الموسوعة الحديثية


- كانتِ امرأةٌ مِن دَوسٍ يقالُ لَها : أمُّ شريكٍ أسلَمَت في رمضانَ، فأقبلَت تطلبُ مَن يصحبُها إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فلقَيَت رجلًا منَ اليَهودِ، فقالَ: ما لَكِ يا أمَّ شريكٍ ؟ قالت: أطلبُ رجلًا يَصحبُني إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، قالَ: فتعالي فأَنا أصحبُكِ، قالت: فانتظِرني حتَّى أملأَ سِقاي ماءً، قالَ: معي ماءٌ لا تُريدينَ ماءً، فانطلَقتُ معَهُم فساروا يومَهُم حتَّى أمسَوا، فنزلَ اليَهوديُّ ووضعَ سفرتَهُ فتعشَّى، فقالَ: يا أمَّ شَريكٍ، تعالي إلى العَشاءِ، فقالتِ: أَسقِني منَ الماءِ فإنِّي عَطشى ولا أستطيعُ أن آكلَ حتَّى أشربَ، فقالَ: لا أسقيكَ حتَّى تَهَوَّدي، فقالَت: لا جزاكَ اللَّهُ خيرًا، غرَّبتَني ومنعتَني أحملُ ماءً، فقالَ: لا واللَّهِ لا أسقيكَ من قطرةٍ حتَّى تَهَوَّدين فقالَت : لا واللَّهِ، لا أتَهَوَّدُ أبدًا بعدَ إذ هداني اللَّهُ للإسلامِ، فأقبلَت إلى بعيرِها فعقلتهُ، ووضَعت رأسَها على رُكْبتِهِ فَنامَت، قالت: فما أيقظَني إلَّا بردُ دَلوٍ قد وقعَ على جبيني، فرفعتُ رَأسي فنظرتُ إلى ماءٍ أشدَّ بياضًا منَ اللَّبنِ وأحلى منَ العسلِ، فشَرِبْتُ حتَّى رَويتُ، ثمَّ نضحتُ على سقاءٍ حتَّى ابتلَّ، ثمَّ ملأتُهُ، ثمَّ رفعَ بينَ يديَّ وأَنا أنظرُ حتَّى توارى منِّي في السَّماءِ، فلمَّا أصبحتُ جاءَ اليَهوديُّ، فقالَ: يا أمَّ شريكٍ، قلتُ: واللَّهِ قَد سقاني اللَّهُ، فقالَ: من أينَ، أنزلَ عليكِ منَ السَّماءِ ؟ قلتُ: نعَم واللَّهِ، لقد أنزلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ عليَّ منَ السَّماءِ، ثمَّ رفعَ بينَ يديَّ حتَّى توارى عنِّي في السَّماءِ، ثمَّ أقبلَت حتَّى دخلَت على رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقصَّت عليهِ القصَّةَ، فخطبَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إليها نفسَها، فقالَت: يا رسولَ اللَّهِ، لستُ أرضى نَفسي لَكَ، ولَكِن بُضعي لَكَ فزوِّجني مَن شئتَ، فزوَّجَها زيدًا، وأمرَ لَها بثلاثينَ صاعًا، وقالَ كُلوا ولا تَكيلوا، وَكانَ معَها عُكَّةُ سمنٍ هديَّةٌ لرسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالت لجاريةٍ لَها: بلِّغي هذِهِ العُكَّةَ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، قولي: أمُّ شريكٍ تقرئُكَ السَّلامَ، وقولي هذِهِ عُكَّةُ سمنٍ أَهْديناها لَكَ، فانطلَقت بِها فأخذوها ففرَّغوها، وقالَ لَها رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: علِّقوها ولا تأكلوها، فعلَّقوها في مَكانِها فدخلَت أمُّ شريكٍ، فنظرَت إليها مملوءةً سمنًا، فقالَت: يا فلانةُ، أليسَ أمرتُكِ أن تنطلِقي بِهَذِهِ العُكَّةِ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ؟ فقالَت: قدِ واللَّهِ انطلقتُ بِها كما قلتِ، ثمَّ أقبَلتُ بِها أصوبُها ما يقطرُ منها شيءٌ، ولَكِنَّهُ قالَ: علِّقوها ولا تُوكوها، فعلَّقتُها في مَكانِها وقد أوكَتها أمُّ شريكٍ حينَ رأَتها مملوءةً، فأَكَلوا منها حتَّى فَنيَت، ثمَّ كالوا الشَّعيرَ فوجدوهُ ثلاثينَ صاعًا لم ينقُص منهُ شيءٌ
خلاصة حكم المحدث : روي من وجه آخر، والحديث في العكة له شاهد صحيح
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البيهقي | المصدر : دلائل النبوة الصفحة أو الرقم : 6/123
التخريج : أخرجه ابن إسحق في ((السيرة)) (443)، وأبو نعيم في ((معرفة الصحابة)) (7968)، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (6/123) واللفظ له
التصنيف الموضوعي: أطعمة - أكل السمن عقيدة - كرامات الأولياء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - بركة النبي نكاح - الصداق هبة وهدية - قبول الهدية
|أصول الحديث

أصول الحديث:


سيرة ابن إسحاق (5/ 264)
443 نا يونس عن عبد الأعلى بن المساور القرشي عن محمد ابن عمرو عن عطاء عن أبي هريرة قال كانت امرأة من دوس يقال لها أم شريك أسلمت في رمضان فأقبلت تطلب من يصحبها الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيت رجلا من اليهود فقال ما لك يا أم شريك قالت أطلب رجلا يصحبني الى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فتعالي أنا أصحبك فقالت فانتظرني حتى أملأ سقائي ماء قال معي ما لا تريدين من ماء فانطلقت معهم فساروا يومهم حتى أمسوا فنزل اليهودي ووضع سفرته فتعشى وقال يا أم شريك تعالي الى العشاء فقالت اسقني من الماء فاني عطشى ولا أستطيع أن آكل حتى أشرب فقال لا أسقيك حتى تهودي قالت لا جزاك الله خيرا غررتني ومنعتني أحمل ماء قال لا والله لا أسقيك منه قطرة ماء حتى تهودي فقالت لا والله لا أتهود أبدا بعد أن هداني الله للاسلام فأقبلت الى بعيرها فعقلته ووضعت رأسها على ركبته فنامت قالت فما أيقظني الا برد دلو قد وضع على جبيني فرفعت رأسي الى دلو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فشربت حتى رويت ثم نضحت على سقائي حتى ابتل ثم ملأته ثم رفع بين يدي وأنا أنظر حتى توارى عني في السماء فلما أصبحت جاء اليهودي فقال يا أم شريك فقلت قد والله سقاني الله قال من أين أنزل من السماء قلت نعم والله قد أنزله الله علي من السماء ثم رفع بين يدي حتى توارى عني في السماء ثم أقبلت حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه القصة فخطب اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله لست أرضى بنفسي لك ولكن بضعي لك فزوجني من شئت فزوجها زيادا وأمر لها بثلاثين صاعا وقال كلوا ولا تكيلوا وكان معها عكة سمن هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لجارية لها أبلغي هذه العكة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقولي أم شريك تقرئك السلام وتقول هذه عكة سمن أهديناها لك فانطلقت بها فأخذوها ففرغوها وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم علقوها ولا توكوها فعلقوها في مكانها فدخلت أم شريك فنظرت اليها مملوءة سمنا فقالت يا فلانة أليس أمرتك أن تنطلقي بهذه العكة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قد والله انطلقت بها كما قلت ثم أقبلت بها أصوبها ما يقطر منها شيء ولكنه قال علقوها ولا توكوها فعلقها في مكانها وقد أوكتها أم شريك حين رأتها مملؤءة فأكلوا منها حتى فنيت ثم كالوا الشعير فوجدوه ثلاثين صاعا لم ينقص منه شيء

[معرفة الصحابة لأبي نعيم] (6/ 3518)
: 7967 - حدثنا إبراهيم بن أحمد المقرئ، ثنا أحمد بن فرج، ثنا أبو عمر الدوري، ثنا محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: وقع في قلب أم شريك الإسلام، فأسلمت وهي بمكة، وهي إحدى نساء قريش، ثم إحدى نساء بني عامر بن لؤي، وكانت تحت أبي العكراء الدوسي، فأسلمت، ثم جعلت تدخل على نساء قريش سرا فتدعوهن وترغبهن في الإسلام، حتى ظهر أمرها لأهل مكة، فأخذوها، فقالوا: لولا قومك لفعلنا بك، وفعلنا، ولكنا سنردك إليهم، قالت: فحملوني على بعير ليس تحتي شيء موطأ ولا غيره، ثم تركوني ثلاثا لا يطعموني ولا يسقوني، قالت: فما أتت علي ثلاث حتى ما في الأرض شيء أسمعه، قالت: فنزلوا منزلا، وكانوا إذا نزلوا منزلا أوثقوني في الشمس واستظلوا هم، وحبسوا عني الطعام والشراب، فلا تزال تلك حالتي حتى يرتحلوا، قالت: فبينا هم قد نزلوا منزلا فأوثقوني في الشمس، واستظلوا هم منها، إذ أنا بأبرد شيء على صدري فتناولته، فإذا هو دلو من ماء فشربت منه قليلا، ثم نزع مني فرفع، ثم عاد فتناولته فشربت منه، ثم رفع، ثم عاد فتناولته أيضا، فشربت منه قليلا، ثم رفع، قالت: فصنع بي مرارا، ثم تركت فشربت حتى رويت، ثم أفضت سائره على جسدي وثيابي، فلما استيقظوا إذا هم بأثر الماء ورأوني حسنة الهيئة، قالوا لي: أتحللت فأخذت سقاءنا فشربت منه؟ قالت: قلت: لا والله ما فعلته ولكنه كان من الأمر كذا وكذا، قالوا: لئن كنت صادقة بما قلت، لدينك خير من ديننا، فلما نظروا إلى أسقيتهم وجدوها كما تركوها، فأسلموا عند ذلك، وأقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوهبت نفسها له من غير مهر، فقبلها ودخل عليها، فلما رأى عليها كبرها طلقها " رواه محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة، نحوه

[معرفة الصحابة لأبي نعيم] (6/ 3519)
: 7968 - أخبرناه محمد بن يعقوب بن يوسف، في كتابه، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، ثنا عبد الأعلى بن أبي المساور القرشي، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة، قال: ‌كانت ‌امرأة ‌من ‌دوس يقال لها: أم شريك أسلمت في رمضان، فأقبلت تطلب من يصحبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلقيت رجلا من اليهود، فقال: ما لك يا أم شريك؟ قالت: أطلب رجلا يصحبني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فتعالي فأنا أصحبك " فذكر الحديث مثله

[دلائل النبوة - البيهقي] (6/ 123)
: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن عبد الأعلى، عن أبي المساور القرشي، عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي هريرة، قال:كانت ‌امرأة ‌من ‌دوس يقال لها: أم شريك أسلمت في رمضان، فأقبلت تطلب من يصحبها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقيت رجلا من اليهود، فقال: ما لك يا أم شريك؟ قالت: أطلب رجلا يصحبني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فتعالي فأنا أصحبك، قالت: فانتظرني حتى املأ سقاي ماء، قال: معي ماء لا تريدين ماء، فانطلقت معهم فساروا يومهم حتى أمسوا، فنزل اليهودي ووضع سفرته فتعشى، فقال: يا أم شريك! تعالي إلى العشاء، فقالت: اسقني من الماء فإني عطشى ولا أستطيع أن آكل حتى أشرب، فقال: لا أسقيك حتى تهودي، فقالت: لا جزاك الله خيرا [[غربتني ومنعتني أحمل ماء فقال: لا والله لا أسقيك من قطرة حتى تهودين! فقالت: لا والله]] ، لا أتهود أبدا بعد إذ هداني الله للإسلام، فأقبلت إلى بعيرها فعقلته، ووضعت رأسها على ركبته فنامت، قالت: فما أيقظني إلا برد دلو قد وقع على جبيني، فرفعت رأسي فنظرت إلى ماء أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، فشربت حتى رويت، ثم نضحت على سقاء حتى ابتل، ثم ملأته، ثم رفع بين يدي وأنا أنظر حتى توارى مني في السماء، فلما أصبحت جاء اليهودي، فقال: يا أم شريك! قلت: والله قد سقاني الله، فقال: من أين أنزل عليك من السماء؟ قلت: نعم والله، لقد أنزل الله عز وجل علي من السماء، ثم رفع بين يدي حتى توارى عني في السماء، ثم أقبلت حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقصت عليه القصة، فخطب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها نفسها، فقالت: يا رسول الله لست أرضى نفسي لك، ولكن بضعي لك فزوجني من شئت، فزوجها زيدا، وأمر لها بثلاثين صاعا، وقال كلوا ولا تكيلوا، وكان معها عكة سمن هدية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت لجارية لها: بلغي هذه العكة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قولي أم شريك تقرئك السلام، وقولي هذه عكة سمن أهديناها لك، فانطلقت بها فأخذوها ففرغوها، وقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: علقوها ولا تأكلوها ، فعلقوها في مكانها فدخلت أم شريك، فنظرت إليها مملوءة سمنا، فقالت: يا فلانة أليس أمرتك أن تنطلقي بهذه العكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: قد والله انطلقت بها كما قلت، ثم أقبلت بها أصوبها ما يقطر منها شيء، ولكنه قال: علقوها ولا توكئوها، فعلقتها في مكانها وقد أوكتها أم شريك حين رأتها مملوءة، فأكلوا منها حتى فنيت، ثم كالوا الشعير فوجدوه ثلاثين صاعا لم ينقص منه شيء. قلت وروي ذلك من وجه آخر ولحديثه في العكة شاهد صحيح عن جابر ابن عبد الله في أم مالك، وقد مضى ذكره والله أعلم.