الموسوعة الحديثية


- عن عمرو بنِ جاوانٍ قال قلتُ له أرأيتَ اعتزالَ الأحنفِ ما كان قال سمعتُ الأحنفَ قال حججنا فإذا الناسُ مجتمعون في وسطِ المسجدِ يعني النبويَّ وفيهم عليٌّ والزبيرُ وطلحةُ وسعدٌ إذ جاء عثمانُ فذكر قصةَ مناشدتِه لهم في ذِكْرِ مناقبِه قال الأحنفُ فلقيتُ طلحةَ والزبيرَ فقلتُ إني لا أرى هذا الرجلَ يعني عثمانَ إلا مقتولًا فمن تأمراني به قالا عليٌّ فقدمنا مكةَ فلقيتُ عائشةَ وقد بلَغَنا قتلُ عثمانَ فقلتُ لها من تأمرني به قالت عليٌّ قال فرجعنا إلى المدينةِ فبايعتُ عليًّا ورجعتُ إلى البصرةِ فبينما نحن كذلك إذ أتاني آتٍ فقال هذه عائشةُ وطلحةُ والزبيرُ نزلوا بجانبِ الخريبةِ يستنصرون بك فأتيتُ عائشةَ فذكَّرتُها بما قالت لي ثم أتيتُ طلحةَ والزبيرَ فذكَّرتُهما فذكر القصةَ وفيها قال فقلتُ واللهِ لا أُقاتِلُكم ومعكم أمُّ المؤمنين وحواريِّ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ولا أُقاتِلُ رجلًا أمرتموني ببيعتِه فاعتزل القتالَ مع الفريقيْنِ
خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
الراوي : الأحنف بن قيس | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر الصفحة أو الرقم : 13/38
التخريج : أخرجه ابن أبي شيبة (38953)، وابن راهويه كما في ((المطالب العالية)) لابن حجر (4401)، والطبري في ((التاريخ)) (4/ 497) جميعهم بلفظه تاما.
التصنيف الموضوعي: فتن - ترك القتال في الفتن فتن - فتنة قتل عثمان مناقب وفضائل - عثمان بن عفان مناقب وفضائل - فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتن - بدء الفتنة
|أصول الحديث

أصول الحديث:


فتح الباري لابن حجر (معتمد)
(13/ 34) فأخرج الطبري بسند صحيح عن حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن جاوان قال قلت له أرأيت اعتزال الأحنف ما كان قال سمعت الأحنف قال حججنا فإذا الناس مجتمعون في وسط المسجد يعني النبوي وفيهم علي والزبير وطلحة وسعد إذ جاء عثمان فذكر قصة مناشدته لهم في ذكر مناقبه قال الأحنف فلقيت طلحة والزبير فقلت إني لا أرى هذا الرجل يعني عثمان إلا مقتولا فمن تأمراني به قالا علي فقدمنا مكة فلقيت عائشة وقد بلغنا قتل عثمان فقلت لها من تأمريني به قالت علي قال فرجعنا إلى المدينة فبايعت عليا ورجعت إلى البصرة فبينما نحن كذلك إذ أتاني آت فقال هذه عائشة وطلحة والزبير نزلوا بجانب الخريبة يستنصرون بك فأتيت عائشة فذكرتها بما قالت لي ثم أتيت طلحة والزبير فذكرتهما فذكر القصة وفيها قال فقلت والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقاتل رجلا أمرتموني ببيعته فاعتزل القتال مع الفريقين ويمكن الجمع بأنه هم بالترك ثم بدا له في القتال مع علي ثم ثبطه عن ذلك أبو بكرة أو هم بالقتال مع علي فثبطه أبو بكرة وصادف مراسلة عائشة له فرجح عنده الترك وأخرج الطبري أيضا من طريق قتادة قال نزل علي بالزاوية فأرسل إليه الأحنف إن شئت أتيتك وإن شئت كففت عنك أربعة آلاف سيف فأرسل إليه كف من قدرت على كفه

مصنف ابن أبي شيبة (21/ 386)
38953 - ابن إدريس، عن حصين، عن عمر بن جاوان، عن الأحنف بن قيس، قال: قدمنا المدينة ونحن نريد الحج , فإنا لمنازلنا نضع رحالنا إذ أتانا آت , فقال: إن الناس قد فزعوا واجتمعوا في المسجد , فانطلقت فإذا الناس مجتمعون في المسجد , فإذا علي والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص , قال: فإنا لكذلك إذا جاءنا عثمان , فقيل: هذا عثمان , فدخل عليه ملية له صفراء , قد قنع بها رأسه , قال: هاهنا علي؟ قالوا: نعم، قال: هاهنا الزبير؟ قالوا: نعم , قال: هاهنا طلحة؟ قالوا: نعم ; قال هاهنا سعد؟ قالوا: نعم , قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له , فابتعته بعشرين ألفا أو بخمسة وعشرين ألفا , فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: ابتعته , قال: اجعله في مسجدنا ولك أجره، فقالوا: اللهم نعم , قال: فقال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو , أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ابتاع بئر رومة غفر الله له , فابتعتها بكذا وكذا , ثم أتيته فقلت: قد ابتعتها , قال: اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك , قالوا: اللهم نعم , قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو , أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم فقال: من جهز هؤلاء غفر الله له يعني جيش العسرة , فجهزتهم حتى لم يفقدوا خطاما ولا عقالا , قال: قالوا: اللهم نعم , قال: اللهم اشهد ثلاثا , قال الأحنف: فانطلقت فأتيت طلحة , والزبير فقلت: ما تأمراني به ومن ترضيانه لي , فإني لا أرى هذا إلا مقتولا , قالا: نأمرك بعلي , قال: قلت: تأمراني به وترضيانه لي؟ قالا: نعم , قال: ثم انطلقت حاجا حتى قدمت مكة فبينا نحن بها إذ أتانا قتل عثمان وبها عائشة أم المؤمنين , فلقيتها فقلت لها: من تأمريني به أن أبايع؟ فقالت: عليا , فقلت: أتأمرينني به وترضينه لي؟ قالت: نعم , فمررت على علي بالمدينة فبايعته , ثم رجعت إلى البصرة , ولا أرى إلا أن الأمر قد استقام ; قال: فبينا أنا كذلك إذ أتاني آت فقال: هذه عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير قد نزلوا جانب الخريبة , قال: قلت: ما جاء بهم؟ قال: أرسلوا إليك ليستنصروك على دم عثمان , قتل مظلوما , قال: فأتاني أفظع أمر أتاني قط فقلت: إن خذلاني هؤلاء ومعهم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم لشديد , وإن قتالي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن أمروني ببيعته لشديد ; فلما أتيتهم قالوا: جئنا نستنصر على دم عثمان , قتل مظلوما , قال: فقلت: يا أم المؤمنين , أنشدك بالله , هل قلت لك: من تأمريني به؟ فقلت: عليا فقلت: تأمريني به وترضينه لي؟ فقلت: نعم، قالت: نعم , ولكنه بدل , قلت: يا زبير , يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا طلحة , نشدتكما بالله، أقلت لكما: من تأمراني به؟ فقلتما: عليا , فقلت: تأمراني به وترضيانه لي؟ فقلتما: نعم؟ قالا: بلى , ولكنه بدل , قال: فقلت: لا والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرتموني ببيعته ; اختاروا مني بين إحدى ثلاث خصال: إما أن تفتحوا لي باب الجسر فألحق بأرض الأعاجم , حتى يقضي الله من أمره ما قضى , أو ألحق بمكة فأكون بها حتى يقضي الله من أمره ما قضى , أو أعتزل فأكون قريبا , قالوا: نأتمر , ثم نرسل إليك , فائتمروا فقالوا: نفتح له باب الجسر فيلحق به المنافق والخاذل , ويلحق بمكة فيتعجسكم في قريش ويخبرهم بأخباركم , ليس ذلك بأمر , اجعلوه هاهنا قريبا حيث تطأون على صماخه , وتنظرون إليه , فاعتزل بالجلحاء من البصرة على فرسخين , واعتزل معه زهاء ستة آلاف , ثم التقى القوم , فكان أول قتيل طلحة وكعب بن سور معه المصحف , يذكر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل منهم من قتل , وبلغ الزبير سفوان من البصرة كمكان القادسية منكم، فلقيه النضر رجل من بني مجاشع , قال: أين تذهب يا حواري رسول الله , إلي فأنت في ذمتي , لا يوصل إليك , فأقبل معه , قال: فأتى إنسان الأحنف قال: هذا الزبير قد لقي بسفوان قال: فما يأمن؟ جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف , ثم لحق ببيته وأهله , فسمعه عمير بن جرموز وغواة من غواة بني تميم وفضالة بن حابس ونفيع , فركبوا في طلبه , فلقوا معه النضر , فأتاه عمير بن جرموز وهو على فرس له ضعيفة , فطعنه طعنة خفيفة , وحمل عليه الزبير وهو على فرس له يقال له ذو الخمار حتى إذا ظن أنه قاتله نادى صاحبيه: يا نفيع يا فضالة , فحملوا عليه حتى قتلوه.

المطالب العالية لابن حجر (18/ 126)
4401 -[1] وقال إسحاق: أخبرنا عبد الله بن إدريس، قال: سمعت حصينا، يحدث عن عمر بن جاوان، عن الأحنف بن قيس، قال، خرجنا حجاجا فقدمنا المدينة، فبينا نحن في منازلنا، نضع رحالنا، إذ أتانا آت، فقال: إن الناس قد فزعوا وقد اجتمعوا في المسجد، فانطلقنا إلى المسجد - فذكر الحديث في مناشدة عثمان رضي الله عنه الصحابة وإقرارهم رضي الله عنهم بمناقبه - قال الأحنف بن قيس: ولقيت طلحة والزبير رضي الله عنهما، فقلت: لا أرى هذا إلا مقتولا، فمن تأمراني أن أبايع؟ قالا: عليا رضي الله عنه فقلت: أتأمراني بذلك وترضيانه لي؟ فقالا: نعم، فخرجت حتى قدمت مكة، فأنا لكذلك إذ قيل: قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، وبها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنهما، فأتيتها، فقلت لها: أنشدك الله من تأمريني أن أبايع؟ قالت رضي الله عنها: عليا، فقلت: أتأمريني بذلك وترضينه لي؟ قالت: نعم، قال: فرجعت، فقدمت على علي رضي الله عنه بالمدينة فبايعته، ثم رجعت إلى أهلي بالبصرة، ولا أرى إلا أن الأمر قد استقام، فبينما نحن كذلك إذ أتانا آت، فقال: هذه عائشة أم المؤمنين، وطلحة، والزبير رضي الله عنهم قد نزلوا جانب الخريبة، فقلت: فما جاء بهم؟ قالوا: أرسلوا إليك يستنصرون على دم عثمان رضي الله عنه، قتل مظلوما، فأتاني أفظع أمر (أتاني) قط فقلت: إن خذلاني قوما معهم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم لشديد، وإن قتالي رجلا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمروني ببيعته لشديد، فلما أتيتهم، قلت لهم: ما جاء بكم؟ فقالوا: جئنا نستنصر على دم عثمان رضي الله عنه، قتل مظلوما، فقلت: يا أم المؤمنين، أنشدك الله! أقلت لك: بمن تأمريني؟ فقلت: عليا، فقلت: أتأمريني به وترضينه لي؟ فقلت: نعم، فقالت: نعم، فقلت للزبير رضي الله عنه: يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم ويا طلحة! أنشدكما بالله، أقلت لكما: من تأمراني أن أبايع؟ فقلتما: لعلي: فقلت: أتأمراني به وترضيانه لي؟ فقلتما: نعم؟ فقالا: نعم، فقلت: والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا أقاتل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا أمرتموني ببيعته، اختاروا مني إحدى ثلاث: إما أن تفتحوا لي باب الجسر، فألحق بأرض كذا وكذا (يعني بأرض العجم) حتى يقضي الله في أمره ما قضى، أو ألحق بمكة، أو أعتزل فأكون قريبا منكم، لا معكم ولا عليكم، فقالوا: نأتمر، ثم نرسل إليك، قال: فأتمروا، فقالوا: إما أن يفتح له باب الجسر فيلحق بأرض الأعاجم فإنه يأتيه المفارق والخاذل، وأما أن يلحق بمكة ليتعجبنكم في قريش، ويخبرهم بأخباركم، ليس ذلك لكم بأمر ولكن اجعلوه قريبا ها هنا، حيث تطؤون على صماخه، فاعتزل بالجلحاء من البصرة على فرسخين فاعتزل معه ناس زهاء ستة آلاف، ثم التقى الناس، فكان أول قتيل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، قال: وكان كعب بن سور يقرأ المصحف، ويذكر هؤلاء وهؤلاء حتى قتل كعب، وقتل من قتل منهم، وبلغ الزبير رضي الله عنه سفوان من البصرة بمكان القادسية منكم، قال: فلقيه النعر، رجل من بني مجاشع، فقال: أين تذهب يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلي، فأنت في ذمتي، لا يوصل إليك فأقبل معه، قال: فأتى إنسان الأحنف بن قيس رضي الله عنه، فقال: ها هو ذا الزبير قد لقي سفوان قال: فما يأمن؟ جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيف ثم لحق ببنيه وأهله، قال: فسمعه عويمر بن جرموز، وفضالة بن حابس ونفيع، فركبوا في طلبه، فلقوه مع النعر.

التاريخ للطبري (معتمد)
(4/ 497) ما حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: سمعت حصينا يذكر عن عمرو بن جاوان، عن الأحنف بن قيس، قال: قدمنا المدينة ونحن نريد الحج، فإنا لبمنازلنا نضع رحالنا إذ أتانا آت فقال: قد فزعوا وقد اجتمعوا في المسجد، فانطلقنا فإذا الناس مجتمعون على نفر في وسط المسجد، وإذا علي والزبير وطلحة وسعد بن ابى وقاص، وانا لكذلك إذ جاء عثمان بن عفان، فقيل: هذا عثمان قد جاء وعليه مليئة له صفراء قد قنع بها رأسه، فقال: أهاهنا علي؟ قالوا: نعم، قال: أهاهنا الزبير؟ قالوا: نعم، قال: أهاهنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، [أتعلمون ان رسول الله ص قال: من يبتع مربد بني فلان غفر الله له، فابتعته بعشرين او بخمسه وعشرين ألفا، فأتيت النبي ص فقلت: يا رسول الله، قد ابتعته، قال: اجعله في مسجدنا وأجره لك!] قالوا: اللهم نعم، وذكر أشياء من هذا النوع قال الأحنف: فلقيت طلحة والزبير فقلت: من تأمراني به وترضيانه لي؟ فإني لا أرى هذا الرجل إلا مقتولا، قالا: علي؟ قلت: أتأمراني به وترضيانه لي؟ قالا: نعم، فانطلقت حتى قدمت مكة، فبينا نحن بها إذ أتانا قتل عثمان رضي الله عنه وبها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فلقيتها فقلت: من تأمريني أن أبايع؟ قالت: علي، قلت: تأمرينني به وترضينه لي؟ قالت: نعم، فمررت على علي بالمدينة فبايعته، ثم رجعت إلى أهلي بالبصرة ولا أرى الأمر إلا قد استقام، قال: فبينا أنا كذلك، إذ آتاني آت فقال: هذه عائشة وطلحة والزبير قد نزلوا جانب الخريبة، فقلت: ما جاء بهم؟ قالوا: أرسلوا إليك يدعونك يستنصرون بك على دم عثمان رضي الله عنه، فأتاني أفظع أمر أتاني قط! فقلت: إن خذلاني هؤلاء ومعهم أم المؤمنين وحوارى رسول الله ص لشديد، وإن قتالي رجلا ابن عم رسول الله ص قد أمروني ببيعته لشديد فلما أتيتهم قالوا: جئنا لنستنصر على دم عثمان رضي الله عنه، قتل مظلوما، فقلت: يا أم المؤمنين، أنشدك بالله أقلت لك: من تأمريني به؟ فقلت: على؟ فقلت: اتامريننى به وترضينه لي؟ قلت نعم! قالت: نعم، ولكنه بدل فقلت: يا زبير يا حواري رسول الله ص، يا طلحة، أنشدكما الله، أقلت لكما: ما تأمراني فقلتما: علي؟ فقلت: أتأمراني به وترضيانه لي؟ فقلتما نعم! قالا: نعم، ولكنه بدل، فقلت: والله لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحوارى رسول الله ص ولا أقاتل رجلا ابن عم رسول الله ص، أمرتموني ببيعته، اختاروا مني واحدة من ثلاث خصال: إما أن تفتحوا لي الجسر فألحق بأرض الأعاجم حتى يقضي الله عز وجل من أمره ما قضى، أو ألحق بمكة فأكون فيها حتى يقضي الله عز وجل من أمره ما قضى، أو أعتزل فأكون قريبا. قالوا: إنا نأتمر، ثم نرسل إليك فائتمروا فقالوا: نفتح له الجسر ويخبرهم بأخباركم! ليس ذاكم براى، اجعلوه هاهنا قريبا حيث تطئون على صماخه وتنظرون إليه فاعتزل بالجلحاء من البصرة على فرسخين، فاعتزل معه زهاء على ستة آلاف. ثم التقى القوم فكان أول قتيل طلحة رضي الله عنه، وكعب بن سور معه المصحف يذكر هؤلاء وهؤلاء، حتى قتل من قتل منهم، ولحق الزبير بسفوان، من البصرة كمكان القادسية منكم، فلقيه النعر، رجل من مجاشع، فقال: اين تذهب يا حوارى رسول الله ص؟ إلي فأنت في ذمتي لا يوصل إليك، فأقبل معه، فأتى الأحنف خبره فقيل: ذاك الزبير قد لقي بسفوان فما تأمر؟ قال: جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم حواجب بعض بالسيوف ثم يلحق ببيته، فسمعه عمير بن جرموز وفضالة بن حابس، ونفيع، فركبوا في طلبه، فلقوه مع النعر، فأتاه عمير بن جرموز من خلفه وهو على فرس له ضعيفة، فطعنه طعنة خفيفة، وحمل عليه الزبير وهو على فرس له يقال له ذو الخمار، حتى إذا ظن أنه قاتله نادى عمير بن جرموز: يا نافع، يا فضالة، فحملوا عليه فقتلوه.