الموسوعة الحديثية


- كنتُ أخدِمُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال لي يا ربيعةُ ألَا تَزَوَّجُ قلْتُ لا واللهِ يا رسولَ اللهِ ما أريدُ أنْ أتزوجَ وما عندي ما يقيمُ المرأةَ وما أُحِبُّ أن يشغَلَني عنكَ شيءٌ فأعرضَ عنِّي ثمَّ قال لي الثانيةَ يا رَبِيعَةُ ألَا تَزَوَّجُ فقُلْتُ ما أُرِيدُ أنْ أَتَزَوَّجَ ما عندِي ما يُقيمُ المرأةَ ومَا أُحِبُّ أن يَشْغَلَني عنكَ شَيءٌ فَأَعْرَضَ عَنِّي ثمَّ رَجَعْتُ إلى نفْسِي فقلْتُ واللهِ لَرَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَعْلَمُ منِّي بما يُصْلِحُنِي في الدُّنيا والآخرةِ واللهِ لَئِنْ قال لي أتزَوَّجَ لأَقُولَنَّ نَعَمْ يا رسولَ اللهِ مُرْنِي بِمَا شئتَ فقال لي يا ربيعَةُ ألَا تَزَوَّجُ فقلْتُ بلَى مُرْنِي بما شِئْتَ قال انطلقْ إلى آلِ فلانٍ حيٍّ مِنْ الأنصارِ كان فيهِم تَرَاخٍ عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقل لَّهُمْ إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ يَأْمُرُكُمْ أنْ تُزَوِّجُونِي فُلَانَةَ لِامْرَأَةٍ منهم فذَهَبتُ إِلَيْهِمْ فقلتُ لهم إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَرْسَلَني إِلَيْكُمْ يأْمُرُكم أن تُزَوِّجُوني فقالُوا مَرْحَبًا برسولِ اللهِ وبرسولِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم واللهِ لا يرجِعُ رسولُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حَزِينًا فقُلْتُ يا رسولَ اللهِ أَتَيْتُ قومًا كِرامًا فزَوَّجُونِي وألْطَفُونِي وما سألُوني البينَةَ وليْسَ عندِي صداقٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يا بُرَيْدَةُ الأسلميُّ اجْمَعُوا له وزنَ نواةٍ من ذهبٍ قال فجمَعُوا لي وزنَ نواةٍ مِنْ ذَهَبٍ فأَخَذْتُ مَا جَمَعُوا لي فَأَتَيْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال اذْهَبْ بهذا إليهِمْ فقل لهم هذا صَدَاقُهَا فَأَتَيْتُهُمْ فقُلْتُ هذا صداقُهَا فقَبِلُوهُ ورَضَوْهُ وقالوا كثيرٌ طَيِّبٌ قال ثم رجَعْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حزينًا فقال يا ربيعةُ مالَكَ حَزِينٌ فقلْتُ يا رسولَ اللهِ ما رأَيْتُ قومًا أكرمَ منهم ورَضَوْا بما آتَيْتُهُمْ وأحسَنُوا وقالوا كثيرٌ طيِّبٌ وليْسَ عندي ما أُولِمُ فقال يا بُرَيْدَةُ اجْمَعُوا لَهُ شاةً فجمعُوا لي كَبْشًا عظيمًا سمينًا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم اذْهَبْ إلى عَائِشَةَ فقل لَّها فَلْتَبْعَثْ بالمكْتَلِ الَّذِي فيه الطعامُ قال فَأَتَيْتُها فقُلْتُ لها مَا أَمَرَنِي به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقالتْ هذا المكتلُ فيه سبْعُ آصعٍ شعيرٍ لا واللهِ لَا واللهِ إنْ أصبَحَ لنا طعامُ غيرُهُ خذْهُ قال فأخذْتُهُ فأتَيْتُ بِهِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأخبرْتُهُ بما قالَتْ عائشةُ قال اذْهَبْ بهذا إليهم فقلْ لهم لِيُصْبِحْ هذا عندَكم خبزًا وهذا طَبيخًا فقالوا أما الخبزُ فسنَكْفيكُمُوهُ وأمَّا الكبشُ فاكفونا أنتم فأخذْنا الكبشَ أنا وأناسٌ من أسلَمَ فذَبَحْنَاهُ وسلَخْنَاهُ وطَبَخْنَاهُ فَأَصْبَحَ عندَنا خبزٌ ولحْمٌ فأَوْلَمْتُ ودعوْتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثمَّ قال إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَعْطَانِي بَعْدَ ذلكَ أرْضًا وأعْطَى أَبَا بَكْرٍ أرْضًا وجاءَتْ الدُّنْيَا فاختلَفْنَا في عِذْقِ نخلةٍ فقلْتُ أنا هِيَ في حدِّي وقال أبو بكرٍ هِيَ في حَدِّي وكانَ بَيْنِي وبَيْنَ أَبِي بكرٍ كلامٌ فقال لي أبو بكرٍ كلِمَةً كَرِهْتُهَا ونَدِمَ فقال لي يا ربيعةُ رُدَّ علَيَّ مثْلَها حتى يكونَ قَصاصًا قلتُ لا أفعلُ قال أبو بكرٍ لَتَقُولَنَّ أوْ لأَسْتَعْدِيَنَّ عليْكَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قلتُ ما أنا بفاعِلٍ قال وَرَفَضَ الأرضَ وانطلَقَ أبو بكرٍ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وانطلقْتُ أتلُوهُ فجاءَ أناسٌ مِنْ أَسْلَمَ فقالُوا رَحِمَ اللهُ أبَا بكرٍ في أيِّ شيءٍ يَسْتَعْدِي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو الَّذِي قال لَكَ مَا قالَ فقلْتُ أتدْرونَ ما هذا هذا أبو بكرٍ الصديقُ هذا ثانيَ اثنينِ هذا ذو شيبةِ المسلمينَ إيَّاكم لا يَلْتَفِتُ فيراكم تَنْصُرُونِي عَلَيْهِ فيغضَبُ فيأَتي رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فيغضَبُ لغضبِهِ فيغضَبُ اللهُ عزَّ وجلَّ لغضبِهِما فيَهْلَكُ ربيعةُ قال ما تَأْمُرُنَا قال ارجِعُوا فانطلَقَ أبو بكرٍ رحمةُ اللهِ علَيْهِ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتَبِعْتُهُ وحْدِي حتى أَتَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فحدَّثْتُهُ الحديثَ كَمَا كانَ فَرَفَعَ رأْسَهُ إليَّ فقالَ يَا ربيعةُ مالكَ وللصِّدِّيقِ قلتُ يا رسولَ اللهِ كان كذا كان كذا قال لي كلِمَةً كرهْتُهَا قال لي قلْ كمَا قلْتُ حتى يكونَ قَصاصًا فأبَيْتُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أجلْ لا تَرُدَّ علَيْهِ ولكنْ قلْ غَفَرَ اللهُ لَكَ يا أبا بكرٍ قال الحسنُ فولَّى أبو بكرٍ رحمَهُ اللهُ يَبْكِي
خلاصة حكم المحدث : فيه مبارك بن فضالة وحديثه حسن ، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح
الراوي : ربيعة بن كعب الأسلمي | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد الصفحة أو الرقم : 4/259
التخريج : أخرجه ابن شاهين في ((شرح مذاهب أهل السنة)) (168)، والحاكم (2718)، وابن عساكر (30/ 111) واللفظ لهم، وأحمد (16577) مطولا.
التصنيف الموضوعي: خراج - إقطاع الأراضي مناقب وفضائل - أبو بكر الصديق نكاح - الحث على التزويج نكاح - الصداق نكاح - وليمة النكاح
|أصول الحديث

أصول الحديث:


شرح مذاهب أهل السنة لابن شاهين (ص168)
: وثنا عبد الله، ثنا أبو خيثمة، وهارون بن عبد الله قالا: ثنا يزيد بن هارون، وثنا عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا خلف بن الوليد قالا: ثنا المبارك بن فضالة قال: ثنا أبو عمران الجوني، عن ‌ربيعة الأسلمي قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تتزوج ؟ قلت: لا والله يا رسول الله، ما أريد أن أتزوج، وما ‌عندي ‌ما ‌يقيم ‌المرأة، وما أحب أن يشغلني عنك شيء. فأعرض عني، فخدمته ما خدمته، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني أرضا، وأعطى أبا بكر أرضا، وجاءت الدنيا، فاختلفنا في موضع عذق نخلة في حدي، وكان بيني وبين أبي بكر كلام، فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها، وندم. فقال لي: يا ‌ربيعة، رد علي مثلها حتى يكون قصاصا. فقلت له: لا أفعل. فقال أبو بكر: لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فقلت: ما أنا بفاعل. فرفض الأرض، وانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانطلقت أقفو أثره، فجاء ناس من أسلم، فقالوا: يرحم الله أبا بكر، في أي شيء نستعدي عليك رسول الله، وهو الذي قال لك، فقلت لهم: أتدرون من هذا؟ هذا أبو بكر الصديق، وهو ثاني اثنين، وهذا ذو شيبة المسلمين، إياكم لا يلتفت يراكم تنصروني عليه، فيغضب، فيأتي رسول الله، فيغضب لغضبه رسول الله، فيغضب الله لغضبهما؛ فيهلك ‌ربيعة. قالوا: فما تأمرنا؟ قال: ارجعوا. قال: فانطلق أبو بكر إلى رسول الله، فتبعته وحدي، قال: وجعلنا نتلوه حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فحدثه بالحديث كما كان، فرفع رأسه، فقال: يا ‌ربيعة، ما لك والصديق؟ فقلت: يا رسول الله، كان كذا، كان كذا. قال لي كلمة فكرهتها، فقال لي: قل كما قلت، حتى تكون قصاصا، فأبيت يا رسول الله. قال: " أجل، لا ترد عليه، ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر ". قال: فولى أبو بكر يبكي قال ابن منيع: وهذا لفظ حديث خلف بن الوليد. تفرد بهذه الفضيلة أبو بكر، لم يشركه فيها أحد

المستدرك على الصحيحين (2/ 188)
: 2718 - حدثنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ إملاء - في رجب سنة ثمان وتسعين وثلاث مائة - ثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا هشام بن علي السدوسي، ومحمد بن إسحاق، قالا: ثنا عفان بن مسلم، ثنا المبارك بن فضالة، عن أبي عمران الجوني، عن ‌ربيعة بن كعب الأسلمي، قال: كنت أخدم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: يا ‌ربيعة، ألا تتزوج؟ قال: فقلت: لا والله يا رسول الله، ما أريد أن أتزوج، ما ‌عندي ‌ما ‌يقيم ‌المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء، قال: فأعرض عني، ثم قال لي بعد ذلك: يا ‌ربيعة، ألا تتزوج؟ قال: فقلت: لا والله يا رسول الله، ما أريد أن أتزوج، وما ‌عندي ‌ما ‌يقيم ‌المرأة وما أحب أن يشغلني عنك شيء، فأعرض عني، قال: ثم راجعت نفسي فقلت: والله يا رسول الله أنت أعلم بما يصلحني في الدنيا والآخرة، قال: وأنا أقول في نفسي: لئن قال لي الثالثة لأقولن: نعم، قال: فقال لي الثالثة: يا ‌ربيعة ألا تتزوج؟ قال: فقلت: بلى يا رسول الله، مرني بما شئت أو بما أحببت قال: " انطلق إلى آل فلان، إلى حي من الأنصار، فيهم تراخي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقل لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئكم السلام، ويأمركم أن تزوجوا ‌ربيعة فلانة - امرأة منهم - "، قال: فأتيتهم فقلت لهم ذلك قالوا: مرحبا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا يرجع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بحاجته، قال: فأكرموني وزوجوني وألطفوني، ولم يسألوني البينة، فرجعت حزينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بالك؟ فقلت: يا رسول الله أتيت قوما كراما فزوجوني وأكرموني وألطفوني ولم يسألوني البينة، فمن أين لي الصداق؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبريدة الأسلمي: يا بريدة، اجمعوا له وزن نواة من ذهب قال: فجمعوا له وزن نواة من ذهب قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب بهذا إليهم، وقل هذا صداقها فذهبت به إليهم، فقلت: هذا صداقها، قال: فقالوا: كثير طيب، فقبلوا ورضوا به، قال: فقلت: من أين أولم؟ قال: فقال: يا بريدة اجمعوا له في شاة قال: فجمعوا له في كبش سمين، قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اذهب إلى عائشة فقل: انظري إلى المكتل الذي فيه الطعام فابعثي به " قال: فأتيت عائشة رضي الله عنها فقلت لها ذاك، فقالت: ها هو ذاك المكتل فيه سبعة آصع من شعير، والله إن أصبح لنا طعام غيره قال: فأخذته فجئت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " اذهب بها إليهم فقل: ليصلح هذا عندكم خبزا " قال: فذهبت به وبالكبش، فقال: فقبلوا الطعام، وقالوا: اكفونا أنتم الكبش، قال: وجاء ناس من أسلم فذبحوا، وسلخوا وطبخوا، قال: فأصبح عندنا خبز ولحم، فأولمت، ودعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم

[تاريخ دمشق - لابن عساكر] (30/ 111)
: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين نا أبو الحسين بن المهتدى نا يوسف بن عمر قال قرئ على الحسين بن إسماعيل القاضي وأنا أسمع قيل له حدثكم يوسف يعني القطان نا يزيد بن هارون نا مبارك بن فضالة نا أبو عمران الجوني عن ربيعة السلمي وكان يخدم النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال لي ذات يوم يا ربيعة ألا تزوج قال قلت يا رسول الله ما أحب أن يشغلني عن خدمتك شئ وما عندي ما أعطي المرأة قال فقلت في نفسي بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعلم بما عندي مني يدعوني إلى التزويج لأن دعاني هذه المرة قال فقال يا ربيعة ألا تزوج قال قلت يا رسول الله ومن يزوجني والله ما عندي ما أعطي المرأة قال انطلق إلى آل فلان فقل لهم إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يأمركم أن تزوجوني فتاتكم فلانة قال فأتيتهم فقلت إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فتاتكم فلانة فقالوا مرحبا برسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومرحبا برسوله فزوجوني فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله أتيت خير أهل بيت صدقوني وزوجوني فمن أين لي ما أعطي صداقي فقال النبي (صلى الله عليه وسلم) لبريدة الأسلمي يا بريدة اجمعوا لربيعة في صداقه وزن نواة من ذهب قال فجمعوها فأعطوني فأتيتهم بها فقبلوها قال فأتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقلت يا رسول الله قد قبلوها فمن أين لي ما أولم فقال يا بريدة اجمعوا لربيعة ثمن كبش فجمعوا لي فقال لي ائت عائشة فقل لها فلتدفع إليك ما عندها من الشعير قال فأتيتها فدفعت إلي فانطلقت بالكبش والشعير إليهم فقالوا أما الشعير فنحن نكفيك وأما الكبش فمر أصحابك أن يذبحوه فذبحوه وعملوا الشعير فأصبح والله عندنا خبز ولحم ثم إن رسول اله (صلى الله عليه وسلم) أقطع أبا بكر أرضا وربيعة أرضا فاختلفا في عذق فقلت هو في أرضي وقال أبو بكر هو في أرضي فتنازعنا فقال أبو بكر كلمة كرهتها فندم فأخذني فقال قل لي كما قلت لك قلت لا والله لا أقول لك ما قلت لي قال إذا أنا برسول الله (صلى الله عليه وسلم) فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وتبعته فجاءني قومي يتبعوني فقالوا يا ربيعة هو الذي قال لك وهو الذي يأتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يشكو فالتفت إليهم فقلت تدرون من هذا هذا الصديق وذو شيبة المسلمين ارجعوا لا يلتفت فيراكم فيظن إنما جئتم تعينوني عليه فيغضب فيأتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيخبره فيغضب فيهلك ربيعة فأتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال يا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إني قلت لربيعة كلمة كرهتها فقلت له يقول لي مثل ما قلت فقال لي لا والله لا أقول له كما قال لي قال أجل لا تقل له كما قال لك ولكن قل غفر الله يا أبا بكر

[مسند أحمد] (27/ 111 ط الرسالة)
: 16577 - حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: حدثنا المبارك يعني ابن فضالة، قال: حدثنا أبو عمران الجوني، عن ربيعة الأسلمي قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: " يا ربيعة، ألا تزوج؟ "، قال: قلت: والله لا يا رسول الله ما أريد أن أتزوج، ما عندي ما يقيم المرأة، وما أحب أن يشغلني عنك شيء، فأعرض عني فخدمته ما خدمته ثم قال لي الثانية: " يا ‌ربيعة، ألا تزوج؟ "، فقلت: ما أريد أن أتزوج، ما ‌عندي ‌ما ‌يقيم ‌المرأة، وما أحب أن يشغلني عنك شيء، فأعرض عني، ثم رجعت إلى نفسي فقلت: والله لرسول الله صلى الله عليه وسلم بما يصلحني في الدنيا والآخرة أعلم مني، والله لئن قال: تزوج لأقولن: نعم يا رسول الله، مرني بما شئت، قال: فقال: " يا ‌ربيعة، ألا تزوج؟ "، فقلت: بلى مرني بما شئت، قال: " انطلق إلى آل فلان حي من الأنصار - وكان فيهم تراخ - عن النبي صلى الله عليه وسلم فقل لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم يأمركم أن تزوجوني فلانة لامرأة منهم "، فذهبت فقلت لهم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم، يأمركم أن تزوجوني فلانة فقالوا: مرحبا برسول الله، وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لا يرجع رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بحاجته فزوجوني وألطفوني، وما سألوني البينة، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حزينا، فقال لي: " ما لك يا ‌ربيعة؟ "، فقلت: يا رسول الله، أتيت قوما كراما فزوجوني، وأكرموني وألطفوني وما سألوني بينة، وليس عندي صداق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا بريدة الأسلمي، اجمعوا له وزن نواة من ذهب "، قال: فجمعوا لي وزن نواة من ذهب، فأخذت ما جمعوا لي فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " اذهب بهذا إليهم فقل: هذا صداقها "، فأتيتهم فقلت: هذا صداقها فرضوه وقبلوه، وقالوا: كثير طيب، قال: ثم رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم حزينا فقال: " يا ربيعة، ما لك حزينا؟ "، فقلت: يا رسول الله، ما رأيت قوما أكرم منهم رضوا بما آتيتهم وأحسنوا وقالوا: كثيرا طيبا، وليس عندي ما أولم، قال: " يا بريدة، اجمعوا له شاة "، قال: فجمعوا لي كبشا عظيما سمينا، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهب إلى عائشة فقل لها: فلتبعث بالمكتل الذي فيه الطعام "، قال: فأتيتها فقلت لها ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: هذا المكتل فيه تسع آصع شعير لا والله إن أصبح لنا طعام غيره، خذه فأخذته، فأتيت به النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرته ما قالت عائشة، فقال: " اذهب بهذا إليهم فقل: ليصبح هذا عندكم خبزا "، فذهبت إليهم، وذهبت بالكبش، ومعي أناس من أسلم فقال: ليصبح هذا عندكم خبزا، وهذا طبيخا، فقالوا: أما الخبز فسنكفيكموه وأما الكبش فاكفونا أنتم، فأخذنا الكبش أنا وأناس من أسلم فذبحناه وسلخناه، وطبخناه، فأصبح عندنا خبز، ولحم فأولمت، ودعوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني بعد ذلك أرضا، وأعطى أبا بكر أرضا، وجاءت الدنيا فاختلفنا في عذق نخلة فقلت: أنا هي في حدي، وقال أبو بكر: هي في حدي، فكان بيني وبين أبي بكر كلام، فقال لي أبو بكر كلمة كرهها وندم، فقال لي: يا ربيعة رد علي مثلها حتى تكون قصاصا، قال: قلت: لا أفعل، فقال أبو بكر: لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: ما أنا بفاعل، قال: ورفض الأرض وانطلق أبو بكر رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وانطلقت أتلوه، فجاء ناس من أسلم فقالوا لي: رحم الله أبا بكر، في أي شيء يستعدي عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قال لك ما قال، فقلت: أتدرون ما هذا؟ هذا أبو بكر الصديق، هذا ثاني اثنين، وهذا ذو شيبة المسلمين، إياكم لا يلتفت فيراكم تنصروني عليه فيغضب فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغضب لغضبه، فيغضب الله عز وجل لغضبهما فيهلك ربيعة، قالوا: ما تأمرنا؟ قال: ارجعوا، قال: فانطلق أبو بكر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبعته وحدي، حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث كما كان، فرفع إلي رأسه فقال: " يا ربيعة، ما لك وللصديق؟ "، قلت: يا رسول الله، كان كذا كان كذا، قال لي كلمة كرهها فقال لي: قل كما قلت حتى يكون قصاصا فأبيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل فلا ترد عليه، ولكن قل: غفر الله لك يا أبا بكر "، فقلت: غفر الله لك يا أبا بكر، قال الحسن: فولى أبو بكر رضي الله عنه وهو يبكي