الموسوعة الحديثية


- عن النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنه قال له أصحابه : يا رسولَ اللهِ، أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها : قال : قال الله عز وجل : { سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، لنريه من آياتنا، إنه هو السميع البصير }، قال : فأخبرهم فقال : فبينا أنا نائم عشاء في المسجد الحرام، إذ أتاني آت فأيقظني، فاستيقظت، فلم أر شيئا،، وإذا أنا بكهيئة خيال، فأتبعته بصري حتى خرجت من المسجد، فإذا أنا بدابة أدنى في شبهه بدوابكم هذه، بغالكم هذه، مضطرب الأذنين، يقال له : البراق . وكانت الأنبياء تركبه قبلي، يقع حافره عِندَ مد بصره، فركبته، فبينما أنا أسير عليه، إذ دعاني داع عن يميني : يا محمد، انظرني أسألك، يا محمد، انظرني أسألك. فلم أجبه ولم أقم عليه، فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يساري : يا محمد انظرني أسألك فلم أجبه ولم أقم عليه فبينما أنا أسير إذ أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها، وعليها من كل زينة خلقها الله، فقالتْ : يا محمد، انظرني أسألك. فلم ألتفت إليها ولم أقم عليها، حتى أتيت بيت المقدس، فأوثقت دابتي بالحلقة التي كانت الأنبياء توثقها بها. فأتاني جبريل عليه السلامُ بإناءين : أُحُدٍهما خمر، والآخر لبن، فشربت اللبن، وتركت الخمر، فقال جبريل : أصبت الفطرة. فقُلْت : الله أكبر، الله أكبر. فقال جبريل : ما رأيت في وجهك هذا ؟ قال : فقُلْت : بينما أنا أسير، إذ دعاني داع عن يميني : يا محمد، انظرني أسألك. فلم أجبه ولم أقم عليه. قال : ذاك داعي اليهود، أما إنك لو أجبته أو وقفت عليه لتهودت أمتك. قال : فبينما أنا أسير، إذ دعاني داع عن يساري قال : يا محمد، انظرني أسألك. فلم ألتفت إليه ولم أقم عليه. قال : ذاك داعي النصارى، أما إنك لو أجبته لتنصرت أمتك. قال : فبينما أنا أسير إذ أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها، عليها من كل زينة خلقها الله تعالى تقول : يا محمد، انظرني أسألك. فلم أجبها ولم أقم عليها : قال : تلك الدنيا أما إنك لو أجبتها أو أقمت عليها، لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة. قال : ثم دخلت أنا وجبريل بيت المقدس، فصلَّى كل واحد منا ركعتين. ثم أتيت بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم، فلم ير الخلائق أحسن من المعراج، أما رأيت الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء، فإنما يشق بصره طامحا إلى السماء عجبه بالمعراج. قال : فصعدت أنا وجبريل، فإذا أنا بملك يقال له : إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا، وبين يديه سبعون ألف، مع كل ملك جنده مائة ألف ملك قال : وقال الله : { وما يعلم جنود ربك إلا هو } فاستفتح جبريل باب السماء، قيل : من هذا ؟ قال : جبريل. قيل : ومن معك ؟ قال : محمد. قيل : أو قد بعث إليه ؟ قال : نعم. فإذا أنا بآدم كهيئته يومَ خلقه الله تعالى على صورته، تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين، فيقول : روح طيبة، ونفس طيبة، اجعلوها في عليين ، ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار، فيقول : روح خبيثة ونفس خبيثة، اجعلوها في سجين. ثم مضيت هنية، فإذا أنا بأخونة عليها لحم مشرح، ليس يقربها أُحُدٍ، وإذا أنا بأخونة أخرى عليها لحم قد أروح وأنتن، عِندَها أناس يأكلون منها، قُلْت : يا جبريل، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك، يتركون الحلال ويأتون الحرام. قال : ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام بطونهم أمثال البيوت، كلما نهض أُحُدٍهم خر يقول : اللهم، لا تقم الساعة قال : وهم على سابلة آل فرعون ، قال : فتجيء السابلة فتطؤهم، قال : فسمعتهم يضجون إلى الله عز وجل، قال : قُلْت : يا جبريل، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء من أمتك { الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس } قال : ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل قال : فتفتح على أفواههم ويلقمون من ذلك الجمر، ثم يخرج من أسافلهم. فسمعتهم يضجون إلى الله عز وجل. فقُلْت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء من أمتك { الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا } قال : ثم مضيت هنية فإذا أنا بنساء يعلقن بثديهن، فسمعتهن يضججن إلى الله عز وجل قُلْت : يا جبريل، من هؤلاء النساء، قال : هؤلاء الزناة من أمتك. قال : ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام يقطع من جنوبهم اللحم، فيلقمونه، فيقال له : كل كما كنتُ تأكل من لحم أخيك. قُلْت : يا جبريل، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون. قال : ثم صعدنا إلى السماء الثانية، فإذا أنا برجلٌ أحسن ما خلق الله عز وجل، قد فضل الناس في الحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب، قُلْت : يا جبريل، من هذا ؟ قال : هذا أخوك يوسف ومعه نفر من قومه، فسلمت عليه وسلم علي ثم صعدت إلى السماء الثالثة : فإذا أنا بيحيى وعيسى عليهما السلام، ومعهما نفر من قومهما، فسلمت عليهما وسلما علي. ثم صعدت إلى السماء الرابعة، فإذا أنا بإدريس قد رفعه الله مكانا عليا، فسلمت عليه وسلم علي. قال : ثم صعدت إلى السماء الخامسة فإذا بهارون، ونصف لحيته بيضاء ونصفها سوداء تكاد لحيته تصيب سرته من طولها، قُلْت : يا جبريل، من هذا ؟ قال : هذا المحبب في قومه، هذا هارون بن عمران ومعه نفر من قومه، فسلمت عليه وسلم علي. ثم صعدت إلى السماء السادسة، فإذا بموسى بن عمران، رجلٌ آدم كثير الشعر، لو كان عليه قميصان لنفذ شعره دون القميص، فإذا هو يقول : يزعم الناس أني أكرم على الله من هذا، بل هذا أكرم على الله تعالى مني، قال : قُلْت : يا جبريل، من هذا ؟ قال : هذا أخوك موسى بن عمران عليه السلامُ، ومعه نفر من قومه. فسلمت عليه وسلم علي. ثم صعدت إلى السماء السابعة، فإذا أنا بأبينا إبراهيم خليل الرحمن ساند ظهره إلى البيت المعمور كأحسن الرجال، قُلْت : يا جبريل، من هذا ؟ قال : هذا أبوك خليل الرحمن ومعه نفر من قومه، فسلمت عليه وسلم علي، وإذا أنا بأمتي شطرين، شطر عليهم ثياب بيض كأنهم القراطيس، وشطر عليهم ثياب رمد قال : فدخلت البيت المعمور، ودخل معي الذين عليهم الثياب البيض، وحجب الآخرون الذين عليهم ثياب رمد، وهم على خير فصليت أنا ومن معي في البيت المعمور، ثم خرجت أنا ومن معي قال : والبيت المعمور يصلي فيه كل يومَ سبعون ألف ملك، لا يعودون فيه إلى يومَ القيامة. قال : ثم دفعت إلى سدرة المنتهى ، فإذا كل ورقة منها تكاد أن تغطي هذه الأمة، وإذا فيها عين تجري يقال لها : سلسبيل، فينشق منها نهران، أُحُدٍهما : الكوثر، والآخر يقال له : نهر الرحمة. فاغتسلت فيه، فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر ثم إني دفعت إلى الجنة، فاستقبلتني جارية، فقُلْت : لمن أنت يا جارية ؟ فقالتْ : لزيد بن حارثة، وإذا أنا بأنهار من { ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى } وإذا رمانها كأنه الدلاء عظما، وإذا أنا بطيرها كأنها بختيكم هذه فقال عِندَها صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : إن الله تعالى قد أعد لعباده الصالحين مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قُلْب بشر. قال : ثم عرضت علي النار، فإذا فيها غضب الله وزجره ونقمته، لو طرح فيها الحجارة والحديد لأكلتها، ثم أغلقت دوني. ثم إني دفعت إلى سدرة المنتهى ، فتغشاني فكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى قال : ونزل على كل ورقة ملك من الملائكة - قال : وفرضت علي خمسون. وقال : لك بكل حسنة عشر، إذا هممت بالحسنة فلم تعملها كتبت لك حسنة، فإذا عملتها كتبت لك عشرا، وإذا هممت بالسيئة فلم تعملها لم يكتب عليك شيء، فإن عملتها كتبت عليك سيئة واحدة ثم دفعت إلى موسى فقال : بم أمرك ربك ؟ قُلْت : بخمسين صلاة. قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فإن أمتك لا يطيقون ذلك، ومتى لا تطيقه تكفر. فرجعت إلى ربي فقُلْت : يا رب خفف عن أمتي، فإنها أضعف الأمم، فوضع عني عشرا، وجعلها أربعين. فما زلت أختلف بين موسى وربي، كلما أتيت عليه قال لي مثل مقالتْه، حتى رجعت إليه فقال لي : بم أمرت ؟ فقُلْت : أمرت بعشر صلوات، قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت إلى ربي فقُلْت : أي رب، خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم، فوضع عني خمسا، وجعلها خمسا. فناداني ملك عِندَها : تممت فريضتي، وخففت عن عبادي، وأعطيتهم بكل حسنة عشر أمثالها. ثم رجعت إلى موسى فقال : بم أمرت ؟ فقُلْت : بخمس صلوات. قال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإنه لا يؤوده شيء، فاسأله التخفيف لأمتك فقُلْت : رجعت إلى ربي حتى استحييته. ثم أصبح بمكة يخبرهم بالأعاجيب : إني أتيت البارحة بيت المقدس، وعرج بي إلى السماء، ورأيت كذا وكذا. فقال أبو جهل يعني ابن هشام : ألا تعجبون مما يقول محمد ؟ يزعم أنه أتى البارحة بيت المقدس، ثم أصبح فينا. وأُحُدٍنا يضرب مطيته مصعدة شهرا ومقفلة شهرا، فهذا مسيرة شهرين في ليلة واحدة، قال : فأخبرهم بعير لقريش : لما كنتُ في مصعدي رأيتها في مكان كذا وكذا، وأنها نفرت، فلما رجعت رأيتها عِندَ العقبة. وأخبرهم بكل رجلٌ وبعيره كذا وكذا، ومتاعه كذا وكذا. فقال أبو جهل : يخبرنا بأشياء. فقال رجلٌ من المشركين أنا أعلم الناس ببيت المقدس، وكيف بناؤه ؟ وكيف هيئته ؟ وكيف قربه من الجبل ؟ فإن يك محمد صادقا فسأخبركم، وإن يك كاذبا فسأخبركم، فجاء ذلك المشرك فقال : يا محمد، أنا أعلم الناس ببيت المقدس، فأخبرني : كيف بناؤه وكيف هيئته وكيف قربه من الجبل قال : فرفع لرسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بيت المقدس من مقعده، فنظر إليه كنظر أُحُدٍنا إلى بيته : بناؤه كذا وكذا، وهيئته كذا وكذا، وقربه من الجبل كذا وكذا. فقال الآخر : صدقت. فرجع إلى أصحابه فقال : صدق محمد فيما قال أو نحو هذا الكلام
خلاصة حكم المحدث : [فيه] أبو هارون العبدي مضعف عند الأئمة
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن العظيم الصفحة أو الرقم : 5/20
التخريج : أخرجه الحارث في ((المسند)) (27) بنحوه، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (2/390) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة الإسراء رقائق وزهد - الترهيب من مواقعة الحدود وانتهاك المحارم صلاة - صفة الصلاة التي فرضت بعد المعراج فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - الإسراء والمعراج فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - تعرض الدنيا للنبي صلى الله عليه وسلم وإعراضه عنها
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[مسند الحارث = بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث] (1/ 170)
: 27 - حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتيت بالبراق وهو دابة أبيض مضطرب الأذنين فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته فسار بي نحو بيت المقدس فبينما أنا أسير إذ ناداني مناد عن يميني يا محمد على رسلك أسألك حتى ناداني ثلاثا فلم أعرج عليه ثم ناداني مناد عن يساري يا محمد على رسلك أسألك حتى ناداني ثلاثا فلم أعرج عليه ثم استقبلتني امرأة عليها من كل حلي وزينة ناشرة يديها تقول يا محمد على رسلك أسألك تقول ذلك حتى كادت تغشاني فلم أعرج عليها حتى أتيت بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت فجاءني جبريل بإناء فيه خمر وإناء فيه لبن فاخترت اللبن فقال: أصبت الفطرة ثم قال: ما لقيت في وجهك هذا قلت: بينما أنا أسير إذ ناداني مناد عن يميني يا محمد على رسلك أسألك حتى ناداني يا محمد على رسلك حتى ناداني بذلك ثلاثا قال: فما فعلت قلت: فلم أعرج عليه قال: ذاك داعي اليهود لو كنت عرجت عليه لتهودت أمتك قلت: ثم ناداني مناد عن يساري يا محمد على رسلك أسألك حتى ناداني بذلك ثلاثا قال: فما فعلت قلت: فلم أعرج عليه قال: ذاك داعي النصارى لو كنت عرجت عليه لتنصرت أمتك، قلت: ثم استقبلتني امرأة عليها من كل زينة ناشرة يديها تقول يا محمد على رسلك أسألك حتى كادت تغشاني قال: فما فعلت؟ قلت: فلم أعرج عليها قال: تلك الدنيا لو عرجت عليها لاخترت الدنيا على الآخرة ثم أتينا بالمعراج فإذا أحسن ما خلق الله ألم تر إلى الميت إذا شق بصره إنما يتبعه المعراج عجبا به، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} [[المعارج: 4]] قال: فقعدت في المعراج أنا وجبريل صلى الله عليهما وسلم حتى انتهينا إلى باب الحفظة فإذا عليه ملك يقال له إسماعيل معه سبعون ألف ملك ومع كل ملك سبعون ألف ملك قال: ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وما يعلم جنود ربك إلا هو} [[المدثر: 31]] فاستفتح جبريل قال: من أنت قال: جبريل قيل ومن معك قال: محمد قيل وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم كهيئته يوم خلق قلت: من هذا يا جبريل قال: هذا أبوك آدم فرحب ودعا لي بخير فإذا الأرواح تعرض عليه فإذا مر به روح المؤمن قال: روح طيبة وريح طيبة وإذا مر عليه روح كافر قال: روح خبيثة وريح خبيثة، قال: ثم مضيت فإذا أنا بأخاوين عليها لحوم منتنة وأخاوين عليها لحوم طيبة وإذا رجال ينتهبون اللحوم المنتنة ويدعون اللحوم الطيبة فقلت: من هؤلاء يا جبريل قال: هؤلاء الزناة يدعون الحلال ويتبعون الحرام ثم مضيت فإذا أناس قد وكل بهم رجال يفكون لحيهم وآخرون يجيئون بالصخر من النار يقذفونها في أفواههم فتخرج من أدبارهم قلت: من هؤلاء يا جبريل قال: هؤلاء {الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا} [[النساء: 10]] قال: ثم مضيت فإذا أنا برجال قد وكل بهم رجال يفكون لحيهم وآخرون يقطعون لحومهم فيضفزوهم إياها بدمائها فقلت: من هؤلاء يا جبريل قال: هؤلاء الهمازون، اللمازون ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه} [[الحجرات: 12]] قال: ثم مضيت فإذا أنا بأناس معلقات بثديهن، فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟ قال: هؤلاء الظؤرات يقتلن أولادهن قال: ثم مضيت حتى انتهيت إلى سابلة آل فرعون، فإذا رجال بطونهم كالبيوت إذا عرض آل فرعون على النار غدوا وعشيا، فيوقفون لآل فرعون مستلقين على ظهورهم وبطونهم فيثردونهم آل فرعون ثردا بأرجلهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل ؟ قال: هؤلاء أكلة الربا، ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس} [[البقرة: 275]] فإذا عرض آل فرعون على النار قالوا: ربنا لا تقوم الساعة، لما يرون من عذاب الله. قال: ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بيوسف، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن، قلت: من هذا يا جبريل ؟ قال: هذا أخوك يوسف، فرحب ودعا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة، فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بابني الخالة يحيى وعيسى فرحبا ودعيا لي بخير. ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بإدريس، فرحب ودعا لي بخير، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {ورفعناه مكانا عليا} [[مريم: 57]] . قال: ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا فإذا أنا بهارون، فإذا أكثر من رأيت تبعا، وإذا لحيته شطران: شطر سواد وشطر بياض، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا المحبب في قومه، فرحب ودعا لي بخير . ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل، فقيل: من؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، ففتح لنا، فإذا أنا بموسى، فرحب ودعا لي بخير، فقال موسى: تزعم بنو إسرائيل أني أكرم الخلق على الله، وهذا أكرم على الله مني، فلو كان إليه وحده لهان علي ولكن النبي معه أتباعه من أمته. ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل، فقيل: من أنت؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه، ففتح لنا، فإذا أنا بشيخ أبيض الرأس واللحية، وإذا هو مستند إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه، فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم، فرحب ودعا لي بخير، وقال: يا محمد هذه منزلتك ومنزلة أمتك ثم تلى رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} [[آل عمران: 68]] . فدخلت إلى البيت المعمور فصليت فيه، ثم نظرت فإذا أمتي شطران: شطر عليهم ثياب رمد، وشطر عليهم ثياب بيض، فدخل الذين عليهم ثياب بيض واحتبس الآخرون. قال: ثم ذهب جبريل إلى سدرة المنتهى، فإذا الورقة من ورقها لو غطيت بها هذه الأمة لغطتهم، وإذا السلسبيل قد انفجر من أصلها، أو من أسفلها نهران: نهر الرحمة، ونهر الكوثر قال: فاغتسلت في نهر الرحمة فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وأعطيت الكوثر، فسلكته حتى انفجر في الجنة. فنظرت في الجنة، فإذا طيرها كالبخت، وإذا الرمانة من رمانها كجلد البعير المقور، وإذا أنا بجارية فقلت: يا جارية، لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة، فبشرت بها زيدا، وإذا في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. ونظرت إلى النار فإذا عذاب الله شديد، لا تقوم له الحجارة والحديد. قال: فرجعت إلى الكوثر حتى انتهيت إلى السدرة المنتهى، فغشيها من أمر الله ما غشي، ووقع على كل ورقة منها ملك، فأيدها الله بإداوته وأوحى إلي ما أوحى، وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال: ما فرض ربك على أمتك؟ فقلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك، وإني قد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم، فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فرجعت فقلت: أي رب، خفف عن أمتي، فحط عني خمسا، فرجعت إلى موسى، فقال: ما فعلت؟ فقلت: حط عني خمسا، فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك، فارجع إلى ربك فسله التخفيف، فرجعت فقلت: أي رب خفف عن أمتي، فحط عني خمسا، فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى، ويحط عني خمسا، حتى فرض علي خمس صلوات في كل يوم وليلة، وقال: يا محمد إنه لا يبدل القول لدي، هي خمس صلوات لكل صلاة عشر، فهي خمسون صلاة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشر أمثالها، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت سيئة واحدة، فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فقلت: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت "

دلائل النبوة للبيهقي مخرجا (2/ 390)
أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال: حدثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب قال: أنبأنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أنبأنا أبو محمد بن أسد الحماني، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال له أصحابه: يا رسول الله أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها. قال: " قال الله عز وجل {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} [[الإسراء: 1]] قال: فأخبرهم قال: بينا أنا نائم عشاء في المسجد الحرام إذ أتاني آت فأيقظني فاستيقظت , فلم أر شيئا، ثم عدت في النوم، ثم أيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا , ثم عدت في النوم، ثم أيقظني فاستيقظت فلم أر شيئا فإذا أنا بكهيئة خيال فأتبعته ببصري حتى خرجت من المسجد، فإذا أنا بدابة أدنى، شبيهة بدوابكم هذه، بغالكم هذه، مضطرب الأذنين، يقال له: البراق، وكانت الأنبياء صلوات الله عليهم تركبه قبلي، يقع حافره مد بصره، فركبته، فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يميني: يا محمد أنظرني أسألك يا محمد أنظرني أسألك، فلم أجبه، ولم أقم عليه، فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يساري: يا محمد أنظرني أسألك يا محمد أنظرني أسألك فلم أجبه، ولم أقم عليه وبينما أنا أسير عليه إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها وعليها من كل زينة خلقها الله، فقالت: يا محمد أنظرني أسألك، فلم ألتفت إليها ولم أقم عليها حتى أتيت بيت المقدس فأوثقت دابتي بالحلقة التي كانت الأنبياء توثقها به، فأتاني جبريل عليه السلام بإناءين: أحدهما خمر، والآخر لبن، فشربت اللبن وتركت الخمر فقال جبريل: أصبت الفطرة، فقلت: الله أكبر , الله أكبر ، فقال جبريل: ما رأيت في وجهك هذا؟ قال: فقلت: بينما أنا أسير إذ دعاني داع عن يميني يا محمد أنظرني أسألك، فلم أجبه، ولم أقم عليه قال: ذاك داعي اليهود أما إنك لو أجبته أو وقفت عليه لتهودت أمتك قال: وبينما أنا أسير إذ دعاني داع عن يساري، فقال: يا محمد، أنظرني أسألك، فلم ألتفت إليه، ولم أقم عليه قال: ذاك داعي النصارى، أما إنك لو أجبته لتنصرت أمتك، فبينما أنا أسير إذا أنا بامرأة حاسرة عن ذراعيها عليها من كل زينة خلقها الله، تقول: يا محمد، أنظرني أسألك، فلم أجبها، ولم أقم عليها قال: تلك الدنيا أما إنك لو أجبتها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة. قال: ثم دخلت أنا وجبريل عليه السلام بيت المقدس فصلى كل واحد منا ركعتين، ثم أتيت بالمعراج الذي تعرج عليه أرواح بني آدم فلم ير الخلائق أحسن من المعراج، ما رأيتم الميت حين يشق بصره طامحا إلى السماء فإنما يشق بصره طامحا إلى السماء عجب بالمعراج قال: فصعدت أنا وجبريل، فإذا أنا بملك يقال له: إسماعيل وهو صاحب سماء الدنيا وبين يديه سبعون ألف ملك مع كل ملك جنده مائة ألف ملك قال: وقال الله عز وجل {وما يعلم جنود ربك إلا هو} فاستفتح جبريل باب السماء، قيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: نعم , فإذا أنا بآدم كهيئة يوم خلقه الله على صورته تعرض عليه أرواح ذريته المؤمنين فيقول: روح طيبة ونفس طيبة، اجعلوها على عليين، ثم تعرض عليه أرواح ذريته الفجار، فيقول: روح خبيثة ونفس خبيثة اجعلوها في سجين، ثم مضت هنية فإذا أنا بأخونة - يعني الخوان: المائدة التي يؤكل عليها لحم مشرح - ليس يقربها أحد، وإذا أنا بأخونة أخرى عليها لحم قد أروح ونتن، عندها أناس يأكلون منها، قلت: يا جبريل ‍ من هؤلاء؟ قال: هؤلاء من أمتك يتركون الحلال ويأتون الحرام قال: ثم مضت هنية فإذا أنا بأقوام بطونهم أمثال البيوت، كلما نهض أحدهم خر يقول: اللهم لا تقم الساعة قال: وهم على سابلة آل فرعون قال: فتجيء السابلة فتطأهم قال: فسمعتهم يضجون إلى الله سبحانه. قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء من أمتك الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس قال: ثم مضت هنية، فإذا أنا بأقوام مشافرهم كمشافر الإبل قال: فتفتح على أفواههم ويلقون ذلك الحجر؛ ثم يخرج من أسافلهم، فسمعتهم يضجون إلى الله عز وجل، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء من أمتك يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا قال: ثم مضت هنية فإذا أنا بنساء يعلقن بثديهن فسمعتهن يصحن إلى الله عز وجل قلت: يا جبريل من هؤلاء النساء؟ قال: هؤلاء الزناة من أمتك قال: ثم مضيت هنية فإذا أنا بأقوام تقطع من جنوبهم اللحم فيلقمون فيقال له: كل كما كنت تأكل من لحم أخيك، قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون. ثم صعدنا إلى السماء الثانية فإذا أنا برجل أحسن ما خلق الله قد فضل عن الناس بالحسن كالقمر ليلة البدر على سائر الكواكب. قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أخوك يوسف ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم علي , ثم صعدت إلى السماء الثالثة، فإذا أنا بيحيى وعيسى ومعهما نفر من قومهما، فسلمت عليهما وسلما علي، ثم صعدت إلى السماء الرابعة فإذا أنا بإدريس قد رفعه الله مكانا عليا، فسلمت عليه وسلم علي، ثم صعدت إلى السماء الخامسة فإذا أنا بهارون ونصف لحيته بيضاء ونصفها سوداء، تكاد لحيته تصيب سرته من طولها، قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا المحبب في قومه، هذا هارون بن عمران ومعه نفر من قومه، فسلمت عليه وسلم علي. ثم صعدت إلى السماء السادسة فإذا أنا بموسى بن عمران - رجل آدم كثير الشعر، لو كان عليه قميصان لنفد شعره دون القميص - وإذا هو يقول: يزعم الناس إني أكرم على الله من هذا، بل هذا أكرم على الله مني قال: قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران قال: ومعه نفر من قومه فسلمت عليه وسلم علي , ثم صعدت إلى السماء السابعة فإذا أنا بأبينا إبراهيم خليل الرحمن، ساندا ظهره إلى البيت المعمور كأحسن الرجال؛ قلت: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم خليل الرحمن، هو ونفر من قومه، فسلمت عليه وسلم علي، وإذا بأمتي شطرين: شطر عليهم ثياب بيض كأنها القراطيس، وشطر عليهم ثياب رمد. قال: فدخلت البيت المعمور، ودخل معي الذين عليهم الثياب البيض وحجب الآخرون الذين عليهم ثياب رمد، وهم على حر، فصليت أنا ومن معي في البيت المعمور، ثم خرجت أنا ومن معي قال: والبيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه إلى يوم القيامة. قال: ثم رفعت إلى السدرة المنتهى فإذا كل ورقة منها تكاد أن تغطي هذه الأمة، وإذا فيها عين تجري يقال: لها سلسبيل، فينشق منها نهران أحدهما: الكوثر والآخر يقال له: نهر الرحمة، فاغتسلت فيه، فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر , ثم إني دفعت إلى الجنة فاستقبلتني جارية فقلت: لمن أنت يا جارية؟ قالت: لزيد بن حارثة، وإذا أنا بأنهار من ماء غير آسن، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من خمر لذة للشاربين، وأنهار من عسل مصفى، وإذا رمانها كأنه الدلاء عظما، وإذا أنا بطير كالبخاتي هذه، فقال عندها صلى الله عليه وسلم وعلى جميع أنبيائه: إن الله قد أعد لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر قال: ثم عرضته على النار فإذا فيها غضب الله ورجزه ونقمته، لو طرح فيها الحجارة والحديد لأكلتها، ثم أغلقت دوني، ثم إني دفعت إلى السدرة المنتهى فتغشى لي، وكان بيني وبينه قاب قوسين أو أدنى قال: ونزل على كل ورقة ملك من الملائكة قال: وقال: فرضت علي خمسون صلاة، وقال: لك بكل حسنة عشر، إذا هممت بالحسنة فلم تعملها كتبت لك حسنة فإذا عملتها كتبت لك عشرا، وإذا هممت بالسيئة فلم تعملها لم يكتب عليك شيء، فإن عملتها كتبت عليك سيئة واحدة. ثم دفعت إلى موسى فقال: بما أمرك ربك قلت: بخمسين صلاة قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك، فإن أمتك لا يطيقون ذلك ومتى لا تطيقه تكفر، فرجعت إلى ربي فقلت: يا رب، خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم فوضع عني عشرا وجعلها أربعين، فما زلت أختلف بين موسى وربي، كلما أتيت عليه قال لي مثل مقالته حتى رجعت إليه فقال لي: بم أمرت؟ قلت: أمرت بعشر صلوات قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك، فرجعت إلى ربي فقلت: أي رب خفف عن أمتي فإنها أضعف الأمم، فوضع عني خمسا، وجعلها خمسا، فناداني ملك عندها: تمت فريضتي، وخففت عن عبادي، وأعطيتهم بكل حسنة عشر أمثالها، ثم رجعت إلى موسى، فقال: بم أمرت؟ قلت: بخمس صلوات قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإنه لا يئوده شيء فسله التخفيف لأمتك , فقلت: رجعت إلى ربي حتى استحييته. ثم أصبح بمكة يخبرهم بالعجائب: أني أتيت البارحة بيت المقدس، وعرج بي إلى السماء، ورأيت كذا ورأيت كذا، فقال أبو جهل بن هشام: ألا تعجبون مما يقول محمد ‍ يزعم أنه أتى البارحة بيت المقدس، ثم أصبح فينا، وأحدنا يضرب مطيته مصعدة شهرا، ومنقلبة شهرا، فهذا مسيرة شهرين في ليلة واحدة. قال: فأخبرهم بعير لقريش لما كان في مصعدي رأيتها في مكان كذا وكذا ، وأنها نفرت فلما رجعت رأيتها عند العقبة، وأخبرهم بكل رجل وبعيره كذا وكذا ومتاعه كذا وكذا، فقال أبو جهل: يخبرنا بأشياء، فقال رجل من المشركين: أنا أعلم الناس ببيت المقدس، وكيف بناؤه؟ وكيف هيئته؟ وكيف قربه من الجبل؟ فإن يكن محمد صادقا فسأخبركم، وإن يكن كاذبا فسأخبركم، فجاءه ذلك المشرك , فقال: يا محمد، أنا أعلم الناس ببيت المقدس فأخبرني كيف بناؤه؟ وكيف هيئته؟ وكيف قربه من الجبل؟ قال: فرفع لرسول الله صلى الله عليه وسلم بيت المقدس من مقعده فنظر إليه كنظر أحدنا إلى بيته: بناؤه كذا وكذا، وهيئته كذا وكذا، وقربه من الجبل كذا وكذا، فقال الآخر: صدقت. فرجع إلى الصحابة , فقال: صدق محمد فيما قال أو نحوا من هذا الكلام "