الموسوعة الحديثية


- ذهَبَ ثلاثةُ نَفرٍ رادةً لأهلِهم، قال: فأخَذَهم مَطرٌ، فلجَأوا إلى غارٍ، قال: فوقَعَ عليهم –أحسِبُه قال: مِن فَمِ الغارِ– حَجرٌ، فسَدَّ عليهم فَمَ الغارِ، ووقَعَ مُتجافٍ عنهم، قال: فقال النَّفرُ بعضُهم لبعضٍ: عفا الأثَرُ، ووقَعَ الحجَرُ، ولا يعلَمُ بمكانِكم إلَّا اللهُ تعالى، فتعالَوْا فليَدْعُ كلُّ رجُلٍ منكم بأوثَقِ عَملٍ عمِلَه للهِ عزَّ وجلَّ، عسى أنْ يُخرِجَكم مِن مكانِكم. قال أحَدُهم: اللهم إنْ كنتَ تعلَمُ أنِّي كنتُ بَرًّا بوالديَّ، وأنِّي أرَحتُ غَنَمي ليلةً، وكنتُ أحلُبُ لأبويَّ، فآتيهما وهُما مُضْطَجِعانِ على فِراشِهما؛ حتى أَسقِيَهما بيدي، وأنِّي أتَيتُهما ليلةً مِن تلك الليالي، وجِئتُ بشَرابِهما فوجَدتُهما قد ناما، وأنِّي جعَلتُ أرغَبُ لهما مِن نَومِهما، وأكرَهُ أنْ أوقِظَهما، وأكرَهُ أنْ أرجِعَ بالشرابِ فيَسْتيقِظانِ فلا يجِداني عندَهما، فقُمتُ مكاني قائمًا على رُؤوسِهما كذلك حتى أصبَحتُ ، اللهم إنْ كنتَ تعلَمُ أنِّي فعَلتُ ذلكَ ابتغاءَ وَجهِكَ فافرُجْ عنَّا. قال: فزال –أو: كَلِمةً نحوَها– ثُلُثُ الحجَرِ انفراجًا. قالوا للآخَرِ: إيهًا؛ أي: قُلْ. قال: فقال الثاني: اللهم إنْ كنتَ تعلَمُ أنِّي أحبَبتُ ابنةَ عَمٍّ لي حُبًّا شديدًا، وأنِّي -أحسِبُه قال- خطَبتُها إلى أهلِها فمنَعونيها، حتى جعَلتُ لها ما رضِيتْ به بيني وبينَها، ثمَّ دعَوتُ بها فخلَوتُ بها، فقعَدتُ منها مقعَدَ الرجُلِ مِن المرأةِ، فقالتْ: لا يحِلُّ لكَ أنْ تفضَّ الخاتَمَ إلَّا بحقِّه، فانقبَضَتْ إليَّ نَفْسي، ووفَّرتُ حقَّها عليها ونَفْسَها، اللهم إنْ كنتَ تعلَمُ أنِّي فعَلتُ ذلكَ ابتغاءَ وَجهِكَ فافرُجْ عنَّا. قال: فزال -أو كَلِمةً نحوَها- انفراجًا. وقالوا للثالثِ: إيهًا؛ أي: قُلْ. قال الثالثُ: اللهم إنْ كنتَ تعلَمُ أنِّي عمِلَ لي عاملٌ على صاعٍ مِن طعامٍ، فانطلَقَ العاملُ ولم يأخُذْ صاعَه، فاحتبَسَ عليَّ طويلًا مِن الدهرِ، وإنِّي عمَدتُ على صاعِه أحرُثُه، حتى اجتمَعَ مِن ذلكَ الصاعِ بقَرٌ كثيرٌ، وشاءٌ كثيرٌ، ومالٌ كثيرٌ، وإنَّ ذلكَ العاملَ أتاني بعدَ زمانٍ يطلُبُ الصاعَ مِن الطعامِ، وإنِّي قلتُ له: إن، صاعَكَ مِن الطعامِ قد صار مالًا كثيرًا، وشاءً كثيرًا، وبقَرًا كثيرًا، فخُذْ هذا كلَّه، فإنَّه مِن الصاعِ . فقال لي: أتسخَرُ؟ قلتُ له: لا واللهِ، ولكنَّه الحقُّ، فانطلَقَ به يسوقُ المالَ أجمَعَ، اللهم فإنْ كنتَ تعلَمُ أنِّي فعَلتُ ذلكَ ابتغاءَ وَجهِكَ فافرُجْ عنَّا. فانفلَقَ الحجَرُ فوقَعَ، وخرَجوا يتماشَوْنَ.
خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ، وهو منقطع
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الوادعي | المصدر : أحاديث معلة الصفحة أو الرقم : 409
التخريج : أخرجه البزار (9498) واللفظ له، والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (2454) باختلاف يسير
التصنيف الموضوعي: إجارة - ترك الأجير أجرته وتصرف المؤجر فيها آداب الدعاء - التوسل بصالح الأعمال في الدعاء رقائق وزهد - الإخلاص علم - القصص بر وصلة - بر الوالدين وحقهما
|أصول الحديث

أصول الحديث:


مسند البزار = البحر الزخار (16/ 290)
9498- حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عوفا قال: سمعت خلاسا يقول قال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب ثلاثة نفر زادة لأهلهم، قال: فأخذتهم مطر، فلجئوا إلى غار، قال: فوقع عليهم، أحسبه قال: من فم الغار حجر، فسد عليهم فم الغار، ووقع متجاف عنهم، قال: فقال النفر بعضهم لبعض: عفا الأثر، ووقع الحجر، ولا يعلم بمكانكم إلا الله تعالى، فتعالوا فليدع كل رجل منكم بأوثق عمل عمله قط لله عز وجل، عسى أن يخرجكم من مكانكم، قال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم أني كنت برا بوالدي، وأني أرحت غنمي ليلة، وكنت أحلب لأبوي فآتيتهما وهما مضطجعان على فراشهما، حتى أسقيهما بيدي،. وأني أتيتهما ليلة من تلك الليالي، وجئت بشرابهما، فوجدتهما قد ناما، وإني جعلت أرغب لهما في نومهما، وأكره أن أوقظهما، وأكره أن أرجع بالشراب، فيستيقظان ولا يجداني عندهما، فقمت مكاني قائما على رءوسهما كذلك حتى أصبحت، اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا، قال: فزال، أو كلمة نحوها، ثلث الحجر انفراجا، قالوا للآخر: أيها الرجل، قال: فقال الثاني: اللهم إن كنت تعلم أني أحببت ابنة عم لي حبا شديدا، وإني، أحسبه قال: خطبتها إلى أهلها فمنعونيها، حتى جعلت لها ما رضيت به بيني وبينها، ثم دعوت بها فخلوت بها، فقعدت منها مقعد الرجل من المرأة، فقالت: لا يحل لك أن تفتح الخاتم إلا بحقه، فانقبضت إلي نفسي، ووقرت حقها عليها ونفسها، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا، قال: فزال، أو كلمة نحوها الحجر، انفراجا وقالوا للثالث: أيها، أي: قل، قال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أنه عمل لي عامل على صاع من طعام،. فانطلق العامل ولم يأخذ صاعه، فاحتبس علي طويلا من الدهر، وإني عمدت إلى صاعه فما زلت أحرثه، حتى اجتمع من ذلك الصاع بقر كثير، وشاء كثير، ومال كثير، وإن ذلك العامل أتاني بعد زمان يطلب الصاع من الطعام، وإني قلت له: إن صاعك ذلك من الطعام قد صار مالا كثيرا، وشاءا كثيرا، وبقرا كثيرا، فخذ هذا كله، فإنه من ذلك الصاع فقال لي: أتسخر؟ قلت له: لا والله، ولكنه الحق، فانطلق به يسوق المال أجمع، اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا، فانفلق الحجر فوقع وخرجوا يتماشون. وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عوف عن خلاس إلا المعتمر.

المعجم الأوسط (3/ 54)
2454 - حدثنا أبو مسلم قال: نا عمرو بن مرزوق قال: أنا عمران القطان، عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خرج ثلاثة نفر ممن كان قبلكم يرتادون لأهليهم، فأصابتهم السماء، فلجئوا إلى جبل أو إلى كهف، فوقع عليهم حجر، فقال بعضهم لبعض: وقع الحجر، وعفا الأثر، ولا يعلم مكانكم إلا الله عز وجل، ادعوا بأوثق أعمالكم، [[ص:55]] فقال أحدهم: كان لي والدان، فكنت أحلب لهما في إناء، فإذا أتيتهما وهما نائمان قمت قائما حتى يستيقظا متى استيقظا، وكرهت أن تدور سنتهما في رءوسهما، فإذا استيقظا شربا، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا، فزال ثلث الحجر، وقال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة تعجبني، فأردتها، فأبت أن تمكنني من نفسها حتى جعلت لها جعلا، فلما أخذت جعلها، واستقرت نفسها تركتها، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا، فزال ثلثا الحجر، وقال الثالث: اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا، يعمل يوما، فعمل، فجاء يطلب أجره، فأعطيته، فلم يأخذه، وتسخطه، فوفرته عليه حتى صار من كل المال، ثم جاء يطلب أجره، فقلت: خذ هذا كله، ولو شئت لم أعطه إلا أجره، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك، فافرج عنا، فزال ثلث الحجر، وخرجوا يتماشون لم يرو هذا الحديث عن قتادة، عن سعيد بن أبي الحسن إلا عمران