الموسوعة الحديثية


- إنَّ عُثمانَ بنَ مظعونٍ، وعليَّ بنَ أبي طالبٍ، وابنَ مَسعودٍ، والمقدادَ بنَ الأسودِ، وسالمًا مولى أبي حُذَيْفةَ في أصحابِهِ - تبتَّلوا، فجلَسوا في البيوتِ، واعتَزَلوا النِّساءَ، ولبِسوا المُسوحَ، وحرَّموا طيِّباتِ الطَّعامِ واللِّباسِ إلَّا ما يأكلُ ويلبَسُ أَهْلُ السِّياحةِ من بَني إسرائيلَ، وَهَمُّوا بالإخصاءِ وأجمعوا لِقيامِ اللَّيلِ وصيامِ النَّهارِ، فنزلت : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ يقولُ : لا تَسيروا بغيرِ سنَّةِ المسلِمينَ، يريدُ : ما حرَّموا منَ النِّساءِ والطَّعامِ واللِّباسِ، وما أَجمعوا عليهِ من قيامِ اللَّيلِ وصيامِ النَّهارِ، وما همُّوا بِهِ منَ الإخصاءِ ، فلمَّا نزلت فيهم بَعثَ إليهم رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ : إنَّ لأنفسِكُم حقًّا، وإنَّ لأعينِكُم حقًّا، صوموا وأفطِروا، وصلُّوا وَناموا، فَليسَ منَّا مَن ترَكَ سنَّتَنا. فقالوا : اللَّهمَّ سلَّمنا واتَّبعنا ما أنزلتَ.
خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة إلى صحته]
الراوي : عكرمة مولى ابن عباس | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير الصفحة أو الرقم : 1/720
التخريج : أخرجه ابن جرير في ((تفسيره)) (8/ 612) واللفظ له .
التصنيف الموضوعي: تفسير آيات - سورة المائدة رقائق وزهد - القصد والمداومة على العمل قرآن - أسباب النزول نكاح - النهي عن التبتل نكاح - الاختصاء
|أصول الحديث

أصول الحديث:


[تفسير الطبري] (8/ 612)
: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، قال: أراد رجال، عثمان بن مظعون وعبد الله بن عمرو، أن يتبتلوا، ويخصوا أنفسهم، ويلبسوا المسوح، فنزلت هذه الآية إلى قوله: {واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون}. قال ابن جريج، عن ‌عكرمة: إن عثمان بن مظعون وعلي بن أبى طالب وابن مسعود والمقداد بن الأسود وسالما مولى أبى حذيفة، في أصحاب تبتلوا، فجلسوا في البيوت، واعتزلوا النساء، ولبسوا المسوح، وحرموا طيبات الطعام واللباس، إلا ما أكل وليس أهل السياحة من بنى إسرائيل، وهموا بالإخصاء، وأجمعوا لقيام الليل وصيام النهار، فنزلت: {ياأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}. يقول: لا تستنوا بغير سنة المسلمين. يريد ما حرموا من النساء والطعام واللباس، وما أجمعوا له من صيام النهار وقيام الليل، وما هموا له من الإخصاء، فلما نزلت فىهم بعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "إن لأنفسكم حقا، وإن لأعينكم حقا، صوموا وأفطروا، وصلوا وناموا، ‌فليس ‌منا ‌من ‌ترك ‌سنتنا". فقالوا: اللهم أسلمنا واتبعنا ما أنزلت.