الموسوعة الحديثية


- بعث رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم غالبَ بنَ أبحرَ الكلبيَّ كلبَ ليثٍ إلى بني الملوحِ بالكديدِ وأمره أن يغيرَ عليهم فخرج فكنت في سريتِه فمضينا حتى إذا كنا بقديدٍ لقينا الحارثَ بنَ مالكٍ وهو ابنُ البرصاءِ الليثيُّ فأخذناه فقال إنما جئت لأُسلِمَ فقال غالبُ بنُ عبدِ اللهِ إن كنت إنما جئت لتسلمَ فلم يضركَ رباطُ يومٍ وليلةٍ وإن كنت على غيرِ ذلك استوثقنا منك قال فأوثقه رباطًا ثم خلَّف عليه رجلًا أسودَ كان معنا قال امكثْ معَه حتى نمرَّ عليك فإن نازعَك فاحتزَّ رأسَه قال ثم مضينا حتى أتينا بطنَ الكديدِ فنزلناه عشيةً بعدَ العصرِ فبعثني أصحابُ ربيئةٍ فعمدت إلى تلٍ يُطلعُني على الحاضرِ فانبطحت عليه وذلك قبيلَ المغربِ فخرج فرآني منبطحًا على التلِّ فقال لامرأتِه واللهِ لأرَى على هذا التلِّ سوادًا ما رأيتُه أولَ النهارِ فانظري لا تكونُ الكلابُ اجترت بعضَ أوعيتِك قال فنظرت فقالت لا واللهِ ما أفقدُ شيئًا قال فناوليني قوسًا وسهمينِ من نبلي قال فناولته فرماني بسهمٍ فوضعه في جنبي قال فنزعته فوضعته ولم أتحركْ ثم رماني بآخرَ فوضعه في رأسِ منكبي فنزعتُه ولم أتحركْ فقال لامرأتِه واللهِ لقد خالطه سهماي ولو كان زائلةً لتحرَّك فإذا أصبحت فابتغي سهمي فخذيهما لا يمضغهما علي الكلابُ قال وأمهلناهم حتى راحت رائحتُهم حتى إذا احتلبوا وغطُّوا وسكتوا وذهبت عتمةٌ من الليلِ شننا عليهم الغارةَ فقتلنا مَن قتلنا منهم واستقْنا النعمَ فوجهناها قافلينَ وخرج صريخُ القومِ إلى قومِهم معويًا وخرجنا سراعًا حتى نمرَّ بالحارثِ بنِ البرصاءِ وصاحبِه فانطلقنا به معنا وأتانا صريخُ الناسِ فجاء بما لا قِبلَ لنا به حتى إذا لم يكنْ بيننا وبينَهم إلا بطنُ الوادي أقبل سيلٌ حال بيننا وبينَهم بعثه اللهُ من حيثُ شاء ما رأينا قبلَ ذلك مطرًا ولا حالًا فجاء بما لا يقدرُ أحدٌ منهم أن يقدمَ عليه فلقد رأيتُنا وقوفًا ينظرون إلينا ما يقدرُ أحدٌ منهم أن يقدمَ ونحن نجوزُها سراعًا حتى استددناها في المشللِ ثم حدرناها عنا فأعجزنا القومُ بما في أيدينا
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات فقد صرح ابن إسحاق بالسماع في رواية الطبراني
الراوي : جندب بن مكيث | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 6/205
التخريج : أخرجه أحمد (15844)، وابن أبي عاصم في ((الآحاد والمثاني)) (2591)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (1594) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: جهاد - الأسير يوثق سرايا - السرايا سرايا - سرية إلى ابن الملوح فتن - التثبت في الفتنة جهاد - الأسرى

أصول الحديث:


[مسند أحمد] (25/ 169)
15844 - حدثنا يعقوب، قال: قال أبي: كما حدثني ابن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن مسلم بن عبد الله بن خبيب الجهني، عن جندب بن مكيث الجهني، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الكلبي كلب ليث إلى بني ملوح بالكديد، وأمره أن يغير عليهم ، فخرج فكنت في سريته، فمضينا حتى إذا كنا بقديد لقينا به الحارث بن مالك وهو ابن البرصاء الليثي، فأخذناه فقال: إنما جئت لأسلم، فقال غالب بن عبد الله: إن كنت إنما جئت مسلما فلن يضرك رباط يوم وليلة، وإن كنت على غير ذلك استوثقنا منك. قال: فأوثقه رباطا ثم خلف عليه رجلا أسود كان معنا، فقال: امكث معه حتى نمر عليك، فإن نازعك فاحتز رأسه، قال: ثم مضينا حتى أتينا بطن الكديد، فنزلنا عشيشية بعد العصر، فبعثني أصحابي في رئية، فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر، فانبطحت عليه، وذلك المغرب، فخرج رجل منهم فنظر فرآني منبطحا على التل، فقال لامرأته: والله إني لأرى على هذا التل سوادا ما رأيته أول النهار، فانظري لا تكون الكلاب اجترت بعض أوعيتك، قال: فنظرت فقالت: لا والله ما أفقد شيئا، قال: فناوليني قوسي، وسهمين من كنانتي، قال: فناولته فرماني بسهم فوضعه في جنبي، قال: فنزعته فوضعته ولم أتحرك، ثم رماني بآخر فوضعه في رأس منكبي فنزعته فوضعته، ولم أتحرك، فقال لامرأته: والله لقد خالطه سهماي، ولو كان زائلة لتحرك، فإذا أصبحت فابتغي سهمي فخذيهما لا تمضغهما علي الكلاب، قال: وأمهلناهم حتى راحت رائحتهم حتى إذا احتلبوا، وعطنوا - أو سكنوا - وذهبت عتمة من الليل شننا عليهم الغارة، فقتلنا من قتلنا منهم، واستقنا النعم، فتوجهنا قافلين، وخرج صريخ القوم إلى قومهم مغوثا، وخرجنا سراعا حتى نمر بالحارث ابن البرصاء، وصاحبه فانطلقنا به معنا، وأتانا صريخ الناس فجاءنا ما لا قبل لنا به حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطن الوادي، أقبل سيل حال بيننا وبينهم، بعثه الله تعالى من حيث شاء ما رأينا قبل ذلك مطرا، ولا خالا، فجاء بما لا يقدر أحد أن يقوم عليه فلقد رأيناهم وقوفا ينظرون إلينا، ما يقدر أحد منهم أن يتقدم، ونحن نجوزها سراعا حتى أسندناها في المشلل، ثم حدرناها عنا فأعجزنا القوم بما في أيدينا.

الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم (5/ 55)
2591 - ذكر سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي أن أباه حدثه نا محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس، عن مسلم بن خبيب الجهني، عن جندب بن مكيث الجهني رضي الله عنه قال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الليثي أحد بني كلب بن عوف في سرية كنت فيهم فأمره أن يشن الغارة على بني الملوح بالكديد وهم من بني ليث قال: فخرجنا حتى إذا كنا بقديد لقينا الحارث بن برصاء الليثي فأخذناه فقال: إنما جئت أريد الإسلام، فإنما خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلنا: إن تكن مسلما فلن يضرك رباط يوم وليلة، وإن تكن غير ذلك فسنوثق منك فشددناه رباطا وخلفنا عنده رويجلا منا أسود ثم قلنا: إن نازعك فاجتز رأسه ثم سرنا حتى أتينا الكديد عند غروب الشمس فكمنا في ناحية الوادي وبعثني أصحابي ربيئة لهم فخرجت فأتيت تلا مشرفا على الحاضر يطلعني عليهم حتى إذا أسندت فيه علوت على رأسه ثم انبطحت عليه فوالله إني لأنظر إذ خرج رجل منهم من خبائه فقال لامرأته: والله إني لأرى على هذا التل أسوادا ما رأيته أول يومي هذا فانظري إلى أوعيتنا لا تكون جرت الكلاب منها شيئا قال: فنظرت ثم قالت: والله ما أفقد من أوعيتي شيئا. قال: فقال: ناوليني قوسي ونبلي. قال: فناولته قوسه وسهمين معها فأرسل سهما فوالله ما أخطأ جنبي ونزعته وثبت ثم أرسل الآخر فوضعه في منكبي فانتزعته وثبت فقال لامرأته: والله لو كان ربيئة لقد تحرك لقد خالطه سهمان لا أبا لك إذا أصبحت فاتبعيهما لا تمضغهما علي الكلاب ثم دخل وراحت الماشية من إبلهم وأغنامهم فلما احتلبوا وأعطنوا واطمأنوا وناموا شننا عليهم الغارة وقتلنا واستقنا الغنم وخرج صريخ القوم وقومهم وجاءنا لا قبل لنا به وخرجنا فحدرنا حتى مررنا بابن البرصاء فاحتملناه واحتملنا صاحبنا وأدركنا القوم حتى نظرنا إليهم ما بيننا وبينهم إلا الوادي موجهين في ناحيته الأخرى إذ جاء الله بالوادي من حيث شاء يملأ جنبيه، وايم الله تعالى ما رأينا قبل ذلك سحابا ولا مطرا فجاء بما لا يستطيع أحد أن يحوزه فلقد رأيتهم وقوفا ينظرون إلينا وقال: أسندناها في المشلل وفتناهم قوما لا يقدرون فيه على طلبنا فوالله ما أنسى قول زاجر من المسلمين وهو بها [البحر الرجز] أبى أبو القاسم أن يغرب ... في حمل نباتة مغلولب صفرا عالية كلون المذهب ثم قدمنا بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق: أخبرني رجل من أسلم عن شيخ لهم قال: كان شعارهم ليلتئذ: أمت أمت قال الشيخ القاضي أبو بكر: وقد استعار يحيى بن سعيد علي من كتابي فلم أر عليه إجازة.

معرفة الصحابة لأبي نعيم (2/ 582)
1594 - حدثنا فاروق الخطابي، ثنا هشام بن علي السيرافي، ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج، ثنا عبد الوارث، ثنا محمد بن إسحاق، ح، وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، قال: ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، ثنا محمد بن إسحاق، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا جعفر بن مهران السباك، ثنا عبد الأعلى السامي، ثنا محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة، عن مسلم بن عبد الله بن جندب عن جندب بن مكيث، قال:" بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الليثي، ثم أحد بني كعب بن ليث بن عوف في سرية، فكنت فيهم، فأمرهم أن يشنوا الغارة على بني الملوح بالكديد، وهم من بني ليث، فخرجنا حتى إذا كنا بالكديد لقينا الحارث بن البرصاء، وهو من بني ليث، فأخذناه، فقال لنا: جئت أريد الإسلام وإنما خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلنا: إن تكن مسلما فلن يضرك رباطنا يدك يوما وليلة، وإن تكن على غير ذلك نستوثق منك، فشددناه وثاقا وخلفنا عليه رويجلا منا أسود، فقلنا: إن عاذك بشيء فاحتز رأسه، فسرنا حتى أتينا الكديد عند غروب الشمس، فمكثنا في ناحية الوادي، فبعثني أصحابي ربيئة لهم، فخرجت حتى آتي تلا مشرفا على الحاضر مطلعي عليهم، فلما أسندت فيه علوت على رأسه، ثم اضطجعت عليه، فإني لأنظر إذ خرج رجل منهم من خبائه، فقال لامرأته: إني أرى على هذا الجبل سوادا ما رأيته أول من يومي هذا، فانظري إلى أوعيتك ألا تكون الكلاب جرت منها شيئا، فنظرت، فقالت: والله ما أفقد من أوعيتي شيئا، قال: فناوليني قوسي ونبلي، فناولته قوسه وسهمين معها، فأرسل سهما، والله ما أخطأ بين عيني، فانتزعته وثبت، قال: ثم أرسل سهما آخر فوضعه في منكبي، فانتزعته وثبت . فقال لأمته: والله لو كانت زائلة، لقد تحركت بعد، لقد خالطها سهماي، فانظريهما لا أبا لك إذا أصبحت لا يمضغها الكلاب، قال: ودخل قال: وراحت الماشية من إبلهم وأغنامهم، قال: فلما احتلبوا وعطنوا واطمأنوا، فناموا شننا، واستقنا النعم، وخرج صريخ القوم في قومهم، فجاء ما لا قبل لنا به، خرجنا بهذا نحذرها، حتى مررنا بابن البرصاء، فاحتملناه واحتملنا صاحبنا، فأدركنا القوم حتى نظروا إلينا، ما بيننا وبينهم إلا الوادي، ونحن موجهون في ناحية الوادي، إذ جاء الله بالوادي من حيث شاء يملأ جنبتيه ماء، والله ما رأينا يومئذ سحابا ولا مطرا، فجاء ما لا يستطيع أحد أن يجيزه . قال: فلقد رأيتهم وقوفا ينظرون إلينا، وقد استدناها في المسيل نحدرهم، وفتناهم فوتا لا يقدرون على طلبنا، قال: فما أنسى قول راجز من المسلمين وهو يقول: [البحر الرجز] أبى أبو القاسم أن تعز بي في خضل نباته مغلولب صفر أعاليه كلون المذهب قال: وحدثني بهذا الحرف رجل، عن محمد بن إسحاق أن رجلا من أسلم حدثه أنه كان شعارهم يومئذ أمت، أمت"