُ رَسولينِ، فقالَا له: سَلْ ربَّك، فقال: فما أسأَلُه سِوى ما أنا فيه، فقالا: نعمْ، سَلْ ربَّك، فسألَهُ، وجعَلَ الرَّسولانِ يقولانِ له: سَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، وسَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، لشَيءٍ لم يَخطُرْ على قَلْبِه أنَّه خُلِقَ، أو أنَّه كان، فسأَلَ ربَّه ممَّا يَعلَمُ وممَّا يأمُرانِ الرَّسولانِ حتَّى انتهَتْ نَفْسُه، فقِيل له: فإنَّه لك وعشَرةَ أمثالِه. قال: وحدَّثني أبو سعيدٍ أنَّ ذلك الرَّجلَ هو أدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنزِلًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/132
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - نزول عيسى ابن مريم أشراط الساعة - يأجوج ومأجوج فتن - ظهور الفتن فتن - فتنة الدجال
| أحاديث مشابهة
 

1 - العَجْماءُ جَرْحُها جُبَارٌ، والمَعدِنُ جُبَارٌ.
خلاصة حكم المحدث : فيه كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف وهو ضعيف
الراوي : عمرو بن عوف المزني | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 3/24 التخريج : أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم قبل حديث (1497) مختصراً، وأخرجه موصولاً ابن ماجه (2674) واللفظ له.
التصنيف الموضوعي: ديات وقصاص - العجماء والمعدن والبئر والنار غصب وضمانات - جناية العجماء غصب وضمانات - ما لا يضمن
|أصول الحديث

2 - إنَّ في جهنَّمَ واديًا، في ذلك الوادي بِئْرٌ يُقالُ له: هَبْهبُ، حقًّا على اللهِ أنْ يُسكِنَه كلَّ جبَّارٍ، فإيَّاكَ أنْ تكونَ ممَّن يَسكُنُه.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] أزهر بن سنان وهو ضعيف
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/214 التخريج : أخرجه الدارمي (2816)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3548)، والحاكم (8765) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جهنم - صفة جهنم وعظمها جهنم - من يدخلها وبمن وكلت رقائق وزهد - الكبر والتواضع إيمان - الوعيد جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

3 - إنَّ في جهنَّمَ واديًا يُقالُ له: هَبْهَبٌ، حقًّا على اللهِ أنْ يُسكِنَه كلَّ جبَّارٍ، فإيَّاك يا بِلالُ أنْ تكونَ ممَّن يَسكُنُه.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] أزهر بن سنان وهو ضعيف
الراوي : أبو موسى الأشعري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/374 التخريج : أخرجه أبو يعلى (7249) واللفظ له، وأخرجه الدارمي (2816)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3548) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جهنم - صفة جهنم وعظمها جهنم - من يدخلها وبمن وكلت رقائق وزهد - الكبر والتواضع إيمان - الوعيد جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

4 - مَرَّ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في طَريقٍ ومرَّتِ امرأةٌ سَوداءُ، فقال لها رجُلٌ: الطَّريقَ، فقالت: الطَّريقَ؟! مَهْ، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: دَعُوها؛ فإنَّها جبَّارةٌ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] يحيى بن عبد الحميد الحماني وقد ضعفه الجمهور
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 7/374 التخريج : أخرجه البزار (6881)، وأبو يعلى (3276)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (8160) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - الكبر والتواضع آداب عامة - الأخلاق المذمومة
|أصول الحديث

5 - لَيَرْعُفَنَّ جبَّارٌ مِن جَبابرةِ بني أُميَّةَ على مِنْبري هذا. قال: فحَدَّثني مَن رأى عمرَو بنَ سعيدِ بنِ العاصِ رعَفَ على مِنْبرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى سالَ الدَّمُ على الدَّرجِ؛ دَرَجِ المِنْبرِ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] الواقدي وهو ضعيف وفي إسناده أيضا من لم يسم
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/85 التخريج : أخرجه أحمد (10764)، والحارث في ((المسند)) (617) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - إخبار النبي ما سيكون إلى يوم القيامة جمعة - الخطبة على المنبر فتن - أمراء الجور فتن - ما جاء في بني أمية فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - إخبار النبي عن المغيبات
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

6 - تَخرُجُ عُنقٌ مِن النَّارِ يومَ القيامةِ، لها لِسانٌ تَكلَّمُ به، فتقولُ: إنِّي وُكِّلْتُ بثلاثةٍ: مَن جعَلَ مع اللهِ إلهًا آخَرَ، وبكلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ، ومَن قتَلَ نفْسًا بغيرِ حقٍّ، فتَنْطوي عليهم، فتَطرَحُهم في غَمراتِ جهنَّمَ.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/222 التخريج : أخرجه أحمد (11372)، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (3981) بنحوه، وأبو يعلى (1146) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جهنم - صفة جهنم وعظمها جهنم - من يدخلها وبمن وكلت رقائق وزهد - الكبائر إيمان - الوعيد جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

7 - إذا جمَعَ اللهُ النَّاسَ في صَعيدٍ واحدٍ يومَ القيامةِ، أقبَلَتِ النَّارُ تركَبُ بعضُها بعضًا، وخزَنَتُها يَكُفُّونَها، وهي تقولُ: وعِزَّةَ ربِّي، لَيُخَلَّيَنَّ بيني وبين أزْواجي، أو لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عُنقًا واحدًا، فيقولونَ: ومَن أزواجُكِ؟ فتقولُ: كلُّ مُتكبِّرٍ جبَّارٍ كَفورٍ، فتُخرِجُ لِسانَها، فتَلْتقِطُهم به مِن بيْن ظَهرانيِ النَّاسِ، فتَقذِفُهم فيها، ثمَّ تَستأخِرُ، ثمَّ تُقبِلُ يَركَبُ بعضُها بعضًا، وخزَنَتُها يَكُفُّونَها، وهي تقولُ: وعِزَّةَ ربِّي، لَيُخَلَّيَنَّ بيْني وبيْن أزْواجي، أو لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عُنقًا واحدًا، فيقولونَ: ومَن أزواجُكِ؟ فتقولُ: كلُّ جبَّارٍ كَفورٍ، فتَلْتقِطُهم بلِسانِها مِن بيْن ظَهرانيِ النَّاسِ، فتَقذِفُهم في جَوفِها، ثمَّ تَستأخِرُ، ثمَّ يَركَبُ بعضُها بَعضًا، وخزَنَتُها يَكُفُّونَها، وهي تقولُ: وعِزَّةَ ربِّي، لَيُخَلَّيَنَّ بيْني وبيْن أزْواجي، أو لَأَغْشَيَنَّ النَّاسَ عُنقًا واحدًا، فيقولونَ: ومَن أزواجُكِ؟ فتقولُ: كلُّ مُختالٍ فَخورٍ، فتَلتقِطُهم بلِسانِها، فتَقذِفُهم في جَوفِها، ثمَّ تَستأخِرُ، ويَقْضي اللهُ بيْن العِبادِ.
خلاصة حكم المحدث : سنده ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/214 التخريج : أخرجه أبو يعلى (1145)
التصنيف الموضوعي: جهنم - صفة جهنم وعظمها رقائق وزهد - الكبر والتواضع قيامة - الحساب والقصاص إيمان - اليوم الآخر جنة - الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

8 - أنَّ عمرَ رضِيَ اللهُ عنه قام في النَّاس خطيبًا مدخَلَهم الشَّامَ بالجابيةِ، فقال: تعلَّموا القُرآنَ تُعْرَفوا به، واعْمَلوا به تكونوا مِن أهْلِه، فإنَّه لم يُبَلِّغْ منزلةَ ذي حَقٍّ أنْ يُطاعَ في معصيةِ اللهِ، واعلَموا أنَّه لا يُقَرِّبُ مِن أجَلٍ ولا يُبْعِدُ مِن رِزقٍ قولٌ بحَقٍّ وتذكيرُ عظيمٍ، واعلموا أنَّ بينَ العَبدِ وبين رزقِه حجابًا، فإنْ صبَرَ أتاه رِزقُه، وإنِ اقتحَمَ هتَكَ الحجابَ ولم يُدْرِكْ فوق رزقِه. فأدِّبوا الخيلَ وانتَضِلوا وانتَعِلوا، وتسوَّكوا وتَمَعْدَدوا. وإيَّاكم وأخلاقَ العجَمِ ومُجاورةَ الجبَّارينَ، وأنْ يُرَى بين أظهُرِكم صليبٌ، وأنْ تجلِسُوا على مائدةٍ يُشْرَبُ عليها الخمرُ، وتدخلوا الحمَّامَ بغيرِ إزارٍ، وتَدَعوا نِساءَكم يدخُلْنَ الحمَّاماتِ؛ فإنَّ ذلك لا يحِلُّ. وإيَّاكم أنْ تَكسِبوا مِن عقدِ الأعاجِمِ بعدَ نُزولِكم في بلادِهم ما يحبِسُكم في أرضِهم؛ فإنَّكم تُوشِكون أنْ تَرْجعوا إلى بلادِكم. وإيَّاكم والصغارَ أنْ تَجْعلوه في رِقابِكم. وعليكم بأموالِ العربِ الماشيةِ، تَزُولون بها حيث زُلْتُم. واعْلَموا أنَّ الأشربةَ تُصْنَعُ مِن ثلاثةٍ: مِن الزَّبيبِ، والعسلِ، والتمرِ، فما عُتِّقَ منه فهو خمرٌ لا يحِلُّ. واعلموا أنَّ اللهَ لا يُزكِّي ثلاثةَ نفرٍ ولا ينظُرُ إليهم، ولا يُقرِّبهم يومَ القيامةِ، ولهم عذابٌ أليمٌ: رجُلٌ أعطى إمامَه صفقةً يُريدُ بها الدُّنيا، فإنْ أصابها وفَّى له، وإنْ لم يُصِبْها لم يُوَفِّ له، ورجُلٌ خرَجَ بسِلْعتِه بعد العصرِ، فَحَلَف بها لقدْ أعطَى بها كذا، فاشتُرِيتْ لقَولِه. وسِبابُ المُسلمِ فُسوقٌ، وقِتالُه كُفرٌ. ولا يحِلُّ لك أنْ تهجُرَ أخاك فوقَ ثلاثةِ أيَّامٍ. ومَن أتى ساحرًا أو كاهنًا أو عرَّافًا، فصدَّقَه بما يقولُ؛ فقد كفَرَ بما أُنْزِلَ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

9 - رغِب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في الجهادِ ذاتَ يومٍ، فاجتَمَعوا عليه حتى غَمُّوه، وفي يدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جريدةٌ قد نزَع سلاؤها، وبقيَتْ سلاءةً لم يُفطَنْ لها، فقال : أخِّروا عني هكذا فقد غمَمتُموني، فأصاب النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بطنَ رجلٍ فأُدمِيَ الرجلُ، فخرَج الرجلُ وهو يقولُ : هذا فِعلُ نبيِّكَ فكيف بالناسِ ؟ فسمِعه عُمرُ، فقال : انطلِقْ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإن كان هو أصابَكَ فسوف يُعطيكَ الحقَّ مِن نفْسِه، وإن كنتَ كذَبتَ لأزعننَّكَ بعمامتِكَ حتى تحدثَ، فقال الرجلُ : انطلِقْ بسلامٍ فلستُ أريدُ أن أنطلِقَ معكَ، قال : ما أنا بوادِعِكَ فانطلَق به عُمرُ حتى أتى به نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال : إنَّ هذا يزعُمُ أنَّكَ أصَبتَه، ودمَيتَ بطنَه، فما تَرى، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : أحقًّا أنا أصَبتُه ؟ قال الرجلُ : نعَم، يا نبيَّ اللهِ، قال : هل رأى ذلك أحدٌ ؟ قال : قد كان هاهُنا ناسٌ منَ المسلمينَ، قال : اللهم إني أنشدُ بشهادةِ رجلٍ رأى ذلك إلا أخبَرني، فقال ناسٌ منَ المسلمينَ : يا رسولَ اللهِ، أنتَ دمَيتَه ولم تُرِدْه، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : خُذْ بما أصَبتُكَ مالًا وانطَلِقْ، قال : لا، قال : فهَبْ لي ذلك، فقال : لا أفعَلُ، قال : تُريدُ ماذا ؟ قال : أُريدُ أن أستَقيدَ مِنكَ يا نبيَّ اللهِ، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : نعَم فقال له الرجلُ : اخرُجْ مِن وسطِ هؤلاءِ، فخرَج مِن وسطِهم، وأمكَن الرجلَ منَ الجريدةِ يَستَقيدُ منه فكشَف عن بطنِه، وجاء عُمرُ لِيُمسِكَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن خلفِه، فقال : أرِحْنا، عثرتَ بفعلِكَ وانكسرَتْ أسنانُكَ، فلما دنا الرجلُ يَطعنُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ألقى الجريدةَ، وقبَّل سُرَّتَه، وقال : يا نبيَّ اللهِ ؟ هذا الذي أرَدتُ لكي ما تقمعُ الجبارينَ مِن بعدِكَ، فقال عُمرُ : لأنتَ أوثَقُ عملًا مني
خلاصة حكم المحدث : إسناده ضعيف، وله شاهد
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 5/67 التخريج : أخرجه أبو يعلى (5754)، وابن حبان في ((المجروحين)) (2/337)، وابن الجوزي في ((العلل المتناهية)) (287) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: جهاد - الترغيب في الجهاد جهاد - فضل الجهاد ديات وقصاص - القود من الضربة فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي
|أصول الحديث

10 - إنَّ كلَّ نَبِيٍّ قد أنذَرَ قَومَه الدَّجَّالَ، ألَا وإنَّه قد أكَلَ الطَّعامَ، ألَا إنِّي عاهِدٌ إليكم فيه عهْدًا لم يَعهَدْهُ نَبِيٌّ إلى أُمَّتِه، ألَا وإنَّ عَينَهُ اليُمْنى مَمسوحةٌ كأنَّها نُخاعةٌ في جانبِ حائطٍ، ألَا وإنَّ عينَهُ اليُسرى كأنَّها كوكبٌ دُرِّيٌّ ، معه مِثْلُ الجنَّةِ والنَّارِ؛ فالنَّارُ رَوضةٌ خضراءُ، والجنَّةُ غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، وبيْن يَدَيه رجُلانِ يُنذِرانِ أهْلَ القُرى كلِّها، غيرَ مكَّةَ والمدينةِ حُرِّمَتا عليه، والمُؤمنونَ مُتفرِّقونَ في الأرضِ، فيَجمَعُهم اللهُ، فيقولُ رجُلٌ منهم: واللهِ لَأنطلِقَنَّ، فلَأنْظُرَنَّ هذا الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيقولُ له أصحابُه: إنَّا لا نَدَعُك تأْتيهِ، ولو علِمْنا أنَّه لا يَفتِنُك لَخلَّيْنا سبيلَك، ولكنَّا نخافُ أنْ يَفتِنَك فتَتْبَعَهُ، فيأْبى إلَّا أنْ يأْتِيَهُ، فيَنطلِقُ حتَّى إذا أتى أدْنى مَسْلحةٍ مِن مَسالحِهِ، أخَذوهُ فسَألوهُ: ما شأْنُه؟ وأين يُريدُ؟ فيقولُ: أُرِيدُ الدَّجَّالَ الكذَّابَ، فيقولونَ: أنت تقولُ ذلك؟! فيكتُبونَ إليه: إنَّا أخذْنَا رجُلًا يقولُ: كذا وكذا، فنَقتلُهُ أمْ نَبعَثُ به إليك؟ فيقولُ: أرْسِلوا به إليَّ، فانطَلَقوا به إليه، فلمَّا رآهُ عرَفَه بنَعْتِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له: أنت الدَّجَّالُ الكذَّابُ الَّذي أنذَرَناهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له الدَّجَّالُ: أنت الَّذي تقولُ ذلك؟ لَتُطِيعُني فيما آمُرُك به، أو لَأشُقَّنَّك شِقَّينِ، فيُنادي العبْدُ المُؤمِنُ في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فمَدَّ رِجْلَيه، ثمَّ أمَرَ بحَديدةٍ، فوُضِعَت على عجَبِ ذَنَبِه، فشَقَّه شِقَّينِ، ثمَّ قال الدَّجَّالُ لِأوليائِه: أرأيتُمْ إنْ أحيَيْتُ هذا، ألسْتُم تَعلمونَ أنِّي ربُّكم؟ فيقولونَ: نعمْ، فيأخُذُ عصًا، فيَضرِبُ إحدى شِقَّيْه، أو الصَّعيدَ، فاسْتَوى قائمًا، فلمَّا رأى ذلك أولياؤُهُ صَدَّقوه وأحَبُّوه، وأيْقَنوا به أنَّه ربُّهم واتَّبَعوه، فيقولُ الدَّجَّالُ للعبْدِ المُؤمنِ: ألَا تُؤمِنُ بي؟ فقال: أنا الآنَ فيكَ أشَدُّ بصيرةً ، ثمَّ نادى في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المسيحُ الكذَّابُ، مَن أطاعَهُ فهو في النَّارِ، ومَن عصاهُ فهو في الجنَّةِ، فقال الدَّجَّالُ: لَتُطِيعُني أو لَأذبحَنَّك، فقال: واللهِ لا أُطِيعُك أبدًا؛ إنَّك لأنتَ الكذَّابُ، فأمَرَ به، فاضْطجعَ، وأمَرَ بذَبْحِه، فلا يَقدِرُ عليه ولا يُسلَّطُ عليه إلَّا مرَّةً واحدةً، فأخَذَ بيَدَيْهِ ورِجْليه، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وهي غَبراءُ ذاتُ دُخَانٍ، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذلك الرَّجلُ أقرَبُ أُمَّتي مِنِّي، وأرفَعُهم دَرجةً يومَ القيامةِ. قال أبو سعيدٍ: كان يَحسَبُ أصحابُ محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ ذلك الرَّجلَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ، حتَّى مَضى لِسَبيلِه رضِيَ اللهُ عنه. قلْتُ: فكيف يَهلِكُ؟ قال: اللهُ أعلَمُ، قلْتُ: إنَّ عيسى ابنَ مَريمَ هو يُهلِكُه، قال: اللهُ أعلَمُ، غيرَ أنَّ اللهَ يُهلِكُه ومَن معه، قلْتُ: فماذا يكونُ بعْدَه؟ قال: حدَّثَنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ النَّاسَ يَغرِسونَ مِن بعْدِه الغُروسَ، ويتَّخِذون مِن بعْدِه الأموالَ، قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ الدَّجَّالِ؟ قال: نعمْ، فيَمكُثونَ ما شاء اللهُ أنْ يَمْكُثوا، ثمَّ يُفْتَحُ يأْجوجُ ومأْجوجُ ، فيُهلِكونَ مَن في الأرضِ إلَّا مَن تعلَّقَ بحِصْنٍ، فلمَّا فَرَغوا مِن أهْلِ الأرضِ، أقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، فقالوا: إنَّما بقِيَ مَن في الحُصونِ ومَن في السَّماءِ، فيَرْمُونَ سِهامَهم، فخرَّتْ عليهم مُنغمِرةً دمًا، فقالوا: قدِ استرحتُمْ ممَّن في السَّماءِ، وبقِيَ مَن في الحُصونِ، فحاصَروهم حتَّى اشتَدَّ عليهم الحَصْرُ والبلاءُ، فبيْنما هم كذلك إذ أرسَلَ اللهُ عليهم نَغَفًا في أعناقِهم، فقصَمَتْ أعناقَهم، فمال بعضُهم على بعضٍ مَوتى، فقال رجُلٌ منهم: قتَلَهم اللهُ وربِّ الكعبةِ، قالوا: إنَّما يَفعلونَ هذا مُخادَعةً، فنَخرُجُ إليهم، فيُهلِكُونا كما أهْلَكوا إخوانَنا، فقال: افتَحوا لي البابَ، فقال أصحابُه: لا نَفتَحُ، فقال: دَلُّوني بحَبْلِ، فلمَّا نزَلَ وجَدَهم موتَى، فخرَجَ النَّاسُ مِن حُصونِهم. فحَدَّثني أبو سَعيدٍ: أنَّ مَواشِيَهم جعَلَ اللهُ لهم حياةً يَقْضَمونها ما يَجِدون غيرَها. قال: وحَدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ النَّاسَ يَغرِسون بعْدَهم الغُروسَ ويتَّخِذون الأموالَ. قلْتُ: سُبحانَ اللهِ! أبعْدَ يأجوجَ ومأْجوجَ؟ قال: نعمْ، حدَّثنا رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فبيْنما هم في تِجارَتِهم، إذ نادى مُنادٍ مِن السَّماءِ: أتى أمْرُ اللهِ، ففَزِعَ مَن في الأرضِ حين سَمِعوا الدَّعوةَ، وأقبَلَ بعضُهم على بعضٍ، وفَزِعوا فزَعًا شديدًا، ثمَّ أقْبَلوا بعْدَ ذلك على تِجارَتِهم وأسواقِهم وضِياعِهم، فبيْنما هم كذلك إذ نُودوا ناديةً أُخرى: يا أيُّها النَّاسُ، أتى أمْرُ اللهِ، فانطَلَقوا نحوَ الدَّعوةِ الَّتي سَمِعوا، وجعَلَ الرَّجلُ يَفِرُّ مِن غنَمِهِ وبَيعِه، ودَخَلوا في مَواشيهم، وعندَ ذلك عُطِّلَتِ العِشارُ، فبيْنما هم كذلك يَسْعَون قِبَلَ الدَّعوةِ، إذ لَقُوا اللهَ في ظُللٍ مِن الغَمامِ {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [الزمر: 68]، فمَكَثوا ما شاء اللهُ، {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}، ثمَّ يَجِيءُ بجهنَّمَ لها زَفيرٌ وشَهيقٌ، ثمَّ جاء آتٍ؛ عُنُقٌ مِن النَّارِ يَسيرُ، يُكلِّمُ يقولُ: إنِّي وُكِّلْتُ اليومَ بثلاثٍ: إنِّي وُكِّلْتُ بكلِّ جبَّارٍ عَنيدٍ، ومَن دعَا مع اللهِ إلهًا آخَرَ، ومَن قتَلَ نفْسًا بغَيرِ نفْسٍ، فتُطْوى عليهم، فتَقْذِفُهم في غَمراتِ جهنَّمَ. وحدَّثَني: أنَّها أشَدُّ سَوادًا مِن اللَّيلِ، ثمَّ يُنادي آدَمَ، فيقولُ: لبَّيكَ وسَعْدَيك، فيُقالُ: أخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ مِن ولَدِك، قال: يا ربِّ وما هو؟ قال: مِن كلِّ ألْفٍ تِسعُ مئةٍ وتِسعةٌ وتِسعونَ إلى النَّارِ، وواحدٌ إلى الجنَّةِ، فذلك حين شابَ الوِلدانِ. وكَبُرَ ذلك في صُدورِنا حتَّى عرَفَهُ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وُجوهِنا، فقال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْشِروا؛ فإنَّ مَن سِواكم -أهْلَ الشِّرْكِ- كَثيرٌ، ويُحْبَسُ النَّاسُ حتَّى يَبلُغَ العرَقُ يَدَيْهُم، فبيْنما هم كذلك إذ عرَفَ رجُلٌ أباهُ وهو مُؤمِنٌ وأبوهُ كافرٌ، فقال: يا أبَهْ، ألمْ أكُنْ آمُرُك أنْ تُقدِّمَ ليَومِك هذا؟ فقال: يا بُنَيَّ، اليومَ لا أعْصيكَ شيئًا، والأُمَمُ جُثوًّا، كلُّ أُمَّةٍ على ناحيتِها، فأتى اليهودُ، فقِيلَ لهم: ما كنتُم تَعْبُدون؟ قالوا: كنَّا نَعبُدُ كذا وكذا، فقيل له وقِيلَ لهم: رِدُوا، فوَرَدوا يَحْسَبونه ماءً، فوَجَدوا اللهَ فوفَّاهم حِسابَه، واللهُ سَريعُ الحسابِ، ثمَّ فُعِلَ بالنَّصارى والمجوسِ وسائرِ الأُمَمِ ما فُعِلَ باليهودِ، ثمَّ أتى المُسلمونَ، فقيل لهم: مَن ربُّكم؟ فقالوا: اللهُ ربُّنا، قِيل: ومَن نَبِيُّكم؟ قالوا: نَبِيُّنا محمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وعلى الصِّراطِ مَحاجِنُ مِن حَديدٍ، والملائكةُ يَختطِفونَ رِجالًا، فيُلْقونَهم في جهنَّمَ، وجعَلَتِ المحاجِنُ تُمسِكُ رِجالًا تأْكُلُهم النَّارُ، إلَّا صُورةَ وَجْهِه لا تَمسُّه النَّارُ، فإذا خلُصَ مِن جهنَّمَ ما شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، وخلُصَ ذلك الرَّجلُ بأبِيه فيمَن خلُصَ، قِيل له: هذه الجنَّةُ، فادخُلْ مِن أيِّ أبوابِها شِئْتَ، وأرسِلْ هذا الرَّجلَ، فقال: ربِّ، هذا أبي، ووصَّيتَ لي ألَّا تُخْزِيَني، فشَفِّعْني في أبي، فقيل: انظُرْ أسفَلَ منك، فإذا هو بدابَّةٍ خَبيثةِ الرِّيحِ، تُشبِهُ اللَّوْنَ في مَراغةٍ خَبيثةٍ. فرَأيتُه مُمْسِكًا بأنْفِه وَجَبْهتِه، قال: يقولُ ذلك الرَّجلُ وهو آخِذٌ بأنْفِه وَجبْهَتِه مِن خُبْثِ رِيحِه: أيْ ربِّ، ليس هذا أبي، فأُخِذَ أبوهُ، فأُلْقِيَ في النَّارِ، وحرَّمَ اللهُ الجنَّةَ على الكافرينَ، فلمَّا خلُصَ مَن شاء اللهُ أنْ يَخلُصَ، تَفقَّدَ النَّاسُ بعضُهم بعضًا، فقالوا: ربَّنا، إنَّ رِجالًا كانوا يُصلُّونَ ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ فقيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخْرِجُوه، فوَجَدوا المحاجِنَ الَّتي على الصِّراطِ قد أمسَكَتْ رِجالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعْرَفُ بها، فالْتَبَسوا، فأُلْقُوا على الجنَّةِ، قالوا: ربَّنا نحن الآنَ في مَسألتِنا أشَدُّ رَغبةً، أرأيتَ رِجالًا كانوا يُصلُّون ويَصومونَ ويُجاهِدون معنا، أين هم؟ قيل لهم: ادْخُلوا، فمَن عرَفْتُم فأخرِجُوهُ، فثَلَجَتْ حتَّى بَرُدَتْ على المُؤمنينَ، فدَخَلوا ووَجَدوا الَّذين تَخطَفُهم الملائكةُ يَمينًا وشِمالًا قد أكلَتْهُم النَّارُ، إلَّا صُورةَ أحَدِهم يُعرَفُ بها، فألْبَسوهم، فأخْرَجُوهم، فأَلْقُوهم على بابِ الجنَّةِ. قال: وحدَّثَني أنَّ نَبِيَّ اللهَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: ألَا كلُّ نَبِيٍّ قد أُعْطِيَ عطيَّةً ويُنجِزُها، وإنِّي اختَبَأْتُ عَطيَّتي شَفاعةً لِأُمَّتي يومَ القيامةِ، ووُضِعَتِ الموازينُ، وأُذِنَ في الشَّفاعةِ، فأُعْطِيَ كلُّ مَلَكٍ، أو نَبِيٍّ، أو صِدِّيقٍ، أو شَهيدٍ شفاعَتَهُ حتَّى يَرْضى، فقال لهم ربُّهم: أقدْ رَضِيتُم؟ قالوا: نعمْ، قد رَضِينا ربَّنا، قال: أنا أرحَمُ بخَلْقي منكم، أخْرِجوا مِن النَّارِ مَن في قَلبِه وزْنُ خَردلةٍ مِن إيمانٍ، فأُخْرِجَ مِن ذلك شَيءٌ لا يَعْلَمُ بعَددِه إلَّا اللهُ، فأُلْقُوا على بابِ الجنَّةِ، فأرسَلَ عليهم مِن ماءِ الجنَّةِ، فيَنْبُتون فيها نَباتَ الثَّعاريرِ ، وأُدْخِلَ الَّذين أُخْرِجوا مِن النَّارِ الجنَّةَ كلُّهم إلَّا رجُلًا واحدًا، وأُغْلِقَ بابُ الجنَّةِ دُونَه، ووَجْهُه تِلْقاءَ النَّارِ، فقال ذلك الرَّجلُ: يا ربِّ، لا أكونُ أشْقى خَلْقِك، بلِ اصْرِفْ وَجْهي عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فقِيل له: لعلَّك تسأَلُ غيرَ هذا؟ فقال: لا، فصَرَفَ وَجْهَه عن النَّارِ إلى الجنَّةِ، فيقولُ: أيْ ربِّ، قَرِّبني مِن هذا البابِ، ألْزَقُ به وأكونُ في ظِلِّه، فقِيل له: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لا تسأَلُ شيئًا إلَّا أنْ يُصرَفَ وَجْهُك عن النَّارِ؟ قال: يا ربِّ، لا أسأَلُك غيرَ هذا، فقُرِّبَ إلى البابِ، فلَزِقَ به، فكان في ظلِّه، ففُرِجَ مِن البابِ فُرجةٌ إلى الجنَّةِ. فحدَّثَني أنَّ فيها شِراط أبيضَ، في أدناهُ شَجرةٌ، وفي أوسَطِه شَجرةٌ، وفي أقصاهُ شَجرةٌ، فقال: يا ربِّ، أَدْنِني مِن هذه الشَّجرةِ، فأكونَ في ظِلِّها، فقِيلَ لهُ: ألمْ تَزعُمْ أنَّك لستَ تَسأَلُ شيئًا؟ قال: يا ربِّ، أسأَلُك هذا، ثمَّ لا أسأَلُك غيرَه، قال: قَرِّبني إلى تلك الشَّجرةِ، فكانت تلك مَسألَتَه، حتَّى صار إلى الوُسْطى، وإلى القُصوى، فلمَّا أتى القُصوى، أرسَلَ اللهُ رَسولينِ، فقالَا له: سَلْ ربَّك، فقال: فما أسأَلُه سِوى ما أنا فيه، فقالا: نعمْ، سَلْ ربَّك، فسألَهُ، وجعَلَ الرَّسولانِ يقولانِ له: سَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، وسَلْ ربَّك مِن كذا وكذا، لشَيءٍ لم يَخطُرْ على قَلْبِه أنَّه خُلِقَ، أو أنَّه كان، فسأَلَ ربَّه ممَّا يَعلَمُ وممَّا يأمُرانِ الرَّسولانِ حتَّى انتهَتْ نَفْسُه، فقِيل له: فإنَّه لك وعشَرةَ أمثالِه. قال: وحدَّثني أبو سعيدٍ أنَّ ذلك الرَّجلَ هو أدْنى أهْلِ الجنَّةِ مَنزِلًا.
خلاصة حكم المحدث : [فيه] عطية العوفي وهو ضعيف
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة
الصفحة أو الرقم : 8/132
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - نزول عيسى ابن مريم أشراط الساعة - يأجوج ومأجوج فتن - ظهور الفتن فتن - فتنة الدجال
| أحاديث مشابهة