الموسوعة الحديثية


- وقالَ النَّسائيُّ في هذا الحَديث: ولَجَأَتْ صَناديدُ قُرَيْشٍ وعُظَماؤُها إلى الكَعْبةِ -يَعْني دَخَلوا فيها- قالَ: فجاءَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى طافَ بالبَيْتِ، فجَعَلَ يَمُرُّ بتلك الأصْنامِ فيَطعَنُها بسِيَةِ القَوْسِ ويَقولُ: {جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}، حتَّى إذا فَرَغَ وصلَّى جاءَ فأخَذَ بعِضادَتَيِ البابِ ، ثُمَّ قالَ: "يا مَعشَرَ قُرَيْشٍ، ما تقَولونَ؟"، قالوا: نَقولُ: ابنُ أخٍ، وابنُ عَمٍّ، رَحيمٌ كَريمٌ، ثُمَّ أَعادَ عليهم القَوْلَ: قالوا مِثلَ ذلك، قالَ: "فإنِّي أَقولُ كما قالَ أخي يوسُفُ: {لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}"، فخَرَجوا فبايَعوه على الإسْلامِ.
خلاصة حكم المحدث : سكت عنه [وقالَ في المقدمة: وإن لم تكن فيه علة كانَ سكوتي عنه دليلا على صحته]
الراوي : أبو هريرة | المحدث : عبد الحق الإشبيلي | المصدر : الأحكام الوسطى الصفحة أو الرقم : 3/ 65
التخريج : أخرجه النسائي في ((السنن الكبرى)) (11234) بلفظه مطولا، ومسلم (1780)، وأبو داود (3024) باختلاف يسير.
التصنيف الموضوعي: بيعة - البيعة على ماذا تكون تفسير آيات - سورة الإسراء فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - أخلاق النبي بيعة - البيعة لله ورسوله فضائل النبي وصفته ودلائل النبوة - حسن شمائله ووفاء عهده صلى الله عليه وسلم

أصول الحديث:


[السنن الكبرى - النسائي - ط الرسالة] (10/ 154)
: 11234 - أخبرنا أحمد بن سليمان، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا سليمان بن المغيرة، قال: وحدثني سلام بن مسكين بن ربيعة النمري، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، قال: وفدنا إلى معاوية بن أبي سفيان ومعنا أبو ‌هريرة، وذلك في شهر رمضان، فكان أبو ‌هريرة يدعو كثيرا إلى رحله، فقلت لأهلي: اجعلوا لنا طعاما، ففعلوا، فلقيت أبا ‌هريرة بالعشي فقلت: الدعوة عندي الليلة، فقال: لقد سبقتني إليها، فقلت: أجل، قال: فجاءنا فقال: يا معشر الأنصار، ألا أعلمكم بحديث من حديثكم؟ قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام على إحدى المجنبتين، وخالد بن الوليد على الأخرى، قال: فبصر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم في كبكبة فهتف بي، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: اهتف لي بالأنصار فهتفت بهم، فطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم كأنهم كانوا على ميعاد، قال: يا معشر الأنصار، إن قريشا قد جمعوا لنا، فإذا لقيتموهم فاحصدوهم حصدا، حتى توافوني بالصفا، الصفا ميعادكم قال أبو ‌هريرة: فما لقينا منهم أحدا إلا فعلنا به كذا وكذا، وجاء أبو سفيان فقال: يا رسول الله، أبحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أغلق بابه فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ‌ولجأت ‌صناديد ‌قريش وعظماؤها إلى الكعبة، يعني دخلوا فيها قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طاف بالبيت، فجعل يمر بتلك الأصنام فيطعنها بسية القوس ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} [[الإسراء: 81]] حتى إذا فرغ وصلى جاء فأخذ بعضادتي الباب ثم قال: يا معشر قريش، ما تقولون؟ قالوا: نقول: ابن أخ، وابن عم رحيم كريم، ثم عاد عليهم القول قالوا مثل ذلك، قال: " فإني أقول كما قال أخي يوسف: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين} [[يوسف: 92]] فخرجوا فبايعوه على الإسلام ثم أتى الصفا لميعاد الأنصار، فقام على الصفا على مكان يرى البيت منه، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر نصره إياه، فقالت الأنصار، وهم أسفل منه: أما الرجل فقد أدركته رأفة لقرابته، ورغبته في عشيرته، فجاءه الوحي بذلك، قال أبو ‌هريرة: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه الوحي لم يستطع أحد منا يرفع طرفه إليه حتى ينقضي الوحي عنه، فلما قضي الوحي قال: " هيه يا معشر الأنصار، قلتم: أما الرجل فأدركته رأفة بقرابته ورغبة في عشيرته، والله إني لرسول الله، لقد هاجرت إلى الله، ثم إليكم، المحيا محياكم، والممات مماتكم " قال أبو ‌هريرة: فرأيت الشيوخ يبكون، حتى بل الدموع لحاهم، ثم قالوا: معذرة إلى الله ورسوله، والله ما قلنا إلا ضنا بالله وبرسوله، قال: فإن الله قد صدقكم ورسوله، وقبل قولكم

[صحيح مسلم] (5/ 170)
: 84 - (1780) حدثنا شيبان بن فروخ ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، حدثنا ثابت البناني ، عن عبد الله بن رباح ، عن أبي ‌هريرة قال: وفدت وفود إلى معاوية، وذلك في رمضان، فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام، فكان أبو ‌هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله، فقلت: ألا أصنع طعاما فأدعوهم إلى رحلي؟ فأمرت بطعام يصنع، ثم ‌لقيت ‌أبا ‌هريرة ‌من ‌العشي ‌فقلت: الدعوة عندي الليلة، فقال: سبقتني؟ قلت: نعم، فدعوتهم فقال أبو ‌هريرة: ألا أعلمكم بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار؟ ثم ذكر فتح مكة فقال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم مكة، فبعث الزبير على إحدى المجنبتين، وبعث خالدا على المجنبة الأخرى، وبعث أبا عبيدة على الحسر، فأخذوا بطن الوادي، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة، قال: فنظر فرآني فقال: أبو ‌هريرة. قلت: لبيك يا رسول الله، فقال: لا يأتيني إلا أنصاري. زاد غير شيبان: فقال: اهتف لي بالأنصار. قال: فأطافوا به ووبشت قريش أوباشا لها وأتباعا، فقالوا: نقدم هؤلاء فإن كان لهم شيء كنا معهم، وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم. ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى، ثم قال: حتى توافوني بالصفا. قال: فانطلقنا، فما شاء أحد منا أن يقتل أحدا إلا قتله، وما أحد منهم يوجه إلينا شيئا، قال: فجاء أبو سفيان، فقال: يا رسول الله، أبيحت خضراء قريش، لا قريش بعد اليوم، ثم قال: من دخل دار أبي سفيان فهو آمن. فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته. قال أبو ‌هريرة: وجاء الوحي وكان إذا جاء الوحي لا يخفى علينا، فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينقضي الوحي، فلما انقضى الوحي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار. قالوا: لبيك يا رسول الله، قال: قلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته. قالوا: قد كان ذاك، قال: كلا، إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، والمحيا محياكم، والممات مماتكم، فأقبلوا إليه يبكون ويقولون: والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله وبرسوله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم. قال: فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان، وأغلق الناس أبوابهم، قال: وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه، ثم طاف بالبيت، قال: فأتى على صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه، قال: وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس وهو آخذ بسية القوس، فلما أتى على الصنم جعل يطعنه في عينه ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل} فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت، ورفع يديه فجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو .

سنن أبي داود (3/ 163 ت محيي الدين عبد الحميد)
: 3024 - حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا سلام بن مسكين، حدثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن أبي ‌هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة سرح الزبير بن العوام، وأبا عبيدة بن الجراح، وخالد بن الوليد على الخيل، وقال: يا أبا ‌هريرة، اهتف بالأنصار قال: اسلكوا هذا الطريق فلا يشرفن لكم أحد، إلا أنمتموه فنادى مناد: لا قريش بعد اليوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دخل دارا فهو آمن، ومن ألقى السلاح فهو آمن، ‌وعمد ‌صناديد ‌قريش، ‌فدخلوا ‌الكعبة فغص بهم، وطاف النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى خلف المقام، ثم أخذ بجنبتي الباب فخرجوا فبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام، قال: أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل سأله رجل قال: مكة عنوة هي؟ قال: إيش يضرك ما كانت؟ قال: فصلح؟ قال: لا