الموسوعة الحديثية


- كان فيمَن كان قبلَكم رجُلٌ مُسرِفٌ على نَفْسِه، وكان مُسلِمًا، كان إذا أكَلَ طَعامًا طَرَحَ تُفالةَ طَعامِه على مَزبَلةٍ، فكان يأوي إليها عابِدٌ، فإنْ وجَدَ كِسرةً أكَلَها، وإنْ وجَدَ بَقلةً أكَلَها، وإنْ وجَدَ عَرقًا تَعَرَّقَه. قال: فلم يَزَلْ كذلكَ حتى قَبَضَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ ذلكَ المَلِكَ فأدخَلَه النارَ بذُنوبِه، فخرَجَ العابِدُ إلى الصَّحَراءِ مُقتَصِرًا على مائها وبَقلِها، ثمَّ إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قَبَضَ ذلكَ العابِدَ، فقال: هل لأحَدٍ عِندَكَ مَعروفٌ نُكافِئُه؟ قال: لا يا رَبِّ. قال: فمِن أينَ كان مَعاشُكَ -وهو أعلَمُ-؟ زاد عبدُ الكَريمِ: بذلك. قال: كنتُ آوي إلى مَزبَلةِ مَلِكٍ، فإنْ وَجَدتُ كِسرةً أكَلتُها، وإنْ وَجَدتُ بَقلةً أكَلتُها، وإنْ وَجَدتُ عَرقًا تَعَرَّقتُه، فقَبَضتَه، فخَرَجتُ إلى البَرِّيَّةِ مُقتَصِرًا على بَقلِها ومائِها. فأمَرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ بذلكَ المَلِكِ، فأُخرِجَ مِن النارِ حُمَمةً -وقال ابنُ السَّمَرقَنديِّ: جَمرةً- تُنفَضُ، فأُعيدَ -زاد ابنُ القاسِمِ السَّمَرقَنديُّ: مَكانَه- كما كان، فقال: وقال: يا رَبِّ، هذا الذي كنتُ آكُلُ مِن مَزبَلَتِه. فقال اللهُ عَزَّ وجَلَّ له: خُذْ بيَدِه فأدخِلْه الجنَّةَ؛ مِن مَعروفٍ كانَ منه إليكَ لم يَعلَمْ به، أمَا لو عَلِمَ به ما أدخَلتُه النارَ.
خلاصة حكم المحدث : غريب
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : ابن عساكر | المصدر : تاريخ دمشق الصفحة أو الرقم : 60/319
التخريج : أخرجه تمام في ((الفوائد)) (1466)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (7/252) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: رقائق وزهد - بذل المعروف للناس صدقة - فضل الصدقة والحث عليها علم - القصص إحسان - معنى الإحسان وحقيقته إيمان - ما جاء عن الأمم السابقة قبل الإسلام
|أصول الحديث

أصول الحديث:


فوائد تمام (2/ 177)
1466 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي، ثنا أبو القاسم منصور بن عبد الله الوراق، حدثني علي بن جابر بن بشر الأودي، ثنا حسين بن حسن بن عطية، ثنا أبي، عن مسعر بن كدام، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كان فيمن كان قبلكم رجل مسرف على نفسه وكان مسلما، كان إذا أكل طعامه طرح ثفالة طعامه على مزبلة، فكان يأوي إليها عابد، فإن وجد كسرة أكلها، وإن وجد بقلة أكلها، وإن وجد عرقا تعرقه قال: فلم يزل كذلك حتى قبض الله عز وجل ذلك الملك فأدخله النار بذنوبه، فخرج العابد إلى الصحراء مقتصرا على مائها [[ص:178]] وبقلها، ثم إن الله عز وجل قبض ذلك العابد، فقال: هل لأحد عندك معروف تكافئه؟ قال: لا يا رب، قال: فمن أين كان معاشك؟ وهو أعلم بذلك، قال: كنت آوي إلى مزبلة ملك، فإن وجدت كسرة أكلتها، وإن وجدت بقلة أكلتها، وإن وجدت عرقا تعرقته، فقبضته، فخرجت إلى البرية مقتصرا على بقلها ومائها، فأمر الله عز وجل بذلك الملك، فأخرج من النار جمرة ينفض، فأعيد كما كان، فقال: يا رب هذا الذي كنت آكل من مزبلته، قال: وقال الله عز وجل له: خذ بيده فأدخله الجنة من معروف كان منه إليك لم يعلم به، أما لو علم به أدخلته النار "

حلية الأولياء 430 (7/ 252)
حدثنا محمد بن الحسن اليقطيني حدثنا أحمد بن حمدون الموصلي ح وحدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا الحسن بن علي الطوسي قالا حدثنا النعمان بن جابر حدثنا الحسن بن الحسين بن عطية الصوفي حدثني أبي عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بني إسرائيل ملك وكان مسرفا على نفسه وكان مسلما وكان إذا أكل طرح تفالة العظام على مزبلة فكان عابد يأوي إلى مزبلته فإن وجد كسرة أكلها وإن وجد عرقا تعرقه فمات ذلك الملك فأدخله الله النار بذنوبه وخرج العابد إلى الصحراء فأكل من بقلها وشرب من مائها فقبضه الله تعالى فقال له هل عندك لأحد معروف فأكافئه عليه قال يا رب لا قال فمن أين كان معاشك وهو أعلم به قال كنت أوي إلى مزبلة ملك فإن وجدت كسرة أكلتها وإن وجدت بقلة أكلتها وإن وجدت عرقا تعرقته فقبضته فخرجت إلى الصحراء مختصرا على مائها ونباتها فقال له هل تعرفه فأمر به فأخرج من النار جمرة ينتفض فأعيد قال نعم يا رب هذا الذي كنت آكل من مزبلته قال فيقال له خذ بيده فأدخله الجنة لمعروف ككان منه إليك لم يعرفه أما لو عرفه ما عذبته غريب من حديث مسعر تفرد به الحسن عن أبيه. ورواه أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي عن الحسن حدثني أبو عبد الله وكان بخراسان يصحب الزهاد عن مسعر. حدثناه عمر بن أحمد بن عمر القاضي القصباني حدثنا علي بن العباس البجلي حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم حدثنا الحسن بن الحسين حدثني أبو عبد الله عن مسعر مثله.