الموسوعة الحديثية


- عن مَكْحولٍ، أنَّ رجُلًا سأل أبا الدَّرْداءِ عن صِيامِ رَجَبٍ، فقال: سألتَ عن شَهْرٍ كانَتِ الجاهليَّةُ تُعَظِّمُهُ في جاهليَّتِها، وما زادَهُ الإسلامُ إلَّا فَضْلًا وتعظيمًا، ومَن صام منه يومًا تَطَوُّعًا يَحْتَسِبُ بِهِ ثَوابَ اللهِ عزَّ وجلَّ ويبتغي بِهِ وَجْهَهُ مُخْلِصًا، أَطْفَأَ صَوْمُهُ ذلك اليَوْمِ غضبَ اللهِ، وَأَغْلَقَ عنه بابًا مِن أبوابِ النارِ، ولو أُعْطيَ مِلْءَ الأرضِ ذَهَبًا، ما كان ذلك حقًّا له، ولا يَسْتَكْمِلُ أجرَهُ شيءٌ مِنَ الدُّنيا دونَ يومِ الحسابِ، وله عشْرَ دَعَواتٍ مُسْتَجاباتٍ؛ فإنْ دعا بشيءٍ مِن عاجلِ الدُّنيا أُعطيَهُ، وإلَّا ادُّخِرَ له مِنَ الخَيْرِ كأفضلِ ما دعا داعٍ مِن أولياءِ اللهِ عزَّ وجلَّ وَأَحِبَّائِهِ وأصفيائِهِ، ومَن صام يَوْمَيْنِ كانَ له مِثْلُ ذلك، وله مع ذلك أجرُ عشَرَةٍ مِنَ الصِّدِّيقينَ في عُمُرِهم، بالغةً أعمارُهم ما بلَغَتْ، وشُفِّعَ في مِثْلِ ما شُفِّعوا فيهِ، فيكونُ في زُمْرَتِهم حتى يدخُلَ الجنَّةَ معهم، ويكونُ مِن رُفَقائِهم، ومَن صام ثلاثةَ أيَّامٍ، كان له مِثْلُ ذلك، وقال اللهُ له عند إفطارِهِ : لقد وَجَبَ حَقُّ عَبْدي هَذا، وَوَجَبَتْ له محبَّتي وولايَتي، أُشْهِدُكم يا مَلائِكَتي أَنِّي قَدْ غفرْتُ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ وما تأخَّرَ -فذكَرَ الحديثَ بألفاظٍ نحوَ هذا الجنسِ يقول فيه:- ومَن صام تِسْعَةَ أيَّامٍ منه، رُفِعَ كتابُهُ في عِلِّيِّينَ ، وبُعِثَ يومَ القِيامةِ مِنَ الآمِنينَ، ويخرُجُ مِن قبرِهِ وَوَجْهُهُ نورًا يَتَلأْلأُ، حتى يقولَ أهلُ الجمعةِ: هَذا نبيٌّ مصطفًى، وإنَّ أدنى ما يُعْطَى أنْ يدخُلَ الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ، ومَن صام عشَرَةَ أيَّامٍ، فبَخٍ بَخٍ بَخٍ! له مِثْلُ ذلك، وعشَرَةُ أضعافِهِ، وهو ممَّنْ يُبَدِّلُ اللهُ عزَّ وجلَّ سيِّئاتِهم حسناتٍ، ويكونُ مِنَ المُقَرَّبينَ، القَوَّامينَ للهِ بِالقِسْطِ، وكمَن عَبْدَ اللهَ ألفَ عامٍ قائمًا صائمًا صابرًا مُحْتَسِبًا، ومَن صام عشرينَ يومًا، كانَ له مِثْلُ ذلك، وعشرونَ ضِعْفًا، وهو مَن يُزاحِمُ خليلَ اللهِ في قُبَّتِهِ، ويُشَفَّعُ في مِثْلِ رَبيعَةَ ومُضَرَ كُلَّهم مِن أَهْلِ الخطايا والذُّنوبِ، ومَن صام ثَلاثينَ يومًا، كانَ له مِن جميعِ ذلك ثَلاثونَ ضِعْفًا، ونادى مُنادٍ مِنَ السَّماءِ، أَبْشِرْ يا وَليَّ اللهِ بالكرامَةِ العُظْمى، والكرامةُ النَّظرُ إلى وَجْهِ اللهِ الجليلِ، في مُرافَقَةِ النَّبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشُّهَداءِ والصَّالِحينَ، وَحَسُنَ أولئكَ رَفيقًا، طوبى لكَ، طوبى لكَ، ثَلاثَ مرَّاتٍ، غَدًا إذا كُشِفَ الغِطاءُ، فَأَفْضَيْتَ إليَّ جَسيمَ ثَوابِ رَبِّكَ الكريمِ، فإذا نزَلَ بِهِ المَوْتُ، سَقاهُ ربُّه عند خُروجِ نَفْسِهِ شَرْبَةً مِن حِيَاضِ الفِرْدَوْسِ، ويُهَوِّنُ عليه سَكْرَةَ الموتِ، حتى ما يَجِدُ للموتِ أَلَمًا، حتى يَرِدَ حوضَ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإذا خرج مِن قبرِهِ شيَّعَهُ سبعونَ ألفَ مَلَكٍ مِنَ النجائبِ مِنَ الدُّرِّ والياقوتِ، ومعهم الطرائِفُ والحُليِّ والحُلَلِ، فيقولونَ له : يا وَليَّ اللهِ، التجِئْ إلى ربِّكَ الذي أَظْمَيْتَ له نهارَكَ، وأَنْحَلْتَ له جسمَكَ؛ فهو من أوَّلِ الناسِ دُخولًا جنَّاتِ عَدْنٍ يومَ القيامةِ مع الفائزينَ الذينَ رَضِيَ اللهُ عنهم ورضُوا عنه، ذلك هو الفوزُ العظيمُ، قال: فإنْ كان له في كلِّ يومٍ يصومُهُ صدَقةٌ على قَدْرِ قُوتِهِ يتصدَّقُ بِها، فهَيْهاتَ هَيْهاتَ، ثَلاثًا، لوِ اجْتمَعَ الخلائِقُ على أنْ يَقْدُرُوا قَدْرَ ما أُعْطيَ ذلك العبدُ مِنَ الثوابِ، ما بلغوا مِعْشارَ العُشْرِ ممَّا أُعْطيَ ذلك العَبْدُ مِنَ الثَّوابِ.
خلاصة حكم المحدث : موضوع
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تبيين العجب الصفحة أو الرقم : 45
التخريج : أخرجه الحسن الخلال في ((فضائل رجب)) (8)، والشجري في ((الأمالي الخميسية)) (1861)، وابن شاهين كما في ((الزيادات على الموضوعات)) (558) واللفظ لهم.
التصنيف الموضوعي: آداب الدعاء - استجابة الدعاء استغفار - أسباب المغفرة رقائق وزهد - الإخلاص صيام - صوم رجب صيام - فضل شهر رجب
| أحاديث مشابهة |أصول الحديث

أصول الحديث:


فضائل شهر رجب للخلال (ص: 58)
8 - حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق إملاء قال حدثني أبي ثنا أبو العباس الفضل بن يعقوب الرخامي ثنا داود بن المحبر ثنا سليمان بن الحكم عن العلاء بن بكير عن مكحول أن رجلا سأل أبا الدرداء عن صيام رجب فقال: سألت عن شهر كانت الجاهلية تعظمه في جاهليتها وما زاده الإسلام إلا فضلا وتعظيما فمن صام فيه يوما تطوعا يحتسب به ثواب الله عز وجل ويبتغي به وجهه مخلصا أطفأ صومه ذلك اليوم غضب الله وأغلق عنه بابا من أبواب جهنم ولو أعطي ملء الأرض ذهبا ما كان ذلك جزاء له ولا يستكمل أجره شيء من الدنيا دون يوم الحساب وله إذا أمسى عشر دعوات مستجابات، فإن دعا بشيء من عاجل الدنيا أعطيه وإلا أرضى له من الخير أفضل دعاء دعاه داع من أولياء الله عز وجل وأحبائه وأصفيائه، ومن صام يومين كان له مثل ذلك وله مع ذلك ثواب عشرة من الصديقين في عمرهم بالغة أعمارهم ما بلغت ويشفع في مثل ما يشفعون فيه ويكون في زمرتهم حتى يدخل الجنة معهم ويكون من رفقائهم. ومن صام ثلاثة أيام كان له مثل ذلك وقال الله له عند إفطاره: لقد وجب حق عبدي هذا ووجبت له محبتي وولايتي أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. ومن صام أربعة أيام كان له مثل ذلك ومثل ثواب أولي الألباب التوابين ويعطى كتابه في أول الفائزين. ومن صام خمسة أيام كان له مثل ذلك ويبعث يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر ويكتب له عدد رمل عالج حسنات ويدخل الجنة ويقال له تمن على الله ما شئت. ومن صام ستة أيام كان له مثل ذلك ويعطى سوى ذلك نورا يستضيء به أهل الجمع يوم القيامة ويبعث في الآمنين حتى يمر على الصراط بغير حساب ويعافى من عقوق الوالدين وقطعية الرحم ويقبل الله عليه بوجهه إذا لقيه يوم القيامة. ومن صام سبعة أيام كان له مثل ذلك وتغلق عنه سبعة أبواب الجحيم وحرمه الله على النار وأوجب له الجنة يتبوأ منها حيث يشاء. ومن صام ثمانية أيام كان له مثل ذلك وفتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء. ومن صام تسعة أيام كان له مثل ذلك ورفع كتابه في عليين ويبعث يوم القيامة في الآمنين ويخرج من قبره ووجهه نور يتلألأ يشرق لأهل الجمع يقولون هذا نبي مصطفى وإن أدنى ما يعطى أن يدخل الجنة بغير حساب. ومن صام عشرة أيام فبخ بخ بخ له مثل ذلك وعشرة أضعاف وهو ممن يبدل الله سيئاته حسنات ويكون من المقربين القوامين لله بالقسط كمن عبد ألف سنة قائما صائما صابرا محتسبا. ومن صام عشرين يوما كان له مثل ذلك وعشرون ضعفا وهو من يزاحم إبراهيم خليل الله في قبته ويشفع في مثل ربيعة ومضر كلهم من أهل الخطايا والذنوب. ومن صام ثلاثين يوما كان له مثل ذلك وثلاثون ضعفا ونادى مناد في السماء: أبشر يا ولي الله بالكرامة العظمى النظر إلى وجه الله الكريم عز وجل في مرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا طوبى لك طوبى لك ثلاث مرات غدا إذا كشف الغطاء فأفضيت إلي جسيم ثواب ربك. فإذا نزل به الموت سقاه الله عند خروج نفسه شربة من حياض الفردوس ويهون عليه سكرة الموت حتى ما يجد للموت ألما فيظل في قبره ريانا حتى يرد حوض محمد صلى الله عليه وسلم فإذا خرج من قبره يلقاه سبعون ألف ملك معهم نجائب من الدر والياقوت ومعهم طرائف الحلي والحلل فيقولون له يا ولي الله المنجى إلى ربك الذي أظميت له نهارك وأنحلت له جسمك فهو أول الناس دخولا جنات عدن يوم القيامة مع الفائزين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك هو الفوز العظيم. قال فإن كان له في كل يوم يصومه صدقة على قدر قوته يتصدق بها فهيات هيهات هيهات ثلاثا لو اجتمع جميع الخلائق على أن يقدروا قدر ما أعطي ذلك العبد من الثواب ما بلغوا معشار العشر مما أعطي ذلك العبد من الثواب.

ترتيب الأمالي الخميسية للشجري (2/ 132)
1861 - أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن علي الكاتب الوزان يعرف بابن قفرجل، بقراءتي عليه بقطفتا، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس المستملي الوراق، إملاء، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبو العباس الفضل بن يعقوب الرجامي، إملاء سنة أربع وخمسين ومائتين قال: حدثنا داود بن المحبر، قال: حدثنا سليمان بن الحكم، عن العلاء بن كثير، عن مكحول , أن رجلا سأل أبا الدرداء عن " صيام رجب، فقال: لقد سألت عن شهر رجب كانت الجاهلية تعظمه في جاهليتها وما زاده الإسلام , إلا فضلا وتعظيما، فمن صام يوما منه , تطوعا يحتسب به ثواب الله عز وجل وابتغى وجه الله مخلصا أطفأ صومه ذلك اليوم غضب الله عز وجل , وأغلق عنه بابا من أبواب جهنم، ولو أعطي ملء الأرض ذهبا ما كان ذلك جزاء له , ولا يستكمل أجره بشيء من الدنيا دون يوم الحساب , وله إذا أمسى عشر دعوات مستجابات، فإذا دعا بشيء في عاجل الدنيا أعطيه , وإلا ادخر له من الخير كأفضل ما دعا به داع من أولياء الله وأحبابه وأصفيائه، ومن صام يومين , كان له مثل ذلك , وله مع ذلك أجر عشرة من الصديقين في عمرهم، بالغة أعمالهم ما بلغت ويشفع في مثل ما يشفعون فيه، ويكون في زمرتهم حتى , يدخل الجنة معهم , ويكون من رفقائهم. ومن صام ثلاثة أيام , كان له مثل ذلك، وقال الله تعالى عند إفطاره: لقد وجب حق عبدي هذا، ووجبت له محبتي , وولايتي، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له ما تقدم من ذنبه , وما تأخر. ومن صام أربعة أيام , كان له مثل ذلك , ومثل ثواب أولي الألباب من التوابين، ويعطى كتابه في أوائل الفائزين، ومن صام خمسة أيام , كان له مثل ذلك , ويبعث يوم القيامة , ووجهه كالقمر ليلة البدر، ويكتب له عدد رمل عالج حسنات , ويدخل الجنة، ويقال له تمن على الله ما شئت. ومن صام ستة أيام , كان له مثل ذلك , ويعطى سوى ذلك نورا يستضيء به أهل الجمع في القيامة، ويبعث في الآمنين , حتى يمر على الصراط بغير حساب، ويعافى من عقوق الوالدين , وقطيعة الرحم، ويقبل الله عليه بوجهه , إذا لقيه يوم القيامة. ومن صام سبعة أيام , كان له مثل ذلك، ويغلق عنه سبعة أبواب النار، ويحرمه الله على النار، وأوجب له الجنة يتبوأ منها حيث يشاء. ومن صام ثمانية أيام , كان له مثل ذلك، وفتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء. ومن صام تسعة أيام , كان له مثل ذلك، ورفع كتابه في عليين، ويبعث يوم القيامة في الآمنين، ويخرج من قبره ووجهه يتلألأ يشرق لأهل الجمع حتى يقولوا هذا مصطفى، وإن أدنى ما يعطى لأن يدخل الجنة بغير حساب. ومن صام عشرة أيام , فبخ بخ بخ له مثل ذلك , وعشرة أضعافه، وهو ممن يبدل الله سيئاته حسنات، ويكون من المقربين القوامين لله بالقسط، وكمن عبد الله ألف عام صائما قائما صابرا محتسبا. ومن صام عشرين يوما , كان له مثل ذلك , وعشرون ضعفا، وممن هو يزاحم إبراهيم خليل الله في قبته، ويشفع في مثل ربيعة ومضر كلهم من أهل الخطايا والذنوب. ومن صام ثلاثين يوما , كان له مثل جميع ذلك وثلاثون ضعفا، ونادى مناد من السماء: أبشر يا ولي الله بالكرامة العظمى، وما الكرامة العظمى؟ النظر إلى وجه الله الجليل، ومرافقة النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، طوبى لك طوبى لك، ثلاث مرات، غدا إذا كشف الغطاء , فأقضيت إلى جسيم ثواب ربك الكريم، فإذا نزل به الموت , سقاه ربه تعالى عند خروج نفسه شربة من حياض الفردوس، ويهون عليه سكرة الموت , حتى ما يجد للموت ألما، ويظل في قبره ريان، ويخرج من قبره ريان، ويظل في الموقف ريان , حتى يرد حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا خرج من قبره شيعه سبعون ألف ملك، معهم النجائب من الدر والياقوت، ومعهم طرائف الحلي والحلل، فيقولون له: يا ولي الله التجئ إلى ربك الذي أطيب له نهارك وانحلت له جسمك، فهو من أول الناس دخولا جنات عدن يوم القيامة مع الفائزين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك هو الفوز العظيم. قال: فإن كان له في كل يوم يصومه صدقة على قدر قوته يتصدق بها , فهيهات هيهات هيهات ثلاثا، لو اجتمع جميع الخلائق على أن يقدروا ما أعطي ذلك العبد من الثواب , ما بلغوا معشار العشر مما أعطي ذلك العبد من الثواب "

الزيادات على الموضوعات (1/ 459)
558 - ابن شاهين في (الترغيب): حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس حدثني أبي حدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي حدثنا داود بن المحبر حدثنا سليمان بن الحكم بن عوانة الكلبي عن العلاء بن كثير الليثي عن مكحول أن رجلا سأل أبا الدرداء عن صيام رجب فقال: سألت عن شهر كانت الجاهلية تعظمه في جاهليتها وما زاده الإسلام إلا فضلا وتعظيما، فمن صام منه يوما تطوعا محتسبا به ثواب الله يبتغي به وجه الله مخلصا؛ أطفأ صومه ذلك اليوم غضب الله، وأغلق عنه بابا من أبواب النار، ولو أعطي ملء الأرض ذهبا ما كان ذلك جزاء له، ولا يستكمل أجره بشيء من الدنيا دون يوم الحساب، وله إذا أمسى عشر دعوات مستجابات، فإن دعاه بشيء من عاجل الدنيا أعطاه، وإلا ذخر له من الخير كأفضل ما دعا داع من أولياء الله وأحبابه وأصفيائه. ومن صام يومين كان له مثل ذلك، وله مع ذلك أجر عشرة من الصديقين في عمرهم بالغة أعمارهم ما بلغت. ومن صام ثلاثة أيام كان له مثل ذلك وقال الله عز وجل له عند إفطاره: لقد وجب حق عبدي هذا ووجبت له محبتي وولايتي، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. ومن صام أربعة أيام كان له مثل ذلك ومثل ثواب أولي الألباب التوابين، ويعطى كتابه في أول الفائزين. ومن صام خمسة أيام كان له مثل ذلك، ويبعث يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر، ويكتب له عدد رمل عالج حسنات، ويدخل الجنة ويقال له: تمن على الله ما شئت. ومن صام ستة أيام كان له مثل ذلك، ويعطى نورا يستضيء به أهل الجمع في القيامة، ويبعث في الآمنين حتى يمر على الصراط بغير حساب، ويعافى من عقوق الوالدين وقطيعة الرحم، ويقبل الله عليه بوجهه إذا لقيه يوم القيامة. ومن صام سبعة أيام كان له مثل ذلك، ويغلق عنه سبعة أبواب جهنم، وحرمه الله على النار وأوجب له الجنة يتبوأ منها حيث يشاء. ومن صام ثمانية أيام كان له مثل ذلك وفتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء. ومن صام تسعة أيام كان له مثل ذلك ورفع كتابه في عليين، ويبعث يوم القيامة في الآمنين، ويخرج من قبره ووجهه يتلألأ يشرق لأهل الجمع حتى يقولون : هذا نبي مصطفى، فإن أدنى ما يعطى أن يدخل الجنة بغير حساب. ومن صام عشرة أيام فبخ بخ له مثل ذلك وعشرة أضعافه، وهو ممن يبدل الله سيئاته حسنات، ويكون من المقربين القوامين لله بالقسط، وكمن عبد الله ألف عام صائما قائما صابرا محتسبا. ومن صام عشرين يوما كان له مثل ذلك وعشرون ضعفا، وهو ممن يزاحم إبراهيم عليه السلام في قبته ويشفع في مثل ربيعة ومضر كلهم من أهل الخطايا والذنوب. ومن صام ثلاثين يوما كان له مثل ذلك وثلاثين ضعفا، وناداه مناد من السماء: أبشر يا ولي الله بالكرامة العظمى. والكرامة العظمى النظر إلى وجه الله الجليل عز وجل في مرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، طوبى لك طوبى لك ثلاث مرات غدا إذا كشف عنك الغطاء فأفضيت إلى جسيم ثواب ربك الكريم. فإذا نزل به الموت سقاه ربه عند خروج نفسه شربة من حياض الفردوس حتى لا يجد للموت ألما، فيظل في قبره ريان، ويخرج من قبره ريان، ويظل في الموقف ريان حتى يرد حوض النبي - صلى الله عليه وسلم -، فإذا خرج من قبره أتاه سبعون ألف ملك معهم النجائب من الدر والياقوت، ومعهم طرائف الحلي والحلل فيقولون: يا ولي الله النجا إلى ربك الذي أظمأت له نهارك وأنحلت له جسمك، فهو من أول الناس دخولا جنات عدن يوم القيامة مع الفائزين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك هو الفوز العظيم، فإن كان بكل يوم يصومه صدقة على قدر قوته فتصدق بها فهيهات هيهات هيهات؛ لو اجتمع جميع الخلائق على أن يقدروا قدر ما أعطي ذلك العبد من الثواب ما بلغوا معشار العشر مما أعطي ذلك العبد من الثواب. هذا الإسناد ظلمات بعضها فوق بعض؛ داود كذاب وضاع وهو المتهم به. وسليمان بن الحكم ضعفوه. والعلاء بن كثير قال الذهبي: مجمع على ضعفه.