الموسوعة الحديثية


- إنَّ كلَّ نَبيٍّ قَد أَنذَرَ قَومَه الدَّجَّالَ، أَلا وإنَّه قَد أَكلَ الطَّعامَ، ألا إنِّي عاهِدٌ إليكُم فيهِ عَهدًا لم يَعهَدْه نَبيٌّ إلى أُمَّتِه، ألا وإنَّ عَينَه اليُمنى مَمسوحةٌ كأنَّها نُخاعةٌ في جانبِ حائطٍ، ألا وإنَّ عَينَه اليُسرى كأنَّها كَوكبٌ دُرِّيٌّ ، مَعه مِثلُ الجنَّةِ والنَّارِ، فالنَّارُ رَوضةٌ خَضراءُ، والجنَّةُ غَبراءُ ذاتُ دُخانٍ، وبَين يَديهِ رَجُلانِ يُنذِرانِ أَهلَ القُرى، كُلَّما دَخَل قريةً أَنْذَر أَهلَها، وإذا خَرَجا مِنها دَخَل أوَّلُ أَصحابِ الدَّجَّالِ، فيَدخُل القُرى كُلَّها غيرَ مكَّةَ والمَدينةِ، حَرُمَتا عليهِ، والمُؤمنونَ مُتفرِّقونَ في الأَرضِ فيَجمَعُهم اللهُ تَعالى فيَقولُ رجلٌ مِنهُم: واللهِ لَأنطَلقنَّ فَلأَنظرَنَّ هَذا الَّذي أَنْذَرناه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فيَقولُ له أَصحابُه: إنَّا لا نَدعُك تَأتيهِ، ولو عَلِمنا أنَّه لا يَفتِنكَ لَخلَّينا سَبيلَك، ولكنَّا نَخافُ أن يَفتِنَك فتَتبعَه، فَيَأبى إلَّا أن يَأتيَه، فيَنطلِقُ حتَّى إذا أَتى أَدنى مَسلَحةٍ من مَسالِحِه أَخَذوه فَسَألوه: ما شَأنُه؟ وأين يُريدُ؟ فيَقولُ: أُريدُ الدَّجَّالَ الكَذَّابَ. فيَقولُ: أنتَ تَقولُ ذلكَ، فيَكتُبون إليهِ: إنَّا أَخذْنا رَجلًا يَقولُ كَذا وَكَذا، أَفنَقتلُه أمْ نَبعثُ بِه إليكَ؟ فيَقولُ: أَرسِلوا بِه إليَّ. فانطَلَقوا بِه إليهِ، فلمَّا رآه عَرفَه بِنَعتِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، فَقال لَه: أنتَ الدَّجَّالُ الكذَّابُ الَّذي أَنذَرَناه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم. فَقال له الدَّجَّالُ: أنتَ تَقولُ ذلكَ! لِتُطيعُني فيما آمُرُكَ بِه أو لَأشُقُّنك شِقَّينِ. فيُنادي العبدُ المُؤمنُ في النَّاسِ: يا أيُّها النَّاسُ، هذا المَسيحُ الكذَّابُ، فيَأمُر بهِ، فمدَّ بِرِجلَيه، ثُمَّ أمَر بِحَديدةٍ فوُضِعتْ على عَجُز ذَنَبِه فشَقَّه شِقَّينِ، ثُمَّ قال الدَّجَّالُ لِأَوليائِه: أَرأيتُم إن أَحييْتُ لَكُم هَذا، أَلَستُم تَعلَمون أنِّي ربُّكُم؟ فيَقولونَ: نَعَم. فيَأخُذ عَصًا فيَضرِبُ بها إِحدَى شِقَّيه أوِ الصَّعيدَ فاسْتَوى قائمًا، فلمَّا رَأى ذلكَ أولياؤُه صَدَّقوه وأَحبُّوه، وأَيقَنوا بِه أنَّه ربُّهُم، واتَّبَعوه، فيَقولُ الدَّجَّالُ لِلعَبدِ المُؤمنِ: أَلا تُؤمِنُ بِي؟ فَقال: أَنا الآنَ أشدُّ بَصيرةً فيكَ من قبل. ثُمَّ نادى في النَّاسِ: يا أَيُّها النَّاسُ، هَذا المَسيحُ الكذَّابُ، مَن أَطاعَه فهوَ في النَّار، وَمَن عَصاه فهوَ في الجنَّةِ. فَقال الدَّجَّالُ: لِتُطيعُني أو لَأذبحَنَّك. فقال: واللهِ لا أُطيعُكَ أبدًا، لا أُطيعُك أبدًا، إنَّك لأنتَ الكذَّابُ، فأَمَر به فاضْطَجَع وأَمَر بِذَبحِه فلا يَقدِرُ عليهِ، لا يُسلَّط عليهِ إلَّا مرَّةً واحدةً، فأَخَذ بِيدَيهِ ورِجلَيهِ فأُلقيَ في النَّارِ، وهيَ غَبراءُ ذاتُ دُخانٍ. فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ذلكَ الرَّجلُ أَقربُ أمَّتي مِنِّي، وأَرفَعُهم دَرجةً. قال أبو سَعيدٍ رَضيَ اللهُ عَنه: كان يَحسَبُ أَصحابُ مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ ذلكَ الرَّجلَ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ حتَّى مَضى لِسَبيلِه رَضيَ اللهُ عَنه. قُلتُ: فَكيف يَهلَكُ؟ قال: اللهُ أَعلمُ؟ قُلتُ: إنَّ عيسى ابنَ مَريمَ عَليهِما الصَّلاةُ والسَّلامُ هوَ يُهلِكُه. قال: اللهُ أَعلمُ، غيرَ أنَّ اللهَ تَعالى يُهلِكُه وَمَن مَعَه. قُلتُ: فَماذا يَكونُ بَعدَه؟ قال: حدَّثَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ النَّاسَ يَغرِسونَ بَعدَه الغُروسَ، ويتَّخِذونَ مِن بَعدِه الأَموالَ. قُلتُ: سُبحانَ اللهِ! أبَعدَ الدَّجَّالِ؟ قال: نَعَم، فيَمكُثونَ في الأَرضِ ما شاء اللهُ أن يَمْكُثوا، ثُمَّ يُفتحُ يَأجوجُ ومَأجوجُ فيُهلِكون مَن في الأَرضِ إلَّا مَن تَعلَّق بِحِصنٍ، فلمَّا فَرَغوا مِن أَهلِ الأرضِ أَقبَل بعضهم عَلى بَعضٍ فَقالوا: إنَّما بَقيَ مَن في الحُصونِ، وَمَن في السَّماءِ، فيَرمونَ بِسِهامِهم فَخرَّت عَليهُم مُنغمرةً دمًا فَقالوا: قدِ استَرحْتُم ممَّن في السَّماءِ، وبَقيَ مَن في الحُصونِ، فَحاصَروهُم حتَّى اشتدَّ عَليهمُ الحَصرُ والبَلاءُ، فبَينَما هُم كَذلكَ إذ أَرسَل اللهُ تَعالى عليهِم نَغفًا في أَعناقِهِم، فقَصَمت أَعناقَهُم، فَمال بَعضُهُم على بعضٍ مَوتى، فَقال رَجلٌ مِنهُم: قَتلَهُم اللهُ ربُّ الكَعبةِ. قال: إنَّما يَفعلونَ هَذا مُخادعةً، فنَخرُج إليهم فيُهلِكونا كَما أَهلَكوا إِخوانَنا، فَقال: افتَحوا لي البابَ. فقال أَصحابُه: لا نَفتحُ. فقال: دَلُّوني بِحبلٍ فلمَّا نَزل وَجدَهُم مَوتى، فَخَرج النَّاسُ مِن حُصونِهِم. فحَدَّثني أبو سَعيدٍ رَضيَ اللهُ عنهُ: أنَّ مَواشيَهم جَعَلها اللهُ تَعالى لهم حياةً يَقتَضِمونَها ما يَجِدون غَيرَها. قال: وحدَّثَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّ النَّاسَ يَغرِسونَ بَعدَهم الغُروسَ، ويتَّخِذونَ الأَموالَ. قال: قُلتُ: سُبحانَ اللهِ، أَبَعد يَأجوجَ ومَأجوجَ؟ قال: نَعَم، فبَينَما هُم في تِجارَتِهم إذ نادى مُنادٍ مِنَ السَّماءِ: أَتى أمرُ اللهِ، ففَزِع أهلُ الأَرضِ حينَ سَمِعوا الدَّعوةَ، وأَقبلَ بَعضُهم على بعضٍ، ثُمَّ أَقبَلوا على تِجارَتِهم وأسواقِهِم وصِناعَتِهم، فبَينَما هُم كَذلكَ إذ نودوا مرَّةً أُخرى: يا أيُّها النَّاسُ، أَتى أَمرُ اللهِ. فانطَلَقوا نحوَ الدَّعوةِ الَّتي سَمِعوا، وَجَعل الرَّجلُ يفِرُّ مِن غَنمِه وسَلعِه قِبَلَ الدَّعوةِ، وذُهِلوا في مَواشيهِم، وعِندَ ذلكَ عُطِّلتِ العِشارُ، فبَينَما هُم كَذلكَ يَسعَونَ قِبَل الدَّعوةِ إذ لَقوا اللهَ تَعالى في ظُللٍ مِنَ الغَمامِ ونُفِخَ في الصُّورِ فصُعِقَ مَن في السَّماءِ ومَن في الأَرضِ إلَّا مَن شاءَ اللهُ، فَمَكثوا ما شاء اللهُ، ثُمَّ نُفِخَ فيه أُخْرى فإذا هُم قيامٌ يَنظُرونَ ، ثُمَّ تَجيءُ جَهنَّمُ لَها زَفيرٌ وشَهيقٌ، ثُمَّ يُنادى.
خلاصة حكم المحدث : في سياق هذا [الحديث] بعض مخالفة، وما في الصحيح أصح
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : المطالب العالية الصفحة أو الرقم : 5/94
التخريج : أخرجه عبد بن حميد (895)، وأبو يعلى (1074)، والحاكم (8621) جميعا بنحوه.
التصنيف الموضوعي: أشراط الساعة - خروج الدجال ومكثه بالأرض أشراط الساعة - لا يدخل الدجال المدينة أشراط الساعة - يأجوج ومأجوج أشراط الساعة - صفة الدجال فتن - فتنة الدجال
| الصحيح البديل | أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


[المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية] (18/ 443)
: 4523 - وقال أحمد بن منيع: حدثنا حسين بن حسن بن عطية العوفي، عن أبيه، عن جده، قال: إنه سأل أبا سعيد الخدري رضي الله عنه عن الدجال، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن كل نبي قد أنذر قومه الدجال، ‌ألا ‌وإنه ‌قد ‌أكل ‌الطعام، ألا وإني عاهد إليكم فيه عهدا لم يعهده نبي إلى أمته. ألا وإن عينه اليمنى ممسوحة كأنها نخاعة في جانب حائط، ألا وإن عينه اليسرى كأنها كوكب دري. معه مثل الجنة والنار، فالنار روضة خضراء، والجنة غبراء ذات دخان، وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى، كلما دخلا قرية أنذار أهلها، فإذا خرجا منه دخل أول أصحاب الدجال، فيدخل القرى كلها غير مكة والمدينة حرمتا عليه، والمؤمنون متفرقون في الأرض، فيجمعهم الله تعالى، فيقول رجل (منهم) : والله لأنطلقن فلأنظرن هذا الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول له أصحابه: إنا لا ندعك تأتيه ولو علمنا أنه لا يفتنك لخلينا سبيلك، ولكنا نخاف أن يفتنك فتتبعه، فيأبى إلا أن يأتيه، فينطلق حتى إذا أتى أدنى مسلحة من مسالحه، أخذوه، فسألوه ما شأنه؟ وأين يريد؟ فيقول: أريد الدجال الكذاب، فيقولون: أنت تقول ذلك، فيكتبون إليه، إنا أخذنا رجلا يقول كذا وكذا، فنقتله أم نبعث به إليك؟ فيقول: أرسلوا به إلي، فانطلقوا به إليه، فلما رآه عرفه بنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: أنت الدجال الكذاب الذي أنذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له الدجال: أنت تقول ذلك؟ لتطيعني فيما آمرك به أو لأشقنك شقتين، فينادي العبد المؤمن في الناس يا أيها الناس! هذا المسيح الكذاب، فيأمر به فمد رجليه ثم أمر بحديدة فوضعت على عجب ذنبه فشقه شقتين، ثم قال الدجال لأوليائه: أرأيتم إن أحييت لكم هذا، ألستم تعلمون أني ربكم؟ فيقولون: نعم، فيأخذ عصا فيضرب (بها) إحدى شقيه أو الصعيد، فاستوى قائما، فلما رأى ذلك أولياؤه صدقوه، وأحبوه وأيقنوا به أنه ربهم واتبعوه، فيقول الدجال للعبد المؤمن: ألا تؤمن بي؟ فقال: أنا الآن أشد بصيرة فيك مني، ثم نادى في الناس: يا أيها الناس! هذا المسيح الكذاب، من أطاعه فهو في النار ومن عصاه فهو في الجنة، فقال الدجال: لتطيعني أو لأذبحنك، فقال: والله لا أطيعك أبدا، إنك لأنت الكذاب، فأمر به، فاضطجع وأمر بذبحه فلا يقدر عليه، لا يسلط عليه إلا مرة واحدة، فأخذ بيديه ورجليه فألقي في النار وهي غير ذات دخان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذلك الرجل أقرب أمتي (مني) وأرفعهم درجة " قال أبو سعيد رضي الله عنه: كان يحسب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ذلك الرجل عمر بن الخطاب حتى مضى لسبيله رضي الله عنه. قلت: فكيف يهلك؟ قال: الله أعلم. قلت: إن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام هو يهلكه؟ [[قال: الله أعلم]] غير أن الله تعالى مهلكه ومن معه. قلت: فماذا يكون بعده. قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم " أن الناس يغرسون بعده الغروس، ويتخذون من بعده الأموال " قلت: سبحان الله! أبعد الدجال؟ : قال: نعم، فيمكثون في الأرض ما شاء الله أن يمكثوا، ثم يفتح يأجوج ومأجوج، فيهلكون من في الأرض إلا من تعلق بحصن، فلما فرغوا من أهل الأرض أقبل بعضهم على بعض فقالوا: إنما بقي من في الحصون ومن في السماء، فيمرون بسهامهم، فخرت عليه متغيرة دما، فقالوا: قد استرحتم ممن في السماء، وبقي من في الحصون، فحاصروهم حتى اشتد عليهم الحصر والبلاء، فبينماهم كذلك إذ أرسل الله تعالى عليهم نغفا في أعناقهم، فقصمت أعناقهم، فمال بعضهم على بعض موتى، فقال رجل: قتلهم رب الكعبة، قال: إنما يفعلون ذلك مخادعة، فنخرج إليهم فيهلكونا كما أهلكوا إخواننا، فقال: افتحوا لي الباب، فقال أصحابه: لا نفتح فقال: دلوني بحبل، فلما نزل وجدهم موتى، فخرج الناس من حصونهم. فحدثني أبو سعيد رضي الله عنه أن مواشيهم (جعلها) الله تعالى لهم حياة يقتضمونها، ما يجدون غيرها، قال: وحدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أن الناس يغرسون بعدهم الغروس، ويتخذون الأموال، قال: قلت: فسبحان الله! أبعد يأجوج ومأجوج؟ قال: نعم، فبينما هم في تجاراتهم إذ نادى مناد من السماء: أتى أمر الله ففزع أهل الأرض حين سمعوا الدعوة، وأقبل بعضهم على بعض، ثم أقبلوا على تجارتهم وأسواقهم وصناعتهم، فبينما هم كذلك إذ نودوا مرة أخرى: يا أيها الناس! أتى أمر الله، فانطلقوا نحو الدعوة التي سمعوا، وجعل الرجل يفر من غنمه وسلعه قبل الدعوة إذ لقوا الله، وذهلوا في مواشيهم، وعند ذلك عطلت العشار فبينما هم كذلك يسعون قبل الدعوة؟ إذ لقوا الله تعالى في ظلل من الغمام، ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله، فمكثوا ما شاء الله، ثم نفخ فيه مرة أخرى فإذا هم قيام ينظرون، ثم تجيء جهنم لها زفير وشهيق ثم ينادى "، فذكر الحديث بطوله. وقد أخرج أصحاب السنن منه قصة الشفاعة، وقصة بعث النار وغير ذلك، وفي سياق هذا بعض مخالفة وما في الصحيح أصح، وبالله التوفيق.

[المنتخب من مسند عبد بن حميد ت مصطفى العدوي] (2/ 80)
: 895- ثنا حجاج بن منهال، ثنا حماد بن سلمة، ثنا الحجاج، عن عطية، عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنه لم يكن نبي إلا وقد أنذر الدجال أمته، وإني أنذركموه، إنه أعور، ذو حدقة جاحظة ولا تخفى، كأنها نخاعة في جنب جدار، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري، ومعه مثل الجنة ومثل النار، وجنته غبراء ذات دخان، وناره روضة خضراء، وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى، كلما خرجا من قرية دخل أوائلهم، ويسلط على رجل لا يسلط على غيره فيذبحه، ثم يضربه بعصا، ثم يقول: قم. فيقوم، فيقول لأصحابه: كيف ترون؟ فيشهدون له بالشرك، ويقول المذبوح: يا أيها الناس، إن هذا المسيح الدجال الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زادني في هذا فيك إلا بصيرة. فيعود فيذبحه، فيضربه بعصا معه، فيقول: قم. فيقوم، فيقول: كيف ترون؟ فيشهدون له بالشرك، فيقول المذبوح: يا أيها الناس، ها، إن هذا المسيح الدجال الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما زادني هذا فيك إلا بصيرة. فيعود، فيذبحه، فيضربه بعصا معه، فيقول له: قم فيقوم، فيقول لأصحابه: كيف ترون؟ فيشهدون له بالشرك، فيقول المذبوح: يا أيها الناس، إن هذا المسيح الذي أنذرناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما زادني هذا فيك إلا بصيرة. فيعود الرابعة ليذبحه، فيضرب الله على حلقه صفيحة من نحاس، فيريد أن يذبحه، فلا يستطيع" قال أبو سعيد: فما دريت ما النحاس إلا يومئذ. فكنا نرى ذلك الرجل عمر بن الخطاب حتى مات عمر بن الخطاب قال: "ويغرس الناس بعد ذلك ويزرعون! ".

مسند أبي يعلى (2/ 332 ت حسين أسد)
: 1074 - حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي، حدثنا حماد بن سلمة، عن الحجاج، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ‌إنه ‌لم ‌يكن ‌نبي ‌إلا قد أنذر الدجال قومه، وإني أنذركموه، إنه أعور ذو حدقة جاحظة، ولا يخفى كأنها نخاعة في جنب جدار، وعينه اليسرى كأنها كوكب دري، ومعه مثل الجنة والنار، فجنته عين ذات دخان، وناره روضة خضراء، وبين يديه رجلان ينذران أهل القرى، كلما خرجا من قرية دخل أوائلهم، فيسلط على رجل لا يسلط على غيره فيذبحه ثم يضربه بعصاه، ثم يقول: قم، فيقول لأصحابه: كيف ترون، ألست بربكم؟ فيشهدون له بالشرك، فيقول الرجل المذبوح: يا أيها الناس، إن هذا المسيح الدجال الذي أنذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعود أيضا فيذبحه، ثم يضربه بعصاه، فيقول له: قم، فيقول لأصحابه: كيف ترون، ألست بربكم؟ فيشهدون له بالشرك، فيقول المذبوح: يا أيها الناس، ها إن هذا المسيح الدجال الذي أنذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما زادني هذا فيك إلا بصيرة، ويعود فيذبحه الثالثة، فيضربه بعصاه، فيقول: قم، فيقول لأصحابه: كيف ترون، ألست بربكم؟ فيشهدون له بالشرك، فيقول: يا أيها الناس، إن هذا المسيح الدجال الذي أنذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما زادني هذا فيك إلا بصيرة، ثم يعود فيذبحه الرابعة فيضرب الله على حلقه بصفحة نحاس فلا يستطيع ذبحه " - قال أبو سعيد: فوالله ما رأيت النحاس إلا يومئذ - قال: فيغرس الناس بعد ذلك ويزرعون قال أبو سعيد: كنا نرى ذلك الرجل عمر بن الخطاب لما نعلم من قوته وجلده

[المستدرك على الصحيحين] (4/ 581)
: 8621 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق البغوي العدل ببغداد، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا محمد بن سابق، ثنا أبو معاوية شيبان بن عبد الرحمن، عن فراس، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " ألا ‌كل ‌نبي ‌قد ‌أنذر ‌أمته ‌الدجال، وأنه يومه هذا قد أكل الطعام، وأني عاهد عهدا لم يعهده نبي لأمته قبلي، ألا إن عينه اليمنى ممسوحة الحدقة جاحظة، فلا تخفى كأنها نخاعة في جنب حائط، ألا وإن عينه اليسرى كأنها كوكب دري، معه مثل الجنة ومثل النار، فالنار روضة خضراء، والجنة غبراء ذات دخان، ألا وإن بين يديه رجلين ينذران أهل القرى كلما دخلا قرية أنذرا أهلها، فإذا خرجا منها دخلها أول أصحاب الدجال، ويدخل القرى كلها غير مكة والمدينة حرما عليه، والمؤمنون متفرقون في الأرض فيجمعهم الله له، فيقول رجل من المؤمنين لأصحابه: لأنطلقن إلى هذا الرجل فلأنظرن أهو الذي أنذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا، ثم ولى، فقال له أصحابه: والله لا ندعك تأتيه ولو أنا نعلم أنه يقتلك إذا أتيته خلينا سبيلك، ولكنا نخاف أن يفتنك فأبى عليهم الرجل المؤمن إلا أن يأتيه، فانطلق يمشي حتى أتى مسلحة من مسالحه فأخذوه فسألوه ما شأنك وما تريد؟ قال لهم: أريد الدجال الكذاب، قالوا: إنك تقول ذلك؟ قال: نعم فأرسلوا إلى الدجال أنا قد أخذنا من يقول كذا وكذا فنقتله أو نرسله إليك؟ قال: أرسلوه إلي، فانطلق به حتى أتي به الدجال فلما رآه عرفه لنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له الدجال: ما شأنك؟ فقال العبد المؤمن: أنت الدجال الكذاب الذي أنذرناك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له الدجال: أنت تقول هذا؟ قال: نعم، قال له الدجال: لتطيعني فيما أمرتك وإلا شققتك شقتين، فنادى العبد المؤمن فقال: أيها الناس، هذا المسيح الكذاب فمن عصاه فهو في الجنة، ومن أطاعه فهو في النار، فقال له الدجال: والذي أحلف به لتطيعني أو لأشقنك شقتين، فنادى العبد المؤمن فقال: أيها الناس هذا المسيح الكذاب فمن عصاه فهو في الجنة، ومن أطاعه فهو في النار، قال: فمد برجله فوضع حديدته على عجب ذنبه فشقه شقتين، فلما فعل به ذلك، قال الدجال لأوليائه: أرأيتم إن أحييت هذا لكم ألستم تعلمون أني ربكم؟ قالوا: بلى " - قال عطية: فحدثني أبو سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: - " فضرب إحدى شقيه أو الصعيد عنده، فاستوى قائما، فلما رآه أولياؤه صدقوه وأيقنوا أنه ربهم وأجابوه واتبعوه، قال الدجال للعبد المؤمن: ألا تؤمن بي؟ قال له المؤمن: لأنا الآن أشد فيك بصيرة من قبل، ثم نادى في الناس ألا إن هذا المسيح الكذاب فمن أطاعه فهو في النار، ومن عصاه فهو في الجنة، فقال الدجال: والذي أحلف به لتطيعني أو لأذبحنك أو لألقينك في النار، فقال له المؤمن: والله لا أطيعك أبدا، فأمر به فاضطجع " - قال: فقال لي أبو سعيد: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: - ثم جعل صفيحتين من نحاس بين تراقيه ورقبته - قال: وقال أبو سعيد: ما كنت أدري ما النحاس قبل يومئذ - فذهب ليذبحه، فلم يستطع ولم يسلط عليه بعد قتله إياه - قال: فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم، قال: - فأخذ بيديه ورجليه فألقاه في الجنة وهي غبراء ذات دخان يحسبها النار فذلك الرجل أقرب أمتي مني درجة - قال: فقال أبو سعيد: ما كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يحسبون ذلك الرجل إلا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى سلك عمر سبيله، قال: ثم قلت له: فكيف يهلك؟ قال: الله أعلم، قال: فقلت: أخبرت أن عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام هو يهلكه، فقال: الله أعلم غير أنه يهلكه الله ومن تبعه، قال: قلت: فمن يكون بعده، قال: حدثني نبي الله صلى الله عليه وسلم أنهم يغرسون بعده الغروس ويتخذون من بعده الأموال ، قال: قلت: سبحان الله أبعد الدجال يغرسون الغروس ويتخذون من بعده الأموال، قال: نعم، حدثني بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أعجب حديث في ذكر الدجال تفرد به عطية بن سعد، عن أبي سعيد الخدري ولم يحتج الشيخان بعطية