الموسوعة الحديثية


- يا أبا سفيانَ، إنَّها النُّبوَّةُ. قالَ : فنعَم إذَنْ.
خلاصة حكم المحدث : صحيح
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : فقه السيرة الصفحة أو الرقم : 378
التخريج : أخرجه الطبراني في ((المعجم الكبير)) (8/ 9) (7264)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (5/ 32)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (23/ 448) في أثناء حديث طويل.
التصنيف الموضوعي: فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - علامات النبوة مغازي - فتح مكة مناقب وفضائل - أبو سفيان بن حرب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث | شرح حديث مشابه

أصول الحديث:


 [المعجم الكبير – للطبراني] (8/ 9)
7264 - حدثنا أبو شعيب الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن مسلم الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس، قال: ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستخلف على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين الغفاري، وخرج لعشر مضين من رمضان، فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديد ما بين عسفان وأمج أفطر ، ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين من مزينة وسليم، وفي كل القبائل عدد وإسلام، وأوعب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار، فلم يتخلف منهم أحد، فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران، وقد عميت الأخبار عن قريش، فلم يأتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر، ولا يدرون ما هو فاعل، خرج في تلك الليلة أبو سفيان بن حرب، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء يتحسسون وينتظرون هل يجدون خبرا، أو يسمعون به، وقد كان العباس بن عبد المطلب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق، وقد كان أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما بين مكة والمدينة، فالتمسا الدخول عليه، فكلمته أم سلمة فيهما، فقالت: يا رسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك. قال: لا حاجة لي بهما، أما ابن عمي فهتك عرضي، وأما ابن عمتي وصهري، فهو الذي قال لي بمكة ما قال . فلما أخرج إليهما بذلك، ومع أبي سفيان بني له، فقال: والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد ابني هذا، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لهما، ثم أذن لهما فدخلا وأسلما، فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران قال العباس: واصباح قريش، والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عنوة قبل أن يستأمنوه، إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر قال: فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء، فخرجت عليها حتى جئت الأراك فقلت: لعلي ألقى بعض الحطابة، أو صاحب لبن، أو ذا حاجة يأتي مكة، فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجوا إليه، فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة. قال: فوالله، إني لأسير عليها، وألتمس ما خرجت له إذ سمعت كلام أبي سفيان، وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان، وأبو سفيان يقول: ما رأيت كاليوم قط نيرانا ولا عسكرا قال: يقول بديل: هذه والله نيران خزاعة حمشتها الحرب. قال: يقول أبو سفيان: خزاعة، والله أذل وألأم من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها. قال: فعرفت صوته، فقلت: يا أبا حنظلة، فعرف صوتي، فقال أبو الفضل فقلت: نعم. قال: مالك فداك أبي وأمي. فقلت: ويحك يا أبا سفيان، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس واصباح قريش والله قال: فما الحيلة، فداك أبي وأمي؟ قال: قلت: والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك، فاركب معي هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم أستأمنه لك، قال: فركب خلفي ورجع صاحباه، فحركت به كلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا: من هذا؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته حتى مررت بنار عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: من هذا؟ وقام إلي، فلما رأى أبا سفيان على عجز البغلة، قال أبو سفيان عدو الله، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد، ثم خرج يشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركضت البغلة، فسبقته بما تسبق الدابة البطيء الرجل البطيء، فاقتحمت عن البغلة، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عمر، فقال: يا رسول الله، هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعني فلأضرب عنقه. قال: قلت: يا رسول الله، إني أجرته، ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت برأسه فقلت: لا والله لا يناجيه الليلة رجل دوني، فلما أكثر عمر في شأنه قلت: مهلا يا عمر، أما والله لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا، ولكنك عرفت أنه رجل من رجال بني عبد مناف قال: مهلا يا عباس، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب لو أسلم، وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب به إلى رحلك يا عباس، فإذا أصبح فائتني به . فذهبت به إلى رحلي فبات عندي، فلما أصبح غدوت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟ قال: بأبي أنت وأمي، ما أكرمك وأوصلك، والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئا قال: ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ قال: بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك هذه، والله كان في نفسي منها شيء حتى الآن. قال العباس: ويحك يا أبا سفيان أسلم، واشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله قبل أن تضرب عنقك، قال: فشهد بشهادة الحق وأسلم. قلت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر، فاجعل له شيئا قال: نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن . فلما ذهب لينصرف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عباس، احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل، حتى تمر به جنود الله فيراها . قال: فخرجت به حتى حبسته حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحبسه قال: ومرت به القبائل على راياتها كلما مرت قبيلة قال: من هؤلاء؟ فأقول: سليم. فيقول: مالي ولسليم؟ قال: ثم تمر القبيلة قال: من هؤلاء؟ فأقول: مزينة. فيقول: ما لي ولمزين‍ة؟ حتى تعدت القبائل لا تمر قبيلة إلا قال: من هؤلاء؟ فأقول: بنو فلان. فيقول: مالي ولبني فلان. حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخضراء كتيبة فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق، قال: سبحان الله، من هؤلاء يا عباس؟ قلت: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار. قال: ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة، والله يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما. قلت: يا أبا سفيان، إنها النبوة. قال: فنعم إذن، قلت: النجاء إلى قومك. قال: فخرج حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقامت إليه امرأته هند بنت عتبة، فأخذت بشاربه، فقالت: اقتلوا الدسم الأحمس، فبئس من طليعة قوم. قال: ويحكم، لا تغرنكم هذه من أنفسكم، فإنه قد جاء ما لا قبل لكم به، من دخل دار أبي سفيان، فهو آمن قالوا: ويلك وما تغني عنا دارك. قال: ومن أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد 7265 - حدثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، ثنا يونس بن بكير، عن جعفر بن برقان، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، فذكر مثل حديث محمد بن إسحاق

دلائل النبوة للبيهقي (5/ 32)
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ، قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا سليمان بن حرب، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، في فتح مكة ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثنا الحسن بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: " فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران قال العباس بن عبد المطلب، وقد خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة: واصباح قريش والله لإن بغتها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بلادها فدخل عنوة مكة، إنه لهلاك قريش آخر الدهر، فجلس على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء، وقال: أخرج إلى الأراك لعلي أرى حطابا أو صاحب لبن أو داخلا يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتوه فيستأمنوه، فخرجت فوالله إني لأطوف بالأراك ألتمس ما خرجت له إذ سمعت صوت أبي سفيان، وحكيم بن حزام، وبديل بن ورقاء، وقد خرجوا يتحسبون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعت صوت أبي سفيان وهو يقول: ما رأيت كاليوم قط نيرانا، فقال بديل بن ورقاء: هذه والله نيران خزاعة حمشتها الحرب، فقال أبو سفيان: خزاعة ألأم من ذلك وأذل، فعرفت صوته، فقلت: يا أبا حنظلة وهو أبو سفيان، فقال: أبا الفضل، فقلت: نعم، فقال: لبيك فداك أبي وأمي، فما وراءك؟ فقلت: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقد دلف إليكم بما لا قبل لكم به في عشرة آلاف من المسلمين، قال: فكيف الحيلة، فداك أبي وأمي؟ فقلت: تركب في عجز هذه البغلة فأستأمن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك، فردفني، فخرجت أركض به بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلما مررت بنار من نيران المسلمين فنظروا إلي قالوا: عم رسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فنظر فرآه خلفي، فقال عمر: أبو سفيان الحمد لله الذي أمكن منك بغير عهد ولا عقد، ثم اشتد نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركضت البغلة حتى اقتحمت على باب القبة وسبقت عمر بما تسبق به الدابة البطيئة الرجل البطيء، ودخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد، فدعني أضرب عنقه، فقلت: يا رسول الله، إني قد أمنته، ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت برأسه وقلت: والله لا يناجيه الليلة أحد دوني، فلما أكثر فيه عمر، قلت: مهلا يا عمر، فوالله لا تصنع هذا إلا لأنه رجل من بني عبد مناف، ولو كان من بني عدي بن كعب ما قلت هذا، فقال عمر: مهلا يا عباس، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم، وما ذاك إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب لو أسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب به فقد أمناه حتى تغدو علي به بالغداة . فرجع به إلى منزله، فلما أصبح غدا به على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أنه لا إله إلا الله ؟ فقال: بأبي أنت وأمي، ما أوصلك وأكرمك، والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى شيئا بعد، فقال: ويحك يا أبا سفيان، أولم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟ فقال: بأبي أنت وأمي، ما أوصلك وأحلمك وأكرمك، أما والله هذه فإن في النفس منها شيئا. فقال العباس: فقلت: ويلك تشهد شهادة الحق قبل والله أن تضرب عنقك، فتشهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس حين تشهد أبو سفيان: انصرف به يا عباس فاحبسه عند خطم الجبل بمضيق الوادي حين تمر عليه جنود الله . فقلت له: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فاجعل له شيئا يكون له في قومه، فقال: نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق عليه داره فهو آمن . فخرجت به حتى حبسته عند خطم الجبل بمضيق الوادي فمرت عليه القبائل فيقول: من هؤلاء يا عباس؟ فأقول: سليم، فيقول: ما لي ولسليم، وتمر به القبيلة فيقول: من هؤلاء هذه؟ فأقول: أسلم، فيقول: ما لي ولأسلم، وتمر جهينة فيقول: من هذه؟ فأقول: جهينة فيقول: ما لي ولجهينة، حتى مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخضراء كتيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار في الحديد لا يرى منهم إلا الحدق، فقال: يا أبا الفضل من هؤلاء؟ فقلت: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المهاجرين والأنصار، فقال: يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما، فقلت: ويحك، إنها النبوة، قال: فنعم إذا. قلت: الحق الآن بقومك فحذرهم، فخرج سريعا حتى جاء مكة فصرخ في المسجد: يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فقالوا: فمه قال: من دخل داري فهو آمن. قالوا: ويحك وما دارك، وما تغني عنا قال: ومن دخل المسجد هو آمن ومن غلق عليه داره فهو آمن " هذا لفظ حديث حسين بن عبد الله، وأما أيوب فإنه لم يجاوز به عكرمة ولم يسق شيخنا الحديث بتمامه. وقد رواه عبد الله بن إدريس، عن أبي إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس بمعناه، وله شواهد في عقد الأمان لأهل مكة بما قال الرسول صلى الله عليه وسلم من جهة سائر أهل المغازي منها

[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (23/ 448)
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور أنا أبو طاهر المخلص أنا رضوان بن أحمد وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو عبد الله الحافظ نا أبو العباس محمد بن يعقوب قالا أنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني الحسين بن عبد الله بن عباس عن عكرمة عن ابن عباس قال فلما نزل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من المدينة قال العباس بن عبد المطلب واصباح قريش والله لئن بغتها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في بلادها فدخل مكة عنوة إنه لهلاك قريش آخر الدهر فجلس على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) البيضاء وقال أخرج إلى الأراك لعلي أرى حطابا أو صاحب لبن أو داخلا يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ليأتوه فيستأمنوه فخرجت فوالله إني لأطوف بالأراك ألتمس ما خرجت له إذ سمعت صوت أبي سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء وقد خرجوا يتحسبون الخبر عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فسمعت أبا سفيان وهو يقول ما رأيت كاليوم قط نيرانا فقال بديل بن ورقاء هذه والله نيران خزاعة حمشتها الحرب فقال أبو سفيان خزاعة أقل من ذلك وأذل فعرفت صوته فقلت يا أبا حنظلة وهو أبو سفيان فقال أبو الفضل فقلت نعم فقال لبيك فداك أبي وأمي ما وراءك فقلت هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الناس قد دلف إليكم بما لا قبل لكم به في عشرة آلاف من المسلمين قال فكيف الحيلة فداك أبي أمي فقلت تركب في عجز هذه البغلة فاستأمن لك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإنه والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فردفني فخرجت أركض به بغلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) نحو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكلما مررت بنار من نيران المسلمين فنظروا إلي قالوا عم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فنظر فرآه خلفي فقال عمر أبو سفيان الحمد لله الذي أمكن منك بغير عهد ولا عقد ثم اشتد نحو رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وركضت البغلة حتى اقتحمت على باب القبة وسبقت عمر بما تسبق به الدابة البطيئة الرجل البطئ فنظر عمر على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه بغير عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه فقلت يا رسول الله إني قد أمنته ثم جلست إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأخذت برأسه وقلت والله لا يناجيه الليلة أحد دوني فلما أكثر فيه عمر قلت مهلا يا عمر فوالله ما تصنع هذا إلا أنه وقال أبو العباس لأنه رجل من بني عبد مناف ولو كان من بني عدي بن كعب ما قلت هذا فقال عمر مهلا يا عباس فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لما أسلم وما ذاك إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من إسلام الخطاب لو أسلم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اذهب به فقد أمناه حتى تغدوا به علي به بالغداة فرجع إلى منزله فلما أصبح غدا به على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زاد أبو العباس فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله قال بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأرحمك وأكرمك فقال والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى شيئا بعد فقال ويحك يا أبا سفيان أولم يأن لك أن تعلم أني رسول الله فقال بأبي أنت وأمي ما أوصلك وأرحمك وأكرمك أما والله هذه فإن في النفس منها شيئا فقال العباس فقلت ويلك تشهد بشهادة الحق قبل والله أن تضرب عنقك فتشهد فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) للعباس حين تشهد أبو سفيان انصرف به يا عباس فاحبسه عند حطم الجبل بمضيق الوادي حتى يمر عليه جنود الله فقلت له يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فاجعل له شيئا يكون في قومه فقال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن فخرجت حتى حبسته عند حطم الجبل بمضيق الواقدي فمرت عليه القبائل فيقول من هؤلاء يا عباس فأقول سليم فيقول ما لي ولسليم وتمر به القبيلة فيقول من هؤلاء فأقول أسلم فيقول ما لي ولأسلم وتمر جهينة فيقول ما لي ولجهينة حتى مر به رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الخضراء كتيبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المهاجرين والأنصار في الحديد لا ترى منهم إلا الحدق فقال يا أبا الفضل من هؤلاء فقال هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في المهاجرين والأنصار فقال يا أبا الفضل لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما فقلت ويحك إنها النبوة قال فنعم إذا قلت هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به قالوا فمه فقال من دخل داري فهو آمن فقالوا ويحك وما دارك وما يغنى عنا قال ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن.