الموسوعة الحديثية


- زوَّجَني أبي امرأةً مِن قُرَيشٍ، فلمَّا دخَلَتْ علَيَّ، جَعَلتُ لا أنحاشُ لها ممَّا بي مِنَ القُوَّةِ على العِبادةِ. فجاءَ أبي إلى كِنَّتِه ، فقال: كيف وَجَدتِ بَعلَكِ؟ قالت: خَيرَ رَجُلٍ، مِن رَجُلٍ لم يُفتِّشْ لها كَنَفًا، ولم يَقرَبْ لها فِراشًا. قال: فأقبَلَ علَيَّ، وعَضَّني بلِسانِه، ثم قال: أنكَحتُكَ امرأةً ذاتَ حَسَبٍ، فعَضَلْتَها، وفَعَلتَ. ثم انطَلَقَ، فشَكاني إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فطَلَبَني، فأتَيتُه، فقال لي: أتَصومُ النَّهارَ، وتَقومُ اللَّيلَ؟ قُلتُ: نَعَمْ. قال: لكِنِّي أصومُ وأُفطِرُ، وأُصلِّي وأنامُ، وأمَسُّ النِّساءَ، فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فليس مِنِّي.
خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سير أعلام النبلاء الصفحة أو الرقم : 2/90
التخريج : أخرجه النسائي (2390) بنحوه، وأحمد (6477) مطولاً باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: اعتصام بالسنة - لزوم السنة نكاح - الحث على التزويج إيمان - الدين يسر صلاة - النهي عن التكلف والمشقة في العبادة علم - الحث على الأخذ بالسنة
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[سنن النسائي] (4/ 210)
‌2390- أخبرنا أبو حصين عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس قال: حدثنا عبثر قال: حدثنا حصين، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: ((زوجني أبي امرأة، فجاء يزورها، فقال: كيف ترين بعلك؟ فقالت: نعم الرجل من رجل لا ينام الليل ولا يفطر النهار! فوقع بي، وقال: زوجتك امرأة من المسلمين فعضلتها! قال: فجعلت لا ألتفت إلى قوله مما أرى عندي من القوة والاجتهاد، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لكني أنا أقوم وأنام، وأصوم وأفطر، فقم ونم، وصم وأفطر. قال: صم من كل شهر ثلاثة أيام. فقلت: أنا أقوى من ذلك! قال: صم صوم داود عليه السلام؛ صم يوما وأفطر يوما. قلت: أنا أقوى من ذلك! قال: اقرإ القرآن في كل شهر، ثم انتهى إلى خمس عشرة، وأنا أقول: أنا أقوى من ذلك)).

[مسند أحمد] (11/ 8 ط الرسالة)
((‌6477- حدثنا هشيم، عن حصين بن عبد الرحمن ومغيرة الضبي، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: زوجني أبي امرأة من قريش، فلما دخلت علي جعلت لا أنحاش لها، مما بي من القوة على العبادة، من الصوم والصلاة، فجاء عمرو بن العاص إلى كنته، حتى دخل عليها، فقال لها: كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير الرجال، أو كخير البعولة، من رجل لم يفتش لنا كنفا، ولم يعرف لنا فراشا! فأقبل علي، فعذمني، وعضني بلسانه، فقال: أنكحتك امرأة من قريش ذات حسب، فعضلتها، وفعلت وفعلت! ثم انطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فشكاني، فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيته، فقال لي: (( أتصوم النهار؟)) قلت: نعم، قال: (( وتقوم الليل؟)) قلت: نعم، قال: (( لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي، فليس مني))، قال: (( اقرأ القرآن في كل شهر))، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال: (( فاقرأه في كل عشرة أيام))، قلت: إني أجدني أقوى من ذلك، قال أحدهما، إما حصين وإما مغيرة: قال: (( فاقرأه في كل ثلاث))، قال: ثم قال: (( صم في كل شهر ثلاثة أيام))، قلت: إني أقوى من ذلك، قال: فلم يزل يرفعني حتى قال: (( صم يوما وأفطر يوما، فإنه أفضل الصيام، وهو صيام أخي داود صلى الله عليه وسلم)). قال حصين في حديثه: ثم قال صلى الله عليه وسلم: (( فإن لكل عابد شرة، ولكل شرة فترة، فإما إلى سنة، وإما إلى بدعة، فمن كانت فترته إلى سنة، فقد اهتدى، ومن كانت فترته إلى غير ذلك، فقد هلك)). قال مجاهد: فكان عبد الله بن عمرو، حيث ضعف وكبر، يصوم الأيام كذلك، يصل بعضها إلى بعض، ليتقوى بذلك، ثم يفطر بعد تلك الأيام، قال: وكان يقرأ في كل حزبه كذلك، يزيد أحيانا، وينقص أحيانا، غير أنه يوفي العدد، إما في سبع، وإما في ثلاث، قال: ثم كان يقول بعد ذلك: لأن أكون قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي مما عدل به أو عدل، لكني فارقته على أمر أكره أن أخالفه إلى غيره)).