الموسوعة الحديثية


- قدمنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يصلي بالناسِ صلاةَ الغداةِ وقد أقيمتْ حين شَقَّ الفجرُ والنجومُ شابكةٌ في السماءِ والرجالُ لا تكادُ تُعرَفُ من ظُلمةِ الليلِ فَصففْتُ مع الرِّجالِ امرأةً حديثةَ عهدٍ بجاهليةٍ فقال لي الرجلُ الذي يليني في الصَّفِّ امرأةٌ أنتَ أمْ رجلٌ فقلتُ لا بل امرأةٌ فقال إنَّكِ قد كدْتِ تفتنيني فَصلِّي في صَفِّ النِّساءِ وراءَكِ وإذا صفٌّ من نساءٍ قد حدثَ عندَ الحُجُراتِ لم أكنْ رأَيْتُه حينَ دخلتُ فكنتُ فيه حتى إذا طلعتِ الشمسُ دنوتُ فإذا رأيتُ رجلًا ذا رِواءٍ وذا بَشَرٍ طمحَ إليه بصري لأَرَى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فوقَ الناسِ حتى جاءَ رجلٌ بعد ما ارتفعتِ الشمسُ فقال السلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليكَ السلامُ ورحمةُ اللهِ وعليه أسمالُ حِلْيَتَيْنِِِ قد كانتا بزعفرانٍ وقد نُفِّضَتا وبيدِه عسيبُ نخلٍ مَقشُوٍّ غيرَ خوصَتيْنِ من أعلاه قاعِدًا القُرْفُصاءَ فلمَّا رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتخَشِّعَ في الجلسةِ أُرْعِدْتُ من الفَرْقِ فقال له جليسُه يا رسولَ اللهِ أُرْعِدَتِ المسكينةُ فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولم ينظرْ إليَّ وأنا عندَ ظهرِه يا مِسكينَةُ عليكِ السكينةُ فلمَّا قالها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أذهبَ اللهُ عني ما كان دخلَ في قلبي من الرُّعْبِ فتقدَّمَ صاحبي أولُ رجلٍ حُرَيْثُ بنُ حسَّانَ فبايعَه على الإسلامِ وعلى قومِه ثم قال يا رسولَ اللهِ اكتبْ بيننا وبينَ بني تميمٍ بالدَّهْناءِ لا يجاوزُهَا إلينا منهم إلَّا مسافرٌ أو مُجاوِرٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اكتبْ له بالدَّهْناءِ يا غلامُ فلمَّا رأيتُه شخصَ لي وهي وطني وداري فقلتُ يا رسولَ اللهِ لم يَسلكِ السَّوِيَّةَ من الأمرِ إذْ سلكَ إنَّما هذه الدَّهْناءُ عندَ مَقيلِ الجملِ ومَرعى الغنمِ ونساءُ بني تميمٍ وأبناؤُها وراءَ ذلك فقال أمسكْ يا غلامُ صدقتِ المسكينةُ المسلمُ أخو المسلمِ يَسعُهُما الماءُ والشَّجَرُ ويتعاونانِ على الفَتَّانِ فلمَّا رأى حُرَيْثٌ أنَّ قد حيلَ دونَ كتابِه ضربَ إحدَى يَديْهِ على الأُخرى ثم قال كنتُ أنا وأنتِ كما قال حَتْفُها تحملُ ضأنٌ بأظلافِها فقالتْ واللهِ ما علمتُ إنْ كنتَ لدليلًا في الظَّلماءِ مِدْوَلًا لَدى الرَّحْلِ عفيفًا عن الرفيقَةِ حتى قَدِمْنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ولكنْ لا تَلُمْني على أن أسألَ حَظِّي إذْ سألتَ حَظَّكَ قال وما حظُّكِ في الدَّهْناءِ لا أَبا لَكِ قلتُ مَقيلُ جَملي تَسأَلُه لِجمَلِ امْرأَتِكَ قال لا جَرَمَ أُشهِدُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنِّي لكِ أَخٌ وصاحبٌ ما حَيِيتُ إذا ثَنَّيْتُ على هذا عِندَه قلتُ إذا بَدأْتُها فلنْ أُضَيِّعَها فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيلامُ ابنُ هذِه أنْ يَفْصِلَ الخُطَّةَ ويَنْصُرَ مَن وراءَ الحُجْرَةِ فبكيتُ ثم قلتُ قد واللهِ ولَدَتْه يا رسولَ اللهِ حرامًا فقاتَلَ معكَ يومَ الرَّبذةِ ثم ذهبَ بِمِيرَتِي من خيبرَ فأصابَتْه حُمَّاها فماتَ فتركَ علىَّ النِّساءَ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فوالذي نفسي بيدِه لو لم تكوني مسكينةً لجرَرْناكِ على وجْهِكِ _ أو لَجُرِرْتِ على وجهِكِ شكَّ عبدُ اللهِ بنُ حسَّانٍ أيُّ الحرفينِ حَدَّثَتْه المرأَتانِ _ أتغلبُ إحداكُنَّ أن تُصاحِبَ صُوَيْحِبَه في الدنيا معروفًا فإذا حالَ بينَه وبينَه مَن هو أولى به منه استرجعَ ثم قال ربِّ آسِنِّي لِما أمضيتَ فأَعِنِّي على ما أبقيتَ فوالذي نفسُ محمدٍ بيدِه إنَّ أحدَكُم ليبكي فيسْتَعبِرُ له صُوَيْحِبُهُ فيا عبادَ اللهِ لا تُعذِّبوا موتاكُم ثم كتبَ لها في قطعةِ أديمٍ أحمرَ لِقَيْلَةَ والنِّسوةَ من بناتِ قَيْلَةَ لا يُظْلَمَنَ حقًّا ولا يُكْرَهْنَ على مُنكِحٍ وكلُّ مؤمنٍ ومسلمٍ لَهنَّ نَصيرٌّ أَحسِنَّ ولا تُسِئْنَ
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : قيلة بنت مخرمة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 6/13
التخريج : أخرجه ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (1/ 274)، وابن أبي خيثمة في ((التاريخ الكبير)) (2/ 829)، والطبراني (1) (25/ 8) جميعًا بلفظه في أثناء حديث طويل .
التصنيف الموضوعي: جنائز وموت - البكاء على الميت إسلام - البيعة على الإسلام خراج - إقطاع الأراضي صلاة - وقت صلاة الفجر صلاة الجماعة والإمامة - الصفوف خلف الإمام
|أصول الحديث

أصول الحديث:


الطبقات الكبير (1/ 274 ط الخانجي)
: أخبرنا عفان بن مسلم، أخبرنا عبد الله بن حسان أخو بني كعب من بلعنبر أنه حدثته جدتاه صفية بنت عليبة ودحيبة بنت عليبة حدثتاه عن حديث قيلة بنت مخرمة، وكانتا ربيبتيها، وقيلة جدة أبيهما أم أمه، أنها كانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني جناب، وأنها ولدت له النساء، ثم توفي في أول الإسلام فانتزع بناتها منها عمهن أثؤب بن أزهر، فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في أول الإسلام، فبكت جويرية منهن حديباء، وكانت أخذتها الفرصة، عليها سبيج من صوف، قال: فذهبت بها معها، فبينا هما ترتكان الجمل إذ انتفجت الأرنب، فقالت الحديباء القصية: والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثؤب في هذا الحديث أبدا! ثم سنح الثعلب فسمته باسم نسيه عبد الله بن حسان، ثم قالت فيه مثل ما قالت في الأرنب، فبينما هما ترتكان الجمل إذ برك الجمل، فأخذته رعدة، فقالت الحديباء: أدركتك والأمانة أخذة أثؤب، فقلت واضطررت إليها: ويحك فما أصنع؟ فقالت: اقلبي ثيابك ظهورها لبطونها، وادحرجي ظهرك لبطنك، واقلبي أحلاس جملك، ثم خلعت سبيجها فقلبته، ثم ادحرجت ظهرها لبطنها، فلما فعلت ما أمرتني به انتفض الجمل ثم قام ففاج وبال، فقالت: أعيدي عليك أداتك. ففعلت، ثم خرجنا نرتك، فإذا أثؤب يسعى وراءنا بالسيف صلتا، فوألنا إلى حواء ضخم، قد أراه حين ألقى الجمل إلى رواق البيت الأوسط جملا ذلولا، واقتحمت داخله وأدركني بالسيف، فأصابت ظبته طائفة من قروني، ثم قال: ألقى إلي بنت أخي يا دفار! فرميت بها إليه فجعلها على منكبه فذهب بها، وكانت أعلم به من أهل البيت، وخرجت إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغى الصحابة إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فبينما أنا عندها ليلة من الليالي تحسبني نائمة إذ جاء زوجها من السامر فقال: وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحب صدق، فقالت أختي: من هو؟ قال: حريث بن حسان الشيباني غاديا، وافد بكر بن وائل إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذا صباح، فغدوت إلى جملي وقد سمعت ما قالا، فشددت عليه ثم نشدت عنه فوجدته غير بعيد، فسألته الصحبة فقال: نعم وكرامة، وركابهم مناخة، فخرجت معه صاحب صدق، حتى قدمنا على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي بالناس صلاة الغداة، وقد أقيمت حين انشق الفجر والنجوم شابكة في السماء، والرجال لا تكاد تعارف مع ظلمة الليل، فصففت مع الرجال وكنت امرأة حديثة عهد بجاهلية، فقال لي الرجل الذي يليني من الصف: امرأة أنت أم رجل؟ فقلت: لا بل امرأة، فقال: إنك قد كدت تفتنيني، فصلي مع النساء وراءك، وإذا صف من نساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت، فكنت فيهن حتى إذا طلعت الشمس دنوت فجعلت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فوق الناس، حتى جاء رجل وقد ارتفعت الشمس فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. وعليه، تعني النبي، صلى الله عليه وسلم، أسمال ملببتين كانتا بزعفران فقد نفضتا، ومعه عسيب نخلة مقشور غير خوصتين من أعلاه، وهو قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، متخشعا في الجلسة أرعدت من الفرق، فقال جليسه: يا رسول الله، أرعدت المسكينة، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره: يا مسكينة عليك السكينة، فلما قالها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أذهب الله ما كان أدخل قلبي من الرعب. وتقدم صاحبي أول رجل، فبايعه على الإسلام عليه وعلى قومه، ثم قال: يا رسول الله اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاور، فقال: يا غلام اكتب له بالدهناء. فلما رأيته أمر له بأن يكتب له بها شخص بي وهي وطني وداري، فقلت: يا رسول الله إنه لم يسألك السوية من الأرض إذ سألك، إنما هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم، ونساء تميم وأبناؤها وراء ذلك! فقال: أمسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على الفتان. فلما رأى حريث أن قد حيل دون كتابه ضرب بإحدى يديه على الأخرى وقال: كنت أنا وأنت كما قيل: "حتفها تحمل ضأن بأظلافها " فقلت: أما والله إن كنت لدليلا في الظلماء، جوادا بذي الرحل، عفيفا عن الرفيقة، حتى قدمت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولكن لا تلمني على حظي إذ سألت حظك، فقال: وما حظك في الدهناء لا أبا لك؟ فقلت: مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك! فقال: لا جرم إني أشهد رسول الله أني لك أخ ما حييت إذ أثنيت هذا علي عنده، فقلت: إذ بدأتها فلن أضيعها، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أيلام ابن ذه أن يفصل الخطة وينتصر من وراء الحجرة؟ فبكيت ثم قلت: قد والله كنت ولدته يا رسول الله حازما، فقاتل معك يوم الربذة، ثم ذهب يميرني من خيبر، فأصابته حماها وترك علي النساء، فقال: والذي نفس محمد بيده لو لم تكوني مسكينة لجررناك اليوم على وجهك، أو لجررت على وجهك، شك عبد الله، أيغلب أحيدكم أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفا فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع؟ ثم قال: رب أنسني ما أمضيت وأعني على ما أبقيت، والذي نفس محمد بيده إن أحيدكم ليبكي فيستعبر إليه صويحبه، فيا عباد الله لا تعذبوا إخوانكم. وكتب لها في قطعة من أديم أحمر لقيلة وللنسوة بنات قيلة أن لا يظلمن حقا، ولا يكرهن على منكح، وكل مؤمن مسلم لهن نصير، أحسن ولا تسئن

التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة - السفر الثاني - ط الفاروق (2/ 829)
: 3562- حدثنا أبو إسحاق أحمد بن إسحاق الحضرمي وموسى بن إسماعيل المنقري؛ قالا: حدثنا عبد الله بن حسان، قال أحمد: أبو الحنيد أخو كعب بن العنبر؛ أن جدتيه أم أمه وأم أبيه أخبرتاه. وقال موسى: حدثتني جدتاي صفية بنت عليبة ودحيبة ابنة عليبة بن حرملة وقالا جميعا: وكانتا ربيبتي قيلة بنت مخرمة، وكانت قيلة جدة أبيهما. وقال أحمد: إنه أخبر جدة قيلة". وقال موسى: إنهما أخبرتهما قيلة بنت مخرمة. وقالا جميعا: إنها كانت تحت، قال أحمد: رجل من بني عدي يقال له، وقالا جميعا: حبيب بن أزهر، قال موسى: أخي بني جناب، كذا قال موسى، وقالا جميعا: فولدت له نساء، ثم توفي، فانتزع بناتها منها، قال أحمد: فبكت صبية منهن، وقال موسى: جويرية، وقالا جميعا: هي أصغرهن حديباء، كانت قد أخذتها الفرصة، قال أحمد: فرحمتها؛ فاحتملتها معها، وقالا جميعا: عليها سبيج من صوف، قال موسى: فانطلقت بها معها وقالا جميعا: فبينما هما ترتكان، قال موسى: الجمل، وقالا: إذ انتفجت الأرنب؛ فقالت الحديباء: الفصية! لا والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا، ثم سنح الثعلب فسمته اسما، قال أحمد: غير الثعلب، وقال موسى: هو الثعلب، وقالا: نسيه عبد الله، ثم قالت فيه مثل ما قالت في الأرنب. فبينما هما ترتكان؛ إذ برك الجمل وأخذته رعدة، فقالت الحديباء: أدركتك والأمانة أخذة أثوب. فقلت -واضطررت إليها-: ويحك ما أصنع؟ قال أحمد: تقلبي، وقال موسى: اقلبي، وقالا جميعا: ثيابك ظهورهما لبطونهما، وتدحرجين ظهرك لبطنك، قال أحمد: واقلبي، وقال موسى: وتقلبي، وقالا جميعا: أحلاس جملك، ثم خلعت، قال موسى: الحديباء، وقالا: سبيجها فقلبته، ثم تدحرجت ظهرها لبطنها فلما فعلت ما أمرتني به؛ انتفض الجمل فقام ففاج وبال، فقالت: قال موسى: الحديباء، وقالا: أعيدي عليه أداتك، فأعدتها عليه، ثم خرجنا نرتك فإذا أثوب يسعى على آثارنا بالسيف صلتا، قال أحمد: فوألت، وقال موسى: فوألنا، وقالا: إلى حواء ضخم فداراه حتى ألقى الجمل إلى رواق البيت الأوسط، قال موسى: وكان جملا ذلولا، وقالا: فاقتحمت داخلة، قال أحمد: بالجارية، وقالا: وأدركني بالسيف، فأصابت ظبته طائفة، قال أحمد: من قرون رأسي، وقال موسى: من قروني، وقالا: ثم قال: ألقي إلي بنت أخي، قال أحمد: يا نفار، قال موسى: يا ذفار أو: يا دفار، فرميت بها، وقال أحمد: فألقيتها، وقالا جميعا: إليه، فجعلها على منكبه، فذهب بها، وكنت أعلم به من أهل البيت قالت: ثم انطلقت، وقال موسى: ومضيت، وقالا: إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أحمد: في أول الإسلام، وقالا: فبينما أنا عندها ذات ليلة من الليال، قال أحمد: تحسب عني، وقال موسى: تحسبني، وقالا: نائمة إذ، قال أحمد: دخل، وقال موسى: جاء، وقالا: زوجها من السامر، فقال: وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحبا، صاحب صدق؟ فقالت أختي: من، قال أحمد: هوه، وقال موسى: يهد، قال: حريث بن حسان الشيباني غاديا وافد بكر بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال موسى: ذا صباح، وقالا: قالت أختي: الويل لي لا تخبر بهذا أختي، قال أحمد: فتتبع أخا بكر بن وائل، وقال موسى: لتخرج مع أخي بكر بن وائل، وقالا: بين سمع الأرض وبصرها، ليس معها من قومها رجل، قال موسى: لا تذكريه لها فإني غير ذاكره لها فسمعت ما قالا، وقالا جميعا: فغدوت إلى جملي فشددت عليه، وقال أحمد: وسمعت ما قالا، وقال موسى: فشددت على جمل، ثم نشدت عنه، وقال أحمد: ثم سألت عنه، وقالا: فوجدته غير بعيد، قال أحمد: مناخة ركابه عنده، وقالا: فسألته الصحبة، قال: نعم وكرامة، وقال موسى: وركابه مناخة عنده. وقالا: فخرجت معه، صاحب صدق، حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس صلاة الغداة، قد أقيمت حين شق الفجر والنجوم شابكة في السماء، والرجال لا تكاد تعارف مع ظلمة الليل، فصففت مع الرجال، وامرأة حديثة عهد بجاهلية، فقال الرجل الذي يليني من الصف:امرأة أنت أم رجل؟ قلت: لا بل امرأة، فقال: إنك قد كدت تفتنيني، فصلي في النساء وراءك. فإذا صف من نساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته إذ دخلت، فكنت، قال أحمد: معهن، وقال موسى: فيهن. وقالا: حتى طلعت الشمس؛ دنوت، فجعلت إذا رأيت رجلا ذا رواء وذا قشر طمح إليه بصري؛ لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الناس قالت: قال أحمد: فجاءنا رجل بعد ما ارتفعت الشمس، وقال موسى: حتى جاء رجل حين ارتفعت الشمس، وقالا: فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله: وعليك السلام ورحمة الله"، قال أحمد: وهو قاعد القرفصاء، وقالا: عليه أسمال مليتين، كانتا بزعفران وقد نفضتا، معه عسيب نخلة مقشو غير خوصتين من أعلاه، وقال موسى: قاعد القرفصاء. وقالا: فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع في الجلسة؛ أرعدت من الفرق، قال أحمد: وأنا قاعد عند ظهره، وقالا: فقال له جليسه: يا رسول الله! أرعدت المسكينة. فقال: قال موسى: رسول الله، وقالا: لم ينظر إلي، وقال أحمد: وأشار بيده من خلفه، قال موسى: وأنا عند ظهره، وقالا: يا مسكينة! عليك السكينة"، فلما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم أذهب الله ما كان دخل قلبي من الرعب. وتقدم صاحبي أول رجل، قال موسى: حريث بن حسان الشيباني، قالا: فبايعه على الإسلام عليه وعلى قومه، ثم قال: يا رسول الله! اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاوز. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب له بالدهناء يا غلام". فلما، قال موسى: رأيته، وقالا: أمر له بها شخص بي، قال أحمد: وكانت، وقال موسى: وهي، وقالا: وطني وداري، قال موسى: إن يكتب له بها وقالا: فقلت: يا رسول الله! إنه لم يسألك السوية بين الأرض إذ سألك، إنما هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم، ونساء تميم وأبناؤها، قال أحمد: دون ذلك، وقال موسى: وراء ذلك. وقالا: فقال: أمسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر، ويتعاونان على الفتان. فلما رأى حريث أن قد حيل بينه دون كتابه؛ ضرب بإحدى يديه على الأخرى، وقال: قال أحمد: وهو مثل في العرب، وقالا: ثم قال: كنت أنا وأنت كما قال: حتفها تحمل ضأن بأظلافها. فقلت: أما والله ما علمت، وقالا: إن كنت لدليلا في الظلماء، جوادا بذي الرحل، عفيفا، عن الرفيقة حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لا تلمني أن أسأل حظي إذ سألت حظك فقال: وما حظك في الدهناء لا أبا لك؟! فقلت: مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك، فقال: لا جرم، قال موسى: عني أشهد، وقال أحمد: إني أشهد، وقالا: رسول الله إذ أثنيت هذا علي عنده إني لك لأخ ما حييت، فقلت: إذ بدأتها فلن أضيعها. فقال رسول الله: أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة أو ينتصر من وراء الحجزة؟ وقال موسى: وينتظر من وراء الحجزة"، كذا كان في كتاب أبي زكريا يحيى بن معين. قال موسى: فبكيت ثم قلت: وقالا: فقلت: قد والله ولدته يا رسول الله حزاما، فقاتل معك يوم الربذة، ثم ذهب يمتري من خيبر، فأصابته حماها، وترك علي النساء، قال أحمد: ثم بكيت، وقالا: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده لولا أن تكوني مسكينة لجررناك - أو لجررت - اليوم على وجهك"، قال أحمد: لا يدري عبد الله أي هذين الحرفين أخبرته المرأتان، وقال موسى: شك عبد الله وقالا: أيغلب أحدكم على أن يصاحب صويحبه في الدنيا معروفا، فإذا حال بينه وبينه من هو أولى به منه استرجع؟ ثم قال: رب أسني ما أمضيت، وأعني على ما أبقيت، فوالذي نفس محمد بيده إن أحيدكم ليبكي، فيستعبر إليه صويحبه، يا عباد الله! لا تعذبوا إخوانكم. فكتب لها في قطعة أديم أحمر: لقيلة والنسوة بنات قيلة: لا يظلمن حقا، ولا يكرهن على منكح، وكل مؤمن مسلم لهن نصير، أحسنه ولا شينه - قال أحمد: أحسن أو شينه. قال أحمد: حدثني عبد الله بن حسان .

 [المعجم الكبير – للطبراني] (25/ 8)
: حدثنا أبو مسلم الكشي، ثنا حفص بن عمر أبو عمر الضرير الحوضي، ح وحدثنا معاذ بن المثنى، والفضل بن الحباب أبو خليفة، قالا: ثنا عبد الله بن سوار بن قدامة بن عنزة العنبري، ح وحدثنا يعقوب بن إسحاق المخرمي، ثنا عفان بن مسلم، ح وحدثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا عبد الله بن رجاء الغداني، ح وحدثنا محمد بن هشام بن أبي الدميك المستملي، ثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة التيمي، قالوا: ثنا عبد الله بن حسان العنبري أبو الجنيد، أخو بني كعب العنبري حدثتني جدتاي صفية ودحيبة ابنتا عليبة وكانتا ربيبتي قيلة، أن قيلة بنت مخرمة، حدثتهما أنها، كانت تحت حبيب بن أزهر أخي بني جناب، فولدت له النساء ثم توفي، فانتزع بناتها منها أثوب بن أزهر عمهن، فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام، فبكت جويرية منهن حديباء، قد كانت أخذتها الفرصة وهي أصغرهن عليها سبيج لها من صوف، فرحمتها فاحتملتها معها، فبينما هما ترتكان الجمل إذ انتفخت الأرنب، فقالت الحديباء القصبة: لا والله لا يزال كعبك أعلى من كعب أثوب في هذا الحديث أبدا، ثم لما شنح الثعلب، فسمته اسما غير الثعلب نسيه عبد الله بن حسان، ثم قالت فيه ما قالت في الأرنب، فبينما هما ترتكان، إذ برك الجمل وأخذته رعدة، فقالت الحديباء القصبة: أدركتك والله أخدة أثوب فقلت: واضطررت إليها: ويحك ما أصنع؟ قالت: قلبي ثيابك ظهورها لبطونها وتدحرجي ظهرك لبطنك وقلبي أحلاس جملك، ثم خلعت سبيجها، فقلبته وتدحرجت ظهرها لبطنها، فلما فعلت ما أمرتني انتفض الجمل، ثم قام فتفاج، وبال فقالت الحديباء: أعيدي عليك أداتك ففعلت ما أمرتني به فأعدتها، ثم خرجتا ترتك، فإذا أثوب على إثرنا بالسيف مصلتا فوألنا إلى حواء ضخم، فداره، حتى ألقي الجمل إلى رواق البيت الأوسط جمل ذلول فاقتحمت داخله بالجارية، فأدركني بالسيف فأصاب ظبته طائفة من قرون رأسي وقال: ألقي إلي بنت أخي يا دفار، فرميت بها إليه، فجعلها على منكبه، فذهب بها وكنت أعلم به من أهل البيت ومضيت إلى أخت لي ناكح في بني شيبان أبتغي الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أول الإسلام، فبينما أنا عندها ذات ليلة من الليالي تحسب عيني نائمة جاء زوجها من السامر فقال: وأبيك لقد وجدت لقيلة صاحبا صاحب صدق، فقالت أختي: من هو؟ قال: حريث بن حسان الشيباني عاد وافد بكر بن وائل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا صباح، فقالت أختي: الويل لي لا تسمع بهذا أختي، فتخرج مع أخي بكر بن وائل بين سمع الأرض وبصرها ليس معها من قومها رجل فقال: لا تذكريه لها، فإني غير ذاكرة لها، فسمعت ما قالا، فغدوت فشددت على جملي، فوجدته غير بعيد، فسألته الصحبة، فقال: نعم، وكرامة، وركابه مناخة عندي، فخرجت معه صاحب صدق، حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس صلاة الغداة، وقد أقيمت حين شق الفجر، والنجوم شابكة في السماء، والرجال لا تكاد تعارف من ظلمة الليل فصففت مع الرجال امرأة حديثة عهد بجاهلية، فقال لي الرجل الذي يليني من الصف: امرأة أنت أم رجل؟ فقلت: لا بل امرأة، فقال: إنك قد كدت تفتنيني فصلي في النساء وإذا صف من النساء قد حدث عند الحجرات لم أكن رأيته حين دخلت، فكنت فيهن حتى إذا طلعت الشمس دنوت، فجعلت إذا رأيت رجلا ذا رداء وذا قشر طمح إليه بصري لأرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الناس حتى جاء رجل بعدما ارتفعت الشمس فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام ورحمة الله وعليه أسمال مليتين قد كانتا بزعفران، وقد نقضتا وبيده عسيب نخلة مقصر مقشو قفر غير خوصتين من أعلاه قاعد القرفصاء، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخشع في الجلسة أرعدت من الفرق، فقال له جليسه: يا رسول الله أرعدت المسكينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولم ينظر إلي وأنا عند ظهره: يا مسكينة عليك السكينة فلما قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم أذهب الله عني ما كان دخل في قلبي من الرعب وتقدم صاحبي أول رجل حريث بن حسان، فبايعه على الإسلام وعلى قومه، ثم قال: يا رسول الله اكتب بيننا وبين بني تميم بالدهناء لا يجاوزها إلينا منهم إلا مسافر أو مجاوز، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب بالدهناء يا غلام، فلما أمر له بها شخص بي وهي وطني وداري فقلت: يا رسول الله، لم يسألك السوية من الأمر إذ سألك، إنما هذه الدهناء عندك مقيد الجمل ومرعى الغنم ونساء بني تميم وأبناؤها وراء ذلك، فقال: امسك يا غلام، صدقت المسكينة، المسلم أخو المسلم يسعهما الماء والشجر ويتعاونان على القيان، فلما رأى ذلك حريث قد حيل دون كتابه ضرب بإحدى يديه على الأخرى ثم قال: كنت أنا وأنت كما قال: وحتفها تحمل ضأن بأظلافها. فقالت: والله ما أعلم إن كنت لدليلا في الظلماء لدولا لدى الرجل عفيفا عن الرفيقة حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لا تلمني على أن أسأل حظي إذ سألت حظك، قال: وما حظك في الدهناء لا أبا لك؟ قلت: مقيد جملي تسأله لجمل امرأتك، قال: لا جرم أني أشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أني لك أخ وصاحب ما حييت إذا تنيت علي هذا عنده، فقلت: إذ بدأتها فلن أضيعها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيلام ابن هذه أن يفصل الخطة وينصر من وراء الحجرة، فبكيت ثم قلت: قد والله ولدته يا رسول الله حراما، فقاتل معك يوم الربذة، ثم ذهب يميرني من خيبر، فأصابته حماها، فمات، فترك علي النساء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فوالذي نفسي بيده لو لم تكوني مسكينة لجررناك على وجهك أو لجررت على وجهك - شك عبد الله بن حسان أي الحرفين حدثته المرأتان - أتغلب إحداكن أن تصاحب في الدنيا معروفا، فإذا حال بينه وبين من هو أولى به استرجع، ثم قال: رب آسني ما أمضيت، فأعني على ما أبقيت، فوالذي نفس محمد بيده إحداكن لتبكي، فتستعين لها صويحبة، فيا عباد الله لا تعذبوا موتاكم، ثم كتب لها في قطيعة أديم أحمر لقيلة والنسوة من بنات قيلة، ألا يظلمن حقا ولا يكرهن على منكح وكل مؤمن ومسلم لهن نصير، أحسن ولا تسئن.